v يوجد إنسان مملوء بالإيمان، يأتي مُتَّجِهًا نحو الجماعة متهمًا نفسه، يكشف لكل شخصٍ الخطية التي ارتكبها. ومع ذلك فإن أولئك الذين ليس فيهم خوف من دينونة الله العتيدة، إذ يسمعون كلماته، بدلًا من مشاركته آلامه، وعوض الاهتمام به يزعجونه، عوض السقوط مع الساقط، يقولون: ابعد عني ولا تقترب مني، فإني طاهر! ثم يبدأون يلعنون هذا الذي كانوا قبلًا معجبين به (إذ كانت خطيته مخفية)، ويسحبون صداقتهم معه.
إنه لم يرد أن يخفي جريمته. باقتناعٍ يقول عمن يعيرونه: "أصدقائي وأصحابي ابتعدوا عن وبائي، وأقربائي تركوني" (مز 38: 11) LXX... الذي بعد ما ارتكب خطية يرغب في خلاص نفسه، ولا يبالي بتوبيخات الذين لا يفكرون في خطاياهم والذين لا يذكرون كلمات الأسفار الإلهية: "لا تعيِّر التائب عن الخطية، واذكر أننا جميعًا مستوجبون العقوبة" (راجع سي 8: 5). لا تضطرب من أجل هذه الأمور، إنما اضطرب من أجل نفسك، وصلِّ إلى الله أن يسمع لك، ويرفعك بعد سقوطك حتى تستطيع القول بعد ذلك: "أعرف إثمي، وأحزن على خطيتي" (مز 38: 19) LXX.
العلامة أوريجينوس