11 - 07 - 2015, 04:49 PM | رقم المشاركة : ( 8421 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقسام الناموس الموسوي
يجد الدارس في كلمة الله أن الناموس الموسوي ينقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول هو الناموس الأدبي ويتركز في الوصايا العشر، ولقد كتب الله هذا الناموس بإصبعه على لوحين من حجر، وكان الحجر الأول يحمل الأربعة وصايا الأولى وهي التي تتعلق بصلة الإنسان بخالقه الأزلي، وتأتي بهذا الترتيب: الوصية الأولى: "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" الوصية الثانية: "لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك، إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي وأصنع إحساناً إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي" الوصية الثالثة: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً" الوصية الرابعة: "أذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك. وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك لا تصنع عملاً ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك. لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه". أما الحجر الثاني فقد كتبت عليه الستة وصايا الأخيرة وهي التي تتعلق بصلة الإنسان بالإنسان. وتأتي بهذا الترتيب. الوصية الخامسة: "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك" الوصية السادسة: "لا تقتل" الوصية السابعة: "لا تزن" الوصية الثامنة: "لا تسرق" الوصية التاسعة: "لا تشهد على قريبك شهادة زور" الوصية العاشرة: "لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئاً مما لقريبك" هذا هو القسم الأول من الناموس، وهو ما يطلق عليه عبارة "الناموس الأدبي".أما القسم الثاني فهو الناموس المدني والسياسي، وهو القسم الذي يتعلق بإسرائيل كدولة لها قانون يربط صلة أفرادها بعضهم ببعض ويشرح سياسة الدولة الخارجية بالنسبة للدول الأخرى. أما القسم الثالث من الناموس فهو الناموس الطقسي أي ناموس الذبائح والفرائض والطقوس التي أعطاها الله لبني إسرائيل. ومن هذا نقدر أن نعرف ما هو الناموس في أجزائه الثلاثة- كناموس أدبي، ومدني، وطقسي. |
||||
11 - 07 - 2015, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 8422 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأغراض الجوهرية للناموس الموسوي
يعلن الكتاب المقدس في وضوح لا إبهام فيه، إن الله لم يعط الناموس لبني إسرائيل لكي يخلصوا به، ويؤكد هذا ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية إذ يقول "جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة. لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعم به. ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر لأن البار بالإيمان يحيا" (غلاطية 3: 10، 11) وها نحن نقرأ له مرة أخرى هذه الآية الجليلة "لست أبطل نعمة الله. لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب" (غلا 2: 21). وهنا يعترضنا هذا السؤال الهام، إن كان الناموس لا يخلّص الإنسان ولا يهبه براً، كما يقول الرسول في وضوح- فلماذا أعطى الله الناموس إذاً؟؟! وللإجابة على هذا السؤال لنتمشى مع كلمات الكتاب وسنرى. مما لا جدال فيه أن الخطية قد انتشرت في العالم قبل إعطاء الناموس، وقد أكد بولس الرسول ذلك في قوله "فإنه حتى الناموس كانت الخطية في العالم" (رو 5: 13)، نعم، لقد انتشرت عبادة الأصنام، قبل أن يقول الله "لا تزن" وسرق الناس ممتلكات بعضهم بعضاً قبل أن يقول الله "لا تسرق" وكان لا بد أن يعلن الله هذه الخطايا الفظيعة لبني الإنسان، ليريهم حقيقة عالمهم الملوث بالإثم والتعدي، والحياة الفاسدة المنحطة، ولذلك أعطى الله الناموس لموسى، أعطاه له. ليعلن حقيقة انتشار الخطية، كما يقول الرسول "أما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية" (رو 5: 20) فقبل الناموس كان البشر يرتكبون أكبر الخطايا دون أن يشعروا بحرج، فلما جاء الناموس أراق نوراً على آثامهم فجعلهم يرون كثرة شرورهم، واتساع نطاق معاصيهم وخطاياهم. (2) إن الله أعطى الناموس لإدانة الخطية:يكتب بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية هذه الكلمات "فإنه حتى الناموس كانت الخطية في العالم. على أن الخطية لا تحسب إن لم يكن ناموس" (رو 5: 12)، وكلمات بولس هذه ترينا أن الناموس هو الذي سجل الخطية على الخاطئ وأدانها، لأنه لما جاء دان الخطية، وحكم عليها في مختلف أشكالها ومظاهرها، وهكذا استطاع أن يدين عابد الأوثان، والزاني، والقاتل، وشاهد الزور.....وليس هناك مجال للشك في أنه حيث لا يوجد قانون، لا يوجد عقاب للجريمة، ولكن حيث يوجد القانون يوجد معه العقاب الضروري لكل ذنب أو جرم يعمله الإنسان. هذا هو الحق الذي أعلنه بولس في قوله "فلماذا الناموس؟ أي ما فائدته؟!" وأجاب قائلاً "قد زيد- أي قد أعطى من الله- بسبب التعديلات إلى أن يأتي النسل الذي وعد له مرتباً بملائكة في يد وسيط" (غلا 3: 19) فالناموس قد أعطى للحكم على التعديلات وإدانتها في محضر الله، وهكذا يقرر بولس قائلاً "ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت أنا" (رو 7: 9) (راجع يو 8: 1-5). (3) إن الله أعطى الناموس لإظهار حقيقة قلب الإنسانهذه الحقيقة تلمع في جلاء في اختبار الرسول بولس وهو تحت الناموس فهو يبدأ الحديث عن هذا الاختبار قائلاً "أم تجهلون أيها الإخوة لأني أكلم العارفين بالناموس....ثم يستطرد قائلاً.... فإننا نعلم أن الناموس روحي أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة فيّ فغني أعلم أنه ليس ساكن في أي في جسدي شيء صالح لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد، لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي ليس أريده فإياه أفعل. فإن كنت ما لست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطية الساكنة فيّ. إذن أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي. فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي. ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو 7: 14-24) من هذه الصورة الاختبارية، نرى أن الناموس يكشف للإنسان حقيقة قلبه، فقلب الإنسان نجيس، يميل للخطية بطبيعته الموروثة من آدم الساقط، ويرغب في أن يعملها، وناموس الله يدين الخطية ولا يوافق عليها، فهو إذاً كالمرآة التي تظهر نجاسة وقذارة القلب الإنساني الملتوي. (4) إن الله أعطى الناموس ليكون مؤدبنا إلى المسيح:ولأجل ذلك قال الرسول في الأصحاح الثالث من رسالة رومية "أفنبطل الناموس بالإيمان. حاشا. بل نثبت لناموس" (رو 3: 31) فنحن نثبته كما نثبت المرآة لإظهار آثام الناس وشرورهم، ولكن كما أن المرآة لا تستطيع أن تغسل الأقذار التي تعلنها للإنسان، كذلك الناموس لا يقدر أن يبرر أو يطهر أحداً. ولقد أوضح مستر مودي المبشر الأمريكي لمشهور هذه الحقيقة في القصة التالية، قال "جاءني ابني جون في يوم ما، وقال لي "يا بابا" نريد أن نخرج للنزهة، فقلت له "اذهب إلى ماما، لتغسل لك وجهك، وتصفف لك شعرك. وتلبسك ملابسك البيضاء النظيفة. وخرج لينتظر في حديقة المنزل، ويبدو أنني تأخرت قليلاً، وأن "جون" مل الانتظار فشرع يلعب في حديقة المنزل، فاتسخت ملابسه، وتلوث وجهه بالتراب، فلما عدت بالسيارة وجدته في حالة مزرية. قلت له "جوني..... لماذا لم تقل لماما أن تلبسك ملابسك النظيفة؟" فجاء إليّ ضاحكاً وقال "لقد قلت لها وقد فعلت" قلت له "ولكن ملابسك قد اتسخت من تراب الحديقة" قال "كلا- إنها ما زالت نظيفة" وعبثاً حاولت إقناع الصبي بأن وجهه قد أصبح قذراً وبأن ملابسه لا تصلح للخروج بها، فلما فشلت في إقناعه، أخذته من يده وقدته إلى المرآة فلما رأى ذاته في المرآة، نكس رأسه في خجل وقال "لم أكن أدري أنني قد أصبحت قذراً هكذا" لقد أعلنت له المرآة حقيقة حاله، ولكنها لم تنظفه، وهذا هو عمل الناموس، أنه المرآة التي تظهر حقيقة قلب إنسان، وتكشف اتجاهاته وميوله. يقول الرسول بولس في رسالته إلى غلاطية "ولكن قبلما جاء الإيمان كنا محروسين تحت الناموس، مغلقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يعلن، إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان" (غلا 3: 23 و24) والكلمة المترجمة (مؤدبنا" هي في اليونانية "Pedagogue"، وقد فسر الدكتور آدم كلارك، والدكتور سكوفيلد معناها فقالا "إن المؤدب هو الخادم الذي كان عليه أن يعتني بالأطفال ويأخذهم إلى المدرسة، ويرجعهم منها، وكذلك كان عليه أن يعتني بهم خارج دائرة المدرسة.... إلى أن يكبر الطفل ويصير رجلاً، وعندئذ لا يعود يرى ذلك المؤدب أبداً....وهكذا الناموس لم يعط الخلاص لأحد، ولكن عن طريق فرائضه، وأحكامه، وبالأخص عن طريق ذبائحه، قادنا إلى المسيح حتى يمكننا أن نتبرر بالإيمان" نعم، لقد كان الناموس هو الخادم الذي أرشدنا وقادنا إلى المسيح، وعندما يوصلنا إلى الصليب ينتهي عمله نهائياً إذ يقول الرسول "ولكن يعدما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب" (غلا 3: 25). (5) إن الله أعطى الناموس كامتحان لإسرائيل ليظهر نقصهم إلى أن يأتي المسيح:لقد أخرج الله إسرائيل من أرض مصر، واختارهم من بين الشعوب، لكي يأتي منهم "رب المجد"، وكان لا بد من امتحانهم بالناموس، ليتبين من نقضهم لأحكامه، وهو الدستور الإلهي لهم، إنه ليس أحد منهم بل حتى ولا أفضلهم هو الجدير بالفداء، بل المسيح وحده هو صاحب الجدارة، ولذلك يعلن لهم ذواتهم بالقول "قد باد التقي من الأرض، وليس مستقيم بين الناس، جميعهم يكمنون للدماء، يصطادون بعضهم بعضاً بشبكة. اليدان إلى الشر مجتهدتان. الرئيس طالب والقاضي بالهدية. والكبير متكلم بهوى نفسه فيعكشونها. أحسنهم مثل العوسج. وأعدلهم من سياج الشوك" (ميخا 7: 2-4)، وهكذا إذ يقول الرسول في رسالة رومية "بل نثبت الناموس" يثبته ليسير في القضية التي أراد أن يقنع بها الناس وهي أنهم قد أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح.... وإذ أظهر الناموس شر إسرائيل جاء الكامل البار ليخلص الآثمة الفجار. |
||||
11 - 07 - 2015, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 8423 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أدلة حرية المسيحي من الناموس؟!
