منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 02 - 2014, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 81 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

المغفرة قبل الصليب
يركز الإخوة البروتستانت في موضوع الخلاص على مجموعة من الآيات، يريدون أن يثبتوا بها أن المغفرة قد تمت بدون تدخل من الكنيسة، وبدون الأسرار، وبدون الكهنوت..! فما هي هذه الآيات لنفهما معًا؟
آيات يلزمنا فهمها:
1 قول الرب للمفلوج: (مغفورة لك خطاياك) (مر 2: 5).
2 قول الرب للمرأة الخاطئة: (مغفورة لك خطاياك) (لو 7: 48).
3 قوله عن زكا: (اليوم حصل لهذا البيت) (لو 19: 9).
4 قوله عن العشار: (إنه نزل إلى بيته مبررًا) (لو 18: 14).
وقاعدتنا التي نسير عليها،، هي أن نفهم النصوص المقدسة في ضوء المفهوم اللاهوتي السليم،
خوفًا من أن يحدث تناقض بين النصوص، والمفاهيم اللاهوتية الثابتة. فما هي القواعد اللاهوتية الثابتة. فما هي القواعد اللاهوتية التي نضعها أمامنا، لكي نفهم هذه هذه الآيات وغيرها فهما سليمًا؟

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
القاعدة الأولى هي أنه (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) (عب 9: 22) وهذه القاعدة هي أساس الفداء عند الكل.
وهذه المغفرة تم نوالها، حينما سفك السيد المسيح دمه على الصليب من أجلنا بعد أن (وضع الرب عليه إثم جميعنا) (إش 53: 6) وهكذا (حمل خطايا العالم كله) ومات كفارة لخطايا العالم كله (يو 1: 29، يو 2: 2).
استنتاجًا من هذا نضع أمامنا قاعدة لاهوتية أخرى وهى:
لم ينل أحد الخلاص قبل صلب المسيح، حتى الآباء والأنبياء.
بل أن القديس بولس الرسول عن كل أبطال الإيمان من الآباء والأنبياء: (في الإيمان مات هؤلاء أجمعون. وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها) (عب 11: 13)
وكل الآباء والأنبياء انتظروا في الجحيم، على رجاء، دون أن ينالوا الخلاص، إلى أن نقلهم المسيح إلى الفردوس بعد صلبه.
لما مات المسيح، ودفع أجرة الخطية التي هي الموت (رو 6: 23)، حينئذ (نزل إلى أقسام الأرض السفلى) (وسبى سبيًا) (أف 4: 9، 8) (ذهب وكرز للأرواح التي في السجن) (1بط 3: 19) وهكذا منح (الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء) (1بط 1: 10) هذا الخلاص الذي لم ينله أحد إلا بدم المسيح، الذي كان معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم، ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم) (1بط 1: 20).
فالذي ينادى بخلاص ومغفرة قبل صلب المسيح،، إنما ينكر عقيدة الفداء ويكون المسيح قد تجسد إذن عبثًا، بلا هدف!
إن كان يمكن للرب أن يمنح الخلاص والمغفرة، بكلمة، بدون الدم والفداء، فلماذا إذن التجسد والصلب والآلام والجلجثة؟ وأين يكون موضع العدل الإلهي؟!
حقًا إن الله يستطيع كل شيء، ويستطيع أن يمنح المغفرة بكلمة.. ولكنه لا يفعل ذلك على حساب عدله!
وعدله يقتضى دفع ثمن الخطية، وثمن الخطية هو الموت. والموت حدث على الصليب. لذلك تأجل منح كل مغفرة، إلى أن يتم الفداء على الصليب. مادام الأمر هكذا، فكيف نفهم كل مغفرة قبل الصليب؟
كل مغفرة قبل الصليب، هي وعد بالمغفرة، أوصك بالمغفرة. وقد تم نوال هذه المغفرة لما مات المسيح على الصليب.
على الصليب غفر الرب خطايا المفلوج، وخطايا المرأة الخاطئة، وخطايا زكا والعشار. وأيضًا على الصليب، وعليه وحده، تمت المغفرة لكل الذين أخذوا كلمة أو صكًا بالمغفرة في العهد القديم، عن طريق ذبائح الخطية والإثم، وعن طريق المحرقات وتصريحات الكهنة والأنبياء.
وبهذا لا يكون الخلاص من الخطية قد تم في لحظة، بالنسبة إلى المفلوج، والمرأة الخاطئة، والعشار، وزكا، وأمثالهم..
إنما أخذوا صكًا بالمغفرة، ونالوا هذه المغفرة على الصليب.
أنهم استحقوا المغفرة بكلمة المسيح، لأنها تصريح إلهي ونعمة إلهية. ولكن هناك فرقًا بين استحقاق المغفرة ونوال المغفرة.
فلو كان المفلوج أو العشار أو زكا.. قد مات قبل الصلب، لكان عليه أن ينتظر في الجحيم، إلى أن ينقله المسيح إلى الفردوس حسب وعده بعد الصلب والفداء نقطة أخرى نضيفها، أو مفهوما لاهوتيًا آخر:
لو عاش كل هؤلاء الذين سمعوا كلمة المغفرة، إلى ما بعد تأسيس الكنيسة وأسرارها، لكان عليهم أن ينالوا نعمة العماد، وباقي نعم الأسرار الكنسية، حسب قول الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وحسب قوله: (إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليست لكم حياة فيكم) (يو 6: 53).
