منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 05 - 2022, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 76001 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إلى المثوى الأخير
​

وحمل الأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بحمل الصندوق الذى يحوى جثمان راعى الرعاة ورئيس الكهنة البابا كيرلس السادس ودخلوا به إلى الهيكل وطاروا حوله طورة ثلاثية يرددون الألحان الجائزية الحزينة ثم خرج الموكب إلى صحن الكنيسة وعلا صراخ الشعب وبكائة وخرجوا من باب الكاتدرائية الجانبى وهبطوا السلم إلى البهو السفلى حيث توجد المقبرة التى أعدت بسرعة ودفن بها والكلى يصلى فى بكاء على باباه الراحل .​

 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 76002 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فى ذكرى الأربعين ​

فى يوم 17 أبريل 1971 م وافق مرور أربعين يوماً على نياحته ووافق سبت الفرح ايضاً وليلة عيد القيامة .. وحيث أنه طبقاً لطقوس الكنيسة لا يجوز عمل جنازات فى أسبوع الألام وحتى عيد القيامة لأنه يخصص للسيد المسيح فقرر ألاباء أن يكون ألإحتفال يوم الجمعة 23 أبريل 1971 م بالكاتدرائية المرقسية الكبرى , وفى مساء الساعة الرابعة من مساء الذى قرره ألاباء بدأ صلوات الأربعين للبابا كيرلس السادس بحضور الآباء المطارنة والأساقفة , وقد حضر الأستاذ صلاح الشاهد كبير أمناء رئاسة الجمهورية ذكرى الأربعين نائباً عن الرئيس أنور السادات وحضر عدد كبير من رجال الدولة والسفراء .
وكما هو معروف فى ذكرى الربعين وضعت صورة كبيرة لقداسة البابا كيرلس السادس أمام الهيكل.
وبعد الإنتهاء من الصلوات القى نيافة الأنبا انطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة تعزية قال فيها : " يا حضرات الآباء جميعاً .. يعز على اليوم أن اقف متحدثاً عن اب كريم تمتعنا جميعاً بحبه وبركاته وشاء أمر الرب إلا أن يأخذه منا .
وما يسندنى فى وقفتى هذه سوى أننا لسنا نشيعه بجسده العزيز فى الثرى راقداً بقدر ما نودعه بروحه السامى إلى مدارج العلا صاعداً , وليس كمن إنتفى وجوده بيننا , بل كمن إختفى عن أعيننا وهو موجود معنا دائماً , ذلك لأننا نؤمن أن الذين يرقدون فى الرب ينضمون إلى كنيسة ألأبرار التى هى كنيسة من هم بلا جسد الذين نشترك معهم بالروح والعقل مرتفعين فوق مادية هذا الجسد مثلما قال الكتاب المقدس " لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة , بل أتيتم , إلى مدينة الإله الحى أورشليم الماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى اللإله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين "
ذلك هو صاحب هذا الرسم , أبونا القديس جزيل الطوبى مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس فقيد الكنيسة المحبوب والوطن المفدى .
لست أعلم من أين أبدأ الكلام عن مناجاتك , أبدأ منذ زهدت فى الدنيا وأيقنت ان ملازمة الرب خير ملازمة العالم , بإخلاص تام وبقوة ويقين أدرت ظهرك للعالم ووليت وجهك نحو الصحراء , ففتح الدير أبوابه لك على مصراعية , ولكنك سرعان ما خلوت إلى شق فى صخر الجبل حاذياً حذو السلف من المتوحدين , ولم تكن خلوتك إلى فترة أرضيت فيها نزوة عابرة بل كنت بداية للطريق الذى رسخت فيه إلى نهايته , أم أذكر ذهابك إلى سوهاج إلى دير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , سلام الرب عليه , ومكثت فى مغارة فى الجبل الغربى بسوهاج .