نأتي الآن إلى النقطة المركزية في رسالتنا، وهي، هل حرر المسيح المؤمن الحقيقي من الناموس بأجزائه الثلاثة؟ هل حرره من الناموس الأدبي والمدني والطقسي؟ والجواب الأكيد هو، نعم. أن المسيح قد حرر المسيحي من الناموس بفروعه كلها.... وسأسرد في هذا المقام الأدلة الكتابية على ذلك. كتب الرسول بولس إلى الغلاطين هذه الكلمات القوية "قولوا لي أنتم الذين تريدون أن تكونوا تحت الناموس ألستم تسمعون الناموس. فإنه مكتوب أنه كان لإبراهيم ابنان واحد من الجارية والآخر من الحرة. لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد وأما الذي من الحرة فبالموعد. وكل ذلك رمز لأن هاتين هما العهدان. أحدهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر. لأن هاجر جبل سيناء في العربية. ولكنه يقابل أورشليم الحاضرة فإنها مستعبدة مع بنيها. وأما أورشليم العليا التي هي أمنا جميعاً فهي حرة. لأنه مكتوب افرحي أيتها العاقر التي لم تلد. اهتفي واصرخي أيتها التي لم تتمخض فإن بني المستوحشة أكثر من التي لها زوج. وأما نحن أيها الإخوة فنظير اسحق أولاد الموعد. ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن أيضاً. لكن ماذا يقول الكتاب. اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة" (غلاطية 4: 21-30). (2) دليل من رسالة العبرانيينوفي هذا الجزء الثمين من كلمة الله نرى أن بولس يتحدث عن عهدين، أحدهما من جبل سيناء، وهو عهد العبودية، والآخر هو عهد النعمة الذي نتمتع به في ظلال الإيمان بالفادي، فما هو العهد الذي جاء من جبل سيناء؟! وهل يحوي هذا العهد لوصايا العشر؟ نعم بلا شك وهذا يتبين لنا من الرجوع إلى سفر الخروج الأصحاح التاسع عشر والأصحاح العشرين، فهناك نقرأ أن الرب جاء على جبل سيناء وأعطى لموسى الوصايا العشر (راجع خروج 19: 18 و20، 20: 1-17) ويبدو هذا في وضوح أكثر من الكلمات التي قالها الملك سليمان "وجعلت هناك مكاناً للتابوت الذي فيه عهد الرب الذي قطعه مع آبائنا عند إخراجه إياهم من أرض مصر" (1مل 8: 21) وانظر ما قاله موسى "فتقدمتم ووقفتم في أسف الجبل والجبل يضطرم بالنار إلى كبد السماء بظلام وسحاب وضباب. فكلمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتاً. وأخبركم بعهده الذي أمركم أن تعملوا به الكلمات العشر وكتبه على لوحي حجر" (تث 4: 11-13) ويتثبت لنا كل هذا مما جاء في رسالة العبرانيين إذ يقول الرسول "ووراء الحجاب الثاني المسكن الذي يقال له قدس الأقداس فيه مبخرة من ذهب وتابوت العهد مغشى من كل جهة بالذهب الذي فيه قسط من ذهب فيه المن وعصا هرون التي أفرخت ولوحا العهد" (عب 9: 4 و5) من كل هذا يتبين لنا أن العهد الذي يتحدث عنه بولس في رسالة غلاطية أنه جاء من جبل سيناء (غلا 4: 24) يتضمن الوصايا العشر التي نقشت على لوحين من حجر كانا في تابوت العهد. وماذا يقول بولس عن ذلك العهد، إنه يقول، إنه من جبل سيناء الوالد للعبودية، وكانت هاجر الجارية ترمز إليه، لأن هاجر جبل سيناء في العربية.... ثم يستطرد قائلاً "ولكن ماذا يقول الكتاب. اطرد الجارية وابنها" وهذه الكلمات واضحة وقوية لدرجة إنها لا تحتاج إلى تفسير، اطرد الجارية أي هاجر التي كانت ترمز إلى جبل سيناء؟! فلم يعد لناموس جبل سيناء، ولا للوصايا العشر سلطة إذ قد انتهى عمل الناموس والوصايا. ويكفي أن نذكر هنا المقارنة الجميلة التي وضعها الرسول في رسالة العبرانيين وهو يرينا حريتنا من ناموس جبل سيناء- الوصايا العشر- وضرورة خضوعنا لناموس المسيح الرب من السماء، فهو يقول "لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزاد لهم كلمة لأنهم لم يحتملوا ما أمر به وإن مست الجبل بهيمة ترجم أو ترمي بسهم. وكان المنظر هكذا مخيفاً حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل.... انظروا أن لا تستعفوا من المتكلم. لأنه إن كان أولئك لم ينجوا إذا استعفوا من المتكلم على الأرض فبالأولى جداً لا ننجو نحن المرتدين عن الذي من السماء" (عب 12: 18-25) وهكذا انتهى ناموس الوصايا العشر، لتحل محله كلمات الرب يسوع الذي من السماء. يتحدث إلينا كاتب الرسالة إلى العبرانيين قائلاً "فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال، إذ الشعب أخذ الناموس عليه، ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكي صادق ولا يقال على رتبة هارون؟ لأنه إن تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس أيضاً" (عبرانيين 7: 11 و12). (3) دليل من رسالة بولس الرسول إلى أهل روميةولنعد إلى هذه الكلمات الجليلة لنتأمل فيها "لأنه إن تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس أيضاً" (عب 7: 12) . فهل تغير الكهنوت اللاوي؟ ومن ذا الذي تسلمه بعد هذا السبط القديم؟! هنا أضع أمام القارئ الكريم جدولاً بسيطاً يرينا أن الكهنوت اللاوي قد انتهى إلى الأبد بكل متعلقاته، فلنتبع إذاً خطوط هذا الجدول. العهد القديمالعهد الجديد1- في العهد القديم كان رئيس الكهنة على رتبة هرون، وكان يؤخذ من الناس ويقام لأجل الناس "لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يقام لأجل الناس في ما لله لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا" (عب 5: 1) 1- في العهد الجديد نرى أن رئيس كهنتنا ليس من الناس، بل هو السيد يسوع المسيح نفسه "فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالإقرار" (عب 2: 14) "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شرور ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" (عب 7: 26). 2- في العهد الأول كانت الذبائح الدموية تقدم بواسطة الكهنة، كما يقول الرسول عن ذلك العهد "وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية" (عب 10: 11-14) 2- في عهد النعمة جاء المسيح وأبطل هذه الذبائح بذبيحة نفسه الواحدة التي لا تتكرر إذ يقول الرسول "وأما هذا- أي المسيح- فبعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله... لأنه بقربان واحد أكمل إلى الأبد المقدسين" (عب 10: 11-14) 3- في عهد الناموس كانت الخدمة في قدس الأقداس الموجود في الهيكل الأرضي مرة واحدة في السنة إذ يدخل رئيس الكهنة اليهودي بالدم إلى هناك كما يقول الرسول "وأما إلى الثاني فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب. معلناً الروح القدس بهذا أن طريق الأقداس لم يظهر بعد ما دام المسكن الأول له إقامة" (راجع عبرانيين 9: 1-8). 3- في عهد النعمة تقدم الخدمة في قدس الأقداس السماوي إذ دخل المسيح إلى هناك بدم نفسه فوجد فداء أبدياً. وفتح لنا طريقاً سلطانياً للدخول هناك. فنحن لا نتعبد في هيكل أرضي وإنما نتعبد في الأقداس السماوية في المسيح كما يقرر ذلك الرسول في القول "بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً" (عب 9: 11) "فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرّسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي" (عب 10: 19-22). 4- في العهد الأول- عهد الناموس- كانت الذبائح تقدم على مذبح النحاس الموجود في خيمة الاجتماع (خر 27: 1) 4- في العهد الجديد، قدم المسيح نفسه ذبيحة، على مذبح الصليب، فليس لنا هنا أي مذبح آخر نقدم عليه ذبائحنا، بل أن مذبحنا الوحيد هو الصليب الذي قال عنه الرسول "لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه" (عب 13: 10) 5- في عهد الناموس كان الذين يقومون بالخدمة، ويعتبرهم الشعب كهنة هم من بني لاوي، كما يقول الرسول "أما الذين هم من بني لاوي الذين يأخذون الكهنوت فلهم وصية أن يعشروا الشعب بمقتضى الناموس أي إخوتهم" (عب 7: 5) 5- في العهد الجديد، صار كل المؤمنين كهنة للرب، يقدمون ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح كما يقرر الكتاب المقدس ذلك في الآيات الآتية: "الذي أحبنا وغسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين" (رؤ 1: 5 و6). "كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1بط 2: 5). " وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب" (1بط 2: 9). 6- في العهد الأول كانت العبادة تقوم على ذبائح مادية وأطعمة وأشربة وغسلات مختلفة كما يقول الرسول "الذي فيه تقدم قرابين وذبائح لا يمكن من جهة الضمير أن تكمل الذي يخدم. وهي قائمة بأطعمة وأشربه وغسلات مختلفة وفرائض جسدية فقط موضوعة إلى وقت الإصلاح" (عب 9: 9 و10) 6- في العهد الجديد تقوم العبادة على ذبائح روحية مقبولة عند الله، وليس لها أي صلة بالأكل والشرب، لذلك يقول الكتاب "فلنقدم به- أي المسيح- في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه. ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب 13: 15 و16). "كونوا أنتم. بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1بط 1: 5) "فلا يحم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت" (كو 2: 16) 7- العهد الأول كان عهداً أرضياً لشعب أرضي يعيش في أرض إسرائيل ويسلك بحسب ناموس موسى "وأما الذين هم من بني لاوي الذين يأخذون الكهنوت فلهم وصية أن يعشروا الشعب بمقتضى الناموس" (عب 7: 5) 7- العهد الجديد هو عهد سماوي لأناس سماويين يعيشون بحسب ناموس المسيح. "ونحن أموات بالخطايا أحياناً مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون.... وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (أفسس 2: 5 و6) "احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح" (غلا 6: 2) تبين من كل ما تقدم أنه قد تغير الكهنوت، وصار بالضرورة تغيير للناموس، فرئيس الكهنة اللاوي لم يصبح له وجود، إذ أصبح الآن رئيس كهنتنا يسوع المسيح، والهيكل اليهودي قد أبطلت العبادة فيه، وأصبحنا الآن نتعبد في قدس الأقداس السماوي، إذ أحياناً الرب بنعمته، وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح، ومذبح النحاس القديم قد انتهى عمله، فلم نعد بحاجة قط إلى مذابح أرضية نقدم عليها الذبائح لله، إذ أن مذبحنا الآن هو صليب المسيح، والذبائح الدموية قد أبطلت، لأن ذبيحنا الأعظم هو يسوع المسيح "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو 5: 7)، ونظام الكهنوت القديم قد ألغى لأننا أصبحنا كمؤمنين ملوكاً وكهنة لله الآب.... ويقول بولس "لأنه إن تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس أيضاً" (عب 7: 12) وهكذا ترى بجلاء أن الناموس الموسوي قد انتهى بطقوسه وفرائضه ووصاياه. كما يقرر الكتاب في أكثر من موضع قائلاً "لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً" (أفسس 2: 14 و15) "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسي 2: 14). يقول بولس الرسول في رسالة رومية "وأما الآن فقد تحررنا من الناموس إذ مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف" (رو 7: 6) ويقول أيضاً "فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة" (رو 6: 14) (4) دليل من كلمات الرب يسوع في عظة الجبلولنلاحظ أن الرسالة إلى أهل رومية هي رسالة التبرير بالإيمان ولذا فقد سار الرسول فيها سيراً منطقياً بديعاً، فصور في الأصحاح الأول حالة العالم الأثيم، وفي الأصحاح الثاني أرانا شر الجماعة اليهودية وفي الأصحاح الثالث أرانا أن اليهود واليونانيين أجمعين تحت الخطية، وأن الناموس لا يقدر أن يبرر أحداً بل يحكم على الخاطئ المجرم، وقال إننا نثبت الناموس كمرآة ليعلن للخاطئ جرمه وخطيته فقط، وفي الأصحاح الرابع أعلن أن طريق الخلاص هو بالإيمان وحده وأعطانا إبراهيم كمثال، وفي الأصحاح الخامس أرانا نتائج الخلاص بالإيمان، وهي التبرير والسلام، والدخول إلى النعمة، ثم هتف في الأصحاح السادس قائلاً "فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة" وهكذا أكد لنا حريتنا الكاملة من الناموس الموسوي. عندما جلس السيد له المجد على جبل قرون حطين وألقي عظته الخالدة المعروفة بعظة الجبل قال "لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5: 17 و18) (5) دليل من سفر أعمال الرسل:والشخص الذي ينظر إلى هذه الكلمات بحسب الظاهرة يعتقد أن المسيح قد جاء ليكمل ما نقص في الناموس، وأن ناموس موسى كان ناقصاً إلى أن جاء المسيح وأكمله.... ولكن هذه العقيدة تتنافى مع كلمات الكتاب المقدس الواضحة، فقديماً ردد داود هذه الكلمات "ناموس الرب كامل يرد النفس" (مز 19: 7) فكيف يمكن أن يكون ناموس الرب كاملاً، وفي ذات الوقت يقول السيد "أنا جئت لأكمل؟ّ" إذاً فمما لا شك فيه أن المسيح قد قصد معنى آخر غير ذلك الذي يتبادر للذهن عند القراءة السطحية. فما هو قصد المسيح؟! أن قصد المسيح الواضح هو أنه جاء ليكمل الرموز التي كانت في الناموس في شخصه المبارك، وليكمل نبوات الأنبياء الذين تنبأوا عن مجيئه في الجسد ولذلك قال "لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل" وعندما صلب المسيح وقام، وضح للتلاميذ أنه هو الذي فيه كل الناموس والأنبياء كما يقول لنا البشير لوقا "ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لو 44: 27). هذا هو النور الذي نراه، فيسوع قد أكمل الناموس الأدبي، ناموس الوصايا العشر في حياته، ولذا فقد استطاع أن يتحدى أعداءه قائلاً "من منكم يبكتني على خطية" (يو 8: 46)، وهكذا قال عنه بطرس "الذي لم يفعل خطية" (1بط 2: 22) وكذلك أكمل الناموس المدني فكان مواطناً صالحاً لم يؤذ أحداً في حياته، وأكمل أيضاً الناموس الطقسي فكان هو الحمل الذي تركزت فيه كل الذبائح القديمة، وفوق هذا كله فقد أكمل نبوات الأنبياء التي قيلت فيه، فهو وليد بيت لحم الذي تنبأ عنه ميخا، وهو المتألم لأجل الخطاة الذي تنبأ عنه أشعياء، وهو النبي الذي تنبأ عنه موسى، ولذا فقد قال المسيح بحق "ما جئت لأنقض بل لأكمل" ففيه كمل الناموس والأنبياء، فصرخ وهو على الصليب قائلاً "قد أكمل" (يو 19: 30). وبعد ذلك مباشرة، انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل، وانتهى عهد الناموس الذي أكمله المسيح بموته، وفتح طريق الأقداس السماوي للشعب السماوي، ذلك الطريق الذي كرسه لنا بالحجاب أي جسده، وهكذا أكمل المسيح الناموس في شخصه وأنهاه. لذلك قال عنه بولس "ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبره" (أعمال 13: 29). ولكي أوضح لكم هذا الحق بصورة أوفى، أقودكم إلى جبل التجلي، حيث نرى هناك ربنا يسوع المسيح، ومعه بطرس ويعقوب ويوحنا "وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه، فجعل بطرس يقول ليسوع جيد يا رب أن نكون ههنا. فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا.....ولما كان الصوت وجد يسوع وحده" (مت 17: 1-7 ولوقا 9: 36). وماذا نرى في هذا المنظر البهي الجميل. إننا نرى موسى الذي يمثل الناموس. ونرى إيليا الذي يمثل الأنبياء. ونرى بطرس الذي أراد أن يبقى موسى وإيليا مع الابن الحبيب الوحيد، ولكن صوت السماء جاء يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا فرفعوا أعينهم ولم يروا أحداً إلا يسوع وحده" (مت 17: 8) فموسى قد مضى عهده وانتهى، والأنبياء قد كملت نبواتهم، وبقي الابن الوحيد الذي له وحده ينبغي أن نسمع وأن نخضع وأن نرتل مرددين. ليس لنا موسى إذاً ولا إيليا معه لسنا نريد أن نرى إلا يسوع وحده في سفر أعمال الرسل الأصحاح الخامس عشر نجد دليلاً قاطعاً يؤكد حرية المسيحي من الناموس بكل أقسامه، فقد حدث أن جماعة من اليهود انحدروا إلى مؤمني الأمم وجعلوا يعلمون الإخوة إنه إن لم تختنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا، وقد باحثهم بولس وبرنابا في هذا الأمر، ثم رتبوا أن يصعد بولس وبرنابا وأناس آخرون منهم إلى الرسل والمشايخ إلى أورشليم من أجل هذه المسألة....فلما حضروا إلى أورشليم قبلتهم الكنيسة والرسل والمشايخ فأخبروهم، كل ما صنع الله معهم، ولكن قام أناس من الذين كانوا قد آمنوا من الفريسيين وقالوا أنه ينبغي أن يختنوا ويوصوا بأن يحفظوا ناموس موسى... ومن الطبيعي أن نفهم أن طلب هؤلاء الفريسيين قد انصب على حفظ ناموس موسى وخاصة الوصايا العشر، ذلك لأن ناموس الذبائح كان يحفظ في الهيكل اليهودي في أورشليم، ولم يكن من السهل أن يحفظ الأمم ناموس الذبائح وهم في أراضيهم بعيداً عن أورشليم.... ومن الجهة الأخرى فقد كان هؤلاء الفريسيون من الذين آمنوا، وعلموا أن ناموس الذبائح قد انتهى في الصليب، فطبهم بلا شك قد انصب على الناموس الأدبي، فماذا عمل المجمع المشيخي الأول، الذي حضره يعقوب، وبولس. وبطرس، وبرنابا؟ لقد أرسل المجمع بولس وبرنابا وكتب بأيديهم هكذا "الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأمم في إنطاكية وسورية وكيليكية. إذ قد سمعنا أن أناساً خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختنوا وتحفظوا الناموس. الذي نحن لم نأمرهم، رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس. رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح. فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاهاً. لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير الأشياء الواجبة أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون. كونوا معافين" (أعمال 15: 22-29). وفي هذا الكلام، الدليل القاطع على حرية المسيحي من الناموس، فلو أن الناموس الأدبي باق، لقال الرسل والمشايخ لأولئك الذين طلبوا العودة إلى الناموس، معكم حق، وسوف ننفذ الناموس الأدبي، ولكتبوا للأمم يقولون- احفظوا ناموس الوصايا العشر وكفى، ولكنهم لم يفعلوا ذلك قط، لأن الروح القدس أنار لهم حقيقة الطريق.... من هذه الأدلة السابقة نتيقن أن عهد الناموس قد انتهى، وأننا كأولاد الله نحيا في عهد النعمة، لسنا ملزمين أن نطيع الوصايا العشر التي من بينها وصية حفظ يوم السبت، لأننا لسنا في التزام أن نحفظ السبت على الإطلاق، إذ قد تحررنا من الناموس الأدبي والمدني والطقسي كلية. |
||||
11 - 07 - 2015, 04:53 PM | رقم المشاركة : ( 8424 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الناموس الذي يخضع له المسيحي