إن مغفرة الرب لهم قبل صلبه، لا تعنى أن يخرجوا عن تعليمه الذي أودعه رسله قائلًا لهم: (تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19، 20).
في وقت منح المغفرة لكل هؤلاء، لم تكن الأسرار الكنسية قد تأست. وما كانوا مطالبين بمعمودية، لأن المعمودية هي موت مع المسيح (رو 6: 3، 4) ولم يكن المسيح قد مات بعد..
إن الأسرار الكنسية قد تأسست على استحقاقات دم المسيح. ولم يكن المسيح قد سفك بعد في ذلك الحين، فلا داعي إذن للحديث عن هذه الأسرار، واشتراطها قبل تأسيسها..
فإن قال أحد إنه في كل أمثلة المغفرة السابقة، لم يرد ذكر لكنيسة والكهنوت والأسرار، فلا لزوم لكل هذا!.! نقول أيضًا إنه لم يرد في أي منها ذكر للفداء والدم والكفارة والإيمان فاديًا ومخلصًا فهل على نفس القياس، لا لزوم لكل هذا؟!
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 82 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الإيمان والخلاص
لا يوجد أحد يجادل في أن الإيمان لازم للخلاص.
فالذي لا يؤمن يهلك. والسيد المسيح يقول: (ومن لم يؤمن يدن) (مر 16: 16) ويقول الكتاب أيضًا: الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد) (يو 3: 18) انظر أيضًا (يو 3: 36) ولا داعي لأن نورد كل الآيات الخاصة بالإيمان، فلزوم قاعدة مسلم بها من الجميع.
إنما الأمر غير المقبول هو التعليم بأن الخلاص يكون بالإيمان وحده، مع تجاهل مسائل إيمانية من تعليم المسيح نفسه!
فالمسيح هو الذي قال: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) ولم يقل: (من آمن خلص) بحذف المعمودية. والمسيح هو الذي قال عن التوبة: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5) وهو الذي قال عن الأعمال: (ليس كل من يقول لي يا رب، يدخل ملكوت السموات) (مت 7: 21).

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
لماذا إذن التركيز على الإيمان وحده في موضوع الخلاص، وتجاهل المعمودية والتوبة والأعمال، وكلها من تعليم المسيح؟! وكذلك التناول من جسده ودمه (يو 6: 53)!
إنه نوع من التطرف أن يتحمس إنسان لشيء، فيدعى أنه كل شيء، وإن ما عداه لا شيء!
الإيمان له أهميته. والمعمودية أيضًا لها أهميتها. والتوبة لها أهميتها. وباقي الأمور لها أهميتها. فما معنى إنكار كل شيء. والإصرار على عبارة (آمن فقط)، بينما الكتاب يذكر إلى جوار الإيمان أمورًا كثيرة..
إننا نشدد على الإيمان، في الكرازة لغير المؤمنين..
وهكذا كان يفعل الآباء الرسل في التبشير بالإنجيل لغير المؤمنين، على اعتبار أن كل أعمالهم الصالحة بدون إيمان، لا يمكن أن تخلصهم. فلابد من الإيمان بالفداء، والإيمان بالمسيح فاديًا ومخلصًا.
وإيمانهم هذا هو الخطوة الأولى التي تقودهم إلى باقي النقط التي هي من حقائق الإيمان المسيحي وجزء منه.
إن الرسل ما كانوا يستطيعون أن يحدثوا غير المؤمنين عن المعمودية وأهميتها للخلاص. فإن آمنوا، حثوهم عنها، وعمدوهم. وهم لا يستطيعون أن يبدأوا الحديث مع غير المؤمنين عن التناول من جسد المسيح ودمه، إنما عليهم أولًا أن يؤمنوا بالمسيح، وذبيحة المسيح على الصليب. وبعد ذلك يحدثونهم عن جسد المسيح ودمه.. فهذا هو المنطق الطبيعي لخطوات التعليم.
سجان فيلبي، يحدثونه أولًا عن الإيمان بالمسيح لكي يخلص. فإن آمن بالمسيح، يحدثونه عن المعمودية، ويعمدونه هو والذين له أجمعين (أع 16: 30-33).
إن كلام الرسل عن الإيمان، لا يلغى أهمية المعمودية والأسرار الكنسية التي تأتى بعده. بل الإيمان هو خطوة ممهدة لها، لأنه لا ينال من أسرار الكنيسة إلا المؤمنون.. المؤمنون بالمسيح والمؤمنون بها. فهي جزء من الإيمان.
وهنا نأخذ الإيمان بمعناه الواسع، أي الإيمان بكل الحقائق الإيمانية، التي ترد في قانون الإيمان، وفي كل عقيدة الكنيسة في كل تعليم المسيح.
هل الإيمان، هو فقط الإيمان بالمسيح فاديًا ومخلصًا؟ أم هو الإيمان أيضًا بلاهوت المسيح وتجسده وصلبه وقيامته وصعوده ومجيئه الثاني.. وأيضًا الإيمان بالثالوث القدوس، وبعمل الروح القدس في الكنيسة، والإيمان بالمعمودية والقيامة العامة، وكل حقائق الإنجيل.
