04 - 06 - 2015, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 7891 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس فيلبس ولد فى بيت صيدا (يو1: 44)… ويبدو أنه عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة، فنحن نجده سريعاً لتلبية دعوة الرب حالما قال له اتبعنى، ونجد فى حديثه إلى نثنائيل ” قد وجدنا الذى كتب عنه موسى فى الناموس والأنبياء، يسوع… “، (يو 1: 45)، ما يدل على الإنتظار والتوقع… لم يرد ذكره كثيراً فى الأناجيل… ذكر اسمه فى معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين، حينما سأله الرب سؤال إمتحان ” من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء” فكان جواب فيلبس ” لا يكفيهم خبز بمئتى دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراَ ” ( يو 6: 5-7)… و جاء ذكره فى يوم الاثنين التالى لأحد الشعانين . حينما تقدم إليه بعض اليونانيين الدخلاء، وسألوه أن يروا يسوع ( يو 12: 20- 22)… وجاء ذكره أيضاً فى العشاء الأخير، وفى الحديث الذى سجله لنا القديس يوحنا، حينما قال للرب يسوع : ” أرنا الآب وكفانا ” فكان جواب الرب عليه ” أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفنى يا فيلبس. الذى رآنى فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب . ألست تؤمن أنى أنا فى الآب والآب فىّ ” ( يو 8:14-10). حمل بشرى الخلاص إلى بلاد فارس و آسيا الصغرى خاصة اقليم فريجيا، وإنتهى به المطاف فى مدينة هيرابولس (*) حيث إستشهد مصلوباً، بعد أن ثار عليه الوثنيون . ونلاحظ الخلط بينه وبين فيلبس المبشر أحد السبعة شمامسة، فى بعض الروايات . |
||||
04 - 06 - 2015, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 7892 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس برثولماوس يكاد يكون هناك إجماع بين العلماء أن برثولماوس هو عينه نثنائيل الذى ذكره يوحنا فى إنجيله، إن فيلبس أحضره للمسيح ( يو 1: 45)… والدليل على ذلك أن يوحنا يذكره فى أول بشارته وآخرها (34) ، بينما البشائر الثلاث الأخر تذكر فيلبس وبرثولماوس بين أسماء الرسل (35) استنتجوا من ذلك أن برثولماوس هو نثنائيل ويرجح أن نثنائيل هو اسم الرسول، وبرثولماوس ( معناها ابن تلماى Talmai ) (36) تفيد اللقب … ومهما يكن من أمر هذا الرسول، فقد لازم الرب يسوع حياته على الأرض، وكان له شرف التمتع برؤيته بعد القيامة على بحر طبرية مع بعض التلاميذ ( يو 21: 2)… بشر فى بلاد اليمن وترك لهم نسخة من إنجيل متى باللغة العبرية، وجدها العلامة بنتينوس عميد المدرسة اللاهوتية بالاسكندرية، عندما ذهب إلى هناك حوالى سنة 180. وقد روى يوسابيوس (37) المؤرخ هذه الرواية لكن ذكر الهند بدلاً من بلاد اليمن … والأرجح أنها اليمن وليست الهند . ففى اليمن كانت توجد جالية يهودية كبيرة، وبطبيعة الحال، لا نفع للهنود من كتاب مكتوب بالعبرية (38) !! ومن المقطوع به أنه بشر أيضاً فى أرمينيا . والكنيسة الأرمنية هناك مازالت تعتبره شفيعها، بعد أن استشهد بها . وقد إختلفت الروايات عن طريقة إستشهاده، فمنها ما ذكر أنه صلب ، ومنها ما قال إنه سلخ جلده وقطعت رأسه . (34 ) يو 1 45- 51 ؛ 21 :2 (35) مت 3:10 ؛ مر 18:3 ؛ لو 6 :14. (36) Smith ,Dictionary of the bible , vol 1,part1,p.358;vol2.p.467 (37) H.E,5.10. . (38) Smith ,Dictionary of the bible , vol 1 ,part 1,.p.358 |
||||
04 - 06 - 2015, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 7893 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس لوقا هو ثالث الإنجيليين، وكاتب سفر أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس فى أسفاره وكرازته واتعابه… إن التاريخ لا يمدنا بمعلومات عن حياته السابقة قبيل تعرفه على بولس الرسول… ويبدو أن التقليد القديم الذى يقول إنه كان من السبعين (59) رسولاً، وأنه أحد تلميذى عمواس اللذين إلتقى بهما الرب عشية قيامته، أمر مشكوك فيه، والأرجح أنه كان أنطاكياً أممياً (60) وليس (59): (60) يهودياً. فهو باعترافه لم يعاين الرب يسوع بالجسد، وأنه إعتمد فى كتابة انجيله على ما تسلمه ممن سبقوه، وعلى ما كان مكتوباً وشائعاً ( لو1: 1، 2). أما كونه أممياً- فبالإضافة إلى التقليد الكنسى القديم- نرى أن بولس فى رسالته إلى الكولوسيين يقول ” يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى ومرقس ابن أخت برنابا… ويسوع المدعو يسطس الذين هم من الختان… يسلم عليكم ابفراس… يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس ” (كو 4:.10-14) … وهنا نلاحظ أنه يذكر بعض أسماء فى الأول ويقول عنهم إنهم من الختان أى اليهود، أما الباقون- ومنهم لوقا- فمن الأمم. وهناك رأى آخر يجعل من لوقا أممياً إهتدى إلى اليهودية… ولعل مصدر هذا الرأى هو الخلط بين اسم لوقا واسم لوكيوس الوارد فى (أع 13: 1)، وكلاهما يرجع إلى أصل لغوى واحد… والأرجح أن لوقا كان أممياً واهتدى الى الإيمان المسيحى على يد أحد التلاميذ الذين نزحوا من أورشليم وقصدوا أنطاكية فى وقت مبكر حوالى سنة 36 عقب التشتت الذى حدث بعد مقتل استفانوس… وان كان البعض يرجحون أنه آمن بالمسيح على يد بولس، وهذا هو رأى ترتليانوس من القرن الثانى (61) . ومهما يكن من أمر، فالثابت من روإية سفر الأعمال، أنه إلتقى بالقديس بولس أثناء رحلته التبشيرية الثانية فى مدينة ترواس عقب الرؤيا التى رأى فيها بولس رجلاً مكدونياً يقول ” أعبر إلى مكدونيا وأعنا” (أع 16: 9) ويبدو أنه رافق بولس إلى فيلبى لأنه فى سفر الأعمال يتكلم بعد ذلك مباشرة بصيغة المتكلم الجمع بعد أن كان يتكلم بصيغة الغائب الجمع (62) … وفى أواخر رحلة بولس التبشيرية الثالثة يلتقيان ثانية معاً فى فيلبى… ويبدو أن لوقا – بعد لقائه الأول مع بولس فى فيلبى سنة 51- بقى فيها ليرعى الكنيسة الناشئة