![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 86271 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السيد المسيح نفسه انتهر ووبخ، وهو الوديع المتواضع القلب (مت11: 29). وبخ المدن التي صنعت فيها أكثر قواته لأنها لم تتب (مت11: 20). وقال "ويل لك يا كورزين. ويل لك يا بيت صيدا.. وأنتِ يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية.."(مت11: 21-23). ووبخ الكتبة والفريسيين المرائين (مت23).. ووبخ تلميذه بطرس الرسول قائلًا له "اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي. لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (مت16: 23). وانتهر تلميذيه يعقوب ويوحنا لما طلبا منه أن تنزل نار وتحرق إحدى مدن السامرة، وقال لهما "لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليخلص" (لو9: 55). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86272 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هل الذي يوبخ وينتهر له سلطان أن يوبخ؟ هل كل إنسان له سلطان الرب في التوبيخ؟! له سلطان القديس يوحنا المعمدان، أو القديس بولس الرسول، أو القديس تيموثاوس الأسقف. وهل هذا التوبيخ أو الانتهار هو في حدود مسئوليتهم. مثلما في مسئولية الآب أن يوبخ ابنه ويؤدبه، كما قال الكتاب "أي ابن لا يؤدبه أبوه؟!" (عب12:7). أو هل له مسئولية المعلم في تأديب تلاميذه؟ أو مسئولية كل صاحب منصب في تأديب مرؤوسيه أو توبيخهم، حتى لا يدفعهم التهاون إلى الاستهتار. وما أعمق قول الآباء في البستان "أدبوا الأحداث قبل أن يؤدبوكم". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86273 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو الأسلوب الذي يتبعه المتواضع في التوبيخ وفي التأديب؟ البعض يوبخ في شدة وفي قسوة، وفي غير احترام للناس، ويظن أن في ذلك فضيلة، ناسيًا كيف كان القديس بولس الرسول يوبخ، هذا الذي قال لتلميذه تيموثاوس "عظ وبخ انتهر". إنه يقول لشيوخ أفسس "ثلاث سنين.. لم افتر عن أنذر بدموع كل أحد" (أع20: 31). كان ينذر بدموع -في تواضع وحب- وليس في تسلط. يقول أيضًا "أطلب إليكم بوداعة المسيح وحلمه، أنا نفسي بولس، الذي هو في الحضرة ذليل، وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم" (2كو10: 1). لاحظوا أنه يقول عن نفسه "في الحضرة ذليل". لذلك يتشجع بالكتابة، ويحسب نفسه أنه متجاسر عليهم!! هذا هو أسلوب الشخص المتواضع حينما يوبخ، لا بروح التعالي، ولا بقسوة الأسلوب، ولا بالصوت العالي المتسلط.. وإنما بأسلوب الذي يحسّ بالخشبة في عينيه، حينما يخرج القذى من عين أخيه... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86274 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الشخص المتواضع حينما يوبخ، لا بروح التعالي، ولا بقسوة الأسلوب، ولا بالصوت العالي المتسلط.. وإنما بأسلوب الذي يحسّ بالخشبة في عينيه، حينما يخرج القذى من عين أخيه... إنه أسلوب من يطلب حق الله من نفسه أولًا، قبل أن يطلب حق الله من الآخرين. فيوبخ في وداعة المسيح وحلمه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86275 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إني أعجب لهؤلاء الذين لا يرون السيد المسيح إلا ممسكًا بالسوط! ولا يسمعونه إلا في عبارة "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون". كما لو كانت حياة المسيح هي هذه فقط!! إن السيد المسيح عامل الكتبة والفريسيين بكل لطف وبكل احتمال، دون أن يرد عليهم، بل كان يزورهم. وبكل وداعة وحلم يحاورهم محاولًا إقناعهم. أما صبة الويلات عليهم، فكان في الأسبوع الأخير بالذات، حينما أراد أن يمهد الطريق لإلغاء تلك القيادات قبل صلبه، حتى لا تسيطر على الكنيسة الجديدة التي سيؤسسها بدمه. لذلك كشف رياءهم في الأسبوع الأخير، بعد طول صبر.. وليس هم فقط بل أيضًا الصدوقيين والناموسيين (مت22) والكهنة (مت 21). فهل أنت في نفس موقف المسيح؟ وهل لك سلطانه؟! وهل لك وداعته وحلمه؟! أم أنك توبخ في غير اتضاع..؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86276 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الوداعة
