منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 11 - 2015, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 9961 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حضور الله – خبرة وشركة حياة (الجزء 2)
(2) أولاً: حضور الله في العهد القديم (تمهيد)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله – في الأساس – في سرّ المحبة الفائقة، خلق الإنسان لحياة شركة مقدسه معه، يكون بذاته وشخصه فيها معه حاضر في لقاء مستمر دائم مُفرح ومُشبع جداً لقلبه، والعلاقة – في هذه الشركة – هي علاقة حب متبادل بين طرفين، طرف قدير سخي يفيض محبة أبوية خالصة، وطرف يستقبل هذه المحبة كمخلوق أُبدع على نفس صورة خالقه ليستقبل هذا الحب كغذاء حي خاص يشبع منه يُحيا به، وبذلك وعلى الدوام يستقبل الإنسان هذا الحب ويرد عليه بالحب، وذلك بالشكر في شركة حوار بديع وهو مرتدياً القداسة التي كانت تكسيه حسب طبيعة خلقته، ولكن حينما أخطأ الإنسان هرب من هذا الحضور بسبب تعلقه بما هو غير الله، أو بالخير الوهمي الغير موجود الذي صوره له عدو كل خير، فانحرف عن طريق الحب وانفتح على آخر غير الله المحبة، فتشوه طبعه الأصلي وضاع المثل وطُرح الرداء وتمزق، ولم يعد قادر على تمثيل الله وسط الخليقة أو انعكاس صورة بهاء مجده البسيط الفائق والمُنير، فانطفأ نور العقل وهَبَطَ الإنسان لحالة التراب الذي أُخِذَ منه وسار في طريق الموت حتى قارب على الفناء، وصارت حياته محصورة في الضيق الشديد مع الهم والغم الذي سيطر على قلبه وفكره الذي أظلم بمخالفة وصية المُحب، ولكن مع كل هذا لم يفقد الإنسان صورة الله نهائياً بل انطمست وتشوهت في داخله، فجال ضالاً لا يقدر أن يرى الله ويتمتع بحضوره الخاص المستديم والظاهر أمام عينه والمنٌير لفكره بالرغم من حنينه وشوقه اللامتناهي إليه، لأن طبعه اختلف عن طبعه البسيط الأصلي، والذهن المنفتح على الله – بتلقائية – تلوث وانغلق عن النور الإلهي وكسته ظُلمة الشرّ التي أفسدته بالتمام، والفساد بطبيعته غير قادر على أن يثبت أمام عدم الفساد، مثل الشمس حينما تُشرق تتبدد الظلمة وتموت الجراثيم بفعل قوتها، فالظلمة لا ترى النور على الإطلاق بل ولا تستطيع، لأنها أن رأت النور في التو تتبدد وتتلاشى ولا يعود لها وجود، مثل العُشب الذي سريعاً ما يذبل وييبُس حينما يتعرض لشمس النهار الحارقة:
+ إذا زها الأشرار كالعشب وأزهر كل فاعلي الإثم فلكي يبادوا إلى الدهر (مزمور 92: 7)
+ أيامي كظل مائل وأنا مثل العشب يبست (مزمور 102: 11)
+ صوت قائل نادٍ، فقال بماذا أُنادي: "كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب، ذبل الزهر، لأن نفخة الرب هبت عليه، حقاً الشعب عُشب. يبس العشب، ذبل الزهر، وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد. (أشعياء 40: 6 – 7)
ولكن الله المحبة بار عادل، لا يقدر أن يرى صورته تتبدد أو تتلاشى أو تذهب نحو ما لم تُخلق لأجله ويتركها للفناء والضياع الأبدي، فالإنسان محبوبه الخاص، الذي وحده فقط جعله يحظى بصورته الخاصة، ولأجله هيأ الأرض بكل ما فيها لتكون جنته الخاصة ومقرّ سكناه الهادئ في شركة محبة مع من أحبه وخلقه على صورته وجعله مثاله، لذلك بطبيعة الأبوة ظل الله يُلاحق الإنسان بدوام واستمرارية – باحتمال يفوق كل الحدود بصبر عظيم فائق – بندائه الهادئ خلال تاريخ الخلاص كله منذ لحظة سقوطه واختفاءه من محضره الخاص ولقاءه المجيد، إذ ظل يُناديه بلا توقف إلى هذا اليوم قائلاً: أين أنت ؟
"وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته (بعد السقوط) من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله: آدم أين أنت" (تكوين 3: 8 – 9)
فهذا النداء هو لي ولك عزيزي القارئ، لأن طالما نحن في معزل عن الله تائهين فأن نداءه سيظل موجه لنا عَبر الأيام والتاريخ، بإلحاح أبوي في المحبة الفائقة المعرفة التي تظهر بإلحاح في أعماق الضمير دون ضجة، لأن الله المُحب مُصرّ إصراراً على خلاص نفوسنا، لذلك الرب قال بفمه الطاهر: "فقال لها يسوع (المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل في حالة تلبس): ولا أنا أُدينك أذهبي ولا تخطئي أيضاً"؛ "أنتم حسب الجسد تدينون أما أنا فلستُ أُدين أحداً"؛ "لم آتِ لأُدين العالم، بل لأُخلِّص العالم" (يوحنا 8: 11؛ يوحنا 8: 15؛ يوحنا 12: 47)

فطبيعة الله محبة، يبغض الخطية جداً ولا يقبلها تحت أي حجة أو بند، لكنه يحب الخاطئ لأنه محبوبة الذي وضع فيه صورته، والخطية بطبيعتها حاملة في ذاتها الموت بكل أوجاعه وآلامه وكآبته وأحزانه ويأسه المُدمر للنفس، فالخطية تأكل في كيان الإنسان وتعمل لحساب الموت، فمن يُلازمها تظل تعمل فيه بالغرور والعبودية، إذ أنها تأسره وتذله ذُلاً وتأكل فيه حتى تثمر موت أبدي، لأن طبيعة أجرتها موت:
+ لا يُقسى أحد منكم بغرور الخطية (عبرانيين 3: 13)
+ فأن كنت ما لستُ أُريده إياه أفعل، فلستُ بعد أفعله أنا، بل الخطية الساكنة في؛ ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي (رومية 7: 20؛ 23)
+ بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع؛ لأن أجرة الخطية هي موت (رومية 5: 12؛ 6: 23)
+ ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كَمُلت تنتج موتاً (يعقوب 1: 15)
+ كما هو مكتوب: أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم، ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً، ليس و لا واحد (رومية 3: 10 – 12)
+ أجابهم يسوع: "الحق الحق أقول لكم: أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يوحنا 8: 34)
+ كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً، والخطية هي التعدي؛ من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ، لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس (1يوحنا 3: 4؛ 8)
لكن بالرغم من قوة الخطية الظاهرة في سلطان الموت الذي لم يفلت منه أحد قط: "أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عبرانيين 2: 15)، فعطية الله للإنسان وهبته هي أعظم وأقوى من سلطان الخطية بما لا يُقاس، لأنه لا توجد مقارنة ما بين سلطان الخطية وقوتها وأجرتها، وبين عطية الله وهبته:
+ ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة، لأنه أن كان بخطية الواحد مات الكثيرون، فبالأولى كثيراً نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين (رومية 5: 15)
+ وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية، ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً، حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبرّ للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا (رومية 5: 20؛ 21)
+ لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البرّ، وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية، لأن أُجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (رومية 6: 20، 22 – 23)
 
قديم 13 - 11 - 2015, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 9962 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العنف والإيذاء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسه البابا شنوده

إننا نرفض العنف في كل صوره، لأنه سلوك غير روحي، كما أنه يشمل الكثير من الأخطاء، مما سنذكره الآن:

* إنه خطيئة مركبة ومنفرة. لذلك فهو مكروه من الكل، ولا يقبله سوى مقترفيه. والذي يتصف بالعنف، لا يستطيع أن يربح أحدًا من الناس. وسنحاول أن نحلل العنف، لنرى ما بداخله من الخطايا...

* العنف دليل على قسوة القلب. فالذي يؤذى أو يقتل بعضًا من الناس، هو بالضرورة إنسان قاس. أما القلب الرقيق فلا يمكن أن يكون عنيفًا. بل تكون تصرفاته رقيقة، وألفاظه أيضًا رقيقة ومنتقاة، لا يسمح لنفسه أن يخدش شعور أحد. وبالتالي يبعد عن الإيذاء، الذي لا يناسب طبعه.

* وبالتالي فإن العنف ضد فضيلة الوداعة وفضيلة الهدوء.


* والعنف أيضًا ضد فضيلة المحبة. لأن الإنسان الروحي يعالج كل المشاكل بالحب وليس بالعنف. أما الإنسان العنيف، فلا شك أن في قلبه كراهية دفعته إلى العنف والإيذاء، وبها يخسر الكل...


* والعنف أيضًا خطيئة عدوانية. وإن كانت الحياة الروحية السليمة تبعدنا عن الغضب والنرفزة، فكم بالأكثر إذا تطور الأمر إلى العدوان!

* وإذا حاول العنيف تبرير عنفه، تكون موازينه الروحية قد اختلّت!

العنف دليل الضعيف:

إذا لم يستطع قلب الإنسان أن يتسع بالحب، وإذا لم يتمكن عقله من حل الأمور بحكمة وهدوء، وإذا لم يقدر أن يضبط أعصابه في اتزان، حينئذ يلجأ إلى العنف!

ويكون عنفه دليلًا على قلة الحيلة والعجز عن التصرف السليم.

حقًا إن غالبية العنفاء ضعاف في حقيقة شخصياتهم، ليست لديهم قوة أعصاب، ولا قوة احتمال، ولا قوة تفكير، وسأضرب لذلك أكثر من مثل:

* المدرس الذي يلجأ إلى العنف مع تلاميذه، هو مدرس ضعيف: أقصد المدرس الذي لا يستطيع أن يضبط النظام بين تلاميذه، فيثور عليهم، ويضرب هذا، ويطرد ذاك، ويشتم ويعاقب، هو بلا شك إنسان ضعيف. لأنه لو كان قويًا، ما كان يلجأ إلى شيء من هذا. بل يمكنه أن يضبط الفصل بقوة شخصيته، أو بذكائه وجاذبية شرحه، أو بمرحه ولطفه، أو بمحبة تلاميذه له...

ولكنه إذ خلا من كل هذه الصفات المحببة، لجأ إلى العنف بدافع من قلة الحيلة.

* مثال آخر: هو الأم التي تضرب أطفالها...

أم يصيح ابنها، أو يلهو ويجرى ويعبث، ولا تستطيع أن تهدئه، كما لا تستطيع أن تتركه يلعب، فتلجأ إلى العنف: تضرب أو تشتم أو تهدد، أو تخيفه بطريقة ما! كل هذا لأنها لا تملك الخبرة ولا المعرفة بالطرق التربوية وكيفية معاملة الأطفال. ولو عرفت لكسبت طفلها دون اللجوء إلى العنف.

لأن العنف هنا يكون وسيلة لتغطية العجز، أو مجرد رد فعل لقلة الحيلة! أو هو تغطية لضعف داخلي، ربما يكون عدم الاحتمال. ذلك لأن الشخص الذكي يستطيع أن يخرج من إشكالاته بسهولة، في حكمة وحسن تصرف. أما الضعيف فيستخدم العنف!

أنواع من العنف:

1- أشهر نوع من العنف هو الإيذاء بكل درجاته:

ويشمل الضرب، والقتل بأنواعه. وكل ذلك كل أنواع التعذيب الجسدي أو المعنوي كالتخويف، وإثارة الذعر، مما يدخل في العنف العصبي.

2- عنف آخر هو الإرهاب:

ويشمل جرائم الخطف للإفراد وللطائرات والسفن، وتفجير السيارات الملغومة، والرسائل الملغمة، وكافة أعمال النسف والتدمير، والتخريب، والذعر.

3- ومن العنف أيضا الحرب

وأخطرها الحروب النووية، والتي تستخدم فيها الغازات السامة، والأسلحة الفتاكة والمحرقة، وبخاصة إن ضربت المستشفيات، أو مساكن المدنيين الآمنين، أو دمرت مدنًا بأكملها، وخلّفت مجموعات من المشوهين والمعوقين

4- وهناك عنف على مستوى فردى هو تحطيم المعنويات:

ومن أمثلته الزجر الشديد، والتوبيخ القاسي، والتركيز باستمرار على الأخطاء، وتحطيم الشخصية. ويدخل في هذا النوع عنف الإهانة: ويشمل التهكم اللاذع، والازدراء، والتشهير، والتجريح، والقذف، والتجاهل، والمقاطعة، والسب.. وما إلى ذلك من ألوان القتل الأدبي أو المعنوي. وما يصحب ذلك من عبارات التهديد والتخويف.

5- هناك مظهر آخر للعنف هو عنف العتاب:

ويشمل العتاب الشديد القاسي، ربما لسبب تافه لا يستحق. وقد يستمر هذا العتاب طويلًا، وبأسلوب يجرح، وربما أمام الآخرين، ويكون مصحوبًا بعصبية، وعلى كل صغيرة وكبيرة، وبه يُفقد الأصدقاء كما قال الشاعر:

إذا كنت في كل الأمور معاتبًا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبهْ

فعش واحدًا أو صِل أخاك فإنه مقارف ذنب مرةً ومجانبهْ

إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئت، وأي الناس تصغو مشاربه

6- هناك نوع آخر من العنف يختلف عن كل ما سبق يمكن أن نسميه بالعنف السلبي.

6- العنف السلبي:

مثال ذلك شخص لا يقدر على العنف الإيجابي، فيلجأ إلى العنف السلبي، وهو نوع آخر من الضغط. ومن ذلك الكآبة المستمرة، والبكاء الدائم، والإضراب عن الطعام، والصمت الحزين، والانسحاب... وكلها أنواع من العنف الهادئ الصامت يمثل ضغطًا. وما أكثر استخدام النساء لهذا النوع...

7- عنف الشهوات:

وهو نوع من العنف ليس موجهًا ضد الآخر، إنما هو يعمل داخل الإنسان ذاته... فقد توجد شهوات تحارب الإنسان بعنف حتى تدمره تدميرًا، مثل شهوة المخدرات، وشهوات أخرى كالجشع والزنى والكبرياء... والمعروف أن الشهوات لا تستريح حتى تكمل، ثم تستمر.

وقد تصحب الشهوات أفكار مدمرة: تلصق بالعقل في إلحاح ولا تفارقه، حتى تحطم صاحبها. لدرجة أن البعض يعالجونها بالمقومات ليستريح من الأفكار.


وبعد، إن حديثنا عن العنف لم يتم. بقى أن نتكلم عن أسباب العنف، وعن الفرق بين العنف الخاطئ والعنف السليم. فإلى اللقاء.
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 9963 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هٰكَذَا عَلِّمْنَا»

