منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 09 - 2015, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 9131 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا يكرهوننا؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المُتأَمّل في اتِّجاهات العالَم والمُجتمع تُجاه أَولادِ الرَّبِّ والمُدقّق في كثيرٍ من الأَحداثِ والسّلوكيّات وطريقةِ التَّعامُل لا يُمكن إِلَّا أَنْ يسأَلَ لماذا؟ لماذا يكرهُ العالَمُ أَولاد الله بهذا الشَّكلِ؟ لماذا يكون أَولادُ الله الحقيقيُّون مُبْغَضِينَ مِنَ الجميعِ؟
بالرّغم من أَنَّ أَغلى القِيَم لديهم هِي المحبَّة الحقيقيّة المُضحّيِة وَالغُفْرَان غير المشروط والعطاء بِلَا حُدُود، ورغم أَنَّهم يَرْغَبُونَ دائمًا في خيرِ الآخرين وسلامِهِمْ
وتسديد احتياجاتهم وخلاصهم وإِنقاذهِمْ مِنَ الهلاكِ الأَبديّ الَّذي هو مصيرُ البعيدين عَنِ الرَّبِّ يسوع، ورغم أَنَّ أَكثرَ الطُّرُق مَشقةً هُو خدمةُ الآخرين وَمنفعتهُمْ، وقد اتَّخذوهُ أَولاد الله وكان يُمكن أَنْ يُوفّرُوا على أَنفسِهِمْ هذه الْمَشقّة بِأَنْ يُفكّرُوا فقطْ في نُفُوسِهِمْ، ولكنَّهُم يَسِيُرونَ في هذا الطّريق الَّذي كثيرًا ما تَنْتَهِي فيهِ حياتهُمْ على أَيدي مَنْ خَدَمُوهُمْ. ورغم أَنَّهم لا يكرهون ولا يُؤْذُونَ ولا يستخدمون القوّة ولا العُنف ولا حتَّى الكلمات غير اللائقةِ ولا حتَّى مُجرّد عدم المُبالاة بالآخرين، ورغم أَنَّ المبادئ الَّتي يُرِيدُون أَنْ يَنْشُروها هِيَ مَا يَنْشِدُهَا كُلُّ مَنْ يُرِيدُ خيرَ وَتقدُّمَ هذا العالَم. لكن لماذا يكونوا مُبْغَضِينَ مِنَ الجميعِ؟ ما سِرُّ هذه الكراهية الْمُتَعمَّدة وَالْمُسْتَمِرّة الَّتي لا تَقِفُ فقطْ عِنْدَ حدودِ المشاعر تُجاههم بل تتطوّر إِلى الكلماتِ الجارحة والأَفعال المقصودة مِثل التَّمييز والاضطهاد بَلْ والقتل أَيْضًا؟
يَصِفُ الرَّبُّ يسوع هذه الصّورة في كَلِمَاتٍ مِثْل: غَنَم وَسَط ذِئَابٍ: وَالذِّئَابُ هِي حيواناتٌ عدوانِيَّة لا تَتَهاون مع الأَغْنَامِ الضَّعيفة، وَبالتَّالي فالأَغنامُ تَشْعُرُ بالخطرِ الدَّائمِ مِنَ الذِّئَابِ، وَكَيْفَ يكون الأَمُرُ عندما تَكُون مُهِمَّةُ الأَغْنَامِ هِيَ أَنْ تتواجدَ مَعَ الذِّئَابِ وَتَتَعاملَ معهُمْ دُونَ أَنْ تَعْتَزِلَ؟
ولقد شدّد السَّيِّدُ أَيْضًا بالقولِ: احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، أَي كونُوا واعِينَ بِمَا سيحدثُ لَكُمْ، فَهُنَاك صِرَاعٌ مَعَ الْمُتديّنين الْمُتشدّدين الَّذين يَدّعون أَنَّهم يعرفونهُ وَغيّورِينَ لهُ، وبالتَّالي هُنَاك اضطهادٌ مِنْ هؤلاء بِاسْمِ الدّين. وَهُنَاك أَيْضًا صِرَاعٌ مَعَ السُّلطاتِ والحكومات والولاة، وبالتَّالي تُفصّل القوانين واللّوائح والدّساتير ضدّكم لإِيذائكُمْ، وَهذَا اضطهادٌ سِيَاسيٌّ. وَهُنَاك أَيْضًا صِرَاعٌ مع أَهْلِ الْبَيْتِ، فقبولُ المسيح سَيَحِلُّ الرُّبط الأُسرِيَّة وَيُصْبِحُ أَعداءُ الإِنْسان أَهْلَ بيتهِ، وَبالتَّالي حياةُ المسيحيّ في وسطِ أَهلِ بيتهِ مِنْ غيرِ المؤمنين بالسَّيِّدِ هِي أَيضًا مُخَاطرةٌ، وهذا اضطهادٌ أُسريّ. وتصل الحالة إِلى وصفِ السَّيِّد لِمَا يُمكن أَنْ يُقَاسي مِنْهُ أَولاد الله بِأَنَّهُ كُلّ مَنْ يَقتلهم يَظِنُّ أَنَّهُ يُقدّم خدمةً للهِ, وما أَكثر الَّذين يَتَبَرّعون بهذه الخدمة. وَيَسْرِدُ مُصطلحات في غايةِ الصُّعوبَةِ مِثل «يَطْرُدُونَكُمْ، يُسلّمُونَكُمْ، يَضْطهِدُونَكُمْ، يَفْتَرُونَ عَلَيكُمْ، يَحْكُمُونَ عَليكُمْ، يَقُولُونَ عليكُمْ كُلّ كَلِمَةٍ شِرّيرة، يَقْتُلُونَكُمْ» دُون تَأْنِيبٍ للضَّميرِ، بل سيكون مُمَارسةُ هذه الأَفعال مَعَكُمْ نَوعًا مِنْ أَنواعِ إرضاءِ الضّمير وتتميم الواجبات الدّينيّة لنوالِ مُستقبل بهيج.
لكن خلف هذه الصُّورة الظَّاهرة توجد الصُّورة الجوهريّة والسّبب الحقيقيّ لِكُلِّ هذه الْمُمارسات ضدّ أَولادِ الله وَهِي «مَلَكُوتُ الظُّلمةِ الَّذِي يَقِفُ أَمَام مَلَكُوتِ النُّورِ».
وَبالتَّالي يُوضّح لهم المسيحُ:
1- إِنَّ العداءَ الحقيقيّ ليس ضدّكم, وأَنْتُمْ لَسْتُمْ المقصودين بهذهِ المُمارسات العدائيّة لكن أَنَا المقصودُ بِهَا «مِنْ أَجْلِي... مِنْ أَجْلِ اسْمِي... لَا يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي». وَأَنْتُمْ الصُّورة الظَّاهرة لهم لذلك تُوجّه إِليكُمْ كُلّ ما يُقْصد أَنْ يُوجَّهَ لي أَنَا. لَقَدْ قَالَ المسيحُ لِشَاول لِمَاذَا تَضطِهَدنِي بالرّغمِ مِنْ أَنَّ الاضطهاد كَانَ فِي ظاهرهِ تّجاه كُلّ مسيحيٍّ.
2- يُوضّحُ السّيد بمجموعةٍ مِنَ الأَمْثَالِ أَنَّ التّلميذَ لَيْسَ أَفضلَ مِن مُعلّمهِ، والعبدَ لَيْسَ أَفضلَ مِنْ سَيِّدِهِ، وبالتَّالي ما قدَمهُ العالَمُ للمسيحِ لَنْ يكونَ تَابعيه أَوْفرَ حظًّا مِنْهُ بَلْ لأَنَّهُمْ يحملون اسمهُ ورسالتهُ وصِفَاتهُ فَسَيَنْصَبّ عليهِمْ نَفْسُ مَا كَانَ لهُ.
3- إِنَّ الْمُضطهِدِينَ الذَّين نراهم في أَشخاصٍ وَحُكُومَاتِ وسِيَاساتٍ على اختلافهِمْ لكنَّهم يتَّفِقُونَ في أَنَّهم ليسوا أَولاد الله ولا يعرفونهُ، وبالتَّالي هُمْ عبَارة عن وسائلٍ يُحرّكها إِبليس في دائرةِ سلطان الظُّلمة الَّتِي يَعِيشُونَ فيها وَتَحْتَ قِيادتهِ, فَهُوَ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانهُمْ وَغَلَّظَ قُلُوبهمْ واستخدم عقولهم ولسانهم وأَيديهم لكي يُصَارِعَ ملكوت المسيح الَّذي يَظْهَرُ في العالَمِ في أَبناءِهِ، وبالتَّالي فَأَولادُ الله لا يُضطهَدُونَ مِنْ أَشخاصٍ لكن من ملكوتِ الظُّلمةِ الَّذي يقودهُ إِبليس.
4- بِهَذَا يُصْبِحُ الأَشخاصُ في الطَّرفَيْنِ هُمْ مُجرّد كائنات ظاهرة ملموسة للصِّراعِ، لكنَّ الصِّرَاعَ الخفيّ والجوهريّ هُوَ مَا بَيْنَ المسيحِ وإِبليس, بَينَ ملكوتِ الظُّلمَةِ وملكوتِ النُّور.
5- لأَجْل هذا لَمْ يَدْعُنَا المسيحُ أَبدًا إِلى كراهيةِ أَو بُغْضِ الْمُضطهِدِينَ لأَنّهُمْ مساكين يَحْتَاجُونَ إِلى استنارةٍ. وَلِذَا يجِب أَنْ يَسْتَعِدَّ المسيحيّ لِبذلِ نَفْسهُ لكي يُنْقِذَهُمْ من ملكوتِ الظُّلمةِ كما فعل السَّيِّدُ. وبالتَّالي لا مَجَالَ للكراهيةِ أَو الانتقامِ بَلْ المجال للمحبَّةِ وَالعطَاءِ والتَّضحِيَةِ والخدمةِ والكرازة، وكُلّما زاد اضطهادُ أَولاد الله كُلَّما كانَتْ الظُّلمةُ الَّتي يَعِيش فِيهَا أَتباعُ ملكوت إِبليس أَشدَّ وأَقْسَى.
6- سَيَظلُّ الصّراع مُحْتَدِمًا مَا بَيْنَ قِيَمِ، وَمَبادِئ، وَأَفْكَارِ، وَدَوافعِ، وَأَهْدَافِ أَبناءِ الظُّلمةِ وَأَبناءِ النُّورِ حتَّى يَأْتِي المسيحُ لِيُنْهِي ملكوت الظُّلمةِ تَمامًا.
فالاحتياجُ دَائِمٌ للعملِ وَالْحُبِّ وَالعطَاءِ.

