منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 07 - 2015, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 8531 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرق ما بين إذلال الجسد وبين أقمع جسدي

واستعبده في كورنثوس الأولى آية 9 عدد 27

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرق ما بين إذلال (ذَلَّ : حَقُرَ، أساء المعاملة Abuse; humiliate) الجسد وبين قول الرسول أُقمع جسدي واستعبده..
(سبب إعادة الموضوع وتعديله مرة أُخرى: البعض قرأ الموضوع - على صفحة الفيس وفي المنتدى - بدون تدقيق وبتسرع فرجاء قراءة الموضوع قراءة صحيحة مُدققة قبل الاعتراض والاتهام بعدم الفهم ووضع الاتهامات بالجهل وعدم المعرفة كما يعلق البعض، أو الاتهام بالخروج عن الإيمان الكنسي أو الهرطقة.. الخ، فرجاء القراءة بالتفصيل وبدقة وأن كان هناك استفهام واستفسار فيتم وضعه لكي يتم التوضيح بالرد المناسب)
____________________________



هناك اعتقاد نسكي فلسفي سائد قد ترسخ في أذهان كثير من الناس وأصبح تعليم موطد ومؤكد ومنتشر جداً وله رواج كبير وقبول عند عامة الناس، بأن الصوم هو إذلال الجسد أو القضاء على قوته وغرائزة، والإذلال "كتحقير" للجسد الذي يظنه البعض وعلى الأخص الذين يتأثرون بالفكر الفلسفي أو بالديانات الأخرى التي تُحقَّر الجسد على أساس أنه مصدراً للخطية والشر والفساد وهذا الفكر أساسه الفلسفة الغنوصية، مع أن الكتاب المقدس لم يذكر هذه الكلمة إطلاقاً ولم يربطها بالجسد بل قال الرسول:
[ أُقمع (أروض) جسدي واستعبده (أجعله يخضع) حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ] (1كورنثوس 9 : 27)
but I tame my body and bring it into subjection

but I mortify my body, and bring it into subjection

طبعاً المشكلة في اللبس الحادث في الآية بسبب أن الكلمة الملازمة للقمع هي الاستعباد وهي تأتي دائماً في الذهن إلى العبودية والإذلال والقهر ( despised - inferior - take-down)، مع أن أقماع الجسد واستعباده في هذه الآية لا يدل على الإذلال والاحتقار والقهر أو الكبت إطلاقاً، فقمع الجسد واستعباده هنا غير إذلاله وتحقيره الموجود في المعنى القاموسي العام للكلمة والتي يتبادر للذهن فور سماعها، لأن الجسد ليس شراً في ذاته ولا نقهره غصباً وكبتاً أو نمحوه أو لا نرعاه ولا نهتم به أو نحتقره أو نقلل من شأنه، بل المشكلة في داخل نفس الإنسان التي تقود الجسد، لأن الجسد في ذاته ليس فيه شرّ ولا في جميع غرائزه الطبيعية حتى نذله ونرفض غرائزة الموجوده فيه طبيعياً حسب الخلق ونحتقرها احتقاراً، بل المعنى المقصود هو الترويض من جهة الانضباط وعدم الانفلات، أي الحراسة، أو وضع تحت حراسة آمنة ومشددة محترزين من شكل الأمان الزائف، لأن أحياناً ممكن أن يعتقد الإنسان أن طالما تسكن قلبه النعمة أنه غير مُعرَّض للسقوط، فيستهين ويترك نفسه بلا ضابط أو رابط فيسقط بسهولة بدون تحفظ إذ يستسلم لكل متطلبات الجسد بلا وعي وطياشة...

والكتاب المقدس في موضوعه يُشير لضبط النفس والتي تعني المثابرة أو الترويض والتجلد والذي يعني السيطرة والتحكم:
[ واستعجل يوسف لأن أحشاءه حنت إلى أخيه وطلب مكاناً ليبكي فدخل المخدع وبكى هناك. ثم غسل وجهه وخرج و تجلد قال قدموا طعاماً ] (تكوين 43: 30 – 31)
وفي هذه الآية واضح التحكم والسيطرة على انفعالات النفس الظاهرة في الجسد وضبطها عند اللزوم، وعموماً نستطيع أن نفهم من خلال الكتاب المقدس أن ضبط النفس يأتي بمعنى الحفظ بكل قوة [ اقبل إليها (الحكمة) بكل نفسك واحفظ طرقها بكل قوتك ] (سيراخ 6: 27).

وعموماً لا نجد أي ملامح لأية إذلال للجسد وسحقه واحتقاره أو حتى للنفس في تعليم الرب يسوع أو من خلال رسائل الرسل، وحتى في شكل الزُهد أو النسك الذي قد نستوحيه أو نراه في الإنجيل وأعمال الرسل من جهة الطعام أو الملبس أو حتى النشاط الجنسي الزيجي أو فيما يتعلّق بالممتلكات والتخلي عنها أو في أي شيء يخص الجسد لأن المسيح الرب يسأل فقط عن ما يقف عائقاً في طريق تبعيته:
[ قال له يسوع أن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنزٌ في السماء وتعال اتبعني ] (متى 19: 21)
ولم يقل الرب هذا القول لكل واحد في المطلق، بل لأنه رأى في قلب هذا الغني تعلق خاص بالغنى في داخله، فالغنى والأموال عنده هما الأساس ويضع الرب في المرتبة الثانية، فلكي تنضبط نفسه ويدخل في طريق الحق والحياة ينبغي أن يتخلى من قلبه عن ما يعيقه في طريق الحياة وتبعية المخلص الصالح، وبالطبع ليس كل من عنده المال أو غني هو غير منضبط أو منفلت لأن هناك أغنياء يعولون أبناء الله ويخدمون الرب من أموالهم بقوة، وأيضاً يسخرة من أجل أسرته التي ينبغي أن يرعاها في مخافة الله، فالعيب ليس في المال أو غيره المشكلة في داخل القلب نفسه...

