منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 21 - 06 - 2016, 07:46 PM   رقم المشاركة : ( 71 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

الجزء الثالث

دوام المحبة

(1كورنثوس 13: 8ب-13)


الفصل الحادي عشر

أمور لا تدوم
«المحبة لا تسقط أبداً»
(1كورنثوس 13: 8ب-12)
«8وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. 9لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ، 10وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. 11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ» (1كورنثوس 13: 8ب-12).
« اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً ». والتعبير «لا تسقط» في اللغة اليونانية يصوِّر مجموعة جنود يسافرون في حرارة الصيف طريقاً طويلاً ليبلُغوا موقعاً بعيداً. وعندما يبدأ الجنود رحلتهم يأخذون في التساقط الواحد بعد الآخر، بسبب شدة الحرارة ووعورة الطريق. ولا يبقى منهم إلا واحد فقط يقاوم كل عوامل السقوط، حتى يبلغ الهدف «ولا يسقط أبداً».
هذه صورة المحبة التي لا تسقط أبداً، فعندما تتوقف كل الفضائل الأخرى تبقى فضيلة المحبة طويلة النَّفس، تستمر بغير توقُّف. نراها في فادينا ومخلصنا وهو يكمل المسيرة إلى الصليب،لا لأنه انبهر بإخلاص تلاميذه، فقد كانوا مجموعة ضعفاء أنكروه في الوقت الصعب، مع أن اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ» خصوصاً عند الحاجة (أمثال 17: 17) وقد قال المسيح لهم في بستان جثسيماني: « أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ » (متى 26: 40). ولا لأنه أُعجب بالجماهير التي أطعمها ونالت الشفاء على يديه، فإنه كان يعلم أنهم سوف يصرخون: « لِيُصْلَبْ!.. دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا » (متى 27: 23، 25). لم يكن هناك دافعٌ بشري يجعل محبة المسيح تستمر حتى الصليب. ولكن الذي دفعه لذلك أنه « أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى» (يوحنا 13: 1). فمحبته لا تفشل ولا تسقط أبداً. عندما تتوقف كل الفضائل في عملها تنجح المحبة.
وفي آيات 8-12 يقدم لنا الرسول بولس فكرتين رئيسيتين عن المحبة التي لا تسقط أبداً. فيقول: إن هناك أشياء عظيمة لا تدوم، ثم يوضح لنا كيف تدوم المحبة.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:47 PM   رقم المشاركة : ( 72 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

ثلاثة أمور لا تدوم
«المحبة لا تسقط أبداً»
(أ) النبوات ستُبطَل:
تعني النبوة الإنباء بالمستقبل، أو الوعظ وإعلان رسالة الله للناس، فالذي « يَتَنَبَّأُ يُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ » (1كورنثوس 14: 3).
* تُبطل النبوات عندما تتحقق، فالنبوة عن ولادة المسيح العذراوية كانت نبوة بالنسبة لإشعياء وأهل زمانه (إشعياء 7: 14). فلما تحققت لم تصبح نبوة، بل أصبحت بالنسبة لنا الآن تاريخاً.
ونبوة ميخا عن ميلاد المسيح في بيت لحم كانت نبوة مستقبلية بالنسبة للنبي ميخا وأهل زمانه (ميخا5: 2) ولكن لما تحققت أصبحت بالنسبة لنا ماضياً مباركاً وتراثاً عظيماً.
وهناك نبوات عن مجيء المسيح ثانية لا زالت نبوة، ولكنها ستبطل عندما تتحقق أيضاً.
* والنبوة بمعنى الوعظ ستنتهي، لأنه سيجيء وقت يتواجد المؤمن فيه في محضر الآب السماوي، كما قال المسيح: « حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يوحنا 14: 3) فلا يحتاج إلى وعظ. ففي السماء لا خطية ولا تجربة ولا جهاد ضد الشر. فلن يحتاج المؤمنون ليذكِّروا بعضهم بعضاً بكلمة الله ليغلبوا التجارب، لأن التجارب غير موجودة في السماء « وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ » (عبرانيين 8: 11).

