رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفسير نبؤة اشعيا النبي: فى القديم تنبأ إشعيا النبي قائلاً “فلذلك يؤتيكم السيد نفسه آية ها أن العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو اسمه عمانوئيل” (أش 14:7) . إنهـا إشارة عن مجيئ “عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا ” من “عذراء” . ودعونا نقف لحظة عند هـذه الكلمة “عذراء” والتى استخدمها الوحي الإلهي على لسان إشعيا: ان كلمة عذراء بالعبرية تأتى بنطقين: النطق الأول “بتولة”، والنطق الثانى “علما”، أما كلمة “بتولة” فتعنى فتاة “عذراء منفصلة” لم تعرف رجلاً قط وترجمت باليونانية الى “بارثينوس”، أمـا كلمةALMA تعني فتاة صغيرة =بنت= فتاة عذراء ناضجة كاملة الأنوثة لم تنجب أولادا ً= إمرأة صغيرة = بِكر ولكن يُحتمل أن تكون مخطوبـة لرجل ومرادفها باليونانية “نينيـس” والتى تنطق بالعربية ننوسة أي عروسة، وهي لم تستخدم من قبل لوصف امرأة متزوجة لا في الكتاب المقدس ولا في اية كتابات اخرى من أي نوع. فسفر التكوين يصف رفقة قبل أن تتزوج بإسحق “وكانت الفتاة حسنة الـمـنظر جدا بكراً لم يعرفها رجل”(تكوين 16:24)، وتكررت نفس الكلمة في الآيـة رقم 43 فالبِكر التى تخرج…”. وكلمة “ألـما” قد جاءت في العهد القديم في عدة مواضع: بمعنى “فتاة” عن مريم اخت موسى (خروج8:2)، و”عذارى” كما جاء (مزمور26:67)، و(نشيد الأناشيد 3:1و 8:6)، و”عذراء” في (امثال19:30). وكما تبيـن فكان على اشعيا النبي ان يختار ما بين كلمتان فقط المـتوافرتان في ذلك الوقت، واحدة تصف امرأة صغيرة قبل زواجها، والأخرى التى ترتبط بالزواج والتى تحمل معنى العذرية. وإختار الوحي الإلهـي على لسان اشعيا أن يصف من تلد عمانوئيل بالعذراء التى لا ترتبط بالزواج. وعند ترجمة النص العبري الى اليونانية في الترجمة السبعينية والتى يرجع تاريخها لحوالى سنة 200 ما قبل المسيح والتى قيل ان 70 من علماء اليهود قد قاموا بالترجمة، فقد استخدمت الكلمة اليونانية “بارثينون Parthinos” والتى تعني “دائما عذراء” كما جاء في انجيل متى والمكتوب باللغة اليونانية:”هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا” (متى 23:1)، إذ رأى فيـه نبؤة للحبل البتولي بيسوع المسيح. وفى الأصل العبري للآية كلها كما جاءت في سفر اشعيا يبرز معنى ضمنى وهو ان كلمة “العذراء” جاءت كصفة نوعية مستديمة لأم عمانوئيل، وان كلمة “عذراء” جاءت معرّفـة بـ “ال”..”هوذا العذراء”. وهذه الرؤيـة أو الآيـة التى سيصنعها الله تُسجل وجود عذراء معينة تحمل ثم تلد إبناً وهى عذراء. هذا بالإضافة الى ان الكلمة “بارثينون” قد وردت في مثل العذارى العشر (متى1:25و7و11). ولو كان اشعيا قال ان “البتولة” تحبل وتلد لكان ذلك مخالفاً للواقع لأنه معروف أن مريم العذراء كانت مخطوبة ليوسف الـمحسوب رجلها أو زوجها(متى19:1)، والعذراء الـمخطوبـة لرجل هى من حيث التعبير العبري “علـما” وليست “بتولة” ولذلك يصح ان تُدعى “إمرأة” وهى لا تزال عذراء أثناء خطوبتها، وهذا ما قد حدث بالفعل فالـملاك قال ليوسف “يايوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ إمرأتك”(متى20:1). وواضح من إختيار الوحي الإلهي على فم اشعيا لكلمة “علـما” بالذات انـه يريد ضمان معجزة الحمل والـميلاد لأن العذراء البتولة التى هى وحدها ولم تصر بعد تحت وصاية رجل كخطيب لها فإذا حبلت تصبح مثار ريبـة وشك، اما العذراء “علما” فهى بعكس ذلك فهى مخطوبة لرجل فحبلها أمر إمّا أن يكون مستحيلاً أو معجزة فائقة الطبيعة. ومن العجيب ان الوحي الإلهى بإستخدام كلمة “علما” في سفر اشعيا ثم تحقق ذلك في حوادث الـميلاد بالفعل مع يوسف ومريم فنجد العذراء مريم تُخطب ليوسف وتصير “علما” وتدعى ايضاً “إمرأة” ليوسف. لقد جاء في اقوال القديس يوحنا ذهبى الفم:”هناك بعض يقولون ان الترجمة الأصلية للفظة العذراء هى “المرأة الصغيرة” ولكن هذا مردود عليه بأن اشعيا يقول”هوذا الرب يعطيكم نفسه آية” هوذا العذراء تحبل، فإذا كانت المرأة الصغيرة تلد فأين هى الآية إذن؟”. و ايضا في انجيل القديس لوقا نجد :”أرسل الى عذراء مـخطوبة الى رجل من بيت داود اسمه يوسف وإسم العذراء مريـم” (لو26:1). فالكتاب الـمقدس لم يطلق كلمة “عذراء” إلاّ على مريم والتى ورد ذكرهـا خمسة مرّات في اشعيا14:7، متى23:1، لوقا27:1 (مرتان)، ولوقا 34:1، وذلك تأكيداً على أهمية كون أم الـمسيا “عذراء” وإلاّ لكان الكتاب الـمقدس ليس هو كلمة الله الـمكتوبـة، ولـما أطلق آبـاء الكنيسة وصف “العذراء” في كتاباتهم على مريم أم يسوع. والعذرية هنا تعنى ان مريم لم تكن فقط عذراء في الجسد، بل انها عذراء روحا وعقلاً كما جاء في رسالة القديس بولس “والـمرأة الغير المتزوجة والعذراء تهتم فيما للرب لتكون مقدسة في الجسد والروح”(1كورنثوس34:7). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|