الزيارة المباركة
ويكمل الكتاب المقدس 39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، سافرت السيدة العذراء مشوار طويل يستغرق المسيرة فيه حوالى أربعة أيام لكى تنزل من الناصرة لكى تصل ألى مدينة يهوذا وهى نواحى مدينة الخليل الآن ومنطقة حبرون ,وذهبت بسرعة ألى الجبال ,يعنى نزلت من جبل لتصعد جبل تانى لكى ما ترى تلك العلامة اللى أعطاها الملاك ليها و مش فقط ترى هذه العلامة لكن كمان علشان تخدم تلك المرأة الحبلى وهى فى شيخوختها ولم تفكر فى نفسها وقالت لنفسها شوفى حاتدبرى نفسك أزاى وحا تعملى أيه وحتتصرفى أزاى وحتخبى نفسك أزاى أو أنها أتكبرت وقالت لنفسها ده المفروض كل الناس تيجى تخدمك والمفروض أن البشارة دى تعلن لكل الناس وكل الناس يحترموكى وكل الناس يقدروكى ,لكن بنشوف أن العذراء مريم ما فكرت شفى نفسها ولكن قالت تلك الشيخة المحتاجة إلى خدمة فتذهب بسرعة بدون تردد وبدون تفكير لكى ما تخدم تلك الشيخة المسنة وهى فى الشهر السادس من حبلها ,وكانت كمية عجيبة من الأتضاع تملأ العذراء مريم ,وكانت عظمتها أنها هى التى أتجهت ناحية الآخرين ,وهى دى كل نفس بتحمل المسيح جواها ,وهى كل نفس تخرج عن الأنا وعن الذات وعن التفكير فى الذات والتفكير فى نفسها علشان يبقى قلبها متسع لخدمة الآخرين ومحبة الاخرين ,و العذراء لما شالت المسيح فى أحشائها قلبها أنفتح بالأتضاع وبالحب ناحية الآخرين ووضعت القانون الكبير والأعظم ,أن العظيم هو اللى يزور الأقل وأن الأرفع منزلة هو اللى يزور ويبحث عن الأقل منزلة , ومش هو اللى يقول يجولى وييجوا لحد عندى ويعطونى أهمية ويعبرونى ,لكن هى أعطت أنجيل الميل التانى أن الأنسان هو اللى يسعى ناحية الآخرين ولذلك نرى المقابلة العجيبة ,العذراء مريم أم الإله تذهب إلى أليصابات زوجة الكاهن الشيخ ويسوع المسيح أبن الله العلى يذهب إلى يوحنا المعمدان النبى وهما الأثنين ما زالوا فى بطون أمهاتهم ,الأعظم يذهب للأقل , ويكمل الكتاب المقدس 40وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،وكلمة أرتكض يعنى رقص وكأن الجنين من شدة فرحته بزيارة المسيح المحمول فى بطن العذراء رقص من شدة الفرحه والأبتهاج ,وكلمة أرتكض هى نفس الكلمة التى ذكرت على داود لما رقص أمام تابوت العهد ,وهذا حدث لما داود ادخل تابوت العهد إلى أورشليم ,وهى أحست بهذه الحركة فى أحشائها وأمتلأت من الروح القدس و كأن الكلمة اللى قالها الملاك عن يوحنا أنه يمتلىء من الروح القدس فى بطن أمه تتم فى هذه اللحظات عندما يرقص الجنين أبتهاجا بمجىء المسيح وأمتلأت أليصابات بالروح القدس ,وكان العالم كله يجهل موضوع بشارة العذراء مريم ولم يسمع بهذا الخبر حتى يوسف النجار ,ولكن هذا الموضوع أنكشف لأليصابات لأنها أمتلأت بالروح القدس 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! نفس التحية التى قالها الملاك للعذراء مريم و كأنها سمعت هذه العبارة من فم الملاك ,و السبب أنها مباركة أكثر من جميع النساء بسبب الثمرة الموجودة فى بطنها 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟وشعرت بتصاغرها وتضائلها جدا , ومين أنا علشان تيجى أم ربى أليا , والدة الإله أم ربى الثيؤتوكوس ولذلك الكنيسة الأرثوذكسية بتسمى العذراء الثيؤتوكوس من نفس اللقب اللى