(ب) الألسنة ستنتهي:
أعطى الروحُ القدس موهبة التكلم بألسنة في يوم الخمسين للتلاميذ ليشرحوا إنجيل الملكوت للذين جاءوا ليحتفلوا بالعيد في أورشليم من بلاد أجنبية، وكانوا عاجزين عن فهم لغة الوعاظ الجليليين، فأعطى الله الأنبياء والرسل أن يتكلموا بلغات الموجودين ليفهموهم (أعمال 2: 1-8). ولكن عندما انتشر الإنجيل في العالم كله، وتُرجم الكتاب المقدس إلى أكثر من ألف لغة، لم نعُد نحتاج إلى الألسنة كما احتاجوا إليها في يوم الخمسين. وعندما نمثُل في المحضر الإلهي ستكون هناك لغة واحدة هي لغة المحبة. ولا يجب أن ننسى أن الألسنة بدأت عندما بلبل الله الألسنة الذين كانوا يبنون برج بابل (تكوين 11). فالألسنة تعني تعدُّد وتفرُّق الناس. ولكن في السماء ستكون هناك وحدة الفكر والقلب – لغة السماء عينها.

(ج) العِلم سيُبطل:
* لا يُقصد هنا العلم الطبيعي والرياضي، لكن علم المعرفة الإلهية، والإعلان السماوي للبشر. سيُبطل العلم في السماء لأن المؤمنين لا يعودون في احتياج إليه، لأنهم يَمْثُلون في حضرة المسيح نفسه «الكلمة» الحي، فلا يحتاجون بعد للكلمة المكتوبة في الكتاب المقدس، ولا للكلمة الموعوظة من المنابر! ففي محضره لا نحتاج إلى معرفة، لأنه هو المعرفة كلها « وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ » (رؤيا 22: 4، 5).
* وحتى العلم الطبيعي يُبطل، لأن ما نحسبه ثوابت اليوم لا يكون كذلك غداً، لأن معرفة الإنسان تتطوَّر. كانوا يقولون إن الذرَّة لا تنقسم، ثم انقسمت الذرة. وتبطل معرفتنا الشخصية التي كنا في صغرنا نظنها صحيحة، لأن معرفتنا تنمو وتزيد. « لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ، وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ» (آيتا 9، 10). فطفل اليوم يكبر، ويترك ما مضى، كما يقول الرسول بولس: « لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ» (آية 11).
* يقول الرسول بولس: « فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ» (آية 12). وقد كانت المرايا في زمن الرسول بولس من المعدن المصقول الذي لا يستطيع الإنسان أن يرى فيه وجهه بوضوح – وهذا طبعاً قبل صناعة المرايا الزجاجية الواضحة. لذلك يقول الرسول إننا الآن ننظر في مرآة معدنية، فنرى معالم غير واضحة، كأننا ننظر في لغزٍ. لكن في المستقبل، عندما نمثُل في محضر الرب وجهاً لوجه « سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ».
ولغز اليوم سيتضح غداً، لأن هناك أموراً لا يستطيع العقل إدراكها اليوم. ولكن في وقت آتٍ نعرف أكثر.
* وهناك أمور يدركها واحد، لا يدركها غيره، فقد أدرك المسيحيون ما لم يدركه اليهود من شريعة موسى. قال الرسول بولس: « كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعاً عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ. بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذَلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاقٍ غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ. لَكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ. وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ. وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ» (2كورنثوس 3: 13-18).
* ويدرك المؤمن المسيحي اليوم في المسيح أقل مما سيدركه غداً، لأنه ينمو في النعمة وفي معرفة المسيح (2بطرس 3: 18). ويقول الرسول يوحنا: « أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» (1يوحنا 3: 2). إذاً نحن محدودون. لكن هناك حقيقة غير محدودة مستمرة دائماً هي «المحبة التي لا تسقط أبداً».

