![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 84011 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. "لا تُقاوِموا" فتشير الى عدم الرد أو مقابلة الضربة بالضربة إمَّا بصورة شخصية وفورية، وإمَّا بهجوم معاكس في المحكمة كما أوضح* يسوع كلامه مع تلاميذه "فسَأُوتيكم أَنا مِنَ الكَلامِ والحِكمَةِ ما يَعجِزُ جَميعُ خُصومِكم عَن مُقاوَمَتِه أَوِ الرَّدِّ علَيه " (لوقا 21: 15). لا يريد يسوع ان نردّ على الضربة بالضربة، وعلى الشر بالشر. بل ننتظر حكم المحكمة. بينما الدفاع عن النفس بالعنف لا يدلّ دوما على القوة، وعدم الدفاع لا يعني الخنوع، او الجُبن او فقدان للكرامة بل تحدّيًا للشّرير وإحراجًا له وترفّعًا عن النزول إلى مستواه المُتدنّي. فيسوع دافع عن نفسه حين لُطم واحِدٌ مِنَ الحَرَسِ كانَ بِجانِبِه في دار رئيس الكهنة ولامَه. ولكنّه لم يردّ على الصفعة بالصفعة، ولا على الإهانة بالإهانة، بل ناقشه وحاوره قائلا: "إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني؟ "(يوحنا 18: 22)؛ وهكذا يقصد السيّد المسيح أن نتحدّى بحِلمنا المُعتدين، ونفحمهم بلطفنا ونبلنا وشهامتنا وشجاعتنا وضبط أنفسنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84012 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. "الشِّرِّير " فتشير الى من يُسيء إليك شخصيا. فمعنى هذه الآية انه يجب على الانسان أن يحتمل الأذى والاهانة من ناحية، ومن ناحية أخرى ان يتخلّى عن ذاته، فيكون مستعدًا لمحاربة نفسه قبل محاربة الناس واحتمال الألم الذي أصابه ظلمًا وعدوانًا. ويعلق القديس فرنسيس الاسِّيزي" "هل ارتكبتُ خطيئة؟ إنّ ذلك بسبب الشيطان! هل عانيتُ ظلمًا؟ إنه خطأ القريب!" هذا هو موقف العديد من المسيحيّين. لكن ليس علينا أن نرمي خطأنا على الآخر: فالعدو، كلّ يحمله بين يديه؛ والعدو هو الأنانية التي تجعلنا نقع في الخطيئة. طوبى للخادم الذي منذّ ذلك الحين يبقي مقيّدًا هذا العدو الموجود بين يديه ويعرف أن يتسلّح ضدّه بحكمة؛ طالما يفعل هذا، لن يتمكّن أي عدو آخر، منظور أو غير منظور، من أن يؤذيه" (Admonitions, 9-10). وما يساعده على تنفيذ هذا الامر هو حصوله على النعمة التي أفيضت في قلوبنا بالروح القدس "لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا" (رومة 5: 5) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84013 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس فرنسيس الاسِّيزي " "هل ارتكبتُ خطيئة؟ إنّ ذلك بسبب الشيطان! هل عانيتُ ظلمًا؟ إنه خطأ القريب!" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84014 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. " لَطَمَكَ " فتشير الى مثل على الأذى الشخصي. فخير لك ان تحوِّل خدَّك الآخر لمن لطمك من ان تنتقم لنفسك او ان تحقد في قلبك. فاترك النقمة لله وللحكام كما جاء في حكمة الامثال " لا تَقُلْ: ((أُجازي بِالشَّرّ)) بلِ انتَظِرِ الرَّبَّ فيُخَلِّصَكَ" (أمثال 20: 22). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84015 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. "خَدِّكَ الأَيْمَن" فتشير الى الكرامة الشخصية، وهكذا عندما تأتي الصفعة على الخد الأيمن للإنسان تهدف الى احتقاره واستهانته والاستهتار به، إذ يلطم المُعتدي براحة يده، وإذا لطمه من الخلف بمؤخّرة يده يُعتبر دليلا على الغدر والجبن؛ وخلاصة ما أراده المسيح هو ما تنبَّأ به أشعيا النبي من امره " أَسلمتُ ظَهْري لِلضَّارِبين وخَدِّي لِلنَّاتِفين ولم أَستُرْ وَجْهي عنِ الإِهاناتِ والبُصاق "( أشعيا 50: 6) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84016 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. "الخد الآخر" فتشير الى التنازل عن سبب الخلاف والمسامحة وتحمل ضعف الآخرين لأجل المسيح. وليس المفهوم هنا