منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 05 - 2015, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 7831 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل اناقتك الجسدية افضل من اناقتك الروحية ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تهتم وتنشغل كيف يراك الناس وماذا يقولون عن مظهرك الخارجي اكثر من المظهر الذي يراك الله عليه ، هل تنشغل باناقتك اكثر من نقاوة وطهارة ووداعة وتعفف روحك ونفسك ليراك الله على الوضعية اللائقة لتكون ابنا او بنتا له ، هل يهمك اقوال الناس عنك اكثر مما تبدو عليه بالنسبة لله نفسه وماذا يقول الله عنك هل تهتم برصيدك الروحي السماوي وهل فكرت يوما به اعني هل خطر على بالك كيف تنشئ لك رصيدا روحيا سماويا وانا اقول لك يمكنك ذلك باتباع وصايا الله واتمام مشيئته في حياتك ومحاولة قصارى جهدك في ارضائه عنك وحب ومسامحة وخدمة الاخرين بلا شروط وبلا حدود
 
قديم 23 - 05 - 2015, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 7832 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إرسم إلهك وأعبده

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
-لن أنسى يومًا ما حدث مع أحد من قديسين الكاثوليك الذي أراد أنْ يرسم صورة لله ,ولان هذا الشخص روحاني فقد رِسم لوحة فيها شخص جميل ,مُبتسم,يضحك بحنانٍ,مُستعد ليُقبل بقبلات فمه(النشيد2:1),فهذا الرسام يرى في الله الحب والرومانسية,وهُناك فنان أخر رِسم الله بشكل وكاريزما مُختلفة إنه رِسم الله بشكل شخص يرتدى البنطال والبدلة,مُهندم,رافع الحاجبين,عريض الجبهة,يبتسم بشكل مُتكبِّر,ذو هيبة تخفى وراءها شخصيته القوية.فهذا الرسام يرى في الله [الغضب],و[الكبرياء].

-فالإنسان بطبيعته فنان,خُلق على صوره[فنان](تكوين26:1)أبدع الكون,وترك للإنسان حُريته في الإبداع.فالإنسان بالفطرة على صورة خالقه مُبدع يُخرج إبداعه في رِسمه الذي يِكشف عن شخصية الله التى تَكوَّنَتْ داخله,في قلبه.ذلك القلب الذي يِدِفع صاحبه للبحث عن أصله الكائن في داخله..

-فهناك قلب يوجه صاحبه إلى[مشاعر الحب]تجاه الله,وأخر يدفعه قلبه[للصلاة]خوفاً وخشية من تَرْك فريضة تُحسَب في ميزان سيئاته...ألخ.وهناك مَن يرسم الله بملامح وطباع بيئته,فقد طغت ثقافة مجتمعه على رؤيته لله,فهيَ صورة مُكتسبة[سيئة]ليس فيها أي إبداع,ولا تَنُم على روح فنان يُبدِع صورة خالقه,فالإبداع أساس الحياة الروحية فكلَّما كُنَّا روحيين كُلَّما كُنا مُبدعيين.

-فإبداعنا قائم أساسًا على حياتنا وعلاقتنا بالله,فإن كانت سيئة فسنرسم أفظع الصور,وإن كانت علاقتنا بالله جيدة فسنُرسم أفضل ما عِندنا,فإننا إن وُفِقْنَا أو فَشَلْنَا في رَسْمِ إلهِنَا فهذا يُعبِّر عن عُمق أو ضحالة رؤيتنا لله التى بالأساس تعتمد على حياتنا مع الله.


-فإنْ كُنتَ مُختبر بحقٍ,وتحيا الله بحق,فإنَّك ستعجز على رسم ما تحياه ,وما أنت مُختبِرَهُ,- أقصِد الله- .نعم ستعجز أن ترسم الله.لإننا عندما نختبر ونحيا الله نُصاب بحال [الدَهَشْECSTASY].تِلك الحيرة التي إنْ دَلَّتْ فإنها تدُل على [عجزٍ وحيرةٍ]نُصاب بها,تِيه في بحرِ بلا نهاية..وفي دهشتنا لا نعرف من أين نبدأ الصورة وأين ننتهى,وكلما بدأنا نحتار أكثر,فإنْ أردْتَ أنْ ترسِم صُورَة لإلهك عليك أن لا تتسرع وتُمسِك بريشتك بل بالأحرى[اختبره],[عاشره],[فكر فيه],وبعد ذلك إمسك ريشتك وإرسم,وحينها فقط تقدر أن ترسم,,وأتمنى أن لا ترسم....

-فأفضل الصور هي التي لم نرسمها بعد,فعندما نمسك بريشتنا لنرسم ونحتار كيف أرسم إلهى[!],هل أرسمه حب كامل؟أم صلاح كامل؟أم ماذا؟؟إن أفضل الصور لله هي التي نِحتار فيها ولم نقدر أن نرسمها بعد,بل أفضل الصور هي التي نفشل في رسمها وفي فشلنا نجاح بـ[دَهَشِ]الأبدية.

-فكل رؤية مما سبق تعكس رؤية كل منَّا لسر[الفداء والخلاص]فمنَّا مَن يرى الله بصورة معينة,ويتمنى أنْ يكون بتلك الصورة التي تخيلناها فرسمناها,ورغم أن الله هو ما لم يمكن أن نرسمه لأنه لم يخطر على قلب وبال إنسان إلا إننا إن شئنا صورة مُقرَّبة فإننا نرسم[الحب]ومن منا يقدر أن يرسم حُبٍ؟

-وحقيقةسيظل الإنسان[فنان عاجز]أن يرسم كائن الحب-الله-,ولكنه[فنان قادر] أن يُحب ويحيا بالحب مثل الله.وإن كان هذا هو التألُّه ,فالتألَّه هو عجز عن رَسْمِ[الحب]ولكنه قدرة على الحب...فالتأله هو أن أرسم لوحة الحب,وأعيش داخل تِلك اللوحة,أرسم الله وأحيا داخل الله.

-وعلى من يختلف مع الآخر فى رؤية الله أن يلتمس العذر للآخر فلكل منا عين مختلفة,لن نرى بها نفس الشئ,ولكن لنا [روح قُدس ]واحد نحيا به ويحيا فينا.فالروح هو الشخص الوحيد القادر أنْ يرسم الله,لأنه يعرف جوهر وأعماق الله,فللروح ريشة دقيقة ومُعبرة.

-ليتنا نطلب مِنْ روح الله أنْ يمسك بريشته ويرسم فينا صورة الله,يطبعها فى قلوبنا.فرؤيتنا تبدأ من القلب وتنتهى فيه,فإن كُنَّا نرى في الله صورة مُعيَّنه فإن روح الله يُنقِّى تِلك الصورة .

-فالله هو من يرسم بريشته عجزنا,أقصد حُبنا,ويِنِقشه على قلوبنا فحينها فقط يُمكننا أن نرى الله رؤية سويَّة,فألأمر يتعلق بــــــ[عمل الروح القدُس]في قلوبنا,ليتنا نسمح لريشة الروح أنْ ترسم ما عجزنا عنه لنحيا به وفيه وله...
-وعندما نسمح أن يرسم الله في داخلنا ويحفر صورَتَهُ في قلوبنا,فإننا بذلك نكون قد وصلنا لصورة الله التي خُلقنا عليها,فنعرفها ونُدِركها وحينئذ نكون بلغنا مبلغنا من الحياة الأبدية(يو3:17)...
 
قديم 23 - 05 - 2015, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 7833 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

