منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 10 - 2022, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 91661 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لقد اختارَ أن يبقى معنا في السرّ الأغرب والأكثر غموضاً، أيّ في سر الإفخارستيّا.

هذا السرّ الذي سمّاه القدّيس يوحنّا في سرّ الرؤيا "المنّ الخفيّ"، "من كان له أُذُنان، فليسمع ما يقولُ الرُّوحُ القُدُس للكنائس: الغالِبُ سأُعطيه منَّاً خفيَّاً" (رؤيا القديس يوحنا ظ¢: ظ،ظ§).
أشعيا النبي كان يراه بهذه الحالة السرية الخفية، فقالَ عَنهُ بروح النبوءة: "إنّكَ لإله مُحتجِب" (أشعيا ظ¤ظ¥: ظ،ظ¥).


 
قديم 10 - 10 - 2022, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 91662 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"لا نعرف"... فقال لهم يسوع: "وأنا لا أقولُ لكم بأي سُلطانٍ أعمَلُ هذه الأعمال" (مرقس ظ،ظ،: ظ£ظ£)

مِن العيبِ والسذاجة أن يَسأل الكهنة والكتبة والشيوخ الرّب يسوع: "بأيّ سُلطان تعمل هذه الأعمال؟"، "بل من أولاكَ هذا السلطان لِتعمَلَ هذه الأعمال؟".
لأنّه كان المستحيل أن يجيبهم يسوع بأنّه يعملها باسم الشيطان. أو "باِبْنِ الهَلاك" (تسالونيقي الثانية ظ¢: ظ£).
إنّ عظماء الكهنة لم يطرحوا عليه هذا السؤال سوى لإخافته. ولكن المخلّص كشف ما في قُلوبِهم وسألهم صراحةً: "وأنا أسأَلُكم سُؤالاً واحِداً، إن أَجَبتُموني عَنه، قُلتُ لَكم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هذه الأعْمال".
أنك أنت هو الله
 
قديم 10 - 10 - 2022, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 91663 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هذه الأعْمال".

ما هو التفسير لهذه الآية الكتابية؟

عندما رأى عظماء الكهنة والكتبة الرّب يسوع يقوم بتلك الآيات والمعجزات، أرادوا أن يعرفوا منه قوّة ونوع وطبيعة هذا السلطان الذي يعمل به.

عادةً، نميّز بين سلطتين متناقضتين، واحدة تأتي من الله، وأخرى من الشيطان. هكذا، قام الأنبياء وبدأوا بالمعجزات بسلطة محدودة، ثمّ حصلوا على سلطان أكبر مع تقدّم مسيرتهم الروحيّة. لكن بالنسبة إلى المخلِّص يسوع، فقد عمل معجزاته كلّها بالسلطان الوحيد الذي نالَه من أبيه.

عظماء الكهنة والكتبة لم يكونوا جديرين بسماع أسرار كهذه. لذا، رفض الرّب يسوع أن يُجيبَهم بكلمة، بل على العكس، قامَ هو بطرح الأسئلة عليهم ليفتح أعينهم ويُعلمهم ويشرح لهم أسرار ملكوت الله ويدعوهم إلى التوبة لينالوا الخلاص.
 
قديم 10 - 10 - 2022, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 91664 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وليمةُ رحمّة

أُدخُل مع الخطأة إلى وليمة الفرح، وليمة سيّدك الطبيب الشافي




"لِماذا يَأكُلُ مُعَلِّمُكم مَعَ العَشَّارينَ والخاطِئين؟ (مرقس ظ¢: ظ،ظ¦)

إنّ الله الكُليّ الرحمّة والرأفة، مُتّهم بحنّوه على الإنسان، وبجلوسه بالقرب من الخاطئ، وبجوعه لإرتداد هذا الإنسان وعطشه لعودته إليه، وبموافقته على تناول أطعمة الرحمّة وعلى شرب كأس الخلاص.

ولكنّ لماذا جَاءَ الرّب يسوع المسيح إلى هذه الوليمة؟

لقد جاء من هو الحياة إلى هؤلاء المدعوّين لِيحيا معهم "أُمَّا أنا فقَد أَتيتُ لِتكونَ الحياةُ لِلنَّاس، وتَفيضَ فيهم" (يوحنا ظ،ظ*: ظ،ظ*)، ويفتدي بِحياتهِ الّذين كانوا على وشك الهلاك والموت.

