منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 06 - 2022, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 77091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







إن الخطية الأصلية - ثانياً - الدنس الأصلي. فجميع البشر حُبل بهم وولدوا في الإثم (مزمور 51: 5)، وهم أشرار منذ حداثتهم (تكوين 6: 5؛ مز 25: 7)، لأنه لا أحد يستطيع أن يُخرج الطاهر من النجس (أيوب 14: 4؛ يوحنا 3: 6).
وجرثومة الفساد والتلوث هذه لا تتفشى فقط في البشر كلِّهم، بل تُلوِّث أيضاً الكائن الفرد بكليَّته. فهي تضرب القلب الذي هو أخدع من كل شيء؛ والنجيس (أو الخبيث أي المصاب بمرض لا شفاء له)، والذي لن يُسبر غَوْرُ فساده (إرميا 17: 9)، والذي بوصفه نبع مخارج الحياة (أمثال 4: 23) هو أيضاً نبعٌ لكلِّ إثم وشر (مرقس 7: 21 و 22). وإذ ينبع هذا الفساد من القلب كمركزٍ له، يُغشي الفهم بالظلام (رومية 1: 21)، وينحرف بالإرادة نحو الشر ويجعلها عاجزة عن فعل ما هو صالحٌ حقاً (يوحنا 8: 34؛ رومية 8: )، ويدنِّس الضمير أو ينجسه (تيطس 1: 15)، ويجعل الجسد سلاح إثم بكامل أعضائه، من عينين وأذنين، ويدين ورجلين، وفم ولسان.. (رو 3: 13 – 17؛ 16: 13). فهذه الخطية هي على حال تجعل كل إنسان خاضعاً للموت والفساد، لا بسبب ما يُدعى خطاياه "الفعلية" بالدرجة الأولى، بل منذ الحبل به (رو 5: 14). إذ إن جميع البشر قد ماتوا حقاً في آدم (1 كورنثوس 15: 22).
ومهما بدا لنا الآن هذا المفهوم للخطية الأصلية صعباً، فإنها تقوم على أساس قانونٍ يتحكم في كامل الحياة البشرية ولا يستطيع أحدٌ أن ينجح في إنكار وجوده، ولا أحدد يُبدي تجاهه أي اعتراضٍ ما دام يعمل لمصلحته.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 77092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







عندما يكون الوالدون قد جمعوا الممتلكات، من نوعٍ أو آخر، لمصلحة أولادهم، لا يعترض الأولاد قط على الاستيلاء على الأملاك التي يُخلِّفها لهم الآباء عند موتهم.

فهم لا يعترضون على الحصول على الميراث مع أنهم لم يحصلِّوه بكدهم، ومع أنهم أحياناً يُثبتون بسلوكهم المخزي أنهم غير مستحقين له إن يتولَّونه ظلماً بإسرافٍ في عيشة الخلاعة.
وإذا لم يكن للمتوفي أولاد، فإن الأقرباء الأباعد، كأحفاد الأخ أو الأخت وأبناء العمومة، يتقدمون دون أي تأنيب من الضمير للاشتراك في إرث خلَّفه على غير توقع أفراد من الأسرة مجهولون أو مغمورون.

هذا كله يصح في مجال المقتنيات المادية. ولكن هنالك أيضاً خيرات معنوية، من قيم المراتب والمناصب، والشرف والصيت الحسن، والعلم والفن، يرثها الأبناء من الآباء، ولم يكسبوها بأي حال، إلا أنهم ينسبونها إلى أنفسهم دون اعتراض، ولهم بالحقيقة أن يفعلوا ذلك بامتنان.

فمن الممكن أن يُقال إذاً إن قانون ميراث كهذا صالح للعمل به في الأُسر والأجيال والشعوب، وفي الدولة والمجتمع، والعلم والفن، وفي البشرية جمعاء.