 
قديم 03 - 09 - 2015, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 9132 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أربعة أنواع من البشر
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فِي (مَتَّ13: 1- 9) «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئ. فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَالٍ قَائِلًا: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزرَعَ، وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الْأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالًا إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. وَلَكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ.
وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الْأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلَاثِينَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمعِ، فَلْيَسمَعْ».
فِي (مَثَلِ الزَّارع) نَرَى أَنَّ الْبذُورَ هِيَ كَلِمَةُ اللهِ، وَهُنَاك أَرْبَعَةُ أَنْوَاع مِنَ الْبَشَرِ، مِنَ الَّذِين يَسْتَمِعُونَ لَهَا، وَالَّذِينَ يُشْبِهُونَ الطَّرِيق؛ وَالْأَرْض الْمُحْجِرَة؛ وَالْأَرْض الشَّائِكَة؛ وَالْأَرْض الْجَيِّدة.
وَالْبِذُورُ «كَلِمَة الله» إِنْ دَخَلَتْ الْقَلْبَ تَمْنَحهُ حَيَاةً رُوحِيَّةً جَدِيدَةً، وَتَجْعَلُ الْقَلْب يُعْطِي ثَمَرًا حُلْوًا وَفِيرًا. وَالْوَحْيُ الْمُقَدَّس يَأْمُرُنَا «فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.» (يَعْ1: 21). «مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لَا مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لَا يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الْأَبَدِ.» (1بُط1: 23).
هَذَا الْمَثَلُ الْمَشْهُور يُقَدِّم لَنَا نَوعِيَّات الْبَشَرِ الَّذِين يَسْتَمِعُونَ لِكَلِمَةِ الله، وَكَيْفَ يَتَجَاوبُونَ مَعَهَا:
أَوَّلًا: الْإِنْسَانُ الْمُهْمِلُ الَّذِي لَا يُقَدِّرُ قِيمةَ نِعْمَةِ الله:
يَقُولُ الرَّبُّ يَسُوع عَنْ صَاحِبِ «الْأَرْض الطَّرِيق» [لَا يَفْهَمُ] قِيمَةَ الْكَلِمَة وَلَا مَعْنَاها (مَتَّ13: 19) «كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلَا يَفهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هَذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ». وَلَا يُقَدِّرُ قِيمَةَ الْبذُور.
إِنَّهُ الشَّخْصُ الَّذِي يَسْمَعُ بِأُذُنِهِ لَا بِقَلْبِهِ فَلَا يَنْتَبِهُ لِمَا يَسْمَعهُ، وَلَا يُدْرِكُ مَعْنَاهُ الرُّوحِيّ، مِثْلَ الشَّخْصِ الْجَاهِلِ -الَّذِي بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ- الَّذِي يَسْمَع وَلَا يَعْمَلُ. (مَتَّ7).
إِنَّهُ الشَّخْصُ الَّذِي يُفَضِّلُ الْمُتْعَةَ الْوَقْتِيَّة عَنِ السَّعَادةِ الْأَبَدِيَّة، وَيُعْطِي الْأَولويَّةَ لِلْمَصْلَحَةِ الذَّاتِيَّة الْوَقْتِيَّة أَكْثَر مِنَ الْأَعْمَالِ الرُّوحِيَّة الْأَبَدِيَّة، مِثْل الْغَنِيِّ الْغَبِيِّ الَّذِي لَا يُفَكِّرُ إِلَّا فِي ذَاتِهِ وَلَذَّاتِهِ. (لُو12).
إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الَّذِي لَا يَرَى وَلَا يُدْرِكُ قِيمَةَ نِعْمَةِ اللهِ الَّذِي يَنْطَبِقُ عَليهِ مَا جَاءَ فِي (2كُو4: 4) «إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلَّا تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ».
إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الْمُهْمِلُ الَّذِي أَعْطَى إِبْلِيسَ الْفُرْصَةَ لِيَسْرِقَ الْكَلِمَةَ فَلَا تَأْتِي بِثَمَرٍ فِي حَيَاتِهِ، إِذْ أَعْطَى إِبْلِيسَ الْفُرْصَةَ لِيَسْرِقَ أَحْلَامَهُ وَقُوَّتَهُ وَنَجَاحَهُ، فَإِبْلِيس سَارِقٌ وَلِصٌّ، «وَيَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ.» (1بُطْ5: 8).
هُنَاك مَقُولَةٌ مَشْهُورةٌ تَقُولُ: يُوجَدُ أَعْظَمُ رَجَاء لِأَعْظَمِ خَاطِئ يَقْرَأُ الْكِتَابَ الْمُقَدَّس، وَيُوجَدُ أَعْظَمُ خَطَرٍ عَلَى أَعْظَمِ مُؤْمِنٍ لَا يَعْبَأُ بِقِرَاءةِ الْكِتَاب الْمُقَدَّس.
لِهَذَا يَقُولُ الرَّسُولُ بُولُس لِتِلْمِيذِهِ تِيمُوثَاوُس «لَاحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذَلِكَ، لِأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هَذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا.» (1تِي4: 16).
ثَانِيًا: الْإِنْسَانُ السَّطْحِيّ:
الْأَرْضُ الْحَجَرِيَّة لَيْسَ لَهَا عُمْقُ أَرْض، عِنْدَمَا تَسْقُطُ عَلَيهَا الْبِذَارُ وَتَبْدَأُ فِي النُّمُوِّ سُرْعَان مَا تَجِفُّ وَتَنْتَهِي مِثْلَ يَقْطِينَةِ يُونَان بِنْت لَيْلَةٍ كَانَت وَبِنْت لَيْلَةٍ هَلَكَتْ.
الْإِنْسَانُ السَّطْحِيّ صَاحِب الْأَرْضِ الْحَجَرِيَّة غَيْرُ مُسْتَعِدٍ لِأَنْ يَدْفَع حِسَابَ تَكْلُفَةِ إِتِّبَاعِ الْمَسِيح. إِنَّهُ مِثْلُ يِهُوذَا الْإِسْخَرْيُوطِيّ، الَّذِي تَخَيَّلَ أَنَّهُ سَيَصِلُ إِلَى مَكَانَةٍ أَرْضِيَّةٍ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيح، وَعِنْدَمَا اكْتَشَفَ أَنَّ الْمَسِيحَ يُقِيمُ مَلَكُوتًا رُوحِيًّا، وَأَنَّ إِتِّبَاعَهُ يَعْنِي التَّضْحِية بَاعَ السَّيِّدَ بِثَلَاثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. (مَتَّ26: 15).
وَلَقَدْ قَالَ الرَّبُّ لِلنَّبِيِّ حِزْقِيَال إِنَّ رِسَالتَهُ سَتَكُونُ لِبَعْضِ النَّاسِ «كَشِعْرِ أَشْوَاقٍ لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيَسْمَعُونَ كَلَامَكَ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ.» (حِزْ33: 32). (حِزْ11: 19؛ 36: 26) «وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ».
كَمْ مِنْ أُنَاسٍ قُلُوبهمْ حَجَرِيَّة، لَكِنْ نِعْمَة الله قَادِرَةٌ أَنْ تُحَوَّلَ الْقُلُوب الْحَجَرِيَّة إِلَى قُلُوبٍ لَحْمِيَّةٍ، فَمَكْتُوبٌ فِي (حِزْ11: 19) «وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ». مَعَ (حِزْ36: 26، 27). فَكَمَا أَنَّ الْحَجَرَ لَا يَسْمَحُ لِلْجُذُورِ أَنْ تَمْتَدَّ لِتَحْصُل عَلَى الْغِذَاءِ وَالْمَاءِ؛ فَتَمُوتُ النَّبْتَةُ الْمُبْتَدِئَةُ هَكَذَا الْقُلُوب الْحَجَرِيَّة لَا تَنْمُو فِيهَا كَلِمَةُ اللهِ إِذْا لَا تَحْصُلُ عَلَى الْغِذَاءِ الرُّوحِيّ.
إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الْقَاسِي الْقَلْب، الَّذِي يَحْمِلُ قَلْبًا حَجَرِيًّا، بِسَبَبِ التَّعَوّد عَلَى الْخَطِيَّةِ، وَمِنْ ثَمَّ يَنْطَبِقُ عَليهِ مَا قَالهُ الرَّسُولُ بُولُس «مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلَانِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ.» (رُو2: 5).
ثَالِثًا: الْإِنْسَانُ الْمَهْمُوم وَالْمُتَردّد أَوْ الْمُتَذَبْذِب:
سَقَطَتْ الْبذُورُ عَلَى الْأَرْضِ الَّتِي فِيهَا شَوْك، فَنَمَتْ لِأَنَّهَا أَرْضٌ صَالِحَةٌ بِدَلِيلِ نُمُوِّ الشَّوْكِ فِيهَا، إِلَّا أَنَّ الشَّوْكَ خَنَقَ النَّبَاتَ الْجَيِّد، فَالشَّوْكُ مَوجُودٌ بِالتُّرْبَةِ وَيَسْتَمِدُّ غِذَاءهُ مِنْهَا، فَيَلْتَهِمُ غِذَاءَ الْبذُورِ.
يَرْمُزُ الشَّوْكُ إِلَى الطَّبِيعَةِ القديمةِ فِينَا، وَالَّتِي تُهَدِّدُ الطَّبِيعَةَ الْجَدِيدةَ «لِأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ، وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لَا تُرِيدُونَ.» (غَلَا5: 17). وَلِذَلِكَ قَالَ الرَّبُّ يَسُوع: «اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ.» (مَتَّ26: 41).
