منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 08 - 2022, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 84301 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إنه سبت في مدينة فيلبي





+ ...إنه سبت في مدينة فيلبي. وبحث الكارزون عن مجمع فلم يجدوا. فالقانون الذي وضعه الناموسيون يحتم وجود الرجال لإقامة مجمع ولكنهم لإدراكهم أن الإنسان إن أهمل الصلاة سيتوه عن الله سمحوا بالاجتماع في أي مكان مناسب. وفي فيلبي كان هذا المكان عند النهر. ولم يكن به غير النسوة وليس بينهم رجل واحد. فاجتمع بهن الكارزون ونادوا فيهن بكلمة الخلاص. وكانت أبرز شخصية بينهن ليديا بائعة الأرجوان.
+ ولنقف قليلًا في شيء من الذهول أمام التغيير الهائل الذي أصاب شاول الفريسي. فالشريعة الموسوية تحكم بأن عشرة رجال يكفون لإقامة مجمع في حين أن ألف امرأة -بل ومضاعفات الألف- لا تكفي! وهذا الفريسي ابن الفريسي الذي تشبّع في طفولته وفي شبابه بهذه التعاليم لم يتراجع -وهو في فيلبي- عن أن يتكلم في اجتماع كله نسوة! إنه لم يعد شاول إنه بولس رسول الأمم المنادي بحرية مجد أولاد الله والمصارع الباسل ضد التهوّد (مَنْ لنا ببولس في هذه الأيام؟!)
+ وهكذا شاء الرب أنه كما ظهر بعد قيامته للنسوة أولًا أن يتراءى للنسوة أولًا في أول مدينة أوربية. لقد حرر المرأة من لعنة الناموس ومنحها في تلك المدينة التي كانت أولى مدن أوروبا تتلقى البشارة. ومذاك، بل ومن قبل، وإلى الآن نرى أن المرأة هي قلب الكنيسة النابض. فقد وقف الرجل أمام الأضواء، وتكلم، ووعظ، ولكن المرأة داخل بيتها هي التي علّمت أولادها ومازالت تعلّمهم. وهي التي تستصحبهم معها إلى الكنيسة جيلًا بعد جيل، فترضعهم اللبن الروحي مع اللبن الجسدي. ولنذكر هنا أيضًا أن كنيسة ثياتيرا، إحدى الكنائس التي وجّه يوحنا الرائي الحديث إلى ملاكها، قد ساهمت ليديا بائعة الأرجوان في بنائها.

 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 84302 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





لنقف قليلًا في شيء من الذهول أمام التغيير الهائل الذي أصاب شاول الفريسي. فالشريعة الموسوية تحكم بأن عشرة رجال يكفون لإقامة مجمع في حين أن ألف امرأة -بل ومضاعفات الألف- لا تكفي! وهذا الفريسي ابن الفريسي الذي تشبّع في طفولته وفي شبابه بهذه التعاليم لم يتراجع -وهو في فيلبي- عن أن يتكلم في اجتماع كله نسوة! إنه لم يعد شاول إنه بولس رسول الأمم المنادي بحرية مجد أولاد الله والمصارع الباسل ضد التهوّد (مَنْ لنا ببولس في هذه الأيام؟!)
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 84303 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





شاء الرب أنه كما ظهر بعد قيامته للنسوة أولًا أن يتراءى للنسوة أولًا في أول مدينة أوربية. لقد حرر المرأة من لعنة الناموس ومنحها في تلك المدينة التي كانت أولى مدن أوروبا تتلقى البشارة. ومذاك، بل ومن قبل، وإلى الآن نرى أن المرأة هي قلب الكنيسة النابض. فقد وقف الرجل أمام الأضواء، وتكلم، ووعظ، ولكن المرأة داخل بيتها هي التي علّمت أولادها ومازالت تعلّمهم. وهي التي تستصحبهم معها إلى الكنيسة جيلًا بعد جيل، فترضعهم اللبن الروحي مع اللبن الجسدي. ولنذكر هنا أيضًا أن كنيسة ثياتيرا، إحدى الكنائس التي وجّه يوحنا الرائي الحديث إلى ملاكها، قد ساهمت ليديا بائعة الأرجوان في بنائها.
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 84304 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




