منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 11 - 2023, 05:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

لماذا أكلت حواء من الشجرة في الجنة؟





لماذا أكلت حواء من الشجرة في الجنة؟

غالباً ما نُلقي باللَّوم على حوَّاء في قصَّة سُقوط البشريَّة، وذلك لأنَّها أكلَت من شجرة معرفة الخير والشَّر في الجنَّة، الشَّجرة التي منعَ الله آدَم وحوَّاء من الأكل منها.

في الحقيقة الله لم يُعطِ الوَصيَّة لحوَّاء بشكل مُباشر بل أعطاها لآدَم قبل أن يَخلِق حوَّاء أصلاً.

“وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِها. وَأَمَرَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلا: «كُلْ مَا تَشَاءُ مِنْ جَمِيعِ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت«. ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَبْقَى آدَمُ وَحِيداً. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ«.” (سِفر التَّكوين 15:2-18)

لكن بعدَ أن خلقَ الله حوَّاء، من الطَّبيعي أن يكون آدَم قد أخبرَها بوَصيَّة الله بعدَم الأكل من شجرة معرفة الخير والشَّر، لأنَّ حِوار حوَّاء مع الحيَّة (إبليس) يؤكِّد لنا أنَّها كانت تعلَم بتلك الوَصيَّة.

“وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَمْكَرَ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي صَنَعَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، فَسَأَلَتِ الْمَرْأَةَ: «أَحَقّاً أَمَرَكُمَا اللهُ أَلَّا تَأْكُلَا مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَأَجَابَتِ الْمَرْأَةُ: «يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ كُلِّهَا، مَاعَدَا ثَمَرَ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ: لَا تَأْكُلَا مِنْهُ وَلَا تَلْمَسَاهُ وَإلَّا تَمُوتَا«.” (سِفر التَّكوين 1:3-3)


كان ينبغي على آدَم وحوَّاء أن يكونا مُلتصِقَين مع بعضهما لئلَّا يترُكا مجالاً لإبليس (الحيَّة) أن ينفرِد بأحدهما ويوقِعهُ في التَّجربة، لأنَّ الوَحي يقول:

“لِهَذَا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَتْرُكُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَصِيرَانِ جَسَداً وَاحِداً.” (سِفر التَّكوين 24:2)

لكن انشِغال آدَم عن حوَّاء وعدَم تحمُّلهِ لدَورهِ كقائدٍ لها، أعطى الفُرصة لإبليس (الحيَّة) بأن يستغِلّ غياب آدَم عنها ويوقِعها في شِباكه. هذا الخطأ الأوَّل الذي ارتكبهُ آدَم دون أن يُدرِك، أمَّا الخطأ الثَّاني والذي كان خطأً قاتِلاً فهو أنَّه حينَ أعطَتهُ حوَّاء الثَّمرة كي يأكُلها، لم يرفُض أو يستغرِب ولا حتَّى تذكَّرَ وَصيَّة الله التي أعطاها لهُ شخصيّاً، بل يقول الوَحي عنه بأنَّه أكلَ معها دونَ أن يذكُر لنا أيّ ترَدُّد أو رَفض من قِبَل آدَم.

“وَعِنْدَمَا شَاهَدَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ لَذِيذَةٌ لِلْمَأْكَلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَمُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ قَطَفَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَعْطَتْ زَوْجَهَا أَيْضاً فَأَكَلَ مَعَهَا،” (سِفر التَّكوين 6:3)

تَخلِّي آدَم عن دَورهِ الرُّوحي في قِيادة زوجته، عَكَسَ الأدوار بينهما وأفسَحَ المجال لحوَّاء في قيادتهِ لكَسر الوَصيَّة وإطعامهِ من تلك الثَّمرة، وحينها انفتحَت أعيُنهما وعَلِما أنَّهما عُريانَين، وهكذا نرى أنَّ خطيئة واحدة كانت سبباً في سُقوط البشريَّة جَمعاء.

“فَانْفَتَحَتْ لِلْحَالِ أَعْيُنُهُمَا، وَأَدْرَكَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ،” (سِفر التَّكوين 7:3)

لذلك لا تستَهِن أبداً بوَصايا الله ولا تتخلَّى عن دَورِك كقائد روحي إن كُنتَ رَجُلاً أو كمُعينة لزَوجكِ إن كُنتِ امرأة، لأنَّ تحمُّل المؤمن لدَورهِ في المسيح يمنَعهُ من السُّقوط في خطايا كبيرة ويُبعِدهُ عن مشاكل كثيرة، والتِزامنا كمؤمنين بالدُّستور الذي وَضعَهُ الله وتَذكُّرنا لوَصاياه، يَمنع إبليس من أن يَستغِلّ ابتِعادنا عن الله، ويُغلِق أمامهُ كل الثَّغَرات التي قد يدخُل إلينا من خلالها. فكلمة الله تقول لنا:

“إِذَنْ، كُونُوا خَاضِعِينَ لِلهِ. وَقَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ.” (رسالة يعقوب 7:4)

إذاً سُقوط البشريَّة كان نتيجة كَسر آدَم وحوَّاء لوَصيَّة الله وسَماعِهما لصَوت إبليس، لكن على الرّغم من لَعنة هذا السُّقوط التي ما زالت تُلاحقنا حتَّى يومنا هذا، إلَّا أنَّ الله بفَضل محبَّته ورَحمته وَعَدَ آدَم الأوَّل بأنَّه سَيُرسِل لنا آدَم الثَّاني (المسيح) الذي سيَسحق رأس الحيَّة (إبليس) ويرفَع عنَّا هذه اللَّعنة بحَملهِ لخطايانا على الصَّليب وقيامتهِ غالباً مُنتصِراً من بين الأموات، كي يُعيدنا لعلاقتنا الرُّوحيَّة السَّليمة مع الله كما كانت قبل السُّقوط، ويُحيينا معهُ في السَّماء (الجنَّة الحقيقيَّة) إن آمنَّا بهِ واتَّكلنا لا على أعمالِنا بل على ما فعلهُ هو من أجلِنا.

“وَلِهَذَا، فَكَمَا دَخَلَتِ الْخَطِيئَةُ إِلَى الْعَالَمِ عَلَى يَدِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ، وَبِدُخُولِ الْخَطِيئَةِ دَخَلَ الْمَوْتُ، هَكَذَا جَازَ الْمَوْتُ عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، لأَنَّهُمْ جَمِيعاً أَخْطَأُوا… وَلَكِنَّ الْمَعْصِيَةَ لَيْسَتْ كَالنِّعْمَةِ! فَإِذَا كَانَ الْكَثِيرُونَ بِمَعْصِيَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ قَدْ مَاتُوا، فَكَمْ بِالأَحْرَى فِي الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ تَتَوَافَرُ لِلْكَثِيرِينَ نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ الْمَجَّانِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ… فَإِذَنْ، كَمَا أَنَّ مَعْصِيَةً وَاحِدَةً جَلَبَتِ الدَّيْنُونَةَ عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، كَذَلِكَ بِرَّ الْوَاحِدِ يَجْلِبُ التَّبْرِيرَ الْمُؤَدِّيَ إِلَى الْحَيَاةِ لِجَمِيعِ الْبَشَرِ.” (رسالة بولُس إلى أهل روما 12:5، 15، 18)


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لو مَارَسَت حواء الصوم، وتجنَّبت الأكل من ثمر هذه الشجرة
(تك 3: 3) وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة
الحية أغوت حواء، فأكلت من الشجرة
كيف ينام الحوت القاتل ؟
حواء وآدم في الجنة


الساعة الآن 12:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024