باروخ النبى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولد باروخ عام 624 ق.م فى أحد بلاد اليهودية، حول أورشليم (إر 51: 59، با1: 1). وهو من عائلة شريفة، فأبوه نيريا بن معسيا كان له أملاك وهذا شجع باروخ على تملك مزارع وكروم بعد هذا (إر45: 5)، وأخوه سرايا صار أحد الرؤساء العاملين مع الملك صدقيا (إر 51: 59).
معنى اسم باروخ “مبارك” وترجمته باللغة القبطية “مكاري”، أي “طوباوي”، وهذا يدل على نبوته التى يبارك فيها الراجعين إلى الله بالتوبة والذين سيرجعون من السبي.
في طفولته وحتى سن السادسة عشر عاصر باروخ الإصلاحات الدينية التى قام بها يوشيا الملك الصالح، فتمتع بالجو الدينى وابتعاد الشعب عن عبادة الأوثان. وفى نفس الوقت تمتع أيضاً بمعلم هذا الجيل وهو إرميا النبى- أشهر الأنبياء فى مملكة يهوذا وقتذاك- فأحبه جداً وتأثر بتعاليمه، بل ارتبط به وصار تلميذاً له.
انحرفت مملكة يهوذا بعد موت يوشيا، بتملك ابنه يهوياقيم، وبالتحديد فى السنة الثالثة من ملكه؛ حيث انتشرت عبادة الأوثان، فسمح الله لبابل أن تهجم على مملكة يهوذا وتأخذ بعض آنية الهيكل وتسبى عدداً كبيراً من شبابها النابغين، مثل دانيال النبى، وكان باروخ قد بلغ الثامنة عشر من عمره، فتأثر قلبه وحزن على ما حدث لشعبه، ولكنه في نفس الوقت تأكد من صدق نبوات معلمه إرميا النبي.
لازم باروخ معلمه إرميا وتمتع بعشرته، فرأى الله فى هذا الرجل العظيم وحزن كل يوم على ابتعاد شعبه عن عبادة الله وعبادتهم للأوثان، خاصة وأنه رأى رفض الشعب لكلام إرميا وبالأكثر رؤسائهم الدينيين، أي الكهنة والمعلمين، بالإضافة للأنبياء الكذبة الذين أحاطوا بالملك.
رأى باروخ معلمه إرميا وهو يقف بباب الهيكل ويعلن نبواته للشعب ويدعوهم للتوبة؟ لأن السبي مقبل عليهم والمدينة المقدسة ستحرق، ولكن قام عليه الكهنة وأمسكه فشحور الكاهن وسجنه (إر 20: 1، 2) فحزن باروخ جداً لقساوة قلب شعبه، بالإضافة إلى حزنه على آلام معلمه المسجون.
فيما كان إرميا في السجن ولم يكن في إمكانه الذهاب إلى بيت الرب لإعلان نبواته، طلب من تلميذه باروخ أن يسجل كل نبواته فى درج (كتاب) ويذهب ليقرأه في باب بيت الرب، فى يوم الصوم، حيث يزدحم الشعب الآتين لعبادة الله (إر 36: 6). فكان إرميا يملي النبوات على باروخ فيكتبها في الدرج. وهذا يبين إصرار إرميا على عمله النبوي، مهما منعته القيود والظروف من ذلك، وفي نفس الوقت تبين شجاعة باروخ وطاعته لمعلمه، فقد ذهب وقرأ الدرج في باب بيت الرب، معرضاً نفسه للموت من كل من يعادون إرميا (إر 36: 4، 5). بهذا الموقف وبتلمذته لمُعلمه إرميا صار باروخ شخصية قوية، وازدادت قوته مع الأيام، حتى أن بعض الشعب اعتقدوا أنه كان يؤثر على إرميا ويهيجه، ليتنبأ ضد الشعب والرؤساء (إر 43: 3)، وذلك لأن باروخ كان يبدو ذو شخصية فذة وقوية، فى حين يظهر ارميا كشخصية رقيقة المشاعر. قريب إلى الدموع.
بعدما قرأ باروخ الدرج فى باب بيت الرب، سمع بعض رؤساء الشعب الأتقياء بما جري، فأرسلوا إليه وأحضروه وطلبوا منه أن يقرأ لهم السفر، فلما سمعوا كلمات إرميا خافوا الله جداً ثم طلبوا من باروخ أن يختفي هو ومعلمه إرميا- الذي كان قد أفرج عنه (إر 36: 19). فذهب باروخ مسرعاً إلى إرميا وهربا واختفيا فى مكان بعيد عن الملك ورؤسائه. وعندما أعلموا الملك يهوياقيم بما حدث وقرأوا له ما فى الدرج، غضب جداً وقطع وأحرق الدرج، ولكنه لم يستطع القبض على إرميا وباروخ لاختفائهما (بر 36: 23).
بعد هذا أمر الله إرميا أن يملي درجاً جديداً على باروخ، فكتب باروخ كل نبوات إرميا مرة أخرى وزاد عليها إرميا- من قبل الرب- نبو ة على يهوياقيم، الذي رفض كلام الله وأحرق الدرج، مؤكدا أن بابل ستهجم على مملكة يهوذا وسيقتل يهوياقيم وتجر جثته على الأرض مثل جثة حمار (إر 36: 30)، فأطاع باروخ وكتب درجاً جديداً.
حتى هذا الوقت كان باروخ يتتلمذ عى يد ارميا ولم يعلن أية نبوة خاصة به، فلم يفعل هذا إلا بعد استشهاد معلمه- كما سنرى- وهذا يبين مدى اهتمام باروخ بالتلمذة الروحية. كما تتلمذ يشوع على موسى وأليشع على إيليا سنوات طويلة. ظهرت طاعة باروخ لمعلمه إرميا، الذي أعطاه رسالة من الله أن لا ينشغل بأمور العالم، لأن باروخ- كما ذكرنا- كان قد أمتلك مزارعاً وكروماً وممتلكات مختلفة، فقال له الله: أن كل هذا سيهدم عندما تأتي مملكة بابل ولكن الله سينجي باروخ من الموت، فأطاع باروخ وترك عنه ممتلكات العالم- وهذا يبين طاعته وزهده- وانشغل بالتلمذة على يد إرميا وكان هذا فى السنة الرابعة لملك يهوياقيم، حين بلغ باروخ التاسعة عشر من عمره.
مرت السنوات وباروخ يشارك معلمه إرميا فى احتمال الآلام واضطهاد من الشعب والرؤساء. ومات يهوياقيم الملك بيد نبوخذنصر ملك بابل وكان باروخ قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره.
بعد موت يهوياقيم الشرير تملك ابنه يهوياكين، الذي سار في الشر، مثل أبيه، فقبض عليه جيش بابل وأرسله؛ ليسجن فى بابل وملكوا بعده صدقيا عمه، وكان أيضاً شريراً ولكنه كان يبدي بعض الخضوع الظاهري لإرميا.
عندما بلغ باروخ التاسعة والعشرين من عمره، وفى السنة الرابعة لملك صدقيا (إر 51: 59) ذهب صدقيا لزيارة بابل وإعلان خضوعه لنبوخذنصر ملك بابل وأخذ معه بعض رؤسائه، ومنهم سرايا أخى باروخ، فأنتهز إرميا هذه الفرصة وأرسل مع سرايا الدرج المحتوي على نبوات إرميا والذي كتبه باروخ؛ ليقرأه في بابل أمام المسبيين، ثم يربطه في حجر ويلقيه فى نهر الفرات ويعلن أمام المجتمعين من البابليين واليهود، أنه هكذا سيعاقب الله بابل من أجل شرورها ويخربها (إر 51: 63، 64).
ظل باروخ ملازماً لمعلمه إرميا وحزن كثيراً عندما سجنه صدقيا الملك. وكان يهتم بخدمة معلمه وهو فى السجن. كان باروخ قد بلغ من العمر تسعة وثلاثين عاماً حين كان إرميا فى السجن.
وفي أحد الأيام- عندما كان يزوره باروخ – طلب إرميا منه من يحتفظ بصك شراء إرميا لحقل من ابن عمه حنمئيل، فاخذ باروخ نسختين من صك الشراء ووضعهما في إناء خزفي؛ ليبقيا مدة طويلة، إعلاناً من الله بأن شعبه، الذي سيُسبى بعد سنة واحدة من هذا التاريخ، بيد بابل سيعود إلي أرضه على يد كورش ملك مادي وفارس ويشترون أراضي وبيوتاً (إر 32: 7-15)، ففعل باروخ كما أمره إرميا.
عندما بلغ باروخ الأربعين من عمره، هجمت بابل على أورشليم وأحرقتها هى وهيكلها وقبضت على صدقيا الملك وقتلت بنيه وفقأت عينيه وأرسلته سجيناً إلى بابل. وأكرمت بابل إرميا، إذ علمت بنبواته عنها، وترك له الاختيار أن يبقى في اليهودية، أو في بابل، فبقى هو وباروخ تلميذه في اليهودية.
حاول اليهود الهرب إلى مصر، فأوصاهم إرميا بالخضوع لبابل وعدم الذهاب إلى مصر لكنهم أصروا وأخذوه بالقوة معهم وتبعه باروخ، فوصلوا إلى مصر، وبالتحديد فى تحفنحيس وكان عمر باروخ قد بلغ الحادي والأربعون من عمره. ظل إرميا يتنبأ لليهود في مصر بالتوبة وأعلن لهم أن نبوخذنصر سيهجم على مصر التى يحتمون فيها ولكنهم لم يسمعوا له، بل قاموا عليه ورجموه وكان هذا هو أصعب منظر قد رآه باروخ فى حياته. لتعلقه الشديد ومحبته لإرميا.
بعد استشهاد إرميا هجم نبوخذنصر على مصر وخربها، وفي عودته إلى بابل أخذ معه باروخ وهناك رأى باروخ اليهود في ذل العبودية وبعضهم قد عاد إلى الله بالتوبة والبعض الأخر قد انشغل بالماديات والممتلكات فى بابل، فحزن باروخ على اليهود، الذين لم يتعلموا من ضيقة السبى ولم يرجعوا إلى الله.
فى بابل كتب باروخ نبوته فى السنة الخامسة لخراب أورشليم، حين كان عمره خمسة وأربعين عاماً، وقرأها على مسامع يهوياكين ملك يهوذا المسجون فى بابل وعلى مسامع اليهود المسبيين فى بابل (با 1: 1-3). وفى هذه النبوة دعا الشعب للتوبة والرجوع إلى الله بالبكاء والصوم والصلاة (با 3: 1-8) وضمن فى نبواته كلاماً واضحاً عن تجسد المسيح (با 3: 24) والثالوث القدوس (با 4: 22)، ثم أضاف إلى نبواته رسالة من ارميا إلى المسبيين فى بابل، كان قد أملاها عليه قبل استشهاده في مصر (با 6).
عاش باروخ فى بابل سنوات طويلة يصلى من أجل شعبه ويدعوهم للرجوع إلى الله الذي وعدهم بالرجوع من السبي. وجمع باروخ تبرعات من الشعب من الفضة وأرسلها إلى يوياقيم بن حلقيا الكاهن (با 1: 10). لتقديم ذبائح عن المسبيين فى بابل ولعل الكهنة في أورشليم كانوا يقدمون ذبائح على مذبح مؤقت في خرائب الهيكل. كل هذا صنعه باروخ ليتعلق شعبه بأورشليم والهيكل الذي سيبنى فيها، فيتحمسون للرجوع من السبي.
شاخ باروخ في بابل وكان يتتلمذ على يديه أتقياء اليهود، ومنهم شاباً صغيراً هو عزرا الكاهن والكاتب، الذي كتب سفر عزرا، والذي ارتبط بمعلمه باروخ وأحبه جداً، فاستطاع أن يحصل على خلاصة فكره الروحي في شيخوخته.
عندما بلغ باروخ الثامنة والثمانين من عمره هجمت مملكة مادي وفارس على بابل واستولت عليها هى وكل البلاد التابعة لها، وشهد باروخ تحقيق كلام الله على فم معلمه إرميا وعلى فم باقي الأنبياء بالعودة من السبى، إذ أن كورش أول ملوك فارس وافق على عودة اليهود إلى أورشليم؛ ليبنوا هيكلها.
وعندما بلغ باروخ التسعين من عمره تحرك أول فوج من اليهود الراجين من السبي بقيادة زربابل وكان ذلك عام 536 ق.م، ولم يذهب معهم عزرا تلميذ باروخ؛ لتعلقه بالتلمذة على يد معلمه، فظل معه في بابل، رغم شوق عزرا الشديد للرجوع إلى أورشليم وممارسة كهنوته.
مرت سنوات قليلة بعد هذا، ثم تنيح النبي العظيم باروخ في بابل، بعد أن تجاوز التسعين من عمره بسنوات قليلة وقد أعطى مثالاً عملياً في القوة والشجاعة وفى نفس الوقت الطاعة والتلمذة. فاهتم عزرا بتشجيع اليهود على العودة إلى أورشليم، رغم أنه كان شاباً صغيراً، ومرت سنوات طويلة حوالي سبعة وخمسين عاماً، عاد بعدها عزرا بالفوج الثانى من المسبيين إلى أورشليم.
 
