14 - 10 - 2015, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 9631 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريقة حواء أم طريقة يسوع؟
كنت أقرأ مؤخراً في سفر التكوين الإصحاحات من 3 إلى 6 والفقرة التي كانت تتحدث عن حواء التي بحثت ونظرت وفي النهاية أكلت من شجرة معرفة الخير والشر، وهو الشيء الذي لفت انتباهي: تكوين 3: 6 " فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ." تُذَكِّرنا هذه الفقرة برسالة يوحنا الأولى، الإصحاح الثاني حيث نقرأ في الآيات 15- 16: يوحنا الأولى 2: 15- 16 " لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ." " شَهْوَةَ الْجَسَدِ".... "رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ" "شَهْوَةَ الْعُيُونِ".... "أَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ" "تَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ"..... "أَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ" شهوة الجسد، شهوة العيون، تعظم المعيشة.... بهجة للجسد، بهجة للعيون، لتصبح شهية للنظر... هذا ما ضل بسببه الإنسان الأول وتبعه. وهذا هو أول شيء علينا ألا نفعله. كما تقول غلاطية 6: 7- 8 غلاطية 6: 7- 8 " لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً." كُتِبَت الرسالة "إِلَى كَنَائِسِ غَلاَطِيَّةَ" (غلاطية 1: 2). إنهم هم المسيحيون الذين دُعيوا "ألا يضلوا". أجل، يمكن للمسيحيين أن يضلوا! وكما تحذر الفقرة، فإننا إن زرعنا للجسد، سنحصد فساداً! فنفس الشيطان الذي أضل حواء، لايزال موجوداً حتى اليوم ولديه نفس الهدف: وهو أن يُضِلنا. فتقول لنا كورنثوس الثانية 11: 3 كورنثوس الثانية 11: 3 " وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ." " كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ..."، كما فعل الشيطان مع حواء، كذلك أيضاً يحاول أن يفعل معنا. اتبعت حواء أحاسيسها، رأت، ففكرت فوضعت جانباً أقوال الله التي سمعتها وتصرفت. وماذا نفعل نحن اليوم؟ هل نتبع أي شيء يبدو مبهجاً للعيون أو نشعر أنه جيد؟ هل نتبع أي شيء يفعله العالم أو العديدين؟ هل نتبع أياً كان ما يبدو حكيماً وفقاً لمعايير العالم؟ أم أننا نتبع الحكمة التي من الله، التي تأتي من فوق والتي هي غباء في نظر العالم؟ تخبرنا كورنثوس الأولى 3: 18- 20 كورنثوس الأولى 3: 18- 20 " لاَ يَخْدَعَنَّ أَحَدٌ نَفْسَهُ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ حَكِيمٌ بَيْنَكُمْ فِي هذَا الدَّهْرِ، فَلْيَصِرْ جَاهِلاً لِكَيْ يَصِيرَ حَكِيمًا! لأَنَّ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «الآخِذُ الْحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِمْ». وَأَيْضًا:«الرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الْحُكَمَاءِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ»." هناك حكمة وحيدة حقيقية ألا وهي الحكمة الآتية من الله. فقد عرفت حواء كلمة الله ولكنها هُزِمت بما رأت وفكرت. فليس مثالها هو ما يجب أن نتبعه بل مثال شخص آخر، والذي أتى بعد حواء بآلاف السنين وجُرِّب من قِبَل نفس العدو، إنه يسوع المسيح، مثالنا الذي كان مثلما تقول عبرانيين 4: 15 " مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.". فهذا هو المثال الذي يجب أن نتبعه. فيليبي 2: 5- 11 " فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." |
||||
14 - 10 - 2015, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 9632 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقارنة بين شاول وداود
كنت أقرأ مؤخراً في صموئيل الأولى وكيف صار شاول ملكاً، فحدث كل هذا في وقت قصير جداً إذ وجد نفسه ملكاً قبل حتى أن يدرك ما كان يحدث. لم تكن لديه الشخصية ولم تكن لديه الصفات اللازمة لذلك؛ فقد كان إنساناً متواضعاً، حتى أنه لم يجرؤ على الخروج عندما دُعي باسمه (صموئيل الأولى 10: 22). ولكن بنو إسرائيل كانوا يطالبون بملك وبإصرار، أنا متأكد من أنهم لم يقدروا إطلاقاً على الانتظار، فلقد أرادوا ملكاً، وأرادوه أن يأتي فوراً! ولا عجب إذاً من النهاية التي وصل إليها شاول، فكان من الممكن أن تكون للكثيرين منا نفس النهاية، أن لن نعرف ما سيكون علينا فعله، وأن ينمو كبريائنا، ونفسد كل شيء بدون أن تكون لنا الشخصية والمواصفات اللازمة. ليس الأمر هو أن نعرف بالضبط ما نقوم به، بل أن تكون لنا الشخصية التي تمكننا من أن ننتظر ونكتشف ما علينا فعله. يبدو لي أن شاول كان ضحية إصرار بني إسرائيل، ولكن جاء داود بعد ذلك، ولم يأتي كملك، فقد كانت كلمة الله معه منذ البداية، ولكن مضت سنين عديدة بعد ذلك وبدت تلك الكلمة وكأنها لن تُدرك أبداً. كان يحارب في البراري وفي الجبال وبدا أن تلك الكلمة جلبت له المشاكل فقط. إذ فَقَدَ أصدقائه، سلامه واتصاله بعائلته، وكان كل هذا بسبب تلك الكلمة الآتية من الله. لماذا أخبره الله بذلك؟ لماذا لم يرسله سريعاً ليكون ملكاً على الفور؟ لماذا عامله الله بقسوة؟ إن كان هناك شخص بداخله أسئلة غير مجابة، فلابد وأن يكون هذا الشخص هو داود، فلقد تطلب الأمر سنين عديدة، خيبة آمال كثيرة، وأسئلة فائضة بلا جواب، وتطلب الأمر أيضاً الكثير من المشاكل، فكان من الممكن أن يموت في تلك الأيام، كانت حياته دائماً في خطر، ولم يكن هذا بالطبع هو ما كان يحلم به بخصوص الله وبخصوص حياته وبخصوص كلمة الله التي أُخبِر بها. ولكن الهدف منها كان واضحاً: فبعد كل هذا، أصبح داود في ذلك الوقت مستعداً ليكون ملكاً، فهو لن يُفسِد الأمر، لأنه تدرب في سنوات البرية، لقد صار ليناً وخضعت رغباته لإرادة الله ووُضِعت في يديه. مخيفة هي كل الأشياء التي مر بها، ولكنها أيضاً مشجعة، لأن هذا من الممكن أن يحدث معنا أيضاً في حياتنا. قد نتسائل فقط لماذا هذا وذاك، لماذا لم يفعل الله الأمر منذ البداية، ولكن الله يريدنا مثل داود، حتى نستمتع بما يتيحه أمامنا. حدث الأمر مع شاول منذ البداية، ولكنه أفسد الأمر. أنا أحب طريقة الله حتى وإن كانت مؤلمة في بعض الأحيان، فهي تبدو مثل البرية؛ لأن البرية ستنتهي وسيبدأ يوم جديد مشرق! |
||||
14 - 10 - 2015, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 9633 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مجرد أناس
كنت أقرأ مؤخراً عن التجارب التي تعرض لها المسيح في البرية، فتحداه العدو مرتين بجملة "إن كنت ابن الله". وبقراءتها بطريقة أخرى، فهي تبدو لي وكأنها: " أنت لست ابن الله يا يسوع، انت مجرد إنسان.... فإن سقطت من فوق الهيكل، لن يلتقطك أحد. إن كنت جوعاناً، لن يطعمك أحد. هيا حاول ... اتستطيع أن تحول هذه الأحجار إلى خبز؟ أتستطيع أن تسقط من فوق الهيكل؟ هيا جرِّب، إن لم تكن مجرد إنسان، أي إن كنت ابن الله". إنها نفس ذات القصة بالنسبة لنا اليوم، فنحن أبناء وبنات الله ويريد العدو أن يقنعنا أننا لسنا إلا بشر ضعفاء. إنه يهمس في آذاننا: "أنت وحيد في هذه الدنيا .... إلهك بعيد جداً. فاهدأ، أنت تماماً مثلك مثل أي إنسان آخر." نحن بالفعل أناس مثل أي شخص آخر على الأرض، ولكن، وتلك هي الـ "لكن" التي كان الشيطان يشوهها مع المسيح وهو يشوهها الآن أيضاً معنا: فنحن أبناء الملك أيضاً، ومعنا الإذن بالدخول إلى عرشه الآن، كما تقول كلمة الله في (يوحنا الأولى 3: 2):" أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ" هذا هو ما نحن عليه الآن. هذا هو ما تقوله بطاقة هويتك السماوية. فهي تقول: الاسم: [ضع اسمك هنا] معروف: قبل تأسيس العالم، مولود من: الله، مخلص من قِبَل: يسوع المسيح، هو/ هي: ابن/ ابنة الله، الإذن بالدخول إلى عرش الله: غير محدود المدة. سلاح الشيطان هو التوسُّط ("كن مثل أي إنسان آخر" مع وجود الجملة المستترة وراءها والتي تقول: "لأنك مثل أي إنسان آخر"). نحن أناس ولكننا لسنا مجرد" أناس". لسنا مثل أي إنسان آخر، بل نحن أبناء الله ونحن أبناؤه الآن. |
||||
14 - 10 - 2015, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 9634 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريق بلعام
