رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"خير لي إني تذللت لكي أتعلم فرائضك" [71]. * إذا ما انتاتبنا الضيقات، فلنشكر، فهذا يقربنا لله كما لو كان مدينًا لنا. لكن حينما نشكر ونحن في ترف نكون نحن المدينين ومطالبين بإيفاء الدين... حينما نال حزقيا بركات وتحرر من النكبات ارتفع قلبه عاليًا، وحينما ألمّ به المرض تذلل واتضع فصار قريبًا من الله. القديس يوحنا الذهبي الفم يختتم المرتل حديثه عن التأديب بتقديره العظيم للشريعة الإلهية أو الوصية التي نتعلمها خلال دخولنا في الضيق والألم، يدعوها "ناموس فمه"، لأن عذوبة الوصية مصدرها أنها حديث شخصي بين الله والمؤمن، يتحدث معه كما لو كان فمًا لفمٍ. يقول المرتل: "ناموس فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" [72]. يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم: هل كان القديس بطرس فقيرًا حينما لم يكن له ذهب ولا فضة ليعطي المقعد؟ * هذا يعنى خير لي الناموس الصادر عن فمك؛ الذي هو المسيح. إني أستهين بالقطع الذهبية والفضية المتألقة لكي أتلذذ بناموس فمك وأتنعم به. يمكننا القول بأن "ناموس الفم" هو ترتيب الكلمات الصادرة عن فم الله: الكلمات الأولى قيلت للمبتدئين، بينما الكلمات التالية قيلت لمن تسلم الأولى حتى يبلغوا الكمال. العلامة أوريجينوس * يقول النبي أنه بالنسبة له خير له شريعة فم الله أكثر من كل شهوات العالم، مشيرًا إلى الشهوات بالقطع الذهبية والفضية المتألقة. القديس أغسطينوس * بالتفسير الرمزي، الفضة تمثل العقل، والذهب يشير إلى الروح، فمع وجود آلاف من القطع الذهبية والفضية التي يستخدمها المجادلون بحكمة العالم في مدارس الفلسفة، إلا أن الذي يعيش الحكمة الإلهية والحق الإلهي يقول: "ناموس فم الرب خير لي". حقًا إن الناموس الصادر عن فم الله هو وحده الذي يمكنه أن يقدم المكسب الحقيقي للذين يتمسكون به. القديس ديديموس الضرير ألوف الذهب أو الفضة قد تضيع أو تسرق أو تمثل خطرًا على حياة صاحبها أما ناموس فم الرب فيقدم غِنى ثابتًا إلى الأبد، لا يستطيع أحد أن ينتزعه منا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | ليت طرقي تثبت في حفظ فرائضك |
خير لى يارب انى تذللت كى اتعلم فرائضك |
خير لي اني تذللت لكي اتعلم فرائضك (مزمور ١١٩: ٧١) |
علمني فرائضك |
أعنى ياربى وأسندنى لكى أقيم فرائضك |