لا يرقَّع الثّوب العتيق بقطعة قماش جديد، لأنّ حوافّ الثّوب القديم سوف تنكمش وتتجمّع على الرّقعة الجديدة فيهترأ وتصبح حالته أسوأ، واليهوديّة وتعاليهما هنا هي بمثابة الثّوب العتيق، وباعتبار أنّ المسيحيّة هي الرّقعة الجديدة، يكون المقصود بذلك بأنّ المسيحيّة ليست رقعة نكمل بها اليهوديّة أو نرقّعها بها، وإنّما هي وصايا جديدة وتعاليم جديدة، فالمسيح لم يرد أن يصوم تلاميذه قبل أن يجدّدهم ويجدّد طبيعتهم ويهيّأهم لقبول وصاياه وحينئذ يصومون، فإذا كان المسيح يعطينا مفهوماً جديداً للصّوم، فلا ينفع تطبيقه على الّذين ما زالوا تحت النّاموس، وإلّا سيفسد الإنسان ويضيع بين هذا وذاك