اثبت على عهدك، واهتمّ به، وابلغ الشيخوخة في عملك [18].
v لا يظن أحد أن الرسول يختلف عن كلماتنا هذه بقوله: أن يشتغلوا بهدوء، ويأكلوا خُبْزَ أنفسهم (2 تس 3: 11-12). هذه الوصية مُوَجَّهة للعنيدين والمُتراخِين، وتعني أنه من الأفضل لكل إنسانٍ أن يخدم على الأقل نفسه، ولا يُمَثِّل ثقلًا على الآخرين ويعيش عاطلًا... مرة أخرى، قوله: "كنا نشتغل بتعبٍ وكدٍّ ليلًا ونهارًا، لكي لا نُثَقِّل على أحدٍ منكم" (2 تس 3: 8)، تحمل نفس المعنى. باسم المحبة الأخوية تَحَمَّل الرسول ثقل العمل بجانب التزامه من جهة الذين فُرِضُوا عليه، وذلك بهدف استبعاد الفوضى. التزم هذا الذي يجاهد بشغفٍ من أجل الكمال، أن يعمل ليلًا ونهارًا، "ليكون له أن يعطي من له احتياج" (أف 4: 28). الإنسان الذي يعتمد على نفسه أو حتى على شخصٍ آخر مُلتزِم أن يمدَّه باحتياجاته، ويظن أن بنشاطه ونشاط من يجتمع معه يكفي أن يُعِينَه في معيشته، يسقط في خطر، إذ يضع رجاءه في إنسانٍ، فيسقط تحت اللعنة التي تقول: "ملعون الرجل الذي يتَّكِل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه" (إر 17: 3).