اتسمت بابل بالعناد منذ نشأتها إذ دعيت بابل "لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض" (تك 11: 9) حينما أرادوا أن يقيموا لأنفسهم برجًا يحتمون فيه من الله متى أراد الانتقام منهم. اشتهر شعب هذه المملكة بشدة البأس والإقدام. وفي أيام نبوخذنصر هاجموا جميع البلدان الواقعة ما بين دجلة والنيل. وكان صدى صليل سيوفهم يملأ أعداءهم رعبًا. أما أصوات مركباتهم فكانت كرعدٍ قاصفٍ (إر 4: 29، خر 26: 10). وامتاز جنودهم بالمهارة في رمي السهام وطعن الرماح وضرب السيوف، حيثما حاربوا تكللوا بالنصرة، وحيثما ساروا ارتعبت منهم الأمم. ملأ الرعب قلوب جميع الأمم المجاورة، ولا سيما الشعب اليهودي. كانوا عنفاء يمثلون بالقتلى ويسيئون معاملة المسبيين والأسرى ما لم يسبقهم إليه أحد سوى الاشوريين.
من هنا صارت كلمة "بابل" تشير إلى معاندة الله ومحبة العالم والقسوة على البشر.