![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 87841 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الاعداد لنعمة الملوكية: يبدأ الجزء الثاني من المزمور بإعلان يترنّم به مجموعة من المرتلين في العبادة الجماعية، يسبحون به الله في شكل سؤال بلاغي: "لأن مَن إله غير الرب؟! أو من هو إله سوى إلهنا؟!" [31]. هنا يقارن المرتل بين الله "يهوه" والآلهة الأخرى التي يتعبد لها الأمم، ممجدًا سموه العالي. في الأعداد [32-36] أُعد داود لاعتلاء مركزه، حيث ينال نعمة الملوكية. الله هو المعلم والمدافع عن البطل الملك داود؛ إذ يمنحه قوة لا تُقهر، وسرعة حركة فيطأ المرتفعات بخطوات واسعة في ثقة بإلهه (تث 33: 29؛عا 4: 13؛ ميخا 1: 3). الله هو الذي يدرب الملك فيحسن استخدام الأسلحة، يهبه الحماية بالترس الإلهي، فلا تخور قوته، يعضده بقدرته الإلهية "يمينه". غير أن تمتع المرتل بنعمة الملوكية وقوة النصرة لا تدفعه إلى الكبرياء والاعتداد بذاته، إذ هو يعلم ضعف بشريته. "الله الذي يمنطقني بالقوة وجعل طريقي بلا عيب" [32]. إذ يقيم الله الإنسان ملكًا روحيًا يمنطق حقويه بالقوة، فيمتلئ حيوية وحقًا وقداسة! يسير في طريق الله الملوكي الذي بلا عيب كأنه طريقه هو، يحمل قوة الله عاملة فيه وأيضًا بره وقداسته. بهذا ينطلق إلى أرض المعركة بلا خوف، لأنه ليس للعدو - إبليس - موضع في قلبه. الخطية التي نزعت عن الإنسان كرامة الملوكية وسلطانها يحطمها الله المخلص ليرد إليه نعمة الملوكية الكاملة والغالبة. "ويثبت رجليّ كالإيل، ويقيمني على أعاليه" [32]. الإيل أو أنثى الظبي مدهشة في حركتها ورشاقتها، تستطيع أن تقفز إلى مسافات كبيرة، وتجري بسرعة عظيمة، ورغم خجلها بطبيعتها لكن عند إثارتها للمباراة تصير مقاتلًا مدهشًا يقاتل بالقائمتين. الاشارة هنا إلى سرعة هذا الحيوان يستخدمها داود النبي ليس فقط ليعلن عما وهبه الله من سرعة الحركة فلا يكون في متناول يد أعدائه، وإنما ليشير أيضًا إلى هجومه على العدو الشرير. نلاحظ هنا في نعمة الملوكية لا يقف الإنسان مدافعًا ضد العدو وإنما أيضًا يهاجمه، لأنه جندي صالح لحساب ملكوت الله. "يكون الهجوم بالحب والصلاة الدائمة ضد الشر لا ضد نفوس الخطاة". وقد عبّر المرتل عن الصلاة الهجومية والحب الغالب بقوله: "بإلهي أثب السور" [29]؛ أي يقفز بالحب والصلاة إلى مدينة العدو ليحطم الشر وينقذ النفوس الأسيرة. خلال نعمة الملوكية يتحرك المؤمن كالإيل بسرعة فائقة في محبة المسيح وفي الشهادة له وفي ممارسة كل فضيلة خاصة حب الآخرين، ومع نهاية كل حركة يقيمه الله على مرتفعاته (أعاليه) فلا يلحق به إبليس ولا يمسه شر! * "ويثبت رجليّ كالإيل". جعل حبي كاملًا فأستطيع القفز فوق أشراك هذا العالم الشائكة الشريرة. "ويقيمني على أعاليه"، أي يركز نظراتي على المسكن السماوي حتى أبلغ إلى ملء الله (أف 3: 19). القديس أغسطينوس مع كل حركة حب وجهاد في الرب يرفعني بتعزياته الإلهية كما إلى جبله المقدس ليعلن لي بهاء مجده داخلي، فأعود من جديد لأدخل في معركة جديدة روحية، لا ضد لحم ودم بل ضد أجناد الشر الروحية في السمويات (أف 6: 12)، لذا يكمل المرتل: قائلًا: "الذي يُعلّم يديَّ القتال، وجعل ساعديَّ أقواسًا من نحاس. ومنحني نصرة خلاصي، ويمينك عضدَّتني" [34-35]. * يعلمني الله أن أكون ماهرًا في القتال ضد