لقد ثبت لنا مما تقدم أن المسيحي "ليس تحت الناموس بل تحت النعمة"، فهل معنى ذلك أنه لا يخضع لأي ناموس؟! وهل معناه أنه لا يوجد له قانون يطيعه؟ كلا.... لأن الحق المعلن في ثنايا الله يؤكد لنا أن هناك ناموساً جديداً يخضع له جمهور المؤمنين، هذا الناموس قد أسماه يعقوب "الناموس الكامل" (يعقوب 1: 25)، و"ناموس الحرية" (يعقوب 1: 25)، و"الناموس الملوكي" (يعقوب 2: 8)، وأطلق عليه بولس اسم "ناموس المسيح" (غلا 6: 2). وما أجمل أن نقف لحظة لنستمع إلى كلمات الرسول الجليل "صرت للذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس.... وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس. مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس المسيح لأربح الذين بلا ناموس" (1كو 9: 20 و21) وفي هذه الآيات يتبين لنا الفرق بين الناموس الذي يخضع له اليهودي، والناموس الذي يخضع له المسيحي. فاليهودي يعيش تحت ناموس موسى، وأما المسيحي فيعيش تحت ناموس المسيح، فما هو ناموس المسيح، الناموس الكامل، ناموس الحرية، الناموس الملوكي؟! هو ذلك الذي أمر السيد له المجد تلاميذه، يوم قابلهم لآخر مرة بعد قيامته أن يعلموه للناس، عندما قال لهم "دفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معك كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت 28: 18 و19). ولنتأمل في هذه الآيات الكريمة فهي تحمل لنا آخر أوامر أصدرها المسيح له المجد لجماعة الرسل، وفيها طلب إليهم: (1) أن يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم، ومعنى ذلك أن يعلموا الناس عن التوبة والرجوع إلى الله، وقبول المسيح ملكاً ورباً وسيداً "إن كان أحد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً، ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لوقا 14: 26 و27). (2) وطب إليهم كذلك أن يعمدوا من يتتلمذ بالماء باسم الآب والابن والروح القدس. (3) وطلب إليهم أيضاً أن يعلموا الذين رجعوا إليه من الأمم جميع ما أوصاهم به". وهنا نقف لحظة لنسمع كلمات السيد "وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به". لماذا لم يقل السيد وعلموهم أن يحفظوا الوصايا العشر، وما أوصيتكم به".... لا شك أن رب المجد كان يعني ما يقول، ولذا فلما أكمل كل شيء وأنهى الناموس ومتعلقاته إلى الأبد، بدأ بعهد جديد أفضل يحوي النور والحق والحرية، لذلك قال يوحنا في غرة إنجيله "لأن الناموس بموسى أعطى وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (1: 17) وهكذا طلب صاحب الحق من سفرائه أن يعلموا الناس الذين آمنوا به أن يحفظوا جميع ما أوصاهم به.... وأين نجد وصايا المسيح؟ أننا نجدها في الأناجيل الأربعة وفي الرسائل التي نقرأ فيها عظة الجبل التي تعلن لنا مبادئ ملكوت الله، ونجد فيها الأمر بالعشاء الرباني (لو22) وبغسل الأرجل (يو 13)، وبالحياة العالية الخالية من الخطية. (1يو3). وإن قال واحد إن عظة الجبل هي ذاتها الناموس، موضحاً ومتسعاً أقدم له هذا المثل البسيط من هذه لعظة المباركة "سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً" (مت 5: 38 و39). وفي هذه الآيات لا نرى اتساعاً وتوضيحاً للناموس، بل نرى إلغاء لذلك الناموس القديم، فالناموس كان يقول "سن بسن وعين بعين" ولو أن عظة الجبل هي اتساع الناموس، لقال السيد "سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، أما أنا فأقول لكم. عين بعينين وسن بثلاثة أسنان"....وهناك مثال آخر، في الوصية الثالثة من الوصايا العشر أمر الله قائلاً "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً" وفي هذه الوصية سماح بالحلف باسم الرب بالصدق والحق، وتحريم لاستخدام اسم الرب في الباطل، لكن سيدنا في عظة الجبل يقول "سمعتم أنه قيل للقدماء لا تخنث بل أوف للرب أقسامك، وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة. لا بالسماء لأنها كرسي الله. ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة بيضاء أو سوداء. بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (مت 5: 33-37) ومن هذه الكلمات نتيقن أن المسيح قد أنهى عهد الناموس، بعد أن أكمل الناموس في حياته، وفدانا من لعنته على الصليب، وبدأ عهداً جديداً هو عهد الفداء، الذي فيه يفدي المسيحي الحقيقي خد الضارب بخده، لا عن ضعف لكن عن حب، فيحول لمن ضرب خده الأيمن خده الآخر أيضاً.....نعم هذا هو العهد الذي فيه تتجلى قوة المسيح التي تهب النصرة العظمى. هذا هو العهد الذي يحاسب على نظرة العين، وكلمة الغضب، عهد يدخلنا إلى المخادع، ويميت الذات التي فينا بالصليب، هذا هو عهد المحبة الطاهرة التي من قلب طاهر، عهد الرب من السماء "لأن الناموس بموسى أعطى وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو 1: 17). ولا يسعني في ختام هذه النقطة إلا أن أضع أمام القارئ الكريم جدولاً مبسطاً يظهر له الفرق بين العهد الأول والعهد الجديد. ناموس موسى بأجزائه الثلاثةناموس المسيح المعلن في الأناجيل والرسائل1- ناموس موسى، بوصاياه العشر المكتوبة على الحجرين قيل عنه، أنه خدمة موت، كما يقول الرسول بولس "ثم إن كانت خدمة الموت المنقوشة بأحرف في حجارة قد حصلت في مجد حتى لم يقدر بنو إسرائيل أن ينظروا إلى وجه موسى لسبب مجد وجهه الزائل" (2كو 3: 7) 1- ناموس المسيح هو خدمة الروح، في عهد الروح القدس كما يقرر الرسول قائلاً "فكيف لا تكون بالأولى خدمة الروح في مجده" (2كو 3: 8) 2- ناموس موسى هو خدمة دينونة "لأنه إن كانت خدمة الدينونة مجداً فبالأولى كثيراً تزيد خدمة البر في مجد" (2كو 3: 9 2- ناموس المسيح هو خدمة بر كما يؤكد الرسول قائلاً "فبالأولى كثيراً تزيد خدمة البر في مجد" (2كو 3: 9) ناموس موسى بأجزائه الثلاثة ناموس المسيح المعلن في الأناجيل والرسائل 3- ناموس موسى هو ناموس العبودية كما يقول الرسول "وكل ذلك رمز لأن هاتين هما العهدان أحدهما من جبل سيناء الوالد للعبودية" (غلا 4: 24) 3- ناموس المسيح هو ناموس الحرية كما يقول يعقوب "ولكن من اطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية وثبت وصار ليس سامعاً ناسياً بل عاملاً بالكلمة فهذا يكون مغبوطاً في عمله" (يعقوب 1: 25) وهكذا إذ نرى الفرق بين الناموسين لا يسعنا إلا أن نذكر للذين يريدون العودة إلى الناموس تلك الكلمات التي قالها الرسول لجماعة الغلاطيين "فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتكبوا أيضاً بنير عبودية ها أنا بولس أقول لكم إنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً لكن اشهد أيضاً لكل إنسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس. قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة" (غلا 5: 1-4) "ولكن إذا أنقذتم بالروح فلستم تحت الناموس" (5: 18) نعم فثمار الروح هي كل مطاليب العهد الجديد "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ضد أمثال هذه ليس ناموس" (غلا 5: 22). بقي سؤال أخير نريد أن نجيب عليه في هذه الرسالة، وهو إن كنا لسنا تحت الناموس الأدبي، فهذا معناه أننا لسنا ملتزمين أن نحفظ السبت، وإن كنا لسنا ملتزمين أن نحفظ السبت حفظاً ناموسياً، ففي أي يوم نتعبد لإلهنا إذاً؟! ولكي نجيب على هذا السؤال نقول، أننا نتعبد لإلهنا بفرح وحرية في يوم الأحد. لا كعبيد ملزمين، بل كأحرار مسرورين بذكرى نصرة قائدهم الذي حررهم من الموت والعبودية.... ونحن نتعبد لسيدنا يوم الأحد للأسباب الآتية: (1) إن يوم الأحد هو اليوم الذي قام فيه فادينا من بين الأموات، ناقضاً أوجاع الموت، كاسراً شوكة القبر، أنه من العجيب أن يطالبنا بعضهم بالعودة إلى الناموس، وبالتعبد يوم السبت، إذ كان سيدهم في القبر، فكيف نتعبد بفرح وبهجة وسيدنا في القبر، والأختام الرومانية تؤكد أنه ما زال موجوداً هناك.... إن أشخاصاً يبتهجون وفاديهم مازال في القبر، يكونون في الواقع بلا إحساس ولا شعور. لكننا نتعبد يوم الأحد بفرح مقدس، لأنه اليوم الذي ينطبق عليه قول المرنم "هذا هو اليوم صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه" (مزمور 118: 24) (2) إننا نتعبد يوم الأحد لأنه اليوم الذي ظهر فيه الرب لتلاميذه للمرة الثانية بعد قيامته "وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضاً داخلاً ونوماً معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم" (يو 20: 26)، فلماذا اختار السيد أن يكون يوم ظهوره الأول لتلاميذه هو يوم الأحد (يو 20: 19) وأن يكون يوم ظهوره الثاني للتلاميذ أنفسهم وتوما معهم هو يوم الأحد، إلا إذا كان هذا اليوم هو يومه الجليل الذي ينبغي أن نفرح فيه ببهجة وحرية؟!؟ (3) إننا نتعبد يوم الأحد لأنه اليوم الذي حل فيه الروح القدس على التلاميذ في الكنيسة الأولى "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين.... وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أعمال 2: 1-4) ويوم الخمسين كان يوم الأحد، إذ هو اليوم الأول بعد سبعة أسابيع تبدأ بالسبت وتنتهي بالسبت، ففي هذا اليوم الأول من الأسبوع حل الروح القدس على التلاميذ المجتمعين للصلاة....فلماذا اختار الرب هذا اليوم بالذات لظهوره مرتين، ثم لحلول الروح القدس على شعبه المنتظر؟! (4) أننا نتعبد يوم الأحد لأنه اليوم الذي تعبد فيه الإخوة في الكنيسة الأولى فنقرأ في سفر الأعمال "وفي أول الأسبوع (والأحد هو أول الأسبوع) إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً خاطبهم بولس وهو مزمع أن يمضي في الغد وأطال الكلام إلى نصف الليل" (أعمال 20: 11) ونعود فنقرأ في الرسالة الأولى إلى كورنثوس هذه الكلمات "وأما من جهة الجمع لأجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضاً، في كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازناً ما تيسر حتى إذاً جئت لا يكون جمع حينئذ" (1كو 16: 1 و2). وفي الختام أقول، أننا إذ نعبد الرب يوم الأحد، نعبده عبادة روحية خالصة "كنت في الروح يوم الرب" (رؤ 1: 10)، لا عبودية فيها ولا دينونة وراءها. أما عبادة السبت، فقد كانت تتفق مع حالة الدولة اليهودية كدولة دينها الرسمي يعطيها الحق في الانقطاع عن العمل يوم السبت، دون أي ضرر يلحق بالفرد كمواطن....أما الآن والمسيحية ليست دين دولة، بل هي دين الفرد يختبره بقبول المسيح فادياً ومخلصاً، فلا يعقل أن الرب يضع على عنق أولاده نيراً يضرهم ويسيء إلى مصالحهم في وسط أمم لا تدين بدينه ولا تؤمن بكلمته. لهذه الأسباب القوية نحن نتعبد لإلهنا، عبادة حرية ومحبة وبهجة في يوم الأحد، مذكرين أولئك الذين يريدون أن يعودوا بنا إلى الناموس بهذه الكلمات التي كتبها الرسول بولس إلى جماعة الغلاطيين فقال "أريد أن أتعلم منكم هذا فقط أبأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان. أهكذا أنتم أغبيا. أبعد ما ابتدأتم بالروح تكلمون الآن بالجسد..... فالذي يمنحكم الروح ويعمل قوات فيكم أبأعمال الناموس أم بخبر الإيمان؟" (غلا 3: 2-5) "أتحفظون أياماً وشهوراً وأوقاتاً وسنين أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً" (غلا 4: 10). أما أولئك الذين تيقنوا من حريتهم في المسيح فأكدوا لهم هذه العبارة الحلوة "فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية" (غلا 5: 1). |