ذلك أن الجيل اللاحق يعيش على الخيرات التي ادخرها الجيل السابق، والأحفاد يتولون في ميادين الحياة جميعاً العمل الذي كان الأجداد يقومون به. وليس من إنسانٍ واحد، مادام الأمر نافعاً له، يُبدي اعتراضاً على هذا الترتيب الإلهي الكريم.
على أن كل شيء يتغير حينما يعمل قانون الميراث هذا بعينه لغير مصلحة الإنسان المعني. فعندما يُناشد الأولاد أن يعولوا والديهم الفقراء، فإنهم يقطعون حالاً كل علاقة بوالديهم ويُشيرون إلى سبيل المؤسسات الكنسية أو الخيرية التي تهتم بإغاثة المحتاجين. وعندما يشعر الأقرباء بأن كرامتهم قد أهدرت لأن أحد أفراد الأسرة تزوج بحسب رأيهم، زواجاً دون المستوى اللائق، أو فعل فعلةً شائنة، فإنهم يتركونه حالاً في ورطته ويُبدون له عدم الرضى. فإلى حدٍّ ما، توجد في كل إنسانٍ نزعةٌ لأن يتمتع بفوائد الاندماج في الجماعة وبمنافع علاقات القُربى المتبادلة، مع رفض ما يقابل ذلك من واجبات. إلا أن هذه النزعة، في حد ذاتها، هي برهانٌ قوي على الحقيقة المماثلة في وجود مجموعة متوافقة من الامتيازات والواجبات فثمة وحدةُ حالٍ وتكافل أو تضامن مشترك لا يستطيع أحدٌ أن يُنكر وجودهما وفاعليتهما.
وحقيقة نحن لا نعرف بالتمام كيف يعمل هذا التكافل ويُحدث تأثيره. فما زلنا نجهل مثلاً حقيقة قوانين الميراث التي بموجبها تؤول الخيرات المادية والمعنوية من الآباء إلى الأبناء. فنحن لا نفهم هذا السر: كيف يُتاح لشخص فرد، يُولد في الأسرة ويتربى على يدها، أن يبلغ حالة استقلالٍ وحرية، ومن ثم يحتل في الأسرة مركزه الخاص الذي يكون أحياناً متميزاً بالقوة والنفوذ. وليس في وسعنا أن نُشير إلى الحد الفاصل الذي عنده يتوقف التكافل ويبدأ الاستقلال الشخصي والمسؤولية الفردية. غير أن هذا كُلَّه لا يغير شيئاً من حقيقة وجود مثل هذا التضامن وكون الناس متحدين بعضهم ببعض في تكافل حقيقي، سواء كان ذلك في أسرٍ صغيرة أو كبيرة تجمعها علاقاتٌ متبادلة فلا شك أن الأفراد موجودون، ولكن هنالك أيضاً رابطة غير منظورة تجمع الأسر والأجيال والشعوب في وحدة قوية.وكما أن للإنسان نفساً واحدة، فالشعوب أيضاً لها "نفس" قوية أو جامعة، بمعنى مجازي طبعاً. هنالك خصائص شخصية ولكن ثمة أيضاً خصائص اجتماعية تتميز بها دائرة معينة من الناس. وهنالك خطايا فردية خاصة، ولكن توجد أيضاً خطايا اجتماعية عامة. كذلك أيضاً توجد ذنوب فردية، ولكن هنالك أيضاً ذنوب اجتماعية مشتركة.
وهذا التكافل الذي يتبدى بألف طريقة وطريقة في العلاقات ما بين الناس يحمل معه مرةً تلو الأخرى، وعلى نحوٍ طبيعي،فكرة تمثيل الأقلية للأكثرية.فنحن لا نستطيع أن نكون حاضرين عند كل شيء بأنفسنا ولا أن نقوم بكل شيء شخصياً. إذ أن الناس منتشرون على وجه الأرض كلِّها ويعيشون بعيدين بعضهم عن بعضهم مسافاتٍ شاسعةٍ. وهم لا يعيشون معاً في وقت واحد بل يعقب بعضهم بعضاً في أجيالٍ متتالية ثم إنهم ليسوا جميعاً متساوين في القدرة والحكمة. وهم يختلفون إلى ما لا نهاية في المواهب والقدرات. من هنا يُدعى في كل حين بعض الأقلاء إلى التفكير والتكلُّم، أو على التقرير والتصرف، باسم الأكثرية أو نيابة عنها. وفي الواقع إنه لا يمكن إقامة أسرة مجتمعٍ حقيقية بغير تفاوت في المواهب والمهمات ودون تمثيل وإنابة. فما من جسمٍ يمكن التواجد إلا إذا كانت فيه عدة أعضاء مختلفة وكانت جميع تلك الأعضاء خاضعةً لسيطرة رأس يفكر عنها ويتخذ القرارات باسمها جميعاً. ومثل هذا الدور يتولاه الأب في الأسرة، والمدير في المؤسسة ومجلس الإدارة في الجمعية، والقائد في جيشه، والمجلس النيابي أو البرلمان بالنسبة للذين يمثلهم، والملك بالنسبة إلى رعاياه. ثم إن المرؤوسين يشتركون في عواقب تصرفات ممثليهم.
على أن ذلك كُلَّه يعني فقط دائرة صغيرة ومحدودة من البشرية. وفي دائرة كهذه يستطيع إنسان واحد، إلى حدٍّ ما، أن يكون لكثيرين إما بركةً وإما لعنةً، غير أن الآثار تبقى، رغم ذلك، مقصورة على نطاق مقيد على نحوٍ لا بأس به. حتى أن إنساناً ذا سلطان مثل نابليون، وإن لم يكن نطاق سلطته ونفوذه كبيراً بهذا المقدار، لا يحتلُّ في تاريخ العالم إلا مكاناً يسيراً، ويكون له دورٌ عابرٌ وحسب. غير أن الكتاب المقدس يحدثنا عن شخصين شغلا مكانةً خاصة، كلاهما وقف على رأس الجنس البشير بكامله، وله قوة ونفوذ لا يمتدان إلى أمة أو مجموعة من الأمم فقط، ولا إلى بلد أو قارة فحسب ولا على مدى قرنً واحدً أو عدة قرونٍ محدودة، بل يشملان البشرية بكاملها ويصلان إلى أقاصي الأرض ويدومان مدى الأبدية. هذان الشخصان هما آدم والمسيح.أولهما يقف عند بداية التاريخ، أم الثاني ففي وسطه. الأول يقف رأس البشرية القديمة، أما الثاني فرأس الخليقة الجديدة. الأول مصدر الخطية والموت في العالم، أما الثاني فينبوع البر ومعين الحياة.
فبفضل المقامين الفريدين اللذين لهذين الشخصين على رأس البشرية، من الممكن مقارنة أحدهما بالآخر. فإن بينهما تناظُراً أو تماثُلاً من حيث المكانة والأهمية والتأثير النافذ، في جميع أشكال التكافل الظاهرة بين الناس، من أسرة وعشيرة وقبيلة وأمة ونحوها. ثم إنه يُمكن ويجوز أن يُستعان بجميع وجوه هذا التناظر أو التماثل لإلقاء الأضواء الكاشفة على التأثير الذي كان لكلٍّ من آدم والمسيح في لجنس البشري كلِّه. وفي هذا ما يُقنعنا، إلى حد معين، بصلاحية عمل قانون الميراث حتى في مجال حياتنا العُليا، أعني في حياتنا الدينية والخُلقية، مادام هذا القانون لا يقوم وحده بل هو وثيق الصلة بالبشر عموماً لكونه جزءاً لايتجزأ من وجود البشرية العضوي. فآدم والمسيح، مع ذلك، يشغلان على السواء مكانة فريدة كلياً. وكلاهما ذو أهمية بالنسبة إلى الجنس البشري لا يمكن أن يُحرِز مثلها البتة أيُّ واحد من فاتحي العالم أو عباقرته الأفذاذ. والميراث الذي به شملنا آدم أجمعين بتعديه، هو وحده يجعل من الممكن لنا أن نتصالح كلياً مع الله في المسيح.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 77093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