المقاومين (الشياطين) الذين يهدفون إلى إقامة حاجز يحجبني عن ملكوت السموات. القديس أغسطينوس إنها سلسلة لا تنقطع من الحروب، يتبعها نصرات متتالية، وتمتع متجدد بقوة الله الغالبة بنا وفينا. يقول الرسول: "إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون، هادمين ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2 كو 10: 3-5). ويقول المرتل: "يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات، وأنت لا يقتربون إليك" (مز 91: 7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87842 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يبدأ الجزء الثاني من المزمور بإعلان يترنّم به مجموعة من المرتلين في العبادة الجماعية، يسبحون به الله في شكل سؤال بلاغي: "لأن مَن إله غير الرب؟! أو من هو إله سوى إلهنا؟!" [31]. هنا يقارن المرتل بين الله "يهوه" والآلهة الأخرى التي يتعبد لها الأمم، ممجدًا سموه العالي. في الأعداد [32-36] أُعد داود لاعتلاء مركزه، حيث ينال نعمة الملوكية. الله هو المعلم والمدافع عن البطل الملك داود؛ إذ يمنحه قوة لا تُقهر، وسرعة حركة فيطأ المرتفعات بخطوات واسعة في ثقة بإلهه (تث 33: 29؛عا 4: 13؛ ميخا 1: 3). الله هو الذي يدرب الملك فيحسن استخدام الأسلحة، يهبه الحماية بالترس الإلهي، فلا تخور قوته، يعضده بقدرته الإلهية "يمينه". غير أن تمتع المرتل بنعمة الملوكية وقوة النصرة لا تدفعه إلى الكبرياء والاعتداد بذاته، إذ هو يعلم ضعف بشريته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87843 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "الله الذي يمنطقني بالقوة وجعل طريقي بلا عيب" [32]. إذ يقيم الله الإنسان ملكًا روحيًا يمنطق حقويه بالقوة، فيمتلئ حيوية وحقًا وقداسة! يسير في طريق الله الملوكي الذي بلا عيب كأنه طريقه هو، يحمل قوة الله عاملة فيه وأيضًا بره وقداسته. بهذا ينطلق إلى أرض المعركة بلا خوف، لأنه ليس للعدو - إبليس - موضع في قلبه. الخطية التي نزعت عن الإنسان كرامة الملوكية وسلطانها يحطمها الله المخلص ليرد إليه نعمة الملوكية الكاملة والغالبة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87844 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "ويثبت رجليّ كالإيل، ويقيمني على أعاليه" [32]. الإيل أو أنثى الظبي مدهشة في حركتها ورشاقتها، تستطيع أن تقفز إلى مسافات كبيرة، وتجري بسرعة عظيمة، ورغم خجلها بطبيعتها لكن عند إثارتها للمباراة تصير مقاتلًا مدهشًا يقاتل بالقائمتين. الاشارة هنا إلى سرعة هذا الحيوان يستخدمها داود النبي ليس فقط ليعلن عما وهبه الله من سرعة الحركة فلا يكون في متناول يد أعدائه، وإنما ليشير أيضًا إلى هجومه على العدو الشرير. نلاحظ هنا في نعمة الملوكية لا يقف الإنسان مدافعًا ضد العدو وإنما أيضًا يهاجمه، لأنه جندي صالح لحساب ملكوت الله. "يكون الهجوم بالحب والصلاة الدائمة ضد الشر لا ضد نفوس الخطاة". وقد عبّر المرتل عن الصلاة الهجومية والحب الغالب بقوله: "بإلهي أثب السور" [29]؛ أي يقفز بالحب والصلاة إلى مدينة العدو ليحطم الشر وينقذ النفوس الأسيرة. خلال نعمة الملوكية يتحرك المؤمن كالإيل بسرعة فائقة في محبة المسيح وفي الشهادة له وفي ممارسة كل فضيلة خاصة حب الآخرين، ومع نهاية كل حركة يقيمه الله على