منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 08 - 2015, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 9001 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آه يا رب نج نفسي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما أن الظلمة ليس لها كيان ولا شخصية بل هي حالة غياب النور، كذلك الشرّ ليس له جوهر وبالتالي ليس له طبيعة إيجابية بل سلبية، وذلك لأن لا وجود للشر إلا حين نفعله فقط وعمره قصير للغاية، فلا يوجد أحد شرير بطبعه، لأنه لا يولد إنسان حاملاً الشرّ في داخله، والله لم يصنع شيئاً ردياً قط، لأن كيف لقوة نقية أن تخرج شيء فاسد أو غير صالح للوجود، بل كل ما صنعه الله صالح بل وحسنٌ جداً، ولكن عندما نُعطي بدافع من شهوة القلب شكلاً لما ليس له شكل ولا جوهر أو هيئة، يبدأ أن يكون ويظهر متخذاً الشكل أو الهيئة، لأننا نحن الذي شكلناه بميلنا نحو الباطل، وبذلك جعلنا للظلمة كيان خاص لأننا أدخلناها بإرادتنا وحدنا فقط، فنحن الذين جعلنا الموت يُمسكنا ويُسيطر علينا بالفساد، وبذلك لم نعد نحتمل النور، وهذا هو سرّ هروب كثيرين من محضر الله وعدم القدرة على الصلاة ولا قراءة الكلمة باستنارة وبفهم ووعي وإدراك روحي عميق، ولم تعد تبني حياتنا الشخصية بل قد نتخذها على غير القصد منها ونستخدمها في دراسة أو دفاعيات.. الخ، بدون أن نجد لها موضعاً فينا فلا تسكننا وتصير نور لطريقنا نحو حضن الله:
[ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة، مترنمين في قلوبكم للرب ] (كولوسي 3: 16)
ولا يوجد قط طريق آخر للتخلص مما صنعناه بأنفسنا غير بعودتنا إلى نفوسنا لنعي إنسانيتنا المخلوقة على صورة الله القدوس لنُصبح نحن المثل الذي يُعبَّر عن شخص جلاله، لذلك علينا أن نرفض بل ونجحد كل ما هو خارج عن طبعنا الإنساني المخلوق على صورة الله المملوءة بهاء، وهو رفض كل ميل باطل في قلبنا نحو أي شبه شرّ، وذلك بذكر الاسم الحسن على شفاهنا لأنه مكتوب:
[ وباسم الرب دعوت: آه يا رب نج نفسي ] (مزمور 116: 4)
[ هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر. هم جثوا وسقطوا أما نحن فقمنا وانتصبنا ] (مزمور 20: 7 و8)
[ عوننا باسم الرب الصانع السماوات والأرض ] (مزمور 124: 8)
[ اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع (يتحصن) ] (أمثال 18: 10)
[ فيخافون من المغرب اسم الرب ومن مشرق الشمس مجده عندما يأتي العدو كنهر فنفخة الرب تدفعه ] (إشعياء 59: 19)
[ من منكم خائف الرب سامع لصوت عبده من الذي يسلك في الظلمات ولا نور له فليتكل على اسم الرب ويستند إلى إلهه ] (إشعياء 50: 10)
[ لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص ] (رومية 10: 13)
[ اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح الهنا ] (1كورنثوس 6: 11)
+ فمن يدعو باسم الرب يفرح ويحيا منتصراً وله الخيرات السماوية، لذلك يقول الرسول عن حق [ وكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به ] (كولوسي 3: 17)

واعلموا يا إخوتي اننا كبشر جميعنا على صورة الله، وكل واحد يكون على مثاله فقط حينما يخضع حريته له بحب كثير ظاهر عملياً في طاعة الوصية والحياة بها، وهذا يظهر بالتفتيش الدائم في الكتاب المقدس عن أوامر المحبوب لنا لكي نحيا بها كتلاميذ حقيقيين له، نتبع آثار خطواته الواضحة في الأسفار المقدسة، مع الصلوات الدائمة لكي يشع الله علينا بنوه الذي يبدد كل ظلمة في النفس ليظهر جمال معدن جوهرها الحقيقي وتصير كلها نور فتحقق قول الرب فيها: [ أنتم نور العالم، لا يُمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل ] (متى 5: 14)
++ الحرية هي إرادة النفس العاقلة، متهيئة أن تتحرك إلى ما تُريد، فنحن نفعل كل شيء بإرادتنا وحدنا فقط، فأن سقطنا فنحن نسقط بإرادتنا لأن رغبتنا هي في شهوة قلوبنا التي تهزمنا لأنها تجد موضعاً لها فينا بكوننا نحب لذتها التي هي بطبيعتها مُدمرة لكل ملكات النفس الروحية، وأن تحركنا نحو خالقنا فنحن نتحرك بالحب الظاهر في رفض كل ما تطلبه نفوسنا من شهوات مُدمرة، وبذلك نُحقق المثال الذي ينبغي لنا أن نكونه، فنُشرق مثل الشمس، لأننا نبصر مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير لصورته عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح، ومكتوب:
[ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6).
فلنحمل إرادتنا دائماً (حسب ما نلنا من نعمة) على أن تميل نحو الصالحات فقط ونلهج في كلمة الله نهاراً وليلاً (أنظر المزمور الأول)، لكي نُبيد بقوة الخيرات الأبدية الكامنة في كلمة الله ذِكر كل الشرور، فيهرب العدو منا مع كل أفكاره التي تجعلنا نعود لإنسانيتنا العتيقة التي حررنا منها رب المجد يسوع حينما آمنا به: [ فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ] (يوحنا 8: 36).

ولنحذر يا جداً من أن نُستعبد للخطية مرة أخرى، وان كانت اصطادتنا ورجعنا لحالاتنا القديمة، فعلينا أن لا نفكر في تساؤلات كثيرة قائلين: لماذا وكيف ومتى حدث ولأي سبب !!! وبذلك نعطل أنفسنا في أسئلة ليس لها أي لزوم، بل علينا فوراً أن نهرب منها حالاً بدون تفكير أو تساؤل أو حوار، نهرب نحو الله الحي الآن الآن الآن بلا تأجيل أو تأخير، وبلا حجج ووضع العوائق والعراقيل، أو حتى نفكر فيما صنعنا أو ارتكبنا بل نمسك فقط وبقوة في حمل الله رافع خطية العالم ونقول له:
+ لن أتركك أن لم تباركني
+ أنت الطبيب وانا مريضك أشفيني
+ أنت القيامة والحياة وأنا ميتك أقمني
+ أنت القدوس وحدك وانا المُدنس بالخطايا والشرور طهرني وقدسني
+ أن ثوب نفسي مُهترأ فالبسني ذاتك لأنك وحدك أنت حياتي
 
قديم 17 - 08 - 2015, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 9002 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قبول المعاناة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لطالما أغوتنا فكرة أنّنا بمأمن عن المعاناة والألم لأنّنا مسيحيّون صالحون. إذ نتخيّل وعد الله لنا بحمايتنا يعني أنّه سينقذنا من جميع أنواع الآلام. ولكنّ الأمور ليست على هذا النحو. يجعل يسوع المعاناة جزءًا طبيعيًّا من الحياة المسيحيّة.

فوعَدَ تلاميذه بنعمٍ وافرةٍ، ولكنّه أعقب ذلك مشيرًا إلى حتميّة المعاناة: "فقالَ يسوع: الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما مِن أَحَدٍ تَرَكَ بَيتاً أَو إِخوَةً أَو أَخَواتٍ أَو أُمَّا أَو أَباً أَو بَنينَ أَو حُقولاً مِن أَجْلي وأَجْلِ البِشارَة إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِئاتَ ضِعْفٍ مِنَ البُيوتِ والإِخوَةِ والأَخَواتِ والأُمَّهاتِ والبَنينَ والحُقولِ مع الاضطِهادات، ونالَ في الآخِرَةِ الحَياةَ الأَبَدِيَّة". (مرقس 10: 29-30).

إذًا فالمعاناة ليست خيارًا للمسيحيّين، بل هي أمرٌ مضمون.

في اللغة، كلمة "معاناة" تعني الألم أو الحزن طويل الأمد، خسارة أو ضرر مستمرّين، أن نكون عُرضة لإعاقة دائمة أو مرض، وفي نهاية المطاف الوصول إلى الموت. يأتينا الألم بجميع أشكاله، فالإزعاجات اليوميّة تحبطنا، وكذلك الفشل المتكّرر يُضعف من عزيمتنا، والديون التي لا نستطيع إيفائها تضغطنا، والعلاقات المتفكّكة تُجهِدنا، والكآبة تفتك بنا.

والعنف يجرح أو يؤذي من نحبّ، وكذلك المرض يجتاحنا أو يأخذ واحد من أفراد عائلتنا. المعاناة بلاءٌ على جميع الأشخاص.

لم يعدنا المسيح بالمعاناة فقط؛ بل جعل تلك الصلبان الشخصيّة كمتطلبات يوميّة لتلاميذه :"وقالَ لِلنَّاسِ أَجمَعين: ((مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني))." (لوقا 9: 23). نُعلن رسمنا لإشارة الصليب على وجوهنا موافقتنا على هذا الشرط للتلمذة. وبذلك نحمل صليبنا ونقبل كلّ شكلٍ من أشكال المعاناة قد يعترض مسيرة حياتنا.

وبها نقول إنّنا نُرحّب بالمعاناة ضمن شروط الله. وبأنّنا نُخضِع إرادتنا – التي لا تريد تحمّل الألم - إلى الله، تمامًا كما أخضع يسوع إرادته إلى أبيه عندما أَسلم نفسه على الصليب. وبهذا نرى أنّ اتّباع صليب المسيح له تبعاته الخطيرة.

السلام في ظلّ جناحيه

يميل المسيحيّون لإراحة المتألّمين بذكر فوائد الألم والمعاناة. فنحن نقول: "المعاناة تبني الشخصيّة"، ولكن يجيبنا المتألّم: "لا أريد هذه الشخصيّة… بل أُريد المساعدة". وهنا يأتي السؤال الحتميّ: " لماذا يسمح الله بحدوث الأمور السيئة؟" و "أين هو الله حين أتألّم؟".

رعاية الأهل لأطفالهم تقترح علينا إجابات لكِلا السؤالين. على سبيل المثال، لنفترض فتاةً في السابعة من عمرها تتجوّل في رحلتها الأولى وهي تركب دراجتها الهوائيّة. يهرول والدها بجانبها، وفجأةً يرى بأنّها سترتطم بحجرة في الطريق. ولكنّه يقاوم رغبته الداخليّة بأن يصل للدراجة ليحافظ على توازنها. فالأب يرغب أن تتعلّم ابنته قيادة الدراجة بثقة، لذا لم يمنعها من الوقوع.

عندما أصبحت الفتاة قبالة المطبّ، فزعت وسقطت على الرصيف، وجرحت كوعها وركبتها. احتضنها الأب بين زراعيه ومنحها الشعور بالراحة والأمان. ثمّ حملها إلى المنزل، نظّف جروحها وطبّبها، احتضنها وروى لها قصّتها المفضّلة.

إنّ الله هو مثل ذلك الأب. فهو يتيح لنا أن نكتشف طُرقنا، لكنّه يبقى دائمًا بجانبنا. هو لا يمنع الأمور السيئة من الحدوث لأنّه يريدنا أن نتعلّم كيف نتعامل بثقةٍ مع المحن. ولكن عندما نعاني، يحتضننا الله ويبقى معنا. يشاركنا آلامنا، يمدّنا بدوافع الحياة، ويعزّينا.

هذه هي رسالة الصليب، فرسمها على أجسادنا تفتح آذاننا لنسمعها. إنّ ابن الله الوحيد صار بشرًا في المسيح، وبطبيعته الإنسانيّة، عانى الله الرفض، والذلّ، والسخرية، والهجر، واللطم، والجلد، والصلب والموت. تحمّل معاناته كإنسان لذا فهو قادر على إراحتنا في معاناتنا.

عندما نرسم إشارة الصليب نحن ندعو الربّ ليشاركنا آلامنا. فنحن نلمس جبهتنا ومن ثم ننتقل إلى صدرنا، طالبين من الرب بتلك الإشارة أن يحنو علينا. ثمّ ننقل يدنا بحركة أفقيّة بين الأكتاف نسأل فيها الله أن يدعمنا في معاناتنا. في العديد من المزامير، يتغنّى داوود بالاحتماء تحت ظلّ جناحيّ الرّب، والتي فسّرها آباء الكنيسة بطريقة نبويّة بأن نجد الأمان في ظلّ ذراعيّ المصلوب (مزمور 17: 8؛ 36: 7؛ 57: 1؛ 61: 4؛ 63: 7). ذراعيّ الربّ الممدودتان تَعِداننا بأنّهما يفهمان معاناتنا ويشاركاننا إيّاها.