||||
11 - 07 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 8425 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفتاة والساعة
سرقت إحدى الفتيات تفاحة وأكلتها، وذهبت لتنام كعادتها في المساء وكانت ساعة الحائط تدق في أرجاء البيت "تك. تك"، ولكن روح الله بكت الفتاة على خطيتها، فأحست أن رقاص الساعة ينادي في ذهابه ورجوعه "لصة، لصة" ولم تستطع الفتاة أن تنام إلا بعد أن ذهبت إلى والدتها واعترفت لها بخطيتها. لقد قال المسيح عن الروح القدس "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين" (يوحنا 16: 8-10) وفي سفر الأعمال نرى عمل الروح القدس في تجديد الخطاة فبعد أن وعظ بطرس عظته المشهورة يوم الخمسين يقول كاتب سفر الأعمال "فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس.... فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" أعمال 2: 37-41). وكما عمل الروح في قلوب هؤلاء، عمل كذلك في قلب ليديا بائعة الأرجوان، وحافظ سجن فيليبي، وشعب السامرة، فاختبروا حياة الله، إذ ولدوا من روح الله. |
||||
11 - 07 - 2015, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 8426 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الميلاد الثاني هو اختبار يتمتع به الفرد بالتوبة والإيمان بكفاءة المسيح
لقد كانت رسالة المسيح واضحة غاية الوضوح وقد لخصها مرقس في الأصحاح الأول من إنجيله فقال "وبعد ما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 14 و15). "توبوا وآمنوا بالإنجيل".... هذا هو طريق الميلاد الثاني- التوبة والإيمان بالإنجيل. فما هي التوبة وما ضرورتها؟! التوبة هي أن تعزم على ترك خطاياك كلها معترفاً بها أمام الله من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقربها ويتركها يرحم" (أم 28: 13) "قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5). "ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" (أش 55: 7) "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب" (أعمال 3: 19) "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لوقا 13: 3). والتوبة الحقيقية يجب أن تكون مصحوبة بشعور الندم والحزن على الخطايا السالفة، وعلى الحياة القديمة "لأن الحزن الذي يحسب مشيئة الله ينشىء توبة لخلاص بلا ندامة" (2كو 7: 10). هذه هي التوبة من الناحية السلبية، الإقلاع عن الخطية وتركها دفعة واحدة والاعتراف بها أمام الله، أما من الناحية الإيجابية فيجب أن تصلح ما أفسدته، وأن تعترف بخطئك لمن أسأت إليه، وأن ترد المغتصب لمن سلبته حقه "إن رد الشرير الرهن وعوض عن المغتصب وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم فإنه حياة يحيا لا يموت" (حزقيال 33: 15). هكذا فعل زكا العشار بعد أن تقابل مع المسيح، فدعاه إلى بيته، ووقف في وسط أصدقائه يقول للرب "ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" (لو 19: 8). وهكذا فعل مؤمنوا الكنيسة الأولى إذ نقرأ عنهم في سفر الأعمال "وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم. وكان كثيرون من الذين يستعلمون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفاً من الفضة" (أعمال 19: 18 و19). |
||||
11 - 07 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 8427 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرجل الذي أحرق بيته
أما الحادثة الثانية، فقد قصها عليَّ المرسل المحترم القس لستر كروس قال "عاش في أمريكا قسيس طائفي اسمه القس همرك، كان هذا القسيس يملك بيتاً، وكان قد أمن على هذا البيت في إحدى شركات التأمين، وفي يوم ما احتاج إلى مبلغ من المال، ولم يستطع أن يحصل عليه، فأحرق بيته بطريقة مخفية، ولم يكتشف أحد ما عمله فاستلم قيمة التأمين على البيت كاملة غير منقوصة. ومرت الأيام وأنفق القس همرك قيمة التأمين، وقد تكلم معه أحد خدام الرب وهو القس جون كروس والد القس لستر كروس فعرف حقيقة حالته الشريرة، ومع أنه قسيس فقد أدرك أنه لم يتجدد بعد، فطلب من الرب أن يجدده وهكذا نال اختبار الميلاد الثاني، وفي الصباح ذهب إلى القس جون كروس وقال له "أريدك أن ترافقني إلى شركة التأمين". قال القس كروس- لماذا يا أخي؟! وقص القس همرك عليه قصة حرقة حرقه لبيته واغتصابه قيمة التأمين من الشركة. ثم استطرد "والآن أريدك أن ترافقني لأني سأعترف لمدير الشركة بكل ما حدث....إنني أريد أن أريح ضميري". قال القس جون "ولكن هل تعرف معنى هذا الاعتراف، هل تعي ما تقول، إن هذا الاعتراف سوف يقودك إلى السجن". قال القس همرك "أعرف هذا.... ولكنني لن أهدأ إلا إذا فعلته". فذهبا معاً إلى دار شركة التأمين ودخلا معاً إلى غرفة مدير الشركة، وجلس القس همرك فقص كل القصة على مدير الشركة، وسكت قليلاً ثم قال "لقد صرفت قيمة التأمين منذ زمن طويل ولكنني تحت تصرفك يا سيدي لتعمل بي ما تريد". وساد الصمت لحظة طويلة، ثم رفع مدير الشركة رأسه وقال "ولكن ما الذي دفعك إلى أن تأتي إليّ وتعترف لي هذا الاعتراف الخطير؟" قال القس همرك "لقد سلمت قلبي للمسيح فكان لا بد أن أصلح ما أفسدته". قال مدير الشركة " وهل تؤمن أن المسيح قد غفر خطاياك؟" قال القس همرك "هذا شيء لا أشك فيه". قال مدير الشركة "إن كان رب السماء والأرض قد غفر لك خطاياك فأنا أيضاً قد غفرت لك. اذهب في سلام". فهل رددت المغتصب أيها القارئ العزيز؟! إن رد المغتصب هو أمر جوهري في التوبة الحقيقية. |
||||
11 - 07 - 2015, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 8428 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سامحني يا أخي
ومع ذلك فالتوبة الحقيقة ينبغي أن تشتمل أيضاً على طلب الصفح من الذين أسأنا إليهم، هذا ما عناه الرسول يعقوب حين قال "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات" (يعقوب 5: 16). كنت أعظ مرة عن قصة عاخان بن كرمى، وتكلمت عن الحقد والحسد والاحتفاظ بالإساءة في القلب، وقلت إن الاحتفاظ بالإساءة قد يكون هو عاخان الذي يهدم حياتك ويسبب لك الهزيمة، وبعد أن انتهيت من الخدمة رأيت أخاً يتقدم من آخر مقعد في الاجتماع إلى منتصف الاجتماع، وينحني فيقبل شخصاً آخر ويصافحه بيده ثم يقول له "سامحني يا أخي"، وبعد انتهاء الخدمة جاءني الأخ الأول وقال لي "لقد طلبت من صديق المسامحة والعفو لأني لا أريد أن أكون كعاخان في الكنيسة" "فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت 5: 23). فهل تبت بهذا المعنى أيها القارئ؟ هل اعترفت بالإساءة لمن أسأت إليه وطلبت منه الصفح والغفران؟ هل رددت المغتصب؟ هذه هي التوبة الحقيقية التي تقود إلى الإيمان الصحيح. بعد التوبة يأتي الإيمان الذي يقبل خلاص المسيح كما يقول يوحنا الرسول "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله". فهل وثقت بالمسيح كمن غفر خطاياك وحمل آثامك على الصليب؟ أصغ إلى حديث المسيح مع نيقوديموس الفريسي المدقق "كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 14 و15). وقصة الحية في البرية هي قصة الأموات الذين ولدوا ثانية بالإيمان البسيط، فقد تذمر إسرائيل في البرية على الله، فأرسل الله عليهم الحيات المحرقة تلدغهم بلدغاتها المميتة فتنتهي حياتهم في لحظات، عندئذ صرخ إسرائيل لله طالباً الرحمة فأمر الله موسى أن يصنع حية نحاسية ويضعها على راية في وسط المحلة، وكل من لدغ ونظر لهذه الحية النحاسية يشفى ويحيا. كانت نظرة واحدة للحية النحاسية تخلص الملدوغ من الموت المحتم، وهكذا أعلن المسيح لنيقوديموس أنه سيرفع على الصليب "لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". لقد كان العبراني الذي تلدغه حية، يُحسب في عداد الموتى، إلى أن ينظر إلى الحية النحاسية فيولد من جديد في أرض الأحياء، لأجل هذا نادى الرب بصوته الحنون قائلاً "التفتوا إليّ وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر". فهل التفت للمسيح وقبلت غفرانه بالإيمان البسيط؟ اسمع ماذا يقول واعظ البرية العظيم يوحنا المعمدان "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" هذا هو الذي قال عنه رسول الأمم "فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته" بل هذا هو الذي اختبر يوحنا قوة خلاصه فهتف مردداً "إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو 1: 7). |
||||
11 - 07 - 2015, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 8429 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أدلة نوال الميلاد الثاني