عموماً إذلال الجسد والحرمان بالكبت والقهر واحتقاره كنمط سلوك روحي في حياتنا هو حالة سلبية لا تتفق مع روح الإنجيل على الإطلاق، أما ضبط النفس هو سلوك إيجابي كنتيجة لعمل الروح القدس في القلب، لأن حينما يتوب الإنسان ويعود لله الحي يعمل في قلبه الروح القدس ويجدد حياته كل يوم وباستمرار ليتقدس، وبسهولة ويستطيع أن يضبط جسده وإخضاع ذاته للنعمة بقوة الله:
[ وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون. ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس. وأعمال الجسد (الإنسان العتيق) ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سُكر، بطر، وأمثال هذه التي اسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً، أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. أن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضاً بحسب الروح. ] (غلاطية 5: 13 – 25)
ففي النهاية المقصود كله [ أن كنا نعيش بالروح فلنسلك بحسب الروح ولا نُتمم شهوة الجسد ] لذلك نقمع (أي نروض) الجسد ونستعبده لحساب المسيح الرب فنخضعه بالروح، وذلك لكي لا نذله بل نكرمه في المسيح، لأن الخطية والشرّ والفساد هما إذلال للجسد الحقيقي كما رأيناها في الآيات السابقة، أما تكريمه يكون في المسيح الرب لأنه يُجمَّل بالفضائل ويصبح في حالة مجد بالزينة السماوية، أي زينة الروح القدس من طهارة وعفة ونقاوة وتقديس وتخصيص للعريس السماوي لأن الجسد للرب:
[ الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سيبيد هذا وتلك ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد ] (1كورنثوس 6 : 13).

فالجسد يا إخوتي هو أداة النفس، فلو كانت النفس تائبة ومقدسة في الرب فهي تخضعه للروح فيشع منه نور الله، أما لو كانت النفس منحرفة عن طريق التقوى ولا تحيا في أصل صورتها المخلوقة عليها في نور إشراق معرفة الله، فانها تتركه منفلتاً لتتلذذ بشهواته التي تظلمها وتفسدها فيفيح منه رائحة الفساد والموت..


ولو الإنسان أراد أن يخلُّص بإرادته بعيداً عن الله متكلاً على ذراعه ومجهوده ومعرفته الخاصة، فأنه ينحرف عن طريق التقوى ليذل جسده ويحتقرُة ويُطفاً قوته ظناً منه أن هذا هو خلاصه، مع أنه في الحقيقة هو في داخله إنساناً متكبراً ينسب التهمه لله بأنه أعطاه الجسد بكل غرائزه، مع أنه كإنسان ساقط هو الذي انحرف بجسده نحو الشرّ والفساد، فعلينا أن ننتبه ونرعى الجسد لكي به نستطيع أن نُكرم الله:
[ فأنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويُربيه كما الرب أيضاً للكنيسة ] (أفسس 5: 29)
لذلك حسب تعليم التقوى الذي هو مخافة الله، علينا أن نرعى الجسد ونهتم به وبصحته لكي يكون خاضعاً لله وبه نستطيع أن نُقدم العبادة الحسنة التي تتفق مع الإنسان الجديد الفوقاني، لكي نمجد الله:
[ لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ] (1كورنثوس 6: 20)
+ عموماً نحن لا نذل أنفسنا ونحتقرها بل نخضها للرب لتظهر ملامحه فينا:
+ حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا - 2كورنثوس 4: 10
+ فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله - 2كورنثوس 7: 1
+ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني واسلم نفسه (للموت) لأجلي - غلاطية 2 : 20
+ وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد - غلاطية 5: 16
+ وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات - 1بطرس 4: 7
 
قديم 20 - 07 - 2015, 06:14 PM   رقم المشاركة : ( 8532 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معني القداسه
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل العيد عذر لكسر الوصايا
طبعا لا
مرة خادم شاهد مجموعه شباب في حوش الكنيسه وقت العيد فطلب منهم حضور القداس ردوا معلش النهارده عيد .
وفي الكنيسه وجد مجموعه بتتكلم وتضحك قالهم اسكتوا ردوا معلش النهارده عيد .
دخل ليتناول وجد مجموعه تتناول بدون حضور القداس قالهم ما ينفعش قالوا معلش النهارده عيد .
* هل العيد عذر لعدم احترام بيت الله ... هل العيد عذر لكسر الوصايا ؟
وبخ السيد المسيح الذين يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفه وقال : " بيتي بيت الصلاة يدعي وانتم جعلتموه مغارة لصوص " .
فهل تعلمنا الدرس وطبقناه يوم العيد ام وجدنا لنا العذر معلش النهارده عيد .
في رساله روميه يقول انت بلا عذر ايها الانسان .
لا توجد لنفسك عذر او جد العذر لمن يضايقك بقولك يمكن متضايق علشان كده اتنرفز لان " المحبه تتاني وترفق " ( ا كو : 13 ) .
* كن جادا في حياتك الروحيه وترفق بالناس لكن لاتعذر ذاتك .
* كن جادا وقت الصلاة .
* كن جادا في صومك ومساعدتك للغير .
* كن جادا في قراءتك للانجيل .
ولان الرب يحبك ويريد ان يعطيك مكافاة في السماء تفرح بها قال " كل واحد سياخذ اجرته بحسب تعبه " ( ا كو 3 : 8 ) اتعب قليلا لتفرح كثيرا .
ومن لا يخاف علي نفسه يخاف عليه ربنا ويحن قلبه عليه ويعطيه مراحم وبركات وحب وحنان .
 
قديم 20 - 07 - 2015, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 8533 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قدم لك الشيطان الخطايا

بأسماء غير أسمائها فاحترس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما أسهل أن يقدم لك الشيطان بعض الخطايا بأسماء غير أسمائها، بأسلوب يسهل قبوله. بحيث تلبس الخطايا ثياب فضائل...
وكما قال السيد الرب "يأتونكم في ثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15). فالتهكم على الناس والاستهزاء بهم، يقدمه على اعتبار أنه لطف وظرف، ومحبة ودالة، وخفة الروح، ومحاولة للترفيه... ! والدهاء يسميه باسم الذكاء... ! ويقدم لك القسوة في معاملة أولادك أو إخوتك الصغار، باسم التأديب والتربية والتقويم. ويجعل ضميرك يوبخك إن لم تؤدبهم. والتزين غير اللائق والتبرج، يقدمهما لك باسم الأناقة والنظافة.
إن الشيطان لا يقدم الخطية مكشوفة، لئلا يرفضها الإنسان.
القديس البابا شنودة
 
قديم 20 - 07 - 2015, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 8534 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




" ( التكوين 39: 9 ) "
هكذا نطق يوسف عندما داهمته التجربة من قبل زوجة سيده فوطيفار عندما كان غائباً عن البيت ... فَكَيْفَ ..
أي لا وجه لي أن أرتكب أثماً واحدا بوجهين : الأول : أدبي ، أخلاقي

والثاني : ديني ، محرم

هكَذَا مَنْ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَةِ صَاحِبِهِ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّهَا لاَ يَكُونُ بَرِيئًا. ( الأمثال 6: 29 ) *