هناك. والدليل على ذلك أنه يستخدم ضمير المثنى الغائب بدلاً من ضمير المتكلم الجمع (انظرأع 17: 1). وبعد سبع سنين أخرى (سنة 58) إلتقى بالرسول بولس مرة أخرى حين مر بفيلبى فى طريقه إلى أورشليم أثناء رحلته الأخيرة إليها، بعد أن أمضى أسبوعاً فى ترواس ( أع 20: 5، 6)، لاننا نلاحظ أن لوقا يعود إلى إستخدام ضمير المتكلم الجمع… و يبدو أن لوقا كان مرافقاً لبولس فى أورشليم، أو فى القليل قريباً منه، وكذا لمدة سنتى الأسر فى قيصرية. كما رافقه فى رحلته الأخيرة إلى روما حينما ذهب إليها مخفوراً، وبقى بالقرب منه هناك مدة الأسر الأول والثانى … وظل الخادم الأمين والصديق الوفى إلى النهاية … أما عن بقية حياة لوقا فلا نعلم عنها شيئاً على وجه التحقيق. ولعل هذا دليلاً كبيراً على ما إتصف به هذا الرسول من إتضاع. لأنه على الرغم من أنه كتب الإنجيل الثالث، ووضع كتاب ” أعمال الرسل” وذكر ببعض الإسهاب ما حدث للرسول بولس فى حياته الرسولية، فإنه أغضى عن ذكر نفسه وسكت عن أعماله، حتى لقد ترك شيئاً من الشك يحوم حول شخصه والرسالة التى إضطلع بها… إن أخر إشارة إلى لوقا، وصلتنا فى كلمات بولس (63) ، وفى أخر رسالة له كتبها من سجنه الأخير فى روما، قبيل إستشهاده ” لوقا وحده معى” (2 تى 4: 11) … وتذكر بعض التقاليد القديمة أنه عمر حتى سن الرابعة والثمانين، وأنه مات مصلوباً على شجرة زيتون فى إيليا Elaea فى بلاد اليؤنان (64) . ويذكر جيروم (65) أن ذخائره- مع ذخائر إندراوس الرسول- نقلت من بترا patra فى أخائية إلى كنيسة الرسل فى القسطنطينية. خلف لنا لوقا الإنجيل الذى يحمل اسمه، الذى اعتمد فى كتابته على وثائق ثابتة مكتوبة وعلى ما إستقاه من التقليد الشفوى الثابت… ويأتى فى مقدمتها ما سمعه من البتول القديسة مريم، ويؤيد هذا تقليد كنسى قديم… ولا يعرف عل وجه الدقة الوقت الذى كتب فيه لوقا إنجيله، لكنه على أية الحالات كتب قبل سنة 70 م، كما إختلف أيضاً فى مكان كتابته… وقد بعث لوقا بإنجيله وسفر الأعمال إلى شخص شريف يدعى ” ثاوفيلس” – وهناك إجماع بين العلماء أن هذا الشريف كان بالإسكندرية. أما عن سفر الأعمال، فقد دون لوقا فيه أول تاريخ للكنيسة، إبتداًء من صعود الرب إلى نهاية السنة الثانية من أسر بولس الأول بروما… وقد دون الحوادث بكل دقة، حتى أن العالم المؤرخ شاف يدعوه [ الأب الحقيقى لتاريخ الكنيسة المسيحية] (66) . كان لوقا- قبل إيمانه بالمسيح- يمتهن مهنة الطب- هكذا يذكره القديس بولس إلى الكولوسيين “لوقا الطبيب ” (كو 4: 14)، لذا لا نعجب إن رأيناه فى الإنجيل الذى كتبه يظهر الرب يسوع كطبيب للبشرية ومخلص للعالم… كما جاء فى التقاليد الكنسية القديمة، إنه كان فناناً (67) وإليه ينسب رسم أول صورة للسيدة العذراء مريم. وثمة أمر نود الإشارة إليه، وهو أن لوقا كتب إنجيله بإرشاد الروح القدس شأن باقى الإنجيليين، ولم يمل القديس بولس عليه شيئاً: ولا صحة مطلقاً للرأى الذى ارتآه العلامة أوريجينوس والمؤرخ يوسابيوس والقديس جيروم، من أن بولس حينما ذكر فى رسائله كلمة ” إنجيلى” (68) ، كان يعنى إنجيل لوقا، على إعتبار أنه أملاه على لوقا … فكلمة إنجيل فى العهد الجديد، لا تستخدم بمعنى سفر مكتوب، بل يقصد بها مبادىء المسيحية التى كرز بها الكارزون… (59) هذا هو رأى أبيفانيوس فى القرن الرابع- انظر (6 0) هكذا شهد يوسابيوس فى تاريخه ( H.E.3.4.7 )، وهكذا كل التقاليد القديمة… ويؤكد ذلك ملاحظتنا لما يأتى: يعطينا لوقا معلومات أكثر من غيره عن كنيسة أنطاكية (أع11: 19-30؛ 13:. 1- 3؛ 15: 1- 3؛ 22- 35) ويرجع أساس تسمية ” مسيحى ” إلى أنطاكية (أع 11: 19)، وحينما ذكر السبعة شمامسة ذكر نيقولاوس أنه أنطاكى (أع 6: 5) دون أن يذكر جنسية أى شماس آخر. (61) 151 Smith,Dictionary of the Bible , vol 2 .p .(62) قارن بين أع 16: 6- 8 ؛ أع 16 : 10 وما بعدها. (63) ذكر بولس الرسول القديس لوقا فى رسائله ثلاث مرات بكل تقدير (كو 4: 4 1؛2 تى 4: 11؛ فل 24). (64) . Schaff,vol.1p.652 (65) Lives of liiutious man,7 (66) schaff.vol .1.p.654 (67) Smith,Dictionary of the Bible , vol 2 .p151 (68) انظر: رو 2: 16؟ 16: 25؛ 2 تى 2: 8. 457 |
||||
04 - 06 - 2015, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 7894 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس مار مرقس هو يوحنا ال م لقب مرقس الذى تردد اسمه كثيراً فى سفر الأعمال والرسائل (55) .. كان يهوديا من سبط لاوى.. مستوطنا فى مدينة كيرين Cyrene إحدى الخمس مدن الغربية. لكن عائلته نزحت إلى فلسطي ن وطنها الأصلى، وسكنت بأورشليم. نشأ فى أسرة متدينة، كانت من أقدم الأسرات إيمانا بالمسيحية وخدمة لها… فامه مريم كانت إحدى المريمات اللائى تبعن المسيح، كما كان لكثير من أفراد الأسرة صلة بالسيد المسيح. كان مرقس يمت بصلة القرابة للرسل بطرس وبرنابا وتوما… أما هو فقد رأى السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل إنه كان من ضمن السبعين رسولأ، ولذا لقبته الكنيسة “ناظر الإله، (56) . كان بيت مرقس من البيوت الشهيرة فى تاريخ المسيحية المبكر… فيه صنع رب المجد الفصح الأخير وغسل أرجل تلاميذه. وكان هو العلية التى يجتمع فيها التلاميذ بعد القيامة، والتى شهدت حلول الروح القدس… وعلى هذا، فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية فى العالم، إجتمع فيها المسيحيون فى زمان الرسل (أع 12: 12) ويذكر التقليد أن مرقس هو الشاب الذى قيل عنه إنه تبع المخلص وكان لابساً أزارأ على عريه فأمسكه الشبان، فترك الأزار وهرب منهم عرياناً (مر 14: 51، 52)- هذه القصة التى لم ترد فى إنجيل آخر سوى إنجيل مرقس، مما يدل على أنها وقعت معه… أما عن جهوده الكرازية، فيسجل لنا سفر أعمال الرسل، أنه صحب بولس وبرنابا فى رحلتهما التبشيرية الأولى، وتنقل من أنطاكية إلى قبرص ثم إلى آسيا