السجن الداخلي لبولس




+ وهناك امرأة أخرى برزت في فيلبي بعد شهور من الالتقاء بليديا، هي جارية بائسة بها روح عرافة، يستغلها أسيادها للمال الذي تكسبهم إياه. وعلى الرغم من أن الأرواح المتصلة بها شريرة، فقد استشفّت هذه المسكينة حقيقة الكارزين. فتابعتهم أيامًا وهي تصرخ: "هؤلاء الناس هم عبيد العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص". فتضجّر بولس وأخرج منها الروح النجس. وحين فقد أسيادها مورد رزقهم هاجوا هياجًا عنيفًا ضد الرسول الملتهب. وفي صباح اليوم التالي أوقفوا بولس وسيلا في المحكمة. فصدر عليهما الحكم بالضرب بالعصى وبطرحهما في السجن مع توصية السجّان بأن يضعهما في السجن الداخلي. وإمعانًا منه في استرضاء الحكام وضع أرجلهما في المقطرة. كان العالم الذي يعيش فيه رسول الأمم كله قسوة وبطش. بينما كان عالمه الداخلي كله مجد وبهاء. أليس يعيش مسيحه؟

+ ولو أننا تأملنا لوجدناه ضعيف البنية حسّاسًا، متوتر الأعصاب، ربطوه إلى عامود وجلدوه بعد أن كانوا قد خلعوا ثيابه، ثم رموا به في سجن عفن مظلم، ومع ذلك لا يتذمّر إطلاقًا. إنه يتمتع ببركات عظمى تملأه فرحًا. ومن العجب أن حياته كلها كانت سلسلة من الضيق والاضطهاد ونكران الجميل وسوء الظن، ومقابل هذا كله اسمعوه يكرر الهتاف: "افرحوا في الرب"، "افرحوا في الضيقات"، "لأن خفة ضيقتنا الوقتية". فدين السيد المسيح دين عجيب في كونه يخلق مثل هؤلاء الأبطال. وكأني به يردد لنفسه: "ماذا لو اضطهدني الناس فالله معي"، "ماذا لو فشلت عظتي هذه المرة فالله سيغلب يومًا ما"، "ماذا لو قتلوني؟ ذلك أفضل لأني سأكون مع السيد المسيح".
+ وبينما الكارزان في السجن كانا يترنمان بتسبيح الله. وسمع المسجونون ترانيمهم. وذهلوا من أن مسجونين في السجن الداخلي يترنّمان بدلًا من أن يشتما ويلعنا!
+ وقرب الفجر حدثت زلزلة عظيمة هزّت السجن وفتحت أبوابه، فارتعد السجّان وهمّ بأن يقتل نفسه. وإذا ببولس يطمئنه ويهدئ نفسه المضطربة. فلمست قلبه رهبة اللامرئي، وهكذا آمن واعتمد هو وأهل بيته.
+ وبعد ذلك بعشر سنوات كتب من سجنه في رومية رسالته إلى أهل فيلبي، ومنه ندرك عمق إيمان الفيليبيين. فالسيد المسيح بالنسبة لهم، لم يكن معلما لمبادئ نبيلة نشرها ثم مات. كلا، إنه الصديق الحاضر أبدًأ، الرب الحي المحيي الذي من أجله تقبّلوا العذاب بفرح.
+ ولنعد إلى حادثة السجن لنجد أن الولاة أرسلوا إلى السجان قائلين: "أَطْلِقْ ذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ" (أع 16: 35). وهنا أيضًا نعجب من بولس، فبدلًا من أن يخرج فرحًا بالحرية، قال للسجان: "ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا" (أع 16: 37). وبالطبع اضطرب الولاة حين عرفوا أنهما رومانيان فنفذوا رغبة بولس. وعندها خرج الكارزان وذهبا إلى بيت ليديا، لأن هذه المرأة -باكورة المؤمنين بالسيد المسيح في أوروبا- استضافتهما في بيتها من البداية بأن قالت لهما: " «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ، فَادْخُلُوابَيْتِي وَامْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْنَا. " (أع 16: 15). فهل هناك وسيلة أروع من تلك التي اتخذتها ليديا؟ أليست فيها الدليل على أن إيمانها حي؟
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 84305 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




