![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 86671 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أتى سيدنا يسوع بتصريح وكأنه يناقض رسالة السلام "أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئتُ لأُحِلَّ السَّلامَ في الأَرْض؟ أَقولُ لَكُم: لا، بَلِ الِانقِسام." (لوقا 12: 51). وجاء هذا التصريح ليَقلب هذا العالم راساً على عقب. فهو يُثير الانقسام حتى داخل الأسر (لوقا 12: 52 -53)، فيما بين من هم معه، ومن هم عليه. "سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إلى الموت، والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم، ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص. وإِذا طارَدوكم في مدينةٍ فاهرُبوا إلى غَيرِها. الحَقَّ أَقولُ لكم: لن تُنُهوا التَّجْوالَ في مُدُنِ إِسرائيل حتَّى يأتيَ ابنُ الإِنسان. (متى 10: 16-23)؛ انه جُعل "آيَةً (علامة) مُعَرَّضةً لِلرَّفْض" (لوقا 2: 34). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86672 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حدث في العهد القديم حيث تحمل ارميا النبي من الألم والاضطهاد بسبب أمانته لله وثمرة ابتعاد الإنسان عن الله (ارميا 38: 4-10)، كذلك أنَّ ما يحدث من انقسام واضطهاد في العهد الجديد هو سبب إيمان البعض بالمسيح ورفض البعض الآخر في نفس البيت أو نفس المجتمع، فالسيف هنا ليس سيف الحرب، بل سيف الانقسام بين المؤمن وغير المؤمن، سيف التفريق بين الحق والباطل. ولم يكن الانقسام صادرًا من السيد المسيح، بل كان صادرًا من رفض الإنسان للإيمان الذي نادى به المسيح. وهكذا أنذر السيد المسيح تلاميذه، بأن انقسامًا لا بدَّ من أن سيحدث. لذلك من أجل المسيح تقوم جماعة على جماعة، والأسرة على الأسرة والإنسان على أخيه الإنسان، والإنسان على ذاته. وقد أعلن " مَن لم يَكُنْ مَعي كانَ علَيَّ " (لوقا 11: 23). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86673 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التلاميذ في حملهم لرسالة المسيح، لا يدعوهم إلى الرفاهية، بل إلى الصدام مع الانقسام. لذلك قال لهم "تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم" (يوحنا 16: 33)، "تأتي ساعةٌ يَظُنُّ فيها كُلُّ مَن يَقتُلُكم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبادة" (يوحنا 16: 2) "إِذا أبغَضَكُمُ العالَمُ فَاعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم" (يوحنا 15: 18). لقد وقف سيف الانقسام ضد المسيحية، لم يكن منها، وإنما عليها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86674 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يكتفِ يسوع بتوجيه التهديدات التي نطق بها الأنبياء ضد كل أمان خادع (لوقا 17: 26-36) بل إنه يفرِّق بين أعضاء الأسرة الواحدة بين المؤمن وغير المؤمن. ولذلك فإن يسوع لم يُعكرِّ على هذا النحو إلا سلاماً وهمياً أو سلاماً طبيعياً محضاً، لأنه أتى "ليجمع المتفرقين" "أَنَّ يسوعَ سيَموتُ عَنِ الأُمَّة، ولا عنِ الأُمَّةِ فَقَط، بل لِيَجمَعَ أيضاً شَمْلَ أَبناءِ اللهِ المُشَتَّتين"(يوحنا 11: 52)، و"ليقهر البغض"، وليُحطِّم الحدود التي تفرِّق، وليقيم السلام الحقيقي بين الناس، وذلك بأن يجعلهم أبناء آبٍ واحد، وأعضاء جسدٍ واحد، يُحييهم روح واحد كما جاء في تعليم بولس الرسول "فإِنَّه سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة" (أفسس2: 14). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86675 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "لم يأتِ المسيح ليلاشي الحرب، بل ليُضيف سلاماً آخر، ألا وهو السلام الفصحي الذي يعقب الانتصار النهائي" حيث عبّر عنه يسوع بعد قيامة بقوله للرسل "بَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم: السَّلامُ علَيكُم!" (لوقا 24: 36). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86676 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يرى يوحنا الإنجيلي سلام يسوع في حضوره بين تلاميذه "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم" (يوحنا 14: 27). ولم يَعد هذا السلام مرتبطاً بحضوره على هذه الأرض بل يتعلّق بانتصاره على العالم (يوحنا 20: 19-23). فسلام المسيح هو ثمرة ذبيحته "قُلتُ لَكم هذِه الأَشياء لِيكونَ لَكُم بيَ السَّلام. تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم ولكن ثِقوا إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم" (يوحنا 16: 33)؛ وسلام المسيح هو ثمرة الروح (غلاطية 5: 22). فكل مؤمن بيسوع المسيح يحيا به في سلام مع الله " فكما أَنَّه بِمَعصِيَةِ إِنسانٍ واحِدٍ جُعِلَت جَماعةُ النَّاسِ خاطِئَة، فكَذلِكَ بِطاعةِ واحِدٍ تُجعَلُ جَماعةُ النَّاسِ بارَّة" (رومة 5: 19). ولا يمكن للقاء مع الرب إلاَّ وأن يُغيّرنا ويمنحنا سلامه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86677 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() موقفنا تجاه يسوع الذي يلقي النار والانقسام جاء يسوع لكي يلقي النار وليُحل الانقسام في الأرض، إذ ترتبط النار هنا بالدينونة، فتمرّ على أعمالنا فتنقّيها كما تنقّي المعادن. ويتوجب على المؤمن أن يتخذ قراره فيبدّل حياته "سيَظهَرُ عَمَلُ كُلِّ واحِد، فيَومُ اللّه سيُعلِنُه، لأَنَّه في النَّارِ سيُكشَفُ ذلِك اليَوم، وهذِه النَّارُ ستَمتَحِنُ قيمةَ عَمَلِ كُلِّ واحِد" (1 قورنتس 3: 12-13). وهكذا جاء يسوع ليحلّ الانقسام في الأرض. ولم يكن الرب يسوع في قوله هذا يشجع عصيان الوالدين، أو الصراع في البيت، بل أراد أن يُبيِّن أن وجوده يستلزم قراراً، وحيث أنَّ البعض سيتبعونه، والبعض الآخر لن يتبعوه، فلا بدَّ أن ينشب صراع. قد يفرق الالتزام المسيحي بين الأصدقاء والأحباء، فإن، قيَّمنا وأهدافنا لا بدَّ أن تفصلنا عن الآخرين كي نحمل صليبنا ونتبعه بحيث يكون الله الأولوية المطلقة في حياتنا. ولا يمكن قبول الرب إن لم نرضَ عن أعماله، وهي أعمال النار التي تُنقّي وتحرق جميع مشاعر التعلق الأرضية التي يتعلق بها القلب، وجميع الثروات والكنوز الباطلة. يريد يسوع أن يكون الله في المرتبة الأولى وبعد هذا تأتي محبَّة الوالدين. ينبغي أن نفضِّل ما لله، لأنه إن كان للوالدين أيَّة حقوق، ينبغي أن نضع من وهبنا الوالدين (أي الله) في المرتبة الأولى كما جاء في قوله تعالى "مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي" (متى 10: 37). الله لا يمنعنا عن محبَّة والدينا، إنما عن تفضيلهما على الله، فالعلاقة الطبيعيَّة هي من بركات الرب، فلا يليق أن يحبَّ الإنسان العطيَّة أكثر من واهب العطيَّة وحافظها خاصة في موضوع الإيمان. ونستنتج مما سبق أنه حين يأخذ أحد أفراد العائلة موقفا تجاه يسوع على مستوى الإيمان، فهو مدعو أن يتبعه في الضيق والاضطهاد. وهذا الاضطهاد يُسمِّيه يسوع الانقسام. إذ ينقسم غير المؤمنين في البيت على الذي قَبِلَ الإيمان حتى يصل لدرجة أنهم يقتلوه، لأنه قبل الإيمان بالمسيح. فأتباع المسيح تُسبِّب له الضيقات كما جاء في سفر الرؤيا "هؤُلاءِ هُمُ الَّذينَ أَتَوا مِنَ الشَدَّةِ الكُبْرى، وقَد غَسَلوا حُلَلَهم وبَيَّضوها بِدَمِ الحَمَ" (رؤيا 7: 14). وإذا كان الاضطهاد يؤدي إلى عدم السلام الخارجي، لكن السيد المسيح يملأ قلب المؤمنين بسلامه. ومن يقبل المسيح في داخل قلبه يكون في قلبه سلام كما اكّد السيد المسيح " قُلتُ لَكم هذِه الأَشياء لِيكونَ لَكُم بيَ السَّلام. تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم ولكن ثِقوا إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم" (يوحنا 16: 33). ومن هذا المنطلق، يتطلب الإيمان بالمسيح أحيانا الانقسام، وذلك حين يختار البعض إتِّباع المسيح بينما يرفض البعض الآخر ذلك. ليس هناك حل وسط في موقفنا تجاه المسيح. إمَّا أن نكون مع المسيح، وإمَّا أن نكون عليه (لوقا 11: 23). فهل نحن مستعدُّون أن نجعل نُصب عيوننا "مُبدِئِ إِيمانِنا ومُتَمِّمِه، يسوعَ الَّذي، في سَبيلِ الفَرَحِ المَعْروضِ علَيه، تَحَمَّلَ الصَّليبَ مُستَخِفًّا بِالعار" (عبرانيين 12: 2)؟ حياة المسيحي هي صورة لحياة المسيح، وبالتالي عليه مقاومة مكايد الشرير والشر والخطيئة حتى بذل الدم كما يوصي صاحب الرسالة إلى العبرانيين " فإِنَّكم لم تُقاوِموا بَعدُ حتَّى بَذْلِ الدَّمِ في مُجاهَدَةِ الخَطيئَة "(عبرانيين 12: 4). ليكُن كلّ مسيحيّ، على مِثال مُعلّمه يسوع وعلى خُطى البابا فرنسيس غير خائفٍ من أن يكون «آية مُعرّضة للرفض» (لوقا 2: 45) وألاّ يتردّد بأن يكون ناراً تُضيء وتٌنَقّي، بغَضّ النظر عما يُمكن أن تكون النتائج. "فإِنَّكم لم تُقاوِموا بَعدُ حتَّى بَذْلِ الدَّمِ في مُجاهَدَةِ الخَطيئَة"(عبرانيين 12:4). وقد وجّه البابا فرنسيس إلى الشباب في القدّاس الختامي للأيّام العالميّة للشبيبة هذه الكلمات: "اذهبوا بدون خوف، للخدمة، اذهبوا، وألقوا نارًا على الأرض، تكون قادرة على إشعال نار مصابيح أُخر". في هذا الصدد تذكر حوار لإرمياء نبي مع الله:" قالَ لَيَ الرَّبّ: لا تَقُلْ “إنِّي وَلَد “فإنَّكَ لِكلِّ ما أُرسِلُكَ لَه تَذهَب وكُلَّ ما آمُرُكَ بِه تَقول. لا تَخَفْ مِنُ وُجوهِهم فإِنِّي مَعَكَ لِأُنقِذَكَ، يَقولُ الرَّبّ ثُمَّ مَدَّ الرَّبّ يَدَه ولَمَسَ فَمي وقالَ لِيَ الرَّبّ: هاءنَذا قد جَعَلتُ كلامي في فَمِكَ. أُنظُرْ، إِنِّي أَقَمتُكَ اليَومَ على الأُمَمِ وعلى المَمالِك لِتَقلَعَ وتَهدِم وتُهلِكَ وتَنقُض وتَبنِيَ وتَغرِس» (ارميا 1: 6-10). مَن يقبل رسالة الرّبّ اليوم عليه بالصمود وبقبول التطهير المسموح من الرّبّ في حياته الخاصة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86678 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جاء يسوع لكي يلقي النار وليُحل الانقسام في الأرض، إذ ترتبط النار هنا بالدينونة، فتمرّ على أعمالنا فتنقّيها كما تنقّي المعادن. ويتوجب على المؤمن أن يتخذ قراره فيبدّل حياته "سيَظهَرُ عَمَلُ كُلِّ واحِد، فيَومُ اللّه سيُعلِنُه، لأَنَّه في النَّارِ سيُكشَفُ ذلِك اليَوم، وهذِه النَّارُ ستَمتَحِنُ قيمةَ عَمَلِ كُلِّ واحِد" (1 قورنتس 3: 12-13). وهكذا جاء يسوع ليحلّ الانقسام في الأرض. ولم يكن الرب يسوع في قوله هذا يشجع عصيان الوالدين، أو الصراع في البيت، بل أراد أن يُبيِّن أن وجوده يستلزم قراراً، وحيث أنَّ البعض سيتبعونه، والبعض الآخر لن يتبعوه، فلا بدَّ أن ينشب صراع. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86679 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قد يفرق الالتزام المسيحي بين الأصدقاء والأحباء، فإن، قيَّمنا وأهدافنا لا بدَّ أن تفصلنا عن الآخرين كي نحمل صليبنا ونتبعه بحيث يكون الله الأولوية المطلقة في حياتنا. ولا يمكن قبول الرب إن لم نرضَ عن أعماله، وهي أعمال النار التي تُنقّي وتحرق جميع مشاعر التعلق الأرضية التي يتعلق بها القلب، وجميع الثروات والكنوز الباطلة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86680 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يريد يسوع أن يكون الله في المرتبة الأولى وبعد هذا تأتي محبَّة الوالدين. ينبغي أن نفضِّل ما لله، لأنه إن كان للوالدين أيَّة حقوق، ينبغي أن نضع من وهبنا الوالدين (أي الله) في المرتبة الأولى كما جاء في قوله تعالى "مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي" (متى 10: 37). الله لا يمنعنا عن محبَّة والدينا، إنما عن تفضيلهما على الله، فالعلاقة الطبيعيَّة هي من بركات الرب، فلا يليق أن يحبَّ الإنسان العطيَّة أكثر من واهب العطيَّة وحافظها خاصة في موضوع الإيمان. |
||||