كما تنبّأت المزامير كذلك سفر تثنية الاشتراع، فالصليب هو مكان اللجوء. فقد جاء في رواية وداع موسى وكأنّه يصف ظلّ الصليب في الأفق، وهو يرنو إلى أرض الميعاد. مؤكّدًا لبني اسرائيل أنّ ذراعي الرّب ستحميهم في مضائقهم:

"مَلجَأُكَ الإِلهُ الأَزَلِيّ، ومِن تَحتِه الأَذرُعُ الأَبَدِيَّة. طَرَدَ العَدُوَّ مِن أَمامِكَ". (تثنية ٣٣: ٢٧).
بتنا نرى اليوم الصليب بشكلٍ واضح كإشارة لرحمة الله وتعزيته. فالله يمدّ لي الله ويمنحني النعمة والدعم. عندما تصيبني المشاكل، ارسم إشارة الصليب، وأقول: "احضنّي يا ربّ بأذرعك الأبديّة، نجّني من التجارب، وأرحمني". لأنّه إله يتألّم معي، وينصرني، كما تألّم على الصليب وانتصر
 
قديم 17 - 08 - 2015, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 9003 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تأملات فى سفر المكابيين الأول
الإصحاح الثانى


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقدمة
كنا شفنا أهمية دراستنا لسفر المكابيين وأن الجزء الأخير من إصحاح 11 من سفر العبرانيين اللى كتبه بولس الرسول اللى بيتكلم عن فترة المكابيين عن أولئك الذين تقووا بالإيمان من ضعف وهزموا جيوش غرباء ونجوا من حد السيف وأولئك الذين عاشوا تائهين فى الجبال والمغاير والبرارى وشقوق الأرض واللى ماكانش العالم مستحقا هم , عن أولئك الذين عذبوا ولم يقبلوا النجاة . وهى دى قصة سفر المكابيين بيحكى لنا تاريخ الثورات المتتالية لحد ما تخلصت إسرائيل من عهد أنتيخوس أبيفانيوس ,فسفر المكابيين الأول مكتوب باللغة العبرية التى هى اللغة القومية لليهود وسفر المكابيين الثانى وهو ليس بتكملة ولكنه هو نفس سفر المكابيين الأول ولكن مكتوب باللغة اليونانية لأنهم أرسلوا قصتهم لليهود الموجودين فى أرض مصر علشان يحكوا لهم قد أيه الإنسان يتمسك بالشريعة وبالعهد بينه وبين ربنا وطبعا اليهود اللى كانوا فى أرض مصر لم يعرفوا أن يتكلموا بالعبرية ولكنهم كانوا بيتكلموا اللغة اليونانية واللى علشانهم ترجمت أسفار العهد القديم من خلال الترجمة السبعينية التى ذكرتها فى الإصحاح الأول , ولذلك تم كتابة سفر المكابيين باللغة اليونانية بتفاصيل أكثر وأقل فى بعض المواقف وأرسل إلى يهود شعب مصر اللى كانوا متمركزين فى هذا الوقت فى مدينة الأسكندرية وحايبتدى يحكى لنا السفر عن نماذج لأمهات ولأطفال ولرجال عواجيز ولشباب وهى نماذج رائعة جدا تمسكت بالله فى وسط الضيق وفى وسط الإضطهاد وليس فقط ذلك ولكن أيضا أمام كل الإغراءات أنهم يعيشوا فى الخطية وفى الإباحية وفى الشر السائد فى العالم ولكن ظلوا هؤلاء الناس وفعلا لم يكن العالم مستحقا لهم , وعلشان كده نقدر نفهم اللى كتبه بولس الرسول فى رساله العبرانيين أنه لم يكن يتكلم عن الرهبان وعن الرسل وعن اللى جايين بعد كده لكن لأ لأنه بيتكلم عن فترة سابقة مرت فى تاريخ شعب الله اللى هى فترة المكابيين , وهذه الفترة حاتبدأ من سنة 175 قبل الميلاد والتى بدأ فيها الإضطهاد من السلوقيين بتولى أنيتخوس أبيفانيوس حكم المملكة وتنتهى سنة 167 قبل الميلاد وفى هذا الوقت كان شعب إسرائيل تحت حكم المكابيين حتى سنة 63 ولكن من سنة 63 قبل الميلاد تيجى الإمبراطورية اليونانية فى أوج مجدها وتحتل العالم كله , وعلشان نكون صاحيين تعالوا نرتب الأحداث التاريخية , أسكندر الأكبر جاء وغطى على مملكة مادى وفارس وشعب إسرائيل دخل تحت الحكم اليونانى من سنة 333 قبل الميلاد وبعد الإسكندر أصبح تحت حكم البطالسة من سنة 323 لحد سنة 203 , ومن سنة 203 أصبحوا تحت حكم السلوقيين اللى هم كانوا فى سوريا لحد سنة 167 , ومن 167 لحد 63 قبل الميلاد كان حكم المكابيين أو فترة حكم المكابيين , ومن سنة 63 لحد سنة 70 ميلادية كان تحت حكم الرومان , ومن سنة 70 ميلادية لم يبقى هناك شعب أسرائيل أو مملكة إسرائيل .

الإصحاح الثانى



1 في تلك الايام خرج من اورشليم متتيا بن يوحنا بن سمعان كاهن من بني يوياريب وسكن في مودين. 2 وكان له خمسة بنين يوحنا الملقب بكديس. 3 وسمعان المسمى بطسي. 4 ويهوذا الملقب بالمكابي. 5 والعازار الملقب باواران ويوناتان الملقب بافوس. 6 ولما راى ما يصنع من المنكرات في يهوذا واورشليم. 7 قال ويل لي لم ولدت فانظر حطم شعبي وحطم المدينة المقدسة وامكث ههنا اراها مسلمة الى ايدي الاعداء. 8 وارى المقدس في ايدي الاجانب وهيكلها كرجل ذليل. 9 وقد اخذت انية مجدها في السبي وقتل اطفالها في الساحات وفتيانها بسيف العدو. 10 اية امة لم ترث ملكها ولم تسلب غنائمها. 11 جميع حلاها قد نزعت والتي كانت حرة صارت امة. 12 ها ان اقداسنا وبهاءنا ومجدنا قد دمرت ودنستها الامم. 13 فلم حياتنا بعد. 14 ومزق متتيا وبنوه ثيابهم وتحزموا بالمسوح وناحوا مناحة شديدة. 15 وان الذين ارسلهم الملك ليجبروا الناس على الارتداد قدموا الى مدينة مودين ليذبحوا. 16 فاقبل عليهم كثيرين من اسرائيل واجتمع متتيا وبنوه. 17 فاجاب رسل الملك وكلموا متتيا قائلين انت رئيس في هذه المدينة شريف عظيم معزز بالبنين والاخوة. 18 فالان ابدا انت وتقدم لامضاء امر الملك كما فعلت الامم كلها ورجال يهوذا ومن بقي في اورشليم فتكون انت واهل بيتك من اصدقاء الملك وتكرم انت وبنوك بالذهب والفضة والهدايا الكثيرة. 19 فاجاب متتيا بصوت عظيم وقال انه وان طاعت للملك كل الامم التي في دار ملكه وارتد كل احد عن دين ابائه ورضي باوامره. 20 فانا وبني واخوتي نسلك في عهد ابائنا. 21 فحاشا لنا ان نترك الشريعة والاحكام. 22 انا لن نسمع لكلام الملك فنحيد عن ديننا يمنة او يسرة. 23 ولما فرغ من هذا الكلام اقبل رجل يهودي على عيون الجميع ليذبح على المذبح الذي في مودين على مقتضى امر الملك. 24 فلما راى متتيا ذلك غار وارتعش حقواه واستشاط غضبا وفاقا للشريعة فوثب عليه وقتله على المذبح. 25 وفي ذلك الوقت قتل ايضا رجل الملك الذي كان يجبر على الذبح وهدم المذبح. 26 وغار للشريعة كما فعل فنحاس بزمري بن سالو. 27 وصاح متتيا في المدينة بصوت عظيم قائلا كل من غار للشريعة وحافظ على العهد فليخرج ورائي. 28 وهرب هو وبنوه الى الجبال وتركوا كل ما لهم في المدينة. 29 حينئذ نزل كثيرون الى البرية ممن يبتغون العدل والحكم. 30 ليسكنوا هناك هم وبنوهم ونساؤهم ومواشيهم لان الشرور كثرت عليهم. 31 فاخبر رجال الملك والجند الذين كانوا في اورشليم في مدينة داود بان رجالا من الناقضين لامر الملك قد نزلوا واختباوا في البرية فجرى كثيرون في اعقابهم. 32 فادركوهم وجيشوا حولهم وناصبوهم القتال في يوم السبت. 33 وقالوا لهم حسبكم ما فعلتم فاخرجوا وافعلوا كما امر الملك فتحيوا. 34 فقالوا لا نخرج ولا نفعل كما امر الملك لئلا ندنس يوم السبت. 35 فاثاروا عليهم القتال. 36 فلم يردوا عليهم ولا رموهم بحجر ولا سدوا مختباتهم. 37 قائلين لنمت جميعا في استقامتنا والسماء والارض شاهدتان لنا بانكم تهلكوننا ظلما. 38 فهجموا عليهم وقاتلوهم في السبت فهلكوا هم ونساؤهم وبنوهم ومواشيهم وكانوا الف نفس من الناس. 39 واخبر متتيا واصحابه فناحوا عليهم نوحا شديدا. 40 وقال بعضهم لبعض ان فعلنا كلنا كما فعل اخوتنا ولم نقاتل الامم عن نفوسنا واحكامنا لم يلبثوا ان يبيدونا عن الارض. 41 واتمروا في ذلك اليوم قائلين كل رجل اتانا مقاتلا يوم السبت نقاتله ولا نموت جميعا كما مات اخوتنا في المختبئات. 42 حينئذ اجتمعت اليهم جماعة الحسيديين ذوي الباس في اسرائيل وكل من انتدب للشريعة. 43 وانضم اليهم جميع الذين فروا من الشر فازدادوا بهم تعزيزا. 44 والفوا جيشا واوقعوا بالخطاة في غضبهم وبرجال النفاق في حنقهم وفر الباقون الى الامم طالبين النجاة. 45 ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح. 46 وختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا. 47 وتتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم. 48 وانقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا. 49 وقاربت ايام متتيا ان يموت فقال لبنيه لقد اشتد التجبر والعقاب وزمان الانقلاب ووغر الحنق. 50 فالان ايها البنون غاروا للشريعة وابذلوا نفوسكم دون عهد ابائنا. 51 اذكروا اعمال ابائنا التي صنعوها في اجيالهم فتنالوا مجدا عظيما واسما مخلدا. 52 الم يكن ابرهيم في التجربة وجد مؤمنا فحسب له ذلك برا. 53 ويوسف في اوان ضيقه حفظ الوصية فصار سيدا على مصر. 54 وفنحاس ابونا غار غيرة فاخذ عهد كهنوت ابدي. 55 ويشوع اذ اتم ما امر به صار قاضيا في اسرائيل. 56 وكالب بشهادته في الجماعة نال ميراثا في الارض. 57 وداود برحمته ورث عرش الملك الى ابد الاباد. 58 وايليا بغيرته للشريعة رفع الى السماء. 59 وحننيا وعزريا وميشائيل بايمانهم خلصوا من اللهيب. 60 ودانيال باستقامته انقذ من افواه الاسود. 61 وهكذا اعتبروا في جيل فجيل ان جميع المتوكلين عليه لا يزلون. 62 ولا تخشوا من كلام الرجل الخاطئ لان مجده ياول الى قذر ودود. 63 اليوم يرتفع وغدا لا وجود له لانه يعود الى ترابه وتضمحل افكاره. 64 فانتم ايها البنون تشددوا وكونوا رجالا في الشريعة فانكم بها ستمجدون. 65 وهوذا سمعان اخوكم اني اعلم انه رجل مشورة فاسمعوا منه كل الايام وليكن لكم ابا. 66 ويهوذا المكابي الشديد الباس منذ صباه هو يكون لكم رئيس الجيش ويتولى قتال الشعوب. 67 واجمعوا اليكم جميع العاملين بالشريعة وانتقموا لشعبكم انتقاما. 68 كافئوا الامم مكافاة وواظبوا على وصايا الشريعة. 69 ثم باركهم وانضم الى ابائه. 70 وكانت وفاته في السنة المئة والسادسة والاربعين فدفنه بنوه في قبور ابائهم بمودين وبكى عليه جميع اسرائيل بكاء شديدا.

تعالوا نشوف أحداث الإصحاح الثانى.

1*حتى 5*
1 في تلك الايام خرج من اورشليم متتيا بن يوحنا بن سمعان كاهن من بني يوياريب وسكن في مودين. 2 وكان له خمسة بنين يوحنا الملقب بكديس. 3 وسمعان المسمى بطسي. 4 ويهوذا الملقب بالمكابي. 5 والعازار الملقب باواران ويوناتان الملقب بافوس.
ومودين مدينة جنب مدينة اللد فى فلسطين ويهوذا المكابى هو الذى سيدور عليه سفر المكابيين , وكلمة مكابى معناها المطرقة , وهذا سيكون شعار فترة المكابيين بإستمرار , والحاجة اللطيفة أن كلمة مكبى وهى عبارة عن أربعة حروف وكل حرف من هذه الحروف هو بداية كلمة معينة باللغة العبرية : 1- م أو مى , 2- ك كاموخا , 3- ب باليم , 4- ي يهوه , ومعنى العبارة المذكورة بالعبرية( مى كاموخا باليم يهوه) هو من مثل الرب بين الآلهة أو من مثلك بين الأقوياء يا الله , مين اللى زى ربنا ؟ وهذه العبارة أصبحت شعار المكابيين وكانوا بيكتبوها على أعلامهم.

6*حتى 13*
6 ولما راى ما يصنع من المنكرات في يهوذا واورشليم. 7 قال ويل لي لم ولدت فانظر حطم شعبي وحطم المدينة المقدسة وامكث ههنا اراها مسلمة الى ايدي الاعداء. 8 وارى المقدس في ايدي الاجانب وهيكلها كرجل ذليل. 9 وقد اخذت انية مجدها في السبي وقتل اطفالها في الساحات وفتيانها بسيف العدو. 10 اية امة لم ترث ملكها ولم تسلب غنائمها. 11 جميع حلاها قد نزعت والتي كانت حرة صارت امة. 12 ها ان اقداسنا وبهاءنا ومجدنا قد دمرت ودنستها الامم. 13 فلم حياتنا بعد.
ومتتيا من اليهود المتدينين والمتمسكين بعلاقتهم بربنا وقد شعر أن حياته ليس لها معنى وكل هذا قد حدث وبيحدث فى يهوذا وفى المدينة المقدسة أو أورشليم من المنكرات وأصبحت وشعبها فى مذلة ومهانة .

14*و15*
14 ومزق متتيا وبنوه ثيابهم وتحزموا بالمسوح وناحوا مناحة شديدة. 15 وان الذين ارسلهم الملك ليجبروا الناس على الارتداد قدموا الى مدينة مودين ليذبحوا.
أبتدأوا فى بكاء وتحزموا بالمسوح يعنى أبتدأوا فى توبة شديدة جدا أبتدأوا يصرخون لربنا , والملك أرسل لمدينة مودين التى هى بلد متاتيا وأولاده رسلا لكى يجبروا الناس أن تذبح للأصنام.

