![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 83921 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شاورل وسنة من الكرازة البهيجة: + ومرت سنة اجتمعا خلالها في الكنيسة بأنطاكية وعلّما جمعًا غفيرًا. ودعى التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا (سفر أعمال الرسل 11: 26) ترى من الذي دعاهم بهذا الاسم؟ من المستحيل أن يكونوا اليهود وهم صلبوا رب المجد وقاوموا رسله في كل مكان. إذن فالأغلب أن الأمميين هم الذين أطلقوه عليهم. ونحن، بعد تسعة عشر قرنًا من المسيحية، لن نستطيع أن نتصوّر ما كانته للإنسان في بدايتها. إنها كانت لهم بشارة: أخبارًا مذهلة مليئة بالفرح والرجاء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83922 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شاول يصبح بولس: + وبعد هذه الفترة الواضحة النجاح، وبينما الكارزون يصلّون، قال لهم الروح القدس أفرزوا إلي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوها. - (أعمال 13: 1-3) وهنا نرى المساواة التامة بين الرسل إذ قبل برنابا وشاول أن يضع الآخرون أيديهم عليهما - وخرج الصديقان في رحلتهما المليئة بالمخاطر، والتي استمرت ثلاث سنوات. خرجا وقلباهما يفيضان فرحًا لأن عليهما رسالة تلهبهما. ومما زاد فرح برنابا أن يوحنا المُلقب مرقس كان معهما خادمًا. فقصد ثلاثتهم إلى قبرص موطن برنابا. واجتازوا الجزيرة منادين بالكلمة. ووصلوا إلى بافوس "المدينة البيضاء" حيث دعاهم إليها "سرجيوس بولس" والتمس أن يسمع كلمة منهم. وكان إلى جانبه رجلًا ساحرًا كذابًا يهوديًا اسمه "بار يشوع". فقاومهم مستهدفًا إفساد الوالي عن الإيمان. أما شاول الذي هو بولس أيضًا فوبّخه بعنف إلى حد أن جعله أعمى إلى حين. فامتلأ الوالي دهشة وآمن لتوّه. + ومما تجدر الإشارة إليه أن تغيير الاسم مؤشر إلى تحول الشخصية، وهذا واضح من أن السيد المسيح حين اختار تلاميذه غيّر أسماء عدد منهم: فيعقوب ويوحنا دعاهما: "ابني الرعد"، ولاوي أسماه: "متى"، وسمعان بن يونا أطلق عليه اسم: "بطرس"، و"شاول" هو اسم أول ملك لإسرائيل ومعناه "المرغوب فيه"، فهو اسم يهودي محض لشخصية ملكية. في حين أن "بولس" هو اسم روماني ومعناه "الصغير". إذن فحين اتجه هذا الكاروز الملتهب نحو الأمميين اتخذ اسمًا يتناسب وكرازته في المجال الجديد. + ثم اتجهوا إلى برجة بمفيليا حيث فارقهما مرقس،وكان لهذا الفراق أوخم العواقب بعد خمس سنين. واستمرا هما في رحلتهما على الطريق الجبلي الصاعد إلى الداخل المليء بالمخاطر، وعبر مساقِط مائية هادرة، وممرات يرتعد الناس من مجرد المرور أمامها لكونها مغاور اللصوص وقطّاع الطرق. ولا يعلم أحد ما أصابهما خلال الشهور الأولى. ومن الممكن أن ما صَوره بولس عن "أخطار سيول وأخطار لصوص" للكورنثيين (2كورنثوس 11: 26) كان إشارة إليها. + أخيرًا وصلوا إلى أنطاكية بيسيدية. وفي السبت دخلا المجمع. فطلب إليهما رئيسه أن يُكلما الشعب. فقام بولس لفوره وتكلم عن تحقيق النبوات عن المسيا في السيد المسيح. أخيرًا ألقى كلمة أذهلتهم جميعًا حتى لكأننا نحسّ بأنهم حبسوا أنفاسهم، وهي الحديث عن القيامة التي دعّم الأنبياء حقيقتها أيضًا. ألم يقل المرنم: "لن تدع قدوسك يرى فسادًا"؟ (مزمور 16: 10) وهذه القيامة هي أعظم دليل قدّمه الله للناس. ولقد رأى السيد المسيح القائم عددًا كبيرًا ممن كانوا معه وهم شهوده الآن. واختتم هذا الخبر المذهل بتحذيرهم: "فانظروا لئلا يأتي عليكم ما قاله حبقوق النبي: [أنظروا أيها المتهاونون وتعجبوا واهلكوا. لأنني عملًا أعمل في أيامكم. عملًا لا تصدقون إن أخبركم به أحد] (حبقوق 1: 5): "اُنْظُرُوا بَيْنَ الأُمَمِ، وَأَبْصِرُوا وَتَحَيَّرُوا حَيْرَةً. لأَنِّي عَامِلٌ عَمَلًا فِي أَيَّامِكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ بِهِ إِنْ أُخْبِرَ بِهِ". وهكذا تركهم يلهثون من انفعالاتهم. + وفي السبت التالي ازدحم المجمع حتى الباب. وقد حضر عدد وفير من الأمميين لأن بولس أعلن أن المسيا هو للجميع. وهذا أسخط غالبية اليهود الذين جاءوا وهم ممتلئون حنقًا. وحالما وقف ليتكلم قاوموه بالمعارضة وبالتجديف. واحتملهم قدر الإمكان. ثم أسكتهم بإشارة قاطعة، فهو خلال ضجتهم اتخذ قرارًا حيويًا حاسمًا: قرارًا أحدث ثورة تامة لكنيسة المستقبل. وبكلمات متزنة بطيئة تهتز بالانفعال الداخلي أعلن: "كان يجب أن تكملّوا أنتم أولًا بكلمة الله. ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجّه إلى الأمم. لأن هكذا أوصانا الرب" (أعمال 13: 46-47). + إن تلك العظمة كانت مَعْلما في حياة بولس. لقد فرد شراعه عاليًا ورسم عليها: "لم يعد اليهودي وحده المختار من الله فالكنيسة للعالم أجمع". فلم يكن من الممكن له بعد ذلك أن يبقى في بيسيدية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83923 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بعد هذه الفترة الواضحة النجاح، وبينما الكارزون يصلّون، قال لهم الروح القدس أفرزوا إلي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوها. - (أعمال 13: 1-3) وهنا نرى المساواة التامة بين الرسل إذ قبل برنابا وشاول أن يضع الآخرون أيديهم عليهما - وخرج الصديقان في رحلتهما المليئة بالمخاطر، والتي استمرت ثلاث سنوات. خرجا وقلباهما يفيضان فرحًا لأن عليهما رسالة تلهبهما. ومما زاد فرح برنابا أن يوحنا المُلقب مرقس كان معهما خادمًا. فقصد ثلاثتهم إلى قبرص موطن برنابا. واجتازوا الجزيرة منادين بالكلمة. ووصلوا إلى بافوس "المدينة البيضاء" حيث دعاهم إليها "سرجيوس بولس" والتمس أن يسمع كلمة منهم. وكان إلى جانبه رجلًا ساحرًا كذابًا يهوديًا اسمه "بار يشوع". فقاومهم مستهدفًا إفساد الوالي عن الإيمان. أما شاول الذي هو بولس أيضًا فوبّخه بعنف إلى حد أن جعله أعمى إلى حين. فامتلأ الوالي دهشة وآمن لتوّه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83924 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تغيير الاسم من شاول يصبح بولس مؤشر إلى تحول الشخصية، وهذا واضح من أن السيد المسيح حين اختار تلاميذه غيّر أسماء عدد منهم: فيعقوب ويوحنا دعاهما: "ابني الرعد"، ولاوي أسماه: "متى"، وسمعان بن يونا أطلق عليه اسم: "بطرس"، و"شاول" هو اسم أول ملك لإسرائيل ومعناه "المرغوب فيه"، فهو اسم يهودي محض لشخصية ملكية. في حين أن "بولس" هو اسم روماني ومعناه "الصغير". إذن فحين اتجه هذا الكاروز الملتهب نحو الأمميين اتخذ اسمًا يتناسب وكرازته في المجال الجديد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83925 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بولس وبرنابا اتجهوا