رغم ان الفرص كانت سامحة ليوسف ويقابله الضعف التي كانت علية زوجة سيده لتسليم نفسها لفعل الزنا ، ألا أن يوسف جاهد ضد الخطيئة وحارب هذه التجربة التي أرادت فرط عفافه وطهارته . * أستطاع يوسف الأفلات من السقوط في الخطيئة ، لكن الثمن كان السجن لعمل لم يرتكبه ولم يكن له في نفسه فكر فيه . تحمل يوسف كذبة زوجة سيده وكذلك ظلم سيده الذي سمع لزوجة ، من دون أن يصغي أو يدع يوسف ان يدافع عن نفسه . وبذلك ووضع في السجن لأثم لم يرتكبه وتهمة باطلة وعدل لا مكان له في ذاك المكان . * تكونت الجريمة من كذب ونفاق وعمل لم يرتكب وظلم وتم الحكم فيها على البريء بلا ذنب له ، لكن عند الله الذي يرى ويعلم كل شيء كانت يداه وفكره وقلبه أَطْهار أمام عينيه . لقد ظلَمَ يوسف أولاً من الزوجة التي كذبت على زوجها ولفقت التهمة الكاذبة والمصتنعة عليه ، وثانيا مَظْلوم من قبل الزوج الذي صدق كذبة الزوجة ونسى الزوج أنه قد أستأمن يوسف على بيته الذي كان ليوسف استحقاق المديح فيه لأجل اخلاصه لسيده .. لكن من كان الذي يعلم الغيب غير الله المعين الذي يرى ويجازي الظلم بالعدل والشر بالسلام والحزن بالفرح . *

لقد ذاق يوسف المرار وألم وحزن ووضع في سجن ليدفع ثمن جرم لم تكن يده قد أقترفته ، لكن الله لم ينسى أمانة يوسف وطهارة قلبه الى وقت حلول كلمته المباركة وحقه المعلن .


آذَوْا بِالْقَيْدِ رِجْلَيْهِ. فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ، إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ. أَرْسَلَ الْمَلِكُ فَحَلَّهُ. أَرْسَلَ سُلْطَانُ الشَّعْبِ فَأَطْلَقَهُ. أَقَامَهُ سَيِّدًا عَلَى بَيْتِهِ، وَمُسَلَّطًا عَلَى كُلِّ مُلْكِهِ،

( مزمور 105 :18 - 21 ) *


ونحن يجب أن نزداد صبراً في الأنتظار بدون وبلا ملل .. لأنه سيأتي العون .. ولنثق أن عون الرب في مساعدتنا قادم أن كنا في تجربة أو في ضيقات التي قد تصادفنا في هذه الحياة الساكن في الأعالي رب المجد سيأتي عونه لنا ، ولنطمئن لأنه لايتأخر ولا يأتي قبل الوقت لأنه سيأتي في الوقت المناسب والصحيح .


إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ.

(حبقوق 2: 3 ) *


سر النجاح المؤمن هو أن يكون أمين في كل أعماله ، وكل مكان يتواجد فيه في هذا العالم لأنه هكذا تتطلب منا أمانه اليد والفكر والقلب وبروح صالحة للصلاح . وفي ثباتنا سيكون الرب معنا دائماً لأنه هوّ صاحب غنى الحق وراعي الأول للأمانه ( أي نحن ) الذي سيأتمننا هوّ عليها لأنه مالك غنى الأمانه في هذا الحق .


فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.
( متى 25: 21 )*


أن الأمانة هي أعظم المقاييس التي تنظر أليها السماء وفيها يكتسب الإنسان رضى الله عليه ، وهكذا يرفع الرب القدير شأنه ويمنحه أكليل الحياة . "...


كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ."

(رؤيا 2: 10 *)


وأما الوكلاء الأمناء لخدمة الكلمة المباركة فخدمتهم المقدسة يجب أن ترتقي الى أقدس العبارات التي ينطقها اللسان على هذه الأرض في الأمانة والحكمة والعدل والحق و في وقتها و محلها .


تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا.

(امثال 25 :11 )*


وأيظاً يجب على الخدام بمختلف أماكنهم وأمكانياتهم أن يعطوا الناس الحقيقة الطاهرة والنقية في التعاليم الصحيح والنصائح المهمة والإرشادات التي تعين في قيادة شعب الله الى الصلاح والكمال الذي يؤهلهم مستعدين دائماً الى العبور للخلود في الحياة الأبدية .

فَقَالَ الرَّبُّ:


«فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ.

( لو12: 42-44 ) *


هي دعوة ... لكل من لم يختبر عمل الراعي الصالح .. اليوم هوّ يناديك لأنه يحبك هوّ قريب لمن يدعوه أنه الرب يسوع الحب والفرح والسلام .. فتعال الى "الأَمِينُ الصَّادِقُ،" الرب يسوع هوّ ينتظرك ليوهبك نعمة الحياة الأبدية .


فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل،

( التثنية 7: 9 )


والرب يبارك خدمتكم ... وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح. وبركة الرب لكل خادم و قارئ .. آمين للرب يسوع كل المجد و الكرامه الى الابد