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هٰكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ»
(مزمور 90: 12)
نحن في الأيام الأخيرة من هذا العام، اليوم الذي فيه يطيب الشكر للمنعم الجواد، الذي حفظنا خلاله . ومُتعنا بالمزيد من البركات الروحية والزمنية، وعّزانا في كل ضيقة وأعطانا النعمة لكي نعزي جميع الذين هم في ضيق حولنا. لقد طوينا فصلاً من قصة حياتنا لنبدأ فصلاً جديداً، وأنها لمناسبة طيبة لكي نبدأ عهداً جديداً مع الرب إلهنا مصممين بالاتكال عليه أن نصنع ما يرضي أمامه بالمسيح يسوع ربنا.
*
ولكن قبل كل شيء يجب أن نعترف بأننا في مناسبات كثيرة قد تحصرنا، ولم نتعرف بحسب حكمة افتداء الوقت التي هي من مستلزمات حياة الإيمان لكل الذين يريدون أن يخدموا الله الحي. فإن كنا ونحن على عتبة سنتنا الجديدة نريد أن نعّوض عما فات فما علينا إلا أن نطلب هذه الحكمة فتعطى لنا. كما هو مكتوب:
«إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ»
(يعقوب 1: 5).
*
لنقل مع المرنم:
«إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ»
(مزمور 90: 12)
طبعاً إن احصاء الأيام ليس في تقليب وريقات الروزنامة يوماً بعد يوم، بل أن نضع نظاماً دقيقاً لحياتنا بحيث لا نصرف يوماً دون أن نقوم بعمل مثمر لمجد الرب فادينا، الذي قال :
«وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ»
(يوحنا 15: 16).
وما أحلى أن نضع نصب أعيننا الوصية الرسولية التي كتبها الرسول بولس للأفسيين
«فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ»
(أفسس 5: 15-16 ).
في الواقع، إنّ السلوك بالتدقيق وافتداء الوقت هما من ميزات المسيحي المكرس، الذي يحيا حياة سهر وصلاة متأهباً لكل عمل صالح. فهو
«كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ»
(مزمور 1: 3).
*
لنذكر أن المسيح أقامنا سفراء عنه وقد حملت رسالته مزدوجة إذ قال:
«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ ... ، أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ... فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ»
(متّى 5: 13-14 - 16).
«اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ ...، لأَنَّ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ... مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ ٱلرَّبِّ... وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ ٱلظُّلْمَةِ غَيْرِ ٱلْمُثْمِرَةِ بَلْ بِٱلْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا... لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ»
(أفسس 5: 8-11 وأفسس 2: 15).
بهذا السلوك المسيحي الممتاز نستطيع أن نؤدي الشهادة بأن مسيحنا هو حقاً نور العالم، وأن كل من يتبعه لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة.
*
أيها الأحباء
إن الله معنا في كل مرة أجتمعنا فيها باسم يسوع، وأن قلبه تعالى لمغتبط جداً لأننا عشنا عامنا الماضي في جو التعبد له. وقد عزمنا على أن نعيش مآتي أيامنا قريبين منه وبين يديه، صانعين مشيئته. إلا أن السيد الرب يضع اصبعه على ضعفاتنا معيداً لنا رسالته القديمة إلى كنيسة أفسس
«أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي لٰكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ ٱلأُولَى. فَٱذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَٱعْمَلِ ٱلأَعْمَالَ ٱلأُولَى. (أعمال) الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّة»
(رؤيا 2: 2-5 وغلاطية 5: 6).
وكم هو جميل أن ينهضنا الرب بالتذكرة، مذكراً كل واحد منا بمحبته الأولى، المحبة التي كانت قوية يوم عرف الرب يسوع وتجددت حياته بكلمة الله وبروح إلهنا، فصار في المسيح خليقة جديدة. يومئذ أحب الرب إلهه من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته، وأحب قريبه كنفسه وأحب أعداءه كقريبه. وإنما بسبب مسايرته لأفكار هذا العالم الذي وضع كله في الشرير، فترت محبته وقلت ثماره.
*
وقد ينجم الفتور بسبب قلة قراءة الكتاب المقدس والصلاة. فما أجمل أن نتخذ من اليوم الأول لعامنا الجديد نقطة انطلاق في علاقة جديدة منظمة مع الله. فنعكف طيلة السنة على قراءة كلام الله، لننمو في النعمة وفي معرفة المسيح، مصلين بكل صلاة وطلبة في كل وقت في الروح. لنقل للرب إلهنا يا سيدي الرب أنا محتاج إلى تأدية النعمة. إنني أبغي الوصول إلى محل بالقرب منك، محل لا تستطيع أمور هذا العالم أن تمنعني من الوصول إليه.
*
لنقل للرب الحبيب ما قالته عروس النشيد،
«اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ»
(نشيد الأنشاد 1: 4).
لنقل كما قال مرنم إسرائيل الحلو: يا رب هب
«لِي جَنَاحًا كَالْحَمَامَةِ، فَأَطِيرَ وَأَسْتَرِيحَ!»
(مزمور 55: 6)
ولنعمل بوصية الرسول بطرس في الهرب من الفساد الذي في العالم بالشهوة
«بَاذِلُونَ كُلَّ ٱجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي ٱلْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي ٱلْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي ٱلتَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي ٱلصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي ٱلتَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي ٱلْمَوَدَّةِ ٱلأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هٰذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيح»
(2بطرس 1: 5-8).
نعم إن فعلنا ذلك فلن نزل أبداً خلال العام الجديد والأعوام التالية إن شاء الرب وعشنا. ويصير لنا دخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي.
*
أيها الأحباء
إن احتفالنا اليوم بسيط جداً، وليس في حشد كبير من المصلين، وليس لنا جوقة ترينم ولكن لا نكتئب نحن القطيع الصغير. لأن القطيع الصغير له وعد المسيح برعاية خاصة إذ قال له المجد :
«لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ»
(لوقا 12: 32).
وأيضاً إن كنا لا نحسن أداء النغم في الترنيم، فحسبنا أن قلوبنا تحسن أداء الشكر للفادي
«الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ»
(رؤيا 1: 5-6 ).
وكفانا من دنيا الأعياد أن الرب معنا هنا وعينه علينا كما هو مكتوب :
«هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَه»
(مزمور 33: 18).
يد أن يبدأ معنا عاماً جديداً بالبركة والعناية والرعاية. فلتفرح قلوبنا لأننا على اسمه القدوس اتكلنا. أما رسالته لنا فهي أولاً رسالة تشجيع إذ يقول أنا هو لا تخافوا. ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر!
إنه يقول لكل واحد منا:
ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب. أنت في قلبي وسأحفظك من ساعة التجربة، العتيدة أن تأتي على العالم.
«لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي»
(إشعياء 43: 1).
*
رسالة عهد وضمان، وفقاً لقوله:
«خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي»
(يوحنا 10: 27-28 )،
دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض فكل الأشياء في يدي. وأنا أجعلها تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده. أنا الرب في وسط كنيستي، فلن تتزعزع ولو انقلبت الجبال إلى وسط البحار. على كفي نقشت أسوارها وحصنتها بعنايتي فكل آلة صورت ضدها لا تنجح، وكل لسان يقوم عليها في القضاء يحكم عليه.
*
أيها الأحباء
بعد أيام وأسابيع قليلة من الليالي القادمة، ستراود الناس خواطر، آمال وأماني عذاب بمناسبة السنة الجديدة القادمة ، فسيتمنى كل واحد لنفسه ولأحبائه أشياء يظن أنها تجلب السعادة فالبعض يتمنوا الثروة، والبعض يتمنوا الصحة، والبعض يتمنوا الجاه الواسع. أما نحن قطيع المفديين فما أجمل أن تكون تمنياتنا صلوات حارة لأجل السلام. أن يعرف كل إنسان ما هو لسلامه وأن يفتدي زمن افتقاده. وأن يتبرر كل إنسان بالإيمان فيصير له سلام مع الله. بربنا يسوع المسيح. وأن نسأل إلهنا بإيمان لكي يبارك شعوب الأرض ملوكاً ورؤساء وقادة حتى يعرفوا ويعملوا ما هو لسلام العالم. فلا يحتكموا بعد إلى السيف لحل الخلافات والمشاكل المعقدة. بل يعلموا وفقاً لناموس روح الحياة في المسيح يسوع القائل
«كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ»
(متّى 7: 12).
وحينئذ يتم ما قيل باشعياء النبي:
«فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ»
(إشعياء 2: 4).
أما نحن فليكن شعارنا للسنة طلبة موسى رجل الله في المزمور التسعين
«وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ إِلهِنَا عَلَيْنَا، وَعَمَلَ أَيْدِينَا ثَبِّتْ عَلَيْنَا، وَعَمَلَ أَيْدِينَا ثَبِّته»
(مزمور 90: 17)
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين



يسوع يحبك ...
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 9964 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تأملات فى أمثال السيد المسيح 1
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المقدمة

دراسة أمثال السيد المسيح دراسة ممتعة، تنقلنا من واقع الحياة إلى السماويات، ببساطة وعُمق، فالسيد المسيح هو «الراوي الأعظم» صاحب الأسلوب السهل الممتنع، الذي لا يفقد طلاوته مهما نُقل إلى مختلف اللغات، أو انتشر في كل الحضارات، لأن المبادئ الروحية في تعليمه هي الأساس.
نعم علّم السيد المسيح كثيراً بالأمثال. ويقول أنجيل (مرقس 4: 34) «وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ» وأمثاله خالية من القصص الخيالية كنطق الحيوان وحركة الجماد، كما أنها اجتنبت كل إشارة هزلية، لأنها شرحت لسامعيه أسرار ملكوت السماوات.
وأمثال السيد المسيح بالغة الإعجاز في توضيح كيفية انتشار ملكوت الله في العالم، وفي وصف السعادة التي يحصل عليها الإنسان الذي يُملِّك الله على حياته، وفي شرح نوعية حياة الإنسان الذي ينتمي إلى ملكوت الله.