إن القيامة تمدّدت على هذه المائدة لكي ينهض الخاطئون من معاصيهم، والراقدون في الموت من قبورهم. لقد تنازلت النعمة لترفع الخطأة حتّى المغفرة والمصالحة. تجسَّدَ الله وجاءَ إلى الإنسان لكي يَرتفعَ الإنسان إلى الله. جاء القاضي إلى وليمة المُذنبين لِيُخَلِّصَ البشريّة من حُكم الإعدام كما قال يسوع نفسه: "لِأَني ما جئتُ لأدين العالم، بل لأُخَلِصَ العالم" (يوحنا ظ،ظ¢: ظ¤ظ§).

جاء الطبيبُ إلى المَرضى لِيُعيدَ قِواهم المنهَكَة من خلال تناوله الطعام معهم. أحنى الراعي الصالح كتفه ليعيد الخروف الضال إلى حظيرة الخلاص "فإذا وجدَ الخروف الضال حملَهُ على كَتِفَيهِ فظ“رِحًا، ورجَعَ بهِ إلى البيت ودعا الأصدِقاءَ والجيرانَ وقال لهم: إِفرَحوا معي، فَقَد وَجَدتُ حروفيَ الضَّالّ! أقولُ لكم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماء بخاطِئٍ واحد يَتوبُ أكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعين مِنَ الأبرار لا يَحتاجونَ إلى التوبة" (لوقا ظ،ظ¥: ظ¥-ظ§).

ولكن مَن هو الخاطئ ، إن لم يَكُن ذاك الّذي يرفض أن يرى نفسه خاطئًا؟

والابتعاد عن النِعمَةُ والغرق في الخطيئة، هو توقّف الإنسان عن رؤية ذاته خاطئًا. والإنسان الغير العادل يعتبر نفسه ومع الأسف عادلاً.

أخي المؤمن بمحبةِ الله ورحمتِهِ وحنانه.

أخي الإنسان فريسيّ اليوم، ادخل إلى أعماقِ قلبكَ وافحص ضميركَ وهلمَّ وبدون خوف إعترف بخطيئتِكَ، وهكذا يمكنك المجيء إلى مائدة الرّب يسوع المسيح.

الذي سيُقدِّم نفسه خبزًا من أجلك، هذا الخبز الّذي سيُكسَر لمغفرة خطاياك. سيصبح الرّب يسوع المسيح من أجلك الكأسَ، "هذه الكأس الّتي ستُهرَق من أجلِ جماعةِ النَّاس لِغُفران الخطايا" (متى ظ¢ظ¦: ظ¢ظ¨).

هيّا، أيّها الفرّيسيّ المعاصر، شارك في وليمة الخطأة كما شارك يسوع الخاطئينَ والَعشَّارين لأنّه "ليس الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إلى طبيب، بل المرضى". اعترف بأنّك خاطئ، وسيأكل الرّب يسوع المسيح معك لأنه قال: "ما جئتُ لأَدعُوَ الأبرار، بل الخاطئين" (متى ظ¢: ظ،ظ§).

أُدخُل مع الخطأة إلى وليمة الفرح، وليمة سيّدك الطبيب الشافي، فيمكنك ألاّ تكون بَعدَها خاطئًا. أدخُل مع مغفرة الرّب يسوع المسيح إلى بيت الرحمة لتجد السعادة الحقيقية.

 
قديم 10 - 10 - 2022, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 91665 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أُدخُل مع الخطأة إلى وليمة الفرح، وليمة سيّدك الطبيب الشافي




"لِماذا يَأكُلُ مُعَلِّمُكم مَعَ العَشَّارينَ والخاطِئين؟ (مرقس ظ¢: ظ،ظ¦)

إنّ الله الكُليّ الرحمّة والرأفة، مُتّهم بحنّوه على الإنسان،

وبجلوسه بالقرب من الخاطئ،

وبجوعه لإرتداد هذا الإنسان وعطشه لعودته إليه،

وبموافقته على تناول أطعمة الرحمّة وعلى شرب كأس الخلاص.
 
قديم 10 - 10 - 2022, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 91666 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لماذا جَاءَ الرّب يسوع المسيح إلى هذه الوليمة؟

لقد جاء من هو الحياة إلى هؤلاء المدعوّين لِيحيا معهم "أُمَّا أنا فقَد أَتيتُ لِتكونَ الحياةُ لِلنَّاس، وتَفيضَ فيهم" (يوحنا ظ،ظ*: ظ،ظ*)، ويفتدي بِحياتهِ الّذين كانوا على وشك الهلاك والموت.