امين

سلام الرب الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم
 
قديم 20 - 07 - 2015, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 8535 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قد اقترب منكم ملكوت السموات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ملكوت الله في العهد الجديد:
جاء التعبيران: ”ملكوت الله“ و”ملكوت السموات“ بكثرة وافرة في الأناجيل التاريخية الثلاثة الأولى. وإن ظل مفهوم الملكوت في ذهن شعب الله مختصّاً بالله، إلاَّ أن العهد الجديد قد أعلن لنا أن الرب يسوع المسيح هو الذي يُمارس مُلك الله أبيه عملياً على قلوب مؤمنيه، ولن يكون لمُلْكه نهاية. وإن كان إنجيل يوحنا لم يذكر تعبير ”ملكوت الله“ سوى مرتين فقط في مقابلة نيقوديموس للرب (يو 3: 5،3)، إلاَّ أنه ذكر تعبيراً قوياً للمسيح هو: «مملكتي ليست من هذا العالم» (يو 18: 36)، ثم جاء في أماكن متفرقة من بقية العهد الجديد. وفي جميع هذه الآيات استُعملت كلمة Basilia باليونانية التي تعني ”مُلْك“ أو ”سيادة“.
وكان اليهود دائماً يترجون أن يملك الله على العالم كله، مما ظهر في صلواتهم التي لا يزالون حتى الآن يستعملونها، إذ يقولون: ”ليته يؤسِّس ملكوته أثناء حياتكم، وأثناء أيامكم، وأثناء حياة كل بيت إسرائيل“. وتُلمِّح الأناجيل إلى ذلك، فتقول مثلاً عن يوسف الرامي الذي دفن جسد الرب: «وكان هو أيضاً منتظراً ملكوت الله» (مر 15: 43).
وقد سأل الفرِّيسيون الرب يسوع قائلين: «متى يأتي ملكوت الله؟ أجابهم وقال: لا يأتي ملكوت الله بمراقبة، ولا يقولون هوذا ههنا أو هوذا هناك، لأن ها ملكوت الله داخلكم» (لو 7: 20). وبهذا أعطى مفهوماً جديداً لملكوت الله، أنه يبدأ من هنا، من سُكنى الله في قلب الإنسان: «إن أحبني أحدٌ يحفظ كلامي، ويحبُّه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً (أي مسكناً)» (يو 14: 13).
وقد بدأ يوحنا المعمدان كرازته لهذا الشعب الذي عاش على هذا الرجاء الإسخاتولوجي (أي الأُخروي) قائلاً: «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات» (مت 3: 2). وقد تطابقت هذه الكلمات مع كرازة الرب يسوع (مت 4: 17). وكان أساس رسالة يوحنا النبوية التركيز على أن يوم الرب صار وشيكاً. وفي حثِّه على التوبة استعداداً لهذا اليوم، قـال: «أعدُّوا طـريق الرب» (مت 3: 3)، وأن يخضعوا لمعمودية التوبة التي كان يُجريها للتائبين، فقد كان يُبشِّرهم بأن المسيَّا آتٍ في مجيئه الأول، ليس كمنقذ سياسي من الرومان، بل كمخلِّص من الخطية؛ وفي مجيئه الثاني كديَّان سيحلُّ غضبه على اليهود مثل الأمم، إنْ هم لم يُعدُّوا أنفسهم بالتوبة، وبأن «يصنعوا أثماراً تليق بالتوبة» (لو 3: 8). وقد استجاب الكثيرون لكرازته (مر 1: 5).
الملكوت في تعاليم المسيح:
واضحٌ أن الكرازة بالملكوت كانت هي صُلب تعاليم الرب: «كان يسوع يطوف... يكرز ببشارة الملكوت» (مت 9: 35). كما أن الدعوة إلى الملكوت كانت هي محور تعاليمه التي جعلها هي رسالة تلاميذه أيضاً: «وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السموات» (مت 10: 7). وقد برزت إمكانية فهم ملكوت الله في تعاليمه هكذا:
1. فكرة مُلك الله الأبدي.
2. فكرة سيادة الله العُليا كحقيقة في الحاضر يتعرَّف عليها الإنسان بخضوعه المُطيع لمشيئة الله.
3. إن الملكوت، في كمال استعلانه، هو موضوع الرجاء في الدهر الآتي.
كما أن تعاليم الرب توحي بأن ملكوته في نهاية الدهور قد بدأ فعلاً في شخصه هو:
أولاً: اقتراب الملكوت: «جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول: قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (مر 1: 15،14). كما في قول الرب أيضاً: «إن كنتُ أنا بروح الله أُخرج الشياطين فقد أَقْبَلَ عليكم ملكوت الله» (مت 12: 28)، فإن تعبير ”أقبل عليكم“ هو أوضح وأقوى.
ثانياً: إن ملكوت الله الذي كرز به الرب يسوع قد بدأ بالفعل في قلوب الذين قَبِلوا كرازته فملَّكوه على قلوبهم («ها ملكوت الله داخلكم»)، ثم امتدَّت شبكة الملكوت بواسطة رسل الرب وكنيسته في العالم كله حتى احتوت في داخلها نفوساً لا تُحصَى، فتحت قلوبها للرب فملَّكته عليها. لذلك فلتكن طلبتنا التي علَّمنا إيَّاها الرب: «ليأتِ ملكوتك» حارَّة من أعماق القلب. هذا الملكوت الذي سيكتمل ويصير شاملاً في الحياة الأبدية: «لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه» (1كو 15: 27)، «وأما هذا فبعد ما قدَّم عن الخطايا ذبيحةً واحدة، جلس إلى الأبد عن يمين الله، منتظراً بعد ذلك حتى توضَع أعداؤه موطئاً لقدميه» (عب 10: 13،12)، «مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا: ما هو رجاء دعوته؟ وما هو غِنَى مجد ميراثه في القديسين؟ وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح؟ إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويَّات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضاً، وأخضع كل شيء تحت قدميه، وإيَّاه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة، التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل» (أف 1: 18-23).
ثالثاً: بمجرد أن بدأ الرب يسوع يُبشِّر بالإنجيل عن ملكوته، بدأ هذا الملكوت بالفعل به هو وبمجيئه، حيث إنه هو الملكوت الذي بدأ ولن ينتهي إلى الأبد. مجيء الرب إلى قلوبنا وتملُّكه عليها لن ينتهي كما قال الملاك للعذراء مريم: «لا يكون لمُلْكه نهاية» (لو 1: 33)، إلاَّ لو ابتعد الإنسان بإرادته لأنه قال: «ها أنا معكم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر» (مت 28: 20)، وذلك بالروح القدس الذي قال عنه إنه: «ماكثٌ معكم ويكون فيكم» (يو 14: 17).
رابعاً: قول الرب: «الحق أقول لكم: إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة» (مر 9: 1)، يُعتبر نبوَّة ليس فقط عن التجلِّي والقيامة وحلول الروح القدس، بل أيضاً عن انتشار المسيحية بانتصار واضح في ربوع الإمبراطورية الرومانية. فهذه الآية تُشير إلى مجيء الملكوت كحدث وشيك الوقوع في شخص المسيح ذاته الذي تمَّت فيه وبواسطته كل أحداث التدبير الخلاصي التي بها مَلَكَ على قلوبنا مُلكاً أبدياً. وتعبير «قد أتى بقوة» يوحي بمعنى سيادة الرب على قلوب محبيه ولا سيما منذ يوم الخمسين.
