![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 81811 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث ما السبب في ضعف الإرادة؟ وكيف نقدر أن نقوى هذه الإرادة الضعيفة. لا شك أن الميل إلى الخير هو الأصل في الإنسان الذي خلق على صورة الله كشبهه ومثاله (تك26:1، 27). إذن الميل إلى الشر، هو شيء دخيل عليه، لابد لنا أن نبحث عن أسبابه.... بإمكان الإنسان -وبخاصة في نعم العهد الجديد- أن يسير في طريق الرب. فما الذي يدفعه إلى طريق الخطية؟ وما الذي يضعف أرادته أمامها؟ نرجع إلى التاريخ فنجد أن أمنا حواء، عندما خلقها الله، لم تكن فيها خطية. ولكنها أخطأت حينما اشتهت أن تصير مثل الله، حسب إغراء الشيطان لها (تك5:3). وبهذه الشهوة ضعفت إرادتها، فلم تستطع أن تقاوم إغراء الشجرة المحرمة، بل على العكس رأت أن الشجرة جيده للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت" (تك6:3). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81812 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث أول شيء يضعف الإرادة هو الشهوة: أية شهوة: سواء شهوة الجسد، أو شهوة المال والقنية، أو شهوة المناصب وتعظم معيشة، أو شهوة الانتقام. كلها شهوات تتسبب في ضعف الإرادة. فحينما تدخل الشهوة إلى القلب، تضعف الإرادة عن مقاومتها. وكلما زادت الشهوة، فإنها تضغط على الإرادة بشدة، حتى تنهار الإرادة تمامًا. وحينئذ يتم قول الرسول "الشر الذي لست أريده، إياه أفعل"... لذلك فمن عوامل تقوية الإرادة، ومعالجة شهوات الإنسان، وطردها من القلب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81813 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث ومما يضعف الإرادة ويقوى الشهوة، القرب من مادة الخطية. أي القرب من مسبباتها.. وكما قال أحد الآباء: وأنت بعيد عن مادة الخطية، قد تأتيك المحاربة من الداخل فقط. أما إن صرت قريبًا من مادة الخطية تقوم عليك حربان: إحداهما من الداخل، والأخرى من الخارج، ويتعاونان على إسقاطك، إذ تضعف بينهما... لذلك على الإنسان الحكيم أن يبعد عن العثرات، وعن مادة الخطية وأسبابها، لكي لا تضعف إرادته أمام مغريات الخطية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81814 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث البعد عن مادة الخطية يشمل البعد عن كل المعاشرات الرديئة التي تتعبك، والتي تدخل فكر الخطية إلى عقلك وإلى قلبك، فيضغط الفكر عليك، فتضعف إرادتك أمامه. وهكذا قال الكتاب "المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو33:15). ومن هذه المعاشرات المعثرة، حذرنا المرتل في المزمور الأول، فقال: "طوبى للرجل الذي لا يسلك في مشورة الأشرار، وفى طريق الخطاة لا يقف،وفى مجلس المستهزئين لا يجلس" (مز1:1). لأنك إن عشت في هذا الجو الرديء،سوف تضعف إرادتك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81815 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث ومما يضعف الإرادة بالأكثر، طول المدة في الجو الخطية. عنصر السرعة أمر هام، سواء السرعة في ترك الخطية، لأن هذه السرعة تقوى إرادتك. كذلك السرعة في العمل الخير، لأن هذا يقوى إرادتك إيجابيًا... لذلك إن حاربتك الخطية، فقاومتها للتو، ولم تستبق فكرها عندك، تجد إرادتك قد قويت، وأصبحت قادرة على طرد الخطية. أما إن تركتها ترعى في قلبك، وتدغدغ حواسك، وتلعب بعواطفك، وتغرى نفسك، وتقنع عقلك.. فإنها بطول المدة تقوى عليك. فتضعف إرادتك عن مقاومتها. وإن انتصرت، يكون ذلك بمجهود كبير تبذله، وبتدخل النعمة لإنقاذك.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81816 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث فرق كبير بين أن تنزع الخطية وهى عشب في الأرض، أو أن تحاول نزعها بعد أن تتأصل جذورها في الأرض، ويرتفع جذعها عاليًا في الهواء، وتنتشر فروعها هنا وهناك. لذلك حسنًا قال المزمور عن الخطية "طوبى لمن يمسك أطفالك، ويدفنهم عند الصخرة" (مز9:137). "والصخرة كانت المسيح" (1كو4:10). إن أتاك فكر خاطئ، وطردته بسرعة، حينئذ تقوى إرادتك. أما إن فتحت لهذا أبواب ذهنك، وتباطأت في طرده، وأخذت معه وأعطيت، واستمر الفكر في ذهنك فترة، حينئذ تضعف إرادتك أمامه. فإما أن تخضع له، أو إن طردته بعد حين، يكون ذلك بصعوبة بالغة، وما أسهل أن يعود إليك مرة أخرى، مستغلًا تساهلك أمامه..! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81817 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث السرعة إذن لازمة لتقوية الإرادة، سواء في طرد الخطية، أو تنفيذ الوصية. يوسف الصديق: لما ضغطت عليه الخطية، هرب بسرعة، ولو تمزقت ثيابه. ولو كان قد انتظر بعض الوقت، وتباطأ في الهروب، ما كان يدرى ما سيحدث له!! ولما تباطأ لوط في الخروج من أرض سادوم، دفعه الملاكان دفعًا، وأخرجاه منها، وقالا له: اهرب لحياتك. لا تقف في كل الدائرة، لئلا تهلك (تك16:19،17). إن طول المدة والاستمرار في جو الخطية، والتردد، كل ذلك يضعف الإرادة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81818 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث أما الإنسان القوى الإرادة، فإنه يسرع في عمل الخير، لا يؤجل. لا ينتظر، لئلا يغريه الشيطان. بإعادة التفكير، وربما يحاول تغيير فكره! فالشيطان لكي يبعد الإنسان عن فعل الخير، لا يقول له لا تفعل. بل يقول له: انتظر. فكر. فلنناقش الأمر معًا. مجرد دقائق، وأعطيك المشورة الصالحة! وبهذا الأمر يكون قد ضيعك... إن طول المدة من جهة التباطؤ في عمل الخير، يفتح المجال لحرب مضادة، ما أسهل أن تضعف فيها الإرادة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81819 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الابن الضال، حينما أتاه فكر التوبة: بعد أن أدرك سوء حالته، قال:"أقوم الآن وأذهب إلى أبى، وأقول له: أخطأت إلى السموات وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعى لك أبنًا، اجعلني كأحد أجرائك". ولم ينتظر، بل يقول الكتاب "فقام وذهب إلى أبيه" (لو17:15-20)،من يدرى، لو كان قد تباطأ في التنفيذ، ما كان سيحدث لإرادته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81820 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث إبراهيم أبو الآباء، حينما أمره الله أن يقدم ابنه محرقة: لم يتباطأ أبدًا، بل "بكر إبراهيم صباحًا جدًا"، "واخذ إسحق ابنه، وأخذ الحطب والسكين" (تك3:22). بكل قوة وإرادة، بدأ في تنفيذ أمر الرب، لم يتباطأ إطلاقًا. وربما لو أنتظر، أو أخذ يراجع فكره، ما كنا ندرى أية حروب تثور عليه! وإن لم تضعف إرادته، كانت ستضعف إرادة سارة أم الصبي.. ويجد أن مشاكل كثيرة قد أحاطت به، تحاول أن تضعف إرادته. |
||||