16*حتى 18*
16 فاقبل عليهم كثيرين من اسرائيل واجتمع متتيا وبنوه. 17 فاجاب رسل الملك وكلموا متتيا قائلين انت رئيس في هذه المدينة شريف عظيم معزز بالبنين والاخوة. 18 فالان ابدا انت وتقدم لامضاء امر الملك كما فعلت الامم كلها ورجال يهوذا ومن بقي في اورشليم فتكون انت واهل بيتك من اصدقاء الملك وتكرم انت وبنوك بالذهب والفضة والهدايا الكثيرة.
وفى ناس كثيرين راحوا وذبحوا للأصنام , طبعا فى الأول حاول رسول الملك بالإغراء وأصعب حاجة إن الإنسان يواجه تيارين فى وقت واحد وهم تيار الإغراء أنه يعيش الخطية ويتمتع بحياته ويبقى معاه ومعاه ومعاه وفى المقابل فى تيار الألم والتعذيب والموت , ويطلقون على هذان التياران عبارة شقىّ الرحى , ولو الواحد أتفعص بينهم إغراء بيضغط عليه وفى نفس الوقت ألم وعذاب بيضغط عليه من الناحية التانية فالإنسان بيتفعص , وفى ناس كثيرة لا تستحمل هذه الضغطة فبتخور وتضعف وبتسلم , تعالوا نشوف ماذا فعل متتيا هذا الرجل العجوز ؟

19*حتى 22*
19 فاجاب متتيا بصوت عظيم وقال انه وان طاعت للملك كل الامم التي في دار ملكه وارتد كل احد عن دين ابائه ورضي باوامره. 20 فانا وبني واخوتي نسلك في عهد ابائنا. 21 فحاشا لنا ان نترك الشريعة والاحكام. 22 انا لن نسمع لكلام الملك فنحيد عن ديننا يمنة او يسرة.
قال متتيا بصوت عظيم يعنى بصوت عالى وظل وفيا تجاه عهده مع الله وأنه لن يحيد عن دينه ولا يمين ولا شمال .

23*حتى 26*
23 ولما فرغ من هذا الكلام اقبل رجل يهودي على عيون الجميع ليذبح على المذبح الذي في مودين على مقتضى امر الملك. 24 فلما راى متتيا ذلك غار وارتعش حقواه واستشاط غضبا وفاقا للشريعة فوثب عليه وقتله على المذبح. 25 وفي ذلك الوقت قتل ايضا رجل الملك الذي كان يجبر على الذبح وهدم المذبح. 26 وغار للشريعة كما فعل فنحاس بزمري بن سالو.وقتل واحد من المتملقين الذين يريدون أن يعيشوا حياتهم الذى تجرأ أمام عيون الجميع ليذبح وقتل أيضا رجل الملك وكلنا نعرف قصة فنحاس أبن أليعازر أبن هارون لما غار غيرة الرب فى سفر العدد 25: 6- 15 6وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل جَاءَ وَقَدَّمَ إِلى إِخْوَتِهِ المِدْيَانِيَّةَ أَمَامَ عَيْنَيْ مُوسَى وَأَعْيُنِ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل وَهُمْ بَاكُونَ لدَى بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. 7فَلمَّا رَأَى ذَلِكَ فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنُِ قَامَ مِنْ وَسَطِ الجَمَاعَةِ وَأَخَذَ رُمْحاً بِيَدِهِ 8وَدَخَل وَرَاءَ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ إِلى القُبَّةِ وَطَعَنَ كِليْهِمَا الرَّجُل الإِسْرَائِيلِيَّ وَالمَرْأَةَ فِي بَطْنِهَا. فَامْتَنَعَ الوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل. 9وَكَانَ الذِينَ مَاتُوا بِالوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلفاً. 10فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 11«فِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنُِ قَدْ رَدَّ سَخَطِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل بِكَوْنِهِ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ حَتَّى لمْ أُفْنِ بَنِي إِسْرَائِيل بِغَيْرَتِي. 12لِذَلِكَ قُل هَئَنَذَا أُعْطِيهِ مِيثَاقِي مِيثَاقَ السَّلامِ 13فَيَكُونُ لهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِيثَاقَ كَهَنُوتٍ أَبَدِيٍّ لأَجْلِ أَنَّهُ غَارَ لِلهِ وَكَفَّرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل». 14وَكَانَ اسْمُ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ الذِي قُتِل مَعَ المِدْيَانِيَّةِ زِمْرِيَ بْنَ سَالُو رَئِيسَ بَيْتِ أَبٍ مِنَ الشَّمْعُونِيِّينَ. 15وَاسْمُ المَرْأَةِ المِدْيَانِيَّةِ المَقْتُولةِ كُزْبِيَ بِنْتَ صُورٍ. هُوَ رَئِيسُ قَبَائِلِ بَيْتِ أَبٍ فِي مِدْيَانَ .
وقام متتيا بهدم المذبح (مذبح الأوثان) المعد للأصنام .
وقد يتسائل البعض أن ليه ربنا كان بيسمح بقتل الناس الأشرار كما فى حالة فينحاس أبن أليعازر أبن هارون ؟ الحقيقة لأن الخطية كانت قوية جدا ولم يكن هناك وسيلة للقضاء على الخطية إلا بقتل الخاطى , ولكن بعد مجىء السيد المسيح فهذا الوضع مش مطلوب , يعنى لو أنا دلوقتى عايز أغير غيرة للسيد المسيح مش حأقوم وأقتل واحد خاطى طيب ليه ؟ لأن الخطية بقت تتغلب بالسيد المسيح ومش بقتل الخاطى , والإنسان فى العهد القديم لم يكن عنده مقدرة لغلبة الخطية وعلشان كده ربنا من الأول أوصى شعب إسرائيل لما تدخل الأرض تبيد اللى حواليها لأن القضاء على الخطية مش حاييجى إلا بموت الخاطى , ولكن الآن القضاء على الخطية بييجى بدم السيد المسيح.

27*و28*
27 وصاح متتيا في المدينة بصوت عظيم قائلا كل من غار للشريعة وحافظ على العهد فليخرج ورائي. 28 وهرب هو وبنوه الى الجبال وتركوا كل ما لهم في المدينة. طبعا متتيا عارف أن الملك لما حايعرف أن رسوله أتقتل حاييجى بجيش جرّار فكان القرار الذى أتخذوه وهو أن من يربد أن يأتى ورائه فليأتى وهذا هو القرار الصعب الذى أخذه أنه سيتمسك بالشريعة وفى مقابل هذا سيترك كل ممتلكاته فى بلده التى أسمها مودين يعنى حايسيب كل غناه بالرغم من أن رسول الملك قال له أنت شريف عظيم , ولكنه ترك كل هذا وأبتدأ يهرب إلى الجبال , وكان من متتيا أنه فى المفاضلة أختار أن يترك كل غناه ومجده ,وأنه يتوه فى الجبال وفى البرارى والمغاير وشقوق الأرض لأنهم حايفضلوا مطاردين من الملك , وهم هؤلاء اللى قال عليهم بولس فى العبرانيين38وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ.
فى سبيل أنهم أتمسكوا بالعهد اللى بينهم وبين ربنا , والحقيقة السؤال اللى لازم نسأله هو فين متتيا منا نحن الآن؟ وحاتبتدى من هذه اللحظة ثورة المكابيين , وحاتبتدى على نظام حرب العصابات وسيختبأوا فى الجبال وفى المغاير وحايبتدوا يحاربوا أنتيخوس أبيفانيوس , وكيف أن ناس بسطاء مثلهم وعددهم قليل وحتى ممتلكاتهم تركوها يستطيعوا أن يحققوا نصر عظيم على هذا الجرثومة الشريرة اللى هو أذاق شعب إسرائيل مرارة الإضطهاد ومرارة الشقاء والذى قام بتخريب الهيكل وأورشليم , لكن هؤلاء الناس أحتملوا الإضطهاد من أجل محبتهم لربنا .

29*و30*
29 حينئذ نزل كثيرون الى البرية ممن يبتغون العدل والحكم. 30 ليسكنوا هناك هم وبنوهم ونساؤهم ومواشيهم لان الشرور كثرت عليهم.
أحنا قلنا أن اليهود أتقسموا إلى فرقتين 1- اليهود الأرثوذكس المستقيمين اللى هم (جماعة الحسيدين أو الأتقياء , وجماعة الآسينيين اللى هم النسّاك) , 2- اليهود اليونانيين أو المنافقين اللى حاولوا أنهم يتأقلموا بالحضارة اليونانية ويعيشوا حياة الأمم اللى حواليهم , فمجموعة كبيرة نزلت مع متتيا وتركوا ممتلكاتهم وتركوا المدن ونزلوا للبرية ووللصحراء وعاشوا تايهين فى الجبال وفى المغاير وفى شقوق الأرض وهم هؤلاء اللى قصدهم بولس الرسول فى الرسالة للعبرانيين وعاشوا من أجل الإيمان متغربين وعاشوا وهم مضطهدين وهربانين , وكلمة الشرور هنا مقصود بيها 1- إضطهاد أنتيخوس أبيفانيوس , 2- إغراءات الإباحية التى فى الحضارة اليونانية , فلما لقوا كده إعتزلوا وهربوا .

31*حتى 38*
31 فاخبر رجال الملك والجند الذين كانوا في اورشليم في مدينة داود بان رجالا من الناقضين لامر الملك قد نزلوا واختباوا في البرية فجرى كثيرون في اعقابهم. 32 فادركوهم وجيشوا حولهم وناصبوهم القتال في يوم السبت. 33 وقالوا لهم حسبكم ما فعلتم فاخرجوا وافعلوا كما امر الملك فتحيوا. 34 فقالوا لا نخرج ولا نفعل كما امر الملك لئلا ندنس يوم السبت. 35 فاثاروا عليهم القتال. 36 فلم يردوا عليهم ولا رموهم بحجر ولا سدوا مختباتهم. 37 قائلين لنمت جميعا في استقامتنا والسماء والارض شاهدتان لنا بانكم تهلكوننا ظلما. 38 فهجموا عليهم وقاتلوهم في السبت فهلكوا هم ونساؤهم وبنوهم ومواشيهم وكانوا الف نفس من الناس.
وكلمة جيّشوا حولهم يعنى ضربوا معسكرهم حواليهم وكما نرى قصد الملك أن جيشه يحارب فى يوم السبت لأنه عارف أن اليهود متدينين وحايتمسكوا بيوم السبت فكان أختبار بالنسبة لهم , وهل سيلتزموا بالوصية ويسكتوا ويتقتلوا , أو سيضطرون أن يحاربوا فى يوم السبت وبكده يبقى كسروا أمر إلههم أو شريعتهم , ووضعهم الملك تحت إغراء إنهم يعيشوا بحياة النجاسة ويعيشوا بحرية الوثنية والأممية ويكون ليهم حياة , أو انهم يتمسكوا بشريعة إلههم فيكون نصيبهم الموت , وكما قلت من قبل أن هاتان الحاجتين (الإغراء والألم) هما أخطر شىء الإنسان بينسحق لو وضع فى وسطهم, وهنا بنشوف حلاوة وروعة الإنسان اللى متمسك بوصية ربنا حتى وإن كان الأمر إلى موت , والناس دى فضّلوا الموت على أنهم يتنازلوا عن وصية ربنا وهى دى كانت عظمة جماعة اليهود الأتقياء اللى فعلا كان قلبهم مرتبط بربنا وبكلمة الله ولم يفعلوا ليهم أى حاجة فلا رموهم بحجر أو لم يدافعوا عن أنفسهم , ولا قاموا بسد مخابئهم علشان يحصّنوا نفسيهم ومرضيوش يعملوا أى حاجة يوم السبت , وقالوا لنمت جمعيا فى أستقامتنا أو أرثوذكسيتنا , والحقيقة هؤلاء الناس يوبخوننا فعلا وخصوصا فى هذه الأيام , ده دلوقتى الإنسان علشان يعيش ممكن يبيع كل حاجة وممكن يبيع ضميره وممكن يبيع مبادئه وممكن يبيع أخلاقه وممكن يبيع طهارته وممكن يبيع نفسه بدعوى أنه عايز يعيش , ولكن الناس دى قالت لنمت جمعيا فى أستقامتنا وأحنا متمسكين بكلمة الله , وهلكت ألف نفس وكان هؤلاء هم المجموعة الأولى اللى قدمت شهداء أو ربنا سمح بموتهم , وكما سنرى أن البطش وموت هذه المجموعة هى اللى كانت السبب فى تحرير الشعب بعد كده , وهم كانوا كذبيحة حية سفكت دمها من أجل محبتها لله وأنها تتمسك بكلمة الله وبالإيمان بالله (كشهداء ليبيا فى الوقت المعاصر) .

39*حتى 44*
39 واخبر متتيا واصحابه فناحوا عليهم نوحا شديدا. 40 وقال بعضهم لبعض ان فعلنا كلنا كما فعل اخوتنا ولم نقاتل الامم عن نفوسنا واحكامنا لم يلبثوا ان يبيدونا عن الارض. 41 واتمروا في ذلك اليوم قائلين كل رجل اتانا مقاتلا يوم السبت نقاتله ولا نموت جميعا كما مات اخوتنا في المختبئات. 42 حينئذ اجتمعت اليهم جماعة الحسيديين ذوي الباس في اسرائيل وكل من انتدب للشريعة. 43 وانضم اليهم جميع الذين فروا من الشر فازدادوا بهم تعزيزا. 44 والفوا جيشا واوقعوا بالخطاة في غضبهم وبرجال النفاق في حنقهم وفر الباقون الى الامم طالبين النجاة. وهنا سيقاتلوا فى يوم السبت من أجل شعب الله ومن أجل شريعة الله ولذلك أخذوا قرار أن لو هجموا عليهم فى يوم السبت سيقاتلوهم , والسؤال هنا طيب المجموعة الأولى ليه ماعملتش كده ؟ الحقيقة كانت لسة الفكرة أن هم ممنوعين من الحركة بحسب الوصية فى يوم السبت , ولكن متتيا كان هو الزعيم الذى أخذ أستنارة أن هو يأخذ القرار بالحرب فى يوم السبت وليس من أجل أنهم يعيشوا ولكن من أجل إبقاء شعب الله ومن إبقاء حكم الشريعة , لأنهم لو لقوا الحكاية كده فحايستغلوا السبت ويبيدوا شعب لله كله فى يوم السبت , والسؤال هنا ليه ربنا لم بتدخل ؟ لكن كما سنرى أنه سيتدخل , , وكلمة كل من أنتدب للشريعة يعنى كرّس نفسه لكلمة ربنا وهى تعبير لطيف جدا أن كل واحد تعهد أن هو يعيش بحسب كلمة ربنا , ومين هم الخطاة و المنافقين الذين أوقعوهم هنا ؟ هم جماعة اليهود اللى حاولوا أن يصبحوا زى الأمم , ففى الأول نظفوا أنفسهم من الداخل أنهم عزلوا الخبيث من البار , واللى عايزين يعيشوا زى الأمم تركوا مملكة إسرائيل وراحوا عاشوا وسط الأمم , تماما فى العصر الحالى الناس عايزة تتأمرك ويقلدوا الزناة والخطاة بحجة التقدم والتحضر وحتى الدين الآن أصبح مودرن ومطاط وعلى المزاج والحجج كثيرة ومنها محاولة أمركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأصيلة ومحو هويتها وإنشاء كنيسة أخرى على غرار كنائس الأمم والحجج واهية مع الأسف وطبعا طالبى التحضر والحياة على المزاج كانوا أول من هللوا وعددوا من المزايا ولذلك هؤلاء الناس المتمسكين بكلمة الله وماتوا بسببها يوبخوننا جميعا , وعلشان كده وتكون الأمور واضحة للكل فمن للرب يكون للرب ومن للعالم فيكون للعالم ولذلك عزلوا الخطاة من وسطهم وهو ده اللى نادى بيه الكتاب المقدس على لسان بولس الرسول فى العهد الجديد فى رسالة كورنثوس الأولى 5: 11- 13
11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.