+ وهناك امرأة أخرى برزت في فيلبي بعد شهور من الالتقاء بليديا، هي جارية بائسة بها روح عرافة، يستغلها أسيادها للمال الذي تكسبهم إياه. وعلى الرغم من أن الأرواح المتصلة بها شريرة، فقد استشفّت هذه المسكينة حقيقة الكارزين. فتابعتهم أيامًا وهي تصرخ: "هؤلاء الناس هم عبيد العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص". فتضجّر بولس وأخرج منها الروح النجس. وحين فقد أسيادها مورد رزقهم هاجوا هياجًا عنيفًا ضد الرسول الملتهب. وفي صباح اليوم التالي أوقفوا بولس وسيلا في المحكمة. فصدر عليهما الحكم بالضرب بالعصى وبطرحهما في السجن مع توصية السجّان بأن يضعهما في السجن الداخلي. وإمعانًا منه في استرضاء الحكام وضع أرجلهما في المقطرة. كان العالم الذي يعيش فيه رسول الأمم كله قسوة وبطش. بينما كان عالمه الداخلي كله مجد وبهاء. أليس يعيش مسيحه؟
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 84306 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




+ ولو أننا تأملنا بولس لوجدناه ضعيف البنية حسّاسًا، متوتر الأعصاب، ربطوه إلى عامود وجلدوه بعد أن كانوا قد خلعوا ثيابه، ثم رموا به في سجن عفن مظلم، ومع ذلك لا يتذمّر إطلاقًا. إنه يتمتع ببركات عظمى تملأه فرحًا. ومن العجب أن حياته كلها كانت سلسلة من الضيق والاضطهاد ونكران الجميل وسوء الظن، ومقابل هذا كله اسمعوه يكرر الهتاف: "افرحوا في الرب"، "افرحوا في الضيقات"، "لأن خفة ضيقتنا الوقتية". فدين السيد المسيح دين عجيب في كونه يخلق مثل هؤلاء الأبطال. وكأني به يردد لنفسه: "ماذا لو اضطهدني الناس فالله معي"، "ماذا لو فشلت عظتي هذه المرة فالله سيغلب يومًا ما"، "ماذا لو قتلوني؟ ذلك أفضل لأني سأكون مع السيد المسيح".
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 84307 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بينما الكارزان في السجن كانا يترنمان بتسبيح الله. وسمع المسجونون ترانيمهم. وذهلوا من أن مسجونين في السجن الداخلي يترنّمان بدلًا من أن يشتما ويلعنا!
+ وقرب الفجر حدثت زلزلة عظيمة هزّت السجن وفتحت أبوابه، فارتعد السجّان وهمّ بأن يقتل نفسه. وإذا ببولس يطمئنه ويهدئ نفسه المضطربة. فلمست قلبه رهبة اللامرئي، وهكذا آمن واعتمد هو وأهل بيته.
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 84308 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





+ وبعد ذلك بعشر سنوات كتب من بولس في سجنه في رومية رسالته إلى أهل فيلبي، ومنه ندرك عمق إيمان الفيليبيين.
فالسيد المسيح بالنسبة لهم، لم يكن معلما لمبادئ نبيلة نشرها ثم مات.

كلا، إنه الصديق الحاضر أبدًأ، الرب الحي المحيي الذي من أجله تقبّلوا العذاب بفرح.
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 84309 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





لنعد إلى حادثة السجن لنجد أن الولاة أرسلوا بولس إلى السجان قائلين: "أَطْلِقْ ذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ" (أع 16: 35).

وهنا أيضًا نعجب من بولس، فبدلًا من أن يخرج فرحًا بالحرية، قال للسجان: "ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا" (أع 16: 37).
وبالطبع اضطرب الولاة حين عرفوا أنهما رومانيان فنفذوا رغبة بولس. وعندها خرج الكارزان وذهبا إلى بيت ليديا، لأن هذه المرأة -باكورة المؤمنين بالسيد المسيح في أوروبا- استضافتهما في بيتها من البداية بأن قالت لهما: " «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ، فَادْخُلُوابَيْتِي وَامْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْنَا. " (أع 16: 15).

