![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 87751 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التابوت: كنا نتوقع في سفر الخروج أن يحدثنا بعد الدعوة للاشتراك في تقدمات بناء الخيمة أن يحدد أبعاد الخيمة ومواد بنائها وأقسامها وأخيرًا الأثاث الذي فيها، لكننا هنا نجده يبدأ بالحديث عن بعض أثاثها قبل حديثه عن الخيمة نفسها. فيحدثنا في هذا الأصحاح عن تابوت العهد ومائدة خبز الوجوه والمنارة، ولعله بهذا أراد أن يبدأ بالحديث عن أقدس الأمور في أقدس موضع في ذلك الحين؛ هذه الأشياء الثلاثة إنما تمثل سرّ حلول الله وسط شعبه (التابوت) وسرّ شبعهم بالله (مائدة خبز الوجوه) وسرّ استنارتهم به (المنارة الذهبية). جاء الحديث عن هذه الأمور الثلاثة قبل الحديث عن الخيمة نفسها(1) وبعد استلام الوصايا العشر والشريعة، وكأن الله أراد بهذا أن يقدم لشعبه الإمكانيات التي تسندهم في تنفيذ هذه الوصايا الإلهية، لأن الإنسان بإرادته الحرة وحدها لا يقدر أن ينفذ الوصايا الإلهية، لكنه في حاجة إلى التابوت الذي هو حلول الله نفسه داخل القلب، ومائدة خبز الوجوه التي هي الشبع بخبز الملائكة، وبالمنارة التي هي الاستنارة بالروح القدس. بهذا ليس فقط تصير الوصايا ممكنة التنفيذ، لكنها تصبح طبيعية في حياة أولاد الله ومفرحة لنفوسهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87752 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شكل التابوت ومادته: يسمى بالعبرية "عارون" ×گض¸×¨×•ض¹×ں، وتعني الكلمة "صندوق". فقد كان أشبه بصندوق طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف، مصنوع من خشب السنط ومغشى بصفائح ذهبية خالصة، من الداخل ومن الخارج [11]. يحيط برأسه إكليل من ذهب. فوقه غطاء من الذهب الخالص يسمى "كابورت" ×”ض·×›ض·ض¼×¤ض¹ض¼ض½×¨ض¶×ھ‬؛ هذا الاسم مشتق من "كافار" kaphar التي تعني "يغطي"، وكما تعني "يكفِّر". ويسمى أيضًا كرسي الرحمة حيث كان يمثل عرش الله المملوء حنوًا نحو أولاده. وفوقه كروبان، واحد من كل طرف، وهما من الذهب الخالص، يظللان الغطاء، باسطين أجنحتهما إلى فوق، ووجهاهما كل واحد نحو الآخر. وعلى كل من الجانبين حلقتان ذهبيتان لكي يدخل في كل حلقتين عصا من خشب السنط المغشاه بالذهب، تُستخدم لحمل التابوت. وكان المنوط بحراسته وحمله بنو قهات من اللاويين (عد 3: 29-31). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87753 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان تابوت العهد يمثل الحضرة الإلهية، إذ يقول الرب: "وأنا أجتمع بك هناك وأتكلم معك على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل" [22]. بهذا كان التابوت يسير أمام الشعب يتقدمه عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا، وكان متى حمل يُقال: "قم يا رب فلتتبدد أعداؤك ويهرب مبغضوك من أمامك"، وإذا حلّ في موضع يُقال: "ارجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل" (عد 10: 33-36). عندما عبر الشعب الأردن حمل التابوت أمامهم فانشق النهر (يش 3: 14-17)، ثم بقى مدة في الخيمة في الجلجال، نقل بعده إلى شيلوه حيث بقى ما بين ثلاثة قرون وأربعة (إر 7: 12-15). وبسبب شر ابني عالي الكاهن وقع التابوت في يديّ الفلسطينيين في أفيق (1 صم 4) وجاؤا به إلى أشدود ووضعوه بجوار صنم داجون (1 صم 5: 2) فحلت بهم البلايا واضطروا إلى إرجاعه، فوضع في قرية يعاريم (1 صم 6: 7)، ثم نقله داود النبي إلى أورشليم، حتى بنى الهيكل (2 صم 6: 1-15، أي 15: 25-29). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87754 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التابوت والمذبح المسيحي: لا يُشير تابوت العهد إلى الحضرة الإلهية فحسب، وإنما يُشير إلى عمل الله الخلاصي خلال ذبيحة العهد، لذا جاء المذبح يكمل ما هدف إليه التابوت في كل تفاصيله ومحتوياته، نذكر على سبيل المثال: أ. كان التابوت مصنوعًا من خشب السنط، إشارة إلى الصليب الخشبي، سرّ اتحادنا مع الله وعلة دخولنا إلى مقدساته الإلهية. ب. مغشى بالذهب الخالص من الداخل والخارج، مع أن الداخل غير ظاهر للعيان، لكي يعمل عمل الذبيحة في أعماقنا الداخلية كما في تصرفاتنا الخارجية، فنحيا بروح سماوي (ذهبي). ج. يحيط برأسه إكليل من الذهب، علامة دخولنا إلى الأمجاد السماوية خلال المذبح الإلهي. د. يظلل الغطاء كروبان، علامة انفتاحنا على الخليقة السماوية وشركتنا مع السيرافيم والكاروبيم في تسابيحهم وليتروجياتهم. و. ظهور السحاب بين الكروبين وتراءي الله هناك وسماع صوته، وظهور لون أزرق (سماوي) عند الكروبين... هذا جميعه عن اسخاتولوجية (أخروية) ليتروجيتنا في المذبح الجديد، واتسامها بالطابع السماوي. ز. يوجد في داخل التابوت لوحا العهد اللذان يشيران إلى كلمة الله الخلاصية التي نتقبلها خلال العمل الذبيحي، ووعاء المن الذي يُشير إلى جسد الرب المقدس، وعصا هرون التي تُشير إلى العمل الرعوي الكنسي وارتباطه بالذبيحة. (2 صم 6: 1-15، أي 15: 25-29). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87755 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التابوت والكنيسة: حينما أتكلم عن الكنيسة لا أستطيع أن أفصل الكنيسة الجامعة عن كنيسة القلب إذ أن الأخير عضو في الجماعة المقدسة الكلية... وقد جاء التابوت يحمل رمزًا لهذه الكنيسة الواحدة، كنيسة الجماعة المقدسة، وكنيسة القلب. يقول القديس جيروم: [يليق بعروس المسيح أن تكون كتابوت العهد مُغَشَّى بالذهب من الداخل والخارج، وأن تكون حارسة لشريعة الله (للوحي الشريعة)، وكما أن التابوت لا يحوي سوى لوحي الشريعة (1 مل 8: 9) هكذا يليق بك ألاَّ يكون في ذهنك شيء خارج الشريعة إذ يُسر الله أن يجلس في ذهنك كما جلس على كرسي الرحمة والكاروبين[22]"]. وإن كان التابوت يمثل الكنيسة، فهو يمثل أيضًا القديسة مريم العذراء بكونها حاملة للسيد المسيح، والعضو الأمثل في الكنيسة المقدسة. لقد سبق فتحدثنا بأكثر تفصيل عن مدى التشابه بين تابوت العهد والقديسة مريم، إنها مغشاه بالبتولية (الذهب) الروحية والجسدية، من الداخل والخارج. وكما كان التابوت يبعث في الشعب فرحًا حتى رقص داود أمامه (2 صم 6)، هكذا زيارة القديسة مريم الحاملة للسيد في أحشائها أبهجت الجنين يوحنا المعمدان في أحشاء أمه فرقص (سكيرتان) بابتهاج! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87756 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس جيروم:
[يليق بعروس المسيح أن تكون كتابوت العهد مُغَشَّى بالذهب من الداخل والخارج، وأن تكون حارسة لشريعة الله (للوحي الشريعة)، وكما أن التابوت لا يحوي سوى لوحي الشريعة (1 مل 8: 9) هكذا يليق بك ألاَّ يكون في ذهنك شيء خارج الشريعة إذ يُسر الله أن يجلس في ذهنك كما جلس على كرسي الرحمة والكاروبين[22]"]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87757 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مائدة خبز الوجوه: كانت مائدة خبز الوجوه مصنوعة من خشب السنط، طولها ذراعين وعرضها ذراعًا واحدًا وارتفاعها ذراعًا ونصف؛ وكانت مغشاه بالذهب، وعلى حافتها العليا إكليل ذهبي. وبها أربعة حلقات ذهبية عند أطرافها ليوضع فيها عصوان لحملها. وكانت الصحاف تستخدم في إحضار الخبز إلى المائدة ورفعها عنها، أما الصحون فتحوي البخور (لا 24: 7)، ويوضع في الكاسات الخمر للتقدمة، وتستخدم الجامات في صب الخمر وسكبه. توضع مائدة خبز الوجوه في القدس بجوار الحائط الشمالي، أي عن يمين الداخل في الخيمة (خر 40: 22). وقد وُجد في هيكل سليمان عشر موائد خبز وجوه، كما وجد به عشر منائر ذهبية، لكنه يبدو أنه لم يكن يستخدم إلاَّ مائدة واحدة في وقت واحد، كما لا تستخدم إلاَّ منارة واحدة في وقت واحد (2 أي 4: 8، 19؛ 3: 11). أما الهيكل الثاني فمائدته أخذها أنطيخوس أبيفانيوس، وقام يهوذا المكابي بعمل مائدة أخرى عوضًا عنها (1مك 22؛ 4: 49-51). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87758 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مصطلحات خبز الوجوه: هناك مصطلحات كثيرة لهذا الخبز ، حملت معانٍ روحية تخص علاقتنا بالله، فهو يسمى خبز الوجوه Showbread, Shewbread أو خبز الحضرة Bread of Presence (خر 25: 30؛ 35: 13)، والترجمة الحرفية للتعبير العبري هو خبز الوجه Bread of (the) face يُشير إلى وجود هذا الخبز أمام الله وفي حضرته. وكأن الله ملتزم شخصيًا بإشباع احتياجات شعبه، لذلك كان عدد الخبز اثنيّ عشر علامة تعهده بإشباع كل شعبه (جميع الأسباط). كما أن رقم 12 يُشير أيضًا إلى أشهر السنة، كأن الله يتعهد بإشباع شعبه طوال العام، لهذا يسمى "الخبز الدائم" (عد 4: 7)، كما يدعى "خبز الوجوه الدائم التقدمة" (2 أي 2: 4)... وكأن الديمومة هنا أيضًا تُشير إلى تقديمه بغير انقطاع، علامة وجود عهد دائم بين الله وكل الجماعة لا يتوقف. كما يسمى "الخبز المقدس" (1 صم 2: 14)، فلا يأكله إلاَّ الكهنة المقدسين للعمل، يأكلونه في الخيمة يوم السبت (الراحة) بعد أن يوضع خبز جديد ساخن، وكأنه لا يُشير إلى شبع مادي جسداني، لكنه يُشير إلى الشبع الروحي اللائق بحياة القداسة، يؤكل يوم السبت، أي يوم الراحة، كأنه يخص الراحة الأبدية! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87759 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() طقس الخبز: لهذا الخبز طقس دقيق جاء في اللاويين (24: 5-9)، فكان يصنع كل سبت حيث لا يجوز العمل، لأنه يُشير إلى الخبز السماوي الذي ليس من هذا العالم (أي المسيح نفسه السماوي)، يقدم على المائدة الذهبية ساخنًا، تأكيدًا لسمته السماوية وقلبه الملتهب حبًا لإشباعنا. يوضع الخبز على صفين أو وجهين، ويوضع بخور فوق كل صف. وكما يقول يوسيفوس المؤرخ: [إنه كان يُقدم بخور على كاسات ذهبية، يحرق يوم السبت ]. يرى يوسيفوس أن هذا الخبز كان فطيرًا بلا خمير . كل خبزة عبارة عن عُشريّ إيفة من الدقيق الفاخر two tenth-deals، الذي كان يستخدم لتقديمه للضيوف أصحاب الكرامة، وعلى مائدة الملك (تك 18: 6، 1 مل 4: 22)، كما كان يُسْتَخْدَم في بعض التقدمات. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 87760 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوسيفوس المؤرخ [إنه كان يُقدم بخور على كاسات ذهبية، يحرق يوم السبت ]. |
||||