v لو كانت النفس لا قدرة لها أن تُذَلِّلَ أهواء الجسد وتُرَوِّض حركاته، لكان لهم (للهراطقة) حجة في لوم الجسد. إلا أن الأبطال المجاهدين قد قهروا أوجاع الجسد، ورَوَّضوا حركاته، واستخدموه في المنافع، والنفس هي التي يلزمها اللوم، لأنها توانت، مع أن لها سلطان على الجسد.
والنفس أيضًا ليس فيها شر بطبعها - حاشا لله - إنما وُجِدَ فيها الشر لأنها لم تعمل الخير الذي أُعطي لها القدرة عليه والاختيار فيه. فإن الشرَّ في الإنسان ليس هو إلا انعدام الفضيلة، وحيث لا فضيلة فهناك الشر حقًا.