إن القيامة تمدّدت على هذه المائدة لكي ينهض الخاطئون من معاصيهم، والراقدون في الموت من قبورهم.
لقد تنازلت النعمة لترفع الخطأة حتّى المغفرة والمصالحة.

تجسَّدَ الله وجاءَ إلى الإنسان لكي يَرتفعَ الإنسان إلى الله.
جاء القاضي إلى وليمة المُذنبين لِيُخَلِّصَ البشريّة من حُكم الإعدام كما قال يسوع نفسه: "لِأَني ما جئتُ لأدين العالم، بل لأُخَلِصَ العالم" (يوحنا ظ،ظ¢: ظ¤ظ§).
 
قديم 10 - 10 - 2022, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 91667 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



جاء الطبيبُ إلى المَرضى لِيُعيدَ قِواهم المنهَكَة من خلال تناوله الطعام معهم. أحنى الراعي الصالح كتفه ليعيد الخروف الضال إلى حظيرة الخلاص "فإذا وجدَ الخروف الضال حملَهُ على كَتِفَيهِ فظ“رِحًا، ورجَعَ بهِ إلى البيت ودعا الأصدِقاءَ والجيرانَ وقال لهم: إِفرَحوا معي، فَقَد وَجَدتُ حروفيَ الضَّالّ! أقولُ لكم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماء بخاطِئٍ واحد يَتوبُ أكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعين مِنَ الأبرار لا يَحتاجونَ إلى التوبة" (لوقا ظ،ظ¥: ظ¥-ظ§).

ولكن مَن هو الخاطئ ، إن لم يَكُن ذاك الّذي يرفض أن يرى نفسه خاطئًا؟

والابتعاد عن النِعمَةُ والغرق في الخطيئة، هو توقّف الإنسان عن رؤية ذاته خاطئًا. والإنسان الغير العادل يعتبر نفسه ومع الأسف عادلاً.
 
قديم 10 - 10 - 2022, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 91668 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أخي المؤمن بمحبةِ الله ورحمتِهِ وحنانه.

أخي الإنسان فريسيّ اليوم، ادخل إلى أعماقِ قلبكَ وافحص ضميركَ وهلمَّ وبدون خوف إعترف بخطيئتِكَ، وهكذا يمكنك المجيء إلى مائدة الرّب يسوع المسيح.

الذي سيُقدِّم نفسه خبزًا من أجلك، هذا الخبز الّذي سيُكسَر لمغفرة خطاياك. سيصبح الرّب يسوع المسيح من أجلك الكأسَ، "هذه الكأس الّتي ستُهرَق من أجلِ جماعةِ النَّاس لِغُفران الخطايا" (متى ظ¢ظ¦: ظ¢ظ¨).

هيّا، أيّها الفرّيسيّ المعاصر، شارك في وليمة الخطأة كما شارك يسوع الخاطئينَ والَعشَّارين لأنّه "ليس الأصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إلى طبيب، بل المرضى". اعترف بأنّك خاطئ، وسيأكل الرّب يسوع المسيح معك لأنه قال: "ما جئتُ لأَدعُوَ الأبرار، بل الخاطئين" (متى ظ¢: ظ،ظ§).

أُدخُل مع الخطأة إلى وليمة الفرح، وليمة سيّدك الطبيب الشافي، فيمكنك ألاّ تكون بَعدَها خاطئًا. أدخُل مع مغفرة الرّب يسوع المسيح إلى بيت الرحمة لتجد السعادة الحقيقية.
 
قديم 10 - 10 - 2022, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 91669 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أغسطينوس، ابن الدموع ومعلم الكنيسة


الإنسان ما هو إلا خاطئ يحتاج باستمرار إلى أن يُغسل بالمسيح



وُلِدَ أوغسطينوس في 23 تشرين الثاني سنة 354 ميلادية في مدينة تاجست، المعروفة الآن بـ"سوق أخرس"، قُرب بلدة عنابة بالجزائر. كان عام الفساد في حياة الشاب أوغسطينوس، رغمًا عن كل محاولات أمه لحمايته من الوقوع في براثن الشر والرذيلة.