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 73 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

• كيف تدوم المحبة؟
المحبة لا تسقط أبداً كمبدأ حي
«المحبة لا تسقط أبداً»

(1) لأن الله محبة: «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا» (1يوحنا 4: 7-11).
المحبة ثابتة لا تسقط أبداً لأنها حقيقة الله الدائم الوجود والعطاء والمحبة. وهي التي جعلت الله يقول: « هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟» (حزقيال 18: 23). إنه « الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1تيموثاوس 2: 4). وكل من يتوب ويثبت في محبة الله لا تسقط محبته لله، لأن زرعه يثبت فيه، ويقول مع الرسول بولس: « مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟.. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 8: 35-39).
(2) وتتلخص كل الوصايا في المحبة: كان رجال الدين اليهود كلما تقدموا في الفقه الديني يختصرون الشرائع في صيغة قليلة الكلمات. فجاء واحدٌ منهم يسأل المسيح عن صيغته للوصايا، فأجابه: « تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ » (متى 22: 38-40).
وقال الرسول بولس: « لأَنَّ لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُل.ْ لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَشْتَهِ، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ» (رومية 13: 9، 10).
(3) وعلامة المسيحي هي المحبة: قال المسيح لتلاميذه: « وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ» (يوحنا 13: 34، 35). وقال الرسول يوحنا: « إِنْ قَالَ أَحَدٌ: إِنِّي أُحِبُّ اللهَ، وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هَذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً» (1يوحنا 4: 20، 21).

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:50 PM   رقم المشاركة : ( 74 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المحبة لا تسقط أبداً كمبدأ حي
«المحبة لا تسقط أبداً»

(1) لأن الله محبة: «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا» (1يوحنا 4: 7-11).
المحبة ثابتة لا تسقط أبداً لأنها حقيقة الله الدائم الوجود والعطاء والمحبة. وهي التي جعلت الله يقول: « هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟» (حزقيال 18: 23). إنه « الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1تيموثاوس 2: 4). وكل من يتوب ويثبت في محبة الله لا تسقط محبته لله، لأن زرعه يثبت فيه، ويقول مع الرسول بولس: « مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟.. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 8: 35-39).
(2) وتتلخص كل الوصايا في المحبة: كان رجال الدين اليهود كلما تقدموا في الفقه الديني يختصرون الشرائع في صيغة قليلة الكلمات. فجاء واحدٌ منهم يسأل المسيح عن صيغته للوصايا، فأجابه: « تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ » (متى 22: 38-40).
وقال الرسول بولس: « لأَنَّ لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُل.ْ لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَشْتَهِ، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ» (رومية 13: 9، 10).
(3) وعلامة المسيحي هي المحبة: قال المسيح لتلاميذه: « وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ» (يوحنا 13: 34، 35). وقال الرسول يوحنا: « إِنْ قَالَ أَحَدٌ: إِنِّي أُحِبُّ اللهَ، وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هَذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً» (1يوحنا 4: 20، 21).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 75 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المحبة لا تسقط أبداً كدافع للخدمة
«المحبة لا تسقط أبداً»