هو القانون عينُه يديننا في الإنسان الأول ويُبرئنا في الإنسان الثاني، فلو لم يكن ممكناً لنا، دون علمٍ منا، أن نتشارك في دينونة آدم، لما كان ممكناً لنا أيضاً، بالطريقة نفسها أن نُمنحَ من جديد قبولاً بالنعمة في المسيح. وإذا لم يكن لدينا اعتراضٌ على أخذ حسنات لم نكتسبها بل آلت إلينا على سبيل الهبة أو الإرث، فلا حق لنا أن نستعفي من ذلك الميراث وندافعه حين يحمل إلينا السوء. أالخير نقبل من يد الله، والشر لا نقبل؟ (أيوب 2: 10). فلا نتهمنَ آدم بالذنب إذاً، بل بالأحرى لنشكر المسيح الذي أحبنا محبة تفوق الوصف. ولا ننظرن للوراء إلى الجنة، بل للأمام إلى الصليب.
إذ وراء ذياك الصليب ذلك الإكليلُ الذي لن يفنى أبداً.
ليست الخطية الأصلية التي فيها يحبل بالإنسان ويولد صفةً سلبية هامدة، بل هي بالأحرى أصلٌ تطلع منه جميع أنواع الخطية، نبعٌ نجسٌ تنبع منه الخطية باستمرار، قوة تشد قلب الإنسان دائماً في الاتجاه الخاطئ - بعيداً عن الله وعن الشركة معه وفي اتجاه الفساد والانحلال. عن هذه الخطية الأصلية، إذاً، ينبغي تمييز تلك الخطايا التي تُدعى في العادة فعلية، وضمنها جميع تعديات الناموس الإلهي التي يرتكبها الفرد شخصياً، وإن كانت متفاوتة في درجة تعُّمدها واشتراك الإرادة في ارتكابها. فلكل الخطايا من هذا القبيل اصلٌ واحد مشترك، إذ تنبع كلُّها من قلب الإنسان (مرقس 7: 23). والقلب البشري هو هو عند كل الشعوب وفي كل مكان وزمان، ما دام بالطبع لم يتغير بالرجوع إلى الله والتجديد. فإن طبيعة بشرية واحدة يشترك فيها كل نسل آدم، وهي في جميع الناس مذنبة ومدنسة. وعليه، فلا داعي البتة لأن ينفصل المرء عن الآخرين قائلاًً: "ابعد عني، أنا أقدس منك". فبالنظر إلى الطبيعة البشرية الواحدة التي يشترك فيها الجميع، لا يعود من مسوِّغٍ البتة لتكبُّر البار في عيني نفسه، ولا لتعظُّم الشريف، ولا لتمجيد الحكيم لذاته. ومن بين آلاف الخطايا الموجودة لا توجد واحدة يستطيع أحد أن يقول إنه غريب عنها تماماً ولا علاقة له بها. فبذور الآثام كلِّها، حتى أكثرها شناعة، تكمن في القلب الذي يحمله كلٌّ منا في أحشائه. وليس الآثمون والمجرمون جنساً خاصاً، بل إنهم يطلعون من المجتمع الذي نحن جميعاً أعضاءٌ فيه. فهؤلاء، إنما يعرضون علناً ما يجيش دائماً ويعتمل في المركز الخفي لكل إنسان، أي في القلب.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 77094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







