خطاب الأنبا أثناسيوس الرسولي إلى مارسلينوس فَمُقَدَّم مع التمهيد له في الترجمة التالية:
"كانت المزامير في عهد البابا العظيم متداولة شائعة، حتى لقد كان الكثير من المسيحيين يحفظونها عن ظهر قلب، ويترنمون بها كأناشيد ذات نغم ووزن". وحين كتب عن استعمال المزامير في العبادة المسيحية الشخصية أوضح أثناسيوس الكثير مما يتعلق بالخلاص، ونصيحته هي أن كل من يستعمل هذه «الفارماكوبيا" Pharmacopoeia اللامستنفذة يمكنه أن يعمق حياته الروحية لأن المزامير أشبه بالبلسم المرطب للجراح.
«ولقد حدث أن مرض مارسللينوس -وأغلب الظن أنه كان شماسًا راهبًا ضمن مريدي الأنبا أثناسيوس الرسولي- فلما وصل إلى دور النقاهة وضع نصب عينيه الهدف الذي هو "فَهْم المعنى الكامن في كل مزمور". ولكي يحقق هدفه كتب إلى باباه العظيم، ورد الأنبا أثناسيوس عليه رد الراعي الذي يعطي النصح الروحي والأدبي. إنه رد شبيه بالرسائل الفصحية التي تهدف إلى التحذير والتوجيه والتشجيع. ولقد نجح أثناسيوس (شأنه في ذلك شأنه في كل كتاباته) في أن يصوغ المُثُل العليا المُتَرَنَّم بها في المزامير صياغة مسيحية».