الصغرى… لكنه فارقهما عند برجة بمفيلية (أع 13:13). وعاد إلى أورشليم، ولم يكمل معهما الرحلة… لكنه عاد بعدها وتعاون مع بولس فى تأسيس بعض كنائس أوربا، وفى مقدمتها كنيسة روما… ويبدو أنه كرز فى بعض جهات آسيا (57) … وكرز فى أفريقيا وهى حقل كرازته الأساسية، حيث بشر فى الخمس مدن الغربية بليبيا الحالية، وفى الاسكندرية والأقاليم المصرية… دخل القديس مار مرقس مدينة الاسكندرية ـ على الأ رجح حوالى سنة60ـ من الجهة الغربية قادماً من الخمس مدن، وكان حذاؤه قد تمزق من كثرة السير، فقصد إسكافى يدعى اينيانوس ليصلحه له، وبينما كان اينيانوس يقوم بهذه المهمة – إذ بالمخراز يجرح يده، فيصرخ ويقول: [أيها الإله الواحد]. تفل مار مرقس على الأرض وصنع طيناً ووضعه على الجرح، فشفيت يده فى الحال. ثم دار حديث بينهما حول هذا الإله الواحد الذى إستغاث به إينيانوس ومن هذا المدخل، أخذ مار مرقس يشرح له سر التجسد، فآمن وإعتمد… وأنتهى أمر إينيانوس برسامته أسقفاً ومعه ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة. ترك مار مرقس مصر إلى الخمس مدن الغربية، وسافر منها الى روما، حيث كانت له جهود تذكر فى أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس (58) … لكنه ما لبث أن عاد الى مصر ليتابع العمل العظيم الذى بدأه… وحدث بينما كان الرسول يحتفل برفع القرابين المقدسة يوم عيد الفصح – واتفق ذلك اليوم مع عيد الإله الوثنى سيرابيس – أن هجم الدهماء على الكنيسة التى كان المؤمنون قد أنشأؤها عند البحر، فى المكان المعروف باسم بوكاليا- أى دار البقر. ألقوا القبض على مار مرقس، وبدأوا يسحلونه في طرقات المدينة وهم يصيحون [جروا التنين في دار البقر]. ومازالوا على هذا النحو حتى تناثر لحمه وسالت دماؤه… وفى المساء وضعوه فى سجن مظلم. وفى منتصف تلك الليلة ظهر له السيد المسيح، وقواه ووعده بإكليل الجهاد… وفى اليوم التالى أعاد الوثنيون الكرة، حتى فاضت روحه، وأسلمها بيد الرب فى آخر شهر برمودة سنة 68 م. وإمعاناً فى التنكيل بجسد القديس، أضرم الوثنيون ناراً عظيمة ووضعوه عليها بقصد حرقه. لكن أمطاراً غزيرة هطلت فأطفأت النار… أخذ المؤمنون الجسد بإكرام جزيل وكفنوه … وقد سرق بعض التجار البنادقة هذا الجسد سنة 827 م وبنوا عليه كنيسة فى مدينتهم. أما الرأس فماتزال بالإسكندرية وبنيت عليها الكنيسة المرقسية. والقديس مرقس هو كاتب الإنجيل الذى يحمل اسمه… وهو واضع القداس المعروف حالياً باسم القداس الكيرلسى نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك الاسكندرى الرابع والعشرين، لأنه كان هو أول مَنْ دون كتابه، وأضاف إليه بعض صلوات… وللقديس مرقس الرسول الفضل فى إنشاء المدرسة اللاهوتية بالاسكندرية تلك المدرسة التى ذاع صيتها فى العالم المسيحى كله شرقاً وغرباً وأسدت للمسيحية خدمات جليلة بفضل علمائها وفلاسفتها الذين خرجتهم. وحسب كاروزنا مار مرقس شهادة القديس بولس له… ففى الرسالة إلى فليمون يذكره فى مقدمة العاملين معه (فل 24). وفى الرسالة الى كولوسى يذكره بين القلائل العاملين معه بملكوت الله – بينما كان هو أسيراً مدة أسره الأول فى روما … وفى أسره الثانى- بينما كان يستعد لخلع مسكنه – كتب إلى تيموثاوس يطلب إليه إرسال مرقس لأنه نافع له للخدمة (2 تى 4: 11). (55) انظر: أع 12: 12، 25 ؛13 :5، 13؛ 15: 37 – 39 ؛ كو 4: 10 ؛2 تى 4: 11، فل 24؛ 1 بط 5 : 13. (56) أنبا شنوده، مرقس الرسول ص 14- 16 (57) يبلغ التديس بولس الكولهسيين فى ئشيا الصشى سلام مرف! (كو 4: 10) مما يدل كل أنه كان معروفا لديهم. (58) انظر كو4: 10؛ 2 تى 4: 11؛ فل 24 |
||||
04 - 06 - 2015, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 7895 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس الرسول إننا نعرف عن هذا الرسول وعن نشاطه الكرازى، أكثر مما نعرف عن أى رسول آخر، وذلك بفضل ما دونه عنه القديس لوقا فى سفر الأعمال، وبفضل رسائله التى كتبها… ولد في طرسوس (44) عاصمة ولاية كيليكية Cilicia جنوبى آسيا الصغرى، ومن أبوين يهوديين من سبط بنيامين كانت ولادته عقب مولد المسيح بسنوات قليلة، فقد ولد حوالى سنة 5 أو سنة6 … سمى بالاسم العبرانى شاول على اسم أول ملوك إسرائيل الذى كان أيضاً من سبط بنيامين. كما دعى أيضاً بولس وهو اسم رومانى، فقد كانت أسرته تتمتع بحقوق المواطنة الرومانية – وإن كنا لا نعرف كيف ولماذا… ذكرت عدة أسباب لتسميته بولس؛ لكننا نستبعد أن هذا الاسم اطلق عليه بعد إيمان الوالى سرجيوس بولس فى قبرص… كانت هناك عادة منتشرة أن يحمل الشخص اسمين، أحدهما عبرانى والآخر يونانى أو رومانى، والأمثلة على ذلك كثيرة فى العهد الجديد… كان أبوه فريسياً، فنشأ هو أيضاً فريسياً متحمساً لشريعة آبائه… تلقى تعليمه الدينى فى أورشليم فى مدرسة غمالائيل (الأول) وهو أعظم معلمى اليهود فى زمانه. ويبدو أن بولس أتى الى أورشليم حدثاً. وهكذا نستنتج من قوله “ربيت مؤدباً عند رجلى غمالائيل” (أع 22: 3)… كان لبولس إلمام كبير بالثقافة اليونانية واللغة اليونانية، بفضل البيئة الهيلينية التى نشأ وترعرع في طرسوس (*) وكان يجيد اليونانية اجادة تامة، ويظهر ذلك من أسلوبه فى حديثه ورسائله، ووقوفه على بعض آداب الديانة الوثنية وأقوال فلاسفتها وشعرائها وإستشهاده بها. كما كان يجيد العبرية الفصحى بالإضافة الى الأرامية (45) وهى العبرية الدارجة، حتى أنه أثار دهشة سامعيه فى الهيكل (أع 22: 2) وهكذا جمع بولس فى شخصه اليهودية والهيلينية والرومانية، بما أهله أن يصبح رسولاً للعالم أجمع… وإلى جانب هذه الثقافة تعلم صناعة الخيام – حسب تقليد معلمى اليهود – حتى ما تكون عوناً له فى مواجهة الحياة ومصاعبها، إذا تطلب الأمر. نلتقى ببولس. أول ما نلتقى فى كتاب العهد الجديد – فى حادث رجم إستفانوس، إذ كان يحرس ثياب الراجمين، وبعد هذا الحادث، يبرز بولس