ما دامت جميع الخطايا تطلع من أصل واحد، فإنها كلَّها ترتبط عضوياً بعضها ببعض، سواءٌ كانت في حياة كل إنسان بمفرده، أو في حياة أسرة أو جيل أو عرق أو شعب أو مجتمع، أو في حياة البشرية كلِّها. والحق إن الخطايا لا يُحصى عددها، بحيث حاول البعض أن يصنفوها أو يبوبوها، فتحدثوا عن سبع من الكبائر أو الخطايا الرئيسية (الكبرياء، الجشع، الإدمان، عدم العفة أو الفجور، الكسل، الحسد، الغضب). أو صنفها بعضُهم بحسب الإرادة التي بها يُرتكب، فميزوا بين خطايا الفكر والقول والفعل، أو خطايا العرض وخطايا الروح. وبابها آخرون أحياناً بحسب الوصايا التي تشكل مخالفةً لها، فقالوا: خطايا ضد الوصايا التي وردت في اللوح الأول من الوصايا، وخطايا ضد ما ورد في اللوح الثاني، والمعنى: خطايا ضد الله، وخطايا ضد القريب والنفس. أو جرى تصنيفها بحسب الشكل الذي به تم التعبير عنها، فقيل: خطايا إهمال، وخطايا أفعال. ثم كان أيضاً تمييز في الدرجة، فقيل: خطايا سرية أو علنية، وخطايا بشرية أو شيطانية، وما إلى ذلك.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 77095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







اختلفت الخطايا بعضُها عن بعض، فهي لا تقوم وحدها البتة كأشياء ذات كيانٍ كيفي بعضها منفصلٌ عن بعض، فإنها دائماً مترابطة في أساسها بحيث تؤثِّر إحداهما في الأخرى وتخلِّف فيها أثرها. فكما في حال المريض يبقي قانون الحياة السليمة عاملاً لكنه ينشط آنذاك في صورة مضطربة، كذلك تكون الخطية تعبيراً عن الصفة العضوية المميزة لحياة الإنسان والبشرية. والتعبير الذي تظهر به الخطية إنما يُبين أن الحياة الآن تتطور في اتجاه معاكسٍ على خطٍّ مستقيم لما قُصد أصلاً.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 77096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