ما الذي يدفع الأم لتخدم ليلاً ونهاراً، سنة بعد سنة؟ وحتى عندما يكبر أولادها ويهجرون عش البيت، تظل تخدمهم وتخدم أحفادها بكل الحب والعطاء. الأم لا تأخذ أجازة، ولا تُحال إلى التقاعد، ولا تفكر أبداً في «نهاية الخدمة» والسبب وراء هذا العطاء المتجدد المتدفق دائماً هو محبة الأم التي لا تسقط أبداً!
الذي يخدم ليحصل على المال تنتهي خدمته بنهاية حصوله على الأجر. والذي يخدم لمصلحة شخصية يتوقف عن القيام بها متى حقَّق مصلحته. أما الذي يخدم بدافع المحبة فإنه لا يتوقف أبداً عن الخدمة، لأنه يخدم لا بخدمة العين كمن يُرضي الناس، بل ببساطة القلب خائفاً الرب. وكل ما يفعل يفعله من القلب كما للرب، ليس للناس، عالماً أنه من الرب سيأخذ الجزاء، لأنه يخدم الرب المسيح (كولوسي 3: 22-24).
وما أعظم ما علمنا المسيح في قوله: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ، فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ» (متى 5: 38-41).
كان القانون يعطي الجندي الروماني حق تكليف أي مواطن في الدول الواقعة تحت الحكم الروماني أن يحمل له سلاحه ومتاعه مسافة ميل واحد. وذات يوم كان يهودي يسير في الطريق عندما استوقفه جنديٌّ روماني كلفه أن يحمل متاعه مسافة ميل، ففعل. وفي نهاية الميل قال الجندي الروماني: «يكفي». فقال اليهودي: «سأحمل لك متاعك ميلاً ثانياً». فقال الجندي: «ولكن القانون لا يكلفك بهذا» فقال له اليهودي: «نعم، ولكني لست مشغولاً اليوم، وليست عندي مسؤوليات كثيرة!». واندهش الجندي وسمح له بذلك. لكن نظرة الجندي لليهودي تغيرت، فبعد أن كان اليهودي يسير وراء الجندي، أخذا يسيران متجاورَيْن. وسأل الجندي اليهودي عن سبب الخدمة المضاعفة التي تطوَّع بها. فأجابه اليهودي: «هناك معلم ناصري علَّمنا أن نسير ميلين مع من يسخرنا أن نمشي معه ميلاً واحداً». فسأل الجندي ليعرف المزيد عن ذلك المعلم. وعندما انتهى الميل الثاني كان الجندي قد قرر أن يتبع هذا المعلم الناصري!!
تتميَّز المحبة بطول النَّفس. وهي تواصل السير بدون توقُّف، وتكسب المعركة أخيراً، حتى لو فسَّرها الناس بأنها ضعف أو خداع. وسيكتشف المعترض في يومٍ ما أن المحبة قوية ومنتصرة.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:52 PM   رقم المشاركة : ( 76 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

المحبة لا تسقط أبداً كمصدر للسعادة
«المحبة لا تسقط أبداً»

فتح أحد المحللين النفسيين قلبه للمسيح، وأخذ يدرس الكتاب المقدس ويتعمق في دراسته، فقرر أن يمارس المحبة مع الجميع بمن فيهم الأعداء. وسرعان ما اكتشف أن المحبة أكبر مصدر لسعادة المسيء والمُساء إليه. وذلك من خلال الاختبار التالي، الذي تكرر معه في حياته عدة مرات.
كان لذلك المحلل النفسي رئيسٌ في العمل يضايقه، لا لخطإٍ في المحلل النفسي، فقرر أن يفعل معه ثلاثة أمور:
(1) أن يصلي من أجل رئيسه ثلاث مرات يومياً، صلاةً لو سمعها رئيسه في العمل لملأت قلبه بالسعادة.
(2) أن يفكر في رئيسه بشكل إيجابي، فكلما خطر بباله خاطرٌ سيء عن رئيسه، يستبدله بخاطرٍ صالح. وقد تطلَّب هذا منه تفكيراً طويلاً ليكتشف نقاط الصلاح في رئيسه، الأمر الذي ساعده ليغيِّر موقفه الفكري من ذلك الرئيس.
(3) كلما خطر رئيسه على باله، يصلي لأجله صلاة قصيرة سريعة: يا رب باركه، أو يا رب أحسن إليه.
وقرر المحلل النفسي أن يمارس هذا التمرين الروحي مدة شهر كامل. وخلال الشهر لاحظ كيف بدأ رئيسه يتغير، ليس فقط في معاملته معه، لكن في معاملته مع الجميع. وهكذا صار الرئيس سعيداً، وصار المحلل النفسي أكثر سعادة. وكان ذلك المحلل النفسي يقول: إن صلاة المحبة تغيِّر المصلي بالتأكيد، فيحب كما يحبه المسيح. وقد تُغيِّر هذه الصلاة الشخص الذي نصلي لأجله، كما قد تغير الظروف المحيطة بالموقف الذي فيه تحدث المضايقات.
«اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً»
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:54 PM   رقم المشاركة : ( 77 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