وَهُوَ مِثْلُ الشَّابِّ الْغَنِيِّ الَّذِي رَفَضَ أَنْ يَتْبَعَ الْمَسِيحَ «وَمَضَى حَزِينًا، لِأنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.» (مَرْ10: 22).
وَهُوَ مِثْلُ دِيمَاس الَّذِي قَالَ الرَّسُولُ بُولُس عَنْهُ «تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ.» (2تِي4: 10).
إِنَّ التُّرْبَةَ الَّتِي بِهَا شَوْكٌ تُشْبِهُ الْإِنْسَان الْمُتَردّد، وَهَذَا لَا يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ السَّمَواتِ، كَمَا قَالَ الرَّبُّ يَسُوع: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ.» (لُو9: 61، 62). وَكَمَا قَالَ الرَّسُولُ يَعْقُوب: « رَجُلٌ ذُو رَأْيَينِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ.» (يَعْ1: 8).
مَا أَكْثَرَ الْأَشْوَاك الَّتي تُنَافِسُ الْبذُورَ الْجَيِّدَةَ: هُنَاك أَشْوَاك هُمُومِ هَذَا الْعَالَمِ وَمَتَاعبهُ، مَعَ أَنَّ الرَّبَّ يَسُوع كَثِيرًا مَا يُطْمئِنَا أَمَام ضَغْطِ الاحْتِيَاجَاتِ الْمَادِيَّة قَائِلًا: «فَلَا تَهْتَمُّوا قَائِليَنَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا.» (مَتَّ6: 31، 32).
وَهُنَاك أَشْوَاكُ غُرُورِ الْغِنَى الَّذِي يَجْتَذِبُ عيُونَ الأَغْنِيَاءِ، وَهُنَا نَجِدُ الرَّسُول بُولُس يَقُولُ: «لِأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا.» (1تِي6: 7). فَإِنَّهُ «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ.» (لُو12: 15).
هُنَاك أَشْوَاكُ غُرُورِ الْمَرْكَزِ وَالسُّلْطَةِ، فَالنَّاسُ تَتَصَارعُ وَتَتَقَاتلُ مِنْ أَجْلِ الوصُولِ إِلَى السُّلطَةِ وَالأَضْوَاءِ. وَهُنَاك أَشْوَاكُ الشَّهَواتِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَالْوَحْيُ يَقُولُ: «الْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الْأَبَدِ.» (1يُو2: 17).
رَابِعًا: الشَّخْصِيَّةُ السَّوِيَّة الْمُتَّزِنَة:
أَصْحَابُ الْأَرْضِ الْجَيِّدَةِ «هُمْ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ.» (لُو8: 15). وَالْقَلْبُ الصَّالِحُ يَسْمَعُ وَيَقْبَلُ وَيَلْهَجُ بِهَا؛ فَتَنْمُو وَتُثْمِرُ بِالصَّبْرِ سُلُوكًا صَالِحًا. وَيُصْبِحُ الْمُؤْمِنُ «كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لَا يَذْبُلُ.» (مَزْ1: 3).
صَاحِبُ الْأَرْضِ الْجَيِّدَةِ مِثْل تِيمُوثَاوُس الَّذِي قَالَ لَهُ الرَّسُولُ بُولُس: «إِنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلَاصِ، بِالْإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.» (2تِي3: 15).
الْأَرْضُ الْجَيِّدَةُ تَتَجَاوبُ مَعَ الْمَطَرِ فَتَأْتِي بِثَمَرٍ، إِذْ تَنْمُو الْبِذَارُ وَتُثْمِرُ كَمَا قَال (إِشَعْيَاءُ55: 10، 11): «لِأنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلَا يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الْأَرْضَ وَيَجْعَلَانِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلْآكِلِ، هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ».
وَالْأَراضِي الْجَيِّدة أَنْواعٌ مُتَعَدَّدةٌ: فَبَعْضُهَا يُثْمِرُ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا؛ وَبَعْضُهَا سِتِّينَ؛ وَبَعْضُهَا مِئَةَ ضِعْفٍ.
عِنْدَمَا أَلْقَى الْمَسِيحُ هَذَا الْمَثَلَ كَانَت الْأَرْضُ تُعْطِي عَادَةً مَا بَيْنَ ثَمَانِيَةِ أَضْعَاف إِلَى خَمْسَةِ عَشر ضِعْفًا، وَمِنْ ثَمَّ فَإِنَّ الرَّبَّ يَنْتَظِرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثَمَرًا أَكثر، عَمَلًا بِالْوَصِيَّةِ: «إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.» (مَتَّ5: 20).
وَيَبْقَى السُّؤالُ: لِمَاذَا يُعْطِي مُؤْمِنٌ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا، بَيْنَما يُعْطِي غَيْرُهُ سِتِّينَ أَوْ مِئَةَ ضِعْف؟ الْفَرْقُ بَيْنهمْ هُوَ مَدَى اسْتِعْدَادِ كُلٍّ مِنهمْ لِطَاعَةِ الرَّبِّ، وَامْتِدَادِ تَكْرِيس الْحَيَاةِ لَهُ.
خَامِسًا: اللهُ يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ:
إِنَّ اللهَ هُوَ خَالِقُ الْجَمِيع، وَيُحِبُّ الْجَمِيعَ، وَيَتُوقُ إِلَى أَنَّ الْجَمِيعَ يَخْلُصُونَ فَمَكْتُوبٌ: «هَكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ؛ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ.» (يُو3: 16).
فِي هَذَا الْمَثَلِ نَرَى أَنَّه بِالرَّغم مِنْ أَنَّ الزَّارِعَ يَعْلَمُ أَنَّ التُّرْبَةَ أَنْوَاعٌ، وَأَنَّ جُزْءًا مِنْ بذُورِهِ سَيَضِيعُ بِدُونِ فَائِدَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ يَسْتَمِرُّ فِي بَذرِهَا. إِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُبَارِكَ الْأَرْضَ وَيَجْعلَهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ، وَالزَّارِعُ يَرْجُو أَنْ تَتَغَيَّرَ بَعْض أَنْوَاعِ التُّرْبَةِ نَتِيجَة الْعِنَايَةِ وَالرِّعَايةِ، فَعِنْدَمَا تُزَال الْأَحْجَار تَجِدُ البذُورُ عُمْقَ أَرْضِ، وَعِنْدَمَا تُقْلَعُ الْأَشْوَاك لَا تَعُود فَتَخْنقُ النَّباتَ الْجَيِّدَ.
لَعَلَّنَا نُلَاحِظُ أَنَّ الزَّارِعَ هُوَ نَفْسهُ لَمْ يَتَغَيَّر، وَالبذُور هِيَ نَفْس البذُورِ فِي كُلِّ حَالَةٍ، وَلَكِنَّ الْعَيْب يَرْجِعُ إِلَى إِبلِيس، الَّذِي نُعْطِيه الْفُرْصَةَ لِكَي يَخْطِفَهَا، وَإِلَى الْقَلْبِ الْبَشَرِيِّ الَّذِي يَرْفضهَا.
سَادِسًا: الْإِنْسَانُ بِكَامِلِ حُرِّيَّتِهِ لَهُ أَنْ يَقْبَلَ أَوْ يَرْفُضَ عَمَلَ اللهِ:
خَتَمَ الْمَسِيحُ هَذَا الْمَثَل بِالْقَولِ: «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ.» (مَتَّ13: 9). وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ الْحَقَّ مُعْلَنٌ لِلْجَمِيعِ، وَلِكُلِّ مُسْتَمِعٍ الْحُرِّيَّة فِي أَنْ يَقْبَلَ الْحَقَّ إِنْ هُوَ أَرَادَ، كَمَا أَنَّ لَهُ مُطْلَقُ الْحُرِّيَّةِ فِي أَنْ يَرْفُضَهُ. قَالَ الرَّبُّ يَسُوع: «هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.» (رُؤْ3: 20).
اللهُ لَا يُجْبِرُ أَحَدًا لِكِنَّهُ أَعْطَى لِكُلِّ إِنْسَانٍ أُذُنَيْن، ثُمَّ وَجَّهَ لَهُ الدَّعوةَ، فَأَيُّ نُوعٍ مِنَ التُّرْبَةِ قَلْبكَ.
إِنْ كَانَ كَالطَّرِيقِ فَإِنَّ اللهَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْرُثَهُ بِمِحْرَاثِ نِعْمَتِهِ بِصَوْتٍ لَطِيفٍ أَوْ بِتَهْدِيدٍ مُخِيفٍ، كَمَا قَالَ: «أُضَيِّقُ عَلَيهِمْ لِكَيْ يَشْعُرُوا.» (إِرْ10: 18). قَدْ يَنْفَتِحُ قَلْبُكَ بَعْدَ نُورٍ مُبْهِرٍ يُعْمِي الْعيُون، كَمَا حَدَثَ مَعَ شَاوُل الطَّرْسُوسِيّ (أَعْ9: 3، 4). وَقَدْ يَنْفَتِح بِسُرْعَةٍ وَهُدوءٍ كَمَا حَدَثَ مَعَ لِيدِيَّة (أَعْ16: 14). وَقَدْ يَنْفَتِح بَعْدَ زِلْزَالٍ كَمَا حَدَثَ مَعَ سَجَّانِ فِيلِبِّي (أَعْ16: 26- 34).
وَإِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَجَرِيًّا فَالرَّبُّ قَادِرٌ أَنْ يَنْزِعَ مِنْكَ قَلْبَ الْحَجَرِ وَيُعْطِيكَ قَلْبَ لَحْمٍ (حِزْ11: 19). إِنْ كَانَ يَحْتَوِي عَلَى شَوْكٍ يَخْنِقُ البذُورَ فَهُوَ قَادِرُ أَنْ يَقْتَلِعَ الشَّوْكَ. وَإِنْ كُنْتَ تَأْتِي بِثَلَاثِينَ ضِعْفًا يُعْطِيكَ مِئَةَ ضِعْفٍ.

