يسوع على الصليب يشعر بالوحدة والترك، ويصرخ صرخة العذاب والعتاب. إنّ صرخة العذاب تقودنا إلى أن ألم يسوع لم يكن وهميًا أو خياليًا أو ظاهريًا، وانما هو ألم حقيقي، ونزاع حقيقي. إنّ صرخة العتاب لا تعني أنّ الآب قد ترك الابن للعذاب، بل كانت مشيئة الآب أن يتألم الابن من أجل خلاص البشر، وكانت مشيئة الابن ان قبل مشيئة الآب، اي ان الترك كان باتفاق بين الاب والابن من أجلنا وخلاصنا نحن البشر.
أمام هذا الصراخ المدوي والعذاب والعتاب، ألا يجدر بنا أن نتسلق الجلجلة ونصل الى الصليب، إلى ذلك الجسد الممزق لكي نكتشف حبه العظيم، ونخرّ عند قدميه راكعين تائبين طالبين منه الرحمة والصفح عن خطايانا!