![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 78301 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مغفرة الانسان لأخيه الانسان إذا غفر الله للإنسان، فليس بوسع الإنسان إلا أن يغفر لأخيهِ الإنسان " فإِن تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أَبوكُمُ السَّماوِيّ وإِن لَم تَغفِروا لِلنَّاس لا يَغْفِرْ لكُم أَبوكُم زلاَّتِكُم" (متى 6: 14-15)، والواقع انه منذُ العهد القديم لم تقتصر الشريعة فقط على وضع حدٍ للانتقام بسنّة الثأر، العين بالعين والسن بالسن (خروج 21/23 -25) التي نجدها ايضاً مدوَّنة في شريعةِ حمورابي وفي الشرائع الأشورية، ولكنها تَنهى عن بغض الآخر لأخيه، كما أن تُحرّمُ الانتقام والحقد على القريب. إن الله منعَ الإنسان من أن يسعى وراء انتقام شخصي، فقال له: "لي الانتقام" (تثنية الاشتراع 32: 35)، "لا تَنْتَقِمْ ولا تَحقِدْ على أَبْناءِ شَعبِكَ، وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ: أَنا الرَّبّ" (أحبار 18:19)، ومن جُملةِ الأمثلة البارزة التي يقدمها الكتاب المقدس على صفح الإنسان عن اخيه الإنسان هو صفحُ عيسو عن أخيه يعقوب (تكوين 33)، وصفح يوسف عن إخـوته الذين باعـوه إلى مصر " أَرْجو ان تَغفِرَ שׂض¸×گ لإِخَوتِكَ ذَنبَهم وخَطيئَتَهم، فقَد فَعَلوا بِكَ سوءاً والآن أَسأَلُكَ أَن تصفَحَ שׂض¸×گ عن ذَنْبِ عَبيدِ الهِ أَبيك "(تكـوين50: 17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78302 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في العهد الجـديد فهناك نداءٌ مُلح ٌعن الصفح الاخوي: " وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَاغفِرْ " (لوقا 17: 4)، " لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر." (متى 5: 39)، ولا يُقصد هنا عدم مُقاومة الشر عامة، الفعل المستعمل يعني المقاومة بمعنى " الرد على" ومقابلة الضربة بالضربة إما فوراً وشخصياً، وإما بهجومٍ معاكس في المحكمــة (رومة 12: 19-21)، وإذا نادى المسيح بعدم مقاومة الشر عن طريق العنف والضرر والانتقام للنفس، فهذا لا يعني الاستسلام أو اللامبالاة تجاه الشر، بل لا بد من المقاومة النفسية والأدبية كما عمل يسوع عندما لطمهُ واحدٌ من الحرس "أَجابَه يسوع: ((إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني؟" (يوحنا 18: 23)، وإفساح المجال لعمل الله كما أوضحُ ذلك بولس الرسول " قالَ الرَّبُّ: لِيَ الاِنتِقامُ وأَنا الَّذي يُجازي " (رومة 12: 19)، وطلبَ يسوع من تلاميذهِ أن لا يغفروا سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات، وهذا يعني إلى ما لا حدَّ له (متى 18: 21)، بل هناك تهديدٌ إلى من لا يغفر لأخيه من صميم قلبه (متى 18: 35)، وعلق غاندي على أهمية الصفح قائلاً: " إن عشنا حسب نوعية عدالة " العين بالعين" فسوف يُصبحُ العالم كله عمياناً بسبب الظلم الذي يوقعه الإنسان بأخيهِ الإنسان". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78303 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الغفران محاولة لنسيان إساءة الغير، فالنسيان هو نتيجة الغفران، وليس تطبيق العدل على الشخص الذي اساء، بل هو تطبيق العدل على نفسك، ويعلق البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني " إن الوصيَّة السّمحاء بالمغفرة لا تقضي على مستلزمات العدالة الحق؛ ذلك أن العدالة في مفهومها الصحيح، تشكّل غاية المغفرة. وما من موضع في الإنجيل يُقال فيه أن المغفرة – الّتي تنبع من الرحمة – تعني التّغاضي عن الشر. لأن التكفير عن الشر والشكوك والتعويض عن الإساءة والاهانة شرط للغفران" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78304 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا فرنسيس " كما يغفر الله لنا هكذا علينا نحن أيضًا أن نغفر لمن يُسيء إلينا. تحديدًا كما في الصلاة التي علّمنا يسوع إياها، الصلاة الربّية عندما نقول: "وأَعفِنا مِمَّا علَينا فَقَد أَعفَينا نَحنُ أَيضاً مَن لنا عَلَيه" (متى 6، 12). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78305 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني " إن الوصيَّة السّمحاء بالمغفرة لا تقضي على مستلزمات العدالة الحق؛ ذلك أن العدالة في مفهومها الصحيح، تشكّل غاية المغفرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78306 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الغفران ليس تبسيطاً للأمور، لأن الغضب ما زال كامناً يتقد ويشتعل، ولا يعني ذلك التغاضي عن الخطأ، والنظر في الاتجاه الآخر، كما أنه ليس ضعفاً، كما قال برناردشو "إن الغفران للمُسيء هو حيلةُ العاجز الذي لا يستطيعُ أن يرد الإساءة بالإساءة ". فالتعامل مع الإساءة يتطلب شجاعة وصلابة، أن من يُسامحُ ويعفو هو الأقوى والأكرم، كما قال قيس بن عاصم: " لا يظهرُ العفو إلا مع الاقتدار"، فالغفران ليس ضرباً من ضروبِ الدبلوماسية، أو ومضةٍ عابرةٍ من ادعاء التقوى، بل هو من الحب الذي يشفي الداء ويُزيل ألألم عندما يَخذلنا الناس، أنه الحب الذي يُذكرنا بأننا ضحيةٌ لذنبٍ اقترف في حقنا. تحدثُ مُعجزةُ الغفران عندما نختار أن نستمر قُدماً في الحياة، لأننا نرفض أن تغذينا مشاعر الكراهية والانتقام، لأننا نختار الحب والقبول للمذنب من أجل التصالح والاتفاق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78307 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أراد السيِّد المسيح أن يدخل بتلاميذه إلى حياة الغفران للآخرين، بعيدًا عن روح الانتقام والكراهيّة التي تحجبنا عن ملكوت السماوات. ويُعلّق القديس يوحنا الذهبي الفم على ذلك بقوله: "عندما تُفكِّر في الانتقام، انظر أنك تنتقم من نفسك لا من الآخرين، إذ تربط خطاياك لا خطايا أخيك. أي شيء أكثر خطورة من أن تكون منتقمًا، إن كان هذا ينزع عنك عطيّة الله العُظمى؟" يقدّم لنا الذي يُخطئ إلينا ويظلمنا، فرصة لغسل خطايانا كما يُضيف القديس يوحنا الذهبي الفم: "إننا نعاقب أنفسنا بكراهيّتنا للآخرين، كما نستفيد بحبّنا لهم". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78308 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() خير مثال عل المغفرة لآخر هو في مثل البابا القديس يوحنا بولس الثاني، حينما نوى مواجهة محمد علي اقجا التركي الذي حاول اغتياله في الثالث عشر من أيار 1981. فقد أعلن البابا بعد خمسة أيام من رميه بالرّصاص، عن صَفْحِه الكامل لذلك الشخص، وبعد أن استرجع قواه قام البابا نفسه بزيارة السجن الذي كان مقيما فيه قاتله الإرهابي في روما، وقابله وجها لوجه وأعرب له عن صفحه الكامل لعمله التّاريخي المشين وغفر له ليس " إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات".
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78309 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ان الغفران يكمن في ان يشعر المُساء إليه نحو المُسيء ويسلك معه كأنه لم يسئ إليه. ويجب على المُسيء ان يسال المغفرة كما طلب المسيح "وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَاغفِرْ له" (لوقا 17: 4) وحينئذ يُجيب على المُساء إليه بالمغفرة، ولكن إذا لم يطلب الغفران لا يجوز للمُساء اليه ان يحقد عليه او يقصد الانتقام منه بل يجب ان يشفق عليه ويسعى في خيره كما علَّمنا يسوع في مثل السامري الرحيم (لوقا 10: 30—37). الغفران بحد ذاته هو تحررٌ من الماضي، إنه يصنعُ بداية جديدة، حيث أنك تجدُ نفسك تمد يدك مُصافحاً المسيء إليك قائلاً: "لن اسمحَ لما فعلت أن يقف عثرة في الطريق، أو أن يفرق بيننا، لن اقيد نفسي بسلاسل الماضي، بل سأتحرر منها، حيث أن رباط الحب أقوى مما حدث"، فالغفران أمرٌ جميلٌ ولكنه ليس سهل المنال، حيث ينبغي على المرء أن يتجاوز عقباتٍ كثيرةٍ قبل أن يستطيع أن يغفر ويصفح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78310 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كيف الوصول الى المغفرة الغير؟ هدف كلام يسوع في الغفران هو مساعدة الناس على أن يجعلوا الغفران مسؤوليّتهم الخاصة، أي مسألةً يتعيّن عليهم تعلّمها، وإيجاد الطرق المناسبة للغفران والمبادئ والمعايير في الغفران. فليست العبرة في جسامة الخطأ، بل في الصعوبة التي يعانيها الانسان في سبيل الصفح عن خطأ خصمه. فإنَّ طبيعَتنا مفطورة على حُبِّ الذات والرغبة في الانتقام. كتب المؤلف " جويس هاجيت " عن المغفرة: " عليَّ دائماً أن أغفر لشخص ما عندما أريدُ أنا ذلك، وأكتشفُ أن الغفران في المرتبة الأولى، لا يمت بأي صلة إلى المشاعر، بل له علاقة وثيقة بالإرادة، فالصفح هو قرار العقل في التخلّص من الغضب والكراهية والاستياء، ويأتي دور المشاعر فيما بعد، عندما أشعر بفرصة الغفران، أمَّا في بداية الأمر، فإن المشاعر كلها تكون مُتأججةٌ كالنيران"، وهنا يلمح الكاتب إلى طريقين للغفران وهما طريق العقل وطريق القلب، إلا أنه لا بد من إضافة طريق أخرى هي الروح، وعليه فالغفران يتطلبُ طريقاً ثلاثياً. |
||||