وهكذا كانت كلمات المسيح في العشاء السرِّي: «الحق أقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديداً في ملكوت الله» (مر 14: 25؛ لو 22: 18). كما وعد الرب تلاميذه في كل جيل قائلاً: «وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتاً لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي» (لو 22: 30،29). وإذ قال الرب هذا الكلام وهو مُقبلٌ على موت الصليب، فهو يوحي بأن موته كان خطوة ضرورية نحو تحقيق وتكميل ملكوته لنا بصفة نهائية.
وفي مَثَل العذارى الحكيمات (مت 25: 1-13)، نجد أن تشبيه الرب لملكوت السموات بهذا المَثَل يوحي بضرورة هذا الحدث المفاجئ: مجيء العريس. ولكنه لن يكون حدثاً مُفاجئاً لنفوس العذارى الحكيمات اللائي ملَّكن العريس على قلوبهن! ونفس المعنى يظهر أيضاً في مَثَل الوزنات (مت 25: 14-30)، حيث إن رجوع السيِّد من سفره ليُحاسب عبيده على وزناتهم لن يكون مُفاجئاً بل مُبهجاً للذين تاجروا في الوزنات وربحوا، حينئذ يسمع كلٌّ منهم: «كنتَ أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيِّدك».
أمثلة الرب عن ملكوته:
أولاً: نمو البذور سرّاً: كيف ينمو ملكوت الله فينا فردياً وجماعياً؟ وهل تكتمل ثماره في النهاية؟ هذا ما يُوضِّحه هذا المَثَل: «هكذا ملكوت الله، كأنَّ إنساناً يُلقي البذار على الأرض وينام ويقوم ليلاً ونهاراً، والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف؟ لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر، أولاً نباتاً، ثم سُنبلاً، ثم قمحاً ملآن في السنبل. وأما متى أدرك الثمر، فللوقت يُرسل المنجل لأن الحصاد قد حضر» (مر 4: 26-29). وهنا يقول القديس أغسطينوس: [طالما أن الرب بالضرورة سيأتي، فلنهتم جداً لكي يجدنا مثمرين](1).
ثانياً: الزرع الجيد والزوان: هذا المَثَل المذكور في (مت 13: 24-43)، يقول عنه القديس يوحنا ذهبي الفم: [الزوان في مظهره يُشبه الحنطة، كما أن العدو يزرعه في وسط الحنطة «فيما الناس نيام»، لكي يُعطِّل نمو ملكوت الله، ويحاول جاهداً أن يغش ويُزيِّف الحق. وهكذا دائماً نرى في ملكوت الله: أنبياء كَذَبَة في وسط الأنبياء، ورُسلاً كَذَبَة في وسط الرسل، وبعد المسيح يأتي ضد المسيح أو ”المسيح الكذَّاب“](2). هذا المَثَل يحثُّنا أن نتضرع للرب لكي يجعلنا من ”الزرع الجيد بني الملكوت“، هناك حيث «يُضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم» (مت 13: 43).
ثالثاً: حبة الخردل: هي أصغر جميع البذور، مثل ملكوت الله داخلنا الذي قد لا يراه أو يشعر به أحد، ولكنه متى نما وكبر وتغلغل في قلوب كثيرة يصير شجرة عظيمة «وتصنع أغصاناً كبيرة حتى تستطيع طيور السماء أن تتآوى تحت ظلِّها» (مر 4: 30-32). وما هذه الشجرة إلاَّ الكنيسة، ملكوت الله، الذي يجمع قدِّيسي العلي الذين هم طيور السماء التي تُحلِّق عالياً في حُبِّ خالقها ومخلِّصها. ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن حبة الخردل: [نعم، لأن تلاميذه كانوا أضعف الكل وأقل الكل، ومع ذلك فبسبب القوة الإلهية العظيمة التي فيهم انتشر ملكوت الله في كل مكان في العالم](3).
رابعاً: الخميرة: «يُشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها امرأة وخبَّأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع» (مت 13: 33). ويقول القديس أوغسطينوس في ذلك:
[وإن كان الرب قد قال إن الذين سيدخلون من الباب الضيِّق إلى الملكوت قليلون، فهُم ليسوا قليلين في عددهم بالنسبة للهالكين، لأنه قال: «إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات» (مت 8: 11). وجاء في سفر الرؤيا: «وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعدَّه من كل الأُمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش... والجالس على العرش يحلُّ فوقهم... الخروف الذي وسط العرش يرعاهم» (رؤ 7: 9-17)](4).
وما أعمق وأروع تشبيه عمل ملكوت الله فينا بعمل الخميرة السرِّي والسريع حتى يختمر العجين كله! بهذه السرعة الفائقة تتكاثر البكتريا تماماً كما يزداد ويتكاثر بنو الملكوت عَبْرَ العصور والأجيال، لكي يملأوا جسد المسيح، الكنيسة، ملء الذي يملأ الكل في الكل!
ونختم بعظة للقديس يوحنا ذهبي الفم:
[كما تُغيِّر الخميرة كتلة كبيرة من العجين وتُصيِّرها إلى نفس نوعها؛ هكذا ينبغي أن تُغيِّروا أنتم العالم كله. كما أن الرب لم يَقُل إن المرأة ”وضعت“ الخميرة بل ”خبَّأتها“، لأن الخميرة لكي تُخمِّر العجين كله ينبغي أن تختلط وتمتزج به داخلياً؛ هكذا أنتم لكي تُغيِّروا الناس ينبغي أن تختلطوا بهم بل وتلتصقوا حتى بأعدائكم وتتحدوا بقلوبكم معهم لكي تُغيِّروهم إلى الأفضل. وكما تُدفَن الخميرة في العجين ولا تموت؛ هكذا أنتم لا تخافوا عندما تُدفَنون (كحبة الحنطة في التربة) داخل عجينة البشرية لكي يُقيمها المسيح بكم من فسادها.
ولا تتعجبوا من أن الرب في حديثه عن الملكوت يُمثِّله بأصغر بذرة وبالخميرة، ذلك لأنه كان يتكلَّم مع أبسط أنواع الناس: تلاميذه. إنه هو الذي وضع قوَّته في الخميرة، وبهذا القصد اختلط هو نفسه بالجماهير التي آمنت به حتى يمكنهم أن ينقلوا لغيرهم فاعلية هذه الخميرة المقدسة.
إذن، فلا يصح أن يُعيِّرنا أحد لكوننا قليلين، لأن عظيمة هي قوة الإنجيل فينا، وعجينتنا التي تخمَّرت لابد أن تصير خميرة لكثيرين. وكشرارة النار عندما تشتعل في جزء من الخشب، فإن بقية الأجزاء تجعلها تزداد اشتعالاً وتمتد إلى الأخشاب الأخرى؛ هكذا أيضاً الإنجيل. ولكنه لم يَقُل ”ناراً“ بل ”خميرة“، لماذا؟ لأن الخميرة لا تحرق العجين، من ناحية؛ كما أن امتداد اللهب ليس من تأثير النار وحدها، بل أيضاً من الخشب الذي اشتعل، من ناحيةٍ أخرى. أما الخميرة فهي تفعل كل شيء بنفسها.
وإذا كان اثنا عشر رجلاً قد خمَّروا العالم كله، فتصوَّروا مقدار حقارتنا لأننا نحن كثيرون، فكم يمكننا التأثير في الآخرين، نحن الذين كان ينبغي أن نكون خميرة لعشرة آلاف عالم مثل عالمنا هذا! قد تقولون إنهم كانوا رُسلاً وكانت لديهم قوة لعمل المعجزات، ولكننا نتساءل: ألم يعيشوا كبشر مثلنا وفي وسط عالمنا هذا؟ أم كانوا ملائكة هبطوا من السماء؟ ها هي خوارس القديسين، ها هم «يُضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم» بسبب معجزاتهم](5).
أما عن مَثَل الشبكة المطروحة في البحر (مت 13: 47)، فلا يسعنا إلاَّ أن نقول: ”اجعل شبكة ملكوتك يا رب تصطاد الملايين من "الجياد" من كل الشعوب“.
 