معنى المثل

الكلمة العبرية (mashal) والكلمة الآرامية (mathla) الموازيتان لكلمة "مثل" يمكن أن تعنيا أيضاً لغز ورمزاً. لذلك نستطيع تفسير الآية القائلة "إن كل الذي في الخارج أعطي لهم كل شيء بالأمثال"، بأن كل شيء "أعطي لهم بالألغاز".

المثل ليس بالضرورة استعارة ورمز، لأن الاستعارة تشير إلى نقاط عديدة، وهذا ما يضفي عادة عليها صفة اصطناعية بينما المثل يؤكد على نقطة واحدة. لكن لا نستطيع دائماً التمييز بوضوح في الأناجيل بين المثل والاستعارة، لأن بعض أمثال السيد المسيح تحمل صوراً استعارية. هذه هي الحال مع مثل الكرامين الأشرار(مرقس12: 1-12)، الذي يعرض كل تاريخ الخلاص، واضعاً السيد المسيح في محوره.

ليس من الضرورة اعتبار هذا النوع من الاستعارة من صنع الكنيسة التي تكون قد حورت مثلاً بسيطاً من أمثال السيد المسيح، إذ أنه يوجد نشيد رمزي عن الكرمة في سفر اشعيا (5: 1-7) 1 لأُنْشِدَنَّ عَنْ حَبِيبِي نَشِيدَ مُحِبِّي لِكَرْمِهِ. كَانَ لِحَبِيبِي كَرْمٌ عَلَى أَكَمَةٍ خَصِبَةٍ 2فَنَقَبَهُ وَنَقَّى حِجَارَتَهُ وَغَرَسَهُ كَرْمَ سَوْرَقَ وَبَنَى بُرْجاً فِي وَسَطِهِ وَنَقَرَ فِيهِ أَيْضاً مِعْصَرَةً فَانْتَظَرَ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً فَصَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً. 3«وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي.4مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟ 5فَالآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي. أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ. 6وَأَجْعَلُهُ خَرَاباً لاَ يُقْضَبُ وَلاَ يُنْقَبُ فَيَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ. وَأُوصِي الْغَيْمَ أَنْ لاَ يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَراً». 7إِنَّ كَرْمَ رَبِّ الْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَغَرْسَ لَذَّتِهِ رِجَالُ يَهُوذَا. فَانْتَظَرَ حَقّاً فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ وَعَدْلاً فَإِذَا صُرَاخٌ. ، ولربما يكون السيد المسيح قد فكر بهذه السابقة عندما وضع مثله. قاوم النقد الحديث التفسير الرمزي للأمثال الذي أكثر منه المفسرون القدامى أمثال أوريجانس وأوغسطينوس. نجد مثالاً جيداً على هذا الإفراط في التفسير، في شرح أوغسطينوس لمثل السامري الصالح، حيث كل جملة لا بل كل كلمة عنت له شيئاً مختلفاً عن المعنى الظاهر.
انتقد اودولف جوليخر وهو ألمانى الجنسية، الذي نشر كتاباً سنة 1898 عن الأمثال، بشدة هذا التفسير الرمزي، وقد أيده الكثيرون في هذ، ولكن جوليخر ومؤيدوه تطرفوا في انتقادهم عندما رفضوا كل أنواع التفسير الرمزي، إذ لا تخلوا أمثال السيد المسيح كلياً من العناصر الرمزية.
يعتبر جرمياس، من حيث المبد، في كتابه القيم عن أمثال السيد المسيح، أن العناصر الرمزية فيه، لها قيمة ثانوية. وعلى الناقد أن يحدد هذه العناصر ويضعها جانباً للوصول إلى المعنى "الأصيل" للمثل.
غالباً أنه لم يكن يوجد فرق واضح بين "المثل" و"الاستعارة" في زمن السيد المسيح. قيل أن المثل يتميز ببساطة الأفكار الواردة فيه والاستعارة بتعقيد الأفكار الواردة فيها. ولكن الأبحاث التاريخية النقدية لم تعتبر الأمثال البسيطة كما كان يظن سابقاً .

لقد تذكر الناس أمثال السيد المسيح واستعملوه وكيفوها وفق الوضع الجديد الذي حدث بعد موته وقيامته. لا شك في أن بعض التغيرات قد وقعت أثناء نقل الأمثال وتطبيقها على ظروف جديدة ومستمعين جدد. ولكنه من الصعب تحوير قصة موفقة. كل ما يمكن حدوثه، إذ كثر تداوله، هو إضافة بعض العناصر الجديدة عليها وهذه يمكن تحديدها. يقول بعض علماء الكتاب المقدس، "إن قصة تستعمل بنجاح الصور الرمزية غير قابلة للتغيير، لأنه لا يوجد إلا طريقة واحدة لقولها كما هو الحال في الشعر".

مقاطع عديدة من العهد القديم استعملت فيها استعارات الزرع والحصاد. أهم هذه المقاطع هي الآتية:

ارميا 13: 27 27فِسْقُكِ وَصَهِيلُكِ وَرَذَالَةُ زِنَاكِ عَلَى الآكَامِ فِي الْحَقْلِ. قَدْ رَأَيْتُ مَكْرُهَاتِكِ. وَيْلٌ لَكِ يَا أُورُشَلِيمُ! لاَ تَطْهُرِينَ. حَتَّى مَتَى بَعْدُ؟ ، هوشع 2: 12-23 12وَأُخَرِّبُ كَرْمَهَا وَتِينَهَا اللَّذَيْنِ قَالَتْ: هُمَا أُجْرَتِي الَّتِي أَعْطَانِيهَا مُحِبِّيَّ وَأَجْعَلُهُمَا وَعْراً فَيَأْكُلُهُمَا حَيَوَانُ الْبَرِّيَّةِ. 13وَأُعَاقِبُهَا عَلَى أَيَّامِ بَعْلِيمَ الَّتِي فِيهَا كَانَتْ تُبَخِّرُ لَهُمْ وَتَتَزَيَّنُ بِخَزَائِمِهَا وَحُلِيِّهَا وَتَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيهَا وَتَنْسَانِي أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ. 14«لَكِنْ هَئَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا 15وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ وَوَادِي عَخُورَ بَاباً لِلرَّجَاءِ. وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 16وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ الرَّبُّ أَنَّكِ تَدْعِينَنِي «رَجُلِي» وَلاَ تَدْعِينَنِي بَعْدُ «بَعْلِي». 17وَأَنْزِعُ أَسْمَاءَ الْبَعْلِيمِ مِنْ فَمِهَا فَلاَ تُذْكَرُ أَيْضاً بِأَسْمَائِهَا. 18وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْداً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَدَبَّابَاتِ الأَرْضِ وَأَكْسِرُ الْقَوْسَ وَالسَّيْفَ وَالْحَرْبَ مِنَ الأَرْضِ وَأَجْعَلُهُمْ يَضْطَجِعُونَ آمِنِينَ. 19وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ. 20أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ. 21وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَسْتَجِيبُ يَقُولُ الرَّبُّ أَسْتَجِيبُ السَّمَاوَاتِ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ الأَرْضَ 22وَالأَرْضُ تَسْتَجِيبُ الْقَمْحَ وَالْمِسْطَارَ وَالزَّيْتَ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ يَزْرَعِيلَ. 23وَأَزْرَعُهَا لِنَفْسِي فِي الأَرْضِ وَأَرْحَمُ لُورُحَامَةَ وَأَقُولُ لِلُوعَمِّي: أَنْتَ شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ: أَنْتَ إِلَهِي».، اشعيا 55: 10 10لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعاً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلآكِلِ ، يوئيل 3: 13 13أَرْسِلُوا الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصِيدَ قَدْ نَضَجَ. هَلُمُّوا دُوسُوا لأَنَّهُ قَدِ امْتَلَأَتِ الْمِعْصَرَةُ. فَاضَتِ الْحِيَاضُ لأَنَّ شَرَّهُمْ كَثِيرٌ». ومزامير 126: 5 5الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. 6الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ.

"هناك أمثال أخرى تظهر الدقة في اختيار التشبيه والاستعارة. ويوجد شبه بين الأمثال المتعلقة بالأعراس وانتظار العذارى للعروس، الذي يرمز إليه بإنزال المن في الصحراء" وهكذا ..