أم أذكر كيف كنت فى صومعة بجبل المقطم بمصر القديمة نائباً عن العالم , وما كان سيدنا القدوس العلى فى كل هذا إلا راعياً محباً لك وما كان القديسون العليون إلا رفاقاً وحماة لك , فكان الرب القدوس فى تعبدك الحار يعمق أساسك ليأتى بك يوماً إلى الخدمة , وكان الناس فى إبتعادك عنهم يزدادون إقتراباً منك وقصداً إليك طالبين البركة باثين الشكوى , ملتمسين البرء " لأن صلاة البار مقتدرة فى فعلها"
أم أذكر وقد أختارك لرعاية كنيسته فإزدحموا حولك , ولم تضق بهم ولم تنهرهم , بل كنت ترد من أراد أن يردهم عنك وبوجه ملؤه الحب والإبتسام , وقلب ملؤه العطف والحنان , وروح كلها صلة وإيمان , صليت وخدمت , جاهدت وثابرت فى الليل والنهار , فى الإنفراد ومع الجماعة بأقصى جهد إلى آخر لحظة من حياتك الغالية , حتى إذا جاءت اللحظة المعلومة عند الرب أسترقت روحك الطاهرة إلى العلا وأنت واقف فى الميدان والناس من حولك لا يدركون ما حدث .
أيها الأحباء .. لقد عمل أبونا الراحل فى فترة قليلة عملاً كبيراً جداً من أجل الكنيسة فلقد نظم العلاقة بين الكرسى الباباوى الأسكندرى والكنيسة الأثيوبية الحبيبة , وعقد أتفاقية حققت لأثيوبيا أمانها بأن جعلت لها بطريركاً جاثليقاً , فى كل إيبارشية من إيبارشيات الكرازة كان يختار الأساقفة ألأفاضل رعاية أبناء الكنيسة فى مصر وفلسطين والسودان .
كما أنه أقام اساقفة أوكل إليهم شئوناً خاصة كالمعاهد اللاهوتية والخدمات العامة والثقافة القبطية , ولأول مرة أنشئت كنائس قبطية أرثوذكسية فى الكويت وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا .
وأوفد المبعوثين إلى كنائس أفريقيا وإحتضن البعثات من تلك الدول لتلقى الدراسات اللاهوتية فى مصر وأثيوبيا فكانت لقاءات التقوى والحب .
زاره كثير من رؤساء الكنائس الأجنبية وأختم بالحركة المسكونية , كان على مؤتمر الكنائس الشرقية بأديس ابابا , بعث ممثلين إلى المحافل الكنائسية العالمية وكان فى كل هذا عاملاً من أجل الإيمان بالرب ومن أجل الإيمان بالمثل الهليا ومن أجل الإيمان بالخدمة الأمينه للوطن الغالى ..
إلا سلاماً وإجلالاً له أمام الرب عابداً خاشعاً .
إلا سلاماً وإجلالاً له بين الناس راعياً حانياً .
إلا سلاماً وإجلالاً له خادماً وطنياً أميناً
كان اه أثره فى تعاطف الكنائس مع مصر والعروبة , وكانت له جولاته فى الدفاع عن الوطن العربى وإعلان كلمة الحق أمام الظلم والإعتداء .
إلا سلاماً له فى كلماته وإعلاناته ونداءاته ورسائله التى عممت إلى كبار القادة العالميين فى أقطارهم البعيدة الذين كان يخاطبهم فى شتى المناسبات إلى ابنائنا الجنود البواسل حاملى السلاح الذين كان يراسلهم بإنتظام , وآخر رسائلة لهم العدد الضخم من الأناجيل الصغيرة التى أرسلها لهم بمناسبة عيد الميلاد المجيد الماضى
جنودنا فى قلبه وصلاته .. وهنا لى وقفه .
صدقونى لقد كان مريضاً محتاجاً للراحة ولكنه ابى إلا أن يوقع بيده الكريمة على كل أنجيل من هذه الألاف المرسلة غلى ابناءه .
كم كان محباً لأبناء الوطن , كم كان رائداً للوحدة الوطنية , كم كانت علاقته وثيقة طيبه بالهيئات والأفراد , كم أحب الرب والناس , وكم أحبه الرب والناس .
جاء لتوديعه الوداع الأخير الألوف من أبناء مصر والعالم , وكانت تلك لحظات لامعة من الزوايا الروحية التقوية والأخوية والوطنية والإنسانية العالمية .
يا أحبـــائى .. كم يهزنى أن وفد بمخيلتى إلى الترابط الطبيعى بين قادة هذه الأمة هذا الذى تقيمه وتباركه السموات التى قالت فى الكتاب المقدس : " مبارك شعبى مصر " فلقد كان قادة هذا الوطن سياسياً ودينياً على مر التاريخ مترابطين .