هبنا يا أبانا السماوي
«المحبة لا تسقط أبداً»
الحكمة لنرى محبتك لنا وهي لم تسقط أبداً
لقد أحببتنا ونحن في خطايانا حتى توَّبتنا عنها،
ولا تزال في صبر تتوِّبنا وتنقِّينا.
أعطنا أن نحب الجميع، بمن فيهم المسيئين
إلينا حباً لا يسقط أبداً، بل يتابع المسيرة،
واثقاً في النصر. باسم المسيح.
آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:55 PM   رقم المشاركة : ( 78 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

الفصل الثاني عشر
«وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ»
«المحبة لا تسقط أبداً»
(1كورنثوس 13: 13)
«أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ. هَذِهِ الثَّلاَثَةُ، وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ» (1كورنثوس 13: 13).
جئنا إلى الفصل الأخير من هذا الكتاب، الذي هو ذروته، حيث نرى الثوابت الثلاثة في حياة المؤمن، وهي الإيمان والرجاء والمحبة، ولكن المحبة هي أعظم هذه الثوابت!
لقد تأملنا أهمية المحبة (آيات 1-3). وصفات المحبة (آيات 4-8أ). ثم رأينا دوام المحبة التي «لاَ تَسْقُطُ أَبَداً» (آيات 8ب-12). وها نحن نتأمل المحبة في عظمتها.
ستتوقف النبوات والعلم والألسنة، ويثبت الإيمان والرجاء، وتستمر المحبة إلى الدهر والأبد، لأن «الله محبة».

الثوابت الثلاثة: الإيمان والرجاء والمحبة

(أ) الإيمان الذي يثبت طول حياة المؤمن يعني:
* التصديق وهو الثقة فيما يقوله الله، عندما يقنعنا الروح القدس لنؤمن بصدق الإنجيل، فعندما نسمع كلمة الإنجيل يعلن لنا الروح القدس أن هذا هو الخبر المفرح الذي جاءنا من الله، كما حدث مع الرعاة الذين سمعوا بشارة الملاك بميلاد المسيح، فصدقوا وآمنوا وذهبوا ليروا «هَذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ» (لوقا 2: 15). لأن الروح القدس أعطاهم نعمة الإيمان.
* والإيمان (بمعنى التصديق) يعطينا الاتكال. فنتيجة لتصديقنا وثقتنا نتكل على الله. قال بطرس للمسيح: «يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ (في الصيد) وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَلَكِنْ (بالرغم من هذا الفشل، وقد طلعت الشمس، ولا صيد في الصباح، اتكالاً) عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ» (لوقا 5: 5). وقد ترجم نبيُّ الله داود هذه الثقة في كلمة الله إلى اتكال على الله، فقال: « اِحْفَظْنِي يَا اللهُ لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ» (مزمور 16: 1، 2).
* ويعني الإيمان الأَمْن. فالكلمتان في اللغة العبرية من مصدر واحد. والمؤمن إنسان آمنٌ مطمئن في غير خوف. «هُوَذَا اللَّهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ، لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصاً» (إشعياء 12: 2). الرب هو الأمن الحقيقي « بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجِعُ بَلْ أَيْضاً أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِداً فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي » (مزمور 4: 8). هو الذي يجعلنا ننام بغير خوف لأنه الحافظ الذي لا ينعس ولا ينام (مزمور 121: 4). و«إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا» (إشعياء 7: 9).
* ثم إن الإيمان يعني الأمانة، فالمؤمن هو الأمين للرب الذي يشجعه بقوله: «كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» (رؤيا 2: 10). وعندما يطيع يُسمعه الله كلمات التشجيع الأكبر: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ.. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى 25: 23). فالرب الأمين يستحق أن نضع الثقة فيه. والإيمان يَثبُت لأنه يجعل عطايا الله الخلاصية من نصيبنا. فإن «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ» (يوحنا 3: 36). فلنحترس أن لا يكون في أحدنا قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي (عبرانيين 3: 12)، لأنه بدون إيمان لا يمكن أن نرضي الله (عبرانيين 11: 6).