قديم 20 - 07 - 2015, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 8536 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بداية كان رب المجد يسوع المسيح -كما نعلم-يتكلم مع الشعب بأمثال ليشرح لهم الأمور المتعلقة بملكوت السموات مثل طبيعة ملكوت السموات والتعاليم الأجتماعية ووسائل الخلاص وطرق الملكوت. وكان رب المجديسوع يسوق الأمثلة للشعب من أمور حياتهم الطبيعية وكذلك تكون هذه الأمثله هى أمثله مطبقة فى حياتهم ومن هذه الأمثلة مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات.

هذا المثل بأختصار يتحدث عن عريس أراد الزواج بعروس وكان ينتظر مع العروس بعض العذارى حاملين مصابيحهن فى أنتظار قدوم العريس وكان العريس بعدما يتفق مع والد العروس كان يأتى ليأخذ العروس ويدخل الجميع إلى مكان الأحتفال ويغلقوا الباب ويحتفلوا حتى الصباح بالعرس

تاريخيآ فى فلسطين كانت عادات الزواج أيام السيد المسيح هى تلك الوارده فى المثل فلقد كان يذهب العريس وبرفقته أحد أقاربه إلى كبير عائلة العروس وبحضور والد العروس يتم الأتفاق على كل تفاصيل الزواج. وعن هذا الأتفاق يقول القس منقريوس الأنطوى بدير الأنبا أنطونيوس أنه فى حالات كثيرة كان الأتفاق بين الطرفين على تفاصيل الزواج كان يأخذ فتره طويله قد تصل إلى منتصف الليل وأثناء هذا الأتفاق كانت العروس ومعها عدد من العذارى يتهيئن وينتظرن قدوم العريس فى منزل والد العروس وبعدما يتفق العريس على كل تفاصيل الزواج وتنتهى الجلسة بالقبول بين الطرفين كان يجرى منادى أمام العريس ويصيح بصوت عالى ويقول "هوذا العريس قد أقبل. هوذا العريس قد أقبل" فيقوم جميع الموجودين فى منزل والد العروس بتحضير أنفسهم وتجهيز أنفسهم لأستقبال العريس وذلك لأن التأخير الناتج عن طول فترة الأتفاق بين الطرفين أدى إلى أن جميع المنتظرين ينعسوا ويناموا لذلك كان دور المنادى دور هام جدأ فقد كان يسبق العريس حتى يستعد الجميع لأستقباله

يكون فى أستقبال العريس عروسه وبرفقتها عدد من العذارى يتحتم عليهن أن يكون مع كل منهن مصباح ملىء بالزيت ومضىء عند قدوم العريس لأستقباله بالأنوار والأفراح ولا يسمح لأى عذراء أن تقف فى أستقبال العريس ومصباحها منطفى وفى النهاية يدخل الجميع إلى العرس ويحتفلون حتى الصباح بالفرح والأكليل السمائى

هذا الأمر يوضح أن جميع ما أورده رب المجد يسوع من أحداث فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات هى أمور حقيقية من واقع الحياة المعاشه وقتئذ وهذه هى طقوس الزواج التى كانت متبعه أيام السيد المسيح

وقد كان رب المجد يسوع يتكلم بهذه الأمثلة من الواقع للناس حتى يسهل عليهم فهم المثل و مضمون المثل حتى لا يكون هناك أى أمر غير مفهوم

هذا من الناحية التاريخية للمثل أما من الناحية الروحية فإن رب المجد يسوع ضمن داخل هذا المثل الكثير من الرموز والتشبيهات فشبه نفسه بالعريس وشبه ملكوت السموات بالعرس وشبه المؤمنين بأسمه بالعذارى الحكيمات وشبه غير المستعدين بالعذارى الجاهلات وشبه الزيت بالأعمال وشبه النفس البشرية عمومآ بالعذراء كما قال معمنا بولس الرسول أنه خطبنا كلنا كعذراء للمسيح عريسنا السماوى

لقد أعطانا رب المجد يسوع يسوع المسيح دليل وسبيل قوى للوصول إلى ملكوت السموات ولكن رغم ذلك أوضح رب المجد نقطه هامة وهى أنه لا يكفى أن نحيا فى حياتنا ونحن نملك زيتآ فى مصابيحنا بل لابد وأن يبيقى هذا الزيت حتى النهاية أى أنه لابد لأعمالنا أن تبقى كاملة حتى أخر لحظه فى عمرنا وهذا أكد عليه القديس يوحنا القصير حينما كان لا يدين أحد كان يقول لعل أخى الذى أخطأ اليوم يتوب غدآ أما أنا الموجود اليوم فى الصلاح قد أخطىء غدآ ولا أجد مجال للتوبة فالأنسان لا يكفيه أن يكون مستعدآ فتره من حياته ويقول أننى مستعد ويهدأ جهاده بل لابد أن يبقى مستعدآ دائمآ وعلى الدوام لأنه فى ساعة لا نعرفها يأتى رب المجد يسوع

أهم النقاط التى أوردها مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات والتى أرتكز عليها هى حياة الأستعداد الدائم لأنتظار لحظة مجىء رب المجد يسوع . وحياة الأستعداد من مفهومها أنها حياة أى تتميز بالأستمرارية ولا تتوقف إلى عند نهاية هذه الحياة

نطلب من رب المجد يسوع المسيح أن يمنحنا جميعآ حياة الأستعداد الدائم وأن نحيا معه حياة نقيه بلا فتور بشفاعة والدة الأله القديسة مريم والقديس العظيم الأنبا أنطونيوس ولإلهنا كل مجد وكرامة الأن وكل أوان وإلى أبد الأبدين كلها

أمين

 
قديم 20 - 07 - 2015, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 8537 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ها ملكوت الله داخلكم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كثيرون يسالون متى ياتى المسيح لكن المسيح يرد عليهم و يقول لهم قبل ان تفتشوا عن مجيئى ابحثوا اولا عن الملكوت فلا يجب ان ننتظر حتر نموت لكى نحيا الملكوت بل يمكن ان نحيا داخلنا . كيف يحدث هذا ان حياة الملكوت معناها اننا لا نفكر الا فى المسيح و يكون قلبنا منشغل بالتسبيح لرب المجد هكذا يفعل الملائكة و كل الصديقون الذين سبقونا الى الملكوت و بهذا يمكننا ان نعيش حياة الملكوت على الارض بالإيمان بالمسيح أولًا [2] التوبة عن أعمالنا الشريرة [3] المعمودية حتى نولد من فوق.الملكوت لا يأتي بمراقبة بل يكون ظهوره فجأة. ومن علاماته داخل القلب الفرح وحب الله بشدة ونسيان الدنيا وما فيها. إذًا هو يظهر في الداخل وليس في الخارج. ولكن قول السيد للفريسيين في داخلكم لا يعني أنهم وصلوا لهذه الدرجات ولكنه يعني لا تفتشوا عن الملكوت في الخارج، ولكن إبحثوا عن هذه العلامات في الداخل، وهذا لا يأتي إلاّ لو قبلتم هذا الملكوت.إذًا معنى كلام السيد لهم "إن ملكوت الله في متناول أيديكم لكنكم لغباوتكم وعنادكم لا ترونه". والمسيح يقول لا تنشغلوا بهذا بل انشغلوا بأن تبحثوا هل ملكوت الله بدأ في داخلكم. فمن يجد الملكوت داخله وعلامته حب لله وفرح بطاعة الوصية، فمن المؤكد له نصيب في الحياة الأبدية
 