سافر إلى قرطاجة بالقرب من تونس الحالية، ليتلقى علومه ودراسته العليا، وتعرّف على فتاة فقيرة صارت له صديقة، وعاشا معًا نحو 14 عامًا أنجب خلالها ابن دعاه اديوداتوس. في هذه الفترة انكب أوغسطينوس وواظب على درس علومه بشغف.


مونيكا والأسقف المعلّم أمبروسيوس

في عام 383، وصل أوغسطينوس إلى روما وفيها تقابل مع الأسقف أمبروسيوس، أسقف ميلانو، وقد كان أمبرسيوس خطيبًا مفوهًا، مما جذب إليه أوغسطينوس، وحين جاءه أوغسطينوس لم يجده خطيبًا مقتدرًا فقط بل عالمًا قوي الحجة والمنطق، دارسًا للكتاب المقدس وقادرًا على صياغة المفاهيم الروحيّة، ووجده راعيًا يجيد التعامل مع رعيته، فتوطدت العلاقة بين الشاب أوغسطينوس والأسقف والمعلم أمبرسيوس. وفي هذه الأثناء جاءت أمه مونيكا لتكون بجانبه، ولتعمل على خلاصه من صديقته، فاستجاب لها ترك صديقته ترحل لبلادها، بينما يحتفظ بابنه اديوداتوس الذي أحبه ورأى فيه من الذكاء والنبوغ.


اوغسطينوس يبحث عن الله: خُذ واقرأ

كان الله يتعامل مع أوغسطينوس في مراحل عمره المختلفة، حتى وإن كان أوغسطينوس لا يدرك معاملات الله له، فقد تحدث الله إليه في موت صديقه، وفي دراسته للفلسفة، وفي قراءته للكتاب المقدس، ومن خلال عظات الأسقف أمبروسيوس، وفي تعاليم وصلوات أمه، فيخرج إلى حديقة المنزل الذي يسكنه، وهناك في الحديقة ووسط أزمته وتساؤلاته الحائرة، راح يبحث عن الحقيقة، ويتأمل فيما صنعه الله معه. كان حائرًا يائسًا، لكن أمامه أملاً في أن يلتقي بالحقيقة، يلتقي بالله.

وحين كتب يشرح هذه اللحظات التي جعلت منه قديسًا في المسيح، قال: "ذهبت إلى البستان تحت تأثير العاصفة التي عصفت بقلبي دون أن يقوى أحد على تهدئتها، وحدك يا رب تعرف حدًا لذاك الاضطراب، أما أنا فقد كنت أجهله، رغم أني كنت أسير نحو الشفاء وأموت عن الحياة، مدركًا ما كنت عليه من إثم، جاهلاً ما سأصير إليه من صلاح قريب. انفردت في الحديقة فلحق بي اليبوس، خطوة خطوة، ومع أنه كان بجانبي بقيت أشعر بوحشة. جلست ارتجف بشدة غضبًا لكوني لم أقبل مشيئتك وميثاقك يا إلهي، تعذَّبت ونقمتُ بشدة على نفسي، تقلَّبتُ وتململتُ في قيودي وكدتُ أحطمها، لكنني بقيت موثقاً بأحد قيودها الضعيفة. بقيت متأرجحًا بين الموت عن الموت. سألت نفسي كيف يعيش المؤمنين الحقيقين في عفاف؟ هل يمكنك أنت أن تعمل ما تصَّل إليه؟ أولئك لم يصلوا إلى ما هم عليه بقدرتهم الشخصية، بل بقوة يسوع المسيح، وأنت فما بالك تتردد بين نعم ولا؟ ألق بنفسك بين يديه ولا تجزع فإنه لا يتخلى عنك ولا يدعك تسقط. وإذ كنت غائصًا في بحر من التفكير والتأمل، قلت حتى متى يا رب؟ نطقت بهذا الكلام وبكيت بكاءً مرًا بقلب منسحق، فطرق أذني بغتةً صوت من خارج من بيت جيران خُيّل إليّ أنه صوت صبي أو صبية يغني مرددًا: "خذ وأقرأ‍‍‍! خذ وأقرأ‍‍‍!.. ومن ثمَّ حبست دموعي ونهضت لأني رأيت في ذلك الصوت نداءً سماويًا يدعوني إلى أن أفتح كتاب الرسول بولس وأقرأ أول فصل يقع عليه نظري. عدت مسرعًا إلى حيث تركت كتاب الرسول بولس فأخذته وفتحته وقرأت سرًا أول فصل وقع نظري عليه: هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ لاَ بِالْخِصَامِ والْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ (رسالة القديس بولس إلى أهل رومة 13: 11-14).