مرتفعاته (أعاليه) فلا يلحق به إبليس ولا يمسه شر! * "ويثبت رجليّ كالإيل". جعل حبي كاملًا فأستطيع القفز فوق أشراك هذا العالم الشائكة الشريرة. "ويقيمني على أعاليه"، أي يركز نظراتي على المسكن السماوي حتى أبلغ إلى ملء الله (أف 3: 19). القديس أغسطينوس مع كل حركة حب وجهاد في الرب يرفعني بتعزياته الإلهية كما إلى جبله المقدس ليعلن لي بهاء مجده داخلي، فأعود من جديد لأدخل في معركة جديدة روحية، لا ضد لحم ودم بل ضد أجناد الشر الروحية في السمويات (أف 6: 12) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87845 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "الذي يُعلّم يديَّ القتال، وجعل ساعديَّ أقواسًا من نحاس. ومنحني نصرة خلاصي، ويمينك عضدَّتني" [34-35]. * يعلمني الله أن أكون ماهرًا في القتال ضد المقاومين (الشياطين) الذين يهدفون إلى إقامة حاجز يحجبني عن ملكوت السموات. القديس أغسطينوس إنها سلسلة لا تنقطع من الحروب، يتبعها نصرات متتالية، وتمتع متجدد بقوة الله الغالبة بنا وفينا. يقول الرسول: "إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون، هادمين ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2 كو 10: 3-5). ويقول المرتل: "يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات، وأنت لا يقتربون إليك" (مز 91: 7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87846 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * "ويثبت رجليّ كالإيل". جعل حبي كاملًا فأستطيع القفز فوق أشراك هذا العالم الشائكة الشريرة. "ويقيمني على أعاليه"، أي يركز نظراتي على المسكن السماوي حتى أبلغ إلى ملء الله (أف 3: 19). القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87847 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * يعلمني الله أن أكون ماهرًا في القتال ضد المقاومين (الشياطين) الذين يهدفون إلى إقامة حاجز يحجبني عن ملكوت السموات. القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87848 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() استسلام الأعداء: مع كل خبرة جديدة يتشدد قلب المؤمن ليجاهد خلال نعمة الملوكية حتى المنتهى، قائلًا: "أوسعت خطواتي تحتي وعقباي لم يضعفا. أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يفنوا" [36-37]. * إذ أتقوى بقوتك لذلك أنطق بالكلمات التالية بجسارة: "أطرد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى يفنوا". القديس يوحنا كاسيان توسيع الخطوات أو مكان الوقوف يعطي ثباتًا وشجاعة لا يمكن أن يهزهما شيء ما. يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن القديس بولس يشبه داود النبي في قتاله ضد عدوه، فكان يجري بسرعة من أمامه. [هكذا كان بولس مقاتلًا سريع الحركة ورشيقًا، وكان داود يوسّع خطواته أثناء تعقبه عدوه، وأيضًا العريس في سفر النشيد يشبه الظبي يقفز بسرعة على الجبال، طافرًا على التلال (نش 2: 8-9)]. ظن العمالقة أنهم غلبوا وانتصروا إذ هربوا بالأسرى والغنيمة بعدما أحرقوا صقلع بالنار، لكن داود النبي استشار الرب وانطلق يتقبهم حتى أدركهم وكسرهم واسترد كل ما أخذوه (1 صم 30). وهكذا إذ نسلك حسب مشورة الله ونستند على نعمته الغنية تهرب الخطايا وتذوب قلوب الشياطين من