![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 79031 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اِفرَحوا دائِمًا في الرَّبِّ، وأقولُ لكُم أيضًا: اِفرَحوا! ليَشتَهِرْ صَبرُكُم عِندَ جميعِ النـاسِ. مَجيءُ الرَّبِّ قَريبٌ وسَلامُ اللهِ الّذي يَفوقُ كُلَّ إدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكُم وعُقولَكُم في المَسيحِ يَسوعَ. (فيلبي 4: 4- 7) يجب أن نفرح في الرب. لكن لماذا؟ لابد من وجود سبب لهذا الفرح، ليس مجرد سبب نظري بل واقعي. فلابد أن يكون لدينا شيئا ملموسا لكي نفرح فيه، لا في أي شيء كان بل في المسيح. وهذا لا يعني بالضرورة بأن غيرها من الأفراح يجب أن تؤخذ منا، بل أن هذه الأفراح ليست مثل تلك التي تدوم. فكل ما يحدث على هذه الأرض من أمور تفرحنا لوهلة من الزمن يكون عمرها قصير جدا. فمهما كانت الأفراح الدنيوية الأرضية فهي مجرد أمور وقتية لأن المزاج والطباع المرحة تملأ قلوبنا وتزول سريعا. وإلى جانب تلك الطباع المرحة يوجد أيضا الكثير من الأحزان، الناجمة عن شتى أنواع البؤس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79032 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هناك الكثير من الاضطرابات والمستقبل المجهول والكثير من عدم السلام والجزع والخشية في هذا العالم. ولا يمكننا أن نتوقع أن يكون لنا فرحا ثابتا على طول الخط، على الأقل ليس بالأسلوب نفسه الذي يتوقعه العالم. فيجب أن نكون مستعدين دائما لزوال الفرح. ومع ذلك ومن ناحية أخرى، لا يسعنا أن نحيا حياة حقة بدون فرح مستمر، وفرح يدوم. فيلزمنا أن نبحث عن هذا الفرح. ونتطلع إليه في المسيح لأن فيه انفتح أمامنا مستقبل جديد وهدف جديد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79033 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «مَجيءُ الرَّبِّ قَريبٌ». كما أنه يعبر عن مكان الهدف ألا وهو: هنا على الأرض. فلنفرح في المسيح الذي هو رب السلام لأننا سنرى أيضا الخير معه على هذه الأرض. فها هو ملكوت المستقبل أمام أعيننا. وقد تأسست هذه الحقيقة تأسّسا راسخا جدا بحيث يمكننا أن نتمسك بها ونبقى فرحين في هذا الرجاء. فهذا ما يتوقف عليه إيماننا، وهذا الإيمان يخلق فينا حزم وصلابة كالمعادن. وهو الذي يجعلنا في تَحـَدٍ مع العالم كله، بحسب ما يبدو وضعه اليوم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79034 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن الإيمان الحقيقي هو الوعي الفطري والطبيعي بالله. ولا هو «معتقد» بالمسيح لأن هذا «المعتقد» يتبدل ليصير إدراكا وجدانيا متيقنا كالآتي: نعلم علم اليقين أن المسيح موجود. غير أن مغزى الإيمان هو أننا سنتغير ونستقيم بفضل الله وبفضل المسيح وبفضل الروح القدس. فهذا هو إيماننا. لأن