كأكثر مضطهدى الكنيسة حركة ونشاطاً. فما أن إنتهى من أعماله التخرببية الانتقامية فى أورشليم، حتى قصد دمشق مزوداً بسلطان من رؤساء الكهنة، لكى ينزل الاضطهاد بالمؤمنين هناك. إهتداؤه للمسيحية: أما إهتداؤه للمسيحية فكان عند مشارف دمشق، حينما أعلن له الرب يسوع ذاته وأرشده إلى ما ينبغى أن يفعله. بعد هذه الرؤيا، كان وهو مفتوح العينين لا يبصر. فاقتادوه إلى داخل دمشق، وظل صائماً ثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب… وفى نفس الوقت أعلن الرب إلى حنانيا أسقف دمشق فى رؤيا خبر شاول، وأمره أن يذهب اليه وعين له مكانه… ذهب حنانيا ووضع عليه يديه فامتلأ من الروح القدس ووقع من عينيه شىء كأنه قشور، فأبصر فى الحال وقام واعتمد (46) … كان هذا على أرجح الآراء سنة 36 أو سنة 37 م… ما أن أعتمد وأمتلأ من الروح القدس حتى تحول من مضطهد إلى مجاهد، ومن يهودى متعصب لبنى جنسه الى رسول عملاق ، يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ” وللوقت جعل يكرز فى المجامع بالمسيح، أن هذا هو ابن الله ” (أع 9 : 20). بعد ذلك أمضى بولس ثلاث سنوات فى العربية (47) ، وهى الصحراء المقابلة لدمشق شرقاً (غل 1: 17، 18) انطلق إلى العربية – ليس فى مهمة تبشيرية كما يعتقد يوحنا ذهبى الفم – بل كان غرضه الأساسى من هذه الخلوة هو التأمل والصلاة ودراسة أسفار العهد القديم بروح جديدة، ع لى ضوء بركات العهد الجديد. ولا شك أن هذه السنوات الثلاثة هى مقابل السنوات الثلاث التى أمضاها التلاميذ فى الإعداد والتلمذة للرب يسوع… هناك فى هذه الخلوه أمكنه أن يدرس التناقض العجيب بين الحرف الذى يقتل والروح الذى يحيى… بين خدمة الموت وخدمة الروح (2 كو 3: 6-9) وقد قبل الكثير من هذه الحقائق بواسطة الإعلانات الإلهية… ” وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به ليس بحسب إنسان، لأنى لم أقبله من عند إنسان، ولا علمته، بل بإعلان يسوع المسيح ” (غل 1: 12،11). بعد ثلاث سنوات من ايمانه – أى من سنة 40 تقريباً إلى وقت استشهاده فى سنة 67 أو 68 قام بولس بثلاث رحلات تبشيرية كبيرة، الى جانب بعض رحلات صغيرة أخرى، وزار أورشليم خلالها خمس مرات، وأمضى أكثر من أربع سنوات أسيراً فى قيصرية وروما… ونلاحظ أن القديس بولس اتخذ أنطاكية عاصمة سوريا آنذاك قاعدة لرحلاته التبشرية، وأصبحت كنيستها الكنيسة الأم لكنائس الأمم، ينطلق منها للتبشير ويعود إليها. وفى نفس الوقت إحتفظ بصلاته بكنيسة أورشليم التى كانت بمثابة الكنيسة الأم لكنائس الختان… ويمكن دراسة هذه الفترة على النحو التالى : 1-الفترة من سنة 40 إلى سنة 44 م: بعد إن عاد بولس من خلوته فى العربية، بدأ خدمته العامة… بدأها بغيرة زائدة فى دمشق، مبشراً بالرب يسوع، فى نفس المكان الذى اقتبل فيه الإيمان ودعى للعمل .. أثار نشاطه وخدمته حفيظة اليهود حتى أنهم استعدوا عليه والى دمشق العربى الحارث الذى شدد فى حراسة أبواب المدينة بقصد القبض عليه. لكن الإخوة المؤمنين دبروا أمر هربه بأن دلوه من طاقة فى سل بواسطة الحبال (أع 9: 23- 25؛ 2 كو11: 32 ،33). بعد ثلاث سنوات صعد إلى أورشليم ليتعرف ببطرس (48) ومكث معه خمسة عشر يوماً. وقد التقى فى هذه المرة بيعقوب أخى الرب (غل 1: 19)… وقدمه برنابا إلى التلاميذ الذين كانوا فى بادىء الأمر خائفين منه. لكن لما سمعوا بالطريقة التى آمن بها، كانوأ يمجدون الله، لأن الذى كان يضطهدهم قبلاً صار يبشر بالإيمان الذى كان قبلاً يتلفه (أع 9: 26، 27 ؛ غل 1: 18- 24)… وفى هذه الزيارة الأولى إلى أورشليم أعلنت له رؤيا من الرب يسوع فى الهيكل، و قال له: ” إسرع واخرج عاجلاً من أورشليم لأنهم لا يقبلون شهادتك عنى… إذهب فإنى سأرسلك إلى الأمم بعيداً” (أع 22: 17)… وقد دبر اليهود مؤامرة لقتله… لكن الإخوة أرسلوه إلى قيصرية ومنها إلى طرسوس. وظل فيها حتى جاءه برنابا وطلب منه الإشتراك معه فى الخدمة فى أنطاكية، فذهب معه وظل يخدم فيها لمدة سنة كاملة (أع 11: 26،25). لكنه بسبب المجاعة التى كانت وشيكة الوقوع – والتى تنبأ عنها النبى أغابوس – ذهب سنة 44- خلال السنة التى أمضاها بأنطاكية – إلى أورشليم ومعه برنابا، حاملاً تقدمة المسيحيين فى أنطاكية لمساعدة إخوتهم فى اليهودية… وقد تمت هذه الزيارة فى الظروف التى قتل فيها يعقوب الكبير ابن زبدى، وسجن بطرس… ونلاحظ أن جزءاً كبيراً من السنوات الأربع الخاصة بهذه الفترة صرفت فى أعمال تبشيرية فى طرسوس وانطاكية. 2- الرحلة التبشيرية الأولى (سنة 45- سنة 50): بدأ بولس رحلته التبشيرية الكبرى الأولى مصحوباً ببرنابا ومرقس بإعلان الروح القدس بلسان الأنبياء فى كنيسة أنطاكية ( أع13: 2،1)- انحدر بولس وبرنابا ومرقس إلى سلوكية ميناء أنطاكية عل البحر المتوسط، وأقلعوا منها بحراً إلى قبرص… اجتازوا جزيرة قبرص، وأنتقلوا منها إلى آسيا الصغري. لكن مرقس فارقهما فى برجة بمفيلية ورجع الى أورشليم لأسباب لا نعلمها … ولعل أهم الأحداث فى هذه الرحلة الأولى هى إيمان والى قبرص الرومانى سرجيوس بولس، وتوبيخ ومعاقبة عليم الساحر اليهودى، والنجاح الذى صادفه التبشير بالإنجيل فى أنطاكية بيسيدية، ومقاومة اليهود، وشفاء الرجل المقعد من بطن أمه فى لسترة، ومحاولة الناس عبادتهم والذبح لهما هناك. ثم التحول المفاجىء لهذه المشاعر إلى كراهية لهما كأعداء للآلهة بسبب تحريض اليهود، وما ترتب على ذلك من رجم بولس فى لسترة وهربه هو وبرنابا من الموت، وعودتهما المظفرة إلى أنطاكية (أع 13، 14) … وتنتهى هذه الفترة بالمجمع الرسول الأول الذى عقد فى أورشليم سنة50. 