قديم 23 - 05 - 2015, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 7834 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إرميا النبى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وُلد إرميا في قرية تدعى عناثوث (إر 1: 1) التى تبعد ثلاثة أميال شمال شرق أورشليم. ومعنى اسمه “الله يرمى ويخرج إلى الشعوب”. واسم إرميا يدل على حياته، فقد أخرجه الله؛ ليتنبأ على كل المحيطين به ويدعوهم للرجوع إلى الله.
وُلد إرميا عام 646 ق.م فى أواخر حكم منسى ملك يهوذا، الذي عبد الأوثان وسار في الشر، ولكنه فى نهاية حياته تاب وعاد إلى الله، وإن كان لم يستطع أن يعيد شعبه إلى الله، بل ظل يعبد الأوثان. وفى سن الرابعة من عمر إرميا مات منسى وملك ابنه آمون على يهوذا، وهذا سار فى الشر وعبد الأوثان أيضاً. ومعنى هذا أن الجو المحيط بإرميا كان فاسداً والشعب يميل لعبادة الأوثان والابتعاد عن الله.
إن قرية عناثوث- التى وُلد فيها إرميا- هى قرية مخصصة لسكنى الكهنة (يش 21: 18)، فإرميا من نسل كهنوتى، إذ أن جده الأكبر أبياثار كان رئيساً للكهنة مع صادوق أيام داود النبى. وبعد موت داود عزل سليمان أبياثار عن الكهنوت؟ لاشتراكه فى تمليك أدونيا أخى سليمان، مخالفاً لأوامر الله ولداود الملك (1مل 2: 27). ولذا فكان نسل أبياثار الساكنين فى عناثوث المعزولين عن خدمة الهيكل قد سقطوا فى بدعة، وهى تقديم العبادة خارج أورشليم فى قريتهم عناثوث. كل هذا يوضح مدى الفساد والتخبط الذي ساد الجو المحيط بإرميا فى طفولته.
مما سبق نفهم أن إرميا كان كاهناً ونبياً فى نفس الوقت ولكنه لم يمارس كهنوته، بل ركز على النبوة، أو هكذا الله أراده أن يكون نبياً، ولم يتضايق إرميا بسبب عزل جده أبياثار وكل نسله من الخدمة الكهنوتية. وجمع إرميا للكهنوت والنبوة فى شخصه يشبه آخرين، مثل حزقيال النبى وزكريا الكاهن والنبى أبى يوحنا المعمدان. ولما بلغ إرميا من العمر سبع سنوات، تملك يوشيا الملك الصالح على مملكة يهوذا، بعد موت آمون أبيه. وكان يوشيا طفلاً عمره ثماني سنوات حين ملك، ولم يبدأ يوشيا إصلاحاته الدينية إلا حين بلغ ستة وعشرين عاما . ً أي بعد ثمانية عشر سنة من تملكه، فبدأ فى ترميم الهيكل وإبادة عبادة الأوثان من مملكة يهوذا بكل شدة (2 مل 22: 1، 23: 23).
فى الفترة التى كان فيها إرميا طفلاً، ثم فتى كان الفساد يعم مملكة يهوذا. ولكن يظهر عمل الله مع إرميا، فقد تأثر بالأنبياء الذين سبقوه. كما ذكر فى نبوته (إر 28: 8) ولعل من أشهر هؤلاء الأنبياء: إشعياء وصفنيا الذى سبق إرميا بثلاثة عشر عاماً وهوشع وعوبديا.
وبهذا كان إرميا فى ضيق شديد من هذا الفساد وكان يعلم مدي غضب الله على شر شعبه، خاصة وأن إرميا كان رقيق المشاعر جداً، فأحب الله من كل قلبه وتضايق لضيق الله من الشر.
نادى الله ارميا ليبدأ نبوته وكان عمره عشرين عاماً وقتذاك، وكان في السنة الثالثة عشر من ملك يوشيا؟ قبل أن يبدأ إصلاحاته الدينية (ار 1: 2)، فكان ارميا بهذا مشجعاً ليوشيا على إبادة عبادة الأوثان وترميم الهيكل ودعوة الشعب للتوبة والرجوع إلى الله.
أمر الله إرميا أن يوبخ كل فئات الشعب لشرهم، الملك والرؤساء والمعلمين والكهنة وكل الشعب. فشعر إرميا بصعوبة الرسالة التى كلفه بها الله واعتذر أولاً لصغر سنه (ار 1: 5). لكن الله قال له، لا تقل إني ولد، وتنبأ بما أمرتك (إر 1: 7)، فقام مسرعاً لينفذ مشيئة الله ويتنبأ على كل من حوله. وخاصة وأن الله أعلمه أنه مختار من الله وهو بعد جنين في بطن أمه (ار 1: 5).
أحب إرميا البتولية، ثم أمره الله بعدم الزواج، وكان هذا متمشياً مع محبة إرميا لله والتفرغ لخدمته. وقصد الله أيضاً ببتولية إرميا أن يكون مثالاً للشعب فى أن مملكة يهوذا غير مستقرة ومعرضة للخراب بيد بابل (إر 16: 2).
استمر إرميا فى دعوة شعبه للتوبة وكان يوشيا وقتذاك مستمراً أيضاً في دعوة الشعب لعبادة الله، وإذ رأى الله اهتمام يوشيا وإرميا جعل حلقيا- رئيس الكهنة وقتذاك- يكتشف نسخة من شريعة الله فى الهيكل، أثناء ترميمه (2 مل 22: 8). وعندما قرأها يوشيا تأثر جداً ومزق ثيابه مقدماً توبة عن نفسه وكل شعبه بسبب مخالفتهم للشريعة. وأرسل إلى خلده النبيه الساكنة فى أورشليم (2 أى 34: 22)، فأعلمتهم أن الله سيجلب الشر على أورشليم. لأجل كثرة خطاياها، ولكن لتوبة يوشيا سيجعل هذا الخراب يتم بعد موته. وقد سمح الله أن يرسل يوشيا إلى خلده. لتقول نفس كلام ارميا وبهذا يساند الله إرميا فى نبواته ووعظه لشعبه ويؤكد للشعب صدق كلام ارميا. وهذا بالطبع ساند إرميا وشجعه. ليواصل رسالته.
واهتم يوشيا بعمل عيد الفصح ودعا الشعب فى كل مملكته، واليهود الباقين فى مملكة إسرائيل التى تم سبيها، فكان عيدا عظيماً. وهذا اسعد قلب إرميا جداً، إذ رأى ثماراً روحية فى شعبه وصلى لعلها تدوم.
لم يتجاوب الشعب مع إرميا (إر 7: 24 ، 26)، إذ أنه وبخهم وهددهم بخراب بلادهم وتدمير الهيكل وهى أخبار صعبة عليهم. وكان يملك وقتذاك على مملكة أشور، التى تحكم العالم، ملك يسمى أشور بأنيبال ولكنه مات مع بداية نبوة إرميا، وبدأت أشور تضعف من بعده. فشعر اليهود أنه لم يعد هناك خطراً على بلادهم وهيكلهم، فلم يطيعوا كلام ارميا ولم يتوبوا.
من ناحية أخرى لم يتجاوب مع دعوة إرميا أهل قريته عناثوث (إر 11: 21)، إذ رأوا أنه يمكن تقديم عبادة لله فى قريتهم وليس فى هيكل أورشليم. وهذا عكس ما نادى به إرميا. كما أنهم تضايقوا من إرميا مثل باقى الشعب؛ لأنه هدد البلاد بالخراب ودعا شعبه للخضوع والذهاب إلى السبى، فاعتبره الكل خائنا للوطن، مع أن كلامه كان هو كلام الله، الذي ينذر شعبه بالتأديب فى السبى لعدم توبتهم.
ولما بلغ إرميا السابعة والثلاثين من عمره قام نخو ملك مصر على رأس جيش للاستيلاء على الشام، مستغلاً ضعف مملكة أشور، فأندفع يوشيا الملك لمقاومة نخو ومنعه من الوصول إلى أشور، وهذا كان اندفاع من يوشيا الذي لم يطلب الله، فقتل في معركة مجدو عام 608 ق 3 (2 أي 35: 20- 24) وكانت بابل في هذا الوقت قد بدأت فى الظهور كدولة صغيرة.
بعد موت يوشيا مللك ابنه يهوآحاز وكان شريراً، عكس أبيه يوشيا، فابتعد عن الله وبدأت في أيامه عبادة الأوثان من جديد. ولكنه لم يبق طويلاً على العرش، إذ أن نخو ملك مصر- بعد انتصاره على أشور فى معركة كركميش عند نهر الفرات- قبض على يهوآحاز وأرسله مسبياً إلى مصر وملك بدلاً منه أخيه يهوياقيم (2 أي 36: 1- 4).
سار يهوياقيم فى الشر مثل يهوآحاز أخيه، فابتعد عن الله وعبد الأوثان وبالتالى قاوم إرميا، الذى كان يوبخ الكل لابتعادهم عن الله. والعجيب أن يهوياقيم لم يتعلم شيئاً من صلاح أبيه، بالرغم من تنبيه إرميا له أن يسير في طريق أبيه (إر 22: 15-19). كانت مشاعر إرميا كأب لشعبه تعتصر ألماً؛ لاندفاعهم في الشر، خاصة وأن الله أعلن له أن العقاب سيأتي، وهو تدمير أورشليم والهيكل وقتل الكثيرين من شعبه. فكان يبكي عليهم كثيراً، فهو رقيق المشاعر جداً. وهذا زاده إلحاحاً على الشعب أن يتوبوا، أما هم فاستمروا يستهزئون به ويقاومونه، وذلك من الملك والرؤساء الدينيين والمعلمين وكل الشعب. فاحتمل كثيراً جداً فى صمت ولم يكن له معزي إلا الله.
وقف إرميا في باب بيت الرب أمام الجموع المحتشدة هناك، الآتية للعبادة وأعلن لهم نبواته، فدعاهم للتوبة؟ لأن غضب الله شديد عليهم بسبب كثرة خطاياهم، وأعلمهم أن الله سيخرب بلادهم عن طريق ملك بابل (إر 7-9)، وصلى إرميا من أجل شعبه وتشفع فيهم أمام الله، حتى يسامحهم ولكن الله رفض، لعدم توبتهم وهذا يبين حنان إرميا واهتمامه بشعبه (إر 18: 20).
ولكن الأنبياء الكذبة قاوموا إرميا معلنين أن كلامه كله خطأ وعلى العكس سيكون سلام للشعب. وأشترك معهم الكهنة، فقام فشحور وضرب إرميا وربط يديه ورجليه بالسلاسل وسجنه (إر 2،1:20).
تأثر إرميا بهذه الضغوط الشديدة وحاول أن يكف عن خدمته ولكنه شعر بتأنيب ضميره فصارت كلمة الله كالنار في داخله، إذ أن الله أشعره بخطأ صمته عن إعلان التعليم السليم. وفي نفس الوقت شجعه أنه معه. وفى النهاية أقتنع إرميا وقام ليواصل خدمته (إر20: 7-9).
أستمر الكهنة في مقاومة إرميا، حتى أنهم منعوه من دخول الهيكل، فأمر الله إرميا أن يكتب نبواته فى درج (كتاب)، فأملى كلامه على تلميذه باروخ، فقد كان باروخ مسجلاً لكلام إرميا ومرافقاً له، ولكن كانت له أيضاً نبوة خاصة به موجودة فى الكتاب المقدس. وأمر إرميا باروخ أن يقرأ الدرج فى باب هيكل الرب – لأن ارميا كان ممنوعاً من دخول الهيكل- حيث يجتمع عد كبير من الشعب. وكان الدرج يحوي تحذيراً إلهيا بأن بابل ستهجم عليهم وتستولى على بلادهم، وقصد الله من هذا أن يتوبوا.
استدعى رؤساء مملكة يهوذا باروخ، ليقرا الدرج لهم، فخافوا من كلام الله، وأوصوا باروخ أن يختفي هو وارميا عن وجه الملك؛ لأنه سيغضب ويحاول قتلهما. ولكن لما أعلموا الملك يهوياقيم، أخذ الدرج ومزقه بمبراة الكاتب (مثل السكين) وألقاه فى النار حتى احترق. ثم أمر بالقبض على ارميا وباروخ ولكن الله أخفاهما عن عينيه، فلم يستطع أن يصل إليهما (إر 36: 20-26).
اختفى إرميا وباروخ، ولكن أعاد ارميا كتابة نسخة جديدة من نبواته بيد باروخ. واحتوت نبوات إرميا أيضاً أن يهوياقيم الملك سيقتل وتسحب جثته على الأرض مثل جثة حمار. وهذا ما حدث على يد نبوخذنصر ملك بابل (إر 22: 19). عضد أيضاًَ الله ارميا وعزاه بإرساله حبقوق النبي؟ الذى تنبأ بعد ارميا بحوالى خمسة عشر عاماً. ونادى الشعب للتوبة والرجوع إلى الله. وظهر أيضاً أيام أرميا نبيا يسمى أوريا. نادى بنفس كلام إرميا، أى دعا الشعب للتوبة؛ لأن الخراب مقبل عليهم. ولكن لم يسمع الشعب له، بل أمر يهوياقيم ملك يهوذا بقتله وكان قد هرب إلى مصر، فأحضروه من هناك وقتلوه أمام الملك (ار 26: 21-23). أما إرميا فتشفع من أجله أحد رؤساء المملكة- وهو أخيقام بن شافان- فلم يقتله الملك (إر 26: 24). وهذا يبين مدى الاضطهاد الذي واجهه إرميا أيام يهوياقيم، فكان مرضاً للموت مرات كثيرة، ولكنه لم يتوقف عن إعلان صوت الله لكل أمته حتى يتوبوا.
بعد موت يهوياقيم تملك ابنه يهوياكين لمدة ثلاثة أشهر ولكن قبض عليه نبوخذنصر ملك بابل وأرسله ليسجن فى بابل وملك بدلاً منه عمه صدقيا (2 أي 36: 9، 10).
كان صدقيا ضعيف الشخصية، متلوناً، فأحياناً يظهر اهتمامه بنبوات إرميا ويتودد إليه، وفى أحيان أخرى يأمر بسجنه ويضطهده (إر 32: 3). وكان إرميا قد بلغ من العمر- وقت ملك صدقيا- ثمانية وأربعين عاماً.
وقد ظهر خضوع صدقيا لإرميا، أمر اليهود بإطلاق إخوتهم المستعبدين عندهم. فأطاعوه (إر34: 8-11). وأيضا أرسل صدقيا إلى اليهود المسبيين فى بابل، نبوات إرميا التى تطلب منهم أن يستقروا فى أماكنهم ويشتروا بيوتاً ويغرسوا كروماً، مؤكدة أن بابل ستسبى أورشليم وسيستقروا هناك سنوات طويلة. وطلب منهم أيضاً الصلاة من أجل ملك بابل، أي الخضوع للملك؛ لعل كل هذا يقودهم للتوبة، إذ يؤكد حرمانهم من أورشليم، التى ستخرب بسبب شرها (إر 29: 1- 17). ولكن بعد هذا تقلب صدقيا ولم يعد يسمع لكلام إرميا، إذ أنه فى السنة الرابعة لملكه أتى إليه وفود من الأمم المحيطة باليهودية يشجعونه على التمرد ضد بابل ولكن أعلن له ارميا خطورة ما يحاول عمله، إذ قدم نفسه مثالاً عملياً، فحمل نيراً خشبياً على كتفه وعنقه مؤكداً ضرورة الخضوع لبابل، ولكن لم يستجيب صدقيا له ولم يطعه (إر 27). وعلم نبوخذنصر، فاستدعى صدقيا ووبخه، فخاف جداً، خاصة وأنه ضعيف الشخصية.
مما سبق نفهم أن بابل قامت بسبى مملكة يهوذا مرة أيام يهوياقيم، فأخذت أفضل الرجال ومنهم دانيال و الثلاثة فتية، ثم قامت بسبى ثان- بعد موت يهوياقيم- وأخذت فيه يهوياكين الملك وعدداً كبيراً من أشراف اليهود، وكان منهم عدد كبير من الأتقياء ومنهم حزقيال النبي. وبهذا لم يبق إلا عدد قليل من الأتقياء حول صدقيا الملك، أي أن مشيريه معظمهم كانوا أشراراً، فشجعوه على مقاومة بابل وعلى اضطهاد إرميا، حتى أن يرئياً وهو من الرؤساء ضرب ارميا وألقاه في سجن قاس فى بيت يوناثان، متهماً إياه بالخيانة لوطنه والتواطؤ مع بابل (ار 37: 13: 14). وظل فى السجن مدد طويلة حتى تعب جداً واقترب من الموت.
استدعى الملك صدقيا إرميا سراً وهو فى السجن القاسى؛ ليطلب منه كلمة الله، فأعلن له إرميا بشجاعة أن بابل ستهجم على البلاد. ولم يخف من الملك وترجى الملك أن يخرجه من هذا السجن، فأخرجه ونقله إلى سجن آخر فى القصر الملكى، أقل قسوة من السجن السابق (ار 37 : 18- 21). لان صدقيا خاف أن يفرج عن إرميا، فيغضب عليه الرؤساء.
ألقي إرميا مرة أخرى في سجن قاسى وهو جب مملوء بالطين (ار 38: 6) ولكن تشفع فى إرميا احد الرؤساء وهو عبد ملك. فأمر الملك بإخراجه (إر 38: 7- 12).
فى نفس الوقت الذي تنبأ فيه ارميا النبى تنبأ أيضاً حزقيال النبى، الذي تنبآ في السبي في شمال مدينة بابل.
فى السنة الثامنة لملك صدقيا، هجم نبوخذنصر على اليهودية وأستولى على بلاد كثيرة منها، فأرسل الله إرميا إلى صدقيا وقال له إن نبوخذنصر سيستولى على أورشليم ويحرقها وسيقبض عليك، ثم يرسلك مقيداً إلى بابل (ار 34: 2 ،3) كل هذا قاله إرميا لصدقيا لعله يتوب ولكنه لم يرجع إلى الله.
بعد هذا ترك نبوخذنصر اليهودية، ثم عاد إليها فى السنة التاسعة لملك صدقيا وحاصر أورشليم (2 مل 25، إر 39، 52). ولكن عندما تقدم خفرع ملك مصر بجيش لنجدة أورشليم، ترك نبوخذنصر حصار أورشليم والتقى بجيش مصر وهزمه، ثم عاد فحاصر أورشليم مرة ثانية (ار 44: 30، 37: 8- 10). فى هذه الأثناء ظن اليهود أنهم تخلصوا من بابل، فقسوا قلوبهم ولم يطيعوا كلام الله على فم ارميا. ليتوبوا عن شرهم، فأتى عليهم الشر بأن حاصرهم نبوخذنصر مرة ثانية، وظل يحاصرهم حتى السنة الحادية عشرة لملك صدقيا. وأثناء هذا الحصار، مات الكثيرون من اليهود فى أورشليم بالجوع والوبا، إذ كانت الضيقة عظيمة جداً؛ لأن الحصار استمر حوالي سنة ونصف.
وفى نهاية هذه المدة شعر صدقيا بأن أورشليم ستسقط حتماً فى يد بابل، حينئذ نقب صدقيا السور وهرب من أورشليم هو ورجله، فقبض عليهم رجال نبوخذنصر وأخذوه إلى نبوخذنصر، فقتل بنيه أمامه، ثم فقأ عينيه وقيده بسلاسل نحاس وأرسله إلى بابل (2 مل 25: 4-6). وفي نفس الوقت اقتحم نبوخذنصر أورشليم وأحرقها وهيكلها بالنار وسبى ما بقى فيها من أشراف وهكذا تمت نبوات إرميا (إر 34).
بعد تدمير أورشليم- وكان عمر إرميا وقتذاك تسعة وخمسين عاماً- سمعت بابل إن إرميا كان يتنبأ بنبوات لصالحها، فعامل مندوب ملك بابل إرميا برفق وسمح له أن يذهب إلى بابل، أو يبقى في أورشليم- أيما يختار (إر 39: 11- 14)، فاختار إرميا أن يظل بين شعبه في أورشليم؛ ليدعوهم إلى التوبة.
حاول اليهود الالتجاء إلى مصر ولكن إرميا أعلن لهم ضرورة الخضوع لبابل، فالخضوع لها هو خضوع لله وضرورة قبول التأديب البابلي؛ ليتوبوا. أما هم فأصروا على الهرب إلى مصر، بل وحملوا إرميا معهم بالقوة إلى مصر.
في مصر ظل إرميا يدعو شعبه للرجوع إلى الله ولكنهم للأسف قدموا عبادة للآلهة الوثنية في مصر، فأعلن لهم إرميا إن إصرارهم على رفض الله سيؤدي بهم إلى الفناء؛ لأن نبوخذنصر سيهجم على مصر ويدمر آلهتها، بعد أن ينتصر عليها (إر 43: 13) أما هم فقسوا قلوبهم واستمروا فى عبادة الأوثان. بل حنقوا على إرميا وقاموا عليه ورجموه فى مصر، فمات شهيداً، بعد أن بلغ من العمر ستين عاماً، كما يذكر التقليد اليهودي.
استشهد إرميا بعد أن تنبأ أربعين عاماً لشعبه واحتمل آلاماً كثيرة وتعرض للموت عدة مرات، فكان رمزا للمسيح، الذي رفضه شعبه، والذي جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله (يو 1: 1). ومات إرميا بيد شعبه- مثل المسيح- بعد أن تمم إرميا خدمته فى طاعة عجيبة.
تميز إرميا برقة المشاعر، فقد سالت دموعه كثيراً من أجل شعبه ولكنه في نفس الوقت أعلن صوت الله وعدله وعقابه بلا تقصير. كان كأب يتألم من أجل أولاده الذين سيهلكون وفي نفس الوقت ينبههم دائماً للعودة إلى الله (إر 9: 1). وفى تأثره الشديد لهلاك شعبه كتب مرثاة طويلة سجلت فى الكتاب المقدس في خمسة إصحاحات وهى سفر مراثى إرميا.
 