والإيمان ليس هو الحقائق النظرية، بل أيضًا حياة الإيمان.
وحياة الإيمان تشمل الإيمان الحيّ (يع 2: 17، 20)، والعامل بالمحبة.
وحياة الإيمان تشمل الإيمان الحي (غل 3: 11، يع 17، 20)، والإيمان العامل بالمحبة (غل 5: 6) الذي يثمر ثمر الروح (غل 5: 22) حقًا إن كلمة (إيمان) كلمة واسعة للذين يفهمونها، قد تشمل الحياة الروحية كلها والحديث عن الإيمان، حتى الإيمان وحده، لا يلغى أهمية الكنيسة. لأن الإيمان يناله عن طريق الكنيسة.
كيف وصل الإيمان إلى العالم؟ أليس عن طريق الكنيسة؟ أليس عن طريق معلمي الكنيسة الذين نشروا الإيمان في المسكونة كلها: أولًا الآباء الرسل، ثم تلاميذهم الآباء الأساقفة والقسوس.. إلى كل المعلمين في جيلنا.
هوذا بولس الرسول يقول: (لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص. فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟) (رو 10: 13 15).
ماذا نقول إذن عن الذين نالوا الإيمان عن طريق الكنيسة لكي يخلصوا. ولما آمنوا، أكروا أهمية الكنيسة في موضوع الخلاص!
تبقى بعد ذلك نقطة خاصة بعلاقة الإيمان بالمعمودية:
فالبعض يمنعون معمودية الأطفال، لأنهم لم يصلوا بعد إلى الإيمان الواعي وينتظرون عليهم بلا معمودية حتى ينضجوا!
فما مصير هؤلاء الأطفال إذن، بلا معمودية، وبلا إيمان، هل نتركهم ليهلكوا؟!
لقد خصت بابًا طويلًا عن معمودية الأطفال) في الجزء الخاص بالمعمودية في كتابنا (اللاهوت المقارن) هنا في موقع الأنبا تكلا أنصح بقراءته. أما ألان فأقول إن الأطفال ليست لهم أية عوائق ضد الإيمان. ونحن نعمدهم على إيمان والديهم ليخلصوا، كما خلص الأطفال الأبكار بإيمان والديهم الذين لطخوا الأبواب بدم الفصح (خر 12) وكما خلص الأطفال بإيمان آبائهم وأمهاتهم في عبور البحر الأحمر، وكما خلصوا بإيمان الآباء والأمهات بالختان في اليوم الثامن (تك 17) وكان الختان يرمز إلى المعمودية (كو 2: 11، 12).
نعمد الأطفال حرصًا على خلاصهم (يو 3: 5، مر 16: 16) وبالمعمودية يدخلون الكنيسة ويتلقون فيها الإيمان من نعومة أظفارهم. يعيشون فيه إيمانًا حيًا، وليس مجرد إيمان عقلي.
أما أن تركنا الأطفال بدون عماد، وبدون عضوية الكنيسة والاشتراك في حياتها، وفي عمل الروح القدس في أسرارها، فإننا نكون بذلك قد أبعدناهم عن الإيمان العملي الذي يحبونه بالممارسة، ويتشربونه من حياة الكنيسة..!
يقولون: وماذا إن كبر الطفل ولم يؤمن أو فسد؟
نقول إن تعليمه الإيمان هو المسئولية والديه، ومسئولية الكنيسة. فإن رفض الإيمان حينما يكبر، يكون كأي مرتد (عب 10: 38) ونكون نحن قد أدينا واجبنا من نحوه، ولم نمنع عنه وسائط الخلاص. وفي نفس الوقت لسنا نرغم حرية إرادته..
هنا ونود أن نقول ملاحظة عن (الإيمان الواعي):
هل كل الكبار لهم النضوج الروحي والذهني، الذي يدخلهم تحت عبارة (الإيمان الواعي)؟ ألا يوجد كبار كثيرون ليس لهم هذا الوعي ولا هذا النضوج، ولا يعرفون من الإيمان إلا أمورًا بسيطة. ولا يستوعبون كثيرًا من أعماق الإيمان وحقائقه.. ما هي مقاييس هذا الإيمان الواعي؟ وما مدى انطباقه على طبقات من الشعب تحتاج إلى مدى زمني طويل لكي تصل إلى هذا الوعي، وقد لا تصل إطلاقًا..! وعلى الرغم من هذا، قد سمح بعمادهم من جهة السن. أما من جهة المعرفة فلا فرق بينهم وبين الصغار..! هل لا يسمح بعماد هؤلاء أيضًا؟ وإلا لماذا إذن التركيز على الأطفال، الذين قال عنهم المسيح: (دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات) (مت 19: 14).
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 83 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

التبرير أم التقديس؟
يقولون: نحن في الكلام عن الخلاص في لحظة، إنما نقصد التبرير وليس التقديس، لأن التقديس يحتاج إلى مسيرة العمر كله..!
فنجيبهم. ولكننا هنا نتحدث عن الخلاص. ولسنا نقول التبرير أو التقديس، وإنما الخلاص بوجه عام.
