رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
6 ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يُوحَنَّا تشير عبارة "ظهر" في اليونانية "Ἐγένετο " (معناها كان) إلى عكس فعل "كان" في اليونانية ἦν الذي ورد في الآية الأولى "كان الكلمة" (يُوحَنَّا 1: 1) حيث أن يسوع جاء في صِيغة فعل الكينونة، أي أنه كائن أزلي غير مُحَدَّد بزمن ٍ معين ٍ على عكس يُوحَنَّا المَعْمَدان الذي وُجد في زمن ٍ معينٍ. ويُعلق القدّيس غريغوريوس الكبير على لسان يُوحَنَّا المَعْمَدان "إن كان المسيح أعظم منّي، برغم أنّه ولد من بعدي، فذلك لأنّ وقت ولادته لا يحصره في حدود معيّنة. فهو ولد من أمّ ٍ في الزَّمن، لكنّه مولودٌ من الآب قبل الدُّهور وخارج الزَّمن". والجدير بالذِّكر أننا لا نجد خبر طفولة يسوع في إنجيل يُوحَنَّا، كما إننا لا نجده أيضا في إنجيل مرقس. يبدأ هذان الإنجيلان برسالة يُوحَنَّا المَعْمَدان نحو ثمانية وعشرين سنة بعد ميلاد يسوع. أمَّا عبارة " رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله" فتشير إلى الله مصدر إرساليته؛ إنه يأتي من الله، ويُعلق القديس يُوحَنَّا الذَّهَبي الفم " إذا سمعت أن يُوحَنَّا مُرسلٌ من الله فلا تظن أنه يتكلم بأقواله، لكنَّه يتكلم بأقوال مُرسله، ولهذا ُسمِّى ملاكًا، كما ورد في سفر ملاخي النَّبي "هاءَنَذا مُرسِلٌ رَسولي فيُعِدُّ الطَّريق أَمامي، ويَأتي فَجأَةً إلى هَيكَلِه السَّيِّدُ الَّذي تَلتَمِسونَه، ومَلاكُ العَهدِ الَّذي تَرتَضونَ بِه"(ملاخي 3: 1)، ومُهِمَّة المَلاك ألاَّ يقول قولًا من ذاته". فهذه هي مُهِمَّة النَّبي: أن يُخبر برسالة وُضِعَت في قلبه، ينطقها كاملة صحيحة بفمه، كما قال الرَّبّ إلى أرميا النَّبي: " فإنَّكَ لِكلِّ ما أُرسِلُكَ لَه تَذهَب وكُلَّ ما آمُرُكَ بِه تَقول" (إرميا 1: 7). أمَّا عبارة " يُوحَنَّا " في الأصل اليوناني Ἰωάννης وهي لفظة مشتقة من العبرية יוֹחָנָן (معناها الله حنون) فتشير إلى الصيغة العربية في أسفار العهد الجديد وسُمِّي بذلك بأمر من الله (لوقا 1: 13). وان اللقب الأشهر ليُوحَنَّا هو "المعمدان" وذلك لكونه عمَّد يسوع، وكان أول من دعا يُوحَنَّا بلقب "المَعْمَدان" هو هيراكليون الغنُّوصي في القرن الثَّاني، وبعد ذلك استعمله عددٌ من كبار آباء الكنيسة، ثم شاع هذا اللقب في الكنائس ذات التُّراث الشَّرقي والغربي على حدِّ سواء. ويُوحَنَّا المَعْمَدان، هو لاوي ابن زكريا الشَّيخ وزوجته اليصابات، دُعي وكُرَّس منذ ولادته ليكون سابق المسيح (لوقا 1: 5-25) وكان أبواه يسكنان اليهودية في يطّا، مدينة الكهنة، وهي إحدى قرى منطقة الخليل. وكانت ولادته قبل ولادة المسيح بستة أشهر (لوقا 1: 26) في قرية عين كارم بحسب التَّقاليد. ودُعي القديس يُوحَنَّا المَعْمَدان رسولًا أو ملاك الله (ملاخي ٣: ١). وكان نبيًا وسابقًا للمسيح بالتَّوبة وشاهدًا لابن الله. ولم يذكر عنه الكتاب المقدس أنه صنع معجزة ما، لكنه شهد للحق، وجذب الكثيرين للتَّوبة بحياته الجادة، وشهد للمُخلِّص يسوع المسيح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|