vإنَّني أسأل: مَن مِنَ الناس فسد أكثر من ملك بابل (نبوخذنصر)... لقد أُعطيت له فرص كثيرة للتوبة. الأولى هي تلك المعجزة التي تمَّت في أتون النار (أي ظهور ابن الله مع الثلاثة فتية في وسط النار) (دا 3). والثانية هي تلك الرؤى التي ظهرت له، وقد فسرَّها له دانيال، هذه الرؤى الكفيلة بأن تسحق أي قلب حجري (دا 4)، بعد ذلك نصائح النبي نفسه.
في كل هذا لم يعاقبه الله بل أطال أناته عليه ناصحًا إيَّاه تارة بالرؤى وأخرى على لسان نبيِّه، ولكن إذ لم يحدث له أي إصلاح بأية وسيلة من هذه الوسائل، أخيرًا صبَّ عليه العقاب "فطُرِد من بين الناس، وتساوَى قلبه بالحيوان، وكانت سكناه مع الحمير الوحشيَّة، فأطعموه العشب كالثيران وابتلَّ جسمه بندى السماء" (دا 5: 21). ولم يكن هذا العقاب للانتقام، إذ أعاده ثانية إلى مركزه الأول دون أن تصيبه أيَّة خسارة، بل استفاد أكبر فائدة ممكنة.