منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 06 - 2022, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 77811 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنه يعضد المتواضعين، فيحولهم إلى كواكب .

يقول دانيال النبي إن الأبرار يضيئون كالكواكب،
والأثمة يُطرحون إلى أسفل،
وفي الوسط المسرعين إلى الأعالي.
.

القديس جيروم
 
قديم 13 - 06 - 2022, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 77812 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العدد الذي به يحصى الله القديسين
يتم بنظامٍ معين روحي.

لقد قيل:

"يحصي عدد الكواكب. يدعو كلها بأسماء"

(مز 147: 4).




القديس أوغريس
 
قديم 13 - 06 - 2022, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 77813 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تعرف ما الذي يربط مجموعة الثريا معًا،
ويحفظ الجوزاء في مكانها؟
نقرأ في الكتاب المقدس: "هل تربط أنت عقد الثريا،

أو تفك عقد الجبار؟" (أي 38: 31) الذي يفعل هذا هو الله،
الذي "يحصي عدد الكواكب، يدعوها كلها بأسماء" (مز 147: 4).


القديس غريغوريوس النزينزي
 
قديم 13 - 06 - 2022, 12:59 PM   رقم المشاركة : ( 77814 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التسبيح والتمتع بالقوة الإلهية

عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا، وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ.
لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ .

إذ هو الخالق القدير، ليس فقط خلق تلك الكواكب التي لا تُحصي، وإنما يحصي عددها ويدعوها بأسماء، وكأنه يهتم بكل كوكبٍ.
ربما يتساءل أحد، قائلًا: إنني لن أنكر عظمة الخالق، ولا قدرته الفائقة، لكن أين رعايته لي، وأنا أعاني من ضيقات كثيرة؟ إني اشعر مع أرسطو أنه خلق العالم وأوجد قوانينه الطبيعية، حركه ثم تركه، يبقي في سماواته لا علاقة له بخليقته.
لهذا يجيب المرتل: "لفهمه لا إحصاء". هو يحصي الكواكب ويدعوها بأسماء، أما فهمه فليس من كائنٍ يقدر أن يعرف أسراره وخطته. وكما جاء في إشعياء: "أما عرفت أم لم تسمع. إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا، ليس عن فهمه فحص، يعطي المعيي قدرة، ولعديم القوة يكثر شدة... أما منتظرو الرب فيجددون قوة، يرفعون أجنحة النسور، يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون". (إش 40: 28-31)
عظمة الرب وقدرته، ليس فقط أنه عظيم وقدير، وإنما يجعل الملتصقين به عظماء وقديرين، يهبهم ما يبدو مستحيلًا. وكما أن صلاح الله يتجلي في أن يحول حتى ما يبدو شرًا إلي خيرٍ وصلاحٍ، يحولنا من الضعف البشري إلى جبابرة بأس.
بروح الوداعة نثق في وعوده، فننعم بقوة خلاصه. يقول الرسول: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء، لأنه من عرف فكر الرب أو من صار له مشيرًا؟!" (رو 11: 23-24)
* "عظيم هو ربنا". إذ يمتلئ المرتل بالفرح يفيض بكلماته بقوة، ومع ذلك كان إلى حدٍ ما عاجزًا عن التكلم...
"وعظيمة هي قوته، ولا عدد لفهمه". ذاك الذي يحصى الكواكب هو نفسه لا يُمكن أن يُحصى.
كيف نفسر هذا؟ من يمكنه أن يتأهل حتى لتخَّيل معنى "ولا عدد لفهمه"...؟ مهما احتوى هذا العالم من أمورٍ غير محدودة، فهي غير محدودة بالنسبة للإنسان، لكنها ليست كذلك بالنسبة لله، فهي محصية حتى بالنسبة للملائكة.
فهمه يتعدى كل آلات حاسبة، إنها غير محصية بالنسبة لنا. الأعداد نفسها من يعدها؟ ماذا إذن بالنسبة لله الذي به كان كل شيء؟ وأين صنع كل الأشياء؟ ولمن قيل: "أنت نظَّمت كل الأشياء في مقياسٍ وعددٍ ووزنٍ"؟ (حك 11: 20) أو من الذي يقدر أن يعِّد أو يقيس أو يزن، المقياس والعدد والوزن أنفسها، بينما وضع الله نظامًا لكل الأشياء؟ لهذا "لا عدد لفهمه".
لتخمد الأصوات البشرية، ولتسكن الأفكار الإنسانية، ليتها لا تمتد نحو الأمور التي لا يمكن وصفها كي ما تصفها
القديس أغسطينوس
* لا تسأل كيف (يجمع شعبه) وبأية وسيلة، فعظمته بلا حدود، إذ يقول: "ليس لعظمته حدود" (راجع مز 145: 3). وكما أن عظمته بلا حدود هكذا أيضًا فهمه...
معرفته عجيبة؛ من ثمَّ يقول المرتل أيضًا: "عجيبة هذه المعرفة فوقي، ارتفعت لا أستطيعها". (مز 139: 6) وبالتالي أحكامه لا تُفحص، لذا يقول: "أحكامك لجة عظيمة" (مز 36: 6). مادام هو عظيمًا، وقويًا، ولا يمكن إدراكه، لا تكن فضوليًا تسأل كيف يحدث هذا
* بعد أن تعلم أسرار حكمة الله الخفية، يقول إن هذه الحكمة لا يُمكن بلوغها ولا إدراكها، "عظيم هو ربنا، وعظيم القوة، لحكمته لا حدود" ، بمعنى أنه ليس من طريق لإدراكها .
القديس يوحنا الذهبي الفم