فسلاما لأرواح الخــــــالدين .. وسلاماً للمتحابين المترابطين , وسلاماً للمصريين وسلاماً لأبناء الوطن العربى وسلاماً لأتحاد الجمهوريات , ولتكن مشيئتك يارب كما فى السماء كذلك على الأرض .
أيها الأعــــــــــزاء .. كم أقص عن أن أتكلم عنه ولكننا لم نفتده بل كسبته السماء وكسبناه شفيعاً جديداً لنا امام عرش النعمة , ورائداً لنا فى السماء , ذكره يبقى إلى الأبد ويبقى معنا للبركة .
إلا فإسمحوا لى أيها السادة أن اتقدم عن نفسى وعن أعضاء المجمع المقدس وعن الإكليروس والشعب القبطى بأخلص الشكر على تكرمكم بالإشتراك معنا فى الإحتفال بذكرى فقيدنا العظيم لكم جميعاً مثوبة مجاملتكم داعياً لجميعكم بالبركة والصحة والسعادة وأن يلهمنا الرب نعمة العزاء .
أبقى الرب حياتكم هانئة سعيدة , ولإلهنا كل مجد وإكرام وسجود من ألآن وإلى البد آمين .
ثم ألقى بطريرك الأقباط الكاثوليك أسطفانوس الأول كلمته وبعده القس لبيب مشرقى رئيس الطوائف الإنجيلية ثم المهندس إبراهيم نجيب رئيس لجنة الأوقاف , ثم كلمة نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا وسكرتير المجمع المقدس بإلقاء كلمة شكر لكل المشاركين فى هذه الصلوات وإلقاء الكلمات عن البابا الراحل كيرلس السادس . ​

 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 76003 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من الصلوات التى القها نيافة الأنبا انطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة تعزية قال فيها : " يا حضرات الآباء جميعاً .. يعز على اليوم أن اقف متحدثاً عن اب كريم تمتعنا جميعاً بحبه وبركاته وشاء أمر الرب إلا أن يأخذه منا .
وما يسندنى فى وقفتى هذه سوى أننا لسنا نشيعه بجسده العزيز فى الثرى راقداً بقدر ما نودعه بروحه السامى إلى مدارج العلا صاعداً , وليس كمن إنتفى وجوده بيننا , بل كمن إختفى عن أعيننا وهو موجود معنا دائماً , ذلك لأننا نؤمن أن الذين يرقدون فى الرب ينضمون إلى كنيسة ألأبرار التى هى كنيسة من هم بلا جسد الذين نشترك معهم بالروح والعقل مرتفعين فوق مادية هذا الجسد مثلما قال الكتاب المقدس " لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة , بل أتيتم , إلى مدينة الإله الحى أورشليم الماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى اللإله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين "
 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 76004 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أبونا القديس جزيل الطوبى مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس فقيد الكنيسة المحبوب والوطن المفدى .
لست أعلم من أين أبدأ الكلام عن مناجاتك , أبدأ منذ زهدت فى الدنيا وأيقنت ان ملازمة الرب خير ملازمة العالم , بإخلاص تام وبقوة ويقين أدرت ظهرك للعالم ووليت وجهك نحو الصحراء , ففتح الدير أبوابه لك على مصراعية , ولكنك سرعان ما خلوت إلى شق فى صخر الجبل حاذياً حذو السلف من المتوحدين , ولم تكن خلوتك إلى فترة أرضيت فيها نزوة عابرة بل كنت بداية للطريق الذى رسخت فيه إلى نهايته , أم أذكر ذهابك إلى سوهاج إلى دير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , سلام الرب عليه , ومكثت فى مغارة فى الجبل الغربى بسوهاج .
أم أذكر كيف كنت فى صومعة بجبل المقطم بمصر القديمة نائباً عن العالم , وما كان سيدنا القدوس العلى فى كل هذا إلا راعياً محباً لك وما كان القديسون العليون إلا رفاقاً وحماة لك , فكان الرب القدوس فى تعبدك الحار يعمق أساسك ليأتى بك يوماً إلى الخدمة , وكان الناس فى إبتعادك عنهم يزدادون إقتراباً منك وقصداً إليك طالبين البركة باثين الشكوى , ملتمسين البرء " لأن صلاة البار مقتدرة فى فعلها"
 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 76005 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قد أختار الله يا البابا كيرلس لرعاية كنيسته فإزدحموا حولك , ولم تضق بهم ولم تنهرهم , بل كنت ترد من أراد أن يردهم عنك وبوجه ملؤه الحب والإبتسام , وقلب ملؤه العطف والحنان , وروح كلها صلة وإيمان , صليت وخدمت , جاهدت وثابرت فى الليل والنهار , فى الإنفراد ومع الجماعة بأقصى جهد إلى آخر لحظة من حياتك الغالية , حتى إذا جاءت اللحظة المعلومة عند الرب أسترقت روحك الطاهرة إلى العلا وأنت واقف فى الميدان والناس من حولك لا يدركون ما حدث .