نجد قصة بلعام مسجلة في سفر عدد 22- 24. فبينما كانت إسرائيل في طريقها إلى أرض الموعد، "نَزَلُوا فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ مِنْ عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا." (عدد 22: 1). جعل هذا بالاق، ملك موآب يرتعب كثيراً، وأرسل رسلاً إلى "فتور" - في مكان ما على النهر، وتبعد بضع مئات الكيلومترات- لإحضار بلعام. ذكرت مهمته في سفر عدد 22: 5- 6 " فَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، إِلَى فَتُورَ الَّتِي عَلَى النَّهْرِ فِي أَرْضِ بَنِي شَعْبِهِ لِيَدْعُوَهُ قَائِلاً: «هُوَذَا شَعْبٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ. هُوَذَا قَدْ غَشَّى وَجْهَ الأَرْضِ، وَهُوَ مُقِيمٌ مُقَابَ لِي. فَالآنَ تَعَالَ وَالْعَنْ لِي هذَا الشَّعْبَ، لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي، لَعَلَّهُ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكْسِرَهُ فَأَطْرُدَهُ مِنَ الأَرْضِ، لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ الَّذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالَّذِي تَلْعَنُهُ مَلْعُونٌ»." كانت شهرة بلعام هي " الَّذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالَّذِي تَلْعَنُهُ مَلْعُونٌ" (سفر عدد 22: 6). إن قرأنا كامل التسجيل الموجود بسفر عدد 22- 24 سنكتشف أن سلوك بلعام في البداية كان سلوكاً إلهياً. فعندما أتى إليه خدم بالاق، وعدهم فقط بأن يفحص طلبهم مع الله. وعندما أخبره الله بألا يذهب معهم، صرفهم بمنتهى الطاعة. هذا ما يفعله الرجل السائر على الطريق الصحيح وهذا ما فعله بلعام كذلك. كان من الواضح أنه سائر على الطريق. ومع ذلك، صمم بالاق. فبعد بضعة أيام، جاء المزيد من الأمراء والنبلاء مرة أخرى إلى قصر بلعام واعدين إياه بغنى وبشرف كبير إن ذهب فقط ولعن إسرائيل. الرجل الذي يتبع قلبه الله 100% لن ينتظر: فسيصرف الأمراء مرة أخرى، إذ أن الله قد أوضح له الأمر من قبل وأنه لا يجب أن يذهب معهم. ولكن بلعام لم يفعل ذلك. عوضاً عن هذا قال أنه سيفحص الأمر مع الله مرة أخرى. وبالرغم من أن هذا كان لا يزال حسناً وبالقطع لم يكن سيئاً بقدر الذهاب معهم بدون فحص الأمر مع الله إطلاقاً، إلا أنه بالفعل يُظهِر انشقاقاً وتقلباً ونية لعدم صرف ممثلي بالاق غير مرضيين. فأنت ترجو الله مرة أخرى فقط من أجل شيء لا تزال تريده، وانه لم يروق لك ولم ترضى بما أخبرك به الله في المرة الأولى. وهذا هو ما حدث هنا. أراد بلعام أن يذهب معهم؛ فقد كانت الهدايا والمكارم أكثر من قدرته على رفضها. ومن ناحية أخرى، لم يرد ايضاً أن يعصي الله! كان سيسعد لو ذهب إلى هناك، ولعن إسرائيل وجلب المكافآت وصار الأمر حسن مع الله كذلك- هذا يشبه كثيراً ما يحدث معنا نحن أيضاً في بعض الأحيان: فلسان حالنا يقول، أريد أن أفعل ما أشاء، إذاً أرجوك يا الله أن تغير أنت إرادتك، فدعني أنفذ إرادتي أنا وسنكون على ما يرام! وعندما رأي الله بلعام في هذا الوضع، أخبره أن يذهب ولكن فقط إن جاءه الناس وطلبوا منه أن يذهب مرة أخرى. وبعد، في الصباح، نراه على حماره مستعداً للرحلة الطويلة! فلم يرد أن يضيع ثانية واحدة ولم ينتظر دعوة أحد! ونتيجة لذلك، ثار غضب الله وارسل ملاكه للوقوف ضده. أنقذت حمارة بلعام حياته إذ أنها حين رأت الملاك حاولت أن تتفاداه. وقال الملاك لبلعام أن يذهب ولكن أن يقول فقط الكلمة التي سيكلمه الله بها. لماذا كان على الله أن يقول له "«اذْهَبْ مَعَ الرِّجَالِ، وَإِنَّمَا تَتَكَلَّمُ بِالْكَلاَمِ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ»" (عدد 22: 35)؟ كان هذا تحذيراً لبلعام من أن لا ينحرف عن كلامه. وكما سنرى، لم ينتبه لهذا كلية. فقد ذهب بلعام إذاً لمقابلة بالاق. وبرغم من أن بالاق أخذه لعدة أماكن، الأمر الذي كان سيسهل عليه لعن إسرائيل، إلا أن بلعام ظل متعلقاً بما أخبره به الله وتحدث فقط بالكلمات التي تبارك إسرائيل. فغضب بالاق كثيراً! وهذا ما قاله لبلعام، بعدما بارك إسرائيل للمرة الثالثة: "«لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي دَعَوْتُكَ، وَهُوَذَا أَنْتَ قَدْ بَارَكْتَهُمُ الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ. فَالآنَ اهْرُبْ إِلَى مَكَانِكَ. قُلْتُ أُكْرِمُكَ إِكْرَامًا، وَهُوَذَا الرَّبُّ قَدْ مَنَعَكَ عَنِ الْكَرَامَةِ»." (عدد 24: 10- 11). يظهر أن بلعام اتخذ موقفاً لأجل الله. تحدث فقط بكلامه، وبرغم من أنه ذهب مع أمراء بالاق، إلا أنه قال فقط ما أراده الله أن يقوله. لم ينحرف عنه، ويتسائل البعض، لماذا تقوم رسالة بطرس الثانية 2: 15 وغيرها من الآيات التي سنراها لاحقاً بتقديمه كمثال يجب تفاديه. بالتأكيد أراد أن يذهب إلى بالاق وربما كانت عينيه على الهدايا. ويبدو أنه لم يبعد عما قد أخبره الله به ولكنه ترك المكان فارغاً في النهاية. أطاع الله على الرغم من حقيقة أن هذا عني أن يخسر الهدايا والمنح الموعودة له. أم أن الأمر لم يكن كذلك؟ بلعام في بطرس الثانية ويهوذا ذُكِرَ بلعام كمثال يجب الابتعاد عنه في رسالة بطرس الثانية، يهوذا وسفر الرؤيا. قد يبدو أن هذا الأمر غير مدعوم بالتسجيلات التي رأيناها حتى الآن، ولكن بالمتابعة سنعرف السبب: سفر عدد 25: 1- 5، 9 " وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ، وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ. فَدَعَوْنَ [بنات موآب] الشَّعْبَ إِلَى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ، فَأَكَلَ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا لآلِهَتِهِنَّ. وَتَعَلَّقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ فَغُورَ. فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِلَ الشَّمْسِ، فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ مُوسَى لِقُضَاةِ إِسْرَائِيلَ: «اقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ قَوْمَهُ الْمُتَعَلِّقِينَ بِبَعْلِ فَغُورَ».... وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا." كيف يحدث أن تعلم نساء موآب كيف أن تُضِل بني إسرائيل؟ كيف يحدث أن يأتين ويدفعن الشعب إلى الزنى معهن، ويدعون الشعب إلى ذبائح آلهتهن، فيأكل الشعب ويسجد لآلهتهن المزيفة؟ كان الله غير راض، فثار غضبه ومات 24000 إسرائيلي بالوبا الذي أتى بعد ذلك. من الذي وضع هذه الخطط الماكرة التي أتت بمثل هذا الدمار على إسرائيل؟ تجيبنا على هذا السؤال عدد 31: 15- 16 وسفر الرؤيا 2: 14 عدد 31: 15- 16 " وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هؤُلاَءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كَلاَمِ بَلْعَامَ، سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ." ورؤيا 2: 14 (يتحدث الرب إلى ملاك الكنيسة التي في برغامس) " وَلكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا." المعلم الذي علم موآب كيف يلقي معثرة أمام بني إسرائيل هو بلعام. قد رأينا كيف كان مائلاً نحو الهدايا والمنح. تقول لنا بطرس الثانية 2: 15- 16 أنه أحبهم: بطرس الثانية 2: 15-16 " قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ. " حتى الوقت الذي صارت فيه الأحداث المذكورة بسفر عدد 24، كان بلعام نبي الله، ناطق بكلامه. كان سائراً على الطريق الصحيح. ولكن ليس حتى النهاية. فقد تخلى عنه في الأخير وضل لأنه " أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ". لقد بدأ جيداً ولكن نهايته كانت رديئة. ليس من المهم أن تبدأ على الطريق الصحيح، ولكن من المهم أيضاً أن تكمل فيه حتى النهاية. بدأ بلعام بداية جيدة، ولكنه لم يكمل جيداً. قتل في النهاية بيد بني إسرائيل عندما انتصروا على مديان1 . في تسجيل موته (يشوع 13: 22)، لم يعد يدعى "نبياً" بل "عرافاً". بدأ نبياً، متحدثاً بكلام الله ولكنه انتهى عرافاً، عدواً لله. تحول بلعام من كونه ناطقاً بكلام الله إلى معلم أعثر شعب الله (رؤيا 2: 14). كان على الطريق الصحيح، لكنه تخلى عنه وضل. في الغالب، هذا هو السبب في ذكره ثلاث مرات بواسطة كُتَّاب مختلفون في العهد الجديد كمثال يجب تجنبه. سبق ورأينا تسجيلاً ذو صلة في سفر الرؤيا وها هم الاثنين الآخرين من رسالة بطرس الثانية ويهوذا: يهوذا بطرس الثانية 2: 15- 16 " قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ." ويهوذا 11 " وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ." كل من رسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا تشيران إلى هؤلاء الذين اتبعوا طريق بلعام. من هم هؤلاء الناس؟ ما الذي ارتكبوه؟ هل يشبهون بلعام باي حال من الأحوال، وإن كان نعم، فما هو هذا الشبه؟ كيف يمكن لهذا العهد القديم أن يتعلق بعصر النعمة الذي نعيشه اليوم؟ سنجد الجواب في الكتاب المقدس. بدءاً من بطرس الثانية، فكلمة " لأَنَّهُمْ" ترجع للمقطع الأول، حيث نقرأ: بطرس الثانية 2: 1- 3 " وَلكِنْ، كَانَ أَيْضًا فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكًا سَرِيعًا. وَسَيَتْبَعُ كَثِيرُونَ تَهْلُكَاتِهِمْ. الَّذِينَ بِسَبَبِهِمْ يُجَدَّفُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ. وَهُمْ فِي الطَّمَعِ يَتَّجِرُونَ بِكُمْ بِأَقْوَال مُصَنَّعَةٍ، الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ مُنْذُ الْقَدِيمِ لاَ تَتَوَانَى، وَهَلاَكُهُمْ لاَ يَنْعَسُ." سوف نكمل بالمزيد من المعلومات المعطاة عن هؤلاء المعلمون الكذبة، ولكن دعونا أولاً نوضح مصدرها. ويتضح هذا من الآيات 1، 15 و 20- 21. فنقرأ هناك: بطرس الثانية 2: 1 " وَلكِنْ، كَانَ أَيْضًا فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكًا سَرِيعًا." بطرس الثانية 2: 15 " قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ." و بطرس الثانية 2: 20- 21 " أَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ. لأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ." وكما هو واضح مما سبق: • كان هؤلاء الناس هم الناس الذين اشتراهم الرب. • كانوا هم من هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح2. • عرفوا طريق البر والوصية المقدسة المسلمة لهم3. • تركوا الطريق المستقيم، والذي يعني بالتالي أنهم كانوا ذات مرة سائرين فيه. المعلمون الكذبة الذين تتحدث عنهم كلمة الله هنا ليسوا غير مؤمنين إذاً بل هم مؤمنون، أو لنكن دقيقين، فهم أناس قد بدأوا كمؤمنين. وإلى أي شيء آخر كان هؤلاء الناس الذين اشتراهم الرب، والذين كانت لهم المعرفة الكاملة به والذين سُلِمَت لهم الوصية المقدسة؟ ومثل بلعام، بدأوا على الطريق الصحيح، لكنهم تخلوا عنه وذهبوا إلى معلمين كذبة يدسون بدع الهلاك ويفسدون شعب الله بكلمات خادعة! ونحن مخطئين إن اعتقدنا أن أمر هؤلاء المعلمون الكذبة لا يجب بالأحرى إعطائه اهتماماً ، لأننا بعد كل هذا لم نرى من قبل العديدين ممن " يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ" بمنتهى الوضوح. خصص الله جزءاً كبيراً من رسالة بطرس الثانية وغالباً كل رسالة يهوذا متحدثاً عن هؤلاء المدعين. وحقاً إنه أمر، تقول فيه كلمة الله: "انتبهوا"!! فتقول لنا تيموثاوس الثانية 2: 15 تيموثاوس الثانية 2: 15 ". اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ." عملنا هو أن نقسم كلمة الحق باستقامة وبدون فهمها جيداً، ستستحيل حمايتها بواسطة المعلمين الكذبة الحائمين حولها. وعودة إلى رسالة بطرس الثانية، تكمل الآيات 10- 22 في التحدث عن هؤلاء المدعين: بطرس الثانية 2: 10- 22 " وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ يَذْهَبُونَ وَرَاءَ الْجَسَدِ فِي شَهْوَةِ النَّجَاسَةِ، وَيَسْتَهِينُونَ بِالسِّيَادَةِ. جَسُورُونَ، مُعْجِبُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، لاَ يَرْتَعِبُونَ أَنْ يَفْتَرُوا عَلَى ذَوِي الأَمْجَادِ، حَيْثُ مَلاَئِكَةٌ وَهُمْ أَعْظَمُ قُوَّةً وَقُدْرَةً لاَ يُقَدِّمُونَ عَلَيْهِمْ لَدَى الرَّبِّ حُكْمَ افْتِرَاءٍ. أَمَّا هؤُلاَءِ فَكَحَيَوَانَاتٍ غَيْرِ نَاطِقَةٍ، طَبِيعِيَّةٍ، مَوْلُودَةٍ لِلصَّيْدِ وَالْهَلاَكِ، يَفْتَرُونَ عَلَى مَا يَجْهَلُونَ، فَسَيَهْلِكُونَ فِي فَسَادِهِمْ آخِذِينَ أُجْرَةَ الإِثْمِ. الَّذِينَ يَحْسِبُونَ تَنَعُّمَ يَوْمٍ لَذَّةً. أَدْنَاسٌ وَعُيُوبٌ، يَتَنَعَّمُونَ فِي غُرُورِهِمْ صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعَكُمْ. لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَعِ. أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ. قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ. هؤُلاَءِ هُمْ آبَارٌ بِلاَ مَاءٍ، غُيُومٌ يَسُوقُهَا النَّوْءُ. الَّذِينَ قَدْ حُفِظَ لَهُمْ قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُمْ إِذْ يَنْطِقُونَ بِعَظَائِمِ الْبُطْلِ، يَخْدَعُونَ بِشَهَوَاتِ الْجَسَدِ فِي الدَّعَارَةِ، مَنْ هَرَبَ قَلِيلاً مِنَ الَّذِينَ يَسِيرُونَ فِي الضَّلاَلِ، وَاعِدِينَ إِيَّاهُمْ بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ. لأَنَّ مَا انْغَلَبَ مِنْهُ أَحَدٌ، فَهُوَ لَهُ مُسْتَعْبَدٌ أَيْضًا! لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ. لأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ. قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ:«كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ«خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ». يخصص الله جزءاً كبيراً من رسالة بطرس الثانية ليصف هؤلاء المعلمون الكاذبون. العديد منهم موجودون بالخارج اليوم والعديد منهم قد جاءوا على مر القرون، مستخدمين أسم الله والمسيح لأسبابهم الشخصية، لأجل القوة، لأجل المال ولأجل الشرف. لم يكن مثال المسيح هو ما اتبعوه وإنما اتبعوا مثال بلعام. ولا تترك رسالة بطرس الثانية أي شك في نهايتهم. إذ أننا قد قرأنا للتو: • "يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكًا سَرِيعًا." (بطرس الثانية 2: 1) • " الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ مُنْذُ الْقَدِيمِ لاَ تَتَوَانَى، وَهَلاَكُهُمْ لاَ يَنْعَسُ." (بطرس الثانية 2: 3) • " لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ. لأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ. قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ:«كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ" (بطرس الثانية 2: 20- 22) • " هؤُلاَءِ هُمْ آبَارٌ بِلاَ مَاءٍ، غُيُومٌ يَسُوقُهَا النَّوْءُ. الَّذِينَ قَدْ حُفِظَ لَهُمْ قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ." (بطرس الثانية 2: 17). ليس الخلاص هو ما حُفِظ لهؤلاء الناس بل " قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ". ولكن سيقول البعض: "أليس الخلاص هبة معطاة بالنعمة؟". بالتأكيد هو كذلك. إنه هبة معطاة بالنعمة من خلال الإيمان (افسس 2: 8). ولكن كما هو واضح، فسينكر البعض الرب- وبالتالي سينكروا الإيمان- وسيصيروا أعدائه، متاجرين بشعبه جالبين عليهم هلاكاً سريعاً. وهم في الواقع مشابهين بلعام. فقد كان أيضاً على الطريق الصحيح لكنه ضل وتحول من كونه نبياً حقيقياً إلى معلم كاذب علَّم أعداء الله كيف يعثروا شعبه. لأن هؤلاء الناس " حُفِظَ لَهُمْ قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ". وفقاً لبطرس الثانية " لأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ." (بطرس الثانية 2: 21). ذُكِر بلعام أيضاً في يهوذا، في الغالب بنفس الطريقة والسياق كما في رسالة بطرس الثانية. بدأ يهوذا رسالته بالتالي: يهوذا 3 " أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ." أراد يهوذا من خلال رسالته أن يعظ المؤمنين أن يجتهدوا لأجل الإيمان المُسَلَّم مرة للقديسين. ومن الواضح أن هذا الإيمان تعرض للهجوم. فهذا الإيمان معرض للهجوم طالما أن العدو يحوم حوله، وهو لن يتوقف عن مهاجمته. علينا أن نجتهد لأجل الإيمان، ويكمل يهوذا بإعطائنا الاسباب في هذه الرسالة المكونة من إصحاح واحد: يهوذا 4- 19 " لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ. فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضًا الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ. كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ. وَلكِنْ كَذلِكَ هؤُلاَءِ أَيْضًا، الْمُحْتَلِمُونَ، يُنَجِّسُونَ الْجَسَدَ، وَيَتَهَاوَنُونَ بِالسِّيَادَةِ، وَيَفْتَرُونَ عَلَى ذَوِي الأَمْجَادِ. وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ:«لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!». وَلكِنَّ هؤُلاَءِ يَفْتَرُونَ عَلَى مَا لاَ يَعْلَمُونَ. وَأَمَّا مَا يَفْهَمُونَهُ بِالطَّبِيعَةِ، كَالْحَيَوَانَاتِ غَيْرِ النَّاطِقَةِ، فَفِي ذلِكَ يَفْسُدُونَ. وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ. هؤُلاَءِ صُخُورٌ فِي وَلاَئِمِكُمُ الْمَحَبِّيَّةِ، صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعًا بِلاَ خَوْفٍ، رَاعِينَ أَنْفُسَهُمْ. غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفًا، مُقْتَلَعَةٌ. أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ. وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً:«هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ، لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ». هؤُلاَءِ هُمْ مُدَمْدِمُونَ مُتَشَكُّونَ، سَالِكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ، وَفَمُهُمْ يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ، يُحَابُونَ بِالْوُجُوهِ مِنْ أَجْلِ الْمَنْفَعَةِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: «إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ». هؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ." يتضح أن هؤلاء هم نفس نوع الناس، بقدر اهتمام الثمار على الأقل، مع الذين رأيناهم في رسالة بطرس الثانية. إنهم مُدَّعين، يجرؤون حتى على تسمية أنفسهم مسيحيين. وبسبب هؤلاء المعلمون الكذبة- وهناك العديد منهم نشطاء اليوم- شعر يهوذا باحتياج مُخلِص إلى أن يكتب للمؤمنين ليخبرهم بأن يقاتلوا من أجل الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين. علينا أن نحارب من أجل الإيمان! إنه هو الكتاب المقدس- وليست معتقدات، طقوس وتقاليد الناس، مهما كان هؤلاء الناس- أساس إيماننا. فتحذرنا كولوسي 2: 8 كولوسي 2: 8 " اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ." وأيضاً رسالة يوحنا الثانية 7- 8 " لأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِيًا فِي الْجَسَدِ. هذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ. انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا." كذلك تخبرنا يهوذا وبطرس: يهوذا 20- 21 " وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" رسالة بطرس الثانية 3: 17- 18 " فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ. وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ." " احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ". جميعنا قد ننقاد " بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ". لا أحد مُستثني من هذا التحذير. فبلعام قد بدأ على الطريق الصحيح ولكنه تخلى عنه في النهاية. ويكمل بطرس قائلاً " وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ"، فالاحتراس "احْتَرِسُوا " هو جزء من العمل، والجزء الآخر هو النمو في نعمة ومعرفة ربنا يسوع المسيح. هناك العديد من المدعين، وهم موجودون حتى في جسد المسيح- ولهذا السبب توجه بطرس ويهوذا بالحديث للمؤمنين- والطريقة الوحيدة لنحتمي من تعاليمهم الخادعة هي أن نميل نحو لبن الكلمة الصافي. الطريقة الوحيدة لكي نبني بيتنا بحيث لا يُضرب بأي شيء قد يأتي ضده، هو ببناءه على الصخر، الشيء الذي شرحه يسوع المسيح وهو أن نسمع كلمة الله ونطبقها (متى 7: 24- 25). عرف بلعام كلمة الله؛ وحقاً تبعها حتى مرحلة معينة ولكن ليس بعد ان اصطدمت بشهوته في الشرف والغنى. وبمجرد حدوث هذا، ضل. وعلى نقيضه، فعلينا أن نمشي على الطريق الصحيح: طريق المعرفة وتنفيذ كلمة الله مهما كانت التكلفة. بادئين، محاضرين ومكملين الجهاد، حاصدين بشكل كامل وتام مكافآتنا التي عند الله. عبرانيين 12: 1ب- 2 " لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ." |
||||
14 - 10 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 9635 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا تفعل " إِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ"؟
(لوقا 17: 3-4) نقرأ في لوقا 17: 3-4 "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ»." هناك بعض أدوات الشرط "إن" في هذه الفقرة. وكوني مُبَرمِج محترف، أعرف جيداً ماذا تعني أداة الشرط "إن" في لغة البرمجة الخاصة بالبرنامج، فهي تعني أن ما يتبع أداة الشرط "إن" يحدث فقط إن تحقق ما تحتويه جملة الشرط. في الجملة الأولى من كلمات ربنا الثمينة السابقة، لدينا جملتين. إن أخطأ إليك أخوك إذاً فوبخه وإن تاب (بعد توبيخك له) إذاً فاغفر له هذا هو التسلسل الذي وضعه الرب. يرغب العديد من الناس في أن يُغفَر لهم بدون توبة. ولا يزال العديدين، لم يغفروا خطية لشخص، لم يوبخوهم عليها من قبل! ومن ثم، يخترقون الترتيب البسيط الذي وضعه الرب.ومازال العديدين يقومون بتوبيخ الآخرين لأشياء ليست بخطايا، ومن ثم يخطئون إليهم! هناك الكثيرين أصحاب أفواه كبيرة ومن الممكن أن ينقدوا كل شيء وكل أحد، وإن سقطت في أفواههم ... فالويل لك.إنهم يدَّعُون توبيخهم للآخرين ولكن بدون وجود خطية. وستتسائل، ماذا سيحدث إن وبخت شخص على شيء يتضح أنه خطأ في حقي، وهذا الشخص لم يتب ولم يطلب المغفرة؟ قد يحدث هذا الوضع مع الأسف. فلدى العديد من الناس الكثير من الفخر ما يمنعهم من الإعتذار لأي إنسان. لقد رأيت أوضاعاً حيث يتم توبيخ الناس بوضوح، فمن الجلي أنهم أخطأوا ، ومع ذلك يتجنبون مع فعلوه وكأن شيئاً لم يحدث، بدون الاعتذار عما حدث! يقول "ووتشمان ني" في مكان ما "أن الإنسان الأكثر تواضعاً هو ما يكثر اعتذاره". اعتذر لأي إنسان حتى عن أقل الأشياء التي تشعر أنك قد أخطأت بها. هذا من أجل التواضع. هذا لكي تكون مسيحياً! أي شيء خلاف ذلك هو رياء. أن تكون لك الكلمة، ولكن أن تنكرها في الوقت الذي قد حان فيه أن تعيشها.عدم طلب المغفرة لا يؤذي فقط الإنسان الذي أخطيء إليه وإنما الخاطيء أيضاً. وعلى سبيل المثال، إن كان هناك شخص ذو فم انتقادي كبير، مسبباً الفزع للآخرين، وإن لم تتم مواجهة هذا الإمسان، فسيؤذي الكثيرين إذاً، ولكنه هو ذاته سيُرفَض أيضاً من قِبَل الآخرين! كيف تنفتح على إنسان مفزع كهذا لم يتب بعدعن هذه الأمور؟ ولا عجب في أن هذا الإنسان سينتهي به الحال وحيداً. ولكن، مرة أخرى، ماذا يفعل الآخرين كأخوة وأخوات، أو ماذا تفعل الكنيسة ذاتها؟ هل واجهوا هذا الإنسان؟ المواجهة في حب وليس في غضب شيء مهم للغاية. إنه جزء من الحلقة التي تؤدي في النهاية إلى المغفرة. ومرة أخرى، نحن لا نعني هنا بمواجهة الناس بما نظن نحن في عقولنا أنه خطية، بل بما تحدده كلمة الله بأنه خطية. ها هو ما يقوله الرب ورئيس إيماننا في متَّى 18: 15- 17 متَّى 18: 15- 17 " «وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ." هذا هو أمر الله!! هذا هو النظام الذي وضعه الرب يسوع المسيح رأس الكنيسة. لماذا نحاول أن نغير الأمور؟ لماذا نظن أنه من الأفضل إن سكتنا عن الشر والظلم والخطية التي تُصنع مباشرة أمام أعيننا!! في داخل كنائسنا! متى سننصت لصوت الرب عوضاً عن إنصاتنا لأصوات العالم التي تقول "كل إنسان يستطيع أن يفعل ما يريد"؟ لأن هذا هو ما قاله الرب (في شكل "لغة برمجة، إذ أنه محدد جداً!): إن أخطأ أخوك عاتبه بينك وبينه إن سمع منك فحسماً وإلا خذ معك شاهدين أو ثلاثة إن لم يسمع منهم إذاً قل للكنيسة إن لم يسمع من الكنيسة إذاً فليكن عندك كالوثني والعشار ما نفعله نحن في كنائسنا الغربية الحديثة هو ما يلي: إن أخطأ إليك أخوك لا تقل له شيئاً، بل سامحه!! أو إن كنت شجاعاً جداً (!!) لتقل له، ولم يسمعك فما من مشكلة... عليك أن تسامحه على كل حال!! أعذروني، من قال هذا؟؟ أرجو منكم أن ترونى الصفحة الموجودة بالكتاب المقدس حيث قال فيها الرب أو تلاميذه شيئاً من هذا القبيل؟ قد يكون هذا ما تعتقده أنت أو ما قد قاله لك كاهن كنيستك أو المجتمع ولكنه حقاً ليس ما قاله الله في الكتاب المقدس. أنظر هنا ما يقوله بولس: كورنثوس الأولى 5: 1- 2 " يُسْمَعُ مُطْلَقًا أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ، حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ. أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسْطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هذَا الْفِعْلَ؟" "يُرفَع من وسطكم"؟ ماذا حدث يا بولس. أنا إنسان صالح جداً في مكاني. لماذا على أن أفعل شيئاً؟ أنا أدفع عشوري. آتي إلى كنيستي كل أحد. أنا حسن. لماذا على أن أهتم بذاك الشخص؟ هذا شيء يخصه هو" ويكرر بولس، ويكرر الله من خلال بولس قائلاً لك:" أنتم منتفخون! عليكم أن تنوحوا عوضاً عن أن تجلسوا ببرود في مجلسكم! هذا الإنسان الغير تائب ينبغي أن يُرفَع من وسطنا". ويكمل بولس: كورنثوس الأولى 5: 9- 13 " كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هذَا الْعَالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعِينَ، أَوِ الْخَاطِفِينَ، أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ! وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا. لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. «فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ»." هناك حكم وجب قضائه. مرة أخرى، أنا لا أتحدث عن هؤلاء أصحاب الأفواه الكبيرة والذين يظنون أنفسهم موبخين والشيء الوحيد الذين يفعلونه هو نقد الأبرار. هؤلاء يجب أن يوَبَخُوا من أجل هذا. في الفقرة السابقة، تعرف الكنيسة كلها أن الشخص الذي يدعو نفسه أخاً هو طماع أو زاني أو شتام... إلخ. هذا الشخص لم يتب. إذاً فهو يقع في القسم الأخير من حكم الرب: إن لم يسمع من الكنيسة إذاً فليكن عندك كالوثني والعشار أو كما يقول بولس: "ارفعوه من وسطكم". لأنكم بقيامكم بهذا، تكون لكم فرصة أخرى لدفعه للتوبة. ولكن بتقبلكم له وكأنكم تقولون له "ما من مشكلة. نحن لا نهتم بشأنك بالشكل الكافي على كل حال! افعل ما تشاء!" الله يدين الذين من خارج. ونحن ندين الذين من داخل. " أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟" تقول الكلمة (كورنثوس الأولى 5: 12) . ومرة أخرى: تسالونيكي الثانية 3: 14- 15 " وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا بِالرِّسَالَةِ، فَسِمُوا هذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ لِكَيْ يَخْجَلَ، وَلكِنْ لاَ تَحْسِبُوهُ كَعَدُوٍّ، بَلْ أَنْذِرُوهُ كَأَخٍ."" فَسِمُوا هذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ". ليس الهدف هو أن نرفض هذا الإنسان ولكن الهدف هو أنه قد يخجل ومن ثم يتب! ولكننا عوضاً عن ذلك، في كنائسنا المعاصرة، نخجل من أن نقول لهذا الإنسان أن يتب! ولكن لا بد من أن يتم تجنبه حتى يخجل ويتب. تجنبه لا يعني رفضه. تقول الكلمة في يعقوب 5: 19- 20 يعقوب 5: 19- 20 " أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا." ومرة أخرى: حزقيال 18: 23 " هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟" الله لا يرغب في رفض الإنسان الخاطيء بل في توبته. والآن، لكي تحدث التوبة، يحتاج الأمر إلى التوبيخ وإن لم يستمع هذا الإنسان إلى أي شخص، فينبغي أن يرفع بعيداً، وأن يُلاحَظ ويتم تجنبه. ومع ذلك، فلاتزال هناك حاجة إلى نصحه إذ أنه قد يرجع. لابد للأبواب من أن تكون مفتوحة دائماً إن تاب هذا الشخص. لا يرغب الله في أن يبقى الإنسان على وضعه الحالي.بل يريده أن يتب! لإنهاء هذا المقال، دعونا نرجع لكلمات ربنا في متى 18: 18 متى 18: 18 " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ." ما سبق يعني المسؤولية والاختيار. فبإمكاننا أن نوبخ. وبإمكاننا أن نتب. بإمكاننا أن نغفر. هل سنتبع تعاليم الكتاب؟ إنه بالقطع واضح ودقيق. ذهب يسوع للوثني والعشار أيضاً! وبمجرد أن تاب الشخص، غُفِرت الخطية وعاد الإنسان إلى صحبته مع الله ومع الآخرين. لا يجب إغلاق الأبواب في وجه الخطاة التائبين ولا ينبغي أبداً أن تفتح في وجه هؤلاء الذين وُبَخوا ولم يتوبوا بعد. |
||||
14 - 10 - 2015, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 9636 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل ستقف؟
تعطينا كلمة الله بدءاً من صموئيل الثانية 23: 8 أسماء أبطال داود. كان اثنين منهم هما ألعازر وشمة، ونقراً عنهما في الكتاب المقدس: صموئيل الثانية 23: 9- 12 " وَبَعْدَهُ [يُشَيْبَ بَشَّبَثُ، أنظر الآية 8] أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو بْنِ أَخُوخِي، أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ دَاوُدَ حِينَمَا عَيَّرُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا هُنَاكَ لِلْحَرْبِ وَصَعِدَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ. أَمَّا هُوَ فَأَقَامَ وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى كَلَّتْ يَدُهُ، وَلَصِقَتْ يَدُهُ بِالسَّيْفِ، وَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَرَجَعَ الشَّعْبُ وَرَاءَهُ لِلنَّهْبِ فَقَطْ. وَبَعْدَهُ شَمَّةُ بْنُ أَجِي الْهَرَارِيُّ. فَاجْتَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جَيْشًا، وَكَانَتْ هُنَاكَ قِطْعَةُ حَقْل مَمْلُوءةً عَدَسًا، فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَوَقَفَ فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ وَأَنْقَذَهَا، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا. " قيلت كلمة " فَأَقَامَ" عن أليعازر، وكُتِبَت جملة "فَوَقَفَ فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ" عن شمة. بينما كان شعب الله يهرب أمام عدوه، أقام الله هذين الرجلين، كل واحد منهما في حدث مختلف، وكما تقول الكلمة: " صَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا". فبمجرد أن اتخذ أحد رجال شعبه القرار بأن يقوم في مواجهة العدو، صنع معه الرب خلاصاً عظيماً! إنه ليس التساؤل عما إذا كان سيصنع خلاصاً عظيماً أم لا، فهو سيصنعه بالطبع! ولكنه احتاج واحداً، على الأقل، من شعبه ليقوم في مواجهة العدو. بمجرد أن حدث هذا واتخذ أحداً موقفاً، صنع الرب الخلاص! ينظر الله باحثاً عن أناس سيقاوموا العدو، إنه يبحث عن محاربين سيتخذوا موقفاً من أجله وسيثقون فيه، بغض النظر عن الموقف، فعدونا ليس فلسطيني بل إنه الشيطان وها هو ما تقوله لنا كلمة الله، ما تقوله لشعبه: يعقوب 4: 7 " فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ." بطرس الأولى 5: 8- 9 " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ." ومرة أخرى في أفسس 6: 10- 18 " أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ" نحن أيضاً لنا عدو، وهو الشيطان، وسنجعله يهرب أيضأً إن خضعنا لله وقاومناه، كما تقول يوحنا الأولى 4: 4 يوحنا الأولى 4: 4 " أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ." لم يكن خلاص إسرائيل بسبب قوة ألعازر وشمة، فقد كانا مثل أي إنسان آخر، ولكنهما اختلفا في اتخاذهما موقفاً، واثقين في إلههم في الوقت الذي هرب فيه كل إنسان آخر. ولأنهما فعلا ذلك، صنع الرب معهما خلاصاً عظيماً. فأن نجعل الشيطان يهرب، ليس مسألة قوتنا وقدراتنا، لسنا أكبر من الشيطان بأنفسنا ، بل إنه الله الذي فينا! إنه هو من يعطينا الخلاص! ولكن علينا أن نخضع له ونقاوم العدو! وها هو ما يعد به الله هؤلاء الذين يفعلون ذلك: رومية 16: 19- 20 " لأَنَّ طاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى الْجَمِيعِ، فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ. وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ." |
||||
14 - 10 - 2015, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 9637 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من كان هو باراباس؟
سمعنا اسمه كثيراً ورأيناه في الأفلام التي تحكي عن حياة يسوع، فعندما يأتي مشهد الصلب في هذه الأفلام، نراه مع يسوع. اسمه باراباس، كان مجرماً مسؤولاً عن العصيان والقتل والسرقة. فقد كان قاتلاً، وهكذا وصفه بطرس في أعمال الرسل 3: 14، وكان الموت هو جزاء أفعاله. واسم باراباس مكون من جزئين هما "بار" الذي يعني ابن و"اباس" والذي يعني أب، فقد كان "ابن أب" أي ابن شخص ما. وها هو إذاً مع يسوع أمام بيلاطس. من ناحية كان يسوع المسيح ابن الله، الذي لم يفعل خطية وكان يجول يصنع خير ويشفي الناس، وعلى الرغم من ذلك، وقف منتظراً الموت. ومن ناحية أخرى كان هناك قاتلاً، مجرماً حُكِم عليه بالإعدام، وسيذهب احدهما إلى الصليب وكان لباراباس كل الأسباب ليكون هناك، فالصليب هو نهايته الطبيعية، ولكن، لنقرأ الفقرة المتعلقة بهذا الموضوع في لوقا 23: 13- 25 لوقا 23: 13- 25 " فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ، وَقَالَ لَهُمْ [متحدثاً عن يسوع]:«قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضًا، لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». وَكَانَ مُضْطَرًّا أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ وَاحِدًا، فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ:«خُذْ هذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!» وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي الْمَدِينَةِ وَقَتْل. فَنَادَاهُمْ أَيْضًا بِيلاَطُسُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُطْلِقَ يَسُوعَ، فَصَرَخُوا قَائِلِينَ:«اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً:«فَأَيَّ شَرّ عَمِلَ هذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ، فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». فَكَانُوا يَلِجُّونَ بِأَصْوَاتٍ عَظِيمَةٍ طَالِبِينَ أَنْ يُصْلَبَ. فَقَوِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. فَحَكَمَ بِيلاَطُسُ أَنْ تَكُونَ طِلْبَتُهُمْ. فَأَطْلَقَ لَهُمُ الَّذِي طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ وَقَتْل، الَّذِي طَلَبُوهُ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ." اُسلِم يسوع للصلب، وأُطلِقَ سراح باراباس! ذهب البار إلى الصليب بدلاً من المذنب، ولكن من هو باراباس على أي حال؟ سأقول لكم، هو أنا وأنت. جميعنا يوجد في شخص باراباس، جميعنا "أخطأنا وأعوزنا مجد الله" (رومية 3: 23). جميعنا كنا مُدانين، وجميعنا كان يستحق أن يذهب للصليب، ولكن ها قد أتى يسوع المسيح، الحَمَل البار، حمل الله وأخذ مكان باراباس، وها هو باراباس حر الآن. أُطلِق سراحنا أنا وأنت ونحن أحرار الآن! أنظر كيف تقول لنا الكلمة هذا في أفسس 2: 1- 10 أفسس 2: 1- 10 " وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا، اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا وأحيانا الله في المسيح! أعطانا حياة جديدة! وأنا اعتقد أن الله أشرك بباراباس القاتل في مشهد الصلب حتى يثبت لنا حبه، خلصت حياة باراباس بموت يسوع المسيح، فلقد كان مقرراً له أن يموت تماماً كما كنا أنا وأنت أمواتاً في الذنوب والخطايا. صُنِعَ الصليب لأجله! ومع ذلك حُفِظت حياته بذبيحة الرب يسوع المسيح، إن لم يكن يسوع قد "أَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (فيليبي 2: 8) لكان باراباس قد قُتِل ذلك اليوم. وبالمثل، فمن خلال طاعة يسوع المسيح هذه ومحبة الآب قد صرنا أنا وأنت أحياءاً شريطة أن نؤمن بيسوع المسيح كرب وإله وابن الله، وتحولنا من أبناء الغضب وصرنا أبناء الله. غلاطية 3: 26 " لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ." ومن عبيد للخطية، نقلنا إلى ملكوت ابن محبته: كولوسي 1: 12- 14 " شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا." أنا لا أعرف ماذا حدث لباراباس، ولكنني أعرف شيئاً، وهو أنني في المرة التالية التي سأقرأ فيها الفقرات المتحدثة عن الصلب أو أراها مُمَثَّلة، سأعرف أني كنت مثله، ميت في الذنوب والخطايا، وقُرِّر لي الموت على الصليب وتماماً مثله، أُطلِق سراحي وتحررت بذبيحة يسوع المسيح الذي ذهب إلى الصليب الذي لم يكن فقط مكان باراباس بل أيضاً مكاننا. |
||||
16 - 10 - 2015, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 9638 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
للراغبين في دخول السجن
للراغبين في دخول السجن البحث في أوراق قديمة ... أمسكت بجريدة أخبار اليوم المصرية الصادرة يوم السبت الموافق 18/8/2007، وقرأت سريعًا العناوين الرئيسيه في الصفحة الأولى، ثم انتقلت للصفحة التالية، فاستوقفني خبر غريب جعلني أطوي الصفحة، بطريقة يعلمها قارئي الجرائد، لكي أقرأ الخبر بإمعان أكثر. أبرقت عيني وعَلَت وجهي ابتسامة غريبة تناسب غرابة الخبر الذي أقرأه، والذي يقول عنوانه "طلبت دخول السجن للإقلاع عن التدخين". أما عن محتوى الخبر فهو أن فتاة أمريكيه طلبت من المسؤولين في سجن مدينة "أيوا" الأمريكيه الدخول للسجن لبضعة أيام؛ كي تتمكن من الإقلاع عن التدخين. وقالت الفتاة، والتي تبلغ من العمر 23 عامًا، إنها لم تنفع معها أي من العلاجات التقليدية للإقلاع عن التدخين، وقالت أيضًا إنها أصبحت لا تستطيع التنفس بشكل طبيعي. والأغرب في الأمر أنها عرضت عليهم دفع نفقة الإقامه في السجن، لكن طلبها قوبل بالرفض من المسؤولين. انتهيت من قراءة الخبر ... * وقد انتابتني مشاعر متناقضة: ما بين الحزن الشديد على هذه الفتاة المسكينة المقيَّدة، والتي لا تجد مخرَجًا لها؛ والسعادة الغامرة بسبب الحرية التي وهبها لنا المسيح. ولي معك عزيزي القارئ بعض الملاحظات من خلال كلمات معينة، وضعت تحتها خطًّا، جاءت في سياق الخبر، تُعبِّر عن حالة الكثيرين منا في هذه الايام؛ وهي: -1- طلبت يا لها من كلمة رائعة تدل على مدى الاحتياج داخل النفس البشرية للحرية والخلاص من العبودية. وقد تذكَّرت على الفور كلمات الكتاب المقدس عن شخص آخر، تضايق كما تضايقت هذه الفتاة، وطلب كما طلبت هي؛ لكن كان هناك اختلافًا شاسعًا بينهما؛ فمكتوب عن الملك منسى في ( 2أخبار33: 12 ) « وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَتَوَاضَعَ جِدًّا أَمَامَ إِلهِ آبَائِهِ، ». وهناك أيضًا زكا الذي « وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ » (لوقا 19: 3). أما هذه الفتاة، فقد طلبت، ولكن للأسف في الاتجاه الخاطئ؛ فقد طلبت من البشر. لقد غاب عنها ما قيل عن الرب « وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ.» (أعمال4: 12). * أخي الحبيب.. من الرائع أن تُعلن احتياجك، وتطلب الخلاص والحرية، لكن الأهم هو أن تطلبها من الرب وحده؛ فهو الطريق الوحيد للخلاص. * -2- الدخول للسجن يا له من طلب غريب يدعو للشفقة؛ فقد طلبت التحرير من قيد التدخين بدخول السجن!! لكنني لا أندهش كثيرًا، قارئي العزيز، فالذي يشعر بثقل العبودية وقسوة قيود الخطية لن يترك بابًا يشعر فيه ببارقه أمل إلا ويطرقه بشدة. وقد فقدت هذه الفتاة أيَّ أمل في نفسها، وفيمن حولها؛ لذا فقد قرّرت أن تتخلص من هذه القيود، حتى ولو بالقوة الجبرية. ولكن للأسف لا تصلح الطرق التي يبتدعها الفكر البشري للتحرير. فما أن نتحرر من قيد حتى نجد آخر ينشب مخالبه في أجسادنا ويتمّلك فينا بقوة. يقول الكتاب : « الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ.» (أمثال5: 22). وإذا افترضنا أن الحل لهذه الفتاة سيكون السجن، كما رأت هي لنفسها، فمن يضمن لها البقاء في الحريه بعد الخروج من السجن؟! * أخي الحبيب.. مكتوب في سفر أيوب هذه الكلمات الرائعه «كَيْفَ أَعَنْتَ مَنْ لاَ قُوَّةَ لَهُ،» (أي26: 2). * -3- لم تنفع معها العلاجات التقليدية نعم، ولن تنفع معك أيضًا أخي الحبيب. فقد تتوقع أن يأتيك الخلاص بأعمالك الصالحة أمام الله، لكن انظر ما قاله الكتاب في هذا الامر «وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا.» (إشعياء64: 6). كذلك مكتوب في : ( أفسس2: 9 ) « لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.». لقد حدث مع هذه الفتاه ما حدث قديمًا مع نازفة الدم في : ( مرقس5: 26 ) إذ يقول عنها الكتاب : « وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيرًا مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئًا، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَال أَرْدَأَ ». لكن هل ينتهي الأمر عند هذا الحد؟! اطمئن أخي الحبيب، ولا تفشل في حالتك، ولا تيأس مهما وصلت إليه؛ فقد قال الرب يومًا كلماته الشهيرة « تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.» (متى11: 28). * -4- قوبل طلبها بالرفض نهاية مفزعة وإجابه مروعة لتلك الفتاة التي تقدّمت بالطلب لمسؤولي السجن، وهي تحلم بذلك اليوم الذي تدخل فيه السجن لتخرج محرَّرة من قيد التدخين، حتى ولو كانت هذه مجرد محاولة من محاولاتها الفاشله، إلا أنها قطعًا كانت تأمل، ولو بنسبة قليلة، في التحرر من خلال هذه الفكرة الغريبه؛ لكن حتى هذه الطريق أغُلقت أمامها، وصارت بلا أمل في الشفاء. * عزيزي القارئ، هل وصلت إلى ما وصلت إليه هذه الفتاة؟ أؤكِّد لك أن الحل بالنسبة لهذه الفتاة، ولكل من هو مقيَّد مثلها بخطايا وشرور متنوعة، ليس في غياهب السجن، بل في المسيح المحرِّر الذي قال يومًا : «وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.» (يوحنا6: 37). فلا تخف، لن يرفضك مريح التعابى، ربّنا يسوع المسيح، بل ثِقْ أنه لن يخذلك أبدًا إذا جئت تائبًا مسلِّمًا له كل الحياة، وشاعرًا في نفسك بالضعف وعدم القدرة على التحرر؛ فهو المحرِّر العظيم القادر وحده على فَك قيودك، مهما كانت شدّتها. ولا تنسى قول الكتاب : « فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا.» (يوحنا8: 36). * صلاة: يا رب يسوع، يا من تخلِّص إلى التمام، وتحرِّر من كل خطية.. آتي إليك الآن، كما أنا، بكل قيودي وذنوبي وخطاياي.. واثقًا في حبِّك وقدرتك على التحرير.. فاغفر لي وارحمني.. آمين. باسم شكري * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين |
||||