الرَّبُّ يَرْفَعُ الْوُدَعَاءَ،
وَيَضَعُ الأَشْرَارَ إِلَى الأَرْضِ
مسيحنا الذي جاء ليقيم ملكوت الله في داخلنا، يهبه لنا إن سلكنا بروح الوداعة والتواضع.
"الرب يرفع الودعاء، ويضع الأشرار إلى الأرض". يريد الله أن جميع الناسيخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون (1 تي 2: 4). فمن يعترف بضعفه، ويسلك بروح التواضع يرفعه الرب كما بجناحي حمامة، ويطير كما في السماء. وأما من يُصر على شره، فبثقل الخطية يهبط مع فرعون وجيشه في الأعماق كحجرٍ (خر 15: 5).
حينما يقول المرتل "يضع الأشرار إلي الأرض"، إنما يعني أنه تحت إصرار الأشرار علي شرهم، يسمح الله لهم أن يهبطوا تحت ثقل خطاياهم إلي الأرض، ولا يستطيعوا القيام أو الانطلاق نحو السماوات. وذلك كما أصر فرعون على مقاومته للحق الإلهي، فتركه يمارس قسوة قلبه.
يرى القديس أغسطينوس أن هذه العبارة وردت بعد القول: "لا عدد لفهمه"، وذلك لأنه إذ يشعر الإنسان بعجزه عن فهم الأسرار الإلهية، يليق به أن يكرِّم الكتاب المقدس، كلمة الله، حتى إن بدا له أنه غير واضح، وبروح الوداعة ينتظر ليعطيه الرب فهمًا، دون أن ينتقد غموض الكلمة، أو يتهم الكتاب بوجود متناقضات.
إن كان الله يسمح بوجود غموضٍ، إنما لكي نقرع فيفتح لنا. هذا القرع على الباب الإلهي نافع للإنسان.
* لئلا يقول بعض الأغبياء: ماذا تفيدنا المعرفة الدقيقة للكواكب؟ لهذا يشير المرتل أيضًا إلى العناية التي يقدمها للكائنات البشرية بهذه الطريقة. إنه لا يقول: "الرب يعين الودعاء"، بل ما هو أعظم، "يرفع"، كمن يتحدث عن أبٍ محبٍ.
الآن ماذا تعني "يرفع"؟ الفوز الساحق، والسمو، والمسك باليد.
ألا ترون أيضًا قوته في العمل في كل حالةٍ، برفع المتواضعين والهبوط بالمتشامخين؟
القديس يوحنا الذهبي الفم
* تشير الكلمات: "ليأت إلى (جنته)" (نش 4: 16) إلى إعطاء حرية الاختيار مثل "ليتقدس اسمك" "ولتكن مشيئتك". وكما توضح هاتان الفقرتان حرية الاختيار، فإن صلاة العروس "ليأت إلى" تشير إلى الله مانح ثمار الفضيلة وإلى نزول العريس من أجل حبه للبشرية.
لا يمكن لنا أن نرتفع إلى أعلى السماوات بدون أن ينزل هو إلى الودعاء ويرفعهم (مز 147: 6)، لذلك تنادي النفس التي ترتفع إلى أعلى الله الذي لا حدود له، وتصلي له لكي ينزل من علياء عظمته حتى يتمكن من يعيشون على الأرض أن يقتربوا منه.
وبينما كانت تتكلم، يجيب الرب "هأنذا" (إش 58: 9). سمع الرب ما كان يدور بخلد العروس، ومنحها سؤل قلبها، وأتى إلى جنتها عندما كانت ريح الجنوب تهب، والتقط ثمار أطيابها، واِمتلأ بثمار الفضيلة، وتكلم عن وليمته، قائلًا: "قد دخلْتِ جنتي يا أختي العروس. قطفت مرّي مع طيبي. أكلت شهدي مع عسلي. شربت خمري مع لبني. كلوا أيها الأصحاب، اِشربوا واِسكروا أيها الأحباء" (نش 5: 1).
هل ترى الآن كيف تفوق عطية العريس ما تطلبه العروس؟ أرادت العروس ينابيع من الأطياب في حديقتها وأن تهبّ على نباتاتها ريح الجنوب في منتصف النهار، وأن ينال راعي الحديقة الثمار حسب اختياره... جعل العريس الأشجار تُنتج الخبز الذي خلطه بعسله بدلًا من الثمار المختارة

القديس غريغوريوس النيسي

أَجِيبُوا الرَّبَّ بِحَمْدٍ.
رَنِّمُوا لإِلَهِنَا بِعُودٍ .