أيها الأحباء .. لقد عمل أبونا الراحل فى فترة قليلة عملاً كبيراً جداً من أجل الكنيسة فلقد نظم العلاقة بين الكرسى الباباوى الأسكندرى والكنيسة الأثيوبية الحبيبة , وعقد أتفاقية حققت لأثيوبيا أمانها بأن جعلت لها بطريركاً جاثليقاً , فى كل إيبارشية من إيبارشيات الكرازة كان يختار الأساقفة ألأفاضل رعاية أبناء الكنيسة فى مصر وفلسطين والسودان .
كما أنه أقام اساقفة أوكل إليهم شئوناً خاصة كالمعاهد اللاهوتية والخدمات العامة والثقافة القبطية , ولأول مرة أنشئت كنائس قبطية أرثوذكسية فى الكويت وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا .
وأوفد المبعوثين إلى كنائس أفريقيا وإحتضن البعثات من تلك الدول لتلقى الدراسات اللاهوتية فى مصر وأثيوبيا فكانت لقاءات التقوى والحب .
زاره كثير من رؤساء الكنائس الأجنبية وأختم بالحركة المسكونية , كان على مؤتمر الكنائس الشرقية بأديس ابابا , بعث ممثلين إلى المحافل الكنائسية العالمية وكان فى كل هذا عاملاً من أجل الإيمان بالرب ومن أجل الإيمان بالمثل الهليا ومن أجل الإيمان بالخدمة الأمينه للوطن الغالى ..
إلا سلاماً وإجلالاً له أمام الرب عابداً خاشعاً .
إلا سلاماً وإجلالاً له بين الناس راعياً حانياً .
إلا سلاماً وإجلالاً له خادماً وطنياً أميناً
 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 76006 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كان للبابا كيرلس أثر فى تعاطف الكنائس مع مصر والعروبة , وكانت له جولاته فى الدفاع عن الوطن العربى وإعلان كلمة الحق أمام الظلم والإعتداء .
إلا سلاماً له فى كلماته وإعلاناته ونداءاته ورسائله التى عممت إلى كبار القادة العالميين فى أقطارهم البعيدة الذين كان يخاطبهم فى شتى المناسبات إلى ابنائنا الجنود البواسل حاملى السلاح الذين كان يراسلهم بإنتظام , وآخر رسائلة لهم العدد الضخم من الأناجيل الصغيرة التى أرسلها لهم بمناسبة عيد الميلاد المجيد الماضى
جنودنا فى قلبه وصلاته .. وهنا لى وقفه .
صدقونى لقد كان مريضاً محتاجاً للراحة ولكنه ابى إلا أن يوقع بيده الكريمة على كل أنجيل من هذه الألاف المرسلة غلى ابناءه .
كم كان محباً لأبناء الوطن , كم كان رائداً للوحدة الوطنية , كم كانت علاقته وثيقة طيبه بالهيئات والأفراد , كم أحب الرب والناس , وكم أحبه الرب والناس .
جاء لتوديعه الوداع الأخير الألوف من أبناء مصر والعالم , وكانت تلك لحظات لامعة من الزوايا الروحية التقوية والأخوية والوطنية والإنسانية العالمية .
 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 76007 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تنفيذ وصية البابا كيرلس السادس

عاش البابا كيرلس السادس عمراً يناهز الــ 69 عاماً مع الرب وقديسيه مار مينا .
وفى عام 1964 م كتب وصيته بخط يده ولما كان يحب مار مينا فقد إشتاق لأن يدفن فى ديرة العامر بمريوط بالرغم من أنه اسس أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط ولكنه لم يغير وصيته ليدفن بها
وصية البابا كيرلس السادس ​
بإسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين
وصيـــــة
أنا الموقع أدناه بإمضائى وختمى وخطى المدعو بنعمة الرب كيرلس السادس أوصى بما هو آت :-
1 - مساحة الـ 50 (خمسون) فدان بصحراء مريوط وما عليها هو ملك لدير مار مينا العجائبى .