قديم 23 - 05 - 2015, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 7835 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء النبى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولد إشعياء عام 760 ق. م فى أورشليم ومعنى اسمه يدل على نبوته وهو يعنى “الله يخلص؛. لأنه إن كان الله سيسمح بالسبى لشعبه لكثرة خطاياهم، لكنه يخلصهم ويعيدهم من السبي. وكان اسم إشعياء يتسمى به الكثيرون من شعب الله في هذا الوقت.
كان أبوه يسمى أموص (2أخ 26: 22) ويقول التقليد اليهودي أنه كان أيضاً نبياً، ويضيف بأنه كان أخو أمصيا ملك يهوذا، وبهذا يكون الملك أمصيا عم إشعياء، وهذا معناه أن إشعياء كان من حقه دخول القصر الملكى والاختلاط بالموجودين فيه، وبالتالي معرفة أسرار القصر، فتكلم فى نبوته عن الأخطاء الموجودة به ودعا الكل للتوبة؟ ليرحمهم الله.
أثناء طفولة إشعياء كان على عرش مملكة يهوذا الملك عزيا ولكنه أصيب بمرض البرص؛ نتيجة تجاسره ودخوله إلى القدس، الذى لا يجوز دخول أحد إليه إلا الكهنة، فعزل فى بيت المرض، وكان يقوم بقيادة أعمال المملكة أبنه يوثام (2 أي 26: 19- 21). وانتشرت في هذه الفترة عبادة الأوثان بين شعب الله ولم يُرجعهم يوثام عنها.
كذلك فى هذا الوقت عاش الأغنياء في ترف شديد ورأى إشعياء مركباتهم الفاخرة تجري فى شوارع أورشليم ونسائهم المدللات بالملابس العظيمة، بل رأى أيضاً الولائم الكبيرة في القصر الملكى. وفى نفس الوقت رأى الفقراء يعانون من الجوع والعوز، بالإضافة إلى ممارسة أنواع النجاسات المختلفة المرتبطة بعادة الأوثان فى أورشليم، فكان وهو فتى يتأذى قلبه من كل ذلك.
عندما صار شاباً سمع بالدول القوية وقتذاك- وهى مصر وأشور- وميل الشعب للتخلف معها وليس الاتكال على الله، فكان يتضايق جداً. والى جانب ذلك حزن لابتعاد مملكة إسرائيل، أي الأسباط العشرة عن الله، بل محاولتهم التحالف مع الأمم ضد مملكته، أي مملكة يهوذا، فكان يتعجب ويقول كيف يتحارب الأخوة اليهود؟؛ بل كان قلبه حزيناً جداً، لانشغال الناس عن عبادة الله فى هيكله وتفاخر الأغنياء بكثرة الذبائح التى يقدمونها وتمجيد الكهنة لهم.
وسط ظلام الفساد الذي انتشر في مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل، ظهرت أنوار شجعت إشعياء، فقد سمع وهو طفل عاموس النبى، الذي كان يتنبأ فى مملكة إسرائيل. وبعد ذلك عندما صار فتى سمع عن هوشع النبي فى مملكة إسرائيل أيضاً، ثم ظهر ميخا النبى في مملكة يهوذا وهذا ظل يتنبأ مع إشعياء. عندما بلغ إشعياء سن العشرين وكان ذلك عام 740 ق.م. وكان قلبه مملوءا حزنا على شعبه البعيد عن الله، أظهر الله حنانه عليه، فظهر له في رؤيا (إش 6: 1-8)، رأى فيها الله وهو جلس على عرشه وأذياله تملأ الهيكل وحوله ملائكة من رتبة السرافيم، يغطون وجوههم وأرجلهم بأجنحتهم، خشوعاً أمام الله، ويقولون قدوس قدوس قدوس. ثم أتى أحد السرافيم بجمرة من نار ومس بها شفتى إشعياء وطهره، وحينئذ نادى الله طالباً من يتقدم ليرسله؛ ليرجع شعبه إليه، فأعلن إشعياء فى الحال موافقته، إذ كان قلبه حارا فيه ومشتاقا لإرجاع شعبه إلى الله.
بدأ ينادي إشعياء شعبه فى مملكة يهوذا وكذلك فى مملكة إسرائيل؛ ليتوبوا ويرجعوا إلى الله. وبهذا بدأ إشعياء عمله النبوي، وكان ذلك فى سنة وفاة عزيا، ثم تملك يوثام وحده على عرش مملكة يهوذا.
تزوج إشعياء بامرأة دعاها النبية (إش 8: 3)، ليس لأنها تنبأت، بل لأنها تعاونه فى عمله النبوي وأنجب منها ابنين، دعى كل منهم باسم يعنى حدثاً مقبلاً، أي أن الله أوصاه أن يسمى ابنه الأكبر ” شار ياشوب ” (إش 7: 3)، ومعناه “البقية سترجع” ويظهر من ذلك حنان الله الذي يبشر شعبه قبل أن يسبى بأنه سيرجع من السبى. أما الابن الثانى فدعاه “مهير شلال حاش بز” (إش 8: 3) ومعناه “عجل النهب أسرع الغنيمة” ويعنى أن السبى مقبل على الشعب تأديباً له؛ ليتوب.
عندما بلغ إشعياء ستة وثلاثين عاماً من عمره مات يوثام وملك بعده ابنه أحاز على مملكة يهوذا (2 أي 27: 9). وكان أحاز شريراً، فترك عبادة الأوثان تنتشر فى مملكته. وخاف من تحالف ملك آرام مع ملك إسرائيل ضده، وبدلاً من أن يتمسك بالله، ذهب وتحلف مع ملك أشور (2 أي 28: 16)، فأرسل الله له إشعياء ليوبخه، خاصة وأنه كان قد صنع مذبحاً وثنياً داخل الهيكل، بدلاً من مذبح المحرقة الذي أوصى به الله. ودعاه إشعياء أن يطلب من الله ويتكل عليه، فرفض واستمر متحالفاً مع ملك أشور ضد أوامر الله. فقال له إشعياء إن الله قادر أن يصنع معجزات مع شعبه، إن اتكل عليه، وأخبره أيضاً بما سيحدث فى ملء الزمان بتجسد المسيح من عذراء، وهذه معجزة لا مثيل لها (إش 14:7).
بالإضافة إلى مناداة إشعياء شعبه فى مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل بالتوبة، نادى الأمم أيضاً أن ترجع إلى الله؛ لأن الله هو خلق كل البشر.
عندما بلغ إشعياء من العمر خمسين عاماً حدث أمر مؤسف جداً، وهو أن هجمت مملكة أشور على مملكة إسرائيل واستولت عليها على ثلاثة مراحل، وأخذت شعبها وفرقته بين شعوب الأمم (عام 722 ق.م)؛ لتلغي قوميتهم وأتت بشعوب الأمم وأسكنتهم مكانهم. وهكذا تحولت أرض إسرائيل إلى عبادة الأوثان، فغضب الله وهجمت السباع على الأمم الساكنة مكان مملكة إسرائيل، فخافوا جميعاً من إله إسرائيل (2 مل 17: 25).
بعد سبى مملكة إسرائيل وكل ما سببه من أحزان لإشعياء، أراد الله أن يفرح قلبه، إذ بعد سنتين- عندما بلغ من العمر أثنين وخمسين عاماً- تملك حزقيا الملك على مملكة يهوذا. ورغم أن أبوه أحاز كان يعبد الأوثان ولكن حزقيا اهتم منذ تملكه بعبادة الله فى هيكله؛ لأن حزقيا تتلمذ على يد إشعياء، فأحب الله وعبادته. فاهتم حزقيا بترميم الهيكل وفتح أبوابه للعبادة وجمع الكهنة واللاويين للاهتمام بخدمة الهيكل، بالإضافة إلى إزالة أشكال العبادة الوثنية فى مملكته. كل هذا فرح قلب إشعياء، واستمر حزقيا مطيعاً لإشعياء.
تعرض حزقيا الملك لهجوم جيوش الأشوريين بقيادة سنحاريب الملك الأشوري، الذي أرسل رسائل تهديد إلى حزقيا، فوضعها حزقيا فى بيت الرب وطلب وتذلل أمامه. فأرسل الله إشعياء وطمأنه. وفى هذه الليلة أرسل الله ملاكه وقتل 185000 من جيش سنحاريب وهرب الباقون (2مل 19: 35-37).
تعرض حزقيا لمرض شديد وأنبأه إشعياء بأنه سيموت، فصلى حزقيا طلباً من الله أن يعش، فقال له إشعياء: أن الله قبل صلاته وسيمد عمره خمسة عشر عاماً وأعطاه علامة في الطبيعة وهو أن يتراجع الظل عشر درجات (2مل 20: 8- 11) وهذه معجزة غريبة، فعاش حزقيا وشكر الله.
أتى وفود من بلاد العالم لتهنئة حزقيا ومنهم مندوبين من بابل فتكبر حزقيا وأراهم نفائسه وكل ما فى خزائنه، فوبخه إشعياء وأعلمه أن الله سيأخذ كل هذه النفائس وتنقل إلى بابل. ولكن لأجل صلاح حزقيا، سيفعل هذا بعد وفاته. وقد حدث هذا فعلاً عندما سبيت مملكة يهوذا إلى بابل (2مل 2: 13، 17، 18).
اهتم إشعياء بدعوة شعبه لعبادة الله من القلب وليست العبادة المظهرية (إش 1: 11) استمر إشعياء يدعو شعبه للتوبة ويوبخهم ويعلن لهم أن أشور هو قضيب تأديب من الله، فقد قامت بسبى مملكة إسرائيل لشرها، وغزت واستولت على بلاد اليهودية؛ لسقوط مملكة يهوذا أيضاً فى عبادة الأوثان فى بعض الأحيان. ولكن لم تستطع أشور أن تدخل أورشليم من أجل صلاح إشعياء وحزقيا الملك واستجابة الكهنة والشعب لهما.
رأى إشعياء بروح النبوة تجسد المسيح وآلامه وموته وقيامته. وكتب نبوات كثيرة عنها؛ حتى دعي النبي الإنجيلي؛. لأنه وصف أحداث الصليب بدقة وخصص لها جزءاً كبيراً من نبواته من الإصحاح الأربعين حتى الإصحاح السادس والستين.
عندما بلغ إشعياء ثلاثة وسبعين عاماً من عمره، مات حزقيا ملك يهوذا وجلس على عرش يهوذا ابنه منسى، الذي سلك فى الشر، فأهمل عبادة الله ونشر عبادة الأوثان. وبالتالى لم يكن محباً لإشعياء- مثل أبيه حزقيا- بل اضطهده، ثم أمر بقتله بطريقة صعبة وهي نشره بمنشار خشبى لتعذيبه، فمات شهيداً وعمره ثمانين عاماً وذلك عام 680 ق. م.
أستمر إشعياء يتنبأ حوالى ستين عاماً بشجاعة ليس لها نظير، ولذا فاليهود يعتبرونه فى المرتبة الثانية بعد موسى النبى رئيس الأنبياء. لقد كان مثالاً للمسيح فى احتمال الآلام. وكتب سفراً طويلاً عدد إصحاحاته ستة وستين إصحاحا مملوءة بالدعوة إلى التوبة والرجاء فى الرجوع من السبى، ثم تجسد المسيح المخلص.
 