قالته أليصابات (أم ربى) 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ و يا بخت ويا سعادة و يا فرحة النفس اللى تصدق الذى يتم لها ما قيل لها من قبل الرب , بينما يا صمت الأنسان وسكوته الذى لا يصدق أن يتم له ما قيل له من قبل الرب , فإذا كانت العذراء أظهرت محبة وإتضاع وروح بذل وعطاء وخدمة لأليصابات ,فأليصابات تصاغرت جدا أمام أتضاع العذراء ,والشىء الجميل فى أليصابات أنه لم يتحرك فيها روح الحسد ,أنها كانت ممكن لما عرفت أن العذراء ستنال كرامة أعظم من كرامتها وأبنها سيكون عظيما أعظم من أبنها و محسدتهاش ولكن فرحت لها ,أليصابات بتقدم لينا مثال يا ترى أنت لوشفت أنسان الله أنعم عليه بنعمة وبعطية معينة يا ترى حاتفرح له وإلا حتحسده وإلا تقول أشمعنى هو اللى ياخد طيب ما أنا أحسن منه وأنا أستحق أكثر منه ويا ترى أيه موقفى تجاه الآخرين لما أشوفهم ينالوا نعمة أو ينالوا مجد أو ينالوا بركة أكثر منى , صدقنى علاج الحسد هو أن تفرح لهم , والبشارات هنا مفرحة ومتتالية حملها الملاك غبريال إلى البشرية فى شخص أليصابات وزكريا وفى شخص العذراء مريم , لكن هذه البشارات ترينا مبدأ مهم جدا وخطير أن الله لا ينسى من كانوا أمناء له , يعنى النفس الأمينة مش ممكن ربنا ينساها أبدا حتى وأن طال الوقت وبعد وكثر ,وإذا كانت قصة زكريا ترينا أن كثيرا ما لا يتطابق توقيت الله أو الميعاد اللى ربنا شايفه وطرق الله فى تنفيذ وعوده لينا بحسب ما أحنا بنفكر أو بحسب ما أحنا بنتوقع لكن الله سيتمم وعده بالطريقة وبالوقت اللى هو شايفه ,وأياك أن تفرض على ربنا وقت معين أو طريقة معينة علشان يتمم كلامه حتى لو تباطىء ربنا وتأخر كما يقول أحد المتأملين أن القطار الذى يحمل كلمة الله ووعود الله للأنسان قد يتباطأ يعنى قد يمشى على مهله ولكنه لابد من أن يأتى ولكن صدقونى ساعات مشكلتنا أننا بننظر لربنا أن القطار بتاعه لم يقم أصلا من محطته وبنشعر أن ربنا خلاص مش عايز يعطى ,لكن تأكدوا أن الله لا ينسى وعوده مع النفس الأمينة ليه , أذا كان أعظم الأحداث التى حدثت فى العالم كله تمت أثناء الصلاة ومن خلال الصلاة فتأكدوا أن الصلاة هى الطريقة الوحيدة لأستلام مواعيد الله ,ويقول الملاك لزكريا صلاتك قد سمعت ,والعذراء صلواتها وتسبيحاتها قد سمعت , فأعظم الأحداث التى تمت سنرى أنها تمت بالصلاة وليست بسبب ذكاء الأنسان أو جهده أو مهارته أو مثابرته لكن بسبب عطية الله للأنسان من خلال الصلاة ,ولذلك وأنت بتصلى تأكد أن الأستجابة قد تحدث فى الوقت الغير متوقع زى زكريا ما أستجاب له ربنا فى الوقت الذى لم يكن ينتظره اللى ماكنش متوقعه أبدا لكن الله لما يوعد لابد أنه ينفذ وقد تكون الأستجابة فى الوقت الغير متوقع اللى أنت مش متوقعه وبالطريقة اللى أنت مش متوقعها ,والعذراء أستحقت كل هذا ولذلك تفتح فمها بتسبحتها والسؤال ما هى نظرة الكنيسة الأورثوذكسية لمكانة العذراء مريم ؟ يا ترى زى ما بعض الجماعات أو بعض الطوائف بتقول أن العذراء عبارة عن علبة شيكولاته ,وأخذنا الشيكولاته اللى جواها وأكلناه أللى هو المسيح ,فالعلبة ما يبقالهاش قيمة وعلشان كده العذراء دى حاجة عادية ,أو بعض الطوائف الأخرى التى تؤله العذراء وبتقدم للعذراء العبادة ولذلك بنتسائل ما هو موقف كنيستنا من العذراء مريم ؟