قديم 23 - 07 - 2015, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 8538 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«تحت جناحيه»

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحت جناحيه
روى أحد خدام الرب هذه القصة:
أثناء خدمتي في إحدى القرى، استأجرت غرفة في بيت فلاح لم يكن مؤمنًا بالمسيح. وأخذتُ أنتظر الفرصة المواتية للتحدث إليه عن خلاص نفسه. وأخيرًا سنحت تلك الفرصة حين طلب مني أن أصحبه إلى حظيرة الدواجن ليُريني منظرًا عجيبًا؛ فهناك في أحد الأعشاش، كانت دجاجة جاثمة وفراخها تُوصوص من تحت جناحيها. وقال الفلاح لي:
“جسَّها!
وما أن وضعت يدي على الدجاجة حتى وجدتها باردة وميِّتة.
فقال الفلاح:
أَ ترى هذا الجُرح في رأسها؟
لقد امتصَّ ابنُ عرس (عِرسة) كل الدم من جسمها، وهي لم تتحرك قط مخافة أن يؤذي هذا الحيوان صغارها!”
إذ ذاك قلت له:
هذا يُشبه تمامًا ما فعله المسيح. فهو قد احتمل آلام الصليب كلها. كان يستطيع أن يُخلِّص نَفْسَهُ، ولكنه لم يُرِد، لأنه لو تحرَّك ونزل من على الصليب، لَكُنَّا نحن هلكنا!”
وقد استخدم الروح القدس هذه الكلمات البسيطة للتأثير في قلب الفلاح، فوضع في الحال إيمانه في ذاك الذي اختار - في الجلجثة - أن يُخَلِّصنا نحن بدلَ أن يُخَلِّص نفسه!
ويوم سمعت هذه القصة تذكرت هذا التعبير:
«تحت جناحيه»،
الذي يرد في الكتاب المقدس 8 مرات.
وهو تشبيه مأخوذ من مملكة الطيور، ويُعبِّر عن مكان الأمان الرائع، حيث توجد الراحة والعناية والحماية، التي للمؤمن في الرب يسوع المسيح.
*
(1)
قال بوعز لراعوث التي هربت من أصنام موآب ومن ماضيها المُحزِن:
«لِيُكَافِئِ الرَّبُّ عَمَلَكِ، وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ»
(راعوث2: 12).
*
(2)
وحين شعر داود بالخطر يقترب صَلَّى قائلاً:
«احْفَظْنِي مِثْلَ حَدَقَةِ الْعَيْنِ. بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ اسْتُرْنِي»
(مزمور17: 8).
*
(3)
وأمام حاجة نفوسنا إلى الشبع والارتواء الروحي؛ إلى الطعام الذي يُغَّذينا لكي ننمو في القامة الروحية، نقول مع داود:
«مَا أَكْرَمَ رَحْمَتَكَ يَا اللهُ! فَبَنُو الْبَشَرِ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ يَحْتَمُونَ. يَرْوُونَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ، وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ»
(مزمور36: 7‑8).
*
(4)
وفي مواجهة كل تجاربنا التي يسمح بها الرب، وأمام كل هجمات العدو الذي يُهَدِّد حياتنا، ليس لنا ملجأ حقيقي إلا جناحا القدير:
«اِرْحَمْنِي يَا اللهُ ارْحَمْنِي، لأَنَّهُ بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي، وبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ»
(مزمور57: 1).
*
(5)
وعندما يتطلّع المؤمن في يقين إلى المستقبل، عندما يسكن في محضر الله إلى الأبد، للتمتع النهائي به، يترنم مع داود قائلاً:
«لأَسْكُنَنَّ فِي مَسْكَنِكَ إِلَى الدُّهُورِ. أَحْتَمِي بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ»
(مزمور61: 4).
*
(6)
وفي سكون الليل، عندما يصمت كل ضجيج العالم، وفي خلوة هادئة يتلذذ المؤمن بالله، ويتذكر عنايته - تَبَارَك اسمه - بحالة نفسه، وكيف كان سندًا له، وكان معه في كل أحزانه وضيقاته وفي لحظات تَخَلِّي الكل عنه، فيهتف:
«كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي، وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي. إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي، فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ، لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْنًا لِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ»
(مزمور63: 5‑7).
*
(7)
وفي مزمور91 نجد الوعد لمن يسكن في سِتر العلي وفي ظل القدير يبيت، أنه يجد الرب ملجأً وحصنًا، حيث لا يمكن لأقوى العواصف - حرفيًّا وأدبيًّا - أن تصل، وهناك نستريح من خوف الشر:
«بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي»
(مزمور91: 4).
*
(8)
ثم أمام عناد الخطاة، يكشف الرب يسوع عن مكامن أعماق الحب الإلهي في قلبه، فيقول باكيًا:
«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!»
(لوقا13: 34؛ متى23: 37).
*
مِن هذه الفصول نرى أن الصورة البسيطة الجميلة للدجاجة وهي تجمع فراخها للحماية تحت جناحيها، هي نفس الصورة التي يرسمها الروح القدس ليوضِّح بها عمل الرب نحو المؤمنين، ليجعل نفوسهم تثق فيه.
*
حين يكون الخطر قريبًا تدعو الدجاجة فراخها الصغيرة، وبمجرد سماعها الدعوة تجري الفراخ مُسرِعة حيث تجد ملجأً تحت جناحي الدجاجة الأم. هناك تشعر بالراحة والسلام والأمان. قد لا ترى الفراخ الخطر أو تتحقق منه، ولكن حين تسمع نداء الأم المُحِبَّة، فإنها تُلبي النداء فورًا، وتذهب لتُصبح في أمان تحت جناحي الأم القويتين، وحين تصل إلى هناك لا يستطيع العدو أن يصل إليها ما لم يكسر هذين الجناحين.
*
والفراخ وهي تحت جناحي أمها لا ترى العدو، ولكنها ترى الجناحين فقط اللذين يُعبِّران عن محبة الأم وقوَّتها.
*
وحين يحل الليل بظلمته وبرودته، تأخذ الفراخ كعادتها مكانها تحت الجناحين، حيث يوجد الدفء والغطاء.
*
وما أعظمها دروس تقدِّمها لنا هذه الصورة مِن الطبيعة!
تحيط بنا الآن أخطار كثيرة، وتمر بنا أوقات مظلمة، وتزمجر من حولنا رياح الحروب والاضطهادات بغضب في كل مكان، والشيطان - عدونا الروحي - يزداد ضراوة ضدنا يومًا بعد يوم. فماذا نعمل؟
ليس علينا سوى أن نُصغي إلى صوت مُخَلِّصنا المُحِب الذي يدعونا لنأتي ونحتمي تحت جناحيه. وحين نُسرع بالدخول، ونستقر هناك في أمان متمتعين بمحبته، حيث يملأ شخصه المشهد كله، وتُحيط بنا جناحاه، نتحقق أن الذي يهددنا لا يستطيع الوصول إلينا قبل أن يخترق جناحي القدير، وهذا مستحيل.
*
ولا ينبغي أن نذهب إلى هناك وقت الخطر فقط، بل يجب أن تكون هذه عادتنا اليومية، حيث تُحيط بنا في هذه الأيام برودة الليل وظلمته، هناك تجد نفوسنا دفء محبة فادينا ومُخَلِّصنا.
والرب يبارك خدمتك ...
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح.
* * *
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع يحبك ...
فايز فؤاد
وبركة الرب لكل خادم و قارئ .. آمين