أشبه الخطية بسطح زّلِق، إذ لا يمكننا أن نسير عليه مسافة ثم نلتفت عند نقطة نختارها كيفما اتّفق وعندئذ نعكس خط سيرنا. وقد أحسن أحد الشعراء الأفذاذ إذ نمَّ عن حصافة وبراعة في وصف لعنة الفعل الشرير فقال فيه إنه ما ينفكُّ يلد الشر. وكلمة الله المقدسة تُلقي أمامنا ضوءاً عارماً على هذه المسألة. ففي (يعقوب 1: 14 و 15) نجد تفسيراً لكيفية نشوء الفعل الأثيم في الإنسان بطريقة عضوية. فحينما يجرَّب أحدٌ بالشر، لا يكون سببُ ذلك عائداً إلى الله. بل هو كامنٌ في شهوة الإنسان بالذات. هذه الشهوة هي أم الخطية. على أن هذه الشهوة في حد ذاتها لا تكفي لإنتاج الخطية (أي الفعل الخاطئ، سواءٌ بالفكر أو القول أو العمل). فلا بد من أن تحبل الشهوة. وذلك يحدث حينما يتحد العقل والإرادة بالشهوة. فحينئذ، حين تُخصب الإرادة الشهوة، تلد الشهوة خطية، أي فعلاً خاطئاً، وهذه الخطية بدورها، إذ تنمو وتتطور وتبلغ أشدها، تُنتج موتاً.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 77097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







هكذا هي حال كل خطية بمفردها، ولكنها أيضاً حال الترابط المتبادل بين مختلف الخطايا.
فالرسول يعقوب يُشير أيضاً إلى هذه الحقيقة حيث يقول في (2: 10) من رسالته إن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في نقطة واحدة فقد صار مجرماً في الكل، لأن الذي وضع هذه الوصية هو بعينه الذي وضع الكل. ففي الوصية الواحدة المعنية يشن المتعدي هجومه على معطي الوصايا كلِّها.
وبذلك يُطيح كل سلطان وكل قوة. فبفضل مصدر الناموس وطبيعته أو جوهره، هو ناموس واحد. إنه جسمٌ عضويٌّ واحد إذا انتُهك في واحد من أعضائه، صار كله مشوهاً. وهو سلسلة إذا ما انقطعت إحدى حلقاتها، انفرط عقدها.
فالشخص الذي يتعدى في واحدة من الوصايا، يُنحي جانباً - من حيث المبدأ - الوصايا كلَّها، وهكذا يصير من سيئ إلى أسوأ. إنه يصير، على حد قول المسيح، عبداً للخطية (يوحنا 8: 34)، أو يكون - كما قال بولس - مبيعاً تحت سيادة الخطية، بحيث لا يكون أكثر استقلالاً عن الخطية مما يكون العبد بالنسبة إلى السيد الذي قد اشتراه (رومية 7: 14).
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 77098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







هذه النظرة العضوية تنسحب أيضاً على الخطايا التي تظهر في ميادين خاصة من الحياة البشرية. فهنالك خطايا شخصية وفردية، إلا أن هنالك أيضاً خطايا اجتماعية عامة، وهي خطايا أُسَرٍ أو أُممٍ معينة أو ما شابه.
إذ إن كل رتبة ومنصب في المجتمع، وكلَّ مهنة ومصلحة، وكلَّ وظيفة، تصطحب أخطارها الخاصة بها وخطاياها التابعة لها. فالخطايا تختلف بين أهل المدينة وأهل القرية، بين الفلاحين، والتجار، المثقفين والأميين، الأغنياء والفقراء، الصغار والراشدين. على أن هذا الواقع يُفضي أيضاً إلى البرهنة على أن جميع الخطايا في كل دائرةٍ من الدوائر تتعلق إحداها بالأخرى ويستند بعضُها إلى بعض.