3- الرحلة التبشيرية الثانية (سنة 51- سنة 54) : بعد الإنتهاء من مجمع أورشليم بدأ بولس رحلة ثانية كبيرة سنة 51، كانت تهدف الى تبشير اليونانيين، وأخذ معه سيلا… وبعد أن زار بولس الكنائس التى أسسها قبلاً، إنطلق يرافقه سيلا وتيموثاوس الشاب الذى كان قد آمن حديثاً. إجتازوا أقاليم فريجية وغلاطية، ومنعهم الروح القدس من أن يتكلموا بالكلمة فى آسيا. إنحدروا إلى ترواس، وهناك ظهرت لبولس رؤيا فى الليل – رجل مكدونى قائم يطلب إليه ويقول: ” اعبر إلى مكدونية وأعنا ” فكان هذا اعلان من الله بالإنطلاق الى بلاد اليونان لتبشيرها (أع 16: 9، 10). كرز بالإنجيل أولاً بنجاح كبير فى فيلبى حيث آمنت ليديا بائعة الأرجوان وحافظ السجن… وفيها سجن بولس وسيلا. وبمعجزة انفتحت أبواب السجن وخرجا منه (أع 16)… بعد ذلك قصدا الى تسالونيكى، وهناك قاومه اليهود واضطهدوه، لكنه خلف وراءه كنيسة مزدهرة… وفى بيرية أظهر اليهود غيرة عظيمة، إذ قبلوا الكلمة بكل نشاط (أع 17) ثم ذهب بولس وسيلا ال أثينا مركز الأدب القديم والفلسفة. وهناك التقى بولس ببعض الفلاسفة الأ بيقوريين والرواقيين. هناك- فى الأريوس باغوس الواقع على تل مارس- كشف لهم بكل حكمة عن الإله المجهول، الذى كانوا يتقونه وهم يجهلونه وأقاموا له مذبحاً (أع 17)… وإن كان بولس لم ينجح نجاحاً ملموساً فى أثينا مهد الفلسفة لأنهم إستهزاوا به، لكن دعوته للايمان أثمرت فى نفر قليل منهم ديوناسيوس الأريوباغى- الذى صار أسقفاً على أثينا فيما بعد- وامرأة تدعى دامرس (أع 17: 34)… لكن سرعان ما إزدهرت المسيحية فى تلك البلاد فيما بعد بفضل البذار التى بذرها هذا الكارز العظيم … مضى بولس بعد ذلك إلى كورنثوس، وكانت بمثابة القنطرة التجارية بين الشرق والغرب، ومركزاً هاماً للثروة والثقافة، وبؤرة للفساد والرذيلة (49) . أمض ى بولس فى كورنثوس سنة ونصف، استطاع خلالها- فى ظروف قاسية جداً من الإنحلال الخلقى- أن يؤسس فيها كنيسة بقوة كلمة الله، وأنفذ اليها بعد ذلك رسالتين من أكثر رسائله أهمية. وفى ربيع سنة 54 عاد بولس إلى أنطاكية ماراً بأفسس وقيصرية وأورشليم… وفى خلال هذه الفترة كتب رسالتيه إلى التسالونيكيين. 4- الرحلة التبشيرية الثالثة (سنة 54- سنة 58): فى أواخر سنة 54، قصد بولس أفسس، وكانت آنذاك المدينة الأولى فى آسيا حيث معبد الآلهة ديانا (أرطاميس) ومكث بها ثلاث سنوات، جاعلاً منها قاعدة عمله الكرازى (أع 20: 31)… بعد ذلك زار للمرة الثانية الكنائس التى أسسها فى مكدونية وأخائية، وأمضى ثلاثة أشهر فى كورنثوس ومجاوراتها… وقد كتب فى هذه الفترة رسائله العقيدية إلى كنائس غلاطية وكورنثوس ورومية. 5- فترة أسره فى قيصرية، وأسره الأول فى روما (سنة 58-63) وتشمل هذه الفترة مدة أسر بولس مرتين بما فيها فترة الشتاء التى تخللت الاثنين، والتى سافر فيها من قيصرية إلى روما… في ربيع سنة 58 سافر بولس للمرة الخامسة والأخيرة إلى أورشليم ماراً بفيلبى وترواس وميليتس (حيث إلتقى فيها بكهنة أفسس أع 20)، وصور وقيصرية، حاملاً معه إلى فقراء اليهودية – معونة مؤمنى بلاد اليونان… ولكن بعض اليهود المتعصبين الذين يمقتونه دبروا ثورة ضده فى مناسبة عيد الخمسين، واتهموه بتدنيس الهيكل بإدخال يونانيين إليه، وجروه خارج الهيكل حتى لا يدنسوه بدمه… وكانوا سيقتلونه لا محالة، لولا تدخل الضابط الرومانى ليسياس، الذى كان على مقربة من المكان… وشفعت له فى هذا الموقف حقوق المواطنة الرومانية التى كان يتمتع بها، فأنقذه هذا إلضابط من ثورة الدهماء، وأوقفه فى اليوم التالى أمام السنهدرين. وبعد جلسة غير مجدية، وبعد إكتشاف مؤامرة للفتك به، أرسله ليسياس تحت حراسة قوية إلى فيلكس الوالى الرومانى فى قيصرية، ومعه شهادة تثبت براءته (أع 21 -26). بقى بولس أسيراً فى قيصرية لمدة سنتين كاملتين (58- 60)- في إنتظار محاكمته … وأمام فستوس الوالى الرومانى الذى خلف فيلكس سنة60، طلب بولس كمواطن رومانى أن ترفع دعواه إلى قيصر، فوافق الوالى على ذلك. وهكذا عمل بولس على إتمام إرادة الله المعلنة له بأن يبشر روما عاصمة العالم القديم بمخلص العالم كله (أع 23: 11)… وبعد أن دلل على براءته أكثر من مرة، وشهد للمسيح أمام فستوس والملك هيرودس أغريباس الثانى وكل وجوه قيصرية، أرسل فى خريف سنة 60 مخفوراً إلى روما. كانت رحلة قاسية، تحطمت فيها السفينة التى كان يستقلها بفعل العواصف، وأمضى الشتاء فى جزيرة مالطة. وفى مارس سنة 61 وصل بولس إلى روما… وصلها أسيراً.. أسير يسوع المسيح. لكنه كان فى حرية وقوة أكثر من الإمبراطور الجالس على عرشه… كانت السنة السابعة لتملك نيرون الطاغية… فى روما أمضى بولس على الأقل سنتين حتى ربيع سنة 63 في حياة سهلة، منتظراً الفصل فى قضيته. لقد أقام تلك الفترة فى مسكن خاص إستأجره. ولعل ذلك راجع إلى أن تقرير الوالى الرومانى فستوس كان فى صالحه. وبناء عليه فقد مُنح الأسير بولس حرية أكثر من بقية الأسرى… فحددت إقامته، لكن كانت له الحرية أن يستقبل مَنْ يشاء، غير أنه كان له حارس يلازمه وهو موثق بسلاسل… وفى خلال تلك الفترة بشر بولس جميع الذين كانوا يدخلون اليه بكل مجاهرة بلا مانع (أع 28: 30، 31)… إبتدأ باليهود، لكن تعصبهم أعماهم فلم يقبلوا بشارته. إتصل به المسيحيون الذين كانوا فى روما وضواحيها. وقد كان لكلامه تأثير حتى فى الجنود الذين يتناوبون حراسته (فى 1: 12، 13)… وعلى الرغم من قيوده، فقد وصل نشاطه إلى موظفى البلاط الإمبراطورى، فكسب بعضهم وأدخلهم إلى حظيرة الإيمان، وحمل تحياتهم إلى الإخوة الذين فى فيلبى (فى 4: 22)… هكذا تمم بولس – على الرغم من قيوده – عمله الرسولى نحو الرب والكنيسة، مثبتاً عملياً أن كلمة الله لا تقيد أبداً… وفى هذه الفترة كتب رسائله إلى كولوسى وفليمون وأفسس وفيلبى. 