 
قديم 23 - 07 - 2015, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 8539 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طوبى للمنتقلين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لقد طوب السيد المسيح فى الموعظة على الجبل الودعاء و الحزانى و المطرودين من اجل البر و صانعى السلام و كثيرين و نحن هنا نقول طوبى للمنتقلين
طوبى لهم لانهم انتقلوا الى موضع الراحة فالنبى يقول فى المزمور اذهبى يا نفسى الى موضع راحتك . ففى الابدية لا يوجد صراخ ولا عويل ولا تفكير فى المستقبل و الجواز و لا اى شىء دنيوى سوف يشغلنا بل حب الله و جماله الفائق و التمتع بما لم تراه عين و مالم تسمع به اذن و ما لم يخطر على قلب بشر .
طوبى لهم لانهم ينتظرون المكافاءة على جهادهم و تعبهم على الارض فبولس الرسول يقول قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعى حفظت الايمان و اخيرا قد وضع لى اكليل البر . فكل نفس تجاهد و تعمل و تحفظ الايمان قدر طاقتها و امكانياتها يكافئها الله مثل ما كافىء العبد الصالح و الامين فى مثل الوزنات و يدخلها الى فرح سيدها .
و اخيرا طوبى لهم لانهم يتمتعون بعشرة حبيبهم السماوى فمن منا يحب انسان ولا يحب ان يبقى معه دائما ففى الانتقال الفرصة لمعايشة السلام الذى يملاء روح الله و التمتع بالجلوس تحت قدميه و مشاركة الملائكة و القديسين ف تسبيحه .
 
قديم 23 - 07 - 2015, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 8540 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المستغرقون في اللذات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ليس من إنسان مستقر. القديسون وحدهم يعيشون في سلام. سبب ذلك ان أكثرنا يضطرب بسبب ما يحدث حوله. كل مضطرب بسبب ما يحدث فيه. بتعميق أكبر أقول إنك في سلام إن لم تجئ من أحداث الدنيا ومن أحداث نفسك، ان نزلت من فوق.

كلنا في الدنيا. قلة ليست من الدنيا. انها من فوق. هذه وحدها لا تضطرب. عندما قال يسوع لتلاميذه: سلامي لكم، سلامي اعطيكم أراد ان يقول هذا سلام الله فيّ اعطيكم. ما كان من الناس فقط فيه هموم الناس أي الخلل الذي فيهم. قول يسوع لتلاميذه السلام لكم كان بعد قيامته أي عند تحرره من الموت. ما دمنا في الموت الروحي ليس عندنا سلام. وأنت اذا سلمت على الناس بعبارات السلام لا تعطيهم شيئا من عندك. تبلغهم سلام الله اذ قبل ذلك ليس فيهم قرار.

عندما تقول لإنسان السلام لك أو السلام عليك أنت لا تعني انك تعطيه سلامك اذ ليس هذا فيك. أنت تريد انك تبلغه سلام الله. ولكن لا ينتقل إليه بمجرد قولك. يجيئه من الرضاء الإلهي.

السلام نادر جدًا ولا يتوفر في الحقيقة إلا عند القديسين. ولكن على المرء ان يسعى. في الحقيقة لست مصالحا الله إلا في اليوم الأخير أي في آخر الأزمنة أو قبيل انتهاء حياتك لكونك تحت الخطيئة وهي عداوة الله. لست أعرف إنسانا في واقعه لا يعادي الله. انه قد لا يريد ذلك. ولكن كل خطيئة ترتكبها عمداً عداوة لله لأنك في كل خطيئة تعلن نفسك ضمناً إلها اذ تعترف بنفسك حراً منه ومن كلمته.

مشكلة الإنسان الوحيدة هي الموت وبتعبير آخر هي الخطيئة. الموت الجسدي وحده ليس المشكلة الكبرى. فناء النفس في أحزان المعصية هو الموت. حزن المعصية فينا اكتشافنا عجزنا عن القداسة. بلا معصية نحتمل كل شيء. كل مسعى للاستقرار خارج الله ضرب من المحال لأنه اضطراب. الصعوبة الحقيقية عندنا اننا لا نصل إلى الله أو لا نسعى. بلا إله بماذا يتغذى الإنسان؟ ان التشديد على الإنسان وحده في الثقافة الغربية منذ القرن الثامن عشر كان بدء هلاكه. وجد الإنسان في نفسه أشياء جميلة ولكن هل كانت كل الإنسان؟

الإنسان وحيداً، مستقلاً عن الله هو العزلة. كيف يأتي بنفسه من نفسه؟ اذا وجد نفسه مصحراً ماذا يفعل؟
كيف تتغلب على الموت وأنت في قيد الحياة، أي كيف تكون لك الحياة الحق مهما تقلبت عليك الأحوال الصحية أو النفسية؟ أين تكون في الحقيقة؟ من أي شيء يأتيك سلامك: من اللذة أم من المال؟ المشتهون الكبار يقولون ليس من فرح يأتي من اللذة. الفرح يأتيك من هذا الذي لا يعتريه فساد اذ كل ما يفسد يزول. هل سمعت المستغرقين في اللذات يتكلمون عن الفرح؟

بقلم المطران جورج خضر.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024