قديم 23 - 05 - 2015, 06:48 PM   رقم المشاركة : ( 7836 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بيلاطس البنطى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هو الوالى الذى حوكم أمامه السيد المسيح, والاسم بيلاطس معناه: “المتسلح برمُح”.
وُلد بيلاطس وهو الوالى الخامس على اليهودية سنة 10 ق.م. فى روما, والبعض يقول في سيفيل (أشبيلية) وقد عمل ضمن الحرس الإمبراطوري, خدم فى ألمانيا, وقضى فترة فى روما بعد إنتهاء مدته, وكان عليه إما أن يترك السياسة فيتحول إلى الأعمال الحرة أو يواصل فى الخدمة العسكرية ليترقى حيث يصبح وزيراً أو مسئول مقاطعة.
شخصيته:
فقد ورد عنه أنه جاد الملامح مربّع الوجه, شعره مُجعّد رمادى داكن. وحين توجه إلى اليهودية كان فى سن الخامسة والثلاثين, وكانت هيئته رومانية مثالية, وكان سجله العسكرى مشرفاً, عمل فى إدارة عسكرية مع الفيلق الثانى عشر وقام بإخماد ثورة كبيرة- من خلال الخطابة والقوة معاً, امتدحه سيجانوس المسئول الرومانى الكبير آنئذ وأسهم ذلك فى شهرته.
تعيينه والياً على اليهودية:
كان فاليروس جانوس, الذى تولى حكم اليهودية لمدة إحدى عشرة سنة قد ملّ من اليهودية, ووافق الإمبراطور طيباريوس قيصر على استبداله, وأقترح سيجانوس اسم بيلاطس, فوافق, ووصل راتبه السنوى مائة الف سسترس (عشرين الف دولار) مع الوعد بالزيادة متى نجح فى مهمته, وكان بيلاطس يعرف جيداً أنه لا راحة بين روما واليهود, فمنذ أن غزاها بومباى قبل تسعين عاماً قام اليهود خلالها باثنتين وعشرين ثورة قُتل فيها الكثيرين. وقد صادق طيباريوس قيصر على تعيين بيلاطس فى منتصف عام 26م (فى السنة الثانية عشر من ملكه).
تزوج بيلاطس من “كلوديا بروكولا”, ورغم وصف بعض المؤرخين له وصفاً سلبياً، فإن الكتابات المتاحة تتعاطف معه وترى فى استمراره أحد عشر عاماً دليل نجاح, وقد أدار الكثير من الأزمات بحكمة, والعجيب أن السامريين هم الذين تسببوا فى إقصائه عن الحكم وليس اليهود!
مشروع المياه:
وهو المشروع الذى أراد أن يموله من خزينة الهيكل, ولكن اليهود ثاروا ثورتهم الثالثة والعشرين ضد روما واستطاع بيلاطس بحيلة أن يستولى على الأموال الآتية من بابل كتقدمات للهيكل, وهنا ثار الحجاج الجليليون عندما جاءوا فى الفصح وعلموا بما حدث, فأعمل الجنود الرومانيون السيوف فيهم, وهذا هو المقصود بأن بيلاطس خلط دماء الجليليين بذبئحهم (لو 1:13).
بيلاطس والمسيح:
اعتبر بيلاطس المسيح فيلسوفاً يحث على الفضيلة ولم يُبلغ عن أى شغب بخصوصه, والرومان بشكل عام لم يضطهدوا المسيحيين (على الأقل فى البداية) إلا بسبب شكاية اليهود ضدهم.
كان بيلاطس قد كلُف السنهدريم بجمع أخبار يسوع, وتقول بعض مصادر من التقليد أن قيافا مضى ليلاً إلى بيلاطس البنطى فى مسكنه، وأطلعه على القضية واستطاع إقناعه بأنه من الأفضل التخلص من ذاك المشاغب (حسب تصوره) قبل احتفالات الفصح، بعد أن قرروا القبض عليه فى العيد ولكنهم تراجعوا لئلا تندلع المظاهرات المؤيدة له فتأتى الخطة بنتيجة عكسية، وحاول قيافا إقناع بيلاطس بأنهم قد وفروا عليه عناء المحاكمة وأخذ الأقوال بحجة الحرص على وقته، واتفق معه على أن يقوم فى الغد بالتصديق على الحكم بموته ولكن بيلاطس فى الصباح فاجأهم بأنه سيعيد النظر فى القضية برمتها وعندما جلس بيلاطس ليحاكم يسوع فوجئ بشاب نبيل, وسيم, مهيب الطلعة, فخاف منه! فسأله: “أنت ملك اليهود؟” وأجابه السيد: “أَمِنْ ذاتك تقول هذا” (يو34,33:18) لم يجد بيلاطس فى السيد المسيح ما يستحق عليه الموت, بل مجرد خلاف حول تفسير الناموس، فأيقن إنه برئ وإنه أسلم إليه حسداً، فأتجه إلى اليهود يسألهم: “أيَة شكاية تقدمون على هذا الإنسان؟” مما ضايق قيافا جداً وجعله يهدد بيلاطس ويهيج الشعب ضده بأنه فى حالة أطلاق سراح يسوع سيكون مقاوماً للقيصر, والعجيب هنا أن قيافا عندما فشل فى الدين لجأ إلى السياسة, أى أنه عندما لم يستطع أن ينتزع من بيلاطس الحكم بصلب المسيح بسبب المبررات الدينية التى ساقها إليه بدأ فى الضغط السياسي (يو 19 : 4-14).
ولكن خطية بيلاطس أنه لم يقُم العدل (يقول القانون فى روما أقِم العدل ولو انطبقت السماء على الأرض) وفى النهاية صرخ بيلاطس : “إنى برىء من دم هذا البار!” (مت 24:27) , ومن ثم قام بغسل يده. عند ذلك أطلق اليهود السهم الأخير فى جعبتهم وهددوه قائلين: “إن أطلقت هذا فلست مُحباً لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكاً يُقاوم قيصر!”(يو12:19). وكانت عقوبة تلك الخيانة تسمى crimen caesaris وهى الإعدام , وعلى العكس منها “محب لقيصر” amicus caesaris وتعنى قدّم أعمالاً جليلة لقيصر والدولة, هى المكافأة الكبيرة, هنا فقد غيّر بيلاطس موقفه وتغير بالتالى سير القضية.
محاولات إطلاق سراح السيد المسيح:
1- تحويل القضية إلى هيرودس عندما سمع أنه جليلي, ولكن هذا رفض بدوره لئلا يكرر مأساته مع المعمدان.
2- قدم حلاً وسطاً بجلده واطلاق سراحه, ولكنهم رفضوا (لو16:23, يو1:19)
3- اعلانه أن المتهم برىء (لست أجد فيه علة).
4- احكموا عليه بحسب ناموسكم (ليبرر نفسه) ولكنهم رفضوا أيضاً متعللين أنه ليس من حقهم قتل أحد.
5- غسل يديه, وهو العلامة المعروفة للتبرء من أمر ما.
6- كما عرض عليهم صفقة استبدال باراباس بيسوع, ولكنهم أصرّوا على العكس.
7- استعطاف بيلاطس للمسيح (لى سلطان أن أطلقك) ولكنهم هددوه بأنه ليس مُحب لقيصر.
بعد الصلب:
يقول التقليد أن بيلاطس رأى فى يديه دماً, فلما غسلهما صار الدم يصرخ: “أنا برىء من دم هذا البار”. وعندما كتب اللافتة “يسوع الناصرى ملك اليهود” كان يعبر عن سخريته وضيقه من اليهود, فها هوذا ملككم معلق على الصليب, وأن سلطان روما على اليهود, فهى قتلت حتى الذى قيل إنه ملك اليهود, وإن الذى حُسِب ملكاً عليهم صُلِب! فلما احتجوا عليها رد عليهم كطفل عنيد غاضب “ما كتبت قد كتبت” (يو22,19:19).
آخر أخبار بيلاطس:
لم يتابع بيلاطس قضية يسوع و أتباعه فيما بعد, بل نسيها كليةً ولكن محور تقريره المرفوع إلى القيصر فى تلك السنة كان قضية يسوع الناصرى, أما نهايته فقد كانت عندما تسلّم خطاب مارشيللوس” والى سورية و المسئول عنه, فسلّم الحكم و أتجه إلى روما (وما لم يستطع اليهود فعله قام به السامريون) حيث توجّب عليه الدفاع عن نفسه فى قضية “مذبحة بلا مبرر” وان كان استمراره فى الحكم إحدى عشرة سنة يمثل نجاحاً بذاته!.
 