سألتني إحدى الأخوات مرة هذا السؤال "إذا نال شخص اختبار الميلاد الثاني فما هي الأدلة على نواله هذا الاختبار؟" وتوجد بعض علامات واضحة تؤكد للفرد حقيقة موقفه بإزاء هذا الاختبار. يقول يوحنا الحبيب في كلمات صريحة "من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه" (1يو 5: 10). الكمبيالة الإلهيةفنحن قد خلصنا بالإيمان في كلمة الله "الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رو 10: 17) وعلى هذه الكلمة نحن نؤسس يقيننا بالخلاص فقد قال لنا السيد بفمه المبارك، "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16) فإذا صدقنا كلمات السيد نلنا ذات الاختبار. فقد شهد ربنا عن كلمته بالقول "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مرقس 13: 31). حدثتنا مرسلة أمريكية عن شاب اسمه إدوارد روبنسون نبت في عائلة مسيحية، كان كل أفرادها يتمتعون باختبار حي، ما عدا هو. وكانت أمه التقية تلح عليه أن يكرس نفسه للمسيح ليصير خادماً له، ولكن الشاب كان يشعر في أعماق قلبه أنه لم ينل بعد اختبار الميلاد الثاني، رغم أدبه وأخلاقه وتدينه الظاهري وكان يتوق إلى نوال هذا الاختبار..... وتحت إلحاح والدته التحق بكلية اللاهوت ليصير قسيساً، وفي يوم ما طلب منه أستاذ علم التفسير أن يقوم بتفسير الأصحاح الثالث من إنجيل يوحنا، وأخذ الشاب كتبه ومضى إلى البيت، ودخل غرفته وشرع في تفسير الأصحاح الثمين، واسترعت انتباهه كلمات الرب لنيقوديموس وأثارت تفكيره، واستمر الشاب يكتب مذكراته عن الأصحاح إلى أن وصل إلى العدد السادس عشر وشرع في قراءته بتأمل "لأنه هكذا أحب الله العالم" وكتب الشاب في مذكراته، إن هذه الكلمات ترينا أنه بهذا المقدار الهائل أحب الله العالم.... العالم الأثيم.... عالم البشر..... العالم وكل واحد فيه.... وسار في دراسته "حتى بذل ابنه الوحيد"، وكتب الشاب في مذكراته "يا للمحبة العظمى الباذلة المضحية التي أعطت رب المجد نفسه على الصليب"، وألقى الشاب بالقلم وراح يتأمل في خشوع هذه الكلمات "الله بذل ابنه الوحيد" وجاء إلى ذهنه هذا السؤال "لأجل من؟" "لكي لا يهلك كل من يؤمن به". وفجأة خطر له خاطر فأمسك بقلمه وكتب الآية بهذا الوضع "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك ادوارد روبرتسون بل تكون له الحياة الأبدية" وأشرق النور على قلبه في الحال، فقفز من مقعده في فرح، ثم ركع على ركبتيه وهو يقول- "يا لبساطة الخلاص يا سيدي، ومع ذلك فما كان أغباني، لقد وثقت في كلمتك وصدقت إنني أصبحت الآن ابناً لك". وقام من صلاته يقفز ويهتف بصوت عال "أنا الآن من أبناء الله وفي يدي الكمبيالة الإلهية" وسمعت والدته صوته في الغرفة فأسرعت إليه تسأله عن ما حدث، فنظر إليها وهو يقول "لقد أعطاني الله كمبيالة على نفسه يا أماه.... وكتب لي فيها إني خلصت بالإيمان" اسمعي يا أماه "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك ادوارد روبرتسون بل تكون له الحياة الأبدية" أنا قد تجددت يا أماه..... 2- الدليل الثاني هو شهادة روح الله:أكرر لك كلمات المسيح "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول".... فهل تثق في الكمبيالة الإلهية؟ هذا هو الدليل الأول على نوالك للميلاد الثاني. يكتب بولس الرسول صاحب اليقين الكامل قائلاً "الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 8: 16)، ويقول يوحنا رسول المحبة المتدفقة "من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه" (1يو 5: 10) ومن هاتين الآيتين نرى أن الشخص المولود من الله عنده في نفسه شهادة روح الله، فالروح القدس يهمس في أذنه بموسيقى المسرة والقيادة والإرشاد "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب" (رومية 8: 14 و15). هذا أبيوشهادة روح الله حقيقة اختبارية لا يدركها إلا الذين نالوها واختبروها في حياتهم اختباراً حياً واضحاً، والروح القدس في المؤمن هو روح التبني الذي به يقدر أن يهتف لله العظيم قائلاً "يا أبا الآب" أو بعبارة أخرى "يا بابا الآب" في حفلة تنصيب "اللورد تشلسفورد" محافظاً لمنطقة "برسين" دخل اللورد تحيط به مظاهر الفخامة، وكان يرتدي ملابس "وندسور" الرسمية، وبعد انتهاء الحفلة وأداء اليمين، وقف المحافظ العظيم يتحدث إلى الجمهور في قوة، وبينما كان يلقى خطابه إذا بصوت طفلة صغيرة يرتفع بالقول "آه هذا بابا"، وكان هذا الصوت، هو صوت أصغر الأطفال "اللورد تشلسفورد" لم تكن الطفلة قد رأت أباها أبداً في ملابسه الرسمية، فلما رأته فرحت جداً، ولم تعبأ بأي مظهر، بل هتفت "هذا بابا"، وهذا هو ما يتمتع به الشخص المولود من الله، فهو لا يخاف من الاقتراب من الآب السماوي، ولا يرتعب من محضره، ولكنه يصرخ إليه بالروح القدس قائلاً "يا بابا الآب" نعم إنه عندئذ فقط يقدر أن يصلي مع جمهور المفديين قائلاً "أبانا الذي في السموات" لأنه يتمتع بروح التبني المجيد. 3- الدليل الثالث التمتع بالرجاء الحي:فهل لك شهادة الروح القدس يا صديقي القارئ العزيز، هنيئاً لك اختبارك الحي. لنسمع حديث بطرس الرسول وهو يتحدث عن هذا الدليل الأكيد فيقول "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم" (1بط 1: 3-4). 4- الدليل الرابع هو الطاعة الكاملة لله:فقبل أن ينال الفرد هذا الاختبار الأكيد، يحيا بالرجاء الميت، فيكون حاله كحال ذلك الغني الغبي الذي أخصبت كورته فقال "ماذا أعمل؟ أهدم مخازني وأبني أعظم منها وأجمع هناك جميع أثماري وأقول لنفسي كلي واشربي وافرحي عندك خيرات كثيرة مخزونة لسنين عديدة" وإذا بصوت الله يناديه من الأعالي "يا غبي في هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون" كل رجاؤه في الأشياء الأرضية فتهدم هذا الرجاء، بني آماله على الرمال، فانهارت الرمال وكان سقوطه عظيماً. أما المؤمن المولود من الله فهو يتمتع برجاء حي لا يموت كما يقول يوحنا الرسول "الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو- وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر" (1يو 3: 2 و3). هذا هو الرجاء الذي ملأ قلب إبراهيم فتغرب في خيام، وملأ قلب موسى "فأبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلاً بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة" (عب 11: 24-26). وملأ قلب بولس فهتف "أنا عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً" بل هذا هو الرجاء الذي كتب عنه رسول العبرانيين قائلاً "حتى بأمرين عديمي التغير لا يمكن أن الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا الذي هو كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب" (عب 6: 18 و19) فهل تتمتع بهذا الرجاء المبارك؟! يكتب يوحنا الرسول في رسالته الأولى هذه الكلمات اللامعة "بهذا نعرف أننا قد عرفناه إن حفظنا وصاياه من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه وأما من حفظ كلمته فحقاً في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف أننا فيه" (1يو 2: 4 و5) . طاعة الملائكة وطاعة المسيحي المتجددوهذه الكلمات ترينا أن الطاعة الكاملة للرب هي دليل معرفتنا به. بل هي دليل نوالنا هذا الاختبار الثمين اختبار الميلاد الثاني. وعظت إحدى المرسلات مرة عن الآية القائلة "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" (مت 6: 10) قالت "هل تعلمون كيف تنفذ مشيئة الله في السماء؟ إنه يقول لجبرائيل اذهب وكلم دانيال. فلا يسأل ولا يتلكأ وإنما يطير بأجنحته في الحال لتنفيذ مشيئة الله.... ثم يقول لميخائيل أن يذهب في مهمة صعبة فلا يتردد ميخائيل بل يطير في سرعة وسرور منفذاً مشيئة الله.... فإذا صلينا "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" فلنخضع لمشيئة الله وننفذها بالسرعة التي ينفذها بها ملائكة السماء" وبهذا نعرف أننا قد عرفناه إن حفظنا وصاياه. 5- الدليل الخامس هو العبادة الصحيحة للرب:عندما تقابل الرب مع شاول في طريق دمشق ناداه قائلاً "شاول شاول لماذا تضطهدني؟" عندئذ عرف شاول الرب فقال وهو مرتعد ومتحير "يا رب ماذا تريد أن أفعل؟" وبعدئذ قام وذهب إلى حنانيا كما أمره الرب، ولما قابله حنانيا قال له "قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس" "والآن لماذا تتوانى قم واعتمد واغسل خطاياك داعياً باسم الرب" (أعمال 12: 16) لم يبطئ شاول أو يتوانى في تنفيذ مشيئة الرب، ولكن الكتاب يقول "أبصر في الحال وقام واعتمد" (أعمال 9: 18) وتمم إرادة السيد الذي قال "من آمن واعتمد خلص" (مرقس 16: 16). فهل تطيع الرب في تنفيذ فريضة المعمودية بعد الإيمان؟ وفي الخضوع لمشيئته في رد المغتصب؟ والاعتراف للذين أسأت إليهم؟ إن الطاعة هي الدليل الأكبر على نوال الميلاد الثاني. والطاعة للرب تستلزم دراسة دائمة للكلمة المقدسة، التي تعلن مشيئة الرب كما يقول السيد "إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم تكلم أنا من نفسي" (يوحنا 7: 17) وتعليم الله موجود في الكتاب المقدس كقول بولس "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البر" (2 تي 3: 16) وكما يقول صاحب المزامير "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" وكما يقول بطرس الرسول "وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسناً لو انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم" (2بط 1: 19). وقد وعد الله أن يهب الروح القدس لأولاده لإرشادهم إلى الحق الكامل في الكلمة المقدسة فينفتح أمامهم الكتاب المقدس الذي كان لغزاً مغلقاً، ويرفضوا تعاليم وتقاليد الناس، ويوماً بعد الآخر يغمرهم النور ويشرق أمامهم السبيل "لأن سبيل الصديقين كنور مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل" (أمثال 4: 18). "إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" فلنسلك في طاعة الرب، وفي نور الكلمة يوماً بعد الآخر، فبهذا نعرف أننا فيه. قال السيد له المجد في حديثه مع المرأة السامرية "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 24), 6- الدليل السادس هو دليل الحياة المتغيرة:فإذا كنت قد نلت هذا الاختبار المجيد، فإنك لن ترتاح لعبادة الله عبادة ميكانيكية، ولن تستمر في ديانة الطقوس والفرائض والتقاليد، ولا في الديانة الصورية التي لا حياة فيها، إنك سوف تطير بأجنحة النعمة في عالم جديد، وتتعبد لله "بالروح والحق" "لأن الله طالب مثل هؤلاء الساجدين". فلنتأمل نعمان السرياني قبل أن يغطس في ماء الأردن، ولنراه بعد أن غطس في النهر وقد طلع من الماء بعد أن ولد من جديد روحياً وجسدياً "فصار لحمه كلحم صبي صغير وطهر" (2مل 5: 14) ولكنه بعد أن خرج لم يذهب إلى بيته بل عاد إلى أليشع وقال له "هوذا قد عرفت أنه ليس إله في كل الأرض إلا في إسرائيل.... أما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لأنه لا يقرب بعد عبدك محرقة ولا ذبيحة لآلهة أخرى بل للرب" (2 مل 5: 15 و17) لقد بدأت حياة نعمان تتغير، فترك عبادة الأوثان، والسجود في هيكل ومون وبدأ في عبادة الرب وبالروح والحق. فهل أنت متجدد أيها القارئ؟! هل تعبد الرب عن طريق الطقوس والعبادة التي لا حياة فيها؟ أم تعبده بالروح والحق؟! لقد سألت السامرية الرب قائلة "آباؤنا سجدوا في هذا الجيل وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه. قال لها يسوع يا امرأة صدقيني إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب.... ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 20-24). وهكذا أراها الرب أن عصر الطقوس، وعبادات الأماكن قد انتهى، وبدأ عصر جديد هو عصر العبادة بالروح والحق، لأجل هذا قال بولس لرجال أثينا وهو يحدثهم عن الله "الذي تتقونه وأنتم تجهلونه هذا أنا أنادي لكم به. الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ولا يخدم بأيادي الناس" (أعمال 17: 23-25) وبهذا الكلام قادهم إلى الروح الأزلي الذي يطلب عبادة الأرواح، ولهذا أيضاً ينادي الرسول جماعة المؤمنين قائلاً "لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا.... فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين" (عب 9: 24، 10: 19-23). هذه هي عبادة العهد الجديد، ليست في هياكل مصنوعة بأيادي، بل في السماء عينها، في الأقداس التي دخل إليها يسوع كسابق لأجلنا لأنه "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أفسس 2: 4). والحياة المتغيرة هي خير دليل على نوال هذا الاختبار، فما من شخص نال هذا الاختبار إلا وتغيرت حياته تغيراً ظاهراً واضحاً ملموساً، فمجنون كورة الجدريين بعد أن كان مسكنه القبور، وبعد أن كان يصيح ويجرح نفسه بالحجارة. ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل تغير تماماً بعد مقابلته للرب ورآه الناس "جالساً ولابساً وعاقلاً" (مرقس 5: 15) وهذا ينطبق على كلمات الرسول الجليل "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو 5: 17) سر تشانج ميوكم من أناس ظهرت فيهم ثمار الميلاد الثاني في سرعة ملفتة للنظر، فكانوا سبباً في مجد الله القدوس. تجدد في مدينة ملوى بضعة شبان، وفي الحال عزموا على إبطال التدخين وسلموني علب "سجائرهم" وظهرت ثمار الحياة الجديدة فيهم. ورأيت سيدة في القاهرة يتغير شكلها بصورة واضحة بعد نوالها هذا الاختبار الثمين.... فهل حياتك متغيرة؟ هل أبطلت التدخين، والخمر، والنجاسة والشتم والحلف، والعادات الرديئة وأزياء العالم الخليعة، والأصباغ التي تظهر الذات؟؟ والتجارة في السوق السوداء؟ والحقد وعدم الغفران؟ إن الحياة المتغيرة هي دليل نوال الاختبار. وهذه قصة واقعية ترينا صدق هذه الحقيقة، وقد نقلتها سيدة كريمة من اللغة الإنجليزية "عاد المدعو "لي" إلى منزله وهو متعب من عناء العمل طول النهار، وكان يقول في نفسه وهو في طريقه إلى البيت "يا ليت زوجتي تعتني بالمنزل، وتجهز لي طعاماً شهياً للعشاء.... ولكن أين لي ذلك؟! إنها تقضي معظم وقتها في لعب الورق وشرب الخمر...." وانقطع الرجل عن تفكيره عندما اقترب إلى باب منزله، وعندما وصل هناك لاحظ شيئاً غير عادي، فقد وجد زوجته تنتظره وهي مبتسمة الوجه، وعلى غير عادتها بادرت بتحيته، وخاطبته بلهجة جديدة، استرعت انتباه الزوج المتعجب المشدوه... 7- الدليل السابع هو حياة الخدمة المضحية:ودخل "لي" إلى المنزل فلاحظ فيه تغييراً كبيراً، رأى المنزل نظيفاً، ووجد إبريق ماء ساخن. فسأل زوجته- "هل هذا الماء الساخن لغسل رجلي؟" أجابته الزوجة- "نعم يا زوجي العزيز، وقد جهزت لك عشاء من السمك اللذيذ" تناول الرجل طعام العشاء ثم التفت إلى زوجته قائلاً "ماذا حدث لك؟ لقد تغيرت جداً؟! فابتسمت الزوجة ولم تعطه جواباً. استيقظ الرجل في صباح اليوم التالي، ولأول مرة في حياته وجد أنها قد أعدت له الشاي وطعام الإفطار، فسألها قائلاً "هل استيقظت مبكرة وعملت لي هذا الطعام اللذيذ؟....إن هذا لم يحدث منذ يوم زواجنا" ولكن –مي- لم تجبه.... وخرج "لي" إلى عمله وهو يفكر في نفسه قائلاً "حقاً إن زوجتي قد تغيرت تغيراً مباركاً وليته يدوم طويلاً. وعندما عاد من عمله في المساء، قابلته زوجته للمرة الثانية ببشاشة وإخلاص، ودخل فوجد الماء الساخن والعشاء الفاخر والمعاملة التي لم تحدث قط من زوجته في الأيام القديمة. سألها "ما هذا التغيير الذي أصاب حياتك؟" ولكن المرأة لم تجب..... راقبها "لي" ولاحظ أنها لا تدخن، ولا تسكر، ولا تعلب الورق، وبدأت تعتني بيتها عناية فائقة. ذهب "لي" إلى أصدقائه وأخبرهم عن التغيير العجيب الذي حدث في حياة زوجته، وكيف أنها قد أبطلت الشجار، فأصبح بيته هادئاً غاية الهدوء. وظل الرجل يسأل زوجته عن سر تغييرها وهي لا تجيب إلا بالصمت والخدمة. وفي مساء يوم ما، قال لها "إنني لن أتناول عشائي إلا إذا قلت لي عن السر في هذا التغيير الذي أصابك.....إنني أريد أن أعرف وأصدقائي أيضاً يريدون أن يعرفوا، حتى يستطيعوا أن يساعدوا زوجاتهم ليتغيرن أيضاً ويصرن مثلك....". قالت تشانج مي- "عدني أولاً إنك لا تضربني لأنك ربما تنزعج إذا أخبرتك عن السبب؟" قال "لي" "أضربك؟ كيف أضربك وأنت تعاملينني هذه المعاملة الحسنة، كلا إنني لن أسيء إليك". قالت " لقد ذهبت إلى الكنيسة التي في المدينة يوم الأحد، وقبلت الرب يسوع المسيح كمخلص لي، وأنا أؤمن بيسوع الآن، وهو ربي ومخلصي، وقد غفر لي كل خطاياي، وأعطاني نصرة على التدخين والخمر ولعب الورق..... وهكذا ترى أنه جعلني زوجة مباركة". فلما سمع الزوج اعتراف زوجته تهيج جداً، وذهب إلى الحديقة ليفكر في الأمر وقال في نفسه "إنني أكره المبشرين، وكذلك أصدقائي يكرهونهم، ولكن هؤلاء المبشرين هم السبب في تغيير حياة زوجتي، وأنا لا أريد أن تعود زوجتي إلى حياتها القديمة مرة ثانية.... والآن كيف أتصرف وماذا أعمل؟!" في هذا الوقت كانت "تشانج مي" في البيت تصلي بحرارة للرب حتى يرشد زوجها المخلص، ويهبه إيماناً به، ويحفظها من ضريه ومعاملته الشديدة- صلت فترة طويلة، مع أنها كانت حديثة في حياة الإيمان، ووثقت في أن الرب سوف يرتب كل شيء.... وعاد- لي- بعد مدة وقال لزوجته "اسمعي يا زوجتي العزيزة، إذا كان الرب يسوع الذي تقولين عنه قد غير حياتك، فأنا لن أؤذيك، ولن يهمني ما يقولوه عني أصدقائي، ولن أعبأ بتهكمكم، ولن أبالي باستهزائهم... إن غداً هو يوم الأحد، وسأذهب معك إلى الكنيسة لأسمع عن هذا المخلص العجيب". وفي الصباح ذهب لي، مع تشانج مي إلى الكنيسة، وقد ابتهج المرسلون برؤيتهما وسمع الرجل الرسالة، وبعد وقت قبل المسيح مخلصاً وبعد ستة أشهر اعتمد بالماء هو وزوجته وصارا بركة للكثيرين. فهل نلت هذا التغيير العجيب؟...إن الحياة المتغيرة هي دليل الميلاد الثاني. إن الشخص الذي ينال اختبار الميلاد الثاني، تظهر في حياته ثمار هذا الاختبار، ونحن نجد أن أهم ما يظهر فيه، خدمته وتضحيته لأجل الرب، فهو يخدم بالشهادة الصريحة، ويخدم بالتضحية بالمال والجهد والوقت، وفي كل الكتاب نجد هذه العلامة واضحة كل الوضوح. خدمة مستر جلمورفنقرأ عن الذين تجددوا في الكنيسة الأولى هذه الكلمات "كان عندهم كل شيء مشتركاً والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج" (أع 2: 44 و45). ونقرأ عن ليدية بعد تجديدها هذه الكلمات "فلما اعتمدت هي وأهل بيتها طلبت قائلة إن كنتم قد حكمتم إني مؤمنة بالرب فادخلوا بيتي وأمكثوا فألزمتنا" (أع 16: 15). ونقرأ عن حافظ السجن بعد تجديده أنه أخذ بولس وسيلاً "ولما أصعدهما إلى بيته قدم لهما مائدة وتهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله" (أع 16: 24) وهكذا بدت التضحية بالمال لأجل خدام الله وملكوت الله واضحة في حياة أولئك الذين تجددوا. ومع التضحية بالمال، ظهرت الحياة الشاهدة للمسيح، فنقرأ في سفر الأعمال "فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل "فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة" (أع 8: 1 و4) وفي الأصحاح الأول من إنجيل يوحنا نقرأ عن اندرواس هذه الكلمات "اندراوس وجد أولاً أخاه سمعان فقال له وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح فجاء به إلى يسوع" (يو 1: 41). ونقرأ كذلك عن فيلبس أنه وجد نثنائيل وقال له "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف الذي من الناصرة فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح... قال له فيلبس تعال وانظر" (يو 1: 45 و46) وهكذا جاء به أيضاً إلى يسوع. فهل تشهد للرب في حياتك؟ هل أوصلت الرسالة لزوجتك وأولادك وأصدقائك؟ هل شعارك كشعار المرنم القديم "أتكلم بشهاداتك قدام ملوك ولا أخزى" هذا هو الدليل على نوالك اختبار الميلاد الثاني "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص" (رو 10: 9 و10) كما يقول الكتاب "آمنت لذلك تكلمت نحن أيضاً نؤمن لذلك نتكلم أيضاً" (2كو 4: 13) وكما يقول في موضع آخر "فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس" (2كو 5: 11) حدثنا واعظ معروف عن رجل اسمه مستر جلمور يعيش في أمريكا ويملك مئات الألوف من الدولارات، وضع هذا الرجل لافتة في غرفة مكتبه وقد كتب عليها هذه العبارة "ليس كم من مالي أعطي أنا للرب بل كم من مال الرب يسمح لي أن استخدمه". وهذا الرجل التقي يعطي أكثر من تسعين في المائة من دخله لخدمة الله! وقد وضع ثلاث طيارات تحت تصرف الخدام، لتنقلهم مجاناً في رحلاتهم التبشيرية، وهو يقوم بالتبشير ستة شهور في السنة بنفسه تاركاً أعماله لوكلائه.... هذا مثال حي لأولئك الذين ولدوا من الله، فظهرت في حياتهم الخدمة المضحية. مستلزمات الخدمةوعلى جوار هذه الصورة الحية، يجب أن نذكر خدمة بولس الرسول ذلك الرجل المجاهد الذي كان شعاره "لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله" (أع 20: 24). وأخيراًوخدمة تلك التلميذة القديسة "طابيثا" التي "كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها" (أع 9: 36)، وخدمة وليم كاري مرسل الهند العظيم الذي جعل برنامج خدمته في ثلاث كلمات كبرى هي "فكر أفكار عظيمة لأجل الله، انتظر أشياء عظيمة من الله، أعمل أعمال عظيمة لمجد الله"، ومع وليم كاري نذكر هدسن تيلور مؤسس إرسالية الصين الداخلية، وتشارلس فني وجورج هويتفلد وبيتر كارتريت، ودانيال وارنر، وجون وسلي، فكل هؤلاء قد ظهرت الخدمة في حياتهم لمجد الله وكرامة اسمه. ويجب أن لا ننسى ونحن بصدد الحديث عن الخدمة، أن الخدمة لها مستلزمات كثيرة حتى تكون خدمة ناجحة ومباركة ومؤثرة في ربح النفوس للفادي الكريم. وأول مستلزمات الخدمة التكريس الكلي للرب، فالرب لا يستخدم إناء غير مكرس، لذلك كتب الرسول لتلميذه تيموثاوس يقول "فإن طهر أحد نفسه من هذه يكون إناء للكرامة مقدساً نافعاً للسيد مستعداً لكل عمل صالح" (2تي 2: 21) ومع التكريس يجب أن تكون هناك حياة الصلاة، فالصلاة هي الطريق السلطاني لربح النفوس، ومع الصلاة ينبغي أن تكون هناك دراسة دائمة للكتاب المقدس، فالفلاح الذي يخرج إلى الحقل بلا بذار، لا يمكن أن يزرع شيئاً أو أن يحصد شيئاً، والبذار هي كلمة الله، وإلى جوار دراسة الكتاب يجب أن يتحلى المؤمن بالوداعة والتواضع إن أراد أن ينجح في خدمة سيده الذي قال "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب"، وفوق هذا كله يجب أن يتحرر المؤمن من محبة الله كلية، لأنه "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين الله والمال" كما أن المؤمن الخادم يحتاج إلى أن تضرم في قلبه المحبة للنفوس والرغبة الشديدة في ربحها للسيد، فيحس بالحزن والوجع والألم لأجل النفوس الهالكة. فيكون لسان حاله كلام أرمياء " يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع لأبكي نهاراً وليلاً قتلى بنت شعبي"، والصفة الأخيرة والضرورية جداً، هي ضرورة نوال معمودية الروح القدس، لأنها الوسيلة الفعالة في ربح النفوس للمسيح، وفي إعطاء المؤمن روح الشجاعة والجرأة في الشهادة، فيوبخ الخطية في محبة ولكن بلا خوف، ويشهد للسيد في قوة الروح القدس، والخدمة الناجحة هي الخدمة الممسوحة بروح الله كما يقول السيد ذاته "لا بالقوة ولا بالقدرة ولكن بروحي يقول رب الجنود". لقد كانت هذه الصفات مجتمعة في شخصية دويت لايمان مودي الرجل الذي ربح الألوف للمسيح، فإن أردنا خدمة ناجحة فلا بد أن نطبق هذه الشروط على حياتنا، ولنذكر كلمات الرسول التي خاطب بها القديسين في كورنثوس قائلاً "إذاً يا إخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب" (1كو 15: 58)، بل لنذكر لحنه الأخير الذي وقعه على أوتار قيثارة حياته حين قال "فإني أنا الآن اسكب سكيباً ووقت انحلالي قد حضر قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان، وأخيراً وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل" (2تي 4: 6-8) هذه هي حياة الخدمة، وهي دليل نوالك هذا الاختبار الثمين. ما هو موقفك أيها القارئ الكريم؟! هل نلت هذا الاختبار المجيد؟ أذكر كلمات السيد التي مازال يتردد صداها في القرن العشرين "الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله". فهيا انحنِ الآن تحت الصليب في توبة صادقة، وإيمان كامل، وأطلب أن يهبك الرب هذا الاختبار، لتسمع صوته يتردد في جنبات قلبك كما تردد للرسل الأولين عندما قال لهم "افرحوا بالحرى أن أسماءكم كتبت في السموات" (لوقا 10: 20). وهكذا تضمن لنفسك مكاناً في بيت الآب. |
||||
11 - 07 - 2015, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 8430 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إعلانات العهد القديم
بعد أن خلق الله الأفلاك في أبراجها، وبدأت الحيوانات تدب على الأرض بأقدامها، وترتبت الأرض لاستقبال تاج المخلوقات أعلن الله عن شخصيته السرمدية إعلانه الأول فقال جل شأنه "نعمل الإنسان 2- الإعلان الإلهي يوم سقوط الإنسان:على صورتنا كشبهنا" (تكوين 1: 26) وقد يقول قائل- إن الله استخدم هنا لغة التعظيم فتكلم كما يتكلم الملك فيقول "نحن.... ملك" لكن الذي يقول هذا لا يعرف التاريخ، لأن التاريخ القديم يؤكد لنا أنه لم يكن للملوك عادة أن يتكلموا بلغة الجمع، ففرعون إذ يتحدث إلى يوسف يقول له "قد جعلتك على كل أرض مصر" (تك 41: 41) ولم يقل "نحن قد جعلناك على كل أرض مصر" وفي سفر دانيال نسمع حديث الملك نبوخذ نصر وكان ملكاً جباراً يحكم حكماً أوتوقراطياً ومع ذلك فهو لم يستعمل لغة التعظم عندما يتكلم عن نفسه فيقول للكلدانيين "قد خرج مني القول إن لم تنبئوني بالحلم وبتعبيره تصيرون إرباً إرباً" (دا 2: 5) ولم يقل الملك العظيم "قد خرج منا القول" وهكذا نرى أن الله عندما تكلم في سفر التكوين، لم يتكلم بلغة التعظيم والتفخيم لأنها لم تكن لغة العصر القديم، وحاشا لله أن يكلم البشر بما لا يفهمون.... لكنه تكلم كذلك ليعلن عن ذاته السرمدية المثلثة الأقانيم فقال "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا". نستمر مع سفر التكوين فنقرأ الإعلان الثاني من بين شفتي القادر على كل شيء، بعد أن سقط آدم وحواء وعصيا الله وأكلا من الشجرة المحرمة. فقد قال الله عند ذاك "هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر" (تكوين 3: 22) وليلاحظ القارئ كلمة "كواحد" ثم كلمة "منا" ليرى الله الواحد في جوهره ولاهوته، المثلث في أقانيمه يتحدث معلناً عن ذاته الكريمة بإعلان واضح جلي، نقبله لأنه كلمة الله الحي الحقيقي. 3- الإعلان الإلهي يوم بناء برج بابل:إذ يستمر الدارس لكلمة الله في قراءة سفر التكوين. يرى العلي المرتفع ساكن الأبد، هو يراقب الناس من أعاليه ويجدهم يبنون برج بابل المشهور فيتكلم الله جل وعلا قائلاً "هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه. هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض فبددهم الرب من هناك" (تك 11: 6-8) وهنا أيضاً نجد الثالوث متكلماً وقائلاً "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" ومع أن الرب هو الذي تكلم ولكنه أظهر لنا ثالوثه الواحد العظيم. 4- الإعلان الإلهي في سفر أشعياء:في سفر أشعياء أعلن الله عن ثالوثه أكثر من مرة، ففي المرة الأولى كان أشعياء في الهيكل ورأى السيد في مجده والملائكة تهتف لجلاله "قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" وبعد أن اعترف أشعياء بنجاسته، وجاءه ملاك بجمرة طهرته من آثامه وارتفع حجاب الخطية الذي كان قائماً بينه وبين إلهه يقول "ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل (لغة المفرد) ومن يذهب لأجلنا (لغة الجمع)" (أش 6: 8) وهذا إعلان واضح جلي عن وحدانية الله في أقانيمه الثلاثة. 5- إعلان آخر في سفر أشعياء:هذا الإعلان الآخر نجده في الأصحاح الثامن والأربعين في هذه الكلمات الجليلة "اسمع يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته. أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر ويدي أسست الأرض ويميني نشرت السموات. أنا أدعوهن فيقفن معاً.... تقدموا إليّ اسمعوا هذا لم أتكلم من البدء في الخفاء. منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحه" (أش 48: 12-16) وليتأمل القارئ الكريم ليرى أن المتكلم هو الأول والآخر، وهو الخالق الذي به كان كل شيء، وهذا المتكلم يعود فيقول "منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحه" وأي إعلان أدق من هذا ليرينا الآب السماوي، مرسلاً الابن الكريم، ماسحاً إياه بالروح القدس. |
||||