أهمية الوداعة فضيلة الوداعة من أهم الفضائل المسيحية. يكفي قول السيد الرب: "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29). كان يقدر أن يقول تعلموا منى سائر الكمالات المسيحية. لكنة ركًز على الوداعة والتواضع بالذات، وذكر نتيجتها أنكم "تجدون راحة لنفوسكم". فالإنسان الوديع يعيش في هدوء وراحة، بينما من يفقد الوداعة يعيش في صِراعات وتعب.. والسيد المسيح في عظته على الجبل، وضع التواضع والوداعة في مقدمة التطويبات. فقال "طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات.. طوبي للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (مت 5: 3، 5). فهم يرثون هذه الأرض التي نعيش عليها، إذ يكونون محبوبين من جميع الناس. كما أنهم في العالم الآخر، يرثون "أرض الأحياء" التي ذكرها داود النبي في المزمور (مز 27: 13) حينما قال "أؤمن أني أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء". وقال أيضًا "الرب يرفع الودعاء"، ويذل الخطاة إلي الأرض" (مز 147: 6). والقديس بولس الرسول يضع الوداعة ضمن ثمار الروح (غل 5: 23). فالإنسان الذي يسلك بالروح، من الطبيعي أن يكون وديعًا.. والذي يكون مسكنًا للروح القدس، لا بُد أن يكون وديعًا وهادئًا. وهكذا يقول القديس بطرس الرسول".. زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو عند الله كثير الثمن" (1بط 3: 4). وقال "يسمع الودعاء فيفرحون" (مز 34: 2). ومن اهتمام الكنيسة بالوداعة، أنها تنصحنا بها في كل صباح: فتضع لنا في مقدمة صلاة باكر جزءًا من رسالة القديس بولس إلي أهل أفسس يقول فيها "أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضًا في المحبة.." (أف 4: 1، 2). ولاشك أن طول الأناة والاحتمال هما من صفات الوداعة أيضًا. التي تنصحنا بها الكنيسة في كل صباح، لنسير بها طول النهار. وفي شرح أهمية الوداعة في الحياة الروحية، يقول القديس يعقوب الرسول: "مَنْ هو حكيم وعالم بينكم، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة وحكمة" (يع 3: 13) وشرح كيف أن "الحكمة النازلة من فوق، هي طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة" (يع 3: 17)، وهذه من صفات الوداعة. الوداعة إذن مرتبطة بالحكمة، والحكمة مرتبطة بالوداعة. وهذه هي "وداعة الحكمة". حتى في إصلاح الآخرين، يكون ذلك في وداعة. وفي هذا يقول القديس بولس الرسول "أيها الأخوة إن انسبق إنسان فأُخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة. ناظرًا إلي نفسك لئلا تُجرب أنت أيضًا. احملوا بعضكم أثقال بعض" (غل 6: 1، 2). إذن في إصلاح شخص أخطأ، لا يكون ذلك بالعنف ولا بالشتيمة والتشهير، إنما بروح الوداعة. فهذا هو أسلوب الروحانيين. وقد كانت الوداعة هي صورة المسيحيين منذ البدء. حتى إنه قيل عن روحيات المسيحيين في العصر الرسولي: إنه حينما كان أحد الوثنيين يقابل زميلًا له، ويجده بشوشًا هادئًا.. يقول له "لعلك قابلت مسيحيًا في الطريق"..! ويقصد بذلك أن لقاءه مع أحد المسيحيين في وداعته، يكون قد طبع الوداعة على وجهه بالتأثير. ويقول القديس بطرس الرسول في الحديث عن الإيمان: "مستعدين في كل حين، لإجابة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1 بط 3: 15). وأما وقد تكلمنا عن أهمية الوداعة، فنقول إن الله هو مثالها الأول. وداعة الله إن الله وديع في تعامله. يعطى الفرصة للعاملين معه، أن يكلموه بكل حرية، ويعبروا عن رأيهم -مهما كان يبدو مخالفًا- بكل جرة وبغير خوف! من تواضع الرب كلًم أبانا إبراهيم من جهة سادوم قبل أن يهلكها. وإذا بإبراهيم يتكلم مع الله بجرأة عجيبة، ويقول له "أفتهلك البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا؟!" (تك 18: 23-25). لولا وداعة الله الذي يقبل مثل هذا الكلام دون أن يغضب، ما كان إبراهيم يتكلم مع الله بمثل هذا الأسلوب!! أحيانًا لا يجرؤ موظف أن يكلم رئيسه هكذا، ولو كان هذا الرئيس مديرًا لإدارة صغيرة..! أن يقول له: حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أو أن يلًح له في كلامه أنه بذلك "لا يصنع عدلًا"..! إن الله في وداعته طويل البال في الحوار. كثيرون من رجال السلطة لا يقبلون أن يناقشهم أحد في قرارتهم. وإن قبلوا، لا يستطيعون أن يطول النقاش، وأن يستمروا في التنازلات. بل أنهم يضعون للحوار حدودًا. أما الله فوادعته بغير حدً. مثال آخر لوداعة الله: حديثه مع عبده موسي، بعد عبادة الشعب للعجل الذهبي. حيث أراد الله أن يفنى ذلك الشعب الخائن. يقول الرب -في وداعته- لعبده موسي "أتركني" لأفنى هذا الشعب (خر 32: 10). ولكن موسي يقول للرب في جرأة "ارجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر.. اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل.." وذكره بأنه قد يقول المصريون "أخرجهم بخبث، ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض" (تك 32: 12، 13). العجيب أن الرب في وداعته قبل كلام موسي، وندم