يليق بنا أن نتحدث مع كل شخص بلغته. الله ينبوع الفرح السماوي، فمن يود الحديث معه يلزمه أن يتعلم لغة الشكر أو الحمد، مع الترنيم أو التسبيح. فالقلب الشاكر ينفتح على الله، ويُقال عنه ما قيل عن موسى: "ويكلم الرب موسى وجهًا لوجه، كما يكلم الرجل صاحبه" (خر 33: 11). أما القلب المتذمر، فلن يقدر أن يسمع صوت الله، وإن سمعه لا يفهمه، وبالتالي لا يقدر على الدخول في حوار حب مع خالقه ومخلصه.
* "ابتدئوا للرب بالاعتراف". إن أردت البلوغ إلى فهم واضح للحق، ابتدئ بهذا.
إن أردت العبور من طريق الإيمان إلى بلوغ الحقيقة "ابتدئ بالاعتراف".
أولًا اتهم نفسك، وسبِّح الله... وماذا بعد الاعتراف؟ ليتبع ذلك الأعمال الصالحة.
"رنموا لإلهنا بالقيثارة"... ليس فقط بالصوت، وإنما أيضًا بالأعمال.
القديس أغسطينوس
* بعد الإشارة إلى إنجازات الله، يحثهم (المرتل) على التسبيح، قائلًا: "اصرخوا إلى الرب بالاعتراف (الحمد)"، أي بالشكر في غيرة عظيمة .
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "رنموا لإلهنا بقيثارة". للقيثارة أوتار كثيرة، إذا انكسر أحدها لا يمكن العزف عليها. هكذا الإنسان الصالح، حتى وإن كان قديسًا إن افتقر إلى فضيلةٍ واحدةٍ لا يستطيع أن يشترك في تقديم تسبحته!
القديس جيروم


الْكَاسِي السَّمَاوَاتِ سَحَابًا،
الْمُهَيئ لِلأَرْضِ مَطَرًا،
الْمُنْبِتِ الْجِبَالَ عُشْبًا .

كثيرًا ما يشير السحاب إلي القديسين، الذين إذ تُغفر خطاياهم، لا تثقل نفوسهم لتهبط إلي الأرض، أو تغوص في الأعماق كحجرٍ، بل تطير كسحابٍ نحو السماء، وترتفع من مجدٍ إلي مجدٍ.
الله في حبه للبشرية يهيئ للأرض مطرًا، فيحول البراري القاحلة إلي جناتٍ مثمرةٍ. ما هو هذا المطر إلا نعمته الإلهية التي تنزل إلى قلوبنا، فتقيم ملكوتًا إلهيًا داخلنا؟
"المنبت الجبال عشبًا"، تكسوها بالجمال، وتجعلها صالحة لرعاية الغنم، ويرتفع عليها الرعاة بقطعانهم بفرحٍ وبهجةٍ. هكذا يعمل الله في حياة أولاده، فيقيم منهم جبالًا مقدسة، تصير مراعٍ خضراء ترعى فيها نفوس كثيرة، حيث تجد فيها كلمة الله طعامًا روحيًا ينعشها.
في العبارات السابقة أوضح القديس أغسطينوس أن ما ورد في الكتاب المقدس يبدو أحيانًا غامضًا حتى نقرع على الباب، فيهبنا الله فهمًا، ونتمتع بخبرات مفرحة. كما أوضح أن الله يرفع الودعاء الذين بروح التواضع يطلبون من الله الفهم، ولا يأخذون موقف النقد بروح الكبرياء والتشامخ.
الآن يقدم المرتل تشبيهًا عمليًا. عندما تمتلئ السماء سحابًا تختفي السماء وتبدو غامضة، وإذ تُمطر السحب تأتي الأرض بثمار كطعامٍ للإنسان والحيوان. هكذا السحب هنا هي غموض النبوات في الكتاب المقدس، لكن متى تحققت يدرك المؤمن الأسرار الإلهية، ويتقبل هذا المطر، أي الفهم المقدم لنا من الأعالي، ليجعل أرضنا مثمرة ومتهللة!
* انظروا إلى حكمته، فقد أشار (المرتل) إلى الأمور الصالحة التي للنفع العام والمقدمة لكل واحدٍ، غالقًا أفواه (الأشرار) بذات الفيض الذي يقدمه الله. بمعنى آخر إن كان هكذا يقدم عناية عظيمة حتى بالنسبة لغير المؤمنين حتى يجمع سحابًا، ويرسل مطرًا للشرب، ويهب حيوية للأرض، كم بالأكثر يعمل لنفعكم يا من تُدعون شعبه الخاص.
* لئلا يقول شخص متبلد: بماذا تنفعني السماوات؟ للحال يشير إلى حاجة البشرية، مظهرًا هذه الإضافة لماذا يكسي السماوات بالسحاب. يقول: من أجلكم؛ لكي يمدكم بالمطر، فالمطر هو لأجلكم، حيث يجعل العشب ينمو... إنه يرسل المطر للشرب، ويهب الأرض حيوية وبهجة، وبالأكثر هو لنفعكم أنتم الذين تُدعون شعبه الخاص .
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "المهيئ للأرض مطرًا". تحتاج الأرض إلى المطر، ينبوع التعاليم الإلهية، لتعطي ثمرًا.
"المنبت الجبال عشبًا". الكتاب المقدس يدعو إبراهيم جبلًا، وإرميا وإسحق والأنبياء جبالًا مقدسة. هذه الجبال تضم محاصيل وعشبًا. فالإنسان يحصل على المحاصيل منهم، والحيوانات تحصل على العشب .
القديس جيروم

الْمُعْطِي لِلْبَهَائِمِ طَعَامَهَا،
لِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ .

جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "ويعطي البهائم غذاءها، ولفراخ الغربان التي تدعوه".
إن كان الله قد خلق الحيوانات لخدمة البشر، فإنه يعتني بالحيوانات، فيرسل مطرًا على الجبال، لكي تنبت عشبًا كطعامٍ للحيوانات.
وتمتد رعاية الله إلى فراخ الغربان التي تبدو لنا بلا نفع، لكن الله الذي طبيعته الحب والرعاية يسمع صرخاتها، ويرسل لها طعامها. حقًا إن فراخ الغربان لا نفع لها للإنسان، وعاجزة عن حماية نفسها وتدبير أمورها، والله لا يتغاضى عن صرخاتها التي قد لا يسمعها أحد. كم بالأكثر تكون رعاية الله واهتمامه بالبشر، خاصة الذين يسبحونه، وهم من خاصته.
ليس للبهائم القدرة على النطق، لكن الله يعرف ما تسأله داخليًا، وما تحتاج اليه، فيقدم لها طعامها. كما يسمع لصرخات فراخ الغربان الجائعة، فيهبها طعامًا.
يقول القديس أغسطينوس إن هذه العبارة تحمل مفهومًا رمزيًا. فالقطيع الذي يعطيه الله غذاءه يشير إلى قطيع المسيح العاقل الذي يهبه طعامًا روحيًا يشبع أعماقه. أما بالنسبة للغربان فهي تشير إلى الأمم، وإن كانت قد عاشت زمانًا تتعبد للأوثان وتقاوم الحق الإلهي، غير أن فراخ الغربان تدعو الله لكي تخلص، فقد ترك الأمم آباءهم الوثنيين، ودعوا الله، فقدم لهم الإيمان الحي طعامًا لنفوسهم.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم فيض عناية الله الفائقة، فإنه إن كان يهتم بالسحاب ليجلب أمطارًا تنبت الجبال عشبًا لتجد الحيوانات طعامها، وذلك لصالح الإنسان، فإنه يهتم حتى بفراخ الغربان التي تبدو كأنها بلا منفعة، أفلا يهتم بالأكثر بالبشر الذين يحسبهم خاصته. "والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل: لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك، أنت لي" (إش 43: 1).
* يقول: "انظروا إلى طيور السماء"، ولم يقل: لأنها لا ترتبك بأمور الحياة، ولا تقيم أسواقًا للتجارة، لأنه من البديهي لا يحدث هذا. لكن ماذا قال؟ إنها لا تزرع ولا تحصد.
ورُبّ قائل: ماذا إذن، ألا يجب علينا نحن أن نزرع؟
لم يقل الرب ذلك. ولا يحبنا أن نمتنع عن الزراعة، بل أن نمتنع عن القلق.
وهذا لا يعني أن نكف عن العمل، بل أن يكف المرء عن ضيق الأفق، ولا يربك نفسه بالهموم. لأنه يأمرنا أيضًا أن نأكل، لكن دون أن نقلق.
داود أيضًا منذ القديم يقول بشكل سرِّي: "تفتح يدك، فتُشبع كل حي رضًى" (مز 145: 16). وأيضًا "المُعطي البهائم طعامها، ولفراخ الغربان التي تدعوه" (مز 147: 9)
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "المنبت الجبال عشبًا، والمعطي للبهائم طعامًا". إن كنت إنسانًا ستحصل على فهمٍ روحيٍ للأسفار المقدسة. إن كنت بهيمة للحمل، تحصل فقط على الحرف .
* "لِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ". لم يذكر طائر آخر سوى فراخ الغربان، وليس الغربان ذاتها. الغراب لا يخلص، إنما صغاره يُنقذون. نحن صغار الغربان، لأننا وُلدنا من آباء وثنيين. نحن نقرأ أقوال سليمان الحكيم: "العين التي تسخر من أبيها أو تحتقر حديث أمها تقورها الغربان في الوادي"، يقول الغربان وليس فراخ الغربان. لأن الإنسان الذي يشبه الغربان أو يتسم بصفاته لا يمكن أن يخلص. الغراب المبعوث من الفلك لا يعود إليه. كان في الفلك مع بقية المخلوقات أثناء الطوفان، بعد الطوفان طُرد خارجًا.
نحن إذن فراخ الغربان، نصرخ إليه ونخلص .
القديس جيروم

لاَ يُسَرُّ بِقُوَّةِ الْخَيْل.
لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ .

يعمل الله بالقليل كما بالكثير، ففي خلاصه لا يحتاج إلى إمدادات عسكرية "قوة الخيل"، ولا موارد بشرية "ساقي الرجل"، إنما يخلص بقدرته الإلهية ومحبته الفائقة للبشرية.
* "لا يُسر بقوة الخيل". قوة الخيل هي الكبرياء. لأن الخيل يبدو كمن يتهيأ ليحمل الإنسان عاليًا...
في الواقع للخيل رقبة ترمز لنوعٍ من التشامخ. ليت البشر لا يتشامخون كمن يستحقون هذا، ويظنون أنهم مرتفعون بامتيازاتهم السامية، كما من فرسٍ جامح
القديس أغسطينوس
* إذ كانوا ضعفاء، وغير مسلحين، ومُجردين من كل شيءٍ، لاحظوا كيف كانوا في حالٍ يجعلهم في رعبٍ، يقدم لهم الله العون في ضعفهم بالكلمات: "لا يُسر بقوة الخيل، ولا يرضى بساقي الرجل."
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "لا يُسر بقوة الخيل". مكتوب في المزامير: "باطل هو الفرس للأمان"، وفي موضع آخر في الكتاب المقدس: "الفرس والمركبة طرحهما في البحر". كانت الوصية ألا يربي ملك إسرائيل خيلًا. لكن سليمان الذي حصل على مركبات من مصر صار ضحية للشهوة.
"لا يرضى بساقي الرجل". يُسر الرب بالذين يتقونه (يخافونه). خوف واحد يطرد مخاوف كثيرة. أليس من الأفضل أن تخاف من واحد، فلا تخاف الكثيرين، من أن تخاف الكثيرين لكن لا تخاف الواحد؟
القديس جيروم

يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ،
بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ .

جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "يُسر الرب بخائفيه، وبالذين يتكلون على رحمته".
إنهم لا يتكلون على ما لديهم من قوة عسكرية "قوة الخيل"، ولا ما يتمتعون به من قوة جسمانية "ساقا الرجل"، وإنما ما يحملونه من قوة البنوة لله، فيسلكون في تقوى الأبناء، وينعمون بإمكانيات إلهية من قبل أبيهم السماوي.
الله كأبٍ ليس فقط يهتم باحتياجات مؤمنيه كما يفعل مع الحيوانات والطيور حتى فراخ الغربان الجائعة، وإنما يُسر بهم ويحتضنهم. يكمن سروره بهم في تقواهم ويقوتهم في محبته لهم ورحمته عليهم. هذا هو سرّ جمالهم الداخلي وقوتهم.
يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يربط بين مخافة الرب والرجاء في رحمته، فالخوف دون الاتكال على رحمة الله يحطم الإنسان باليأس.
* اللص يُخاف منه، والحيوان المتوحش يُخاف منه، والإنسان الظالم صاحب السلطان يُخاف منه جدًا.
"يُسر الرب بالذين يترجون رحمته". انظروا يهوذا الذي خان ربنا، لقد خاف، لكنه لم يترجَّ رحمته...
حسن جدًا أن تخاف، ولكن فقط إن كنت تثق في رحمة ذاك الذي تخافه. لقد مضى (يهوذا) في يأس وشنق نفسه.
بحكمةٍ لتخف الرب هكذا، بأن تثق في رحمته.
القديس أغسطينوس
 
قديم 13 - 06 - 2022, 01:37 PM   رقم المشاركة : ( 77815 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة





ما الذي يقود الإنسان في حياته



في الإنسان طاقات كثيرة تتحكم في تصرفاته: منها العقل والروح والجسد والنفس والضمير والأعصاب والمواهب والقدرات والإمكانات.
والمفروض في الإنسان السوي أن تتعاون فيه كل الطاقات معًا، بلا تعارض ولا تناقض.
وإن كان قد قيل في الرسالة إلى غلاطية أن "الجسد يشتهي ضد الروح، والروح تشتهي ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون" (غل5: 16،17).. فإن المقصود بهذا الإنسان الروحي المبتدئ في حياة الجهاد. ولكنه حينما ينتصر في جهاده، لا يصبح في حياته صراع بين الجسد والروح، بل يتعاون الاثنان معا في عمل واحد لأجل الله.
  • العقل
  • التقاليد
  • الإرشاد
  • الأعصاب
  • الضمير
  • العواطف
  • التوازن
  • المعرفة
  • القيادة الإلهية


العقل



قد يقول البعض إن الإنسان يقوده عقله..
ولكن العقل ليس هو الموجه الوحيد للإنسان.
فالإنسان قد توجهه عوامل نفسية، أو عوامل عصبية، أو عوامل عاطفية.. ومن الجائز أن يوجهه الضمير. وقد يفكر العقل في اتجاه، ويكون ضميره في اتجاه آخر..
والإنسان قد تقوده طباعه وتوجهه..
وقد تكون هذه الطباع راسخة منذ الطفولة، لا تتغير، ربما يعترف الشخص، ويتناول، ويصلى ويصوم، ويقرأ ويتأمل. وتبقى طباعه كما هي، أو يبقى مقودًا بعادات معينة تطغى عليه، أيًا كان اتجاه عقله أو ضميره.
وقد يخطئ عقل الإنسان أحيانًا في إرشاده وحكمه على الأمور، كما يخطئ ضميره. وفى ذلك قال الكاتب:

"توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم12:14).
ومن أهمية هذه الحكمة، كررها الكتاب مرة أخرى في (أم 25:16). هذه الطريق المهلكة التي عاقبتها طرق الموت، ويكون العقل بلا شك موافقًا عليها، ويكون الضمير موافقًا عليها أيضًا، لأنها تبدوا للإنسان مستقيمة.
إن سلك الإنسان حسب العقل، فأي عقل هو؟ المفروض أن يكون عقلًا سليمًا، لآن العقول تختلف في نوعيتها.
قد يكون العقل أحيانًا خادمًا مطيعًا لرغبات النفس.
فإن أرادت النفس شيئا، تجد العقل يزودها بأدلة وبراهين وإثباتات. ومن الجائز أن يأتي لها بأدلة أخرى من الكتاب المقدس، يفسرها بطريقة تريح نفسه بل وتريح ضميره أيضًا.. وما أسهل أيضًا أن يذكر أقوالا للآباء ربما قيلت في مناسبة معينة، ولكنه يقصها قصًا ويفصلها تفصيلًا لتناسب ما تريده نفسه، أن غضبت النفس يسير العقل في تيارها، وإن رضيت يسير أيضًا في تيارها..!
لذلك فعقل الإنسان يحتاج إلى توعية.
هناك أشخاص عقلهم هو الذي يتعبهم، كما أن عقل البعض يريحهم.
إنسان عقلة يتعبه نتيجة لما يقدمه له هذا العقل من شكوك وظنون وأفكار، أو ما يقدمه له من مخاوف. أو نتيجة لأن عقله لا يفكر بطريقة سليمة، أو لا يضع في اعتباره نتيجة ما يطرحه من أفكار.. عقلة عبارة عن دوامة، أن دخل فيها يغرق، ولا يقر له قرار.. وعقل الإنسان قد يتعبه، إذا كان في طبعه شيء من التشاؤم أو القلق، أو تصور الضرر حيث لا يوجد ضرر، أو التفكر في الضياع أو الموت أو المستقبل المظلم بغير ما سبب يدعو إلى ذلك.

هناك أشخاص يعمل عقلهم على تكبير المشاكل.
بحيث تأخذ حجمًا أكثر من حجمها الطبيعي، وبحيث تشكل خطورة موهومة.. أو أن عقلهم يخلط الأمور معًا، ويربط بين الأحداث وبعضها بطريقة تعقد الأمور وتسئ إلى العلاقات..! ويجمع بين أحداث مضت من زمن طويل، يضيف إليها تخوفات من مستقبل مبهم. وفى كل ذلك يضغط على نفسيته بطريقة تفكيره.
أو إنسان يتعبه عقله من عقدة اضطهاد موجودة عنده، يتصور فيه أن كل الذين حوله لا يحبونه. كأن تتخيل ابنة أن أبويها يحبان أختها أكثر منها..
أو إنسان يتعبه عقله لارتباطه بالخيال.
إما بخيال أثيم يتأمل فيه صورًا من الخطايا يلذذ بها مشاعره، أو خيال حالم يسمونه (أحلام اليقظة)، يعيش به في الأماني والرغبات بعيدًا عن الواقع الذي يحققها. ويكتفي بالخيال يسعد به نفسه -دون عمل- ويضيع به وقته! بشهوة في المناصب، أو في الألقاب، أو الغنى..
وهناك إنسان يسد العقل له أمامه الطريق.
ويخيل أحيانًا أنه لا خلاص (مز3)، وربما يقوده إلى الانتحار نتيجة لليأس، وعجز العقل عن الوصول إلى حل، مع رفض العقل أيضًا أن يكشف مشاكله إلى مرشدين لحلها.
عكس ذلك إنسان عقله يريحه.
فيحل له مشاكله بأسلوب سليم، وبذكاء وحكمة. بل أيضًا يساعده على حل مشاكل الآخرين.
حتى الفلاسفة!! أحيانًا تكون نقطة البدء عند بعضهم خاضعة لتأثيرات عديدة!!
وربما لا تكون فلسفة بعضهم عقلية خالصة، إنما متأثرة في أساسها بعوامل عائلية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، شكلت عقله تشكيلًا خاصًا بنى عليه كل فلسفته.
يندر أن يكون العقل عند الغالبية عقلًا مجردًا.
فالعقل لا يعمل وحده، بل تتداخل معه عوامل أخرى.
منها التقاليد مثلًا، والبيئة، والعادات الموروثة.



التقاليد





هذه التقاليد ترغم العقل على تصرفات معينة. مثال ذلك تزويج الابنة الكبرى قبل أخوتها مهما عرضت على هؤلاء الأخوات من زيجات ممتازة. فتجد الأب يرفض بغير سبب عقلي، إلا خضوعه للتقاليد! وهكذا فعل لابان في تزويج ليئة قبل راحيل (تك29: 22-27). ضميره وعقله دفعاه أن يفعل هكذا، ولو بالغش والخداع!!
وكثيرًا ما تكون الأخت الصغيرة ضحية لخضوع عقل أبيها للتقاليد، وبخاصة لو كانت أجمل من أختها الكبرى.
وما أكثر ما يضيع الناس أموالًا بسبب التقاليد المتبعة في حفلات الخطوبة والزواج، أو في التقاليد الخاصة بالجنازات، أو الأعياد.. الخ. وقد ينصح العقل بغير ذلك ولا يستطيع لأنه خاضع للتقاليد..
لهذا كله قال الكتاب "وعلى فهمك لا تعتمد" (أم5:3).
من أجل هذا أوجد الله المرشدين الروحيين والقادة. وأصبح العقل محتاجًا أن يخضع إلى الإرشاد لقيادته.