فإن كنتم تقصدون مجرد التبرير، إذن حددوا كلامكم وقولوا: إنما نقصد التبرير في لحظة، وليس الخلاص في لحظة.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
فإن قصدتم بالتبرير، الخلاص من الخطية الأصلية، ومن الخطايا السابقة للمعمودية، وليس البر الذي في المسيح يسوع (غلا 3: 27) حينئذ نقدم السؤال الثاني:
وهل هذا التبرير، هو أيضًا يتم في لحظة؟!
إن كان لابد من الإيمان والمعمودية حسب قول السيد المسيح: من آمن وأعتمد خلص) (مر 16: 16) وإن كان لابد من التوبة حسب قول القديس بطرس في يوم الخمسين (أع 2: 38) فكيف يمكن أن يجتمع الإيمان والتوبة والمعمودية في لحظة؟!
إذن هذا التبرير لا يمكن أن يتم في لحظة..
إن قلنا إنه يتم في (لحظة) المعمودية، نكون قد تجاهلنا الإيمان، وتجاهلنا التوبة
التي ينبغي أن تسبق المعمودية.
وإن قلنا إنه يتم في (لحظة) الإيمان، نكون قد تجاهلنا المعمودية والتوبة..
ومع ذلك فالإيمان لا يتم في لحظة، ولا المعمودية في لحظة.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 84 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الإجابة بآية واحدة لا تكفي
درج البعض في كثير من الأمور اللاهوتية، أن يضعوا سؤالًا يجاب عليه بآية ويحاولون بهذا أن يقنعوا (البسطاء) وغير العارفين، على أساس أن هذا هو تعليم الكتاب ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! أو أن هذا هو الحق الإنجيلي..
هكذا فعل السبتيون الأدفنتست في كتابهم (الله يتكلم). وهكذا يفعل كثير من كاتبي النبذات، وواضعي الكتب المخالفة للعقيدة. ونحن نقول لكل هؤلاء:
إن آية واحدة من الكتاب في الأمور المختلف عليها لا تكفى، ولا تقدم الحق الكتابي. إنما يقدمه تجميع آيات الكتاب المتعلقة بالموضوع، حتى يتكامل الفهم..
وفى كتابنا (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي) تجدون موضوعًا كاملًا بعنوان (خطورة الآية الواحدة) يمكن الرجوع إليه. أما في هذا المجال فسوف أقدم لكم بضعة أمثلة، تظهر لنا خطأ الإجابة بآية واحدة:

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
1 لنفرض أن إنسانًا سألك عن كيفية الولادة من الله؟
أتستطيع أن تجيب عليه، بأن تقدم له هذه الآية: (إن علمتهم أنه بار هو فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه) (1يو 2:29)!! هل يمكن بهذه الآية وحدها أن تقدم تعليمًا كتابيًا، خلاصته أن الإنسان يولد من الله، عن طريق أعمال البر التي يعملها! دون ذكر إطلاقًا للإيمان والمعمودية!!
وبالمثل هل يمكن للإجابة على نفس السؤال، أن تضع الآية التي تقول: (شاء فولدنا بكلمة الحق) (يع 1 ك 17 ) ويصبح الميلاد الثاني بمجرد الكلمة، دون ذكر لقبول والإيمان والمعمودية والتوبة..!
أم إنك في الإجابة على السؤال الخاص بالميلاد الثاني، تضع كل الآيات المتعلقة بالميلاد، هاتين وغيرهما..
مثل قول السيد المسيح: (إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5 ) وأيضًا قول الكتاب: (بل بمقتضى رحمته خلصنا، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
2 ولنفرض أن إنسانًا سألك: ما هي الديانة المقبولة من الله؟
أتستطيع أن تجيبه بآية واحدة هي: (الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب، هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من من العالم) (يع 1: 27) وهل تمثل هذه الآية وحدها، كل الحق الكتابي، دون أي حديث عن الإيمان السليم؟!
يقينًا أنك لن تقبل. فلماذا إذن تستخدم أسلوب الآية الواحدة في مواضع أخرى، لتخدم أفكارك؟!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
3 وإن سألك أحد: كيف ينتقل الخاطئ من الموت إلى الحياة؟
أتستطيع أن توقفه أمام آية واحدة فقط هي قول القديس يوحنا الرسول: (نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة) (1يو 3: 14) هل بهذه الآية وحدها، تكون قد قدمت التعليم الكتابي والحق الإنجيلي في كيفية الانتقال من الموت إلى الحياة، دون أن تقدم آية أخرى عن الفداء والكفارة والصلب، والتوبة والإيمان والمعمودية..؟‍‍‍‍‍!
لا يوجد أحد يقبل هذا الكلام. إنما يجدر بنا أن نضع آيات أخرى مثل: (ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح) (أف 2: 5) و(إذ كنتم أمواتًا في الخطايا.. أحياكم معه، مسامحًا لكم بجميع الخطايا، إذ محا الصك الذي علينا.. مسمرًا إياه بالصليب) (كو 2: 13: 14) (مدفونين معه بالمعمودية، التي فيها أقمتم أيضًا معه..) (كو 2: 12) (فدفنا معه بالمعمودية للموت. حتى كما أقيم المسيح من الأموات.. نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة. لأنه إن كنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته) (رو 6: 4، 5).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
4 وبالمثل أيضًا، إن سألك أحد: كيف أخلص؟
أتستطيع أن تضع أمامه آية واحدة هي (لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك فإنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1تى 4: 16)
هل هذه الآية وحدها يمكنها أن تكون إجابة كافية في الخلاص؟! بلا ذكر للدم والإيمان والمعمودية!! أراك تنكر هذا، ولك حق.