إذا المثل قصة أرضية تعبِّر عن حقائق أوحى الله بها، فهو يشبه مسكناً على الأرض وقد فُتحت نافذته نحو السماء. وما أن تقول «أمثال السيد المسيح» حتى تتذكَّر أروع القصص من وقائع الحياة العادية. ولا غرابة، فاالسيد لمسيح هو «كلمة الله» المتجسِّد، الذي شارك الناس في أحداث حياتهم اليومية.. عندما ولدته العذراء القديسة مريم أضجعته في مذود، وزاره في مهده رعاةُ الأغنام البسطاء، وعاش في الناصرة لا في عاصمة البلاد، وكسب عيشه من أعمال النجارة، واختار تلاميذه من الصيادين البسطاء. غير أنه كان صاحب رسالة محبة الله للبشر جميعاً على اختلاف نوعياتهم ومعتقداتهم، فهو «الكلمة» والمتكلم، وهو الرسالة والرسول. وقد جاء إلى العالم برسالة واضحة قوية عن محبة الله، وعدالته، وأعلن هذه الرسالة بطريقة واضحة قوية جذابة، حتى كما يقول إنجيل (متى 7: 28 و29) «بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ».وكانت الأمثال إحدى طرق تعليمه الجذابة.

وتصوِّر الأمثال التي ضربها السيد المسيح حالاتٍ من واقع حياة الناس، ولذلك نطلق عليه «الراوي الأعظم» فهو الذي يُرينا أباً يفيض قلبه حباً وشوقاً إلى ابن ضال نادم راجع من البلد البعيد إلى الأحضان الأبوبة المنتظرة، الواثقة أنه لا بد راجع (لوقا 15: 20)، ويرينا راعي أغنام منحنٍ على طرف هاوية ليرفع حمَلاً له سقط في حفرة (لوقا 15: 4)، ويرينا جريحاً وقع بين اللصوص يسعفه مسافر يختلف عنه في الوطن والدين (لوقا 10: 33). وتنقلنا أمثال السيد المسيح لنرى فلاحاً يبذر بذوره (متى 13: 3) أو يحرث بمحراثه (لوقا 7: 17)،وصياداً يلقي شباكه (متى 13: 48)، وأرملة تستنجد بقاضٍ مرتشٍ (لوقا 18: 3)، وبنّاء يبني قلعة (لوقا 14: 28)، وملكاً يتّجه بجيشه لأرض المعركة (لوقا 14: 31). ولمس السيد المسيح في أمثاله الحياة العائلية كما في مثَل الابنين (متى 21: 28-31)، والحياة الزراعية كما في مثَل التينة غير المثمرة (لوقا 13: 6-9) والحياة التجارية كما في مثَل الوزنات (متى 25: 14-30)، والحياة السياسية كما في مثَل الملك الذي طلب حكماً فانقلب شعبه عليه أثناء سفره (لوقا 19: 11-27).

عرف فن الأمثال واستخدم قبل السيد المسيح. ولم يكن السيد المسيح أول من استخدم أسلوب التعليم بأمثال، فقد سبقه أنبياء العهد القديم وغيرهم في ذلك. ويورد العهد القديم بعض الأمثال في ((2 صموئيل 12: 1- 4 1 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. 2وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً. 3وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعاً. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. 4فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى الرَّجُلِ الْغَنِيِّ فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». ، 1ملوك 20: 35- 42 35وَإِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَالَ لِصَاحِبِهِ: «عَنْ أَمْرِ الرَّبِّ اضْرِبْنِي». فَأَبَى الرَّجُلُ أَنْ يَضْرِبَهُ. 36فَقَالَ لَهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ الرَّبِّ فَحِينَمَا تَذْهَبُ مِنْ عِنْدِي يَقْتُلُكَ أَسَدٌ». وَلَمَّا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ لَقِيَهُ أَسَدٌ وَقَتَلَهُ. 37ثُمَّ صَادَفَ رَجُلاً آخَرَ فَقَالَ: «اضْرِبْنِي». فَضَرَبَهُ الرَّجُلُ ضَرْبَةً فَجَرَحَهُ. 38فَذَهَبَ النَّبِيُّ وَانْتَظَرَ الْمَلِكَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَتَنَكَّرَ بِعِصَابَةٍ عَلَى عَيْنَيْهِ. 39وَلَمَّا عَبَرَ الْمَلِكُ نَادَى الْمَلِكَ: «خَرَجَ عَبْدُكَ إِلَى وَسَطِ الْقِتَالِ، وَإِذَا بِرَجُلٍ مَالَ وَأَتَى إِلَيَّ بِرَجُلٍ وَقَالَ: احْفَظْ هَذَا الرَّجُلَ. وَإِنْ فُقِدَ تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، أَوْ تَدْفَعُ وَزْنَةً مِنَ الْفِضَّةِ. 40وَفِيمَا عَبْدُكَ مُشْتَغِلٌ هُنَا وَهُنَاكَ إِذَا هُوَ مَفْقُودٌ». فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «هَكَذَا حُكْمُكَ. أَنْتَ قَضَيْتَ». 41فَبَادَرَ وَرَفَعَ الْعِصَابَةَ عَنْ عَيْنَيْهِ فَعَرَفَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ. 42فَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لأَنَّكَ أَفْلَتَّ مِنْ يَدِكَ رَجُلاً قَدْ حَرَّمْتُهُ، تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، وَشَعْبُكَ بَدَلَ شَعْبِهِ». ، أشعياء 5: 1- 7 المذكور بعاليه). أما يسوع فقد أوصل هذا الفن إلى الكمال، وقد اختلفت مواضيع أمثاله عن مواضيع سابقيه، كما أنه حصر هذه المواضيع حول شخصه وأراد من خلالها جلب الناس إليه وحثهم على مواجهة تحديه بطريقة إيجابية. و أمثال السيد المسيح تخلو من القصص الخرافية، وحديث الأشجار والحيوانات، فهو «الطريق والحق والحياة» الذي أعلن الأخبار المفرحة الحقيقية بأسلوب تعامل الله الحقيقي مع البشر, فجاءت أمثاله واقعية تحمل دروس الأبد لكل بشرٍ في كل زمن وفي كل مكان، فقد قال أنجيل (يوحنا 6: 63) «الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ».
إذا لا يقصد من الأمثال أبداً تسلية الناس بل إعلان ملكوت الله، وقد أعلن السيد المسيح، من خلال أمثاله طبيعة الملكوت.

لماذا علَّم السيد المسيح بأمثال؟

قبل أن يبدأ السيد المسيح التعليم بالأمثال كان قد وعظ تعليماً صريحاً وقال لمفلوجٍ شفاه فى أنجيل (مرقس 2: 9): «مغفورة لك خطاياك» ، ودخل بيوت الخطاة وأكل معهم (مرقس 2: 16)، وشفى صاحب يدٍ يابسة يوم سبتٍ، فرفضه قادة بني إسرائيل وتشاوروا معاً على قتله (مرقس 3: 6)، فغيَّر السيد المسيح طريقة تعليمه إلى الأمثال التي يفهمها البسطاء الراغبون في التعلُّم، لأنهم سيسألون عن معناها. أما الرافضون فسيظنون أن السيد المسيح يضرب أمثالاً، أو يروي حكايات، فيتوقَّفون عن مقاومته، ويتركونه يعظ الجموع الراغبة في المعرفة. ويتَّضح لنا هذا من أنه عندما روى أول أمثاله، وهو مثل الزارع، سأله تلاميذه فى إنجيل (مرقس 4: 11، 12): «لماذا تكلمهم بأمثال؟» فأجاب: «قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا سِرَّ مَلَكُوتِ اللّهِ. وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ فَبِالأَمْثَالِ يَكُونُ لَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ، لِكَيْ يُبْصِرُوا مُبْصِرِينَ وَلاَ يَنْظُرُوا، وَيَسْمَعُوا سَامِعِينَ وَلاَ يَفْهَمُوا». وختم مثل الزارع بقوله فى أنجيل (مرقس 4: 9): «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!».
بعد أن ترك السيد المسيح وتلاميذه البحر وعادوا إلى البيت، سأله تلاميذه عن سبب اتّخاذه هذا الأسلوب الجديد في الوعظ، الذي لغموضه يتطلَّب تفسيراً، فأجابهم أنه تعمَّد الإغماض عن الذين يرفضون النور الذي لهم، ففقدوا كل حق بأن يزيدهم نوراً. ولما طلبوا منه أن يفسر لهم مثل الزارع وبّخهم بقوله: «أمَا تعلمون هذا المثل؟ فكيف تعرفون جميع الأمثال؟ فإني الحق أقول لكم إن أنبياء وأبراراً كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا».
ومع أسف المسيح على غباوة تلاميذه، احتملهم وفسرّ لهم مثليْن تسهيلاً لفهمهم غيرهما.. من مثلي الزارع والزوان وحدهما قد نظن أن نجاح الملكوت يكون قليلاً. ولكن في مثلي حبة الخردل والخميرة نقيضٌ لهذا الوهم، وتبشير بنجاح باهر لهذا الملكوت الذي نشأ في ضعف.
فالمثل يعطي الراغب في المعرفة مزيداً من المعرفة، لأنه سيفتش عن معناه. أما المشاغب الرافض فسينصرف عن المعنى الكامن في المثَل لأن قلبه مغلق، ولذلك قال السيد المسيح فى أنجيل (متى 13: 12): «فَإِنَّ مَنْ لَهُ (الرغبة في المعرفة) سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ (هذه الرغبة) َالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ»