على الشر (خر 32: 14). في وداعة الرب مع إبراهيم قبل أن يناقشه في قراره. أما في وداعته مع موسي، فقد فعل ما هو أكثر: أن يلغي قراره!! قد يوجد إنسان، بشر من تراب: إن طلبت منه أن يلغي قراره، يثور ويعتبر هذا الطلب ضد كرامته، ولا يقبل الرجوع عن قرار أصدره أو ينوي إصداره. أما الرب فواسع الصدر، ويقبل النقاش ويقبل الرجوع. وأكثر من هذا، يقبل الكلمات الشديدة في كلام عبيده معه. مثل عبارات حاشا، ولا يصنع عدلًا، وأخرجهم بخبث ليهلكهم.. لو أن الله وديع وطيب، ما كان يقبل كل هذا.. أمثلة أخري يقبل فيها الرب عبارة (لماذا) عن أحكامه وأعماله: يقول له ارميا النبي "أبرَ أنت يا رب من أن أخاصمك. لكن أكلمك من جهة أحكامك: لماذا تنجح طريق الأشرار. أطمأن كل الغادرين غدرًا" (أر 12: 1). ما أكثر الرؤساء والحكام، الذين لا يجرؤ أحد أن يكلمهم من جهة أحكامهم، وأن يقول لهم لماذا؟ ولكن الله الوديع ليس كذلك.. ويقبل أيضًا أن يقول له عبده داود معاتبًا "يا رب لماذا تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟!" (مز 10: 1)، يقول هذا للراعي الصالح، الذي لم يعوزه شيء" (مز 23: 1). بل لولا وداعة الله، ما كان يسمح للشيطان أن يناقشه وأن يطلب منه، في قصة أيوب الصديق. وداعة من الله أنه بينما بنو الله يمثلون أمامه، يسمح أن يجئ الشيطان في وسطهم (أي 1: 6). ووداعة منه أيضًا أنه بينما يقول الله عن أيوب إنه رجل كامل ومستقيم. يتدخل الشيطان محتجًا على ذلك فيقول "هل مجانًا يتقى أيوب الله؟! أليس أنك سيجت حوله وحول بيته.. وباركت أعمال يديه.. ولكن أبسط يدك الآن، ومس كل ما له، فإنه في وجهك يجدف عليك" (أي 1: 9-11). والعجيب أنه -في وداعة الله- يقبل هذا الكلام من الشيطان، ويسمح له بأن يجرب أيوب قائلًا له "هوذا كل ماله في يدك" (أي 1: 12). وبعد أن ينجح أيوب في التجربة، يسمح الله مرة أخري للشيطان أن يقف أمامه مع بنى الله. ويبدي الرب إعجابه بأيوب قائلًا "وإلي الآن هو متمسك بكماله".. وإذا بالشيطان يتطاول ويقول لله "ابسط الآن يدك، ومسَ عظمه ولحمه، فإنه في وجهك يجدف عليك!" (أي 2: 5). والعجيب أنه في وداعة الله يقبل من الشيطان ما قاله في غير خجل! بل ويقول له أيضًا "ها هو في يدك، ولكن احفظ نفسه" (أي 2: 6). مثل آخر في الوداعة أن السيد المسيح يقبل أن يجربه الشيطان. وأستغل الشيطان هذه الوداعة، فقال للسيد عن كل ممالك الأرض ومجدها "أعطيك هذه جميعها، إن خررت وسجدت لي" (مت 4: 9). إن الوديع يسمح أن يكلمه البعض بما يريد بكل جرأة. ولكن لا يجوز أن تُستغل وداعة الوديع، لكي يتطاول البعض عليه بغير حياء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86277 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث فضيلة الوداعة من أهم الفضائل المسيحية. يكفي قول السيد الرب: "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29). كان يقدر أن يقول تعلموا منى سائر الكمالات المسيحية. لكنة ركًز على الوداعة والتواضع بالذات، وذكر نتيجتها أنكم "تجدون راحة لنفوسكم". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86278 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الإنسان الوديع يعيش في هدوء وراحة، بينما من يفقد الوداعة يعيش في صِراعات وتعب.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86279 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث السيد المسيح في عظته على الجبل، وضع التواضع والوداعة في مقدمة التطويبات. فقال "طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات.. طوبي للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (مت 5: 3، 5). فهم يرثون هذه الأرض التي نعيش عليها، إذ يكونون محبوبين من جميع الناس. كما أنهم في العالم الآخر، يرثون "أرض الأحياء" التي ذكرها داود النبي في المزمور (مز 27: 13) حينما قال "أؤمن أني أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء". وقال أيضًا "الرب يرفع الودعاء"، ويذل الخطاة إلي الأرض" (مز 147: 6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 86280 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث القديس بولس الرسول يضع الوداعة ضمن ثمار الروح (غل 5: 23). فالإنسان الذي يسلك بالروح، من الطبيعي أن يكون وديعًا.. والذي يكون مسكنًا للروح القدس، لا بُد أن يكون وديعًا وهادئًا. وهكذا يقول القديس بطرس الرسول".. زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو عند الله كثير الثمن" (1بط 3: 4). وقال "يسمع الودعاء فيفرحون" (مز 34: 2). |
||||