رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين أحسبوه كل فرح يا أخوتي شاع خبر العملاقين واعتناق ياروس المسيحية حتى بلغ مسامع أمير المنطقة فأرسل في استدعائه مع عائلته . وعندما دخل الجند للقبض عليهم كان ياروس يقرأ في الكتاب المقدس فأوثقوه مع زوجته وولده والعملاقين ومضوا بهم إلى الملك وهناك أمر بطرحهم للوحوش ولكن إلهنا الحنون الذي سد قديما أفواه الأسود فلم تؤذ دانيال صنع بهم كعظيم رحمته وأنقذهم منها حتى لم تجسر أن تمسهم بسوء أو حتى تقترب منهم حتى اندهش الملك وكل جنده فدعا نوحا وأخذ يستسمحه عما بدر منه وتعويضا عما أصابه من أهانات ولاه رئاسة الجند . ولم يكتف بذلك بل خلع عليه لقب الأمارة وولاه ولاية الأمارة على مدينة " اسكنطس " وكل البقعة المحيطة بها وأمر بإعطاء هدفارس ومندريا الملابس الفاخرة وطلب منهما أن يبقيا في العاصمة ولكنهما فضلا أن يقيما في اسكنطس مع الأمير نوح وابنه الأمير فيلوباتير . وحدث أن جاءت الأخبار إلى الملك أن البربر يهاجمون بحشود ضخمة من الجنود حدود المملكة ، فطلب الملك مساعدة الأمير نوح والعملاقين حتى يحاربوا البربر أعداء المملكة فأجاب الأمير نوح :-" سيدي الملك ... لا تقلق ولا تضطرب فإن الرب يسوع معنا . وإذا كان الله معنا فمن علينا ... اجلس في قصرك معززاً مكرماً ونذهب نحن إلى الحرب مزودين بقوة السيد المسيح وهو يكتب لنا النصر " . عندما جاء هذا الرد إلى الملك فرح به كثيراً وأمر أن يولى الأمير نوح قيادة الجيش . ودع الأمير نوح زوجته وابنه وخرج على رأس الجيش ومعه " هدفارس ومندريا " العملاقين ... ودارت المعركة الأولى وانجلت على نصر ساحق للأمير نوح ومن معه وانتقلت المعركة لأرض جبلية كثيرة الدروب فقسم الأمير قواته حتى لا يلتف البربر على حول الجيش وتصدر جزء من الجيش وترك العملاقين في الجزء الثاني. وتقدم نوح بسرعة ولم يدري أنها خطة من البربر فقد تظاهروا بالهزيمة فتقدم الأمير نوح للحاق بهم وفقد الاتصال مع بقية جيشه فحاصره البربر مع بقية جيشه ووقع في الأسر وكُبل بالقيود الحديدية . فضاقت نفس الأمير نوح وأخذ يسترسل في صلاة حارة للرب يسوع الذي وضع اعتماده عليه وما أن فرغ من صلاته حتى وجد ميخائيل رئيس جند الرب أمامه وأعطاه السلام وطيب قلبه ووعده بالنجاة. فلما قدمه البربر إلى ملكهم أعطاه الرب نعمة كبيرة في عيني ذلك الملك ورهبة شديدة فأدخله القصر وبتدبير الله أقامه على خدمته في كل ما يملك ليكون رئيسا عليه . وهكذا قام الأمير نوح في خدمة ملك البربر بأمانة كاملة مدة سنة وخمسة أشهر بينما جنوده الأولون ظنوه قد مات على أيدي الأعداء وأشاعوا هذا الخبر في مدينة اسكنطس الذي لما سمعه ملك الروم فرح جداً لأنه كان يختلس النظر إلى " السفينة " زوجة الأمير نوح في وجود زوجها ولم يجرؤ على الاقتراب منها . فلما علم بوفاة نوح اعتقد أن الفرصة سانحة لكي يستولي على زوجته ويضمها إلى حريمه. وما كاد أحد الخدم يسمع من الملك بذلك حتى سارع إلى والدة القديس فيلوباتير وأخبرها بالنية السيئة المبيتة لها . فحزنت جدا لذلك وطلبت منه أن يسعفها بإحضار ولدها من القصر دون أن يلحظ أحد ذلك ، وطلبت منه أن يسرع في ذلك ، فأجابها الخادم لذلك وحمل القديس فيلوباتير إلى أمه وكان طفلا في العاشرة من عمره ففرحت أمه وطلبت من الخادم أن يعينها على الهرب من المدينة هي وولدها حتى لا يظفر بها الملك فنفذ لها الخادم كل طلباتها . فرشى حراس أبواب المدينة وخرجت القديسة وابنها وتنقلا بين المدن والقرى والأقطار حتى وصلا إلى إحدى بلاد الرومان وسكنا أحد الفنادق الكبرى لمدة سبع سنين لم تنسى خلالها الصلوات الحارة وتقديم القرابين عن روح زوجها التي ظنت أنه انتقل إلى السماء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|