وحسب تفسير كلمة مثل، فالبعض من الأمثال يعدون بينها أشباه الأمثال التي لم توصف صراحة بأنها مثل. وسنتناول هنا 52 مثلاً تحت ثمانية أقسام. علماً بأن بعض الأمثال يمكن وضعها في أكثر من قسم. ولن نذكر المثل نفسه في كل حالة، ولكننا سنكتفي بالإشارة إليه:


أولاً- رسالة الله في العالم

(أ) طبيعة الرسالة: وتشمل هذه الأمثال، مثل الثوب العتيق والزقاق العتيقة (مت 9: 16و 17، مرقس 2: 21و 22، لو 5: 36- 38).
(ب) نشر الرسالة: مثل الزارع (مت 13: 3- 9و 18- 23، مرقس 4: 1- 9و 13- 20، لو 8: 4- 15).
(ج) نمو الحق (الملكوت) في العالم: (1) مثل البذار التي تنمو سرَّاً (مر 4: 26- 29)
(2) حبة الخردل (مت 13: 31و 32، مر 4: 30- 32، لو 13: 18و 19)
(د)الفساد الذي يصيب الرسالة وعمل الله: (1) مثل الخميرة (مت 13: 33، لو 13: 20و 21).
(2) مثل الزرع الجيد والزوان (مت 13: 24- 30و 36- 43).

ثانياً- الخلاص وغفران الخطية

(1)و (2)و(3) الخروف الضال، والدرهم المفقود، والابن الضال (لو 15).
(4) مثل الفريسي والعشار (لو 18: 9- 14).
(5) مثل الابنين اللذين طلب منهما أبوهما أن يذهبا للعمل في كرمه (مت 21: 28- 32)
(6)و (7) الكنز المخفي واللؤلؤة كثيرة الثمن (مت 13: 44- 46).
(8) مثل عرس ابن الملك (مت 22: 1- 14)
(9) مثل العشاء العظيم (لو 14: 16- 24)
(10)و (11) مثل شجرة التين العقيمة (لو 13: 6- 9)، ومثل الباب الضيق والباب المغلق (لو 13: 23- 30).
(12)و(13) باب الخراف (يو 10: 1- 10)، والراعي الصالح (يو 10: 11- 18و 25- 30).
(14) و (15)- النجاسة من الخارج (مت 12: 43- 45، لو 11: 24- 26)، ومن الداخل
(16) الاستنارة الداخلية (مت 6: 22و 23، لو 11: 34- 36).
(17) يصور السيد المسيح بالطريقتين (مت 7: 13و 14) المسارين المتناقضين المفتوحين أمام الإنسان في هذه الحياة.
(18) مثل البنائين (مت 7: 24- 27، لو 6: 46- 49).

ثالثاً- معاملة السيد المسيح

يوجد علي الأقل مثلان يعالجان هذا الموضع، هما: مثل الكرامين الأشرار (مت 21: 33- 41، مر 12: 1- 9، لو 20: 9- 16)، ومثل الحجر المرفوض (مت 21: 42- 46، مر 12: 10و 11، لو 20: 17- 19).

رابعاً- الشركة مع الله

إن الذين بالإيمان قد اتكلوا علي عمل السيد المسيح واختبروا الولادة الجديدة، صار لهم امتياز الشركة مع الآب والابن، قد عبَّر السيد المسيح عن ذلك في عدة أمثال:
(أ) الصلاة: فهناك مثلان عن الصلاة: الصديق اللحوح (لو 11: 5- 8)، والقاضي الظالم (لو 18: 1- 8).
(ب) العرفان بالجميل والشكر عليه، كما في مثل المديونين (لو 7: 41- 43)
(ج) علاقة السيد المسيح بتلاميذه، في مثل العروس والعريس (مرقس 2: 19و 20، لو 5: 34و 35)
(د) العلاقة الروحية والتغذية، في مثل الكرمة والأغصان (يو 15: 1-11)
(ه) سد الاحتياجات الوقتية، في مثل الغني الغبي (لو 12: 16- 21).

خامساً- الشهادة أو التلمذة

(1)، (2) كما أن الإنسان الذي يريد أن يبني برجاً عليه أن يعمل أولاً حساب النفقة، وهل يستطيع ان يكمل (لو 14: 28- 30)، وكما يقدَّر الملك موارده العسكرية قبل الذهاب للمعركة (لو 14: 31و 32)، هكذا علي تلميذ السيد المسيح أن يحسب نفقة التلمذة، ويجهز نفسه لأن يحيا حياة الإنكار الكامل للذات.
(3)، (4) التلميذ الذي ليس لديه روح إنكار الذات يشبَّه بملح فسد وفقد ملوحته (مت 5: 13، مر 9: 50، لو 14: 33- 35)، وأصبح في حالة لا يصلح فيها مطلقاً لشيء. أما مثل تشبيه المسيحي بسراج (مت 5: 15، مر 4: 2، لو 8: 16و 17، 11: 33) فيركز علي انتشار الشهادة.
(5) إذا أراد تلميذ أن يكون له شهادة فعَّالة، فيجب أن يكون علي استعداد دائم للحكم علي نفسه، فهذه هي رسالة مثل الأعضاء التي تسبب العثرة (مت 5: 29و 30، مر 9: 43و 45و 47).

سادساً- العلاقات مع الآخرين

(أ) روح الغفران: كما في مثل العبد القاسي (مت 18: 23- 35)، فالسيد المسيح هنا يشير إلي شفاعة روح عدم الغفران، ويوضح فكرة إن كان الله قد غفر لنا كل هذا، فيجب أن نكون علي استعداد أن نغفر لكل من يخطئون إلينا.
(ب) الموقف من القريب: كما في مثل السامري الصالح (لو 10: 10- 37)، فليكن لنا روح الاهتمام الصادق والمحبة للغير، ولنعتبر الآخرين أقرباء لنا، وإن لم يكن لهم علينا أي حق طبيعي.

سابعاً- المكافآت

يعلمنا مثل العمل في الكرم (مت 20: 1- 16) أن الله سيكافئ العمل الجيد، ولكن المكافأة ستكون حسب إراداته، فهو صاحب السلطان المطلق. فليس من حق أحد أن يطلب مكافأة عن خدمة قدمها لله. وهناك مثل مشابه في لو 17: 7- 10، فالمرمي الرئيسي منه، هو أن خادم الله لا يستطيع أن يطلب مكافأة لأنه فعل أكثر ما يجب.