وبالمثل أيضًا من يجيب بآية أخرى هى: (لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت) (رو 10: 9)
إنها آية. ولكنها وحدها لا تكفى. لماذا لا تضع إلى جوارها آية أخرى هي: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16)
ولماذا لا تضع إلى جوارها أيضا هذه الآية: (إذ كان الفلك يبنى، الذي خلص قليلون، أي ثمانية أنفس بالماء. الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية) (1بط 3: 20، 21).
وبهذا يتكامل الحق الكتابي، ولا تتعبنا ضمائرنا، إذ نتعمد أخفاء الآيات، أي إخفاء أجزاء من الحق الإنجيلي، لكي نقدم مفهومنا الخاص، وليس مفهوم الكتاب!!
إنه سؤال، دائمًا يحيرني، ولا أجد له جوابًا:
هؤلاء الإخوة، الذين ينادون بالتعليم الإنجيلي، ويدافعون عن الحق الكتابي، لماذا لا يعلنون هذه الآيات وأمثالها، إلى جوار الآيات الأخرى؟! لماذا يتعمدون إخفاءها؟! أليست هي أيضًا من الإنجيل ومن الكتاب؟!
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 85 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

أية اللحظات؟!
الذين يتحدثون عن الخلاص في لحظة، يترددون أحيانًا في تحديد هذه اللحظة ما هي؟ ومتى تكون؟
1 هل هي لحظة الإيمان؟ أو لحظة قبول المسيح فاديًا ومخلصًا؟ علمًا بأن الإيمان لا يتم في لحظة، بل هو ثمر لعمل النعمة وخدمة الكلمة، ربما في مدى زمنى..
2 أم هي لحظة المعمودية؟ علمًا بأن المعمودية لها طقس خاص، لا يمكن إتمامه في لحظة!
3 أم هي لحظة التوبة؟ والتوبة لا تهبط على الإنسان في لحظة، وإنما هي اقتناع القلب بالحياة الروحية، وتخلصه من محبة الخطية، وليس كل هذا ابن لحظة!

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
4 أم هي لحظة انفتاح الذهن بالوعي؟ أو لحظة (إشراق النور في الظلمة). وكل هذا قد يأتني بالتدريج. والبعض لم يدركوه، أو لم يدركوا أعماقه..!
5 أم هي لحظة التحول في التفكير، في القرارات وفي التصرفات، كما يقول البعض. بينما لا يوجد إنسان يتحول فكره في لحظة، وإلا كان تصرفه انفعاليًا أو سطحيًا، ما أسهل أن يتحول إلى عكسه.
6 أم هي لحظة (تفجير مفاعيل المعمودية) حسب تعبير البعض. ولا شك أن هذا التعبير إن صح، يكون بالتدريج، وقد يشمل الحياة كلها..
7 أم هي لحظة الإدراك؟ كما قيل عن إدراك بطرس لوجود المسيح، بينما كان يصيد السمك بعد القيامة (يو 21: 7) أو ما قيل عن معرفة تلميذي عمواس بأن الذي يكلمهم هو المسيح (لو 24: 31).. أو اللحظة التي فاق فيها يعقوب من رؤيا السلم السماوي وقال: (حقًا إن الرب في هذا المكان، وأنا لا أعلم) (تك 28: 16).
ومع أن كل قص الإدراك هذه لا علاقة لها بالخلاص إطلاقًا، فلم يخلص بطرس ولا تلميذا عمواس ولا يعقوب في ذلك الوقت.. إلا إن هذا الإدراك لم يأت أيضًا فجأة في لحظة. وكمثال ذلك ما قيل عن تلميذيّ عمواس في (لو 24: 31، 32، 35)
ومع ذلك،فإن كل هذه الافتراضات حول كنه اللحظة، تدل على عدم يقين من جهة الإيمان بها. كما تدل على فرض كلمة اللحظة فرضًا، ثم البحث عن تفسيرها لها، أو تعليل لها، ولا يدل هذا على وجود قاعدة لاهوتية ثابتة.
لماذا إذن التشبث بفكرة (اللحظة) هذه، وكد الذهن عبثًا للحصول على تفسير لها، ومحاولة تسخير الآيات في غير موضعها، لكي تساند موضوع اللحظة، وتمنعه من الانهيار..؟‍‍‍! لماذا؟
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 86 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

المؤمنون والمُختارون
تأتى فكرة (الخلاص في لحظة)، من الاعتقاد بأن المؤمن يخلص لحظة إيمانه. ولا يمكن أن يهلك بعد ذلك: والاعتقاد بأن المؤمن لا يهلك، هو خلط بين كلمة (مؤمنين) وكلمة (مختارين)، كما لو كانتا كلمة واحدة!
ونحن نقول إن كان كل المختارين مؤمنين، ولكن ليس كل المؤمنين مختارين، لأنه لا يجوز أن يرتد المؤمن ويهلك..