45*حتى 47*45 ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح. 46 وختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا. 47 وتتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم.
والمذابح هنا المقصود بها التى بناها الملك من أجل تقديم الذبائح للأصنام , وختنوا كل من وجدوه فى إسرائيل لأن الختان كان رمز للعهد ما بين الإنسان وبين الله وكان أنتيخوس أبيفانيوس قد منع الختان وكما رأينا الأمهات اللى ختنوا أولادهن قتلهن وقام بتعليق أطفالهن فى رقابهن , وراح هنا متتيا بختن كل إنسان علشان يبقى شعب الله مقدس ويكون كل واحد موجود فى شعب الله ماسك فى العهد بينه وبين ربنا , وكلمة تشددوا لازم نفهم معناها , فبأستمرار ربنا لما كان بيظهر ليشوع أبن نون كان بيقول له تشدد وتشجع , والسؤال هنا ما هو الفرق بين تشدد وتشجع ؟ كلمة تشدد يعنى خذ قوة بداخلك فى الأول , وكلمة تشجع , تعنى أن الشجاعة دى حاجة خارجية , يعنى ما تقدرش تتشجع إلا إذا كنت من داخلك متشدد , وماتقدرش تظهر الشجاعة قدام الآخرين إلا إذا كنت أنت من جواك فعلا مليان بربنا , وعلشان كده اللى حرص عليه متتيا فى الأول أنه يقدس الشعب ويشدد الشعب من الداخل فى الأول علشان يستطيع بعد كده أنه يتشجع ويواجه العدو أو يواجه الحرب الآتية عليه , وكلمة ذو التجبر يعنى المتكبرين , ونجحوا فى عمل أيديهم لأنهم تشددوا من الداخل ولذلك نجحوا فى الخارج وهذا ما يرينا فى بعض الأحيان ليه الإنسان لما بيحاول يتجرأ ويظهر بعض الشجاعة الخارجية قدام الناس اللى ما بيعرفوش ربنا , ولكن هو مش متشدد من الداخل بيحصل له أنه بياخد على دماغه أكثر , فالموضوع مش جرأة ولا تهور ولا هو إندفاع ولا هو حماسة , لأن أنت ماتقدرش تواجه الخارج إلا إذا كان الداخل قوى , فالكنيسة لا تستطيع أن تواجه اللى بيضطهدوها من بره بشوية حماسة وبشوية كلام وبشوية مظاهر , ولكن لازم فى الأول الكنيسة تكون متشددة من الداخل أو من جواها وتكون عايشة السيد المسيح , فالإنسان يكون عايش السيد المسيح فعلا فى الأول حينئذ يستطيع أن يواجه اللى هم من خارج , ولكن لو حاول يواجه من خارج بشوية أعمال حماسية وبشوية تعصب من غير ما يكون متشدد من الداخل حايكون المصير صعب جدا .

48*
48 وانقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا.
والأمم اللى كانوا عايزين يدوسوا على كلمة ربنا ووصايا ربنا , ولذلك قال بولس الرسول أنهم قهروا ممالك بالإيمان , ولم يجعلوا للخاطىء قرنا يعنى المنافقين من شعب اليهود اللى أحبوا يصيروا كالأمم فى عاداتهم وفى سلوكياتهم وتصرفاتهم لم يعطوهم قوة (قرن) أنهم يظهروا فيهم وأنهم يدنسوهم وينجسوهم .

49* حتى 63*
49 وقاربت ايام متتيا ان يموت فقال لبنيه لقد اشتد التجبر والعقاب وزمان الانقلاب ووغر الحنق. 50 فالان ايها البنون غاروا للشريعة وابذلوا نفوسكم دون عهد ابائنا. 51 اذكروا اعمال ابائنا التي صنعوها في اجيالهم فتنالوا مجدا عظيما واسما مخلدا. 52 الم يكن ابرهيم في التجربة وجد مؤمنا فحسب له ذلك برا. 53 ويوسف في اوان ضيقه حفظ الوصية فصار سيدا على مصر. 54 وفنحاس ابونا غار غيرة فاخذ عهد كهنوت ابدي. 55 ويشوع اذ اتم ما امر به صار قاضيا في اسرائيل. 56 وكالب بشهادته في الجماعة نال ميراثا في الارض. 57 وداود برحمته ورث عرش الملك الى ابد الاباد. 58 وايليا بغيرته للشريعة رفع الى السماء. 59 وحننيا وعزريا وميشائيل بايمانهم خلصوا من اللهيب. 60 ودانيال باستقامته انقذ من افواه الاسود. 61 وهكذا اعتبروا في جيل فجيل ان جميع المتوكلين عليه لا يزلون. 62 ولا تخشوا من كلام الرجل الخاطئ لان مجده ياول الى قذر ودود. 63 اليوم يرتفع وغدا لا وجود له لانه يعود الى ترابه وتضمحل افكاره.
وكانت وصية متتيا قبل أن يموت لأولاده الخمسة أنهم يغيروا للشريعة وأن يجعلوا فى قلوبهم محبة تجاه كلمة ربنا حتى لو أضطريتوا أن تبذلوا نفوسكم أو تسلموا أنفسكم للموت لكن لا تتنازلوا عن عهد الآباء , وأبتدأ يفكرهم بالآباء الأولين الذين تمسكوا بالإيمان بكلمة ربنا , فإبراهيم بالرغم من الضيقة ومن الإمتحان الصعب الذى دخل فيه لكن ظل مؤمنا بالله (آمن إبراهيم بالله فحسب له برا) ويوسف لما رفض أن يزنى ,و فنحاس , ويشوع , أو الناس التى تمسكت بكلمة ربنا كيف أن ربنا تمجد معها وأعطاها أسما مخلدا , وكالب وداود وإيليا , يعنى إزاى كل واحد تمسّك بوصية ربنا وربنا أتمجد معاه فى حياته , وحننيا وعزاريا وميشائيل , ودانيال اللى ظل يغير إلى إلهه ومتمسك بإلهه ولم يطلب من أحد غير إلهه , ويأتى تعبير لطيف جدا وهو ان جميع المتوكلين عليه لا يزلون. يعنى كل اللى وضعوا إتكالهم على ربنا وصدق وأمانة ربنا وصلاح ربنا مش ممكن أبدا يزلوا , ولم يخافوا من كلام الخطاة , وأن هؤلاء الخطاة اللى بيهددوكوا فالمجد والقوة اللى فيهم تنتهى إلى قذر أو وساخة ونجاسة ودود يعنى موت , وقال على أنتيخوس أبيفانيوس صحيح اليوم أنه مرتفع لكن بكره لن يكون له وجود هو وكل من أضطهد شعب الله.

64* حتى 70*
64 فانتم ايها البنون تشددوا وكونوا رجالا في الشريعة فانكم بها ستمجدون. 65 وهوذا سمعان اخوكم اني اعلم انه رجل مشورة فاسمعوا منه كل الايام وليكن لكم ابا. 66 ويهوذا المكابي الشديد الباس منذ صباه هو يكون لكم رئيس الجيش ويتولى قتال الشعوب. 67 واجمعوا اليكم جميع العاملين بالشريعة وانتقموا لشعبكم انتقاما. 68 كافئوا الامم مكافاة وواظبوا على وصايا الشريعة. 69 ثم باركهم وانضم الى ابائه. 70 وكانت وفاته في السنة المئة والسادسة والاربعين فدفنه بنوه في قبور ابائهم بمودين وبكى عليه جميع اسرائيل بكاء شديدا.
تعبير جمبل جدا كلمة رجال فى الشريعة وربنا عايز كل واحد يكون رجل فى كلمته وكلمة رجل يعنى متزن بكلمته فى العهد ومتحمل للمسئولية ويسلك بجدية مش بإلتواء ولا بتكاسل ولا بتراخى , وسمعان هو الأبن الكبير , فبعد أن أوصى أولاده وأوصى الشعب قال لهم أجعلوا سمعان للمشورة وللخبرة وللتعليم ويكون فى وسطكم كأب , وأبنه الآخر يهوذا المكابى وكلمة مكابى كما قلت معناها مطرقة , وقال لهم أفضلوا متمسكين بكلمة ربنا , ومات متتيا فى سنة 146 من تاريخ الإمبراطورية اليونانية التى تساوى سنة 166 قبل الميلاد .
كان متتيا هو الذى حرك الثورة فى بدايتها ضد أنتيخوس أبيفانوس الملك السلوقى الذى أثار الإضطهاد بشناعة ضد شعب إسرائيل وأبتدأ يحمل الجهاد من بعده أبنه يهوذا المكابى وعلشان كده أطلق على هذه الفترة فترة المكابيين , ماذا سيفعل يهوذا المكابى هو ده اللى حانعرفه فى باقى سفر المكابيين .

والى اللقاء مع الأصحاح الثالث راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.


 
قديم 17 - 08 - 2015, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 9004 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل الخمسة =ستة؟ [مُشكلات كتابية]



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




-أرسل لى أحدهم فديو مُضحك لأحد الأشخاص يقول إن الخمسة فى الكتاب المقدس تساوى ستة,وهذا خطأ فى الكتاب المقدس,وقد تسبب
فى إن أحدهم قد ترك المسيحية.فما كان منى سوى ضحكة ساخرة .لإن هذه الشُبهة بعينها كانت سبب لـ[تنصير]إحدى الأخوات ,والكلام مش بفلوس...


-على كل حال يقول هذا الظريف إنه فى [سفر أخبار أيام الأول3:25]قد ورد[مِنْ يَدُوثُونَ بَنُو يَدُوثُونَ: جَدَلْيَا وَصَرِي وَيِشْعِيَا وَحَشَبْيَا وَمَتَّثْيَا, سِتَّةٌ. تَحْتَ يَدِ أَبِيهِمْ يَدُوثُونَ الْمُتَنَبِّئِ بِالْعُودِ لأَجْلِ الْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ].فحسب هذا النص ف بنى يدوثون المذكورين هُم خمسة,ولكن الكتاب قال إنهم ستة.


-وقبل الرد أطالب آى مُشكك يستخرج لى من هذا النص ما يقول إنه يتحدث عن ستة أفراد.فالنص أورد أسماء الخمسة أولاد ثم قال[ستة]ولم يقول إن ستة هذا يعود على أبناء[يدوثون],بل هو يقصد إن هُناك شخص سادس من أبناء[يدوثون]لم يرد ذكره,فلم يقصد السفر نهائى ان يحصى عدد ابناء [يدوثون].


-والدليل إن الكتاب لم يحصى عددأبناء كل من[آساف,وهيمان ]


{مِنْ بَنِي آسَافَ: زَكُّورُ وَيُوسُفُ وَنَثَنْيَا وَأَشَرْئِيلَةُ. بَنُو آسَافَ تَحْتَ يَدِ آسَافَ الْمُتَنَبِّئِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ}


{جَمِيعُ هَؤُلاَءِ بَنُو هَيْمَانَ رَائِي الْمَلِكِ بِكَلاَمِ اللَّهِ لِرَفْعِ الْقَرْنِ. وَرَزَقَ الرَّبُّ هَيْمَانَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ابْناً وَثَلاَثَ بَنَاتٍ. 6كُلُّ هَؤُلاَءِ تَحْتَ يَدِ أَبِيهِمْ لأَجْلِ غِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ لِخِدْمَةِ بَيْتِ اللَّهِ. تَحْتَ يَدِ الْمَلِكِ وَآسَافَ وَيَدُوثُونَ وَهَيْمَانَ}


-فإن كان الكتاب يتحدث عن إن داود قد أفرز ثلاثة للخدمة وهُم[بنى اساف,وهيمان,ويدوثون][1],ولم يُحصى عدد أبناء اساف ولا عدد ابناء هيمان[!]فلماذا يستثنى عن هؤلاء[يدوثون] ويُحصى عدد ابنائه بالتحديد؟,إذاً حينما يذكر الكتاب أسماء [بنى يدوثون]بالإسم ثم يقول ستة,فهو لم يقصد جمع وعد الابناء,بل يقصد إن بعد هؤلاء يوجد اسم سادس,وهو[يشمعى]الذى لم يرد ذكره لانه لم يكن قد تعدى العشرين سنة.وهذا ما سنكتشفه بعد قليل. -وإن توقفنا هُنا وعند هذا الحد نكون قد أنهينا على الشُبهة ولكن سنكمل


-فلم يقول الكتاب المقدس إن الخمسة هُم ستة,ولم يخطئ فى العِد,فحينما يقول [سفر اخبار الايام]إن هم ستة فهو يقصد بنو يدوثون وابناءه,ولكن هو فقط ذكر خمسة من هؤلاء الابناء,ولم يذكر السادس,لان حسب الفكر اليهودى لا يُعد اى شخص تحت سنة العشرين عام.


