![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 88261 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الزهد يُحرِّرنا من كل عائق أسرية فنستطيع أن نتَّبع المسيح (متى 16: 25)؛ فيسوع لا يُريدنا أن نرفض الحب الطبيعي العائلي، بل يطلب أن يزيد حبنا له عن الحب العائلي. ومن هذا المنطلق، يدعونا يسوع إلى حياة جديدة التي لا تأتي من الروابط الأسرية، ولكن من النعمة أي الاتحاد به وبحمل صليبه، لان الروابط الأسرية تسد أحيانا طريقنا وتعيق ثقتنا في الرب عندما نضع ثقتنا في الأسرة كأمان وحماية وحياة أكثر من الله أو بدلا من الله. الروابط الأسرية جيدة في حد ذاتها، ولكنها في بعض الأحيان تُقيدنا ولا تجعلنا نسير. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88262 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنَّ الزهد المطلوب منا هو أن نقطع كل اهتمام (روابط أسرية -مال -كرامة) يُعطِّلنا عن النمو في محبة ربَّنا، لأن محبَّة الله لها سموها أكثر من تكريم الوالدين ومحبتهم. ويُعلق القديس أمبروسيوس الله لا يريدنا أن نجهل الحب العائلي ولا أيضًا أن نُستَعْبد له، وإنما نُخضع الطبيعة، ونُكرم خالق الطبيعة، فلا نتخلى عن الله بسبب حبِّنا للوالدين. فإتباع المسيح هي هبة الذات للمسيح، وهذا الأمر يتطلب أن نضعه في المقام الأول في الحياة قبل الذات والأهل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88263 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيس أمبروسيوس الله لا يريدنا أن نجهل الحب العائلي ولا أيضًا أن نُستَعْبد له، وإنما نُخضع الطبيعة، ونُكرم خالق الطبيعة، فلا نتخلى عن الله بسبب حبِّنا للوالدين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88264 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن حب الأهل وإكرامهم ومحبة العائلة وصية من وصايا الله وواجب، ولكن يأتي بعد حب المسيح. ولكن هذا المحبة يمكن أن تكون مُبررا لعدم خدمة الله أو إنجاز عمل كما ادَّعى بعض الكتبة والفريسيين "وأَمَّا أَنتُم فتَقولون: مَن قالَ لأَبيهِ أَو أُمِّه: كُلُّ شَيءٍ قد أُساعِدُكَ بِه جَعَلتُه قُرْباناً، فَلَن يَلزَمَه أَن يُكرِمَ أَباه. لَقَد نَقَضتُم كلامَ اللهِ مِن أَجْلِ سُنَّتِكم"(متى 15: 5). وهنا يوضِّح السيد المسيح أنَّ إكرام الوالدين وصيه إلهية بل هو وبخ اليهود بشدِّه، لأنهم بعدم التزامهم بهذه الوصية قد خالفوا وتعدُّوا على الناموس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88265 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنَّ تلميذ يسوع لا يرتبط بتعليم بل بشخص، لذلك لا يستطيع التلميذ أن يترك معلمه الذي أصبح مرتبطاً به أكثر من أبيه وأمه (لوقا 14: 25-26). فاتّباع يسوع، في الواقع، لا يعني اعتناق تعليم أدبي وروحي فحسب، وإنما مشاركته في مصيره أيضاً، أي في آلامه ومجده. وفي الواقع، كان التلاميذ على استعداد لمشاركته في مجده كما صرّح بطرس الرسول " ها قد تَرَكْنا نَحنُ كُلَّ شيءٍ وتَبِعناك، فماذا يكونُ مَصيرُنا؟ " (متى 19: 27). لكن يجب أن يتعلموا أنَّهم لا بدَّ لهم أن يشاركوه أولاً في تجاربه وآلامه. لذا يطالب يسوع تلميذه بالزهد بالذات، وذلك بتفضيل يسوع على نَفسِه (لوقا 14: 26) وبالتجرد الكامل وبترك الأقارب (متى 8: 19-22)، دون ما مقاسمة أو رجعة (لوقا 9: 61-62). وهذا النداء قد يدعى إليه الجميع، لكن ليس الجميع يستطيعون أن يلبّوا هذا النداء (متى 19: 22-24). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88266 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المتطلب الثاني: حمل الصليب يقوم المطلب الثاني لإتِّباع يسوع على حمل الصليب. قال يسوع " ومَن لم يَحمِلْ صَليَبهُ ويَتبَعْني، لا يَسْتَطيعُ أَن يكونَ لي تِلميذاً" (لوقا 14: 27). ففي زمن المسيح، "حملَ الصليب" معناه أن يتخلّى الإنسان عن حياته، أن يكون مستعدّاً للموت، وفي النهاية أن يموت (لوقا 17: 33). في هذا المعنى "حمل صليبه"، أن نكون في وضع نتحمّل فيه كلّ شيء من أجل المسيح، نتحمّل حتّى الموت. على التلميذ أن يقبل ما ينبغي أن يتحمله كوسيلة للتضحية بشخصه حتى الموت، فعلى التلميذ الحقيقيّ أن يضع نفسه في وضع إنسانٍ حُكم عليه بالموت، فحمَلَ أداة تعذيبه وموته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88267 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اتّخذت العبارة "حمل الصليب" في زمن آباء الكنيسة معنى رمزيّاً. فالصليب صار استعارة تدلّ على أحداث تُضايقنا في حياتنا، وتقلقنا وتؤلمنا. في هذا المفهوم، تعني عبارة "حمل الصليب "، الدخولَ في مخطَّط الله والقَبولَ بسخاء بهذه الأحداث المؤلمة، وكأنّها أداة خلاصنا، وكأنها وسائلُ ترسلها العنايةُ من أجل تقدّم ملكوت الله. فعندما نَحمل صليبَنا بهذه الطريقة نتبع يسوع حقّاً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88268 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الصليب قبل المسيح كان يرمز إلى العار وإلى الألم، لكن مع المسيح أصبح يرمز قبل كل شيء إلى المحبة والتضحية والعطاء. إن دعوة يسوع المتطلبة لحمل صليبه وراءه، هي بالأساس إحدى متطلبات الحُب الإنساني نفسه. ومن أحب الله أكثر من نفسه يقدر على حمل الصليب "مَن فَقَدَ حَياتَه في سبيلي يَحفَظُها" (متى 10: 39ب). ولن يقدر على حمل الصليب إلاَّ من أحب الله أكثر من نفسه. ذلك لأن صليب المسيح هو مرتبط بأعظم حُب يمكن أن يصله الإنسان كما قال يسوع: " لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه " (يوحنا 15: 13). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88269 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صليب المسيح هو إذن البرهان الكبير على حبِّه لكل واحد منا بل أنه أفضل تعبير عن هذا الحُب الكبير. فكل أنواع الحُب تحتاج إلى لغة التضحية أو الذبيحة أي الصليب. وموقف كهذا لو اعتنقناه، قد يعرضنا للاحتقار وعدم تفهم الآخرين لنا وللسخرية وربما للنميمة. ولكن لا ننسى أنَّ يسوع بعد إن حمل صليبه وسُمر عليه عاد وقام من بين الأموات. إن كنا نتقبَّل ما تحمله لنا الحياة من آلام، انسجاماً مع دعوتنا المسيحية، سنكتشف في حينه أن الصليب درب يقودُنا، منذ الآن إلى فرح لم نختبره من قبل وستنمو حياتنا الروحية، ويثبت فينا ملكوت الله. وفي هذا الصدد أكدت الطبيبة إريكا فيليلا، مُؤسِّسة أبناء مريم، "أنَّ الصليب وحده هو الذي يعطي معنى للألم وقوة للآمل، فيثبت المؤمن في إيمانه وفي مسيرته مع المسيح. الصليب (أي المرض والألم) مع المسيح هو انتصار". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 88270 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان جمهور الذين يستمعون إلى يسوع يُدركون تماما معنى أنَّ "حمل الصليب". فعندما كان الرومان يسوقون مجرما لتنفيذ حكم الإعدام فيه كانوا يُجبرونه على حمل الصليب الذي سيُعلق عليه إلى مكان تنفيذ العقوبة. وكان هذا يُظهر خضوعه لروما، ويُحذر الآخرين حتى يخضعوا هم أيضا. فإتباع يسوع معناه الخضوع الكامل له حتى الموت. وهذا يتطلب مِن مَن يريد أن يتبعه ألا يندفع في حماس سطحي لابتاعه بل عليه أن يتعمق ويعرف أنَّ هناك ثمن لاتباعه. ويسوع المحكوم عليه بالصَّلْب حمل صليبه إلى مكان تنفيذ العقوبة، كما جاء في أنجيل يوحنا "خَرَجَ حامِلاً صَليبَه إلى المَكانِ الَّذي يُقالُ لَه مَكانَ الجُمجُمة، ويقالُ لهُ بِالعِبرِيَّةِ جُلْجُثَة" (يوحنا 19: 17). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " أن السيِّد لا يطالبنا أن نضع صليبًا من خشب لنحمله كل يوم، وإنما أن نضع الموت نصب أعيننا". |
||||