عدم دفاع المسيحي عن نفسه، بل أن يحتمل الآخر قــــدر استطاعته وبمحبة لكي يربحه للمسيح. والمسيح يضع هنا حكمة ذهبية "كَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ النَّاس فكذلِكَ عامِلُوهم " (لوقا 6: 31)؛ فالمطلوب ان لا نردَّ على إخوتنا بمثل ما يفعلون بنا من شر، بل بحسب ما نحب أن يفعلوا هم بنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84017 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أوصى يسوع بعدم المقاومة للشر، لأنه هو نفسه استنفذ كل عقوبة، وقوّم كل خطأ، وقاسى كل ثأر وكل عقاب وكل تخليص حق او عِوض بفضل موته على الصليب. وبالتالي الثأر يكون نكران عمل المسيح وتعليمه، لذا يجب ان نحسن الى من يسيئون إلينا، وان نحبَّ وان نغفر لهم وان نصلي لأجلهم. وامَّا من يبادر الى الانتقام في طلب حقوقه فهو مغاير لروح المسيح. وهذا لا يعني ان الشريعة الطبيعية والهيَّة تمنع الانسان عن ان يحامي عن شخصه وعن عائلته عندما تكون حياته او حياتهم في خطر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84018 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضًا تشير عبارة "قَميصَكَ" الى الثوب وهو اشد الثياب ضرورة. ولا ينتزع القميص إلاَّ عند الذي يُباع كعبد كما حدث مع أخوة يوسف الذين "نَزَعوا عنه قَميصَه، القَميصَ المُوَشَّى الَّذي علَيه" ليبيعوا يوسف للتجار (التكوين 37: 23). ولذلك فإن ما يطالب به الخصم باهظ الثمن |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84019 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضًا "رِداءَكَ" فتشير الى الثوب الفوقاني المستعمل غطاء في الليل والذي لا تجيز الشريعة احتجازه بسب ذلك، إلاَّ نهارا واحدا "إِذا اَستَرهَنتَ رِداءَ قَريبِكَ، فعِندَ مَغيبِ الشَّمْسِ رُدَّه إِليه، لأَنَّه سِترُه الوَحيد وكِساءُ جِلدِه، ففيمَ يَنام؟" (خروج 22: 25 -26)؛ ومع ذلك يطلب يسوع ان تسير الأمور الى النهاية وأن يُعطى "الرداء" أيضا، ويؤكّد على أنّه، في اللحظة الّذي ينتزع الآخر شيئاً ما منّا، فنحن مدعوّون إلى أن نعطيه إيّاه. كما حدث مع يسوع "ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ" (يوحنّا، 10، 18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 84020 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضًا الشرّ الّذي يرتكبه الآخر يُصبح مجالاً لحبّنا المجاني له. ولا يقوم طلب يسوع ليس فقط باحتمال الألم، وإنما ان نكون مستعدِّين في الداخل لتقبل الآلام أكثر مما يودّ الظالم أن يفعل بنا، فإن اغتصب ثوبنا نترك له الرداء، وإن سخّرنا ميلًا نسير معه ميلين. ولكن يجب ان لا يُفهم من ذلك تحريم الدفاع عن أنفسنا لان ذلك يفسح المجال للأشرار ان يتمادوا ويجلعوا المظلوم فريسة لهم. والمسيح لم يحتمل الشر بل قاومه بلسانه كما جاء في الانجيل "لَطَمَ يسوع واحِدٌ مِنَ الحَرَسِ كانَ بِجانِبِه وقالَ له: أَهكذا تُجيبُ عَظيمَ الكَهَنَة؟ أَجابَه يسوع: إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني؟" (يوحنا 18: 22-23)، وهكذا فعل بولس الرسول أيضًا "فأَمَرَ حَنَنْيا عَظيمُ الكَهَنَةِ الَّذينَ بِجانِبِ بولس بِأَن يَضرِبوه على فَمِه. فقالَ له بولُس: (سيَضَرُبكَ الله، أَيُّها الحائِطُ المُكَلَّس، أَتَجلِسُ لِمُحاكَمَتيِ بِسُنَّةِ الشَّريعة، وتُخالِفُ الشَّريعة فتَأمُرُ بِضَرْبي؟" (أعمال الرسل 23: 2-3) الرسل أيضا (قولسي 4: 9-13)، وهكذا فعل المسيحيون في كل عصر. المسيح ينهي عن مخاصمة الآخرين لدى الحكومة عندما تكون الغاية من ذلك الانتقام لا إظهار الحق كما يقول بولس الرسول "وفي كُلِّ حال فإِنَّه مِنَ الخَسارةِ أَن يَكونَ بَينَكُم دَعاوٍ. فلِمَ لا تُفَضِّلونَ احتِمالَ الظُّلْم؟ ولِمَ لا تُفَضِّلونَ احتِمالَ السَّلْب؟ " (1 قورنتس 6: 7). خير لنا ان نخسر مالنا من ان نخسر نفوسنا لعدم محبَّتنا. |
||||