وكما يتبين لنا، فنحن لا نلاحظ إلا جزءاً يسيراً جداً من خطايا المجموعة المحدودة الخاصة بنا، ولا نلاحظ ذلك إلا سطحياً.
ولكن إذا قُدِّر لنا أن ننفذ إلى الجوهر الكامن وراء المظاهر، مترسمين أصل الخطايا في قلوب الناس، فإننا على أكثر احتمال سننتهي، ولا بد، إلى الاستنتاج أن في الخطية أيضاً وحدةً ومثالاً وتصميماً ونموذجاً - وبعبارة أخرى- إن في الخطية أيضاً نظاماً أو جهازاً.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 77099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







يُميط الكتاب المقدس جزءاً من اللثام إذ يُنيط الخطية بمملكة الشيطان، سواء من حيث أصلها وتطورها واكتمالها. فبما أن الشيطان قد أغوى الإنسان وحمله على السقوط (يوحنا 8: 44)، فقد أصبح - بمعنى أدبي - رئيس العالم وإله هذا الدهر (يو 16: 11؛ 2 كورنثوس 4: 4). ومع أن المسيح قد حكم عليه وطرده خارجاً (يو 12: 31؛ 16: 11)، ولذلك ينشط في العالم الوثني بصورة رئيسية (أعمال 26: 18؛ أفسس 2: 2)، فهو يستمر رغم ذلك في مهاجمة الكنيسة من الخارج. ولذا ينبغي على الكنيسة أن تخوض بكامل سلاحها غمار الحرب الروحية ضده (أفسس 6: 11). وينظم الشيطان موارده الإجمالية لكي يشن في آخر الأيام هجوماً نهائياً وحاسماً على المسيح ومملكته (رؤيا 12 وما يلي). فليس حينما نركز اهتمامنا على خطية بعينها أو على خطايا شخصٍ معين أو شعبٍ مخصوص، بل بالأحرى حين نربط الخطية بكامل مداها في البشرية، مستفيدين من الضوء الذي يُلقيه عليها الكتاب المقدس، حينئذ نفهم لأول مرة طبيعة الخطية الحقيقية ومقصدها. فهي في مبدأها وجوهرها، ليست أقل من كونها عداوة لله، وهي لا تهدف فيا لعالم إلى أقل من السيطرة المطلقة.

وكل خطية، حتى الصغرى، لكونها بالحقيقة تعدياً لناموس الله، إنما تخدم هذا الغرض النهائي فيما يتعلق بالنظام كله. فليس تاريخ العالم عملية تطورية تسير على غير هدى، بل هو مأساة رهيبة، جهادٌ روحي مداه طوال العصور، حربٌ بين الروح الذي من فوق والروح الذي تحت، بين المسيح وضد المسيح، بين الله والشيطان.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 77100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







أن هذه النظرة إلى الخطية، وإن كان يجب أن تحظى بالاعتبار الأولي، ينبغي ألا تُغرينا باتخاذ موقفٍ متحيز، وألا تطمس التمايز الذي يفصل بين مختلف الخطايا.

صحيحٌ أن الخطايا، شأنها شأن الفضائل، هي وحدةٌ لا تنقسم، وأن الذي يرتكب واحدةً منها يكون قد ارتكبها جميعاً من حيث المبدأ (يعقوب 2: 10) إلا أن هذا لا يعني أن الخطايا جميعها متساوية نوعاً ودرجةً.
فثمة فرق بين خطايا السهو أو الجهل وخطايا التعمُّد (عدد 15: 27 و30)، بين الخطايا ضد اللوح الأول من الوصايا والخطايا ضد اللوح الثاني (متى 22: 37 و 38)، وهناك فرق بين الخطايا الحسية والروحية، والخطايا البشرية والشيطانية، وهكذا دواليك. ولأن وصايا الناموس الواحد تختلف إحداهما عن الأخرى، وتعدي هذه الوصايا يمكن أن يحدث في ظروفٍ مختلفة وبموافقةٍ من الإرادة متفاوتة الدرجات، فلذلك ليست جميع الخطايا خطيرةً بالتساوي ولا هي تستحق العقاب نفسه. فالخطايا المرتكبة ضد الناموس الأدبي أخطر من تلك المرتكبة ضد النوامس الطقسية، لأن الطاعة أفضل من الذبيحة (1 صموئيل 15: 22). والشخص الذي يسرق بدافعٍ من الجوع أقلُّ ذنباً من الذي يحدوه الجشع (أمثال 6: 30). والغضب درجات (متى 5: 22). وبينما اشتهاءُ المرء لامرأة متزوجة في قلبه هو ارتكابٌ للزنى، فإن الذي لا يُقاوم مثل هذه الشهوة بل يستسلم لها يمضي إلى ارتكاب الزنى بالفعل أيضاً.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025