إلى برجة بمفيليا حيث فارقهما مرقس، وكان لهذا الفراق أوخم العواقب بعد خمس سنين. واستمرا هما في رحلتهما على الطريق الجبلي الصاعد إلى الداخل المليء بالمخاطر، وعبر مساقِط مائية هادرة، وممرات يرتعد الناس من مجرد المرور أمامها لكونها مغاور اللصوص وقطّاع الطرق. ولا يعلم أحد ما أصابهما خلال الشهور الأولى. ومن الممكن أن ما صَوره بولس عن "أخطار سيول وأخطار لصوص" للكورنثيين (2كورنثوس 11: 26) كان إشارة إليها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83926 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بولس وبرنابا وصلوا إلى أنطاكية بيسيدية. وفي السبت دخلا المجمع. فطلب إليهما رئيسه أن يُكلما الشعب. فقام بولس لفوره وتكلم عن تحقيق النبوات عن المسيا في السيد المسيح. أخيرًا ألقى كلمة أذهلتهم جميعًا حتى لكأننا نحسّ بأنهم حبسوا أنفاسهم، وهي الحديث عن القيامة التي دعّم الأنبياء حقيقتها أيضًا. ألم يقل المرنم: "لن تدع قدوسك يرى فسادًا"؟ (مزمور 16: 10) وهذه القيامة هي أعظم دليل قدّمه الله للناس. ولقد رأى السيد المسيح القائم عددًا كبيرًا ممن كانوا معه وهم شهوده الآن. واختتم هذا الخبر المذهل بتحذيرهم: "فانظروا لئلا يأتي عليكم ما قاله حبقوق النبي: [أنظروا أيها المتهاونون وتعجبوا واهلكوا. لأنني عملًا أعمل في أيامكم. عملًا لا تصدقون إن أخبركم به أحد] (حبقوق 1: 5): "اُنْظُرُوا بَيْنَ الأُمَمِ، وَأَبْصِرُوا وَتَحَيَّرُوا حَيْرَةً. لأَنِّي عَامِلٌ عَمَلًا فِي أَيَّامِكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ بِهِ إِنْ أُخْبِرَ بِهِ". وهكذا تركهم يلهثون من انفعالاتهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83927 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بولس وبرنابا في السبت التالي ازدحم المجمع حتى الباب. وقد حضر عدد وفير من الأمميين لأن بولس أعلن أن المسيا هو للجميع. وهذا أسخط غالبية اليهود الذين جاءوا وهم ممتلئون حنقًا. وحالما وقف ليتكلم قاوموه بالمعارضة وبالتجديف. واحتملهم قدر الإمكان. ثم أسكتهم بإشارة قاطعة، فهو خلال ضجتهم اتخذ قرارًا حيويًا حاسمًا: قرارًا أحدث ثورة تامة لكنيسة المستقبل. وبكلمات متزنة بطيئة تهتز بالانفعال الداخلي أعلن: "كان يجب أن تكملّوا أنتم أولًا بكلمة الله. ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجّه إلى الأمم. لأن هكذا أوصانا الرب" (أعمال 13: 46-47). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83928 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() + إن تلك العظمة كانت مَعْلما في حياة بولس. لقد فرد شراعه عاليًا ورسم عليها: "لم يعد اليهودي وحده المختار من الله فالكنيسة للعالم أجمع". فلم يكن من الممكن له بعد ذلك أن يبقى في بيسيدية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83929 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التجول الكرازي والوصول إلى لسترة: + ومرة أخرى سارا فوق الجبل نحو مدينة عند طرفه الآخر هي مدينة لسترة. ويبدو أنهما وصلاها في يوم عيد لأن المدينة كانت مزدحمة إلى حد أن بولس وقف يتكلم في ميدان عام. ووسط المستمعين تركّز انتباهه على عينين مليئتين بالتطلع صاحبهما أعرج. وإذ وجد خلفيهما القلب المتفتح قال بصوت عظيم: "قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِبًا" فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي (أعمال 14: 8- 10). وذهل الحاضرون ذهولًا جعلهم يصرخون: "إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا". ولشدة اقتناعهم بهذا أطلقوا على برنابا اسم "زَفْسَ" وعلى بولس اسم "هَرْمَسَ"(1). وزادوا على ذلك أن أتوا بثيران ليذبحوها تقدمة لهما وبأكاليل من الورود ليضعوها على رأسيها لولا أن الرسولين منعاهم. + ولكن بالسرعة تقلب الإنسان! فما كاد بولس يتحدث عن بطلان الأوثان وعن الله الواحد خالق السماء والأرض حتى أخذت نفوس سامعيه في الغليان. وأخذوا يصرخون ضدهما. فتراكض نحو الساخطين جمع غفير من الأزقة الجانبية. وفي لحظة انهالت عليه الحجارة وسقط على الأرض وهو مغمض العينين، ولكن ذهنه كان ما زال صاحيًا وعاد به اثنتي عشر سنة إلى الوراء ليرى رجمًا آخر. ثم اختفت الصورة إذ فقد وعيه. وظن راجموه أنهم قضوا عليه فجروه إلى خارج المدينة على أنه ما كاد التلاميذ يحيطون به حتى أفاق وقام ودخل معهم المدينة! + وما أعجب تعامل الله مع الإنسان! فرجم استفانوس قد أعطى الكنيسة بولس المجاهد العظيم؛ ورجم بولس يأتي إليه تيموثيئوس الذي جاهد معه إلى حد أن دعاه الرسول الكبير "ابنه". ثم غادر الرسولان لسترة في اليوم التالي إلى دربة فأيقونية ومنها إلى أنطاكية. فاجتمعا بزملائهما القدامى: "سِمْعَانُ الَّذِي يُدْعَى نِيجَرَ"، و"وَلُوكِيُوسُ الْقَيْرَوَانِيُّ"، و"مَنَايِنُ" الذي تربّى مع هيرودس. وهنا نعجب مرة أخرى: فاثنان تربيا معًا كان أحدهما قاتلًا للمسيحيين وثانيهما كارزًا بالسيد المسيح. وسرد الرسولان عليهم كل ما فعله الله وكيف أنه فتح بابًا للأمم. على أن ثلاثتهم عبروا عن توجعهم من رجال أتوا إليهم من أورشليم ونادوا بأن من لا يختتن لا يخلص. + ووضح للكارزين وجوب ذهابهما إلى أورشليم لأن المعركة احتدم أوارها . كانت معركة من أجل الحرية فصمم بولس على خوضها إلى النهاية. أنه لن يرضى إطلاقًا بأن يجّروا الذين آمنوا من الأمم تحت نير الناموس. ولن يرضى مطلقًا بأن تصير المسيحية مجرد شيعة يهودية. فأعلن تحديه جهارًا - هذا التحدي الذي كرره فيما بعد: "فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ" (غلاطية 5: 1) مؤكدًا أن الناموس لم يكن سوى مؤدبنا إلى المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 83930 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() + مرة أخرى سارا بولس وبرابا فوق الجبل نحو مدينة عند طرفه الآخر هي مدينة لسترة. ويبدو أنهما وصلاها في يوم عيد لأن المدينة كانت مزدحمة إلى حد أن بولس وقف يتكلم في ميدان عام. ووسط المستمعين تركّز انتباهه على عينين مليئتين بالتطلع صاحبهما أعرج. وإذ وجد خلفيهما القلب المتفتح قال بصوت عظيم: "قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِبًا" فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي (أعمال 14: 8- 10). وذهل الحاضرون ذهولًا جعلهم يصرخون: "إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا". ولشدة اقتناعهم بهذا أطلقوا على برنابا اسم "زَفْسَ" وعلى بولس اسم "هَرْمَسَ" . وزادوا على ذلك أن أتوا بثيران ليذبحوها تقدمة لهما وبأكاليل من الورود ليضعوها على رأسيها لولا أن الرسولين منعاهم. |
||||