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
وهنا لا يكون المؤمن قد خلص في لحظة إيمانه. وإنما يخلص إذا ثبت في حياة الإيمان طول عمره. فهو ليس في حالة واحدة باستمرار. قد تمر عليه أوقات ضعف أو فتور، أو أوقات سقوط وانهيار. وقد يرتد. وقد قال الكتاب:
(أما البار فبالإيمان يحيا. وإن ارتد لا تسر به نفسي) (عب 10: 38) ويفهم من هذه، احتمال أن يرتد المؤمن..
وقصص الارتداد في الكتاب كثيرة، مثل قصة ديماس (2تى 4: 10) وكالذين قال عنهم القديس بولس: (لأن كثيرين ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، والآن أذكرهم أيضًا باكيًا وهم أعداء صليب المسيح) (فى 3: 18).
كذلك النبوءات عن الارتداد كثيرة، مثلما ورد في (1تى 4: 2، 2 تس: 3) ومثال الارتداد أيضًا الغصن الذي لم يصنع ثمرًا، وقطع وألقي في النار (يو 15: 6) وقول الرسول: (أما اللف فلك، إن ثبت في اللطف. وإلا فأنت أيضًا ستقطع) (رو 11: 22).. إلخ.
والسيد المسيح قال لبطرس: (هوذا الشيطان طلبكم، لكي يغربلكم كالحنطة ولكنى طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك) (لو 22: 31، 32) إذن كان إيمانًا معرضًا للفناء ‍‍‍‍‍! وإنه لا شك للذين يظنون أنهم نالوا الخلاص في لحظة، وصاروا من المختارين. ولن يرتدوا..!
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 87 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

هل الله اختار؟
ما معنى (الاختيار) عند المعتقدين به؟ هل معناه أن الله اختار أناسا ليكونوا أبرارًا ولهم النعيم! وما فضلهم في ذلك؟! واختار أناسًا ليكونوا أشرارًا ولهم الجحيم! وما ذنبهم في ذلك؟! أو ليس من حقنًا أن نقول:
1 الاختيار بهذا المعنى، يعنى محاباة للأبرار وظلمًا للأشرار.
وحاشا لله أن يكون هكذا. فالله (ليس عنده محاباة) (أف 6: 9). (بل في كل أمة: الذي يتقيه ويصنع مقول عنده) (أع 10: 35) وعن هذا المعنى قيل: (كل من يدعو باسم الرب يخلص ) (رو 10: 13) وهناك قاعدة وضعها الرسول، وهى:
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
2 الله يحب الجميع وهو: (يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون) (1تى 2: 4).

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
وحينما أرسل ابنه الوحيد إلى العالم، أرسله لأنه أحب العالم كله، فبذلك ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به) (يو 3: 16) وبذلك كان كفارة (ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضًا) (1يو 2: 2).
الله لا يريد أن أحد يهلك. بل قيل عنه إنه: (لا يشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا) (33: 11).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
3 بل حتى إن كان الله قد حكم على خاطئ بالموت، ورجع هذا الخاطئ عن خطيئته وتاب، يرجع الله عن حكمه، فلا يموت الخاطئ بل يحيا.
وهو نفسه يقول في ذلك: (إذا قلت للشرير موتًا تموت. فإن رجع عن خطيته وعمل بالعدل والحق.. (خر 33: 14 16) (تارة أتكلم عن أمة بالقلع والهدم والإهلاك، فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها، فأندم على الشر الذي قصدت أن أصنعه بها) (إر 18: 7، 8) وهكذا فعل الله بالنسبة إلى مدينة نينوى (يون 3).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
4 وإن كان هناك اختيار، فلماذا إذن الوصايا؟ ولماذا إذن الكتب المقدسة، والأنبياء والرسل والإنذارات؟
ولماذا جعل في كنيسته (البعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين.. لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح) (أف 4: 11) ما لزوم وما فائدة كل هؤلاء إن كان المختارون معروفين، والمرذولون معروفين..؟ ولماذا أرسل الله أناسًا لخدمة المصالحة كبولس الرسول الذي يقول: (وأعطانا خدمة المصالحة.. نسعى كسفراء للمسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله) (2كو 5: 18-20).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
5 وإن كان هناك اختيار، فلماذا إذن يتعب الشيطان
لماذا يتعب في إغراء الصديق، بينما هو مختار، لن يرتد ولن يهلك، وقد خلص خلاصًا لا رجعة فيه. ما الجدوى إذن من محاربته؟! ولماذا يتعب الشيطان في إسقاط الذين لم يخترهم الرب، المرذولين الذين هم هالكون هالكون بدون حرب؟!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
6 وما جدوى مع ما قاله مع ما قاله الرسول عن الحروف الروحية (أف 6).