6- الأسر الثانى فى روما: يتوقف القديس لوقا كاتب سفر الأعمال فى سرده لجهود بولس الرسول التبشيرية عند ربيع سنة 63 ولا يمدنا بمعلومات أخرى عن حياته بعد ذلك التاريخ… لكن ليس معنى هذا أن رسالة بولس إنتهت عند هذا الحد الذى ختمه لوقا بقوله: ” كارزاً بملكوت الله ومعلماً بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع ” (أع 28: 31)… ولم يذكر لوقا شيئاً عن إستشهاد بولس أو نهاية حياته… هناك تساؤلات كثيرة، أثير حولها جدل كبير، لم يصل المؤرخون وكبار مفسرى الكتاب المقدس إل رأى موحد إزاءها، وهى تختص بحياة بولس وجهوده فى الفترة من ربيع سنة 63 إلى وقت إستشهاده فى سنة 67 أو 68. المرجح أن بولس أطلق سراحه لفترة قصيرة أعيد بعدها إلى السجن فى روما… وفى هذه المرة ظل مسجوناً تحت حراسة مشددة وبصورة أعنف من الأولى (2 تى 4: 17،16)… ورسالة القديس بولس إلى تلميذه تيطس هى إحدى الأدلة على إطلاق سراح بولس بعد أسره الأول. يقول له: ” من أجل هذا تركتك فى كريت لكى تكمل ترتيب الأمور الناقصة… ” (تى 1: 5) لم يذهب بولس فى رحلاته التبشيرية الثلاث إلى كريت. لكن السفينة رست عليها وهو فى طريقه إلى روما أسيراً (أع 27: 8،7). وفى تلك المرة لم يكن معه تيطس… فلابد وأنه بعد إطلاقه ذهب لتبشيرها وكان معه تيطس لقد كانت كل ظروف بولس فى أسره الأول فى صالحه ، مما يؤيد فكرة إطلاق سراحه. كما أن الرسائل التى كتبها فى مدة الأسر الأول تعكس نفسيته وتظهرها بمظهر الرجاء والفرح. فى الفترة القصيرة التى أطلق فيها سراحه بعد الأسر الأول كتب الرسالة إلى العبرانيين من مكان ما بإبطاليا، كان يستعد منه للسفر للشرق… ويعود بولس للظهور أسيراً للمرة الثانية فى روما فى أواخر سنة 66… فى الفترة ما بين الأسرين ذهب إلى كريت، وعهد إلى تلميذه تيطس العناية بشئون كنيستها، وذهب إلى أفسس وغادرها إلى مكدونية حيث كتب رسالته الأولى إلى تلميذه تيموثاوس من إحدى مدنها… وربما عرج على كورنثوس وميليتس وأمضى شتاء سنة 65، سنة 66 فى مدينة نيكوبوليس بإقليم إبيروس، حيث كتب رسالته إلى تيطس يستدعيه (تى 3: 12). ويبدو أنه عرج على ترواس حيث أودع قسماً من أمتعته (2 تى 4: 13)… وفى رأى آخر أنه قبض عليه فى ترواس ورحل منها أسيراً إلى روما ليؤسر أسره الثانى. ويستدلون على ذلك من أنه لم يتمكن من أخذ متاعه ورقوقه التى لا يستغنى عنها. وهناك إحتمال أنه ذهب إلى أسبانيا… فى هذا الأسر الثانى والأخير كتب بولس آخر رسائله وهى الثانية إلى تيموثاوس، وفيها يقول له: ” فإنى أنا الآن اسُكب سكيباً، ووقت إنحلالى قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن… وأخيراً وضع لى إكليل البر” (2 تى 4: 6- 8)… ومهما يكن من أمر، فإن هذه الفترة الأخيرة من حياة ذلك الرسول المجاهد يكتنفها الغموض ويجمع المؤرخون القدامى على أن بولس قضي شهيداً بقطع رقبته بحد السيف فى عهد نيرون الطاغية فى مدينة روما ، فى سنة 67 أو 68 م. هذا العرض التاريخى المقتضب أقل من أن يصور لنا أن هذا الرسول العملاق على حقيقته… إن مَنْ يريد أن يقف على سيرة كاملة له، عليه أن يدرس حياة هذا الرجل القديس المجاهد من واقع كتاباته، التى تبرز قوة شخصيته وجمال فضيلته وعمق إيمانه وفرط إتضاعه وأصالة نسكه ووفور غيرته وكنوز محبته… كم من الأكاليل وضعت لذاك الذى تعب أكثر من جميع الرسل، ودعا الناس أن يمتلئوا إلى كل ملء الله، وكان كل همه أن يحضر كل إنسان كاملاً فى المسيح يسوع، وأخيراً قدم حياته ثمناً لحبه لإلهه ومخلصه…؟! (43) schaff,vol1.pp.286-333 ;De perssense vol,1,pp.95-124;143-204;weiss,Earliest christianty vol 1 ,pp .180-185 Lietzman , A History of the Early chueah,pp.104;Harnack ,the mission and Expansion of christanity pp.73;smith ,Dictionary of the Bible ,vol .2,pp .731-763 (44) بناء عن روأية جيروم التى يحتمل أن يكون أخذها عن أوريجينوس أن والدى شاول تزحا من جيشالا Gischala وهى مقاطعه يهودية شمالى الجليل طرسوس. ولعل فى ارسال شاول لتعلم فى أورشليم، ووجود أخت له متزوجة فيها ( أع 23: 16- 22) ما يؤيد هذا الرأى. (*) يشهد الجغرافى سترابو Strabo بأن مدارس مقاطعة كيليكية كانت تنافس مدارس أثينا والاسكندرية. (45) يتضح هذا من إستخدامه بعض الكلمات الآرامية فى رسائله مثل ” ماران أثا” ( 1كو16: 22)، وأبا (غل 4: 6 ؛ رو 8: 15 ). (46) أع 1:9-18؛ 22: 6-16 ؛ 12:26-18 (47) المقصود بها مملكة النبوطيين التى كانت تمتد من دشق شمالأ إلى بترا Petra العاصمة جنوباً قد ورد ذكر النبوطيين فى سفر المكابيين الأول (5: 20)- وكان يُطلق على سكانها أسم العرب انظر:. P 46 , Dictionary of the bible (48) لم يصعد بولس إلى بطرس ليتلقى منه تعليمات، أو ليستمد منه سلطاناً أوتعليماً. فالرسول بولس يقول إلى إهل غلاطية: ” وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذى بشرت به أنه ليس بحسب أنسان. لأنى لم أتسلمه أو أتعلمه من إنسان بل باعلان يسوع المسيح ” ويقول بعدها – مشيراً إلى حادث إيمانه- ” ولا صعدت إلى أورشليم الى الرسل الذين قبلي ” (غل 1: 11، 12، 17). لكن ليس معنى هذا أن بولس أستقى كل معلوماته عن المسيحية من الله رأساً، لكنه بالتأكيد إستلم بعضها من الكنيسة، بالإضافة إلى بعض الأسرار العميقة التى أعلنت و من الله والتى ميزت ” شخصيته وتعليمه بين الأمم انظر: De Pressense ;vol.1,p.115 (49) الرائل التى أشار إلها فى (رو 1: 18 – 32)- تلك الرسالة التى كتبها من كورنثوس إلى كنيسة رومية إنما جاءت وصفاً الأنواع الفجور فى تلك المدينة التى إستشرى الفساد فيها، حتى أن معبد الالهة فينوس فوق الأكربول كان يضم أكثر من ألف زانية مخصصة لإرتكاب ألوان الفحشاء إرضاء للالهة.. انظر schaff,vol.1,pp.325,326 |
||||