أمامنا، نلحق بهم ونسترد كل ما قد فقدناه! بقوله: "لا أرجع حتى يفنوا" يعلن المرتل أنه لم يقف عند نواله نصرة ما أو حتى سلسلة نصرات، إنما يجاهد حتى يبلغ كمال النصرة، حتى يتدمر العدو تمامًا... الأمر الذي لم يتحقق بداود - بصورة كاملة - وإنما بالسيد المسيح ابن داود، الذي غلب مملكة الظلمة، واهبًا هذه النصرة لمؤمنيه، حتى بصليبه لا يُترك في قلوبهم أو أفكارهم أو كلماتهم أو أعمالهم أثرًا للخطية، فيترنم كل واحد منهم قائلًا: "أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يفنوا" وكما يقول القديس بولس: "إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا" (رو 16: 20). * لا تكف عن ملاحقتي حتى يفنى شري، وأعود إلى رجُلي الأول، الذي يعطيني صوفي وكتاني، زيتي ودقيقي، ويقوتني بأغنى الأطعمة. إنه هو الذي سيَّج حولي، وأغلق عليّ طرقي الشريرة، حتى أجده بكونه الطريق الحقيقي، القائل في الإنجيل: "أنا هو الطريق والحق والحياة". القديس جيروم * ليس المصارعون وحدهم هم الذين أحيانًا يلقون آخرين أرضًا وأحيانًا يسقطون هم بدورهم، فإن الشياطين أيضًا تصارع ضدنا، أحيانًا تلقينا إلى أسفل وأخرى نلقيهم نحن إلى أسفل. يقول المرتل: "أضيّق عليهم (أسحقهم) فلا يستطيعون الوقوف" [38]، وأيضًا: "عندما يقترب مني الأشرار ليأكلوا لحمي، الذين يضايقونني وأعدائي هم ضعفوا وسقطوا" . القديس أوغريس من بنطس * إذا صليت ضد آلامك (شهواتك الشريرة) والشياطين التي تهاجمك، تتذكر ذاك الإنسان القائل: "أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يسقط جميعهم. أسحقهم فلا يستطيعون الوقوف، يسقطون تحت قدميَّ إلخ..." تقول هذا في الحظة الحاسمة التي فيها تتسلح ضد خصمك بالاتضاع. القديس أوغريس من بنطس * "أذريهم كالهباء أمام وجه الريح" [42]. أحوّلهم إلى غبار، لأنهم رفضوا اغداق نعمة الله عليهم. إنهم مختالون بأنفسهم ومتعجرفون بكبريائهم، فحُرموا من صلابة الرجاء الذي لا يتزعزع، صاروا كغبار يُدفع بعيدًا عن الأرض الصلبة الثابتة. القديس أغسطينوس هكذا بعدما أعلن المرتل أن الله هو سرّ قوته ونصرته، فلا يهرب من ساحة القتال بل يهاجم الخطايا ويبث الحرب على الشياطين، يحطم أسوارهم الواهية، ويبدد طاقتهم، ويقتفي آثارهم حتى يهلكهم تمامًا... الآن يكشف عن ضعف العدو المعتدّ بذاته ومتعجرف حتى على الله نفسه. يصور المرتل حال العدو هكذا: أ. إنهم هاربون أمامه في غاية الضعف: "يجعل الرب أعداءك القائمين عليك منهزمين أمامك، في طريق واحدة يخرجون عليك، وفي سبع طرق يهربون أمامك" (تث 28: 7). ب. يسقطون واحد وراء الآخر حتى يفنى الكل [38]، ويستأصلهم الرب [41]. ج. يصيرن في مذلة تحت قدميه. د. يصرخون وليس من يخلص أو يستجيب [42]. ه. يصيرون كالهباء ليس لهم قيمة ولا موضع استقرار، يود الكل أن يتخلص منهم؛ ومثل طين الشوارع يدوسهم المرتل [42]. بينما يصير المؤمن كالجبل العالي المستقر المرتفع نحو السماويات يصير العدو كطين الشوارع تحت الأقدام! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87849 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "أوسعت خطواتي تحتي وعقباي لم يضعفا. أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يفنوا" [36-37]. * إذ أتقوى بقوتك لذلك أنطق بالكلمات التالية بجسارة: "أطرد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى يفنوا". القديس يوحنا كاسيان توسيع الخطوات أو مكان الوقوف يعطي ثباتًا وشجاعة لا يمكن أن يهزهما شيء ما. يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن القديس بولس يشبه داود النبي في قتاله ضد عدوه، فكان يجري بسرعة من أمامه. [هكذا كان بولس مقاتلًا سريع الحركة ورشيقًا، وكان داود يوسّع خطواته أثناء تعقبه عدوه، وأيضًا العريس في سفر النشيد يشبه الظبي يقفز بسرعة على الجبال، طافرًا على التلال (نش 2: 8-9)]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87850 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ظن العمالقة أنهم غلبوا وانتصروا إذ هربوا بالأسرى والغنيمة بعدما أحرقوا صقلع بالنار، لكن داود النبي استشار الرب وانطلق يتقبهم حتى أدركهم وكسرهم واسترد كل ما أخذوه (1 صم 30). وهكذا إذ نسلك حسب مشورة الله ونستند على نعمته الغنية تهرب الخطايا وتذوب قلوب الشياطين من أمامنا، نلحق بهم ونسترد كل ما قد فقدناه! بقوله: "لا أرجع حتى يفنوا" يعلن المرتل أنه لم يقف عند نواله نصرة ما أو حتى سلسلة نصرات، إنما يجاهد حتى يبلغ كمال النصرة، حتى يتدمر العدو تمامًا... الأمر الذي لم يتحقق بداود - بصورة كاملة - وإنما بالسيد المسيح ابن داود، الذي غلب مملكة الظلمة، واهبًا هذه النصرة لمؤمنيه، حتى بصليبه لا يُترك في قلوبهم أو أفكارهم أو كلماتهم أو أعمالهم أثرًا للخطية، فيترنم كل واحد منهم قائلًا: "أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يفنوا" وكما يقول القديس بولس: "إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا" (رو 16: 20). * لا تكف عن ملاحقتي حتى يفنى شري، وأعود إلى رجُلي الأول، الذي يعطيني صوفي وكتاني، زيتي ودقيقي، ويقوتني بأغنى الأطعمة. إنه هو الذي سيَّج حولي، وأغلق عليّ طرقي الشريرة، حتى أجده بكونه الطريق الحقيقي، القائل في الإنجيل: "أنا هو الطريق والحق والحياة". القديس جيروم * ليس المصارعون وحدهم هم الذين أحيانًا يلقون آخرين أرضًا وأحيانًا يسقطون هم بدورهم، فإن الشياطين أيضًا تصارع ضدنا، أحيانًا تلقينا إلى أسفل وأخرى نلقيهم نحن إلى أسفل. يقول المرتل: "أضيّق عليهم (أسحقهم) فلا يستطيعون الوقوف" [38]، وأيضًا: "عندما يقترب مني الأشرار ليأكلوا لحمي، الذين يضايقونني وأعدائي هم ضعفوا وسقطوا" . القديس أوغريس من بنطس * إذا صليت ضد آلامك (شهواتك الشريرة) والشياطين التي تهاجمك، تتذكر ذاك الإنسان القائل: "أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يسقط جميعهم. أسحقهم فلا يستطيعون الوقوف، يسقطون تحت قدميَّ إلخ..." تقول هذا في الحظة الحاسمة التي فيها تتسلح ضد خصمك بالاتضاع. القديس أوغريس من بنطس * "أذريهم كالهباء أمام وجه الريح" [42]. أحوّلهم إلى غبار، لأنهم رفضوا اغداق نعمة الله عليهم. إنهم مختالون بأنفسهم ومتعجرفون بكبريائهم، فحُرموا من صلابة الرجاء الذي لا يتزعزع، صاروا كغبار يُدفع بعيدًا عن الأرض الصلبة الثابتة. القديس أغسطينوس هكذا بعدما أعلن المرتل أن الله هو سرّ قوته ونصرته، فلا يهرب من ساحة القتال بل يهاجم الخطايا ويبث الحرب على الشياطين، يحطم أسوارهم الواهية، ويبدد طاقتهم، ويقتفي آثارهم حتى يهلكهم تمامًا... الآن يكشف عن ضعف العدو المعتدّ بذاته ومتعجرف حتى على الله نفسه. |
||||