2 - قطعة الأرض التى بتفتيش السيوف الإسكندرية .
3 - قطعة الأرض الكائنة بكينج مريوط .
4 - العقار الكائن بمحرم بك بالإسكندرية .
5 - جميع العقارات والأرض والكنيسة بمصر القديمة .
جميع هذه ملك لدير مار مينا العجائبى بصحراء مريوط .
كما أوصى أنه بعد إنتقالى ووفاتى , يدفن جسدى بالمدفن الذى تحت الكنيسة بدير مار مينا بصحراء مريوط , يدفن بالملابس التى تكون على جسدى ولا لزوم لغيرها .
كل من أطلع على هذه الوصية ولا يعمل بها يكون محروماً من فم الثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس وفم الرسل والقديسين وفم حقارتى ويكون على شمال المسيح , وعلى أبن الطاعة تحل البركة الإمضاء كيرلس السادس
وقرر البابا شنودة الثالث وفاءً للبابا الراحل تنفيذ وصيته أن ينقل جسده الطاهر إلى المكان الذى أحب أن يدفن فيه فى ليلة عيد القديس مار مينا .
وفى ظهر الأربعاء 22 نوفمبر 1972 م أخرج الصندوق الذى به جسد البابا كيرلس السادس من مدفنه المؤقت تحت الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس ووضع أمام الهيكل للمرة الثانية .
وقام برفع صلاة بخور العشية قداسة البابا شنودة الثالث وكثير من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشعب , وألقى البابا شنودة الثالث عظة قال فيها : " .. البابا كيرلس يرتبط تاريخة , بحدث هام ينسب إليه , وهو إنشاء دير القديس العظيم مار مينا العجايبى , وفى الحقيقة إن البابا كيرلس إغتبط قلبه بهذا الدير إغتباطاً فاق الوصف , وهى النقطة التى أريد أن أتكلم عنها اليوم .
ففى رهبنته كان أسمه مينا المتوحد , وأحب هذا القديس الذى أخذ إسمه , محبة كبيرة , ورغم أنه كان من دير البراموس , إلا أن قلبه إلى دير مار مينا , وعندما أضطر إلى ترك مغارته فى الجبل بنى ديراً بإسم مار مينا لمحبتة لهذا القديس , وأصبح كل من يذهب إلي المنطقة يزور دير مار مينا , ويأخذ بركة القمص مينا المتوحد , وعندما كان فى كنيسة مار مينا بمصر القديمة التى عاش فيها زمناً طويلاقبل الزمن الذى قضاة فى الباباوية كان فى نفس الوقت يسعى فى السكنى فى منطقة مار مينا بمريوط , وإتصل بجمعية مار مينا بالإسكندرية , وبالأخص د/ منير شكرى لعمل الإجراءات ليعيش فى مار مينا .
وعندما بدأت الصلاة بمنطقة دير مار مينا تهلل قلبه جداً , وكان قد بدأ بهذه الصلاة الأنبا ثاؤفيلس قبل أن يكون هناك دير , وكانوا يصلون فى العراء فىالمنطقة الأثرية .
ولما جلس البابا كيرلس السادس على كرسى مار مرقس , أهتم بدير مار مينا إهتماماً كبيراً , وبدأ ينشئ هذا الدير
وفى الواقع إن العمل الذى قام به هذا الدير هو عمل عجيب جداً , يدل على إقتناع عجيب بالفكرة , وإصرار , وتصميم على إنشاء الدير , إذ لم يكن بالأمر الهين إحضار مواد بناء والماء , فكانوا يحضرون الماء من قرية بهيج
نذكر بالشكر فى هذه المناسبة المقدس شاروبيم أقلاديوس , وأخاه المقدس فرج أقلاديوس على تعبهما .
البابا كيرلس بنى أستراحة له فيها مسكن , وحجرات وضيافة , وكنيسة صغيرة ثم كنيسة أكبر بثلاث مذابح , ثم بنى سوراً ضخماً يضم حوالى 15 فدانا فى داخلة , وهى مسألة ليست بالعمل الهين , وسمح له ببعض الأحجار من المنطقة الأثرية , ثم بنى بيتاً للخلوة للآباء الكهنة بمساعدة نيافة الأنبا صموئيل , وبنى بعض غرف لإستعمالات العامة .