04 - 06 - 2015, 04:49 PM | رقم المشاركة : ( 7896 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الحبيب هو ابن زبدى، وشقيق الرسول يعقوب الكبير.. هو التلميذ الذى كان يسوع يحبه (يو 19: 26)، وهو الذى أتكا على صدره فى العشاء الأخير. هو الرسول الذى جمع فى شخصه بين حب البتولية، والعظمة الحقيقية، والبساطة القلبية، مع المحبة الفائقة العجيبة هو الذى إنفرد من بين التلاميذ فى سيره بدون خوف وراء المخلص، فى الوقت العصيب الذى تركه الجميع وانفضوا من حوله… كان هو واسطة إدخال بطرس حيث حوكم الرب يسوع نظراً لأنه كان معروفاً عند رئيس الكهنة (يو 18: 15، 16). وهو الوحيد الذى رافق الرب إلى الصليب فسلمه أمه العذراء مريم. ومن تلك الساعة عاشت معه (يو 19: 25 – 27)… كان أبوه زبدى يحترف مهنة الصيد، ويبدو أنه كان فى سعة من العيش، ويغلب علىّ الظن أن أسرة يوحنا كانت تقيم فى بيت صيدا. يبدو أنه تتلمذ بعض الوقت ليوحنا المعمدان، وكان يتردد عليه (يوا: 35- 42)… دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يعقوب فتبعه- وقيل- بناء على رواية القديس چيروم – أن يوحنا فى ذلك الوقت كان فى الخامسة والعشرين. كانت أمه واحدة من النسوة القديسات اللواتى تبعن يسوع وكن يخدمنه (مت 27: 55 ؛ مر 10: 40 ،41). كان يوحنا واحداً من التلاميذ المقربين الى الرب يسوع مع يعقوب أخيه وبطرس. كان هو (مع إندراوس) أول مَنْ تبعه فى بشارته (يو1: 40)، وآخر مَنْ تركه عشية آلامه من بعد موته… هو الذى سجل لنا خطاب الرب يسوع الرائع عن الإفخارستيا (يو 6). وهو الذى إنفرد بين الإنجيليين بذكر لقاء الرب مع السامرية (يو 4) وموقفه من المرأة الزانية التى أمسكت فى ذات الفعل (يو 8)، وشفاء المولود أعمى (يو 9)، وإقامة لعازر من الموت (يو 11)، وصلاته الوداعية (يو 17)… ويوحنا هو واحد من التلاميذ الثلاثة الذى صحبه فى إقامة ابنة يايروس من الموت، وفى حادث التجلى وفى جثسيمانى ليلة آلامه. وبكر مع بطرس وذهب إلى قبر المخلص فجر أحد القيامة. وكان حماسه وحبه ظاهرين. حتى أنه سبق بطرس ووصل أولاً إلى القبر… وهو الوحيد بين التلاميذ الذى إستطاع أن يتعرف على الرب يسوع حينما أظهر ذاته على بحر طبرية عقب قيامته، وقال لبطرس ” هو الرب”(يو21 : 7). والقديس يوحنا لم يكن- كما يتصوره البعض شاباً رقيقاً خجولاً- بل كان له وضع بارز فى الكنيسة الأولى. نقرأ عنه فى الاصحاحات الأولى من سفر الأعمال ونراه جنباً إلى جنب مع بطرس أكبر الرسل سناً. نراهما متلازمين فى معجزة شفاء المقعد عند باب الهيكل ( أع 3)، وأمام محكمة اليهود العليا (السنهدرين) يشهدان للمسيح (أع 4). وفى السامرة يضعان أياديهما على أهلها ليقبلوا الروح القدس (أع 8). يبدو أن خدمته الكرازية فى الفترة الأولى من تأسيس الكنيسة كانت فى أورشليم والمناطق القريبة منها. فالتقاليد القديمة كلها تجمع على بقائه فى أورشليم حتى نياحة العذراء مريم التى تسلمها من الرب كأم له ليرعاها (11) ومهما يكن من أمر فإن يوحنا الرسول- بعد نياحة العذراء مريم ـ إنطلق إلى آسيا الصغرى ومدنها الشهيرة، وجعل اقامته فى مدينة أفسس العظيمة متابعاً ومكملاً عمل بولس وأبولس الكرازى فى آسيا الصغرى (أع 18: 24- 28؛ 19: 1-12) وأخذ يشرف من تلك العاصمة الشهيرة على بلاد آسيا الصغرى ومدنها المعروفة وقتذاك من أمثال ساردس وفيلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغامس وثياتيرا وغيرها، وهى البلاد التى وردت إشارات عنها فى سفر الرؤيا. وبسب نشاطه الكرازى قبض عليه فى حكم الامبراطور دومتيان (81- 96)، وأرسل مقيداً الى روما، وهناك ألقى فى خلقين (مرجل) زيت مغلى. فلم يؤثر عليه بل خرج منه أكثر نضرة، مما أثار ثائرة الإمبراطور، فأمر بنفيه إلى جزيرة بطمس (12) ، ومكث بها حوالى سنة ونصف كتب أثناءها رؤياه حوالى سنة 95. ثم أفرج عنه بعد موت دومتيان وعاد إلى أفسس ليمارس نشاطه التبشيرى… وكل التقاليد القديمة تؤيد بالإجماع نفى يوحنا إلى جزيرة بطمس فى ذلك التاريخ وكتابته رؤياه هناك … ومن الآباء الذين شهدوا بذلك إيريناوس وإكليمنضس الاسكندرى وأوريجينوس وترتليانوس و يوسابيوس و چيروم وغيرهم (13) . ومن الألقاب اللاصقة بيوحنا لقب ” الحبيب” فقد ذكر هو عن نفسه أنه كان التلميذ الذى يحبه يسوع (14) … وقد ظل يوحنا رسول المحبة فى كرازته ووعظه ورسائله وإنجيله … وكتابته كلها مفعمة بهذه الروح… روى عنه أنه لما شاخ ولم يعد قادراً على الوعظ، كان يحمل إلى الكنيسة ويقف بين المؤمنين مردداً العبارة: ” يا أولادى حبوا بعضكم بعضاً”. فلما سأموا تكرار نفس هذه العبارة، تساءلوا لماذا يعيد هذه الكلمات ويكررها. فكان جوابه لأنها هى وصية الرب وهى وحدها كافية لخلاصنا لو أتممناها… ومن القصص التى تروى عن حبه الشديد لخلاص الخطاة، تلك القصة التى تروى أنه قاد إلى الإيمان أحد الشبان وسلمه إلى أسقف المكان كوديعة وأوصاه به كثيراً. لكن ذلك الشاب ما لبث أن عاد إلى سيرته الأولى وصار رئيساً لعصابة قطاع طرق… عاد يوحنا بعد مدة إلى الأسقف وسأله، عن الوديعة، واستخبره عن ذلك الشاب.. تنهد الأسقف وقال [لقد مات ].. ولما إستفسر منه عن كيفية موته، روى له خبر إرتداده… حزن يوحنا واستحضر دابة ركبها على الرغم من كبر سنه، وأخذ يجوب الجبل الذى قيل أن هذا الشاب كان يكمن فيه… أمسكه اللصوص وقادوه إلى زعيمهم، الذى لم يكن سوى ذلك الشاب… تعرف عليه الشاب، وللحال فر من وجهه، وأسرع يوحنا خلفه وهو يناشده أن يقف ويسمع له رحمة بشيخوخته… فوقف الشاب وجاء وسجد بين يديه، فأقامه ووعظه فتاب عن إثمه ورجع إلى الله… لكن على الرغم من محبته الشديدة للخطاة، فقد كان يمقت الهراطقة جداً. ويظهر هذا الأمر واضحاً فى كتاباته المليئة بالتحذير من الهراطقة… يذكر معلمنا بولس هذا الرسول على أنه أحد أعمدة الكنيسة الأولى، وأنه من رسل الحتان (غل 2: 9)… ويذكر بوليكراتس polycrates أسقف أفسس أواخر القرن الثانى أن يوحنا كان يضع على جبهته صفيحة من الذهب كالتى كان يحملها رئيس أحبار اليهود (15) ، ليدل بذلك على أن الكهنوت قد إنتقل من الهيكل القديم إلى الكنيسة… لكن مع ذلك، نستدل من مواقفه وكتاباته أنه كان معتدلاً غير متطرف… وبعد أن دوّن لنا هذا الرسول إنجيلاً ورؤيا وثلاث رسائل تحمل اسمه، رقد فى الرب فى شيخوخة وقورة حوالى سنة 100 م. ( 11) تضاربت الآراء بخصو ص تاريخ نياحة السيدة العذراء مريم… منها ما يذكر أنها عاشت خمس