قديم 23 - 05 - 2015, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 7837 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بروكولا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بروكولا: اسم تأنيث لعشيرة تسمى البروكليين, مثل قولنا سامرية (أى تتبع عشيرة السامريين) وقد شاع اسم بروكولا Procula من بروكليا Proculia , أما اسمها الكامل فهو “كلوديا بروكولا” والعجيب أن اسم بروكولا مقتبس من لفظة تعنى “منبوذة”.
هى واحدة من شخصيات الظل فى دراما الصلب, إنها وثنية رغم محاولات البعض القول بأنها كانت مسيحية أو يهودية فى ذلك الوقت, وحتى إن كانت قد صارت مسيحية, فمن المعتقد أن هذا لم يحدث قبل صعود السيد المسيح. ولكن ورغم أنها كانت وثنية فى وقت أحداث القبض على المسيح ومحاكمته, إلا انها متدينة بشكل عام وتخشى الآلهة وتتأثر بالمعجزات ولها قلب طيب. وعندما عين طيباريوس قيصر بيلاطس والياً على اليهودية بتوصية من سيجانوس (رجل القصر القوى) كان بيلاطس مايزال خطيباً لــ “بروكولا” وكانت هى ماتزال فى السابعة عشر من عمرها.
كان جد بروكولا شخصاً مشهوراً يدعى “جرايوس بروكوليوس”, وكان صديقاً لأغسطس قيصر, وربما كانت هناك صلة قرابة بين العائلتين. ورثت بروكولا مقر العائلة بالقرب من “ميسينا” حيث تربت مرفهة متدينة, فى حين لم يكن بيلاطس متديناً (وان لم يكن متعصباً بطبعه ضد أى ديانة), عندما تزوج بيلاطس من بروكولا لم تكن عائلته فى مستوى ثراء عائلة البروكليين, ولكن جمع العائلتين حبهم للفروسية ومالها من التاريخ العسكرى, وقد تزوجا فى 14 يونيو سنة 26م. وعندما وصلت لليهودية صارت لها علاقات حميمة مع نساء قيصرية وأورشليم, واهتمت بقضايا الولاية, ولكن مع ذلك لم يكن بيلاطس يقبل الأخذ برأيها كثيراً.
حلم بروكولا:
أتاحت الحفلات الكثيرة التى شاركت فيها بروكولا على مدار ثلاث سنوات التعرف عن كثب على شخصية المسيح و تعاليمه ومعجزاته, ومن ثم شعرت أنه يمكن أن يكون نبياً وربما إلهاً, ومن هنا تحمست لقضيته وهابته وأحبته. ولا شك أن أحاديث طويلة دارت بين بيلاطس و بروكولا عن شخصية يسوع المسيح وما يدور حوله من جدل, ومن المؤكد أن أهم تلك الأحاديث تلك التى دارت ليلة محاكمته, لا سيما بعد تلك الزيارة المشبوهة عندما مر رئيس الكهنة قيافا به فى منزله للاتفاق على تسوية القضية لصالح أعداء يسوع.
بكّر بيلاطس فى الخروج إلى دار الولاية بينما كانت هى ماتزال فى فراشها, وقد استيقظت لاحقاً من نومها مذعورة, فأسرعت و تناولت قرطاساً وربما قرصاً من الشمع (وهى طريقة متبعة فى ذلك الوقت فى المراسلات) لتكتب رسالة تحذيرية توسلية, حملتها لأحد حراسها إلى بيلاطس وهو جالس على كرسي القضاء “إياك وذلك البار, لأنى تألمت اليوم كثيراً فى حُلم من أجله”. (مت 27: 19).
اضطرب بيلاطس وتضايق حالما فض الرسالة وقرأها, ومع ذلك فقد أسهمت هذه الرسالة وهذه اللفتة فى زيادة محاولات بيلاطس لتخليص المتهم الواقف أمامه من الموت, حيث بثت فيه الرسالة روح العدالة الرومانية, والتى تقول “أقِم العدل ولو انطبقت السماء على الأرض” ومن ثم راح يدرس القضية بتدقيق أكثر, مما ضايق اليهود.. وربما ظن بعضهم أنه قد أتته رسالة من رئيسه بهذا الخصوص!.
وكما أرسلت بروكولا معلنة “إياك وذلك البار” …فقد هتف بيلاطس قائلاً “إنى برىء من دم هذا البار!..”(مت 24:27).
بقية أخبار بروكولا:
نسمع بعد ذلك عن هياج أهل السامرة ضد بيلاطس لقتله عدداً كبيراً منهم, وأنهم قد قدموا شكاية ضده للإمبراطور سنة 36م. حيث أمر بنفيه هو وزوجته, ويرد فى بعض التقاليد أن بروكولا والتى تتبعت خطوات المسيح وتعاليمه, إبان وجوده على الأرض قد تحولت إلى المسيحية بعد ذلك. وإذا صدقت التقاليد التى تفيد بأن كلاهما قد صار مسيحياً فستكون بروكولا قد آمنت أولاً.
 