وبدأ يزرع تلك المنطقة , وهو فى الواقع يعتبر المؤسس الحقيقى الكبير لدير مار مينا فى عصرنا الحاضر , كل ذلك لمحبته فى دير مار مينا , ووضع أساس كاتدرائية كبيرة فى تلك المنطقة , مساحتها تقريباً حسبما أذكر ثلاثة أمثال الكنيسة الكبيرة الموجودة فى الدير , وفى هذه الكنيسة أراد أن يدفن .
لا حظوا هذا الإهتمام الكبير فى قلب الصحراء , ليس للإنشاء فقط و ولكن من حيث الرهبان , فكان يستعير بعض الرهبان من دير السريان , ثم رسم به رهباناً جدداً , واخذ موافقة المجمع المقدس بهذا الدير , وكان فرحاً بهذا العمل .
وكلكم تعلمون أنه كان يقضى شهوراً طويلة بهذا الدير , فهو مكان خلوته والمكان الذى يذكره بأسمه القديم (مينا المتوحد) أحب هذا المكان جداً , وكشخص متوحد , كلما إزدادت عليه الضغوط الخارجية , كان يلوذ بهذا المكان .
كان يريد أن يجعل مار مينا يحظى بإهتمام الكل , فأنشأ على أسمه مذابح كثيرة بالكنائس , بل أن احد المطارنة الأوائل الذين رسمهم فى أول رسامته بطريركاً كان بإسم "مينا" مطران جرجا .
وجعل صناديق التبرعات لهذا الدير بكنائسة بالإسكندرية , وكان يشغله هذا الأمر جداً , وأتذكر أننا فى كل مرة نطلب أذنا لزيارة مارمينا كان يتهلل , ويظهر ذلك فى ملامحة , وربما كنا نطلب أشياء أخرى ويرفض , ولكن زيارة مارمينا كان يتهلل لها ويفرح
وهذه المحبة الكبيرة بينه وبين هذا القديس جعلته يكتب فى وصيته أن يدفن فى دير مارمينا , ووضع حروماً شديدة لمن يخالف هذه الوصية , وتظهر هذه الوصية أهتمامه بدير مار مينا , فذكر الخمسين فداناً .. وأشياء كثيرة لدير مارمينا , وهذه محبة كبيرة لهذا الدير , وتعلق قلبه به وأن يدفن بالمدفن الذى تحت الكنيسة بدير مارمينا .
وعلى الرغم من أنه بعد هذه الوصية أسست الكاتدرائية الجديدة بالأنبا رويس , ورغم حضور جسد مار مرقس , ولكنه إستبقى الوصية كما هى , بل أسس مقبرة له تحت هيكل الكنيسة الجديدة بالدير , وذلك قبل وفاته بشهور , وظل على إصرارة , لم تكن القاهرة كلها تملئ قلبه مثلما تملأ قلبه صحراء مريوط , وهدوؤها .
وعندما رقد فى الرب فى 9 مارس سنة 1971 م - لم نتمكن من تنفيذ وصيته , لأن المقبرة لم تكن تمت , ولم يكن ممكناً أن نأخذ الألوف من أحبائة الذين يريدون أن يودعوه يوم وفاته أن نأخذهم إلى مريوط , ولذا دفن مؤقتاً فى القاهرة , وفعلاً جهزنا المقبرة تجهيزاً جميلاً , وهى مكسوة بالرخام , وفى منتهى الفخامة , وجعلنا فيها متحفاً توضع فيه الأشياء التى تذكرنا بالبابا كيرلس , وكان علينا أن ننتظر سنة من الناحية الطبية , وإنتظرنا عشرين شهراً حتى تم إعداد المقبرة , وترتفع الكنيسة الآن حوالى 4 أمتار , وأيضاً بنيت الهياكل , وقد صلينا فى هذه الهياكل فى عيد مارمينا السابق 22/ 6/ 1972 م .
ونظراً لأن الكنيسة تحتاج لسنوات لكى تتم وربما أنه أراد أن يزداد عمار دير مارمينا , لأن الألاف سوف تذهب إلى ذلك الدير لوجود جسد البابا فيه , أن منمحبته فى مرا مينا أراه أن يرقد فى مار مينا , وفى رقادة سبباً فى عمار دير مار مينا .