 
قديم 03 - 09 - 2015, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 9133 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح «الحياة الجديدة»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نحيا في مجتمع تتضارب فيه الأقوال، ويتباعد فيه القول عن الفعل، وتغيب فيه القدوة والمثال. ونعيش في حقبة الازدراء والسقوط من جديد التي نزعها تجسد السيد المسيح منذ أكثر من ألفى عام. لتدفع بالذهن والقلب إلى البحث عن المعنى في الحياة. لذا يقول المفكر اللاهوتي بول تليش: "كيان المسيح هو عمله، وأن عمله هو كيانه" فلا يجوز الفصل بين المسيح كإنسان والمسيح كعمل فقد أصبح الله ظاهرًا ومشاركًا في مأزق الإنسان. بناءً على ما سبق،
سوف أعرض تعبيرات الكيان الجديد، ومدى اتساق القول فيها مع الفعل، من خلال عرض مُختصر لفكر بول تليتش:
التعبير الأول: كلام المسيح
أول تعبير عن كيان يسوع باعتباره المسيح هو كلامه الذي هو "كلام الحياة الأبدية" والعهد الجديد يدعو المسيح نفسه "الكلمة" وهذا يظهر إن ما يجعله المسيح ليس كلماته بل كيانه المُعلن وهو يدعى "الكلمة" لأنه الاستعلانُ الذاتي النهائي لله. إلى جانب إن كيانه المدعو بـ "الكلمة" يُعبر أيضًا عن نفسه في كلماته، فكلمات يسوع لها القدرة على خلق الكيان الجديد، وهذا يُوضح صعوبة فصل يسوع عن أقواله، إذا تم ذلك لصار المسيح مثل بقية الأنبياء السابقين يعلم ويعظ فقط، وسيؤدي إلى الاعتقاد في تخليص الذات بالناموس. "الكلمة صار جسدًا، وحل بيننا" أي صار المسيح طبيعة إنسانية مُستعلنة.
التعبير الثاني: أفعال المسيح
المسيح هو الحياة الجديدة، فلا يمكن الفصل بين كلامه وأفعاله. وجعله مجرد مثل يُحتذى به. وهذا يتبين بوضوح في العهد الجديد الذي يظهر الصورة الحقيقية يسوع كالمسيح لكونه يمثل الجانب الإيماني العملي الذي أظهر في حياة التلاميذ والكنيسة الأولى والمتفق عليها بان المسيح هو المسيا المنتظر. هذا ما جعل بطرس يُطلق اعترافه "أنت هو المسيح" نتيجة أعمال المسيح التي تفوق عظمة كل الأنبياء السابقين وتفوق حدود الطبيعة المحدودة. توقع بطرس وبقية التلاميذ أن هذا هو النظام الجديد بشكل أرضي، ولكنهم شاهدوا خيبة أمل بسبب موت المسيح على يد النظام القديم على عود الصليب. وهذا قمة الفعل المسيحي الكفاري للمسيا المنتظر الذي صار واقعًا معلناً. هذه الأفعال لم تجعل يسوع هو المسيح، ولكن كيان يسوع الذي هو المسيح هو صنع هذه الأفعال؛ بالتالي لا يمكن الفصل بين كيان المسيح وأفعاله.
التعبير الثالث: الفعل يسبق القول
لم يقف المسيح عند حد التعليم؛ بل كان يُعلم بالفعل معتمدًا على قاعدة العلاقة الصحيحة التي يتخللها الحب التي تسبق التعليم! فقدم للتلاميذ والمجتمع دروساً عملية منها الانفتاح على الأخر المختلف معه في الجنس فقبل المرأة السامرية المختلفة عنه في النوع والعرق وانفتح على المختلفين عنه فكريًا فقبل الفريسيين وبني معهم حواراً. كما قبل الخطاة والمهمشين وقدم لهم إشباعاً، وهذا ما جعل التلاميذ يعلنون ذلك، فبطرس يُعلن أنه المسيح؛ مما دفع الرب يسوع يمنع التلاميذ من إعلان طبيعته المسيانية، هذا ما دفع الناس تلتفت إلى تعاليمه التي كانت تجاوب على أسئلة الناس من يكون هذا؟
من خلال العمل فكان "يعمل النهار كُله". وهذا يؤكد مركزية المسيح في الإعلان، التي تؤكد على أننا لن يمكن لنا أن نعرف المسيح من أمور هو لم يعلنها عن نفسه. من ثّمَّ يكون التجسد هو تحويل فكرة الخلاص داخل الذهن البشري إلى واقع معاش في التجسد والصليب والقيامة.
التعبير الرابع: القيامة
أخذ المسيح الموت على ذاته، بهذه الطريقة (وحدها) استطاع المسيح الاشتراك الكامل في الوجود وتحقيق النصرة على قوى الاغتراب التي حاولت تفتيت وحدته مع الله. فالله هو الفاعل دائمًا، والوسيط هو الذي يتم به العمل. ولكون المسيح هو متحد بالله، فهو اشتراك الله في الوجود الإنساني ليزيل الابتعاد. كما أن الخلاص دليل قوي على اتحاد المسيح بعمله، فلا يمكن الحصول على الخلاص إلا من خلال الشخص الذي اشترك في الوجود الإنساني. كما أن الصليب الذى أخضع نفسه فيه لموت الاغتراب الوجودي، والقيامة التي قهر فيها الاغتراب، فالصليب والقيامة متحدان معًا ولا يمكن فصلهما.
يا كنيسة اليوم! أين أنت من أقوال المسيح، الذي أعلن أن حاجة من حولنا هي المحرك الأساسي لخدمتنا، وليست رغباتنا الشخصية هي المحرك لخدمتنا؟
يا كنيسة اليوم! أين أنتِ من حقيقة: إن المحبة والعطاء من الأمور غير المشروطة التي لا ترتبط باللون أو الجنس أو العقيدة، بل قيمة العطاء بالكيف وليس الكم؟
يا كنيسة اليوم! أين أنتِ من توافق القول مع الفعل؟ وهل تعتمدين على القول (الوعظ) فقط دون الاهتمام بالفعل.
يا كنيسة اليوم! هل تَسعِين إلى تحويل الضغوط المُحيطة بكِ إلى اجتهادات ودافع للتغيير والإبداع والسعي نحو المسيح؟