(ب) الرجاء هو الانتظار والأمل اعتماداً على كلمة الرب:
«لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ كُلِّ كَلاَمِهِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ» (1ملوك 8: 56). فالرجاء يجعلنا نطمئن لتحقيق المواعيد، ونغني أغنية الثقة والنصر: «فِي طَرِيقِ أَحْكَامِكَ يَا رَبُّ انْتَظَرْنَاكَ. إِلَى اسْمِكَ وَإِلَى ذِكْرِكَ شَهْوَةُ النَّفْسِ. بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي اللَّيْلِ. أَيْضاً بِرُوحِي فِي دَاخِلِي إِلَيْكَ أَبْتَكِرُ. لأَنَّهُ حِينَمَا تَكُونُ أَحْكَامُكَ فِي الأَرْضِ يَتَعَلَّمُ سُكَّانُ الْمَسْكُونَةِ الْعَدْلَ» (إشعياء 26: 8، 9).
والرجاء يجعلنا ننتظر المجد الآتي، كما قال الرسول بطرس: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ» (1بطرس 1: 3-5). «وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ (بالمسيح الذي سيأتي ثانية)، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ» (1يوحنا 3: 3). فالرجاء في مجيء المسيح ثانية يحفظنا في قداسة الحياة انتظاراً لهذا المجيء.

(ج) المحبة هي إرادة عمل الخير للرب والأقرباء والأعداء:
المحبة الصادقة هي التي تريد أن تعطي ليس فقط للأحباء ولكن أيضاً للأعداء. علَّمنا المسيح في موعظته على الجبل: «لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (متى 5: 45). فالمحبة المسيحية (على مثال محبة المسيح) هي محبة الإرادة التي تعمل وتعطي، لا باللسان والكلام بل بالعمل والحق طاعة للوصية الرسولية: «فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ» (رومية 12: 20، 21).
أرادت مدرِّسة من أصل وثني أن تعرف مَن مِن تلاميذها مسيحي، فسألت كل واحد من تلاميذها: هل تحب عدوَّك؟ وقد دلَّتها إجابة التلاميذ على ما أرادت.

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:56 PM   رقم المشاركة : ( 79 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

علاقة هذه الثوابت الثلاثة يمكن تصوير هذه الثوابت الثلاثة بشجرة، جذورها وجذعها الإيمان، الذي هو العلاقة السليمة بالله، وفروعها هي الرجاء الذي هو الترحيب بأهداف الله للنفس، وثمرها هو المحبة الذي هو الخدمة وعمل الخير (مع سبق الإصرار) لله والناس.
يجيء الإيمان من كلمة الله التي تعلن لنا الخبر المفرِّح. « إِذاً الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ » (رومية 10: 17). ويجيء الرجاء أيضاً من اعتمادنا على كلمة الله. كما قال الرسول بولس أثناء محاكمته: « وَالآنَ أَنَا وَاقِفٌ أُحَاكَمُ عَلَى رَجَاءِ الْوَعْدِ الَّذِي صَارَ مِنَ اللهِ لآبَائِنَا » (أعمال 26: 6) لأننا نبني رجاءنا على الإيمان. وتجيء المحبة من الإيمان والرجاء، فالمحبة تعمل لأنها واثقة من قوتها كما تصفها كلمة الله، على رجاء أنها لا تسقط أبداً.
يثق الإيمان في الكلمة، ويثق الرجاء في مواعيد الكلمة، وتمارس المحبة الكلمة.
ينتظر الإيمان الرب، وينتظر الرجاء مجازاة الرب، وتنتظر المحبة أن تخدم الرب وهي تخدم الناس.
الإيمان بدون محبة هو إيمان بدون أعمال، ميت، لأنه عقلي فقط كإيمان الشياطين الذين يؤمنون ويقشعرون ولكنهم لا يتغيرون. والإيمان بدون رجاء بلا رؤيا مستقبلية، لأنه لا يرى إلا الماضي. لكن الحياة السعيدة ذات الهدف هي الحياة التي يسير فيها الإيمان والرجاء رحلة الحياة معاً، كما يظهر ذلك في قول يعقوب أبي الأسباط: « هَا أَنَا أَمُوتُ، وَلَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ » (تكوين 48: 21).
الرجاء بدون الإيمان وهمٌ مبنيٌّ على التفكير بالتمني، والمؤمن لا يفكر بالتمني، لأنه يبني رجاءه على إيمانه بكلمة الله المدونة في الكتاب المقدس. والرجاء بدون محبة هو أنانية، لأن الإنسان لا يفكر إلا في نفسه، ولا يتمنى ويرجو إلا لنفسه!
بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله، وبدون رجاء تصبح الحياة يأساً وبؤساً، ونصبح أشقى جميع الناس، وبدون المحبة تصبح الحياة أنانية، تفقد صورة الله. أما إن اجتمعت هذه الفضائل الثلاث معاً، فإن إيماننا يكون لخدمة الآخرين، ويكون رجاؤنا لخيرنا ولخير الآخرين.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2016, 07:57 PM   رقم المشاركة : ( 80 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «المحبة لا تسقط أبداً»