الإرشاد




قد لا يستطيع الإنسان أن يخضع تمامًا لفهمه الخاص في قيادته، ولا حتى لضميره، لنقص في قدرة كل منهما
أو لأنه يحاول أن يشكل عقله وضميره بالطريقة التي تريحه.
فهو يحتاج إلى عقل آخر إلى جوار عقله غير خاضع للتأثيرات النفسية. كذلك يحتاج إلى ضمير صالح إلى جوار ضميره، إن كان ضميره ليس خالصًا في أحكامه، لذلك يقال:
الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر.
فالإرشاد لازم لإنقاذ الإنسان من خضوع عقله لرغباته!
فالعقل ورغبات النفس يتعاونان بطريقة (شلني وأشيلك).. فكل منهما يسند الآخر في الوصول إلى ما يريد.
والإنسان في أحيان كثيرة تقوده أعصابه:



الأعصاب





والأعصاب ليست مجرد مسألة عضوية Organic. إنما غالبًا ما يدخل فيها العامل النفسي. فإذا تعبت النفس، قد تلتهب الأعصاب تزيد النفس تعبًا وتصبح كل منهما سببًا ونتيجة.
وإذا التهبت الأعصاب، قد تتولى قيادة الإنسان، وحينئذ توقف كل قوى العقل والضمير وتنفرد بالموقف.
وتصبح تصرفات الإنسان عشوائية بلا ضبط للنفس..
وحينئذ تتدخل الروح، إن أفسحوا لها مجالًا.. فتكون مثل مرهم يهدئ الأعصاب، ويقود العقل قيادة سليمة. فتهدأ النفس أيضًا، ويستيقظ الضمير ويوبخ صاحبه على تصرفاته العشوائية السابقة.



الضمير




أي ضمير هذا الذي يقود الإنسان؟
الكتاب المقدس يتحدث عن صفة خاصة للضمير، هي (الضمير الصالح).
(أع1:23)، (1 تى1: 5، 19) (عب18:13).
ذلك لأنه قد يوجد ضمير غير صالح. ولذلك ما أجمل قول القديس بولس الرسول "أنا أيضا أدرب نفسي ليكون لي دائمًا ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع16:24).هناك ضمير واسع يبلع الجمل، وضمير ضيق موسوس يصفى عن البعوضة (مت24:23). وكذلك كان الكتبة والفريسيون. أما الضمير الصالح فهو مثل ميزان الذهب في دقته ووزنه للأمور. بل هو مثل ميزان الصيدلي الذي يعرف أنه إن أزاد يضر، وإن نقص يضر.
الضمير الصالح هو الذي يستنير بإرشاد الروح القدس.
فهو لا يرشد الإنسان من ذاته، ولا يعمل بمجرد معرفة بشرية، وإنما يرشده روح الله. ويكون أيضًا تحت إرشاد كلمة الله الصالحة وتعليمه الإلهي.
وأحيانا تقود الإنسان عواطفه وليس أعصابه.



العواطف




كثير من الناس تقودهم عواطفهم ومشاعرهم، من حب أو كراهية، أو حسد وغيرة، أو بذل وتضحية.. وربما النساء تقودهم عواطف أكثر مما يقاد بها الرجال.
ولكن العواطف وحدها لا تكفي إذ ينبغي أن تمتزج بالعقل والحكمة.
عاطفة بلا عقل لا تكفى. وعقل بلا عاطفة لا يكفى. بل الاثنان يكمل أحدهما الآخر، وهكذا وضع الله في الأسرة الأب والآم يكملان بعضهما البعض.. العاطفة وحدها قد تقود إلى تدليل الأولاد. والحزم وحده قد يقود إلى الخشونة. ولكن إذا امتزجت العاطفة بالحزم توصل إلى لون من التكامل في التربية. ويوجد أيضًا نوع من التوازن في المعاملة. وهنا ننتقل إلى نقطة أخرى وهي:


التوازن





الإنسان السوي يقيم توازنًا في كل مشاعره وانفعالاته وتصرفاته: توازنًا بين العقل والعاطفة، وتوازنًا بين الأنا والآخر.
فإن كان في ذاته فقط، دون أن يعمل حسابًا للآخرين، قد يصل إلى لون من الأنانية، ويفشل كإنسان اجتماعي. وإذا فكر في الآخرين فقط، قد يتعب أخيرًا، ويصل إلى لون من التضجر والتذمر، وأن لم يكن بذله ممتزجًا بقدر كبير من الحب ينسبه ذاته، أو يركز حبه لذاته في أبديتها وليس في الحياة على الأرض.
والإنسان السوي يوزع عواطفه بطريقة سوية.
فمثلًا يقيم توازنًا بين المرح والكآبة في حياته، وبين الجدية والبساطة، وبين العمل والترفيه. ويضع أمامه قول الكتاب "لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت.. للبكاء وقت، وللضحك وقت.. للسكوت وقت، وللتكلم وقت.. للحرب وقت، وللصلح وقت" (جا3: 1-8).
والإنسان السوي يقيم أيضًا توازنًا في توزيع وقته:
يعطي وقت لعمله، ووقتًا لراحته. وقتًا لاحتياجات الجسد، ووقتًا للوسائط الروحية. وقتًا لمسئوليات الأسرة، ووقتًا لمطالب الخدمة، وقتًا لعقله ومعرفته، ووقتًا لعبادته، ووقتًا للعمل الاجتماعي.. وكل مسئولية ملقاة عليه تأخذ نصيبها من الوقت.
يقيم توازنًا بين المنح والمنع، وبين الأخذ والعطاء.
ويقيم توازنًا بين انفعالاته المتنوعة.
هناك أشخاص تقودهم في الحياة: المعرفة.