-وهذا الأمر قاعدة عامة فى الكتاب المقدس علينا أن نتعرف عليها وهيا إن من هو أكبر من عشرين سنة يُعد,وما هو أقل من ذلك لا يُعد,والدليل على ذلك من الكتاب المقدس وهو ما جاء فى


[خروج14:30][ كُلُّ مَنِ اجْتَازَ إِلَى الْمَعْدُودِينَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا يُعْطِي تَقْدِمَةً لِلرَّبّ]


[عدد3:!] [مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا، كُلَّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ. تَحْسُبُهُمْ أَنْتَ وَهَارُونُ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ.]


[اخبار الايام الاول23:27][وَلَمْ يَأْخُذْ دَاوُدُ عَدَدَهُمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا دُونَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ إِنَّهُ يُكَثِّرُ إِسْرَائِيلَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ.]


-إذا أولا[يدوثون]عددهم ستة أبناء,ولكن الكتاب ذكر أسماء الخمسة البالغيين السن القانونى,وهُم:
1\جَدَلْيَا

2\وصَرِي وَ

3\ويِشْعِيَا

4\وَحَشَبْيَا

5\وَمَتَّثْيَا


-وهذا الإبن السادس هو[شمعى]من ورد ذكره فى نفس الإصحاح العدد(17).فإن نظرنا إلى الأسماء التى وقعت عليها القرعة سنجد إن ابناء[اساف,وهيمان]مكتملين الأسماء,وسنجد فى هذه الأسماء إسم زيادة لم يذكر فى تعدادا ابناء اساف فى العدد2:


[مِنْ بَنِي آسَافَ: زَكُّورُ وَيُوسُفُ وَنَثَنْيَا وَأَشَرْئِيلَةُ. بَنُو آسَافَ تَحْتَ يَدِ آسَافَ الْمُتَنَبِّئِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ]


ولم يرد ذكره فى تعداد بنى هيمان(5)
[هَيْمَانَ: بُقِّيَّا وَمَتَّنْيَا وَعُزِّيئِيلُ وَشَبُوئِيلُ وَيَرِيمُوثُ وَحَنَنْيَا وَحَنَانِي وَإِيلِيآثَةُ وَجِدَّلْتِي وَرُومَمْتِي عَزَرُ وَيُشْبَقَاشَةُ وَمَلُوثِي وَهُوثِيرُ وَمَحْزِيُوثُ]


-وإذا وضعنا العدد رقم(3)والعدد رقم(17)مقابل بعضهم سنكتشف إنه لا تناقض ولا تخريف إلا فى عقول من يؤمنون إن إلههم قد خلق السماء فى ستة ايام ثم يعود فى كلامه ويقول انه تم خلقها فى ثمان ايام؟؟


-لنضع العدادان مقابل بعضهم وننظر:
{مِنْ يَدُوثُونَ بَنُو يَدُوثُونَ: جَدَلْيَا وَصَرِي وَيِشْعِيَا وَحَشَبْيَا وَمَتَّثْيَا, سِتَّةٌ. تَحْتَ يَدِ أَبِيهِمْ يَدُوثُونَ الْمُتَنَبِّئِ بِالْعُودِ لأَجْلِ الْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ}

لْعَاشِرَةُ لِشَمْعِي. بَنُوهُ وَإِخْوَتُهُ اثْنَا عَشَرَ}
-فيكون قصد الكتاب المقدس هو كالتالى إن أبناء يدوثون هُم:
1\جَدَلْيَا
2\وصَرِي وَ
3\ويِشْعِيَا
4\وَحَشَبْيَا
5\وَمَتَّثْيَا,
6\ستة؟




-والملخص :
1\ إن الكتاب المقدس قد سرد اسماء خمسة اشخاص ثم قال ستة ,ففهم المُشكك إن لفظ[ستة]يُقصد به الأسماء السابقة,وهذا خطأوقع فيه المُشكك,لإن الكتاب المقدس لم يشاء عد وجمع اسماء الابناء هُنا.


2\حينما قال الكتاب [ستة]فهو لم يقصد عد وجمع الأسماء السابقة,بل يقصد إن هُناك إبن لم يُذكر إسمه


3\لم يذكر إسمه لإنه لم يتعد العشرين عام,وحسب الفكر اليهودى لايتم عد اى شخص دون العشرين عام.




 
قديم 17 - 08 - 2015, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 9005 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل العدد الذي يقول كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِينفي الخطية الاصلية؟
أرميا 31: 30
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Holy_bible_1

الشبهة

أحد النصوص التي تنفى توارث الخطيئة الأزلية من كتابكم: قال الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30

الرد


سبب الشبهة هو عدم فهم المشكك لما نؤمن به عن دخول الخطية الى العالم
وفي البداية ارجوا الرجوع الى ملف
الخطية الأصلية

وكما وضحت باختصار لقب الخطية الاصلية أو توارث الخطية هو قد يكون غير دقيق لانه قد يساء فهمه من البعض ولهذا هو غير مكتوب في الانجيل ولكن التعبير الكتابي دقيق جدا عندما قال في
رومية 5: 12
كانما بانسان واحد دخلت الخطيه الي العالم وبالخطيه الموت وهكذا اجتاز الموت الي جميع الناس واذا اخطأ الجميع
فيتكلم الكتاب عن دخول الخطيه الي العالم وبالخطيه الموت واخطأ الجميع اذا المقصود بالخطيه الاصليه ليس الاكل من الشجره فقط ولكن دخول طبيعة الخطيه في البشريه نتيجة خطية ادم واقدر ان اطلق عليها دخول طبيعة الخطيه
فنحن لم نرث خطية الاكل من الشجره في حد ذاتها ولا عقابها ولكن ورثنا نتائجها واول نتيجه للخطيه هو الموت واصبح الكل يموت كما نري امام اعيينا وهو بسبب فساد الطبيعه البشريه.
باكلهم فسدت البشريه في جسدهم الذي هو اصل كل البشريه مثل العجين الذي دخل عليه خميرة فاسدة ففسد الكل وما يؤخذ منه كخميرة للتالي.
فالله خلق ادم وحواء نفسا طاهره لا تشتهي الشر وطبيعه نقيه تعاين الله وشهوته الوحيده ان يكون مع الله ولا يوجد شهوة للجسد بل يفعل كل شئ بالطبيعه الخيره النقيه وكان متوسط في افعاله بمعني انه لم تكن الروح تشتهي ضد الجسد ولا الجسد يشتهي ضد الروح فلهذا لم يكن يميل الي الجسديات اي الحيوانيات او الطبيعه الشهوانيه الحيوانيه ولم يكن منطلقا في الروحانيات فقط وهو كان حر تماما في ان يتبع الله وله الحق ان يختار ولكنه لطبيعته الخيره يختار الله
ولكن بخطية ادم دخل شئ جديد هو معرفة الشر واشتهاؤه فاختل هذا الميزان فاصبح يشتهي الطبيعه الحيوانيه وبدا عذابه في محاربة الروح ضد الجسد ونحن ورثنا من ادم ان طبيعتنا روح ونفس وجسد والعلاقه بينهما ومن هذا ورثنا ايضا الصراع بين الروح والجسد الذي نشا من خطية ادم ودخول طبيعة الخطيه والفساد والشهوه الشريره
اما العقوبه فانا لا اعاقب علي الاكل ولكن اعاقب علي خطاياي الشخصيه التي نتجت عن حملي لطبيعة الفساد من ادم والصراع الداخلي بين الروح والجسد فان اشتهيت الشر اعاقب عليه ولهذا فنحن نقدم توبه عن خطايانا وليس عن خطية ادم ولا نري اي انسان في صلاته يقول يارب اغفر لي اكلي من شجره معرفة الخير والشر ولكن يتوب عن خطيته ويطلب المغفره عن خطيته الشخصيه
والفرق بين وراثة الخطيه والعقوبه هو الفرق بين علاج المريض وعقاب المجرم وقد يبدي هذا الكلام بعيد بعض الشئ ولكن المريض الذي يحمل مرض وراثي مثل الضغط او السكر وغيره يعالج فهو حمل هذا المرض من ابويه ولكن هو الذي يسعي الي العلاج فان اهمل جسده يكون مسؤال عن النتائج ولكن ان اتبع اساليب العلاج يكون امينا من ناحية جسده
اما المجرم فلا يعاقب علي خطية ابوه مثل السرقه ولكنه يعاقب لو سرق شخصيا . قد يتاثر بانه افتقر بسبب سرقة ابوه وعقاب ابوه فاصبحت الاسره فقيره بسبب خطية الاب فهو ورث نتائج ولم يرث السرقه . ولكن هذا الابن قد يكون صالح ويكون مرضي او بسبب فقر الاسره يسرق هو ايضا فيعاقب علي سرقته رغم ان ظروف الاسره دفعته الي حد ما الي السرقه.
فنحن كنا في صلب ادم حينما اخطأ وهذا التعبير الذي استخدمه الانجيل في وصف افضلية كهنوت ملكي صادق عن كهنوت المسيح بان هارون كان في صلب ابراهيم ( عبرانيين 7 )
الخطيه هي تشبه المرض وهذا ما قاله رب المجد
إنجيل مرقس 2: 17

فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَيَحْتَاجُالأَصِحَّاءُإِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِلأَدْعُوَأَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَىالتَّوْبَةِ».
وننظر الي سقوط ادم والبشريه معه تحت مرض العصيان فقد مرضت البشريه بدخول طبيعة الخطيه واصبحنا كلنا نحتاج الي الطبيب وهو الرب والسبب الاساسي في المرض هو ادم وانتشرت منه الطبيعه المريضه لكل البشريه واصبح ذهننا مريض يشتهي الشر وفقدان النعمة الإلهية اظلم ذهن الإنسان الأول، فمرضت كل طبيعته، وبالتالي تم توريث هذه الطبيعة لنسله من بعده. وهذا ما نفهم به معنى وراثة الخطيه.

فادم يعاقب علي خطيته الشخصيه ونحن فنعاقب علي خطايانا الشخصية ولكن خطية ادم الأولى نتائجها اصبحنا نعرف الشر ولذلك تعبير اننا ورثنا خطية ادم صحيح ولكن غير دقيق وتعبير الخطيه الاصليه قد يكون غير دقيق ولكن التعبير الكتابي وهو دخول الخطيه ادق
بمعصية آدم مرضت الطبيعة البشرية وتورثت هكذا للبشرية من بعد آدم. أي أن الطبيعة البشرية بسبب خطية آدم سقطت صريعة للمرض. فهذه الطبيعة المريضة هي ما أورثه آدم لنسله من بعده، ذلك لأن الطبيعة هي التي تُورَّث، وليس الخطية التي هي فِعْل نتيجة الإرادة الشخصية للمخطئ، وهو وحده المسئول عنها فهي لا تُورَّث. وهذا ما دفع الله إلى إرساله ابنه الوحيد لكي يُخلِّص ويشفي الطبيعة البشرية التي هلكت.
ولولا نعمة المسيح لما كان من العدل ان نرث هذه الطبيعة ولا كان من العدل ان يخلق ادم في الجنه ونولد نحن في الارض ولكن من عدل الله ورحمته ايضا ان سمح بذلك وهو اعد لنا نعمه اعظم بكير في تعويضها عن خسارتنا بسبب طبيعة الخطية فالخطية طردتنا من الجنه الارضية الي ارض الاتعاب ونعمة المسيح رفعتنا من ارض الاتعاب الي ملكوت المسيح الذي بمقارنته الجنه الارضيه لا تساوي شيئا
فنعم هو من العدل والرحمه اني ورثت طبيعة خطية ادم ليحق لي ان انال نعمة المسيح التي هي اعظم بكثير من جنة ادم.

الشرح التفصيلي الموجود في
رسالة رومية 5
8 وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.
9 فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!

10 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!

11 وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.

12 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا
بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.
13 فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ.

14 لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي.
15 وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ!
16 وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ.

17 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ
بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!
18 فَإِذًا كَمَا
بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.
19 لأَنَّهُ كَمَا
بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا.
ولا اعتقد يوجد توضيح وتفصيل اكثر من ذلك
ونري بوضوح اننا كانا حملنا الطبيعه الفاسده التي بسببها اخطئنا واعوزنا مجد الله فالعلاج الوحيد هو المسيح الذي اعطانا الفداء وحمل خطايانا فهو المضاد ضد الخميره العتيقه بصلبه
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 6

عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَاالْعَتِيقَقَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ،كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ.
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 7

إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَالْعَتِيقَةَ،لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْفَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا

ونلبس المسيح
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 27

لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْلَبِسْتُمُالْمَسِيحَ:
وبالطبع أساسا مع قبول المسيح ربا وفاديا ومخلصا ايضا حياة التوبة
إنجيل متى 3: 8

فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُبِالتَّوْبَةِ.
فمع الانسان يقبل المسيح فادي وبدم المسيح يكفر عن كل خطاياه أيضا يحتاج أن يتوب عن خطاياه الشخصية
إنجيل لوقا 24: 47

وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِبِالتَّوْبَةِوَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.