الحياة الجديدة بالمسيح

بعد أن آمن أوغسطينوس بالمسيح يسوع، وملَّكه ربًا وسيدًا على حياته، تغيَرت حياته تمامًا، لقد تأثّر أوغسطينوس كثيرًا برسول المسيحيّة بولس حين اختلى بعيدًا عن العالم وأصدقائه، وبعدها خرج أوغسطينوس من عزلته، وكان قد قرّر قطع علاقته وصلاته بماضيه الآثم، ليكرس نفسه تمامًا لخدمة الله، ورجع عائدًا إلى بلدته تاجست، حيث أسس كنيسة للتعبد عاش فيه مع بعض أصدقائه نحو ثلاث سنوات، حيث كان يقوم بدراسة كلمة الله، الكتاب المقدس، وكتابة هذه التأملات في شكل دراسات وكتيبات، وكتب يوزعها على من يرغب في التعلُم ومعرفة الله وكلّمِته.

وظل أوغسطينوس أسقفًا في مدينة هيبو، وظل أسقفًا لها لمدة 38 عامًا، حتى انطلق إلى سماء المجد في 28 آب عام 430 ميلادية، لتكون أيام عمره على الأرض نحو 76 عامًا، بعدما أغنى الكنيسة بكتاباته وعلمه ولاهوته، وما زالت كتاباته بركة للملايين إلى يومنا هذا.


مسيرة اهتداء

خلاصة مسيرة اهتداء القديس أغسطينوس وفقًا لقداسة البابا بندكتوس السادس عشر:

يقول بندكتس إنّ مسيرة إهتداء القديس اوغسطينوس الأفريقي لم تَنتهِ بمعموديته التي تمّت عشية عيد الفصح سنة 387 للميلاد، بل "استمرّت حتى آخر يوم في حياته".
وقد وَصف قداسته في واحدة من المقابلات العامة الخمسة التي خصّصها للقديس،
3 مراحل أو خطوات في مسيرة اهتداء أغسطينوس:

تمثّلت الأولى في "تَقرّبه التَدريجي للمَسيحية" ورغبته في معرفة المسيح. وقد تحقق هذا الأمر عندما وصف القديس في كتابه "الاعترافات"، صوتًا قال له: "خُذ واقرأ" (tolle, lege) الأمر الذي جعله يقرأ مقطعًا من رسالة القديس بولس إلى أهل رومة (13: 13-14)، يحثّ فيه بولس الرسول الناس على أن " يَلبَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح، ولا يُشغَلوا بِالجَسَدِ لِقَضاءِ شَهَواتِه".

أما الخطوة الثانية فقد جرت حينما عاد القديس إلى مدينة هيبو، وقام بتأسيس جماعته هناك. وقد أدرك حينما أصبح أسقفًا للمدينة أن العيش من أجل المسيح ومع المسيح، الذي هو الحق، يستوجب العيش من أجل الآخرين ووضع معرفته وإيمانه بين أيديهم.

أما الخطوة الثالثة في مسيرة اهتدائه، فكانت في إدراكه لتواضعه، وأن الإنسان ما هو إلا خاطئ يحتاج باستمرار إلى أن يُغسل بالمسيح.


 
قديم 10 - 10 - 2022, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 91670 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,920

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الإنسان ما هو إلا خاطئ يحتاج باستمرار إلى أن يُغسل بالمسيح





وُلِدَ أوغسطينوس في 23 تشرين الثاني سنة 354 ميلادية في مدينة تاجست، المعروفة الآن بـ"سوق أخرس"، قُرب بلدة عنابة بالجزائر. كان عام الفساد في حياة الشاب أوغسطينوس، رغمًا عن كل محاولات أمه لحمايته من الوقوع في براثن الشر والرذيلة.

سافر إلى قرطاجة بالقرب من تونس الحالية، ليتلقى علومه ودراسته العليا، وتعرّف على فتاة فقيرة صارت له صديقة، وعاشا معًا نحو 14 عامًا أنجب خلالها ابن دعاه اديوداتوس. في هذه الفترة انكب أوغسطينوس وواظب على درس علومه بشغف.





 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025