فهل هناك وسيلة أروع من تلك التي اتخذتها ليديا؟ أليست فيها الدليل على أن إيمانها حي؟
 
قديم 06 - 08 - 2022, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 84310 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أعجب كنيسة: تسالونيكي:
+ وانتقلا بولس برنابا من هناك إلى تسالونيكي. وكعادة بولس ذهب إلى المجمع أولًا. فآمن البعض ورفض البعض الآخر. وكان بين المستمعين عدد غير قليل من اليونانيين. ولم يستطع اليهود المقاومون أن يتقبّلوا صورة السيد المسيح المهان الذي انتهى على الصليب. فهيجوا الرعاع والمشاغبين والعاطلين ضده إلى درجة أن بولس لم يتمكن من الظهور في الشارع. وبعد شهرين من الفشل الظاهر اضطر إلى مغادرة المدينة. وهنا نرى القوة الباطنية للمسيحية إذ كان من المتوقع أن تموت الكنيسة التي ما كادت تتنفس حتى داهمها البطش. ولكن، ألم يقل السيد المسيح أن ملكوت الله يشبه البذرة؟ والبذرة تحتوي حياة مختبئة، تحّتم عليها حياتها المختبئة أن تنمو. والتسالونيكّيون صورة لأسرع نمو حدث في الكنيسة عامة. ففي شهرين فقط نشأت كنيستهم وبقيت. وحين كتب بولس رسالته إليهم قال فيها: "وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيق كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ. لأَنَّ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وفي َأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضًا قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ" (تسالونيكي 1: 6-8).




+ فكم هو جدير بنا أن يتضاعف إيماننا بقوة البذرة الحية. فنحن نبذر بذار الحياة الأبدية وليس من قوة تستطيع أن توقفها: إنها تحتوي الحياة ذاتها. ولما اضطر بولس ومن معه إلى مغادرة تسالونيكي قسرًا ذهبوا إلى بيرية حيث قابله اليهود لأول مرة بالتعقّل وبفحص الكتب. وكان بينهم يونانيون أيضًا. ويقول عنهم الكتاب: "فَآمَنَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ، وَمِنَ النِّسَاءِ الْيُونَانِيَّاتِ الشَّرِيفَاتِ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَدَدٌ لَيْسَ بِقَلِيل" (أعمال 17: 12)(1). على أن يهود تسالونيكي لم يكتفوا بإخراجه من مدينتهم بل تابعوه إلى بيرية وهيّجوا الجموع فيها، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فخاف الأخوة وأرسلوه نحو البحر. والذين صاحبوه أوصلوه إلى أثينا.

+ وهنا أيضًا نقف لنبهت، فزيارة بولس لهذه العاصمة كانت أفشل زيارة! ولكن لو دققنا قليلًا لعرفنا السبب. فقد كانت هذه المدينة - إلى جانب أصنامها العديدة - مركزًا للفلسفة الإنسانية حيث يرتكن الناس على عقلهم فقط، وحيث يتباهون بفصاحتهم وبلاغتهم فلم يستطيعوا استساغة ما وصفه رسول الأمم "بجهالة الله" التي أثبت أنها أحكم من حكمة الناس إلا أنه على الرغم من الفشل نجد أشخاصًا التصقوا به وآمنوا: "مِنْهُمْ دِيُونِيسِيُوسُ الأَرِيُوبَاغِيُّ، وَامْرَأَةٌ اسْمُهَا دَامَرِسُ (داماريس) وَآخَرُونَ مَعَهُمَا" (أع 17: 34). ولنلحظ دقة إبراز المرأة وإيمانها في هذا السفر العجيب، إنه إعلان عن محو اللعنة القديمة وتوكيد للنعمة التي شاء الخالق المبدع أن يمنحها للمرأة ليجعل منها خادمة له وحاملة لرسالته.

+ ومن اللائق بل من الجدير أن نذّكر أنفسنا باستمرار بجملة ذات أهمية وردت في حديث بولس إلى الأثينيين وهي: "وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ،" (أع 17: 26). أليس في هذه الكلمات دليل آخر على أن الشعوب جميعًا -على اختلاف أجناسها- قد احتفظت في عمق أعماقها بالوعد الإلهي بالفداء؟(2).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025