فالعدد الذي استشهد به العدد هو يتكلم عن عدم عقاب الأبناء على خطية اباؤهم
سفرإرميا 31: 30
بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.
الكلام هنا عن ان الذي يخطئ يدفع ثمن خطيته الا لو تاب وهذا امر واضح في الكتاب المقدس الذي يخطئ يجب ان يتوب عن خطيته والرب يغفر له خطيته والذي لا يوب يجني ثمرة خطيته.
فيوجد مغفرة لمن يتوب ولكن ثمن خطيته وهو كفارة خطيته يدفعها السيد المسيح لان اجرة الخطية موت ولهذا المسيح مات عنا. وسبب انه يخطئ هو دخول طبيعة الشر ومعرفة الشر بخطية ادم ومنه ملكت الخطية ودخل الموت كما شرح معلمنا بولس وقدمته سابقا

فلا يوجد مسيحي واحد يقول بان الابن يحمل ذنب الخطايا الشخصية لأبوه ولكن من يخطئ يعاقب كما قلت سابقا وما ذكره العهد القديم انما هو توضيح ان لا يعاقب ابن علي خطية ابوه فهذا غير حقيقي الرب يجازي الانسان الشرير علي خطاياه والمدينه الشريره علي كثرة خطاياها ولكن الذي يرجع ويتوب الرب يغفر له وينقل عنه الخطية ولا يميته ولكن اجرة الخطية دفعها المسيح بدمه وهذا أيضا على مستوى الجماعات ونينوه عندما تابت لم تدمر ولكن عماليق وغيرهم من الشعوب الذين لم يتوبوا واستمروا في خطاياهم وارادوا نشرها اكثر كانتشار السرطان عاقبهم الرب بعد ان ترك لهم زمان توبه وكثير من ملوك اسرائيل كانوا اشرار مثل رحبعام ومنسي وعوقبوا ولكن بعضهم كان ابناؤهم ابرار مثل يواش ويهوشفاط وغيرهم ولم يعاقب احدهم علي خطية ابوه ولكن يتعامل الله مع كل انسان ولكن ان عم الفساد مكان فالكل يعاقب مثل سدوم وعموره فارجوا ان يدرك المشككين خطؤهم في الاستشهاد بالاعداد التي تؤكد ان الانسان لا يعاقب علي خطية ابيه ولكن يعقاب على خطاياه ويحتاج ان يتوب لكي يغفر له الرب يسوع المسيح وأيضا يكفر عن خطيته فلا يموت وينفصل للابد عن الله بسبب خطيته.
فنحن لم نموت ابديا امام الله بسبب اكل ادم من الشجره ولكن جنينا ثمار خطيته وحملنا طبيعة الخطيه واصبحنا نشتي الشر وكل واحد امام الله يعاقب علي خطيته الشخصيه التي لم يتوب عنها والمسيح اتي ليحمل خطايانا جميعا ويكفر عنها فمن يقبل خلاصه بالايمان بما فه توبة وقداسة لا يدان علي خطيه ولكن من يرفضه يدان
إنجيل يوحنا 3: 18

اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِلاَيُدَانُ،وَالَّذِيلاَيُؤْمِنُ قَدْدِينَ،لأَنَّهُلَمْ يُؤْمِنْبِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.


والمجد لله دائما
 
قديم 17 - 08 - 2015, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 9006 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل أمر المسيح بأخذ عصا أم منع اخذ عصا ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إرسالية التلاميذ للكرازة بالملكوت ( مت 10 : 5 - 15 ،مر6 : 7 - 13 ، لو 9 : 1 - 6 )

أولاً :
الآيات التي زعموا أن بها تناقض و توضيح فكرتهم


Mat 10:9 لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم
Mat 10:10 ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا لأن الفاعل مستحق طعامه.

Luk 9:3 وقال لهم: «لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان.


Mar 6:8 وأوصاهم أن لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة.
نلاحظ من انجيلي معلمنا متى ومعلمنا لوقا ان الرب يسوع المسيح منعهم من اخذ عصا معهم في اثناء بشارتهم ولكن نلاحط ايضاً في انجيل معلمنا مرقس ان الرب يسوع المسيح اتاح لهم ان يأخذوا عصا ، فهل هذا تناقض ؟


بالتأكيد لا يوجد تناقض البتة ولا حتى شبهة تناقض فمن يقرأ بعقل صافي وواعي سيدرك كيف ان الرب يقول هذا وذاك ولا تناقض ايضاً ...

ثانياً : تحليل الآيات وشرح القصة كاملة

في البداية اقول ان الرب يسوع المسيح قد منعهم من أخذ عصا وايضا قد اتاح لهم اخذ عصا ، فالآيات لا تتحدث عن عصا واحدة بل إثنين وهذا واضح من ذِكر الكتاب المقدس للإسم بدون التعريف بـ ( الـ ) فقال " عصا " ولم يقل " العصا " ، فهناك عصاتين في الآيات ، واحدة منعهم الرب من أخذها ( متى ، لوقا ) والأخرى اتاح لهم أن يأخذوها ( مرقس ) ، العصا التي أتاح لهم ان يأخذوها ( مرقس ) هى العصاة التي كانت مع جميعهم بالفعل وهى التي يستخدمها جميع الناس في ذلك الحين في الطريق حيث كانت الطرق غير ممُهدة وطويلة بالنسبة للسير على الأقدام وهى نفسها من يستخدموهنا لحمل عليها الأشياء على اكتافهم لثقل الأوزان وايضاً كانت تستخدم للدفاع عن النفس ضد الحيوانات المفترسة نظراً لان الطرق كانت طويلة ومهجورة في بعض الأحيان او للترهيب عند خوفهم من اللصوص ، أما العصاة التي منعهم ان يأخذوها هى العصاة التي للدفاع عن النفس ضد المعترضين او المقاومين الغير قابلين لكلمة الله خصوصا وان المسيح هنا يدعوهمالى الذهاب لكل العالم ليكرزوا بإسمه ولهذا قال لهم :

Mat 10:12 وحين تدخلون البيت سلموا عليه
Mat 10:13 فإن كان البيت مستحقا فليأت سلامكم عليه ولكن إن لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم إليكم.
Mat 10:14 ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت أو من تلك المدينة وانفضوا غبار أرجلكم.
Mat 10:15 الحق أقول لكم: ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالا مما لتلك المدينة.
Mat 10:16 «ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام.
Mat 10:17 ولكن احذروا من الناس لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم.

وأيضاً :
Luk 9:5 وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار أيضا عن أرجلكم شهادة عليهم».

وأيضاً :
Mar 6:11 وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت أرجلكم شهادة عليهم. الحق أقول لكم: ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالا مما لتلك المدينة».
اذن فالخلاصة الى الآن ان الرب يسوع المسيح طلب منهم ان يحملوا عصا للسير وهى بالفعل معهم ومنعهم ان يأخذوا عصا أخرى للدفاع عن النفس او المحاربة ... كما اوضحنا سابقاً



ثالثا : الدليل الكتابي على ان هناك عصاتين وليس عصا واحدة فقط سنعتمد في هذا الجزء على التحليل الداخلي للآيات المقدسة ..بحيث اننا سنضع جدول فيه الأشياء التى منعها الرب يسوع :


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نلاحظ من الجدول السابق ان قائمة الممنوعات هى ( الذهب ، الفضة ، النحاس ، الزاد ، الثوبين ، الاحذية ، الخبز ، العصا ) اي انهم 8 اشياء ممنوعة ونلاحظ ان الذهب لس له دور في الكرازة وكذلك الفضة والنحاس ( الاموال ) بل على العكس تماما هذه الأشياء تفسد كل شيء ( راجع : 1تي 6 : 10 ) واما الزاد والثوبين والأحذية والخبز فجميعهم أتوا في صيغ الجمع وليس المفرد وهو ما يعبر عن ان الرب منعهم من ان يأخذوا اكثر من حاجتهم ( راجع : مت 6 : 25 ، 31 ، 34 ) ، وعليه فجاء ذِكر العصا في قائمة الممنوعات لكي لا يتسخدمونها في الدفاع عن النفس او الهجوم او او .... إلخ و لهذا قال الرب يسوع المسيح صراحة بعد كل هذه الممنوعات " لأن الفاعل مستحق طعامه " ( مت 10 : 10 ) اي فيما معناه انكم لا تهتمون بأي شيء من هذه الامور الا كلامي وحده وايصاله للعالم كله وكل شيء ماعدا هذا سأعطيه انا لكم فأنتم الفعلة ( راجع : مت 9 : 37 )



رابعاً : الدليل التاريخي


For which reason they carry nothing with them when they travel into remote parts, though still they take their weapons with them, for fear of thieves. Accordingly there is, in every city where they live, one appointed particularly to take care of strangers, and to provide garments and other necessaries for them.

Josephus, F., & Whiston, W. (1996, c1987). The works of Josephus : Complete and unabridged. Includes index. (Wars 2.125). Peabody: Hendrickson.




When Critics Ask

PROBLEM:
In Matthew, Jesus seems to say that the disciples should not take a staff, but in Mark it appears that He allows them to have one.

SOLUTION: A closer examination reveals that the account in Mark ( 6:8 ) declares that the disciples are to take nothing except a staff, which a traveler would normally have. Whereas the account in Matthew states that they are not to acquire another staff. There is no di***epancy between these texts. Mark’s account is saying that they may take the staff that they have, while Matthew is saying that they should not take an extra staff or tunic. The text reads “Provide neither … two tunics, nor sandals, nor staffs” (plural: vv. 9–10 ). It does not say that they should not take a staff (singular). So there is no contradiction.



 
قديم 18 - 08 - 2015, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 9007 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هٰذَا ٱلْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ»
(لوقا 22: 15)
بالرغم من معرفة يسوع بحكم الموت الذي صدر عليه، فقد شاء أن يأكل الفصح في أورشليم قاتلة الأنبياء. وفيما هو في بيت عنيا أرسل بطرس ويوحنا الى المدينة المقدسة لإعداد لوازم العشاء الاحتفالي، وتسهيلاً لهما أوصاهما بأن يدخلا من بوابة الينبوع، قائلاً ستلاقيان إنساناً حاملا جرة ماء على كتفه فاتبعاه. وحيثما يدخل قولا لرب البيت ان المعلم يقول لك أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟
* *
وبالفعل ما أن دخلا المدينة حتى شاهدا حامل الجرة فتبعاه ولما كلماه عن مهمتهما اقتادهما حالا الى بيت والد يوحنا مرقس، فاصعدهما رب البيت الى علية في منزله. وبعد اجراء الترتيبات داخل العلية، ذهب التلميذان لشراء الحمل والفطير والأعشاب المرة، وغير ذلك من لوازم الفصح. وبعد شراء هذه الأشياء عاد بطرس ويوحنا الى العلية وأعدا كل شيء. وفيما هما يجريان اللمسات الأخيرة سمع وقع أقدام يسوع وبقية الرسل وهم يصعدون الدرج. ودخل السيد وصحبه العلية واتكأوا بانتظار أن يقدم الطعام. وفي تلك الجلسة التاريخية كان السيد يفكر في أمور كثيرة، ولعل أهمها الحال التي صار اليها تلميذه يهوذا الإسخريوطي. فقد كان يسوع يحبه بالرغم من مساوئه الكثيرة.
* *
كان هذا التلميذ خبيرا في الشؤون المالية فولته الجماعة أمر الإشراف على الصندوق. وقد برهنت الأحداث ان التصاقه بيسوع كان التصاقاً نفعياً. ولعله اعتقد كالكثيرين من اليهود بأن المسيا سيملك على الأرض، وأن صحبته لا بد أن توصله الى الثراء. ويبدو أن يوحنا كان عارفا بدخيلة نفسه الجشعة ولهذا نعته بكلمة لص. ولعل بطرس كان يعنيه حين سأل يسوع: كم مرة يخطئ اليّ وأنا أسامحه هل الى سبع مرات؟
ومع أن يسوع غفر له كثيراً فقد وصل به الجحود الى الكيد له وبيعه الى أعدائه بثمن عبد.
* *
صحيح ان يسوع كان سيلاقي مصيره سواء كان مسلمه يهوذا أم شقياً آخر. ولكن حّز في نفسه أن يكون مسلمه واحداً من خاصته الذين أحبهم. قدم الطعام، وفيما هم يأكلون قال الرب بأسى الحق الحق ان واحداً منكم يسلمني. فتململ التلاميذ وبدأ كل واحد منهم يرفع يده سائلاً:
من هو يا رب؟
هل أنا؟
ويندهش سمعان بطرس من النبأ ولكنه لم يجسر على سؤال يسوع:
من هو الذي سيسلمه؟
فأومأ الى يوحنا متوسلا أن يسأله من هو هذا الشقي الجاني.
فسأله يوحنا همسا:
يا سيدي من هو؟
فأجاب السيد:
الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه. في هذه اللحظة، اضطرب يهوذا ظنا ان أمر خيانته قد اكتشف. ولكنه لم يلبث أن سيطر على نفسه وسأل:
هل أنا يا سيدي؟
فأخذ يسوع اللقمة وغمسها في الصفحة وقدمها له قائلا :
«ما أنت تفعله فافعله بأوفر سرعة».
فخرج الخائن حالا في دجى الليل، وسار تواً الى دار رئيس الكهنة لوضع المخطط لتسليم يسوع.
* *
«شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّم»
(لوقا 22: 15)،
قال يسوع. لأني أقول لكم اني لا آكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله. ثم تناول رغيفا مستديرا من أرغفة الفصح، ورفع عينيه الى فوق وهمس بكلمات البركة، ثم شكر وكسر الرغيف وأعطى كل واحد من تلاميذه كسرة قائلا :
«خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي»
(1كورنثوس 11: 24).
وبعد الخبز تناول كأسا كبيرة مليئة بالخمر ورفع عينيه وباركها وسلمها الى التلاميذ قائلا :
«ٱشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ ٱلآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ هٰذَا إِلَى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي»
(متّى 26: 27-29).
* *
كان أولئك الجليليون بسطاء ومع ذلك فقد أدركوا ان سيدهم بتكريس الخبز والخمر رمزاً لجسده ودمه، أرسى قواعد ممارسة جديدة لإيمان جديد وديانة جديدة. ديانة محورها حمل الله الذي يرفع خطية العالم. ولعل التلاميذ تذكروا في تلك اللحظة قول سيدهم لجماهير كفرناحوم
«أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَم. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَق وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيه»
(يوحنا 6: 51، 54-56).
* *
ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ :
، حين خرج يسوع من العلية مع صحبه، وساروا في شوارع أورشليم المقفرة في اتجاه جبل الزيتون. وكانت السماء صافية والبدر يرسل أنواره الفضية على الكون. وحين صاروا خارج الاسوار وقفوا وراح يسوع يتفرس في وجوه التلاميذ، واذا بها واجفة تنطق بالخوف والحزن فخاطبهم مشجعا
«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً. بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم»
(يوحنا 14: 1-3، 14، 26).
ثم رفع يديه وباركهم قائلا :
«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ.... هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِه»
(يوحنا 14: 27، 28، 15: 12-13 ).
* *
ومما لا شك فيه ان يسوع كرر هذه الوصية ليبثها في قلوب خاصته لان المحبة هي جوهر المسيحية وهي أعظم ما في العالم. بعد هذا انطلقوا الى بستان جثسيماني مرورا في وادي قدرون. وفي البستان جثا يسوع على ركبتيه ورفع صلاة شفاعية نقتطف منها العبارات التالية :
«أَيُّهَا ٱلآبُ، قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ. مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ٱبْنُكَ أَيْضاً، أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى ٱلأَرْضِ. ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. وَٱلآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا ٱلآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ ٱلْعَالَمِ. أَنَا أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ ٱلْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلاَمَكَ. وَٱلآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ لأَنَّهُمْ لَكَ. وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ. كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى ٱلْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي ٱلْحَقِّ»
(يوحنا 17: 1 و5، 6 و7، 9-11، 17-19).
* *
وفي القسم الثاني من صلاته الشفاعية رفع الرب الفادي طلبات من أجل المؤمنين في كل جيل وعصر بما فيهم نحن. قال :
«لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هٰؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، لِيَكُونَ ٱلْجَمِيعُ وَاحِداً، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا ٱلآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِيُؤْمِنَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. أَيُّهَا ٱلآبُ أُرِيدُ أَنَّ هٰؤُلاَءِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي»
(يوحنا 17: 20-24).
* *
ولما أكمل يسوع طلباته من أجل خاصته توغل في البستان وتبعه بطرس ويوحنا ويعقوب. كان منفعلا جداً كمن نظر رؤيا رهيبة، فلم يجسر أحد أن يكلمه فكلمهم هو قائلا :
«نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ»