16 - 10 - 2015, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 9639 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأملات وقراءات فى سفر عاموس مقدمةالإصحاح الثانى تعالوا نتابع تأديبات الرب لكل الشعوب بما فيهم شعبه , وكما قال أحد القديسين حتى قولة بخ لا ينساها ربنا, فكل ما نفعله لا ينساه ربنا لو لم نقدم توبة حقيقية من خلال علاقة حقيقية بيه. الإصحاح الثانى 1 هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ مُوآبَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ أَحْرَقُوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْساً. 2فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى مُوآبَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ قَرْيُوتَ وَيَمُوتُ مُوآبُ بِضَجِيجٍ بِجَلَبَةٍ بِصَوْتِ الْبُوقِ. 3وَأَقْطَعُ الْقَاضِيَ مِنْ وَسَطِهَا وَأَقْتُلُ جَمِيعَ رُؤَسَائِهَا مَعَهُ» قَالَ الرَّبُّ. 4هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. 5فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ». دينونة إسرائيل 6هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ إِسْرَائِيلَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ بَاعُوا الْبَارَّ بِالْفِضَّةِ وَالْبَائِسَ لأَجْلِ نَعْلَيْنِ. 7الَّذِينَ يَتَهَمَّمُونَ تُرَابَ الأَرْضِ عَلَى رُؤُوسِ الْمَسَاكِينِ وَيَصُدُّونَ سَبِيلَ الْبَائِسِينَ وَيَذْهَبُ رَجُلٌ وَأَبُوهُ إِلَى صَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُدَنِّسُوا اسْمَ قُدْسِي. 8وَيَتَمَدَّدُونَ عَلَى ثِيَابٍ مَرْهُونَةٍ بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الْمُغَرَّمِينَ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ. 9وَأَنَا قَدْ أَبَدْتُ مِنْ أَمَامِهِمِ الأَمُورِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ مِثْلُ قَامَةِ الأَرْزِ وَهُوَ قَوِيٌّ كَالْبَلُّوطِ. أَبَدْتُ ثَمَرَهُ مِنْ فَوْقُ وَأُصُولَهُ مِنْ تَحْتُ. 10وَأَنَا أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَسِرْتُ بِكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً لِتَرِثُوا أَرْضَ الأَمُورِيِّ. 11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا. 13هَئَنَذَا أَضْغَطُ مَا تَحْتَكُمْ كَمَا تَضْغَطُ الْعَجَلَةُ الْمَلْآنَةُ حُزَماً. 14وَيَبِيدُ الْمَنَاصُ عَنِ السَّرِيعِ وَالْقَوِيُّ لاَ يُشَدِّدُ قُوَّتَهُ وَالْبَطَلُ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. 15وَمَاسِكُ الْقَوْسِ لاَ يَثْبُتُ وَسَرِيعُ الرِّجْلَيْنِ لاَ يَنْجُو وَرَاكِبُ الْخَيْلِ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. 16وَالْقَوِيُّ الْقَلْبِ بَيْنَ الأَبْطَالِ يَهْرُبُ عُرْيَاناً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ» يَقُولُ الرَّبُّ. 1*حتى 3* 1 هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ مُوآبَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ أَحْرَقُوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْساً. 2فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى مُوآبَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ قَرْيُوتَ وَيَمُوتُ مُوآبُ بِضَجِيجٍ بِجَلَبَةٍ بِصَوْتِ الْبُوقِ. 3وَأَقْطَعُ الْقَاضِيَ مِنْ وَسَطِهَا وَأَقْتُلُ جَمِيعَ رُؤَسَائِهَا مَعَهُ» قَالَ الرَّبُّ. إذا كان بنى عمون قتلوا قبل ما يتولدوا لكن موآب أعتدوا على الموتى يعنى أنتقموا من الجثث , حرقوا الجثث وحرقوا العظام علشان ياخدوا منها الكلّس أو الجير لأن كان عندهم إعتقاد فى الأمم القديمة أنك لما بتحرق الجسد أنك بتحرق النفس والروح أيضا , يعنى نوع من التشفى والحقد والغيظ , فشوفوا قد أيه وصلت هذه الشعوب للإنحطاط فى الشر وعدم الرحمة فربنا سيدين هذه الشعوب بالرغم أنهم أعتدوا على أدوم الذى هو عدو إسرائيل , وصحيح بيقول لهم أن حتى أعدائكم ربنا مش حايفوّت للأعداء اللى حاربوا أعدائكم , مش علشان يعنى هم أعدائكم ربنا حايفوّت لأعداء أعدائكم ويسامح بنى موآب , الحقيقة لأ لأ لأ , لأن كل من يفعل غلط يجازى على هذا الغلط , مش أن ربنا حايفرح أن موآب حرق جثث أعداء بنى إسرائيل لأ لأن اللى بيغلط لازم يدان , ولحد دلوقتى والكلام ماشى , عاموس بيقول لهم أن ربنا عمّال ينتقم من أعدائكم اللى فى الشمال وأعدائكم اللى فى الجنوب وأعدائكم اللى فى الغرب وأعدائكم اللى فى الشرق , فكل ما عاموس يتكلم الناس مبسوطة لأن بيوريهم أن أنتم صح وربنا عمال ينتقم من الأعداء اللى ضايقوكوا فالناس بتنبسط وعمالة تزيد وتكتر وتتقبل كلام النبوة إلى أن وجدوه بيقلب على يهوذا! 4*و5* 4هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. 5فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ». أبتدى يتكلم على يهوذا أو على المملكة الجنوبية , والمملكة الجنوبية تابعة لهم أو تابعة لشعب الله , لكن أول ما جاء عند هذه النقطة فكروا وقالوا أه الراجل ده بيتكلم كلام صح طيب ليه؟ لأن هذا الرجل أمين , وهو صحيح قادم من المملكة الجنوبية لكن بيتكلم بالدمار على المملكة الجنوبية يبقى الراجل ده ما بيحابيش أمته لأن ايضا كان فى عداء بين المملكة الشمالية وبين الجنوبية لأن اليهود اللى فى مملكة يهوذا شاعرين أنهم أفضل من شعب بنى إسرائيل لأن عندهم الهيكل ومن شعةب المملكة الشمالية طلع السامريين وكان فى عداء ما بين اليهود وما بين السامريين , فقالوا يبقى الراجل ده بيتكلم صح , ولحد هنا الراجل ده فعلا كلامه صح , لأنه حتى أمته أو مملكته بيدينها وبيفضح أخطائها فييجى عدد أكبر يسمع , الحقيقة بنجد أن كل خطايا الشعوب اللى قبل كده كانت خطايا موجهة من إنسان ضد إنسان أو فى معاملات الإنسان مع أخوه الإنسان , لكن ما هى خطية يهوذا؟ أنهم خانوا الله وخالفوا الناموس ولم يحفظوا فرائضه , يعنى خطية يهوذا أو شعب الله موجهة لله ذاته وليست لأمة أخرى أو لإنسان آخر , طيب إذا كان الله حايدين يهوذا فالمفروض أنهم يفكروا طيب أحنا أيه موقفنا ؟. 6*6هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ إِسْرَائِيلَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ بَاعُوا الْبَارَّ بِالْفِضَّةِ وَالْبَائِسَ لأَجْلِ نَعْلَيْنِ. بيقول ربنا لا أرجع عنه وأبتدأت الرسالة توصل مباشرة أن إسرائيل كمان تحت الدينونة وربنا بيقول لا أرجع عنه يعنى حتمية الدينونة وأبتدأ يذكر سبعة خطايا لإسرائيل , الشعوب الأخرى كان ربنا بيذكر لكل شعب خطية واحدة لكن لإسرائيل تبتدوا تعدّوهم فهو ذكر لهم سبعة خطايا , يعنى مكيالهم وصل للكمال , وأن اللى عايش حياته بالبر باعوه بالفلوس علشان يتخلصوا منه وطبعا مين اللى عمل كده وده كان رمز ليهوذا الأسخريوطى , البار هو السيد المسيح باعوه بالفضة ’ الإنسان اللى ممكن يبيع ربنا ويبيع حياة البر من أجل المادة , الإنسان اللى ممكن يبيع حياة القداسة من أجل الفلوس ومن أجل الربح , والمسكين اللى بيقع فى أيديهم باعوه من أجل نعلين يعنى ما يساويش حتى النعل اللى بيلبسوه فى أرجلهم , ومن أجل أنهم يستفيدوا بالنعلين ممكن يبيعوا إنسان كامل , ولما تصبح الحياة المادية متملّكة من الإنسان ممكن يعمل أى حاجة , تماما زى يهوذا اللى باع السيد المسيح كله من أجل ثلاثين من الفضة. 7*7الَّذِينَ يَتَهَمَّمُونَ تُرَابَ الأَرْضِ عَلَى رُؤُوسِ الْمَسَاكِينِ وَيَصُدُّونَ سَبِيلَ الْبَائِسِينَ وَيَذْهَبُ رَجُلٌ وَأَبُوهُ إِلَى صَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُدَنِّسُوا اسْمَ قُدْسِي. وكما ذكرت كان المجتمع الإسرائيلى قد إنقسم إلى طبقتين : 1- أغنياء , 2- فقراء جدا , والأغنياء كانوا لا يتورعوا أنهم يدوسوا على المساكين فى التراب ويدوسوا على الآخرين من أجل أنهم يزدادوا غنى , وكمان بيقفلوا السكة على الإنسان الغلبان اللى مالوش أى أحد , وكانت عبادة الأصنام مرتبطة بالزنا , فبيقول حتى الأب وأبنه بيزنوا مع واحدة , ونرى إلى مدى وصل إليه الإنحلال الأخلاقى فى مملكة إسرائيل , وتستعجبوا كيف أنتشرت عبادة الزنا هذه ؟ أنه كانت من ضمن طقوس العبادة الوثنية لأن كانت الأمم الكنعانية اللى كانت حوالين إسرائيل , واللى إسرائيل أخذت أرضهم كانوا بيعبدوا البعل وعشتاروت , والأسطورة تقول أن عشتروت يرمز إليها بالأرض , والبعل بيرمز إليه بالسماء , عشتروت آلهة الأرض والعل هو إله السماء والأثنين بيتزاوجوا فيصير الخصب فى العالم أو فى الأرض , وهذا كان إعتقاد الكنعانيين , وشعب إسرائيل لما سكن فى كنعان لم يكن يعرف الزراعة لأنهم كانوا أربعين سنة تايهين فى الصحراء , ولما حاولوا يتعلموا أسرار الزراعة وكيف تكون الأرض خصبة وكيف يأتون بثمار كثيرة , فراحوا أتعلموا من الكنعانيين تلك الأسطورة أن علشان يبقى فى خصب أعملوا نفس اللى أحنا بنعمله فى عبادتنا للبعل ولعشتاروت يعنى ممارسة الجنس , وكان فى كاهنات مكرسات لموضوع الجنس هذا كنوع من العبادة فى معابد البعل وعشتاروت , فبيقول ربنا على لسان عاموس أن الأبن وأبوه راحوا يزنوا مع صبية واحدة حتى يدنسوا أسم قدسى . 