المعرفة





فيأخذ من قيادتهم من الكتب وسائر المطبوعات. وإنما هذا الأمر يتوقف على نوعية الكتب والمطبوعات التي يستقون منها معلوماتهم. وبالمثل ينطق هذا على المعرفة التي يتلقونها من وسائل الإعلام المتعدد.
ولأهمية المعرفة في الحياة، قيل عن الخطاة إنهم جهلة.
ففي مثل العذارى، قيل "خمس منهن كن حكيمات، وخمس جاهلات" (مت2:25).
وقيل عن الملحدين "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز1:14). وربما هذا الذي يصفه الكتاب بأنه جاهل يكون فيلسوفًا!!
فالجاهل لا يدرك حقيقة وجود الله وقدسيته، ولا يدرك قيمة ما يفعله هو، ونتيجة ذلك، وتأثير ذلك على أبديته، كما ذكرنا وقد يجهل أيضًا طبيعة نفسه وطبيعة الحروب التي يتعرض لها. ويجهل أو يتجاهل أن الله يراه في كل ما يعمله ويقوله.. لكل ذلك قال الرب:
"هلك شعبي من عدم المعرفة".
وعلاج ذلك هو المعرفة السليمة. لآن هناك معرفة خاطئة تضر. بقى أن نقول أن هناك قيادة أخرى إلهية.



القيادة الإلهية




هذا هو الوضع المثالي، الذي يقول عنه الكتاب "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، أولئك هم أبناء الله" (رو14:8).
روح الله يقود أرواحهم. وأرواحهم تقود أجسادهم وعقولهم.
ويكون الله هو الكل في الكل، في حياتهم.










 
قديم 13 - 06 - 2022, 01:39 PM   رقم المشاركة : ( 77816 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة


في الإنسان طاقات كثيرة منها العقل والروح والجسد والنفس والضمير والأعصاب والمواهب والقدرات والإمكانات.
والمفروض في الإنسان السوي أن تتعاون فيه كل الطاقات معًا، بلا تعارض ولا تناقض.
وإن كان قد قيل في الرسالة إلى غلاطية أن "الجسد يشتهي ضد الروح، والروح تشتهي ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون" (غل5: 16،17)..
فإن المقصود بهذا الإنسان الروحي المبتدئ في حياة الجهاد.

ولكنه حينما ينتصر في جهاده، لا يصبح في حياته صراع بين الجسد والروح، بل يتعاون الاثنان معا في عمل واحد لأجل الله.
 
قديم 13 - 06 - 2022, 01:39 PM   رقم المشاركة : ( 77817 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة


قد يقول البعض إن الإنسان يقوده عقله..
ولكن العقل ليس هو الموجه الوحيد للإنسان.
فالإنسان قد توجهه عوامل نفسية،

أو عوامل عصبية، أو عوامل عاطفية..

ومن الجائز أن يوجهه الضمير.

وقد يفكر العقل في اتجاه، ويكون ضميره في اتجاه آخر..
 
قديم 13 - 06 - 2022, 01:40 PM   رقم المشاركة : ( 77818 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة


الإنسان قد تقوده طباعه وتوجهه..
وقد تكون هذه الطباع راسخة منذ الطفولة، لا تتغير، ربما يعترف الشخص، ويتناول، ويصلى ويصوم، ويقرأ ويتأمل.
وتبقى طباعه كما هي، أو يبقى مقودًا بعادات معينة تطغى عليه، أيًا كان اتجاه عقله أو ضميره.
وقد يخطئ عقل الإنسان أحيانًا في إرشاده وحكمه على الأمور، كما يخطئ ضميره. وفى ذلك قال الكاتب:

"توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم12:14).
 
قديم 13 - 06 - 2022, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 77819 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة


من أهمية هذه الحكمة، كررها الكتاب مرة أخرى في (أم 25:16).

هذه الطريق المهلكة التي عاقبتها طرق الموت، ويكون العقل بلا شك موافقًا عليها، ويكون الضمير موافقًا عليها أيضًا، لأنها تبدوا للإنسان مستقيمة.
إن سلك الإنسان حسب العقل، فأي عقل هو؟

المفروض أن يكون عقلًا سليمًا، لآن العقول تختلف في نوعيتها.
قد يكون العقل أحيانًا خادمًا مطيعًا لرغبات النفس.
 
قديم 13 - 06 - 2022, 01:52 PM   رقم المشاركة : ( 77820 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة


عقل الإنسان يحتاج إلى توعية.
هناك أشخاص عقلهم هو الذي يتعبهم، كما أن عقل البعض يريحهم.
إنسان عقلة يتعبه نتيجة لما يقدمه له هذا العقل من شكوك وظنون وأفكار، أو ما يقدمه له من مخاوف. أو نتيجة لأن عقله لا يفكر بطريقة سليمة، أو لا يضع في اعتباره نتيجة ما يطرحه من أفكار.. عقلة عبارة عن دوامة، أن دخل فيها يغرق، ولا يقر له قرار.. وعقل الإنسان قد يتعبه، إذا كان في طبعه شيء من التشاؤم أو القلق، أو تصور الضرر حيث لا يوجد ضرر، أو التفكر في الضياع أو الموت أو المستقبل المظلم بغير ما سبب يدعو إلى ذلك.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025