 
قديم 03 - 09 - 2015, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 9134 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا عزيزي كلنا باراباس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان باراباس كما تصوره عدسة الوحي المقدس في الأناجيل الأربعة مجرماً شرساً، إرتكب العديد من جرائم القتل والسرقة(مر15: 7، لو9: 25، يو18: 40). قام رجال الأمن بإلقاء القبض عليه، وإقتادوه إلى ساحة القضاء، وبعد محاكمته ساقوه وألقوه خلف قضبان السجن، وأحكموا الحراسة عليه حتى ينفذوا فيه حكم الإعدام.
وكان الوالي معتاداً في العيد أن يطلق للجمع أسيراً واحداً مَنْ أرادوه، وعندما سألهم بيلاطس»مَنْ تُريدونَ أنْ أُطلِقَ لكُمْ؟ باراباس أم يسوع الذي يدعى المسيح؟! كان من المتوقع والمنتظر أن الجموع تطالب بالإفراج عن يسوع، لكن دون وعي أو إدراك طلبوا إطلاق سراح باراباس، بتحريض من رؤساء الكهنة، وشيوخ الشعب، فإستجاب إلى مطلبهم، وأمّا يَسوعُ فجَلَدَهُ وأسلَمَهُ ليُصلَبَ»(مت27: 17، 18).
بالطبع كانت مفاجأة مذهلة لباراباس عندما أتاه السجان وأطلق سراحه بدون مقدمات، بلا شك لم يكن يصدق باراباس وهو يرى حراس السجن يفكون السلاسل من يديه، ويفتحون أمامه الأبواب الحديدية، والجماهير في الخارج تهتف وتردد ذلك النداء العجيب « أطلِقْ لنا باراباسَ!»(لو23: 18). أعتقد أن كل توقعاته كانت أنه من لحظة إلى أخرى سوف يأخذونه إلى ساحة الإعدام، على أي حال أعتقد أن باراباس كان في قمة الفرح بهذا القرار التاريخي، قرار العفو عنه، الذي أطلقه حراً من سجنه، وأعتقه من موت محقق كان ينتظره.
نعم! إن المتأمل في قصة باراباس يجدها هي قصة حياة كل إنسان، وهي قصة ثرية بالحقائق اللاهوتية والمعاني الروحية أذكر منها الآتي:
أولاً: الجميع زاغوا وفسدوا مثل باراباس:
كلنا مثل باراباس بمعنى إن كل البشر قد أخطأوا، فلا يوجد ما يسمى بأسطورة الشخص المعصوم من الخطأ، هذه حقيقة واضحة وضوح الشمس في كلمة الله، فمكتوب في (جامعه7: 20) «لأنَّهُ لا إنسانٌ صِدِّيقٌ في الأرضِ يَعمَلُ صَلاحًا ولا يُخطِئُ». وفي (رو3: 10- 12)» أنَّهُ ليس بارٌّ ولا واحِدٌ. ليس مَنْ يَفهَمُ. ليس مَنْ يَطلُبُ اللهَ. الجميعُ زاغوا وفَسَدوا مَعًا. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا ليس ولا واحِدٌ».
ياه! يالروعة دقة الوحي المقدس، إذ وهو يقدم لنا أي شخصية كتابية، يرسمها لنا بكل إيجابياتها وكل سلبياتها، فيقدم لنا على سبيل المثال إبراهيم خليل الله... قامة وقمة إيمانية، وفي نفس الوقت يسطر عنه أنه كذب، عندما قال عن سارة أنها أخته مرة أمام أبيمالك ومرة أخرى أمام فرعون، (تك12: 13، تك20: 2) وموسى النبي العظيم عبر التاريخ، تصوره عدسة الوحي المقدس متلبساً بجريمة قتل(خروج2: 12)، وداود الملك والنبي والمرنم الحلو تسجل عنه كلمة الله أنه زني وقتل(2صم11)، وسليمان الملك الحكيم الذي شيد الهيكل نقرأ عنه أن النِساء أمالَتْ قَلبَهُ (1مل11: 3) وفي العهد الجديد نقرأ عن يعقوب ويوحنا أنهما طلبا ناراً تنزل من السماء وتحرق السامرة حتى أن الرب إنتهرهما وقال لهما «مِنْ أيِّ روحٍ أنتُما!»(لو9: 55) ونقرأ عن بطرس أنه أنكر بقسم أنه لا يعرف المسيح (مت26)، وعن يهوذا أنه خان وباع السيد (يو13)، ونقرأ عن التلاميذ أنه في يوم من الأيام حدثت بينهم مشاجرة(لو22: 24)، وعند الصليب يذكر البشير متى كلمات في منتهى القسوة إذ يقول: « حينَئذٍ ترَكَهُ التلاميذُ كُلُّهُمْ وهَرَبوا»(مت26: 56).
والرسول بولس يعبر عن الصراع المحتدم الدائر بداخله في قوله (رو7: 15، 24)» لأنِّي لستُ أعرِفُ ما أنا أفعَلُهُ، إذ لستُ أفعَلُ ما أُريدُهُ، بل ما أُبغِضُهُ فإيّاهُ أفعَلُ... ويحي أنا الإنسانُ الشَّقيُّ! مَنْ يُنقِذُني مِنْ جَسَدِ هذا الموتِ؟».
والرسول يوحنا يلخص هذه الفكرة في قوله»إنْ قُلنا: إنَّهُ ليس لنا خَطيَّةٌ نُضِلُّ أنفُسَنا وليس الحَقُّ فينا.. إنْ قُلنا: إنَّنا لم نُخطِئْ نَجعَلهُ كاذِبًا، وكلِمَتُهُ ليستْ فينا»(1يو1: 8، 10).
نعم! لم يذكر التاريخ البشري بأكمله منذ آدم إلى يومنا هذا إلا شخصية واحدة سارت على أرضنا ولم تقترف خطية واحدة وهو الرب يسوع المكتوب عنه»الذي لم يَفعَلْ خَطيَّةً، ولا وُجِدَ في فمِهِ غشٌ»(1بط2: 22)ذاك الذي إستطاع إن يتحدى الأعداء بقوله: «مَنْ مِنكُمْ يُبَكِّتُني علَى خَطيَّةٍ؟»(يو8: 46). عدا ذلك كل إنسان يشبه بصورة أو بأخرى باراباس في أنه إنسان خاطئ مهما كانت الخطية.
في الحقيقة ليست المشكلة أن الإنسان يخطئ، لكن المشكلة هي أن الإنسان عندما يخطئ يحاول بكل طريقة تبرير خطأه، أو يستخف ويستهين به، ثم يكرره، إنما يجب أن يفعل كما فعل داود عندما أخطأ فمكتوب عنه في (مز6: 6) « تعِبتُ في تنَهُّدي. أُعَوِّمُ في كُلِّ ليلَةٍ سريري بدُموعي. أُذَوِّبُ فِراشي». وبطرس عندما أنكر المسيح مكتوب «فتَذَكَّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ الذي قالَ لهُ:»إنَّكَ قَبلَ أنْ يَصيحَ الدِّيكُ تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّاتٍ». فخرجَ إلَى خارِجٍ وبَكَى بُكاءً مُرًّا»(مت26: 75).
والمرأة الخاطئة التي جاءت إلى الرب يسوع في إنكسار نفس، وتوبة قلب، تبكي بحرارة وبدموع غزيرة حتى أنها بللت قدميه بدموعها وأخذت تمسحهما بشعر رأسها (لو7: 38).
ثانياً: لقد مات المسيح بدلاً من باراباس:
كلنا مثل باراباس بمعنى أن الرب يسوع أخذ مكاننا جميعنا على الصليب، كان الصليب هو النتيجة الحتمية، ونهاية المطاف لشخص مجرم مثل باراباس، كيف لا؟! وقد عاش الخطية بكل ألوانها وأشكالها ومكتوب «الشَّرُّ يُميتُ الشِّرِّيرَ»(مز34: 21)» وأُجرَةَ الخَطيَّةِ موتٌ « (رو6: 23) لكن يسوع أخذ مكان باراباس، وكل باراباس، على مر الأجيال والعصور.
لقد اقتيد يسوع إلى الصليب وإلى الموت بعد محاكمة غادرة وظالمة، ليس بسبب خطية إقترفها هو، لأنه لم يعرف خطية، وإنما هو أخذ مكاني، حمل خطايانا كما يقول الرسول بطرس « الذي حَمَلَ هو نَفسُهُ خطايانا في جَسَدِهِ علَى الخَشَبَةِ، لكَيْ نَموتَ عن الخطايا فنَحيا للبِرِّ «(1بط2: 24).
وهو حَمل الله الذي حَمَل عنا حِمل خطايانا كما قال يوحنا المعمدان «هوذا حَمَلُ اللهِ الذي يَرفَعُ خَطيَّةَ العالَمِ!».
لقد مات موتنا نحن، مات بدلاً عنا، أخذ العقاب الذي كان يجب أن نأخذه نحن، ففي صليب المسيح نرى أن الله إستطاع أن يعّبر عن قداسته بالدينونة، وعن محبته بالعفو، استطاع ذلك بإيجاد بديل إلهي للخاطئ بحيث يحمل البديل الدينونة، وينال الخاطئ العفو، فالعقوبة المستحقة علينا حملها البديل الرب يسوع عوضاً عنا، لقد أراد الله بسبب رحمته أن يغفر للبشر الخطاة، ولأنه رحيم حقاً أراد أن يسامحهم بحق وعدل دون أن يتساهل مع خطيتهم بأي شكل من الأشكال « لذلك جَعَلَ الذي لم يَعرِفْ خَطيَّةً، خَطيَّةً لأجلِنا، لنَصيرَ نَحنُ برَّ اللهِ فيهِ»(2كو5: 21).
وكما هو مكتوب في (إش53: 5، 6) «وهو مَجروحٌ لأجلِ مَعاصينا، مَسحوقٌ لأجلِ آثامِنا. تأديبُ سلامِنا علَيهِ، وبحُبُرِهِ شُفينا. كُلُّنا كغَنَمٍ ضَلَلنا. مِلنا كُلُّ واحِدٍ إلَى طريقِهِ، والرَّبُّ وضَعَ علَيهِ إثمَ جميعِنا».
ياه! يالعمق حب ربي فمكتوب « اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا»(رو5: 8). والكلمة « بَيَّنَ» تدل لا على البرهان العقلي النظري، ولكنها تشير إلى البيان العملي الذي يخاطب القلب والعاطفة ... كان حب إلهي لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق.
نعم! لا يوجد حب في الوجود مثل حب يسوع، إنه حب أعظم من أعظم حب ... حب بلا قيود ... حب بلا حدود ... حب إلى المنتهى ... حب حتى الموت... موت الصليب.
ثالثاً: خلاص الرب متاح لكل باراباس:
كلنا مثل باراباس بمعنى أن خلاص الرب متاح لكل الناس، إن قصة باراباس لم يُكتب لها نهاية، فهي مكتوبة بطريقة مفتوحة، بمعنى أنه يمكنك أن تتخيل أكثر من نهاية لها وهذا ما حدث بالفعل، فهناك البعض تخيل أن باراباس وهو خارج من سجنه التقى بيسوع، وهنا تسمرت قدماه، وأخذ يتأمل ذلك الشخص الذي أخذ مكانه ووهبه النجاة، كان يتوقع أن يجد لصاً مفترياً في قمة الغضب وشدة الهياج، لكنه بالعكس رأي يسوع في وداعته وتواضعه...في رقته وحلاوته... عليه سمات الهيبة والجلال، إندهش باراباس، لكنه أسرع الخطى إلى بيته وخواطر كثيرة تختلج في نفسه، وعلامات إستفهام كثيرة تدور في ذهنه، ومشاعر كثيرة تتفاعل في أعماقه ... لم يستطع باراباس أن يبقى طويلاً في بيته، لكنه على الفور أخذ يركض مسرعاً نحو الجلجثة، وهناك شاهد يسوع معلقاً في الوسط بين لصين ... المسامير مغروسة في يديه ورجليه، الأشواك تكلل جبينه، والدماء تسيل من جسده الواهن الضعيف... كانت الحشود الشامتة تحيط بصليبه، وهي تصرخ مستهزئة به، لكن يسوع كان ينظر إليهم بنظرات كلها حب وحنان، ويصلي من أجل صالبيه طالباً لهم الغفران.
قضى باراباس وقتاً طويلاً أمام الصليب مبهوراً، ثم خر خاشعاً على ركبتيه والدموع تنساب من عينيه على خديه... لم يسبق لباراباس أن دمعت عيناه فقد كان يحمل قلباً حجرياً قاسياً... لم يعرف معنى الرقة طول حياته، لكنه أمام المصلوب أخذ يبكي كطفل صغير، لقد أذاب الصليب قلبه الصلد، وزلزل كيانه وأعماقه، وأخذ يعترف بخطاياه، ويبكي بكاءً مراً، وعندئذ تحول إلى إنسان جديد في المسيح،بل إن بعض المسرحيات صورته بعد قبوله للمسيح أصبح خادماً ممسوحاً، وكارزاً موهوباً ربح نفوساً كثيرة للرب.
كيف لا ؟! فهل يستحيل على الرب شيء؟! بالطبع لا وألف لا لأن نعمة الله قادرة على تغيير أشر الخطاة وتحوله إلى قديس عظيم، فكلما «كثُرَتِ الخَطيَّةُ ازدادَتِ النِّعمَةُ جِدًّا»(رو5: 20).
في مستهل إنجيل متى ترصد عدسة الوحي المقدس ثلاث صور لثلاث زانيات وهن الأولى ثامار (مت1: 3) وروايتها مدونة في (تك38)، والثانية راحاب (مت1: 5) وقصتها بالكامل في (يش2)، والثالثة بثشبع (مت1: 6) وحكايتها مسجلة في (2صم11).
وأعتقد أن الوحي المقدس لم يسطر هذه الأسماء بطريقة عشوائية وإنما الرسالة التي أراد أن يوصلها هي أنه يوجد رجاء أمام أشر الخطاة في دم المسيح القادر أن يطهر من كل خطية.
هذا ومن زاوية أخرى هناك البعض تخيل أن باراباس بعدما خرج من محبسه كان أصدقاء السوء في إنتظاره، وعاد يمارس شروره معهم بصورة أبشع وأشنع، وتاهت وضاعت حياته في الشر والرذيلة، وأسدل الستار على مسرحية حياته وهو بمنأى عن الله، حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه مرة أخرى، وحوكم وطرح في السجن، وأنتهت حياته بطريقة مأساوية، إذ تم إعدامه ليواجه مصيره الأبدي المظلم.
نعم! إن خلاص الرب الثمين مقدم لكل إنسان على سطح الأرض، وللإنسان الحرية الكاملة في القبول أو الرفض، فأمام كل إنسان طريقان ونهايتان كما قال الرب يسوع في موعظته على الجبل «اُدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّقِ، لأنَّهُ واسِعٌ البابُ ورَحبٌ الطَّريقُ الذي يؤَدِّي إلَى الهَلاكِ، وكثيرونَ هُمُ الذينَ يَدخُلونَ مِنهُ! ما أضيَقَ البابَ وأكرَبَ الطريقَ الذي يؤَدِّي إلَى الحياةِ، وقَليلونَ هُمُ الذينَ يَجِدونَهُ!»(مت7: 13، 14).
أبعد ذا كيف لا أعيش لمَنْ مات بدلي؟! وأخذ مكاني على الصليب؟! كيف لا يكون شعاري ما قاله الرسول بولس:» مع المَسيحِ صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ. فما أحياهُ الآنَ في الجَسَدِ، فإنَّما أحياهُ في الإيمانِ، إيمانِ ابنِ اللهِ، الذي أحَبَّني وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلي»(غلا2: 20).