8* 8وَيَتَمَدَّدُونَ عَلَى ثِيَابٍ مَرْهُونَةٍ بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الْمُغرَّمِينَ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ.وكانت الشريعة بتقول لما واحد عايز يستلف فلوس أو حاجة من واحد تانى , أن اللى حايسلّف ممكن يحتفظ بثياب اللى طلب الفلوس لكن فى الليل لازم يرد له ثيابه حتى لو ما سددش الدين اللى عليه , فهم أستغلوا الحتة دى ونسوا حكاية يردوا الثياب وكانوا بياخدوا الثياب المرهونة وما يرجعوهاش ويتركوا الناس الغلابة بايتين عريانين وكانوا ياخدوا هذه الثياب ويقعدوا عليها بجوار المذبح كأنهم يعنى بيتمموا الشريعة , فالشريعة كانت بتعطى حق للذى يأخذ دين وما بيسددهوش ممكن يباع عبد وعلشان كده هم باعوا الإنسان بثمن نعلين , وهم صحيح كان فى فكرهم أنهم ما بيكسروش الشريعة الأدبية الطقسية لكن كانوا بيكسروا الشريعة القلبية , وكما بنشوف فى سفر هوشع بيقول لهم أريد رحمة لا ذبيحة , لأن فى معاملات الإنسان مع أخوه يبقى فى رحمة وليس مجرد شكليات وطقوس , وبعدين هنا بياخدوا الثياب ويتمددوا عليها قدام كل مذبح (لعشتروت أو للبعل) هم أقاموا ولائمهم الماجنة التي فيها شربوا الخمر من الغرامات التي فرضوها على المساكين غير القادرين على الدفع , لكن الشريعة بتكملها زى ما قلنا ممكن تاخد الثياب رهن لكن لكى تكمل الشريعة لابد أن ترد الرهن أو الثياب لو لم يوفى الرهن فى الليل علشان لا يبات عريان , وفهم بياخدوا الثياب أو الحتة اللى على مزاجهم وما يرجعوش لما يوفى الدين أو يكون الدين حاجة كبيرة عليه فيروح يشتغل كعبد حتى يوفى الدين , لكن هم باعوا الناس بأبخث الأثمان , وما صدقوا أنهم ياخدوا بالرهن ثمن إنسان كله كامل وفقد الإنسان قيمته ,. وكان فى هذا الوقت أبتدأت الجموع تبقى زحمة عليه فى السوق فأبتدأ يعلن سبعة خطايا لشعب إسرائيل ويعلنها بمنتهى الوضوح . 9* حتى 11*9وَأَنَا قَدْ أَبَدْتُ مِنْ أَمَامِهِمِ الأَمُورِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ مِثْلُ قَامَةِ الأَرْزِ وَهُوَ قَوِيٌّ كَالْبَلُّوطِ. أَبَدْتُ ثَمَرَهُ مِنْ فَوْقُ وَأُصُولَهُ مِنْ تَحْتُ. 10وَأَنَا أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَسِرْتُ بِكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً لِتَرِثُوا أَرْضَ الأَمُورِيِّ. 11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ ربنا يبتدى يتكلم ويقول شوف هم عملوافىّ بالرغم اللى أنا عملته معاهم , وناخد بالنا أن هذا عتاب جميل بين ربنا وبين الإنسان , وربنا يقول شوفوا ماذا أعطيت لشعبى وهم عملوا أيه فىّ , وبنشوف هنا أن عاموس كان متأثر جدا بالطبيعة , لأنه كان بيطلع ويشوف وهو بيرعى شجر البلوط وشجر الأرز وزئير الأسد , والكرمل وحاجات كثيرة أبتدأ يستغلها , فربنا بيقول أنا اللى أعطيتهم وأزلت من أمامهم صعوبات كثيرة , وأبدت أمم قوية جدا كالبلوط من قدامهم ومن فوق ومن تحت , يعنى ربنا بمحبته خلّصهم وأعطاهم ملك وسكن وربنا جعل منهم شعب مقدس وأعطاهم أنبياء ونذيرين فأيه اللى عملوه فى الأنبياء والنذيرين ؟ 12*12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا أنتم عارفين أن كان النذيرشرطه أنه لا يشرب خمر , فراحوا هم أفسدوا النذر , يعنى ربنا أعطاهم نذيرين أو ناس ليهم حياة مقدسة لكن هم أفسدوا تلك الحياة المقدسة , وقلتم للأنبياء بلاش كلام ربنا ده مش عايزينه ومش عايزين نعرف حاجة عن ربنا , وهى نفس النغمة الموجودة بإستمرار فى حياتنا لأ مش عايزين نسمع كلمة ربنا , أحنا عايزين نهرب منها , وحتى لو سمعناها بالضغط نبقى عايزينها تنتهى بسرعة لأن مش عايزين نواجه نفسنا على حقيقتها , عايزين يسكتوا الأنبياء ويفسدوا النذيرين علشان يعيشوا فى الخطية , والعجيب أن اللى ربنا عمله معاهم أنه أعطاهم خلاص معلن ومحبة فائقة لكن قابلوا هذه المحبة بالجحود وبالرفض ولم يقدّروا ما فعله ربنا معاهم , وربنا لما عمل معاهم عمل الحب والخلاص ليس لأنهم مستحقين أو لأنهم أحسن من غيرهم لكن هذه نعمة ربنا التى قدمت لهم هذا الحب , وعلشان كده لأنكم لم تقدّروا المحبة .... 13*13هَئَنَذَا أَضْغَطُ مَا تَحْتَكُمْ كَمَا تَضْغَطُ الْعَجَلَةُ الْمَلْآنَةُ حُزَماً. يعنى اللى أنتم واقفين ومستندين عليه والرخاء الإقتصادى والأمن السياسى , سأضغط ما تحتكم سأضغطه حتى يصير لا شىء , وأه من الإنسان اللى حاسس أنه مستقر لكن للأسف أستقراره خارج دائرة الله , وزى العربية المليانة وتقيلة قوى وتضغط الحزمة تحتيها فتبططها خالص وفى الترجمة الإنجليزية نجد معنى آخر لطيف , أن ربنا بيقول أن خطاياكم عاملة زى العجلة المليانة وأنا أتضغط تحت ثقل هذه العجلة أو تحت حمل خطاياكم. 14*حتى 16* 14وَيَبِيدُ الْمَنَاصُ عَنِ السَّرِيعِ وَالْقَوِيُّ لاَ يُشَدِّدُ قُوَّتَهُ وَالْبَطَلُ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. 15وَمَاسِكُ الْقَوْسِ لاَ يَثْبُتُ وَسَرِيعُ الرِّجْلَيْنِ لاَ يَنْجُو وَرَاكِبُ الْخَيْلِ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. 16وَالْقَوِيُّ الْقَلْبِ بَيْنَ الأَبْطَالِ يَهْرُبُ عُرْيَاناً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ» يَقُولُ الرَّبُّ. والمناص هو الملجأ أو الحصن المتكلين عليه والأمان اللى شاعرين بيه ولا حد حاتنفعه سرعته ولا قوته و فعندما يقف افنسان امام دينونة الله مفيش مفر و واللى عامل قلبه زى الأسد يهرب عريانا فى ذلك اليوم يقول الرب وتنفضح حياة الإنسان وكل مجد بناه الإنسان وكل إستقرار عمله الإنسان لكن مفيش إرتباط وثيق بينه وبين ربنا فكل هذا ينفضح فأبتدأ يتدرج معاهم لحد ما وصل إلى تلك النقطة الخطيرة وهى أن كل إنسان لا يسلك بالبر أمام الله سيل لتلك النقطة وهى أن مفيش حاجة حاتحميه ومفيش حاجة ستعطيه طمأنينة ومفيش حاجة ستعطيه راحة , لكن عاموس لم يقل لهم هذا الحكم إعتباطا لأنه سيدخل معهم فى قضية وسيضع الإسباب التى جعلته يفعل هكذا معهم بأنه يوضح كل خطية بتفاصيلها وسنجد من أول الإصحاح الثالث معنى يغيب عن ذهننا عن الخطية لأن أحنا ساعات بنفتكر أن الخطية أو بننظر للخطية بمنظور خاطىء , لكن عاموس بيبتدى يكشف لنا عن معنى عميق جدا للخطية وهذا ما سنراه فى الإصحاح الثالث . والى اللقاء مع الإصحاح الثالث من التأملات والقراءات فى سفر عاموس , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين. |
||||
16 - 10 - 2015, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 9640 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الطريق الصحيح للحياة الجديدة في المسيح يسوع
روح القلق والضجر والفشل كلها ضربات شيطانية نفسية تُطيح بالنفس بعيداً عن طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع، لأن أن كان الله معنا ووعده الصادق لنا أن لا يفارقنا في الطريق بعدما صرنا ابناء فما هي حجتنا حتى نخضع لهذه الروح الغريبة، ولو حتى لم نشعر أننا ابناء لأننا انجرفنا بعيداً عنه وتركنا يده فلا ننسى أنه هو الذي كان يجلس مع العشارين والخطاة، ويدعو الخطاة للتوبة، ويبحث ويُفتش عن الضال ليرده إليه، وهو طويل الأناة جداً ولطفه يفوق كل توقعاتنا لأنه لا يُريد أن يُدين أحد بل أتى ليُخلِّص، فلماذا نستمع لأنفسنا ونظن أنه كرهنا أو تركنا ولا يُريدنا بسبب انعواج قلبنا وفساد تفكيرنا الغبي وعدم انضباط مسيرتنا في التقوى !!! يا إخوتي، أن باب التوبة مفتوح لنا اليوم على مصراعية، يكفي فقط أن نُريد بإخلاص أن نتوب ونعود إليه وهو حالاً يتدخل في حياتنا، يُنقي ويغسل ويُطهر ويشفي ويعطي شبع حقيقي للنفس، بل ويطرد الشرّ من حياتنا ويبدد ظلمتنا بنوره، فقط لو أردنا نبرأ يتدخل حالاً ولا يتوانى، المهم أننا نُريد فعلاً من كل القلب أن نُشفى... ولو كنا ضجرنا من التعب وتعبنا من المشقة جداًَ، فلنذكر أننا لما كنا خاضعين للشرّ، نحيا في الفساد، قد تعبنا في موتنا ونفسيتنا كانت محطمة بسبب فعل وعمل الخطية والشر والفساد في قلبنا، وكنا نستهين بكل شيء وبأعظم الأضرار التي تسببت في جرحنا عميقاً وقد أحاطتنا من كل جانب بالظلمة والكآبة، والرب القدوس البار أنار لنا وفرح قلبنا بحضوره الخاص وأبعد عنا كل كآبة ظلمة الخطية المفسدة لملكات النفس...فالذى يطلب الجوهرة الثمينة الكثيرة الثمن والحياة الأبدية ينبغى أن يستهين بالتعب والألم والموت جاعلاً المسيح المصلوب القائم بمجد عظيم والجالس عن يمين العظمة في الأعالي بجسم بشريتنا أمام عينه فيحلو له جداً الطريق الضيق ويتلذذ بالرب فيه حاملاً صليبه بصبر القديسين مُحتملاً المشقات كجندي صالح لربنا يسوع المسيح الذي يكرمه في قلبه جداً في تقوى وطاعة المنكسب في قلبهم محبة الله بالروح القدس آمين. |
||||