سنوات فقط بعد صعود المخلص، ومنها ما يجعل مدة هذه السنوات عشرة ورأى يجعل نياحتها سنة62، وآخر يذكر أنها تنيحت فى شيخوخة فى سن الثانية والسبعين. وهناك تقليد قديم يقرر ان نياحتها كانت حوالى سنة 48- على أننا من مراجعتنا للأصحاح الثانى من الرسالة إلى غلاطية التى يشر فيها بولس إلى مجمع أورشليم نفهم أن يوحنا كان حاضرا هذا المجمع الذى إنعقد حوالى سنة 50. فالرسول بولس يقرر أن يوحنا مع يعقوب وبطرس أعطوه وبرنابا يمين الشركة ليكونا للأمم… لكن يبدو أن يوحنا لم يكن موجواً بأورشليم سنة 58 وهى السنة التى زار فيها بولس أورشليم زيارة أخيرة. ففى هذه المرة لم يقابل من الرسل سوى يعقوب (أع21: 18)، مما يستنتج معه أن يوحنا لم يكن موجواً بها وقتذاك، وربما كان فى مكان ما بفلسطين يكرز ويبشر [ انظر: تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية جـ1 ص 39، 40؛ الخريدة النفيسة جـ 1ص 46، مروج الأخيار ص 362، schaff ,vol 1 ,p. 4 2 4 ,:363 الطرفة النقية جـ 1 ص 13]. (12) تعرف الآن باسم patome أو بالموسا palmose من جزر بحر إيجة جنوب غربى أفسس. ومازالت فى الجزيزة حتى الآن معالم أثرية عن استقرار يوحنا فيها. (13) schaff ,vol 1 ,p.426 (14) انظر: يو 13: 23؛ 19: 26 ؛ 20: 2؛21: 7، 20 (15) انظر خروج 28 : 36، 37؛39: 0 3، 31. |
||||
04 - 06 - 2015, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 7897 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سأل الإخوة أنبا أنطونيوس : قبل أن ينتقل من العالم بقليل عن ما سيحدث فى نهاية العالم . سأل الإخوة أنبا أنطونيوس : قبل أن ينتقل من العالم بقليل عن ما سيحدث فى نهاية العالم . فقال لهم القديس : لقد سبق أن تنبأ الأنبياء , و المسيح قال بفمه , ثم تكلم الرسل عن نهاية الأيام , و أنا من أكون حتى أتكلم ؟ فقال له الإخوة : و أنت أيضا نبى و رسول و أب لهذا الزمان , فإصنع معنا محبة و أرشدنا . فقال لهم : أنتم ترون أن الله أباد العالم الأول بسبب الزنى و القساوة التى كانوا عليها , هكذا أيضا حدث لسدوم و عمورة أنهما بسبب الزنى و الوحشية أبادهما الله فى ذلك الوقت ( تك 19 : 24 ) , هكذا فإن نهاية العالم ستتم بناء على هذه الأمور :إذا تضاعفت القساوة بين البشر , و إذا تضاعف الزنى بين الرهبان ( و هذه هى نهاية النهاية ) , و إذا رأيتم الرهبان الشيوخ يتركون البرية و الأديرة منتحلين أى عذر للذهاب إلى المدن و القرى , مزيفين النسك و ساكنين فى منازل العلمانيين مع نسائهم , و أذا رأيتم الرهبان الأحداث فى أديرة العذارى و قلاليهم متلاصقة و نوافذهم من السهل الوصول إليها , و أيضا أهل البرية يحبون الأكل و الشرب أكثر من تعب الزهد و ضبط النفس , و إذا رأيتم الرهبان يتاجرون فيشترون و يبيعون مثل العلمانيين , فهذه هى تمام النهاية , و عندئذ فلن يكون للعالم موضع للراحة , بل فقط حزن و بؤس إلى انقضاء هذا الجيل . |
||||
04 - 06 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 7898 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يجب على أن أفعله بخصوص خطاياى ؟ سأل أخ أنبا أنطونيوس : ماذا يجب على أن أفعله بخصوص خطاياى ؟ فأجاب : الذى يريد أن يكون حرا من الخطايا يمكنه ذلك بواسطة التأوهات و الدموع , و الذى يريد أن ينمو فى بناء نفسه بالفضائل يمكنه ذلك بواسطة النحيب و الدموع , كما أن التسبيح بالمزامير هو نفسه أنين . تذكر مثال حزقيا ملك يهوذا كما هو مكتوب فى إشعياء النبى أنه لما بكى لم يسترد صحته فحسب , بل استحق أيضا أن يزيد عمره لمدة 15 سنة , و بواسطة سيل دموعه سلمت قوة الرب العدو المسلح الذى جاء عليه بمائة و خمسة و ثمانين ألف رجل إلى الموت . و الرسول القديس بطرس ببكائه استعاد ما فقده بإنكاره للمسيح . و مريم بعد أن بلت بدموعها قدمى الرب استحقت أن تسمع قول الرب إنها اختارت النصيب الصالح . هذه هى مخافة الرب المقدسة التى تدوم إلى أجيال الأجيال . |
||||
04 - 06 - 2015, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 7899 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عن القول المكتوب فى الإنجيل ” لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه , يكفى اليوم شره ” مت 6 : 34 سأل أخ أنبا أنطونيوس : عن القول المكتوب فى الإنجيل ” لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه , يكفى اليوم شره ” مت 6 : 34 فأجاب : أرى أن هذا القول يعنى أنك تكف عن الإهتمام باحتياجات الجسد طوال مدة سنة حتى لا تنعى هم حياتك أكثر من الحد المعين , و ذلك لكى تخلص . |
||||
04 - 06 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 7900 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال أنبا أنطونيوس إذا كنا بغير قتال ينبغى أن نخاف كثيرا و نتضع قدام الله , و هو يعرف ضعفنا و يظلل علينا بيمينه و يحرسنا , و إن تكبرنا فهو يرفع عنا ظله فنهلك فسر لنا ذلك ؟ سأل إخوة شيخا : قال أنبا أنطونيوس إذا كنا بغير قتال ينبغى أن نخاف كثيرا و نتضع قدام الله , و هو يعرف ضعفنا و يظلل علينا بيمينه و يحرسنا , و إن تكبرنا فهو يرفع عنا ظله فنهلك فسر لنا ذلك ؟ فأجاب الشيخ : يوجد وقت علينا أن نتضع فيه , فى زمان الشدة و الضيق و القتال و فى زمان الهدوء و السلامة , لأننا نحن فى كل حين محتاجون إلى الله . ففى زمان القتال يعطينا العون و يقوينا على العمل بالصبر , و فى زمان السلامة و الراحة يحفظنا من الكبرياء و يثبتنا بغير سقوط لئلا ننحل و ننساه , فهو لا يشاء أن نكون كل حين فى الضيق . أما إن كنا فى زمان الضيق و القتال نتضع من أجل الخوف و الصعوبة , و فى زمان الراحة و الأمن ننساه و نتكبر فإنه يرفع عنا عونه و نهلك فى السقوط و قطع الرجاء , فإذا لا يوجد وقت إلا و نحن محتاجون فيه إلى الاتضاع فى كل حين و فى كل مكان و كل فعل . |
||||