ما دام هناك مختارون ومرذولون، فما لزوم القتال إذن، والمصير معروف؟! ألا نستطيع أن نقول في صراحة تامة:
إن عقيدة الاختيار، تعطى يأسًا للخطاة، وتراخيا للأبرار!!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
7 ثم ما موقف النعمة هنا ممن يهلك؟ وما مسئولياتها؟
مادام الاختيار محتوم، ومن جانب الله، وهذه إرادته؟ ما الذي تفعله إذن وبلا جدوى..!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
8 وإن كان هناك اختيار، فما معنى الثواب والعقاب؟ وما علاقة هذا بعدل الله وبمحبته وبصلاحه؟
كيف يختار الله إنسانًا للعقاب، ثم يعاقبه؟ أين العدل في هذا؟ بل أين المحبة أيضًا، إن كان الله يختار أناسًا للعذاب الأبدي؟ ويكون هو الذي اختارهم لهذا!! بل هل يتفق هذا مع صلاح الله: أن يختار أناسًا ليكونوا أشرارًا؟! حاشا..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
9 ومبدأ الاختيار هذا، لا يتفق مع حرية الإرادة.
لقد خلق الله الإنسان حرًا هو الذي يختار مصيره. وهكذا قال له: (انظر: قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، والموت والشر.. قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك) (تث 30: 15، 19).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
10 إذن الاختيار قد جعله الله في يد الإنسان
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 88 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الاختيار في يد الإنسان
بإمكان الإنسان أن يكون من المختارين، أولا يكون:
فإن صار من غير المختارين، فمعنى هذا انه بسلوكه لم يرد أن يكون مختارًا..
وهوذا الله يعاتب أورشليم ويقول لها: (يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا) (مت 23: 37، 38)

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
هنا الله يريد، والبشر لا يريدون. إذن الخراب ليس سببه إرادة الله، وإنما رفض الإنسان لإرادة الله الحيرة.
هوذا الرب يعاتب اليهود الذين رفضوه ويقول لهم:
(لا تريدون أن تأتوا إلى لتكون لكم حياة) (يو 5: 40).
أليس هذا ما قاله عن دينونة المرذولين، ليس لأن رذلهم ولم يخترهم. وإنما (هذه هي الدينونة: ان النور جاء إلى العالم. وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة) (يو 3: 19).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
11 لم يرفضهم النور، إنما هم الذين رفضوه..
وفى هذا قال الإنجيل عن السيد المسيح: (إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنين باسمه) (يو 1: 11، 12) وهنا نرى أن القبول أو الرفض، أتى من جانب الإنسان وليس من جانب الله.
الله واقف على كل باب يقرع. والإنسان يفتح أو لا يفتح.
وهو يقول للكل: (إن سمع أحد لصوتي، وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه) (رؤ 3: 20) إن فتح أحد، أي أحد.. الفرصة معروضة على الجميع..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
12 إن الله يعرض. ويتوقف الأمر على إرادة الإنسان:
وهكذا يقول الرب: (إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه..) (مت 16: 24) (إن أردت أن تكون كاملًا، اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء..) (مت 19: 21) (من أراد أن يخلص نفسه، يهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي، فهذا يخلصها) (لو 9: 23، 24)
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
13 في هذه الآيات، إرادة من الإنسان، وعمل يناسبها..
الله يشرح الطريق المؤدى إلى الاختيار. والإنسان حر يختاره أو لا يختار. قد يكون الطريق صعبًا، ولا يسلك فيه الإنسان.. كأن يرفض أن ينكر ذاته ويحمل صليبه، أو يرفض أن يعطى أمواله للفقراء، أو يرفض أن يهلك نفسه ليخلصها. أو يرفض أن يدخل من الباب الضيق المؤدى إلى الحياة (مت 7: 14) وهنا تقف أمامنا الآية الرهيبة التي تقول:
(العريس مستعد. وأما المدعون فلم يكونوا مستحقين) (مت 22: 8).
يُخَيَّل إليَّ أن في هذه الآية التعبير الصادق في موضع الاختيار وعدمه: العرس مستعدة. والرب يرسل عبيده للمدعوين. ولكنهم يرفضون، ويقول عنهم الكتاب: (لكنهم تهاونوا. ومضى واحد إلى حقله، وآخر إلى تجاربه) (مت 22: 3 - 5) بل يقول بالأكثر: (فلم يريدوا أن يأتوا) (مت 22: 3) هل نقول إذن أن الله اختار أناسًا للحياة الأبدية، أم نقول:
الله دعا الجميع إلى عرسه. والبعض (لم يريدوا أن يأتوا) حقًا يقول الله للمريض (أتريد أن تبرأ) (يو 5: 6).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
14 الإنسان هو الذي يقرر مصيره في الحياة. وعلى أعماله تتوقف أبديته ولذلك يقول الرسول: (لأن من يزرع لجسده، فمن الجسد يحصد فسادًا. ومن يزرع للروح، فمن الروح يحصد حياة أبدية) (غل 6: 8) أتراه يزرع للجسد، ويقول إن الله لم يخترني؟‍‍‍!
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 02 - 2014, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 89 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

اعتراضات والرد عليها
1 يعترضون بأن الله اختار يعقوب دون عيسو، من بطن أمه. وقال لها (في بطنك أمتان.. وكبير يستعبد لصغير) (تك 25: 23) كما هو مكتوب: (أحببت يعقوب، وأبغضت عيسو) (رو 9: 12، 13).