(متّى 26: 38).
قالها ثم انحنى جانبا وجثا مسنداً رأسه الى صخرة مسطحة وارتفع من صدره أنين خافت اتبعه بصلاة من أعماق القلب. أما الثلاثة فجسلوا وأسندوا ظهورهم الى جذع زيتونة ولم يلبثوا ان استولى عليهم سلطان النوم.
* *
كانت الآلام تعصف بقلب يسوع وشبح الموت الرهيب يطل عليه. انه موت الصليب القاسي بما فيه من عار وخزي وهوان. وبعد ساعة قضاها يسوع في الصلاة والجهاد نهض من مكانه، وبالجهد حملته قدماه الى حيث جلس صحبه. فأيقظهم من النوم وكلمهم معاتبا لأنهم لم يسهروا معه!
وبعد العتاب عاد الى صخرة الصلاة وجثا أيضا وصلى قائلا :
«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُك»
(لوقا 22: 42).
كان الموقف رهيبا اذ بدت الامور وكأن الآب قد حجب وجهه عنه، وهو يجاهد بالأنين والتوجع. ومرة ثانية قام وجر قدميه نحو التلاميذ الذين جاهد من أجلهم، فوجدهم نياما فأيقظهم ثم قال لكبيرهم :
«يَا سِمْعَانُ، أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ»
(مرقس 17: 37و38).
قالها ثم عاد الى الجهاد والصلاة وفيما هو يجاهد تحول عرقه الى قطرات دم نازلة الى الارض.
* *
كانت الساعة تشير الى الثالثة حين قام يسوع ثالثة وجاء الى تلاميذه ولكن لم يوبخهم بل أظهر لهم لمسة رفق وحنان، اذ قال لهم :
«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا!».
وفي تلك اللحظة ظهرت في البستان عصابة من المسلحين وراحت تزحف في اتجاه يسوع وصحبه على ضوء المشاعل. فهرع التلاميذ والتفوا حوله بانتظار ماذا يحدث. حينئذ قال يسوع لتلاميذه :
«هوذا يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ! هُوَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ»
(مرقس 14: 41).
قالها بكل هدوء وعلى وجهه سيماء المهابة والجلال فلم يجسر المهاجمون على الدنو منه. ولكن يهوذا الخائن تقدم اليه وقال: السلام يا سيدي ثم قبله. كانت القبلة هي الإشارة المتفق عليها حين عقد يهوذا صفقة بيع سيده مع الرئيس قيافا فقد قال:
الذي أقبله هو هو فامسكوه.
* *
ألقى يسوع نظرة على مهاجميه ثم تحول الى مسلمه وقال له بلطف :
«يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟»
(لوقا 22: 48).
ثم التفت الى الكهنة والفريسين الذين جاءوا مع عصابة الظلام وقال :
«أنا هو يسوع الناصري فدعوا هؤلاء يمضون».
عندئذ تشجع المهاجمون ودنوا منه فعّز على بطرس ان تلقى الايادي على سيده فانتضى سيفا وهوى به على أقرب المهاجمين وهو عبد رئيس الكهنة. ولكن العبد كان سريع الحركة فلوى رأسه جانبا فأطاح السيف بأذنه. فانتهر يسوع بطرس وقال له :
«رد سيفك الى الغمد الكأس التي أعطاني ألا أشربها؟»
ثم أمسك الجريح ولمس أذنه وأبرأها. عندئذ تقدم الجند وألقوا الايادي على يسوع وأوثقوه ووضعوا انشوطة في عنقه واستاقوه الى بيت رئيس الكهنة. وبعد المحاكمات الدينية والمدنية في استهزاء وجلد صلبوه بين لصين. لقد ظن أعداء يسوع انهم ظفروا به وقضوا على تعاليمه فهل هذا صحيح؟ كلا!
فيسوع هو الذي انتصر انتصاراً ساحقا لقد أتى ليفدي البشر، فحقق هدفه. وأتى لينادي بانجيل الحياة عن طريق موت الفداء فبلغ غايته ونال قصده لأنه عاش الإنجيل وحققه في حياته وموته.
* *
لقد جاء ليعلن ان الله محبة فكتب الإعلان بدم صليبه فصار القول:
«لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِه»
(يوحنا 13: 15).
لقد أتى ليموت موت الفداء ولكنه بموته أبطل الموت وبقيامته أنار الحياة والخلود. والجميل انه لم يمت عن اليهود وعن الامم بل مات عن الإنسان في كل زمان ومكان. فنقل الانسانية الى عهد أفضل، رفعها الى جبال الحياة المقدسة وأعطاها ميراث النور. صحيح انه مات ورقد في ظلام القبر، وعلى قبره وضع حجر ضخم وختم عليه بخاتم بيلاطس ولكن هل كان هذا ختام كل شي؟ كلا! فموت يسوع لم يكن كموت كل انسان لانه غلب الموت بقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين العظمة. وها هو التاريخ يشهد ان معلم الاجيال ظهر بين جماهير الشعب فترة من الزمن وعلمهم وصنع عجائب وآيات. ولكن الهدف الاساسي لمجيئه الى العالم كان موته الفدائي الكفاري. فموته اذن رسالة وقد أكمل الرسالة وفتح ابواب الخلود للأموات.
* *
أيها الاحباء
اننا نعيش في زمن كثر فيه الصارخون:
هوذا الأنظمة الجديدة فاعملوا بها. هوذا اخاؤنا الجديد، اننا نمد الأيدي للتعاون ولكن عبثا يصرخون، لأنه بدون صليب المسيح تفشل الأنظمة الجديدة ويكذب الإخاء وتتحول أيدي التعاون الى أيدي تفرقة وهدم. وان خطأ أبناء هذا الدهر انهم يحسبون الصليب جهالة وضعفا وحقارة. وفي تقديرهم الخاطئ نسوا الصرخة الواجب ان ترفع:
هوذا حمل الله الرافع خطية العالم. لقد غاب عن أذهانهم القول الحكيم:
«اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّة»
(أمثال 14: 34).
شكرا لله :
«لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ»

(يوحنا 3: 16).
* * *
والرب يبارك خدمتك ...
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع قريب لمن يدعوه
وبركة الرب لكل خادم و قارئ .. آمين .


يسوع يحبك ...
 
قديم 18 - 08 - 2015, 03:33 PM   رقم المشاركة : ( 9008 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دوائر عمل نعمة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلِّصة لجميع الناس. معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" (تيطس 11:2-13).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"فتقوَّ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع" (2تيموثاس 1:2).

النعمة معناها "إحسان إلى إنسان لا يستحق الإحسان" ونعمة الله تعمل في عدة دوائر في حياة المؤمن.

نعمة الله المخلِّصة

أول دائرة تظهر فيها نعمة الله هي خلاص الإنسان "لأننا كنا نحن قبلاً أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات ولذَّات مختلفة عائشين في الخبث والحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضاً" (تيطس 3:3).

هذه هي صورة الإنسان - كل إنسان - بالولادة الطبيعية، ويا لها من صورة قاتمة مغلَّفة بالظلام، تعلن بوضوح غباء الإنسان.

”ولكن حين ظهر لطف مخلِّصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 4:3و5).

هذه صورة الإنسان بالولادة الثانية:

× فالإنسان المولود ثانية غسَّله المسيح من خطاياه بدمه الكريم.

"يسوع المسيح.. الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه" (رؤيا 5:1).

× والإنسان المولود ثانية نال طبيعة جديدة تكره الخطية.

"إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً" (2كورنثوس 17:5).

× والإنسان المولود ثانية نجا تماماً من الدينونة العتيدة أن تكون.

"إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رومية 1:8).

× والإنسان المولود ثانية غُفرت كل خطاياه

"لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم" (لوقا 77:1).

× والإنسان المولود ثانية له ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل.

"مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنَّس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم. أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير" (1بطرس 3:1-5). والخلاص المستعد أن يُعلن في الزمان الأخير هو خلاص المؤمن من جسده الترابي.

هذه هي أول دوائر عمل نعمة الله.. وهي دائرة خلاص الإنسان هذا الخلاص الذي لا دخل إطلاقاً للأعمال الصالحة في نواله.

"لأنكم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (أفسس 8:2و9).

نعمة الله المعِّلمة

بعد أن تخلصنا نعمة الله، تدخلنا مدرستها لتعلمنا، وهذه هي الدائرة

"معلَّمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقّل والبر والتقوى في العالم الحاضر" (تيطس 12:2).

هذا يؤكد لنا أن نعمة الله ليست مظلَّة يرتكب تحتها المؤمن الخطية دون خوف من عقاب.. بل هي تعلمنا في مدرستها أن ننكر الفجور والشهوات العالمية أي لا نعطي للفجور والشهوات العالمية [شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (1يوحنا 16:2)] مكاناً في حياتنا.

”وأن نعيش بالتعقل“، فالعالم حولنا عالم مجانين، ضاعت فيه كل القيم السامية والنبيلة، وأصبح غابة للذئاب.. والمؤمن الحقيقي عليه أن يعيش بالتعقل، وقد طلب بولس من النساء المؤمنات أن "يزيَّنّ ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل.. كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة" (1تيموثاوس 9:2و10).

فعري النساء والفتيات دليل الجنون الذي يسود العالم اليوم، وعلى النساء المؤمنات حقاً أن يزيّنّ ذواتهن بلباس الحشمة.

وأن نعيش بالبر في علاقتنا بالآخرين، فنكون أمناء في تصرفاتنا معهم.

وأن نعيش بالتقوى في علاقتنا مع الله، فنتقيه في كل أفعالنا.

أضف إلى هذا كله أن نعمة الله تعلمنا أن ننتظر الرجاء المبارك، رجاء ظهور ربنا يسوع المسيح في مجيئه الثاني.

نعمة الله المقوية

"فتقوَّ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع"، هذه كلمات بولس

ونعمة الله تخلصنا، وتعلمنا، لكنها أيضاً تقوينا في مسيرنا وسط الآلام، والتجارب، والضعف. وهذه هي الدائرة الثالثة لعمل نعمة الله.

ويتحدث بولس عن عمل نعمة الله في تقويته خلال ضعفه، فيقول:

"إنه لا يوافقني أن افتخر. فإني آتي إلى مناظر الرب وإعلاناته. أعرف إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. اختُطف هذا إلى السماء الثالثة. وأعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. أنه اختُطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها. من جهة هذا أفتخر. ولكن من جهة نفسي لا أفتخر إلا بضعفاتي. فإني إن أردت أن افتخر لا أكون غبياً لأني أقول الحق. ولكني أتحاشى لئلا يظن أحد من جهتي فوق ما يراني أو يسمع مني. ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات أُعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أرتفع. من جهة هذا تضرّعتُ إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل. فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحلّ عليّ قوة المسيح. لذلك أسرّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح. لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2كورنثوس 1:12-10).

وصل بولس في اختباره إلى درجة عليا.. وحين نصل إلى درجة عليا في اختبارنا مع الله.. فهناك خطر الارتفاع والكبرياء.

وهنا أعطى الله بولس شوكة في الجسد لتحفظه متواضعاً.. وكانت هذه الشوكة أن ملاك الشيطان.. أي أحد ملائكة الشيطان الذين سقطوا معه، كان يلطم بولس لئلا يرتفع.. لا ندري كيف كان ملاك الشيطان يلطم بولس، لكن يبدو أن اللطمات كانت مؤلمة وقاسية دفعت بولس أن يتضرّع للرب ثلاث مرات أن يفارقه هذا الملاك الساقط.

"من جهة هذا تضرّعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني"، ولكن الرب اختار أن يمنحه نعمة تقوّيه.

"فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل". وعندما اختبر بولس نعمة الله المقوية هتف قائلاً:

"فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحلّ عليَّ قوة المسيح لذلك أسَّر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2كورنثوس 9:12 و10).

فيا قارئي الكريم، هل اختبرت نعمة الله المخلَّصة؟ وهل دخلت مدرسة نعمة الله المعلِّمة؟

وهل اختبرت في ضعفك وضيقاتك نعمة الله المقوية؟ اذكرْ دائماً أن نعمة الله معناها:

"إحسان إلى إنسان لا يستحق الإحساس"، وارتمي بثقة كاملة في أحضان نعمة الله.
 
قديم 18 - 08 - 2015, 03:34 PM   رقم المشاركة : ( 9009 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شفاء الروح المكسورة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"روح الإنسان تحتمل مرضه، أما الروح المكسورة فمن يحملها" (أمثال 14:18). استوقفتني كلمات هذه الآية، "أما الروح المكسورة فمن يحملها؟" تساءلت: كيف يمكن أن تُكسر الروح، والروح ليست كياناً مادياً؟ ووصلت إلى هذه النتيجة..