 
قديم 03 - 09 - 2015, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 9135 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوسف رجل استخدمه الرب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لا يوجد إنسان بلا عيب لأن الجميع في الموازين إلى فوق، وعندما يريد الله أن يستخدم إنسان لعمله يستخدم الضعيف وأيضًا القوي، فالكتاب يعلّمنا أن الله اختار جهّال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليُبطل الموجود لكيلا يفتخر كلُّ ذي جسد أمامه اكو27:1، 28 فيختار الضعيف ليكون المجد لله لا للإنسان. ونحن نجد على مر التاريخ أن الله استخدم أشخاص كان بهم عيوب جسيمة،
لكنه غيَّر حياتهم وشكلها لكي تكون آنيةً للكرامة نافعهً لخدمة السيد، لذلك أضع أمامكم شخصية يوسف النجار الرجل الذي استخدمه الله بشكل مميز. لم يكن قائدًا بارزًا أو مشهورًا، بل كان وراء الستار والمشهد نجار بسيط عامل يدوي بعيد عن الأضواء، إذ كيف يظهر نوره بجانب نور السيدة العذراء مريم لقد حجب نورها نوره وشخصيتها شخصيته بل أيضًا الجميع تواري نوره أمام شمس البر يسوع المسيح لم يكن يوسف خطيبًا مفوَّهًا ولم يكن غنيًا، بل كان فقيرًا جدًا رغم أنه سليل الملوك (داود). ربما تكون شخص بعيدًا عن الأنظار وغير مشهور، مواهبك محدودة وإمكانياتك ضعيفة لكنّ الله يستطيع أن يستخدمك لمجد اسمه لذلك نستطيع أن نرى ثلاث صفات في حياة يوسف النجار، وكل من يستخدمهم الرب.
الصفة الأولى: الالتزام :رغم أن يوسف كان فقيرًا جدًا وربما من أفقر الناس الذين في الناصرة، وهذا واضح من التقدمة التي قدمتها مريم العذراء بعد ميلاد السيد المسيح فقد كانت تقدمة الفقراء زوج يمام أو فرخَي حمام، ورغم فقره إلا أن الكتاب يشهد عنه أنه كان بارًا وهذه الكلمة استخدمت بمعنى المطيع لوصايا الله وأيضًا بمعنى المستقيم، أي أنه لا يعرف سوى الخط المستقيم يسلك فيه دون أدنى تذبذب لا يعرف التواء القصد أو السبيل أنه في لغة الحاضر هو إنسان جنتلمان، أي الفاضل النبيل لطيف الخلق.
أ‌- ظهر الالتزام أولاً نحو الله: عندما ظهر له ملاك الرب في حلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ امرأتك لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم. يقول الكتاب فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته مت20:1، 21، 24. أيضًا عندما أراد هيرودس الملك قتل الصبي يسوع، يقول الكتاب إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمعٌ أن يطلب الصبي ليهلكه؛ يقول الكتاب فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر مت13:2، 14؛ بل أيضًا عندما مات هيرودس يقول الوحي المقدَّس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلاً قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي، فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل مت19:2-21؛ لقد كان يوسف مطيعًا وخاضعًا لصوت الله في حياته.
ب‌- ظهر الالتزام في علاقته بأسرته: والكتاب يعلِّمنا أنه من لا يعرف أن يدبّر بيته كيف يعرف أن يدبّر بيت الله لقد كان يوسف ملتزمًا من نحو عائلته وهذا واضح من مواقفه وعلاقته بالسيدة العذراء مريم فعندما علم أنها حبلى، ماذا فعل؟ماذا فعل أمام السر العظيم الذي انحنى أمامه بولس قائلاً عظيمٌ هو سر التقوى الله، ظهر في الجسد 1تي16:3 لقد كان يوسف رجلاً يهوديًا، لا يؤمن بالخيالات الوثنية، كان يؤمن بأن المسيّا سيأتي، لكن لم يخطر بباله أنه يأتي بهذه الطريقة؛ بل إنّ العذراء عندما جاء إليها الملاك بالبشارة كان رد فعلها وهي تقول كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً، لو34:1؛ ماذا يفعل رجل مثل يوسف أمام هذا الموقف؟ إنه لم يرَ رؤيا ولم يسمع صوت من الملاك وعهد الخطبة كان أشبه بعهد الزواج ومخالفته بمثابة مخالفة الحياة الزوجية، لقد كان في صراع ورغم ذلك يقول الكتاب لم يشأ أن يُشهرها أراد تخليتها سرًا. حاول ألا يجرحها بل إنه بذل جهدًا لكي لا يمسَّ مشاعرها بكلمة واحدة، لقد كان ملتزمًا ببيته يحترمه ويحبه، فهل لنا هذا الالتزام والاحترام في بيوتنا؟
ت‌- ظهر الالتزام في تقديم الحماية لأسرته: كانت هناك مضايقات نحو العائلة ومتاعب كثيرة لكن يوسف ضحى براحته وأصدقائه وغيَّر حياته ليقدّم الحماية للأسرة. لقد كان هناك كل يوم تهديد للأسرة، لكن كان يوسف ملتزمًا بتقديم الحماية لها والدفاع عنها. هكذا كان الالتزام في حياة يوسف الله أولاً ثم بيتي وزوجتي، لذلك باركه الله.
الصفة الثانية: التواضع: يوسف كرجل شرقي كيف يرفع رأسه وسط المجتمع الذي كان يعيش فيه بعد أن ظهرت علامات الحمل على مريم، وعندما كبر يسوع اتَّهمه البعض بأنه ابن زنى، بل كما قلت إنه كان خلف الستار ورغم ذلك لم نسمع أن هناك صراعًا بينه وبين زوجته، فقد كان الزوج المتواضع والتواضع كلمة سهلة في قولها، صعبة في تنفيذها. يقول الكتاب قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعًا مع إلهك ميخا8:6 نتحدث كثيرًا عن التواضع وربما نكون أكثر الناس كبرياءً وتعالي، والكبرياء تجربه مرة لأن قبل الكسر الكبرياء. ألم تكن هذه تجربة الشيطان نفسه الذي وضعه الله في المكان العظيم المحدد له، لكنه حاول أن يأخذ مكانًا أعظم وأعلى، أليست هذه هي تجربة نبوخذناصر عندما قال أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي، فكانت النتيجة أن المُلك زال عنه وطُرد من بين الناس وأخذ يأكل العشب كالثيران. وهي نفس تجربه هيرودس إذ وهو لابس حلَّته الملوكية وعلى عرش الملك ويخاطب الشعب، صرخوا بصوت عظيم هذا صوت إله لا إنسان، ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعطِ المجد لله، فصار يأكله الدود ومات. والكبرياء هي التجربة التي كسرت الشعب أمام عاي ومرات كثيرة نتعرض نحن إلى هذه التجربة. مكتوب لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة، فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه 1بط5:5، 6 لقد كان يوسف رجلاً متواضعًا
الصفة الثالثة: الأمانة: لابد من الأمانة فيمن يستخدمه الله ونستطيع أن نرى يوسف بجانب السيدة العذراء مريم الشخص الأمين الذي لم يهرب من تحمّل المسؤولية بل استمر بكل أمانة وصبر رغم المتاعب التي واجهت العائلة المقدَّسة سواء كان في الهروب إلى مصر أو في العودة إلى أرض الوطن لم يتطلع يوسف إلى مراعٍ أخرى أو كرامة أخرى أو سمعة أعظم، بل استمر أمينًا في خدمة الرب وعائلته، إنه الوكيل الأمين. أحبائي اليوم الذي نقف فيه أمام الله لا يسألنا عن المراكز التي وصلنا إليها ولا كم من المال جمعنا، بل السؤال هو هل كنت أمينًا؟ سوف يقول لكل واحد أعطِ حساب وكالتك وإن كنت أمينًا فسوف تسمع من فم الرب هذه الكلمات المباركة وتتمتع بالفرح السماوي، فقال له سيده نعمًّا أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك مت25:21 لقد كان يوسف ملتزمًا نحو الله وعائلته وأيضًا كان متواضعًا وأيضًا كان أمينًا، لذلك استخدمه الرب. فهل تريد أن يستخدمك الرب؟ وهل تريد أن تحدث نهضه بسببك؟ كن ملتزمًا متواضعًا أمينًا.