أعظمهن المحبة ولكن إن كانت فضيلتا الإيمان والرجاء ثابتتين، ومرتبطتين بالمحبة، فلماذا يقول الرسول إن المحبة هي الأعظم؟
يقول ذلك:
(أ) لأنها طبيعة الله، مارسها منذ الأزل ويمارسها إلى الأبد. يقول الإنجيل إن الله محبة (1يوحنا 4: 8، 16) لكنه لا يقول إن الله إيمان أو إنه رجاء. نعم إنه يعطي المحبة والإيمان والرجاء، ويضع ثقته في المؤمنين لتحقيق أهدافه للعالم، ويرجو أن يخدموا غيرهم، لكنه يقول إن «مَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ، وَاللهُ فِيهِ» (1يوحنا 4: 16).
(ب) والمحبة أعظم من الإيمان والرجاء، لأنها تُنتج نتائج أعظم. إنها تجعلنا أبناء أبينا الذي في السماوات (متى 5: 45) ويقول الرسول: «كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً» (أفسس 5: 1، 2).
(ج) لأنها تبارك الآخرين. الإيمان والرجاء بركتان للمؤمن نفسه، فالإيمان ينفع صاحبه لأنه يخلصه من خطاياه «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ» (أعمال 16: 31). والرجاء يعطي صاحبه أملاً. لكن المحبة تنفع صاحبها وعائلته وملكوت الله كله. فالإنسان الذي يحب الله من كل القلب ينال البركة، ويحب أهل بيته وأسرته وكنيسته والذين يختلفون معه.
(د) والمحبة هي الصفة الباقية: يشبه الإيمان موسى وقد وقف يرى أرض كنعان من على قمة جبل الفسجة أمامه، ولكنه لم يدخلها (تثنية 34: 1) بالرغم أنه كان مؤمناً أن الشعب سيأخذ الأرض.
ويشبه الرجاء كوكب الصبح المنير اللامع الزاهي المتألق في الأفق، يعلن طلوع النهار. ولكن عندما تشرق الشمس يختفي في بريقها.
أما المحبة، فهي مثل إيليا الذي صعد إلى السماء في مركبة نارية (2ملوك 2: 11) فلا ترى الموت. فالمحبة تصعد معنا للسماء، وتبقى معنا لأن الله محبة!
يثبت الإيمان، ويثبت الرجاء، وتثبت المحبة. ولكن أعظمهن المحبة.
ليملأ الرب قلوبنا بالمحبة العظيمة التي لا تسقط أبداً.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة لا تسقط أبداً كمصدر للسعادة
المحبة لا تسقط أبداً كمبدأ حي
المحبة لا تسقط أبداً
المحبة لا تسقط أبداً
المحبة لا تسقط أبداً


الساعة الآن 06:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024