قديم 23 - 05 - 2015, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 7838 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوسف الرامى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يعتبر “يوسف الرامى” من الشخصيات الهادئة الوقورة. متوازن وقوى الشخصية وله كلمة مسموعة ولسنا نعرف متى تبع السيد المسيح وصار له تلميذاً. إنه نموذج جيد للتلميذ المخلص الصادق, وإن كان فيه بقية من الأنسان العتيق. فقد كان مثل نيقوديموس يخشى رد فعل اليهود متى عرفوا إنه تلميذ للمسيح.
ويقول القديس مرقس أن يوسف الرامى هو “تلميذ ليسوع” وهو أيضاً “منتظر ملكوت السموات”
ولادته:
ولد يوسف فى “الرامة” أو “الرمتايم” وهى نفس البلدة التى ولد فيها صموئيل النبى (اصم1:1) ومعنى اسم تلك البلدة “مرتفع الحراس” ويعتقد أن موقعها الآن “رام الله”.
يوسف الرامى فى الأناجيل:
ذُكر عنه فى البشائر الأربعة بأنه:
1- رجل غنى (مت 57:27)
2- مشير شريف (مر43:15)
3- مشيراً ورجلاً صالحاً باراً (لو50:23)
4- تلميذ يسوع (يو38:19)
وظيفته الدينية:
واضح أنه كان عضواً فى السنهدريم وعندما أنعقد المجمع لمحاكمة يسوع (قبل القبض عليه) رفض أن يوافقهم على رأيهم.
ولم يستطع يوسف أن يُكرم المسيح فى حياته ولكن أحداث الآلام و الصلب الدامية حركت مشاعره وعندما مات يسوع على الصليب طلب يوسف من بيلاطس جسد يسوع ليدفنه بنفسه, ولكن تعجب بيلاطس بأن يسوع مات سريعاً. والدليل على ذلك أنه استدعى قائد المئة ليتأكد منه, وبعدها وافق على طلب يوسف. (مر44:15).
“ولكن كيف تجاسر كما يقول القديس مرقس ويدخل إلى بيلاطس ويطلب جسد يسوع (مر43:15) وهو ليس من أقرباءه كما التشفع فى مصلوب أمر يعرض للمتاعب وقد يصل فى بعض الأحيان إلى الإعدام لمجرد طلب جسد المصلوب ولكن يوسف رجل سنهدريمي وله شهرته.
التكفين والدفن:
مع أن بائعى الأكفان والحنوط كانوا لا يعملون أيام السبوت إلا أن نيقوديموس استطاع شراء الحنوط قبل السبت, أما الكتان فكان كتاناً نقياً بمعنى أنه غالى الثمن (مت59:27)
وقام كل من يوسف الرامى ونيقوديموس بتكفين جسد يسوع مع الأطياب حسب عادة اليهود (يو40:19).
القبر الذى دٌفن فيه السيد:
هو قبر ملك خاص ليوسف الرامى حفره ليٌدفن فيه بالقرب من المدينة المقدسة, وحفر ذلك القبر خصيصاً فى الصخر لتكون مقبرة العائلة ولم يكن أحد قد دُفن فيه بعد (يو41:19, مت60:27) والقبر الذى من هذا النوع مُكلف جدا, ولم يعتد علًى فعل ذلك إلا الأغنياء فقط.
الحجر على فم القبر:
كان هذا الحجر الثقيل عبارة عن أسطوانة مثل حجر الطاحونة يُدحرج حتى يأتى مقابل فتحة القبر. مع وجود هبوط تحته يستقر فيه حتى لا يمكن دحرجته بسهولة وإلا لكانت النسوة حركوا الحجر بسهولة ولكنهن بحثن عمن يدحرجه لهن (مر3,2:16). ولعل دفن يوسف لجسد المسيح كان أعظم عمل جاء إلى الحياة لأجله.
وتعيد له الكنيسة القبطية فى يوم 22 برمهات الموافق 31 مارس من كل عام.
 