ولاشك أن هذا الاختيار مبنى على علم الله السابق. فهو كان يعلم ماذا سيكون عليه يعقوب بكامل إرادته، وكيف سيكون عيسو بكامل إرادته (زانيا ومستبيحًا) (عب 12: 16) ولن يبالى بالبكورية بل سيبيعها بأكلة عدسويحتقرها (تك 25: 34) ولكن الله في كل ذلك لم يدفع عيسو إلى طريق الهلاك. ولم يرغم يعقوب على عمل الخير. وهذا الاختيار المبنى على سابق علم الله، يوضحه القديس بولس الرسول بقوله:
(الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم) (رو 8: 29)
فالله يعرف ما سوف تعمله خلائقه في المستقبل بكامل إرادتها، وكيف ستكون شخصيتها وسلوكها. وبناء على هذا، يختار الشخص المناسب للعمل المناسب. وقد يهبه المواهب التي تساعده على ذلك كما حدث مع يوحنا المعمدان، وأرمياء النبي ويعقوب، الذين أختارهم من بطون أمهاتهم، ومنحهم مواهب..

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
على أن هناك أشخاص آخرون منحهم الله مواهب وهلكوا..
حتى الشيطان نفسه كان من أصحاب المواهب، وبدأ حسنًا كرئيس ملائكة ثم أهلك نفسه. ولم يختره الله للشر، بل هو حول نفسه إلى شيطان.. ويهوذا اختاره الرب ضمن الاثني عشر، واستأمنه على الصندوق، وكان يجلس قريبًا منه على المائدة.. ولكنه خانه وأهلك نفسه.. ‍‍‍‍‍!
مبدأ الفرص إذا كان محتاجًا للكل. والبعض أتيحت لهم الفرصة والاختيار وأهلكوا أنفسهم.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
2 يعترضون بقول الكتاب: (ما أعده الله للذين يحبونه) (1كو 2: 9) وحسنًا أن الآية هنا تقول: (للذين يحبونه) وليس (للذين يحبهم) فبناء على ما في قلوب هؤلاء المحبين لله من مشاعر مقدسة، قد أعد الله لهم ذلك النعيم الأبدي.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
3 يعترضون بقول الكتاب: (ليس لمن يشاء، ولا لمن يسعى، بل الله الذي يرحم) (رو 9: 16)
ولعل هذه الآية تذكرنا بآية أخرى على نسقها تمامًا وهى: (أنا غرست وأبولس سقى، لكن كان ينمى. إذن ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي، بل الله الذي ينمى) (1كو 3: 6، 7) وطبيعي أن الله لا ينمى الفراغ، إنما ينمى ما قد غرس وسقى.. وبنفس الوضع (ليس لمن يشاء، ولا لمن يسعى، بل الله الذي يرحم)
والله يرحم من؟ يرحم الذي يشاء، الذي يسعى. ولكن مشيئة الإنسان وحدها لا تكفى، وسعيه لا يكفى، بدون رحمة الله. تمامًا كما أن الغرس والسقي وحدهما لا يكفيان بدون الله الذي ينمى..
إذن ليس معنى الآية أن الله يرفض المشيئة المقدسة والسعي المقدس. ويرحم من لا يشاء ولا يسعى، كلا طبعًا. إنما الأهمية الكبرى تعي لعمل الله معنا، حتى لا يفتخر أحد بأعماله..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
4 يعترضون بعبارة: (ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟) (رو 9: 20).
وطبيعي أن الإنسان لا يقول لخالقه: (لماذا صنعتني هكذا؟) فليكن كما يكون، صاحب مواهب كثيرة، أولا مواهب له.. ولكن ليس لهذا تأثير على أبديته وخلاصه..
وقد يكون إناء هوان على الأرض، ويكون مصيره الأبدي عكس هذا، كما كان لعازر المسكين. ولكن لا يمكن أن تعنى (إناء للهوان) أن يكون إناء للشر، لأن الخزاف العظيم لا يمكن أن يصنع آنية للشر. فالشر ليس الله مصدره.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
5 ومع ذلك كثيرًا ما جعل الله بعض الناس آنية كرامة على الأرض، وهم غيروا مصائرهم بصفة دائمة أم مؤقتة:
فشاول البنياميني حل عليه روح الرب فتنبأ، وصار رجلًا آخر (1صم 10)، وأخذ المسحة المقدسة من صموئيل النبي، ولكنه حول نفسه إلى إناء هوان بإرادته، لما استقل عن الله وخالفه، ففارق روح الرب شاول (1صم 16).
وبلعام كان آنية للكرامة، وتنبأ نبوءات عن السيد المسيح، وكان موضع إكرام الملوك (عد 22 - 24) ولكنه حول نفسه آنية للهوان، لما وقع في الضلالة، ونصح بلاق أن يلقى معثرة أمام الشعب (رؤ 2: 14).
وشمشون جعله الله آنية وحل عليه روح الرب وكان يقوده (قض 13) ولكنه حول نفسه إلى آنية هوان في فترة معينة وفقد كرامته وكسر نذره (قض 16) وأخيرًا عاد آنية للكرامة وحسب مع رجال الإيمان (عب 11: 32).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
6 أرى البعض كانوا مختارين، فليسمعوا إذن قول الرسول:
(لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين) (2بط 1: 10).
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
الاختيار في يد الإنسان ( قداسة البابا شنودة الثالث ) من كتاب بدعة الخلاص في لحظة
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
بدع حديثة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 11:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024