 
قديم 04 - 09 - 2015, 01:36 PM   رقم المشاركة : ( 9136 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا»

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا»
(متى 16: 17)
سأل يسوع تلاميذه ذات يوم :
«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:
أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!.
فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:
طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ»
(متّى 16: 13، 16، 17).
بيد ان اقرار بطرس هذا، لم يذهب الى أبعد من شاطئ معرفة المسيح وان لا بد لنا من رؤى بولس لكي نصل الى عمق هذه المعرفة. ففي الأصحاح الأول من رسالة الكولوسيين أعلن لنا:
-1-
ان المسيح هو صورة الله غير المنظور، هكذا نقرأ في الانجيل
«اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَط»
(يوحنا 1: 18).
حتى الملائكة لم تره، اذ يخبرنا اشعياء النبي ان الملائكة تغطي وجهها في حضرة الله. ونعلم من الكتاب المقدس ان كل المرات التي اعلن الله ذاته للبشر كانت تجليات جزئية، يصدق عليها القول
«فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ»
(1كورنثوس 13: 12).
ولكن هذا اللغز قد حل حين جاء المسيح الى العالم حيث أعلن سر التقوى ان الله ظهر في الجسد. وقد قال لتلاميذه :
«لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ. اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ»
(يوحنا 14: 7-9 ).
قال أحد الأتقياء:
لو اجتمع أصحاب العقول الكبيرة من الناس . وأخذوا يشحذون الفكر للتوصل الى معرفة صفات الله لوجدوا ان صفاته الأدبية والروحية طبقاً لصفات المسيح:
قداسة تامة قدرة فائقة محبة كاملة كمال مطلق. وفي يقيني انه لم تزف للعالم بشرى أعظم من هذه ان الله شبيه بالمسيح. قال الرسول :
«وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِ»
(عبرانيين 1: 3).
-2-
بكر كل خليقة، والبكورية هنا تعني الازلية فهو أزلي وقد أعلن ذلك بقوله
«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ»
يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»
(رؤيا 1: 8).
وكذلكم البكورية هنا تعني الشرف والكرامة والمثال الاعلى، اذ نقرأ في رسالة :
( رومية 8: 29 )
«لأَنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ٱبْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ».
وقد شهدت بذلك الكلمة الالهية في :
( مزمور 89: 27 )
«أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ».
بالفعل ان الفداء الذي أكمله يسوع على الصليب أعاد لكل من قبله صورة الله التي خلق عليها الإنسان في البر وقداسة الحق.
-3-
فيه خلق الكل، فهو اذن خالق. خالق الملائكة والسحب والكواكب والأرض وما عليها. قال الإنجيل بحسب يوحنا:
«كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ»
(يوحنا 1: 3).
وقال الرسول:
«فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ»
(كولوسي 1: 16)
انه ذو الجلال العظيم الذي هو قبل كل شيء. هذا هو الذي رأى اشعياء مجده في الهيكل وسمع الملائكة تسبح له قائلة:
«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»
(إشعياء 6: 3).
«فِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»
(كولوسي 1: 17)،
وقد أعلن ذلك في بيت عنيا اذ قال :
«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا»
(يوحنا 11: 25).
وقال أيضا :
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ»
(يوحنا 5: 25).
لعازر أيها الميت هلم خارجا. أيها الميت بالذنوب والخطايا مغفورة لك خطاياك قم ولا تخطئ بعد.
-4-
هو رأس الجسد الكنيسة، الذي به البداءة واليه النهاية. المسيح الرأس والكنيسة أعضاء الجسد بأوامر الرأس. وكما ان الجسد بدون الرأس يصبح بلا حياة، هكذا الكنيسة بدون المسيح تصبح بلا حياة. المسيح حياتنا قال الرسول بولس. وقال يوحنا:
«فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ»
(يوحنا 1: 4).
والمسيح بداءة الكنيسة وحجر الزاوية في هيكلها المقدس وكما ان الألف يبدأ حروف الهجاء، وكما ان الواحد يبدأ الأعداد هكذا بالمسيح بداءة الكنيسة. قال أحد الأتقياء:
ان العالم هو خليقة المسيح القديمة والكنيسة هي خليقة المسيح الجديدة. ولكن العالم خليقة فسدت، أما الكنيسة فخليقة طهرها المسيح بدمه وقدسها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. ولهذا وجب على المؤمن ان يحفظ اناءه بقداسة وكرامة. والكلمة الإلهية تقول:
«مَنْ هُوَ مُقَدَّسٌ فَلْيَتَقَدَّسْ بَعْدُ»
(رؤيا 22: 11).
-5-
المسيح بكر من الأموات. فالقبر لم يستطع ان يمسكه بل قام في اليوم الثالث، فأبطل الموت وأنار الحياة والخلود. صحيح انه أقام قبلاً لعازر، وابنة يايرس، وابن ارملة نايين، ولكن هؤلاء ماتوا أيضا. أما المسيح فهو حي الى آبد الآبدين وله مفاتيح الهاوية والموت. قال له المجد:
«بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ»
(يوحنا 14: 19).
نعم انه حي والكنيسة تشعر بوجوده الدائم فيها. وكل مؤمن مولود من الله يستطيع ان يدلي بشهادته عن وجود المسيح فيه. على غرار شهادة بولس حين قال:
«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ»
(غلاطية 2: 20).
المسيح متقدم في كل شيء لأن فيه سر ان يحل كل الملء. فيه يحل كل ملء الله، وفيه يحل كمال الله، وفيه إعلان الله.