إيماننا يطمح إلى خلق شيء ما، فهو يطمح لأن يخلق ما كان يجاهد في سبيله المجتمع البشري بأسره منذ آلاف السنين. ولن يكون لنا أساسا إن كان إيماننا في ملكوت الله لا يؤمن أيضا بسعادة الإنسان وسروره. وإلا سيقال عن إيماننا بأنه زائف وضيق الأفق ومُمِلّ وضعيف وجبان ومليء بالشك والخوف. وسنكون عندئذ ناس مزعزعين غير ثابتين ومترددين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79035 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لو تجرّأَنا نحن البشر الفانيين على الإيمان بأننا ما زلنا قادرين على تمثيل ما هو صحيح وحق أمام الله والبشرية على هذه الأرض، ولو وضعنا ذلك نصب أعيننا، لأصبحنا راسخين في إيماننا وفي حياتنا. وهذه ليست إرادة الله فحسب بل أيضا رغبة وتعطش قلوبنا. لأن هذا الأيمان يجعلنا ثابتين غير مزعزعين ويحولنا إلى ناس أشداء، كما يوصينا الإنجيل: لِهَذَا السَّبَبِ أُنَبِّهُكَ أَنْ تُلْهِبَ نَارَ مَوْهِبَةِ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ عَلَيْكَ. فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَانَا لاَ رُوحَ الْجُبْنِ بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْبَصِيرَةِ. ( 2 تيموثاوس 1: 6- 7). نعم هذا صحيح وحق؛ فليس الهدف من وجود البشر أن يكونوا مخلوقات بائسة. فلن يتبدد نسل الله في الحزن وفي البؤس إلى الأبد. ويكمن هذا الشوق في صميم قلوبنا وهو جزء من قلب كل إنسان ولا يمكن أن ينزعه أحد منه. أما المتدينون فيحاولون استخدام أسلوب مختلف. فهم يسعون إلى مستقبل البشرية خارج نطاق الأرض ويريدون أن يجعلوا الناس سعداء بالأمور الخارقة للطبيعة. بالتأكيد إن هذا الأسلوب يعتبر مصدر قوة للبائسين المحتارين وليس في يدهم أية حيلة، فيقولون: «ستنتهي في يوم من الأيام كل هذه المعاناة، وسأموت وسأرتاح. وسأكون وقتذاك في يدي الله». لكن لم ينتج مطلقا عن هذا الأسلوب قوة تدوم. ولم يؤدِ مطلقا إلى حياة مفعمة بالنشاط والحيوية ومليئة بالحرارة. فلو لم تكن نهاية هذا البؤس أكيدة جدا، لصار من حقنا أن نشكّ فيما إذا كنا سنفرح في الرب حقا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79036 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حينما أتذكر كل الذين جاءوا وتحدثوا معي عن الله وعن المسيح وعن ملكوت السماوات، فأنا بالحقيقة على يقين من أن السؤال التالي يشغل كل واحد منهم: ألا يمكنني أن أحصل على المعونة الآن، هنا، في حياتي؟ فكم مرة سمعتُ الناس يقولون: ألا يوجد إله في السماء؟ لا بمعنى أنه سيباركني فيما بعد في المستقبل، لكن لكي يعينني في هذه الأرض، لأفرح وأتحرّر من خطاياي، ولأصبح فعلا رجلا حقيقيا أو امرأة حقيقية. فنرى هذه الصرخة تصلنا من ملايين القلوب. ليت شخصا واحدا يتلهف على الحق وعلى بهجة الحياة ليلعبا أقصى دور لهما في حياته - بدلا من الحزن والغمّ، وبدلا من البؤس وحياة الخطيئة والفساد - فسنرى عندئذ هذه الصرخة تعلو من ملايين القلوب الأخرى. وسيتسنى لنا آنذاك إعلان: «نعم، أنت على حق، وبإمكانك الإيمان بهذا، ولما كان الله موجودا، فأنت محقّ عندما لا تقرّ بأن شكل المجتمع الحالي هو أقصى ما يمكن الوصول إليه. كما يقول الله في الكتاب المقدس: «وها أنا أخلُقُ سماواتٍ جديدةً وأرضًا جديدةً، فلا تُذكَرُ السَّالِفةُ ولا تَخطُرُ على بالٍ. فاَفرَحوا واَبتَهِجوا إلى الأبدِ بما أخلُقُ لأنِّي أخلُقُ أورُشليمَ بهيجةً وشعبَها فرِحًا. وتكونُ بهجةُ أورُشليمَ بَهجتي وفرَحُ شعبِها فرَحي. ولن يُسمَعَ فيها صوتُ بُكاءٍ ولا صوتُ صُراخ، ولن يكونَ هُناكَ طِفلٌ يموتُ بَعدَ أيّامِ ولا شيخ لا يَستَكمِلُ أيّامَهُ وهيَ مِئةُ سنَةٍ، فإنْ ماتَ قَبلَ ذلِكَ يكونُ خاطِئًا ومَلعونًا. ويبني الشَّعبُ بُيوتًا ويَسكُنونَ فيها، ويَغرِسونَ كُرومًا ويأكُلونَ ثمرَها. لا يبنونَ ويسكُنُ آخرُ، ولا يغرِسونَ ويأكُلُ آخرُ. فأيّامُ شعبي طويلةٌ كأيّامِ الشَّجرِ، ولأنِّي اَختَرتُهُم يتَمَتَّعونَ بأعمالِ أيديهِم. لا يَتعَبونَ باطِلاً ولا يلِدونَ لحياةِ الرُّعبِ، لأنَّهُم نَسلُ الذينَ بارَكْتُهُم معَ ذُرِّيَّتِهِم. قبلَ أنْ يدعوني أُجيبُ، وفيما هُم يتكَلَّمونَ أستَمِعُ. الذِّئبُ والحمَلُ يرعَيانِ معًا، والأسدُ كبقَرٍ يأكُلُ التِّبْنَ. أمَّا الحَيَّةُ فالتُّرابُ يكونُ طَعامَها. لا يَضُرُّونَ ولا يُفسِدونَ في جبَلي المُقدَّسِ كُلِّهِ». هكذا قالَ الرّبُّ. (إشعيا 65: 17-25). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79037 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنت محقّ أيضا عندما تؤمن بأنه سوف يوجد في يوم من الأيام مجتمع كنيسة متقاسم مقاسمة كلية على الأرض، بمعنى مجتمع من رجال ونساء يسوده السلام والبهجة. فأنت على حقّ. آمِنْ بذلك! فكما أن الله موجود حقا في السماوات، وكما أن المسيح قد وُلِد بالتأكيد، وكما أن بشارة الإنجيل قد تم التبشير بها فعلا، فبهذا اليقين أيضا سوف يوجد ملكوت الله على الأرض! لذلك آمنوا وأعقدوا الآمال على هذا الملكوت، حتى لو كان اكتمال تحقيقه ما زال في انتظارنا». أما للذين يثبتون أنظارهم على هذا الملكوت، فهو بالنسبة لهم لا يُعتبر للمستقبل فقط؛ فهو آخذٌ سلفا بالتجسّد في وقتنا الحالي. إنه موجود، لأن هذا الإيمان يشكل اليوم مجتمعا أخويا من رجال ونساء، مجتمعا فيه الناس بعضهم يقوي بعضا في سبيل تحقيق هذا الهدف. فكيف يكون الإيمان ممكنا بدون مجتمع كهذا؟ لأن ملكوت الله تلزمه سفارة تمثله مكونة من مجتمع بشري. ويدعو القديس بولس الرسول هذا المجتمع بأنه جسد المسيح، الذي فيه المسيح هو الرأس: وكما أنَّ الجَسَدَ واحدٌ ولَه أعضاءٌ كثيرَةٌ هِيَ على كَثْرَتِها جَسَدٌ واحدٌ، فكذلِكَ المَسيحُ. فنَحنُ كُلُّنا، أيَهودًا كُنَّا أم غَيرَ يَهودٍ، عبيدًا أم أحرارًا، تَعَمَّدنا بِرُوحِ واحدٍ لِنكونَ جَسَدًا واحدًا، وارتَوَيْنا مِنْ رُوحٍ واحدٍ. وما الجَسَدُ عُضوًا واحدًا، بَلْ أعضاءٌ كثيرةٌ. فَلَو قالَتِ الرِّجْلُ: «ما أنا يَدًا، فَما أنا مِنَ الجَسَدِ؟» ولَو قالَتِ الأُذُنُ: «ما أنا عينًا، فما أنا مِنَ الجَسَدِ»، أتَبطُلُ أنْ تكونَ عُضوًا في الجَسَدِ؟ فلَو كانَ الجَسَدُ كُلُّهُ عينًا، فأينَ السَّمعُ؟ ولَو كانَ الجَسَدُ كُلُّهُ أذُنًا، فأينَ الشَّمُّ؟ ولكِنَّ اللهَ جعَلَ كُلَّ عُضوٍ في الجَسَدِ كما شاءَ. فَلَو كانَت كُلُّها عُضوًا واحدًا فأينَ الجَسَدُ؟ ولكِنَّ الأعضاءَ كثيرةٌ والجَسَد واحدٌ. فلا تَقدِرُ العينُ أن تَقولُ لِليَدِ: «لا أحتاجُ إلَيكِ». ولا الرَّأْسُ لِلرِّجلَينِ: «لا أحتاجُ إلَيكُما!» فما نَحسبهُ أضعفَ أعضاءِ الجَسَدِ هوَ ما كانَ أشَدَّها ضرورَةً، وما نَحسبهُ أقَلَّها كَرامَةً هوَ الّذي نَخُصُّهُ بِمَزيدٍ مِنَ التَّكريمِ، وما نَستَحي بِه هوَ الّذي نَخُصُّهُ بِمَزيدٍ مِنَ الوَقارِ. أمَّا الأعضاءُ الكريمَةُ، فلا حاجَةَ بِها إلى ذلِكَ. ولكِنَّ اللهَ صنَعَ الجَسَدَ بِطريقةٍ تَزيدُ في كرامةِ الأعضاءِ الّتي بِلا كرامةٍ، لِئَلاَّ يَقعَ في الجَسَدِ شِقاقٌ، بَلْ لِتَهتَمَّ الأعضاءُ كُلُّها بَعضُها بِبَعضٍ. فإذا تألَّمَ عُضوٌ تألَّمَت معَهُ جميعُ الأعضاءِ، وإذا أُكرِمَ عُضوٌ فَرِحَتْ معَهُ سائِرُ الأعضاءِ. فأنتُم جَسَدُ المَسيحِ، وكُلُّ واحدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنهُ. (1كورنثوس 12: 12- 27). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79038 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يدعوه يسوع أيضا بِناء، حيث أن كل حجارة فيه تتماشى مع الحجارة التالية حتى يصبح البناء كاملا: فاقتَرِبوا مِنَ الرَّبِّ، فهوَ الحَجَرُ الحَيُّ المَرفوضُ عِندَ النّاسِ، المُختارُ الكريمُ عِندَ اللهِ. وأنتُم أيضًا حِجارَةٌ حَيَّةٌ في بِناءِ مَسكِنٍ رُوحِيٍّ، فكونوا كَهَنوتًا وقَدِّموا ذَبائِحَ روحِيَّةً يَقبَلُها اللهُ بِيَسوعَ المَسيحِ. فالكِتابُ يَقولُ: «ها أنا أضَعُ في صِهيونَ حجَرَ زاويَةٍ كريمًا مُختارًا، فمَنْ آمَنَ بِه لا يَخيبُ». فهوَ كريمٌ لكُم أنتُمُ المُؤْمِنينَ. أمَّا لِغَيرِ المُؤْمِنينَ، فَهوَ «الحَجَرُ الّذي رفَضَهُ البَنّاؤونَ وصارَ رَأْسَ الزّاويَةِ»، وهوَ «حَجَرُ عَثرةٍ وصَخرَةُ سُقوطٍ». وهُم يَعثِرونَ لأنَّهُم لا يُؤمِنونَ بِكلِمَةِ اللهِ: هذا هوَ مَصيرُهُم! أمَّا أنتُم فَنَسلٌ مُختارٌ وكَهَنوتٌ مُلوكِيٌّ وأُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ وشَعبٌ اقتَناهُ اللهُ لإعلانِ فَضائِلِهِ، وهوَ الّذي دَعاكُم