ثامناً- مجيء السيد المسيح ثانية والدينونة

هناك ستة أمثال ترتبط بمجيء السيد المسيح ثانية والإستعداد للدينونة الأخيرة ففي لو 12: 35- 38 يعلمنا واجب مداومة الولاء والسهر في انتظار مجيئه. فكما يجب علي العبيد أن يكونوا مستعدين لمقابلة سيدهم في أي ساعة يرجع إلى العرش، هكذا يجب علي المؤمنين أن يكونوا علي استعداد دائم لمجيء السيد المسيح في أي وقت. وفي مثل آخر علي اقتحام اللص للبيت، يقدم رسالة مشابهة (لو 12: 39و 40، مت 24: 43و 44)، إذ يجب علي صاحب البيت (المؤمن) أن يسهر لئلا يأتي الرب كلص في الليل بينما يكون هو نائماً. ولإيضاح الموضوع أكثر من ذلك، يضع السيد المسيح المثل في صورة عبد في البيت ينتظر عوده سيده (مت 24: 45- 51، لو 12: 42- 46)، فبينما قد لا يكون مجيء اللص مؤكداً، فليس ثمة شك في عودة السيد. ومثل البواب (مرقس 13: 34- 37) يحث علي السهر في انتظار عودة السيد المسيح ، فهذا المثل يفسر نفسه.
ويؤكد السيد المسيح أهمية الاستعداد لمجيئه، وللحياة الآتية في مثل الوكيل الظلم (لو 16: 1- 13). لقد ظهر الكثير من الصعوبات في تفسير هذا المثل، وذلك نتيجة التركيز علي تفسير تفاصيل لا أهمية لها. فالنقطة الرئيسية هي أن السيد المسيح يريد أن يعلِّم تلاميذه أنه حتي الناس الأشرار- في جيلهم- أحسنوا استخدام الفرص للإعداد للمستقبل، ويستطيع المؤمنون أن يتعلموا درساً من غير المؤمنين في هذا الخصوص، فمتي كانوا وكلاء أمناء الآن، فإنهم يكونون علي استعداد أن يعطوا حساب وكالتهم في نهاية خدمتهم.
وبينما كان السيد المسيح في الأمثال السابقة يحث علي السهر في ضوء مجيئه ثانية، لأن الوقت غير محدد، فإنه أعطي بعض العلامات التي تدل علي اقتراب مجيئه. ففي مثل شجرة التين التي صارت غصناً رخصاً وأخرجت أوراقها، يريد أن يقول لنا كما أن ظهور البراعم في شجرة التين يدل علي قدوم الصيف، فإن ظهور بعض العلامات يدل علي اقتراب مجيئه ثانية. ومثل الشبكة المطروحة في البحر والجامعة من كل نوع، يشير إلي هذه الدينونة بعبارات عامة (مت 13: 47- 50). وهناك ثلاثة أمثال أخرى تتعلق بدينونة السيد المسيح ,اثنان منها متشابهان وإن لم يكونا متطابقين تماماً، وهما مثل العشرة الأمناء (لو 19: 11- 27)، ومثل الوزنات المختلفة (مت 25: 14- 30). وتكشف الدراسة الدقيقة لهما عن العديد من الفوارق. ومثل آخر عن الدينونة، كان مثار الكثير من الجدل، وهو مثل العذاري العشر (مت 25: 1- 13). وهناك مثل يشير إلي الدينونة الفردية، التي تحدث عندما تنتهي حياة الإنسان علي الأرض، وهو مثل الغني ولعازر (لو 16: 19- 31).

كيف نفسِّر الأمثال؟

عند تفسير الأمثال يجب أن نراعي ثلاثة قوانين:

1-يجب أن نعرف المناسبة التي روى فيها السيد المسيح المثل، فنفسِّره في نور القصد الرئيسي من روايته. وتساعدنا مناسبة رواية المثل على إدراك المعنى الرئيسي المقصود منه.
2-ليس لكل تفاصيل المثل معاني روحية، فلا يجب أن نحمِّل النصَّ أكثر من جوهر التعليم، ولا أن نستقي منه استنتاجات فرعية لا ترتبط بالقرينة، ولا أن نستخرج من كل تفاصيل المثل دروساً. وقد نصحنا القديس يوحنا فم الذهب أن نأخذ المعنى الرئيسي من المثَل: «وألا نشغل نفوسنا كثيراً بالبقية». ففي مثَل السامري الصالح، يكفي أن نرى أن قريبي هو المحتاج لمساعدتي، مهما اختلف عني في الدين والجنسية، دون داعٍ لأن نتساءل عن المقصود بالحمار أو صاحب الفندق أو الدينارين.
3-لا يمكن أن يُؤخَذ المثل وحده أساساً لعقيدة دينية، بل يجب أن نقرن آيات الكتاب معاً قبل أن نكوِّن عقيدتنا (1كورنثوس 2: 13). وقد روى السيد المسيح أمثاله للبسطاء الذين سمعوها بسرور لأنها لمست واقع حياتهم.

ومن واقع القوانين الثلاثة التى يجب أن نراعيها عند تفسير الأمثال سيكون هذا تأملنا فى أول مثلان مثل الثوب العتيق والزقاق العتيقة (مت 9: 16و 17، مرقس 2: 21و 22، لو 5: 36- 38) فى أولا: رسالة الله فى العالم (طبيعة الرسالة).

والى اللقاء مع مثلى الثوب العتيق والزقاق العتيقة راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 9965 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبويا السماوي الغالي،
أشكرك على قوة الصلاة الجادة،
وعلى الفرح بمعرفتي
أنه يمكنني أن أتحاجج في قضيتي معك،
وأسُود على الظروف المُضادة والغير مواتية.
وأُطبِّق اليوم الإعلان الذي قد تعلمته
من كلمتك لكي أُحدث تغييرات هائلة في حياتي،
وفي حياة أحبائي،
في اسم يسوع.
آمين
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 9966 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قدِّم قضيتك بطريقة قانونية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قدِّم قضيتك بطريقة قانونية

هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ
أشعياء 18:1

عندما تحتاج أن تُصلي من أجل أمور معينة ليست تحت تصرفك المباشر أو قيادتك الشخصية، فعليك أن تُصلي صلاة جدلية. وهو نوع من الصلاة فيه تُقدم قضيتك بطريقة قانونية أمام الرب الإله، ونرى هذا يحدث مع إيليا وهو يُصلي بجدية من أجل المطر بعد جفاف لمدة ثلاث سنوات ونصف، فلم يكن لإيليا السُلطة القانوينة المُطلقة على الأمطار، لذلك كان عليه أن يُصلي صلاة جدلية ويترافع في هذه القضية أمام الرب الإله.

فعندما تدرس هذه الحالة في 1ملوك 42:18-43، سوف تُلاحظ أنه بعد أن أعلن إيليا للملك أخاب أنها ستُمطر، ذهب إلى مرافعة مُكثفة، وقلبية، وفي تشفع يترافع في قضيته أمام الرب الإله: "فَصَعِدَ أَخْآبُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، وَأَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ الْكَرْمَلِ وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ لِغُلاَمِهِ:«اصْعَدْ تَطَلَّعْ نَحْوَ الْبَحْرِ» فَصَعِدَ وَتَطَلَّعَ وَقَالَ :«لَيْسَ شَيْءٌ». فَقَالَ: «ارْجعْ» سَبْعَ مَرَّات (1ملوك 42:18-43).

فكان على إيليا أن يُصلي صلاة جدلية ويستمر على هذا النحو لأنه أدرك أن الرب الإله هو المسئول الوحيد عن المطر، هناك من يعتقدون أن الشيطان هو من يأتي بالمطر وهذا غير صحيح. فلم يُسجَّل في أي مكان في الكتاب المقدس أن الشيطان هو المسئول عن المطر. فالمطر، وفقاً للكتاب المقدس هو بركة من الرب الإله إلى العالم، وأخبر الرب بني إسرائيل في (سفر اللاويين 3:26-4): "إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا، أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ" وقال يسوع أيضاً في (متى 45:5) "أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ

فإن كان الشيطان هو المسئول عن المطر، لكان قد صلى إيليا بطريقة مختلفة؛ فكان ببساطة سيأمر المطر أن يسقط! ولكنه، صلى صلاة جدلية، لتقديم حُجج قوية أمام الرب، وهكذا يجب عليك أن تُصلي عندما ترغب في تغيير أي موقف أو وضع خارج سُلطانك الشخصي؛ فتُقدم صلاتك بحُجة قانونية! وتأتي بكلمة الرب الإله وتردها إليه، بطريقة جادة، وقلبية ومستمرة حتى تتحقق.

ربما قد صليتَ من أجل خلاص أحد أحبائك؛ وهذه هي الطريقة! قدِّم حُججك القوية أمام الرب. بأن تُحضِر له كلمته كدليل وأساس تبني عليه مطلبك لمعجزة لأحبائك. وتستمر في الصلاة حتى يحدث تغييراً.