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمات الآية مجازية، تُصَوِّر روح الإنسان وقد صدمتها التجارب الساحقة.. أو أثقلتها الخطايا الكبرى.. أو هزتها الآمال الضائعة.. فتكسَّرت تحت وطأة هذه الأمور مجتمعة أو منفردة..

الإنسان كائن ثلاثي مع أنه واحد.. وقد أعلن بولس الرسول حقيقة الإنسان بكلماته: "وإله السلام نفسه يقدِّسكم بالتّمام ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح" (1تسالونيكي 23:5).

الروح هي سر الحياة.. "الجسد بدون روح ميت" (يعقوب 26:2).

النفس هي مركز العاطفة والإرادة، "فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك" (تثنية 5:6).

الجسد هو الهيكل الخارجي الذي يحوي الروح والنفس، "وحين تُكسر روح الإنسان يصبح كئيباً.. حزيناً.. يائساً.. وبائساً.

لماذا يسمح الله بانكسار الروح؟

1- إن الله يسمح بانكسار الروح ليحطّم عناد قلوبنا.. ويظهر لنا شناعة خطايانا

إن صورة يعقوب وهو يصارع مع الله المتجسِّد طيلة الليل، ترينا مقدار العناد في القلب الإنساني. ولقد استمرّ الله في صراعه مع يعقوب حتى طلوع الفجر، ثم ضرب حُقَّ فخذه ليكسر عناده ويقوده إلى طاعته.

"فبقي يعقوب وحده. وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. ولما رأى أنه لا يقدر عليه، ضرب حُقَّ فخذه. فانخلع حُقُّ فخذ يعقوب في مصارعته معه" (تكوين 24:32و25).

فهل ترفض الخضوع لإرادة الله وتستمر في حياة الذات، والكبرياء، والاعتماد على فهمك وعقلك؟

احذر.. فإن الله في قدرته أن يكسر روحك ويخضعك..

وهناك سبب خطير لكسر روحك، هو سقوطك في خطية مشينة.. لما زنى داود الملك مع بثشبع وقتل زوجها أوريا بمكيدة عسكرية.. كسر الرب روحه تحت وطأة خطاياه، فصرخ للرب قائلاً: "أسمعني سروراً وفرحاً فتبتهج عظام سحقتها" (مزمور 8:51). لقد سحق الله عظام داود وكسر روحه بسبب خطيته.

2- إن الله يسمح بانكسار الروح لتفوح رائحته الذكية بواسطتنا ويروا نور المسيح فينا

"لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون" (2كورنثوس 15:2).

فكيف تفوح هذه الرائحة ليشمها الآخرون ويتأثروا بها؟

إنها تفوح بكسر قارورة عطرنا.

"وفيما هو في بيت عنيا.. جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن فكسرت القارورة وسكبته على رأسه" (مرقس 3:14).. "فامتلأ البيت من رائحة الطيب" (يوحنا 3:12).

ولما قال قوم من الحاضرين: "لماذا كان تلف الطيب هذا؟" لم يوافق الرب يسوع على احتجاجهم بل قال: "الحق أقول لكم حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها" (مرقس 9:14).

لما انكسرت القارورة امتلأ البيت من رائحة الطيب. وكم من مؤمنين فاحت رائحتهم الذكية حين صدمتهم آلام الحياة.. فكتبوا أعذب الترانيم.. وتكلموا بأجمل الأفكار.

مراراً يُظهر المسيح نوره فينا بكسر أرواحنا.

هذا نراه في قصة جدعون، "وكان لما سمع جدعون خبر الحلم وتفسيره أنه سجد ورجع إلى محلة إسرائيل وقال: قوموا لأن الرب قد دفع إلى يدكم جيش المديانيين. وقسَّم الثلاث مئة الرجل إلى ثلاث فرق، وجعل أبواقاً في أيديهم كلهم، وجراراً فارغة ومصابيح في وسط الجرار.. فجاء جدعون والمئة الرجل الذين معه إلى طرف المحلة في أول الهزيع الأوسط، وكانوا إذ ذاك قد أقاموا الحراس، فضربوا بالأبواق وكسَّروا الجرار التي بأيديهم.. ووقفوا كل واحد مكانه حول المحلة، فركض كل الجيش وصرخوا وهربوا" (قضاة 15:7-21). فالله يسمح بانكسار الروح ليظهر نوره ونصرته فينا.

يقول بولس الرسول: "لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح. ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منّا" (2كورنثوس 6:4و7).

فالنور الذي فينا هو نور المسيح، ونور المسيح يظهر في أواني حياتنا الخزفية حين تنكسر أرواحنا.

فالروح المكسورة قد تكون هي الوسيلة التي يشم بها الآخرون رائحة المسيح الذكية فينا حين يروا فرحنا وسلامنا في تجاربنا.

3- إن الله يسمح بانكسار الروح ليشبع الجياع بأيدينا

فقد أطعم الرب نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد عندما كسر الأرغفة الخمسة والسمكتين، ولو بقت الأرغفة صحيحة لمضت الجموع جائعة.

"فلما خرج يسوع أبصر جمعاً كثيراً فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين: الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاماً. فقال لهم يسوع: لا حاجة لهم أن يمضوا. أعطوهم أنتم ليأكلوا. فقالوا له: ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال: ائتوني بها إلى هنا. فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب، ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسَّر وأعطى الأرغفة للتلاميذ، والتلاميذ للجموع. فأكل الجميع وشبعوا، ثم رفعوا ما فضل من الكِسَر: اثنتي عشرة قفة مملوءة. والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد" (متى 14:14-12). وهكذا أطعم الرب بالأرغفة المكسورة جموع الجماهير.

الشفاء الإلهي للروح المكسورة

هل سمح الله بكسر روحك عن طريق فقدان ابن عزيز، أو زوجة فاضلة، أو عن طريق انهيار آمالك ومشروعاتك؟ أو عن طريق تدهور صحتك.. لا تحزن لأن الله المحب "يشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم" (مزمور 3:147).

1- الله يشفي الروح المكسورة بمهارة يديه

قد تحسّ وأنت في انكسار روحك أن لا داعي لحياتك، وقد تطلب الموت لنفسك كيونان، وتقول: "موتي خير من حياتي" (يونان 8:4). وقد تظلم الحياة أمام عينيك، ولكن ثق أن الله سيشفي روحك المكسورة بمهارة يديه، ويصنع من حطام حياتك إناء بحسب مسرة قلبه. "لأنه هو يجرح ويعصب. يسحق ويداه تشفيان" (أيوب 18:5).

2- الله يشفي الروح المكسورة بالصلاة إليه

اجتازت حنة أم صموئيل ثلاث تجارب مريرة: التجربة الأولى في نفسها، فقد كانت محرومة من الولد. والتجربة الثانية في بيتها، فقد "كانت ضرتها تغيظها أيضاً غيظاً لأجل المراغمة [أي المكايدة]" (1صموئيل 6:1). والتجربة الثالثة في كنيستها إذ قال لها عالي الكاهن وهو يظنها سكرى: "حتى متى تسكرين؟ انزَعي خمركِ عنكِ" (1صموئيل 13:1و14).

وقد أمرَّت هذه التجارب نفسها وأحزنت روحها "فقامت... وهي مُرَّة النفس. فصلت إلى الرب، وبكت بكاء ونذرت نذراً"، وأجابت عالي الكاهن قائلة: "إني امرأة حزينة الروح... أسكب نفسي أمام الرب" (1صموئيل 10:1و15). وقد شفى الرب روحها المكسورة الحزينة بعد أن صلَّت إليه وسكبت نفسها أمامه، "ثم مضت.. في طريقها وأكلت ولم يكن وجهها بعد مُغيَّراً" (1صموئيل 18:1).

3- الله يشفي الروح المكسورة بتعويضه السخي

لقد كسرت التجارب المحرقة روح أيوب، ولكن الرب شفى هذه الروح المكسورة بتعويضه السخي "وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفاً... وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه..." (أيوب 10:42و12).

وفي سفر إشعياء نقرأ كلمات النبوة التي تمت في المسيح: "روح السيد الرب عليَّ، لأن الرب مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأعْصِب منكسري القلب، لأنادي للمسبيّين بالعِتق، وللمأسورين بالإطلاق... لأعزّي كل النائحين، لأجعل لنائحي صهيون، لأعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد، ودُهن فرح عِوضاً عن النوح، ورداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة، فيُدْعَون أشجار البر، غرس الرب للتمجيد" (إشعياء 1:61-2).

فيا أيها المنكسر الروح بسبب هزيمتك أو آلامك أو انهيار آمالك، اذكر أن "ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مزمور 17:51)، وتعال إلى المسيح ملقياً أحزانك عند قدميه فهو وحده الذي يجبر الكسير، ويقيناً أنه سيشفي روحك المكسورة!!
 
قديم 18 - 08 - 2015, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 9010 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(3) القديسة مريم العذراء وفضائلها







وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بقلم
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

القديسة مريم فى الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة
+ القديسة مريم العذراء ذكرها الكتاب المقدس باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهى والدة الاله الكلمة المتجسد، المملؤة نعمة، القديسة الشفيعة التى قام السيد المسيح بعمل اولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلبتها وهى توصينا دائما ان نطيع وصايا الله {قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 2 : 5). انها المراة التى تنبأ عنها سفر التكوين بان نسلها يسحق راس الحية القديمة ابليس {واضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). وهى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وهى القديسة التى حل الروح القدس عليها وقدسها وملائها نعمة وبصوت سلامها على اليصابات امتلات اليصابات من الروح القدس { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك.فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي.فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. } (لو 1 : 39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكب} (رؤ 12 : 1).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


+ والعذراء مريم لها كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى ، فهى الإنسانة الوحيدة التى أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم بان يتجسد منها الله الكلمة هذا الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله}(لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس {بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً } (أم29:31). وعلى الصليب عهد بها السيد المسيح الى يوحنا الحبيب { ثم قال للتلميذ هوذا امك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27) فلو كان لها ابناء أخرين كما يدعى البعض لكانوا اجدر واحق برعايتها. واذ صارت العذراء اما للرسل فهى أمنا لنا نحن الذين امنا على ايديهم . وما أكثر الالقاب التى اطلقها الاباء على القديسة مريم بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية ، الحمامة الحسنة ، دائمة البتوليه ، شورية هارون ، سلم يعقوب ، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك ايها الملك} (مز9:45). والدة الاله وهذا اللقب ثبتته الكنيسة باجمعها فى مجمع افسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي } (لو 1 : 43). ونقول عنها فى التسبحة ان الاب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ارسل وحيده اتى وتجسد منك . ولقد بنيت اول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التى بصلواتها انحلت ابواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن .

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ من اجل كرامة العذراء والاقتداء بها وتطويبها نهتم باكرامها ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففى القداس الالهي يجرى ذكر تطويب العذراء فى أكثر من مرة ففى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ) عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلاصنا وغفر لنا خطايانا).وفى مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...). وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء ونقول "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا". كما أنه فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن اننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلى بعضنا من أجل بعض .

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فضائل فى حياة العذراء مريم .
+ التواضع فى حياة القديسة مريم ... التواضع صفة محبوبة من الله والناس { لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد} (سير 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع 4 : 6). والعذراء القديسة مريم رغم ما نالته من حظوة وكرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع.هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو28:1،31-35). بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك}( لو 38:1 ). وبعدما قال لها الملاك عن حبل اليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا، امتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا انت تأتى ام ربى اليٌ وسبحت العذراء الله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس} ( لو 46:1-49). احتملت العذراء فى تواضع الكرامة وسوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله . منذ طفولتها وحتى نهاية حياتها على الارض فى صمت الاتقياء { واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو 2 : 19).
+ الإيمان والصلاة .... ظهر ايمان العذراء مريم فى العديد من المواقف فى حياتها ، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها انجاب طفل ولكن كان للعذراء الايمان القوى الذى به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو 1 : 45). لقد كان للعذراء الايمان العمق والصلوات الدالة على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لاليصابات كانت عبارة عن ايات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد} (لو46:1-55). وعند الصليب وقفت العذراء الام تتأمل بايمان تتميم عمل الخلاص وسيف الألم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما كان يسوع المسيح ابن اربعين يوما وكانت تقول ( اما العالم فيفرح بقبوله الخلاص واما احشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى انت صابر عليه يا ابنى والهى). وظهر ايمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهى طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين ، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفى طاعتها لامر السيد المسيح بان تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب.
3 – العذراء وحياة الطهارة .. لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء، مكتسيه بحلل البهاء ومتسربلة بثياب من نور رمزا لطهارتها وعفتها. وعندما راي القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا واراد ان يخليها سراً فمن أجل اظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 : 20). وحسب التقليد الكنسي فان الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق الى القبر فى عدم أحترام لها قطع يديه ملاك الرب مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا ان يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة فى الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها .


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كرامة القديسة مريم العذراء.
+ اننا اذ نكرم العذراء القديسة مريم ونطلب شفاعتها عند الله ونصوم باسمها فهذا من قبيل الأكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده {للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد } (مت 4 : 10). فصومنا وصلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسه الذي قال للرسل الذى يرزلكم يرزلنى والذى الذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى. ونحن نتعلم من فضائل القديسة مريم كام روحيه لنا { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا، ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا .
+ الاصوام كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الأهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا ، ويقال ان هذا صوم القديسة مريم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا بعد ذلك العذراى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج الى الصوم والصلاة فى كل حين { صالحة الصلاة مع الصوم و الصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا 12 : 8). فاذ لنا اعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله وننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). فالصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4).كما أننا فى شهر كيهك نسهر ونسبح الله ونكرم القديسة مريم بذكصوليجيات وتماجيد لانها ولدت لنا مخلص العالم كله كما قالت فى تسبحتها ان جميع الاجيال تطوبها.
+ طوباكى ايتها الشفيعة المؤتمنة التى خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة والثانية لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك، وكنتِ وستبقي على مدى الاجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فانت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي نتلجأ اليها فى ضيقاتنا لترفعى معنا الصلاة وتطلبى عنا من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوى ايماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024