رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَسَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ. مَتَّى ١:٢١ حينما علم القديس نثنائيل أن بطرس ويوحنا وجدوا المسيح، وأنه من الناصرة، صرخ قائلًا وهو يمزح «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يو 1: 46) فأجابه يسوع: “هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ.” (يو 1: 47) مع الأيام، وبعد أن بدأ يسوع حياته العلنية وهو في سن الثلاثين تقريبًا ذهب إلى الصحراء وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة، هكذا كانت علامة الأنبياء، الإختلاء بالله في الصحراء، بعيدًا عن ضجيج القرى أو المدن. لربما لم يعلم أحد من معاصريه بما فعله يسوع، وأننا نعلم أكثر منهم من خلال قرائتنا للأناجيل التي حملت لنا هذا الخبر، وبعد أن قهر الشيطان في عقر داره، وجهًا لوجه، بعد ثلاث تجارب أساسية في حياة الإنسان جاء يسوع ليقهر الشيطان في أورشليم وبيت عينيا والناصرة وبقية المدن. لمدة ثلاثين عامًا كان يسوع يعيش في الناصرة مع يوسف النجارومريم العذراء، ويقول الكتاب المقدس: “وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا” (لوقا 2: 51) وكان الجمع يتعجبون: “مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟، أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ” (مر 6: 2) كثير من العلماء والمثقفين في مصر، ولدوا وتربوا في صعيد مصر أو في قرى الدلتا، هؤلاء الأطفال نبغوا واشتهروا بسبب علمهم وثقافتهم أو دورهم المؤثر، إن من عاشوا معهم في القرى المنسية في صعيد مصر وفي الدلتا، أصبحوا رموزًا في الفن والثقافة والفلسفة، طه حسين، علي عبد الرازق، زويل، يوسف ادريس، الأبنودي .. وغيرهم كثيرين كان يسوع يتعلم في صمت ودون ضجيج كيف يكون إبنًا للآب وابن الإنسان، ومنذ مولده تنبأ عنه سمعان الشيخ قائلًا: “هَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ.” (لو 2: 34( ثم قال وهو على الرجاء: “«الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، “لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ،” (لو 2: 29 – 30) ورغم قرب يسوع من مواطنين في الناصرة، فإنهم رفضوا أن يعترفوا بجدارته وبنبوغه لدرجة أن يسوع قال عن هذا الموقف “لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ.” (يو 4: 44) إن ابن يوسف النجار، هو هو ابن الله المتجسد، لم يُعلن عن نفسه ولم يكن يُسمع صوته في الشوارع، “قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ.” (مت 12: 20) الوداعة والتواضع كانت تلازمه في كل جولاته، لذا جال بين كثير من الناس ليشفيهم من علاتهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|