يقول الكتاب انه بعد قيامته صعد وجلس في يمين الله في السماوات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى.وأخضع كل شيء تحت قدميه واياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل. هذا هو يسوع يا اخوة، متساو في الجلال مع ابيه المتعالي فاق مجد الكروبيم. فان كنت له، ينبغي ان تجعله الأول في حياتك والسيد على قلبك هذا حقه المطلق باعتبار كونه الهك الذي كونك وأعطاك الحياة. صحيح انه لا يحتاج اليك ولكنه يحبك ويريد ان تحيا في البر وقداسة الحق. ولهذا صار جسداً لكي يرتفع على الصليب ويفتدينا بذبيحة نفسه. ويصالحنا مع الله بدم صليبه، ومن هنا صارت الكلمة الرسولية:
«إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ»
(2 كورنثوس 5: 19).
بدون ذبيحة المسيح كنا سنبقى في حالة البعد عن الله بلا إله ولا رجاء في العالم. قال إشعياء النبي:
«كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا»
(إشعياء 53: 6).
أجل كلنا أخطأنا والخطية صيرتنا أعداء لله.
«اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيح»
(أفسس 2: 4-5 ).
كنا أعداء في الفكر في الأعمال الشريرة ولكنه قتل العداوة بالصليب فغلب قوات الشر بدم صليبه، وأعطى كل من آمن به الغلبة.كما هو مكتوب
«وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ»
(رؤيا 12: 11).
تأكدوا يا اخوة ان كل من يجعل صليب المسيح محور حياته وأفكاره لا يُغلب بل يبقى له نور ذلك الرجاء الحي الذي لا ينطفئ. بأن ليل كل جلجثة لا بد أن يعقبه فجر قيامة مفعم بالرجاء الحي بيسوع المقام من الأموات.
أراد استاذ من مذهب اللاأدريين ان يتهكم على رجل الله سندر سنغ فسأله ماذا وجدت في المسيحية ولم يكن في دين آبائك الذي تركته؟
فأجابه بكل بساطة:
لقد وجدت المسيح. فقال الأستاذ متضجرا:
أنا أعرف انك تبعت المسيح ولكن ما هو المبدأ الخاص الذي وجدته ولم تكن تعرفه؟
فأجابه:
ان المبدأ الخاص الذي وجدته هو المسيح. حينئذ خجل الأستاذ وانصرف عن ذلك المؤمن المنتصر بالمسيح. انصرف ولسان حاله يقول:
يبدو ان سنغ قد أصاب كبد الحقيقة، فقد يكون في الأديان الأخرى أشياء جميلة ولكن يعوزها المسيح. في الواقع ان الناس في حاجة الى هدف تصوب إليه الأخلاق ويسوع هو ذلك الهدف.
قال المبشر المشهور ستانلي جونس:
اني اعرف ان لا شيء اسمى وأجدر بالله والإنسان من مشابهة المسيح. فطوبى للإنسان الذي يستيقظ ضميره ليطلب المسيح لأن المسيح والضمير قد وُجد أحدهما للآخر. ومتى اجتمعا حصل الشعور المتبادل والتقارب المنشود وحينئذ:
يتم الخلاص هللويا رنموا لربنا يسوع .. آمين .
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ..
 
قديم 04 - 09 - 2015, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 9137 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اكتشف واكشف وتحرر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحاور الاساسية لكى مايحيى المؤمن حياة روحية ونفسية صحيحة
*ان يكتشف معوقات نموه ومايعانيه تحديدا.
*وان يكشفه بصدق فى عرش نعمة الرب بمساعدة روح الرب عبره او عبر اخرين وان يلتمس مع محبة الله الشافية عبر الصليب مستقبلا غفران لنفسه ولمن اذاه
اذ قد يظن انه مقصر تجاه نفسه ولم يدافع جيدا ضد المؤذى فيتعلم طريق الرب لحمايته من الاذية وكيفية الغفران لمن اعاقوه نفسيا وروحيا
*التحرر
ان يقبل الحرية التى له فى المسيح وان يحياها يوما فيوما
يسهل الكلام
لكن الرب بروحه من خلال محبته قادر على تحريرنا
وجعلنا نستقبل الحياة التى فى قلبه لنا.
 
قديم 04 - 09 - 2015, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 9138 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل انتحر شاول بحسب صموئيل الاول 31 ام قتله العماليق في صموئيل الثاني الاصحاح الاول العدد 5؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل انتحر شاول بحسب صموئيل الاول 31 ام قتله العماليق في صموئيل الثاني الاصحاح الاول العدد 5؟

الاجابة باختصار..

ان مرسل عماليق كذب علي داود لاجل الحصول علي مكافأه ولا يعلم ان هذا الامر سيحزن داود ولا يسره.

فيقول كتاب

Adeyemo, T. (2006). Africa Bible commentary (379). Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan.

وفقاً لصموئيل الاول الاصحاح 31 : 4 عندما رفض الحارس قتله سقط شاول علي سيفة .مع ذلك في صموئيل الثاني 1 :5 يدعي المرسل من عماليق انه قتل ملك اسرائيل شاول وانه جرد شاول من زيه الملكي ومن الواضح انه يحاول تعزيز سمعة بلده وكسب مكافأه من خلال داود الملك .

ويقول كتاب

[1]Bergant, D., & Karris, R. J. (1989). The Collegeville Bible commentary : Based on the New American Bible with revised New Testament. Previously published in 36 separate booklets. (283). Collegeville, Minn.: Liturgical Press.

تقرير الرجل الذي من العماليق لداود ان شاول مات وكان الشخص جلب له تاج شاول وعلامه كانت توضع علي ذراعه.فكان يتوقع ان يقابله داود بنوع من الفرح والامتنان فهو اخطأ خطأ كبير .

وما يذكره كتاب

Mays, J. L., Harper & Row, P., & Society of Biblical Literature. (1996, c1988). Harper’s Bible commentary (2 Sa 1:2). San Francisco: Harper & Row.

يؤكد نفس الكلام ان الرجل العماليقي كان يريد مكافأه ..

يكذب العماليقي بغرض الحصول علي مكافأه وداود يأخذ كلامه بجديه.

ليكون للبركة
 
قديم 04 - 09 - 2015, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 9139 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كُن واعياً لطبيعتك الجديدة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كُن واعياً لطبيعتك الجديدة

"لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ"
(كولوسي 3: 9، 10).

لقد أخرجك الرب الإله من الظُلمة إلى ملكوت نوره؛ مملكة ابنه المحبوب (كولوسي 13:1). لذلك، يجب أن تتخلى عن أي اتجاه ليس من الرب الإله، وانتهر الرسول بولس في 1كورنثوس 5:6-9، المسيحيين في كورنثوس لأن طريقة حياتهم لم تُظهر طبيعة البر الجديدة التي قد حصلوا عليها. وكخليقة جديدة، من المهم أن تُدرك أنك قد تحررتَ تماماً من أسلوب الحياة العالمي. فأنتَ لستَ نفس الإنسان الذي كنتَ عليه من قبل أن تولد ولادة ثانية. وطبيعتك القديمة قد أُنتزعت وحل محلها طبيعة البر التي للرب الإله.

ويقول الكتاب المقدس، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ (خلقة) جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ (اختفت)، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5). فأسلوب الحياة القديم، وطرق التفكير والعمل القديمة قد أُنتزعت. قد لا يزال الناس يدعونك أو يُلقِّبونك بنفس الاسم الذي عرفوك به قبل ميلادك الثاني؛ فقد يدعونك بالمُدخن، أو السكير، أو الكذاب أو أي اسم آخر؛ هذا لن يُغير في الأمر شيئاً. إذ يقول الكتاب المقدس، "وَهكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا

(1كورنثوس 11:6).

لاحظ أنه لم يقل "وأنتم منهم"، بل يقول، "كان أُناس منكم،" لأنك الآن وأنت في المسيح قد تطهرتَ من كل خطاياك. وقد انفصلتَ عن الخطية إلى الرب الإله، وأُعلن أنك بار، في اسم الرب، وبروح إلهنا! ودم المسيح، الذي بروح أزلي قدَّم نفسه بلا عيب للرب الإله، قد طهَّر ضميرك من أعمالٍ مائتة لتخدم الإله الحي

(عبرانيين 14:9).

إن الرب الإله يريدك أن تتعرف على هويتك الجديدة – فانظر إلى صورتك الجديدة واحيا بهذه الطريقة. ولن تعرف حقيقة ما تبدو عليه إلى أن تنظر في مرآة الرب الإله – كلمته. فالمرآة هي التي تُظهر صورتك الحقيقية في المسيح يسوع. وتُظهر أن الحياة القديمة التي وُلدتَ بها من أبويك لا تعني شيئاً الآن، لأن هذه الأشياء قد اختفت وتغيرت! وأنت الآن خلقة جديدة. وتواصلك كمسيحي يجب الآن أن يعكس شخصيتك الجديدة في المسيح يسوع – طبيعتك الجديدة، التي هي طبيعة البر

أُقر وأعترف

بأنني قد لبستُ طبيعة البر الجديدة

ولي في روحي حياة الرب الإله الغير فاسدة
وهذه الحياة الجديدة في كل خلية من دمي،
وفي كل عظمة من جسدي، وفي كل نسيج في كياني
وأنا اليوم، أسلك في حقيقة حياة البر الجديدة
التي قد قبلتها في المسيح، في اسم يسوع. آمين
 
قديم 04 - 09 - 2015, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 9140 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربي الغالي،
بينما ألهج اليوم بوعي
وأجعل كلمتك هي ما تُفكِّر فيه روحي،
يتجدد ذهني ويُغمر بأفكار الإمكانية،
والغلبة، والتميُّز، والنجاح والوفرة!
فطريقي مُستنير لأرى
وأختبر مجد الرب الإله في صحتي،
ووظيفتي، وعائلتي ومادياتي،
في اسم يسوع.
آمين
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024