صلاة

أبويا السماوي الغالي، أشكرك على قوة الصلاة الجادة، وعلى الفرح بمعرفتي أنه يمكنني أن أتحاجج في قضيتي معك، وأسُود على الظروف المُضادة والغير مواتية. وأُطبِّق اليوم الإعلان الذي قد تعلمته من كلمتك لكي أُحدث تغييرات هائلة في حياتي، وفي حياة أحبائي، في اسم يسوع. آمين
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 9967 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أُقر وأعترف
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربي يسوع، أشكرك على السلام، والأمان،
والفرح والراحة والحماية التي لنا في اسمك.
وأنا أسكن كل يوم تحت ظل جناحيك الحامية،
مُخبأ من الأذى، والإرهاب والشر.
ولا أخاف شيئاً أو شخصاً،
لأني أحيا فيك وأتحرك وأُوجد!
آمين
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 9968 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

استفد بالأسلحة الإلهية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
استفد بالأسلحة الإلهية

"عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي، مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا"
(مزمور 2:27).

إنها بلا شك آخر الأيام؛ أيام الشر المتطرف. بل وأكثر من أي وقتٍ مضى، ينغمس الشيطان في الإتلاف – بأضرار جسدية أو حتى قتل الناس، وخاصة أولاد الرب الإله. ولكنه ليس له ثقل؛ فهو خصم مهزوم. وبغض النظر عن كل ما يشنه هو وجنوده ضدك، أنت أعظم من مُنتصر. ويقول في أشعياء 15:54 "هَا إِنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ اجْتِمَاعًا لَيْسَ مِنْ عِنْدِي. مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْكِ فَإِلَيْكِ يَسْقُطُ. هأَنَذَا قَدْ خَلَقْتُ الْحَدَّادَ الَّذِي يَنْفُخُ الْفَحْمَ فِي النَّارِ وَيُخْرِجُ آلَةً لِعَمَلِهِ، وَأَنَا خَلَقْتُ الْمُهْلِكَ لِيَخْرِبَ. كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي، يَقُولُ الرَّبُّ." (أشعياء 15:54-17). هذا كل ما يقوله!

فأنت لستَ أعزل أو تحت رحمة الشيطان الذي يذبح بلا رحمة. وأنت لستَ محمول فقط من هجومه، ولكنك أعلى منه. لذلك فليس عليك أن تخاف. فجزء من تسلحنا الإلهي هو اسم يسوع، والتكلم بألسنة! فبالرغم مما قد تواجهه من خطر أو ضيق، عليك أن تعرف أنك لستَ أعزلاً! استخدم اسم يسوع! بغض النظر عن مدى الخطر، يقول الكتاب المقدس "وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ."

(أعمال 21:2)
وفي مواجهة الضيق، يمكنك أن تُعلن بمُجاهرة مثل كاتب المزمور: "أَقُولُ لِلرَّبِّ: مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ." (مزمور 2:91). وأدرك أنك لستَ عادياً؛ لذلك فأنت لست مُخضعاً لهجوم الشيطان؛ وبغض النظر عن الهيئة التي يأتي بها. ففي 2صموئيل 33:3-34 يُسجل رثاء داود على أبنير، أحد أشداء داود الذي قُتل: "وَرَثَا الْمَلِكُ أَبْنَيْرَ وَقَالَ: هَلْ كَمَوْتِ أَحْمَقَ يَمُوتُ أَبْنَيْرُ؟ يَدَاكَ لَمْ تَكُونَا مَرْبُوطَتَيْنِ، وَرِجْلاَكَ لَمْ تُوضَعَا فِي سَلاَسِلِ نُحَاسٍ. كَالسُّقُوطِ أَمَامَ بَنِي الإِثْمِ سَقَطْتَ. وَعَادَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَبْكُونَ عَلَيْهِ." فيُظهر داود هنا أن كل من له علاقة بيهوه لا يجب أن يموت كموت أحمق؛ لأننا لسنا بلا دفاع! بل نحن محميين إلهياً من الشر والفساد الذي في العالم. فعندما يُهاجمك الضيق، ارفض أن تخاف. بل، استخدم اسم يسوع؛ وتكلم بألسنة بحرارة. وعندما تدعو اسم يسوع، يستجيب الرب لك بالإنقاذ!

أُقر وأعترف

ربي يسوع، أشكرك على السلام، والأمان، والفرح والراحة والحماية التي لنا في اسمك. وأنا أسكن كل يوم تحت ظل جناحيك الحامية، مُخبأ من الأذى، والإرهاب والشر. ولا أخاف شيئاً أو شخصاً، لأني أحيا فيك وأتحرك وأُوجد! آمين
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:39 PM   رقم المشاركة : ( 9969 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنا أبتهج اليوم فرحاً جداً وأحتفل

على أساس فهمي أن يسوع المسيح قد أحضرني إلى حياة الفرح

والغلبة والازدهار الأبدي، فأنا الآن شريك الطبيعة الإلهية

وأنشر الحياة الإلهية ! وأشكرك يا أبويا السماوي

لأنك أحضرتني إلى وحدانية وإتحاد حيوي معك، في اسم يسوع آمين
 
قديم 14 - 11 - 2015, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 9970 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد أتى المسيح
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ"
(لوقا 11:2).

اليوم، يحتفل المسيحيون وحتى غير المسيحيين في جميع أنحاء العالم بعيد الميلاد – ميلاد ربنا ومُخلصنا يسوع المسيح. ولكن بعيداً عن الاحتفالات المُبهجة وفرحة اليوم، من المهم أن نفهم المغزى الروحي وفائدة ميلاد يسوع المسيح لكل واحد في العالم. فالشيء المُثير بالنسبة لعيد الميلاد ليست الأشجار المُزينة، ولا التراتيل، بل هو الهدف الذي من أجله أتى المسيح! فلقد أتى ليكون لك حياة – حياة الرب الإله

(يوحنا 10:10)

ومازال الكثيرون ينتظرون مجيء المسيا، ولكن يُخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح هو المسيا المُرسل من الرب الإله ليُحضر الخلاص للعالم أجمع : "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ، وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ" (لوقا 1: 68، 69). فيسوع وُلد، وعاش ليموت لكي نحيا نحن، واليوم، لنا حياة أبدية لأنه قد وُلد في قلوبنا، وبذلك فلقد تكملنا (صِرنا كاملين) فيه، هذا الذي يصفه الكتاب المقدس بأنه رئيس (قائد) خلاصنا

فنحن شركاء طبيعته الإلهية، ووارثون (شركاء الميراث) معه، وهذا ما يجب أن يُفرحك في عيد الميلاد؛ حقيقة أن المسيا قد أتى، وبالتالي قد تحقق رجاؤك لحياة جديدة ومُزدهرة. لقد أتى المسيح؛ وبالتالي فلقد صِرتَ مقبولاً عند الآب! وبغض النظر عن ما قُمتَ به، وأينما كنتَ، وكيفما عشتَ حياتك، لقد جعلك مقبولاً في المحبوب، لمدح مجد نعمته .... أفسس 6:1

وهذا ما يعنيه عيد الميلاد؛ أنك أنت الآن في المسيح، مقبولاً منه، وأُحضرتَ إلى "البنوية". فلا عجب أن يهتف الرسول يوحنا "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ الرب الإله" (1يوحنا 2:3). فأنت لا تعمل مُجاهداً أو مُحاولاً لإرضاء الله لكي تُصبح ابناً؛ لا! بل أنت الآن ابن : "اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ (أي نوع من المحبة) أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ الرب الإله" (1يوحنا 1:3)، وبينما أنت تحتفل اليوم، فكر فيما قد أتى المسيح ليُحققه من أجلك، والهج في حياة الغلبة التي قد أحضرك فيها، وعيد ميلاد سعيد

صلاة

أنا أبتهج اليوم فرحاً جداً وأحتفل

على أساس فهمي أن يسوع المسيح قد أحضرني إلى حياة الفرح

والغلبة والازدهار الأبدي، فأنا الآن شريك الطبيعة الإلهية

وأنشر الحياة الإلهية ! وأشكرك يا أبويا السماوي

لأنك أحضرتني إلى وحدانية وإتحاد حيوي معك، في اسم يسوع آمين

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024