مِنَ الظُّلمَةِ إلى نورِهِ العَجيبِ. وما كُنتُم شَعبًا مِنْ قَبلُ، وأمَّا اليومَ فأنتُم شَعبُ اللهِ. كُنتُم لا تَنالونَ رَحمَةَ اللهِ، وأمَّا الآنَ فنِلتُموها. وأطلُبُ إلَيكُم، أيُّها الأحِبّاءُ، وأنتُم ضُيوفٌ غُرَباءُ في هذا العالَمِ، أنْ تَمتَنِعوا عَنْ شَهَواتِ الجَسَدِ، فهِيَ تُحارِبُ النَّفسَ. ولتكُنْ سيرَتُكُم بَينَ الأُمَمِ سِيرَةً حسَنَةً حتّى إذا اتَّهَموكُم بِأنَّكُم أشرارٌ، نَظروا إلى أعمالِكُمُ الصّالِحَةِ فمَجَّدوا اللهَ يومَ يتفقَّدُهُم. (1بطرس 2: 4- 12). كما يدعوه السيد المسيح قطيعه الصغير، حيث يحب الكل بعضهم بعضا، وحيث يرعى كل فرد فيهم الآخرين وحيث يرعى الجميع كل فرد فيهم. وعندما ندرك أننا مجاهدون في سبيل المستقبل، فلابد للأرض أن تشرق عن طريقنا. ونعلم بما نؤمن به. لذلك نشهد لما نؤمن به؛ وبالتالي، نعيش بحسب ما نؤمن به. وهكذا يجيء ملكوت الله إلى الزمان الحاضر. ويجيء الآن مثلما سوف يجيء في المستقبل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79039 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لابد من وجود ناس مصممين على الحرية الآن، ناس مسرورين ومتحررين من القلق والاكتئاب الآن. فمنذ البداية وعندما بدأ الرسل يبشرون، كان هناك سعي للحصول على ذلك التحرر من الهمّ والحزن والقلق. لكن لا تسيئوا فهم هذا الموضوع. ودعوني أخبركم أنه من الحماقة أن تقول لأخيك الإنسان: لا تهتمّ! وهو يعيش بمفرده تماما، معزولا في العالم، ولا يبالي أحد به، وعندما تجري إساءة معاملته واجتنابه، وعندما يجري إقصائه من كل ما يضفي الكرامة الإنسانية على الحياة، وعندما لا يكون له أي دور أو أية مهمة يقوم بها في المجتمع سوى كسب رمق عيشه بكثير من القلق والكدح وتحمّل الأعباء، لذلك، فإن الأمر يعتبر خطيئة لو قلتَ له: لا تهتمّ!» |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79040 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يقال اليوم عن الملايين ببرود وبقلب فاتر: «يجب أن لا يقلقوا. فلو أنهم عملوا سيكسبون أجرهم». فالذين يتكلمون بهذا الأسلوب، تراهم يمرون من جانب هؤلاء المحتاجين دون أن يعيروا ذرة اهتمام بهم. وما زالت أغلبية الطبقة العاملة بدون وظائف تليق بالكيان الإنساني. ويعيشون حياتهم بصورة مشتتة وممزقة ومعزولة. فما أتعس الحياة حينما يتحتم على المرء أن يشحذ أو أن يعمل بوظيفتين لمجرد سد حاجته. لكن وبالرغم من ذلك، نرى العدد الهائل من الناس المجبورين على ذلك! فما أحقر حياة كهذه حينما يريد المرء من جهة الوفاء بالتزاماته الإنسانية وأن يكون إنسانا محترما بينما ليس بوسعه من الجهة الثانية أن يدفع ضرائبه أو فواتيره أو يعجز عن خدمة المجتمع بأي أسلوب هادف. فكيف لي أن أقول لمثل هذا الشخص: «لا تهتمّ». يا له من فتور قلب! |
||||