قديم 23 - 05 - 2015, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 7839 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نيقوديموس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اسم نيقوديموس يُعنى “نقى الدم” أو “منتصر على الشعب” وهذا الاسم كان من الأسماء الشائعة بين اليهود فى القرن الأول الميلادى.
نيقوديموس فى الأناجيل:
ذُكر نيقوديموس ثلاث مرات فى العهد الجديد:
1- هو الذى أتى إلى يسوع ليلاً وتحدث معه عن الولادة الجديدة (يوحنا 3).
2- هو الذى على استحياء عاتب مجلس السنهدريم على التسرع فى الحكم على يسوع.
3- أعظم عمل قام به فى حياته وهو دفن جسد يسوع.
لقاء نيقوديموس بالسيد المسيح:
جاء نيقوديموس إلى السيد المسيح ليلاً وراح يسأل مثل تلميذ مبتدىء. كيف يولد شيخ كبير مثله من جديد؟, ألعله يقدر أن يدخل بطن أُمه ثانيةً! غير أن السيد المسيح لم يكن يتكلم عن البطن الجسدية بل البطن الروحية, بطن الأم والتى تلد بنين الله.
وهكذا كان نيقوديموس المعلم والحاخام الكبير لا يُدرك أن الناموس والأنبياء والنبوات والرموز كلها أشارت إلى رب المجد يسوع وتوقفت عنده.
دفن السيد المسيح:
يُذكر أن نيقوديموس اشترى مئة رطل من الحنوط مع الكتان النقى لينال هذه النعمة العظيمة مع يوسف الرامي فى تكفين جسد يسوع.
ويُذكر أيضاً فى بعض التقاليد إنه اعترف جهراً بالمسيح فادياً ومخلصاً, ونال سر المعمودية على يدى القديس بطرس, وما أن سمع السنهدريم فى أورشليم حتى أصدروا قراراً بطرده من مركزه, ونفيه من أورشليم (لعله اختار هذا النفى), وقد فقد ثروته مع إنه كان من أثرياء اليهود ولكنه ضحى بكل ما يملك ليفوز بكنز الإنجيل و الكنز المذخر له فى الحياة الأبدية. “انه الكنز الذى مضى التاجر وباع كل ما له واشتراه”
وتعيد له الكنيسة القبطية فى يوم 17 برمودة الموافق 25 أبريل من كل عام.
 
قديم 23 - 05 - 2015, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 7840 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مريم المجدلية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تلقب بالمجدلية تميزاً لها عن غيرها من المريمات. وقد اطلق عليها “المجدلية” لأنها كانت من “مجدل( )”.
وقد شفى الرب يسوع مريم المجدلية بأن أخرج منها سبعة شياطين (مر 16: 9، لو 8: 2)، وهذا معناه أنها كانت مريضة وشفيت تماماُ. وليس ثمة ما يبعث الظن بأنها كانت إمرأة خاطئة. كما لا يوجد مطلقاً ما يدعو للخلط بينها وبين المرأة الخاطئة المذكورة فى الصحاح السابع من إنجيل معلمنا لوقا (7: 36- 50).
ومن الواضح أنها كانت سيدة ثرية، إذ يذكر اسمها بين النساء اللواتى شفاهن الرب يسوع ”من أرواح شريرة وأمراض مريم التي تدعى المجدلية التى خرج منها سبعة شياطين، ويونَّا امرأة خوزى وكيل هيرودس، وسوسنة وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن“ (لو 8: 1-3) ولو أنها كانت المرأة الخاطئة التي ذكرها فى الأصحاح السابع، لَمَا فاته أن يجمع بينهما.
وتظهر مريم المجدلية بعد ذلك عند الصليب بين عدد من النسوة اللواتى كنَّ قد تبعنه من الجليل (مت 27: 55-56، مر 15: 40-41) حيث يرد ذكرها مع مريم أم يعقوب ويوسي و(سالومة) أم ابني زبدى.
وفى يوم الأحد جاءت إلى القبر والظلام مازال باقياً، فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر، فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس ويوحنا وأخبرتهما بما رأته وعادت مع بطرس ويوحنا إلى القبر، فرأوا القبر فارغاً والأكفان موضوعة، فآمن التلميذان بقيامة الرب ومضيا إلى موضعهما أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكى عندما ظهر لها السيد المسيح فظنت أولاً أنه البستانى ولكنها عرفته عندما قال لها ”يا مريم“ ثم كلفها ان تذهب إلى التلاميذ وتخبرهم بما رأت، وأنه سيسبقهم إلى الجليل (مت 28: 10، مر 16: 10، يو 20: 1-18). فأتت وبشرت التلاميذ بالقيامة، فتمت بذلك نبوة يوئيل النبي القائلة : ” ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي علي كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويري شبابكم رؤى ” (يؤ 2 : 28).
وبعد صعود الرب بقيت في خدمة التلاميذ وفى يوم الخمسين حل عليها الروح القدس ونالت مواهب الروح القدس. وقد بشرت هذه القديسة مع التلاميذ وردت نساء كثيرات إلى الإيمان بالمسيح وأقامها الرسل شماسة لتعليم النساء وللمساعدة عند تعميدهن. وقد نالها من اليهود تعييرات وإهانات كثيرة وتنيحت بسلام وهي قائمة بخدمة التلاميذ.
وتعيد لها الكنيسة القبطية فى يوم 28 أبيب (4 أغسطس) بينما تعيد لها الكنيسة الغربية فى يوم 22 يوليو.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024