وكثير من باباواتنا دفنوا فى الديرة , دير القديس مكاريوس , توجد به مجموعة كبيرة من اجساد البطاركة .
ودير النبا رويس به أربعة من البطاركة عن يمين جسد الأنبا رويس .
ولا شك أن دير مارمينا هو أحق مكان ليدفن فيه جسد البابا , فهو منشئ الدير وكؤسس الدير , فهو الذى بنته , وجمع رهبانه , وبنى أسواره .
لا شك أن هذا الدير يرتبط بالبابا كيرلس , ولولا محبة البابا كيرلس للشهيد مارمينا لأسميناه دير البابا كيرلس , وشعب الأسكندرية لا يفرق بين تسميته دير مارمينا ودير البابا كيرلس , وكان إذا إعترضهم أحد يقولون أنهم فى دير البابا .
وفاء منا نفذنا هذه الوصية , ونحن نعلم أن كثيراً من القديسين كانوا يوصون أن تدفن أجسادهم فى أماكن معينه مثل : أبينا إبراهيم أب الآباء , وأعد المكان الذى يدفن فيه قبل أن يموت , ويوسف الصديق أحد الأثنى عشر الآباء البطاركة , أوصى من جهة عظامة أن تدفن فى الموضع الذى أراده .
ونرى فى قصة النبا بيشوى , والأنبا بولا الطموهى أنهما أصرا أن يدفنا معاً فى نفس المكان , ولما افترقا وقفت السفينة , ونعلم عن هذا القديس آخر برك الجمل عندما أرادوا يدفنوه فى غير المكان الذى يريده .
فليستريح بابانا العزيز فى مكانه الذى احبه لنفسه , والذى وجد فيه راحته وهدوء , وسلامه القلبى , ووجد فى رحابه حياة الرهبنة والوحدة التى كانت تجرى فى دماءة المقدسة .
باكر سينقل الجسد إلى دير مار مينا , ونصلى القداس بعد الظهر وسأسبق سفرة لكى أكون فى إستقباله هناك , وسيطاف به الدير بالتهليل , والتسبيح كما يليق بالآباء البطاركة .
نجو لقداسته نياحاً فى فردوس النعيم فى الموضع الذى هرب منه الحزن والكآبة والتنهد , ونرجو أن يذكرنا فى صلواته , وبركاته , وقداسته التى عاش بها .
 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 76008 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




جسد المتنيح البابا كيرلس السادس فى دير مارمينا


وفى يوم 23 نوفمبر 1972 م تحركت الكثير من العربيات والأتوبيسات ترافق جسد البابا كيرلس من الكادرائية المرقسية بالأنبا رويس ومنه إلى كلوت بك مقر البطريركية القديمة ثم واصلت رحلتها فى الطريق إلى دسر مارمينا
وعند وصول الجسد حمل الآباء رهبان الدير جسد أبيهم الطاهر إلى داخل كاتدرائية مارمينا حيث وضعوه أمام الهيكل , وصلى قداسة البابا شنودة الثالث والآباء المطارنة والأساقفة صلاة عشية , ثم نزلوا بالجسد إلى مزارة والمكان الذى أعد خصيصاً له أسفل الهيكل حيث وضعوه فى المقبرة وسط صلوات وتسابيح الآباء الحاضرين طوال الليل , وأقيمت القداسات الإلهية ثم ألقيت الكلمات عن هذا البطريرك الطوباوى .
وتبارك جميع الحاضرين من جسد البابا كيرلس السادس , وتم تغطية المدفن بالغظاء الرخامى الذى كان معداً من قبل .. وقد سجلت الكنيسة يوم 23 نوفمبر هو العيد السنوى لنقل جسد البابا كيرلس السادس

 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:48 PM   رقم المشاركة : ( 76009 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كلمات البابا شنودة - لتعزيتة فى نياحة البابا كيرلس السادس​

كلمة نيافة الأنبا شنودة - أسقف التعليم فى الإجتماع الإسبوعى بالكاتدرائية الجديدة بالأنبا رويس - الجمعة 12 مارس 1971 م​
​




فى الواقع لم أحضر هذا اليوم لألقى عليكم عظة إنما لأعزيكم فى نياحة أبينا الطوباوى المكرم الأنبا كيرلس السادس
ليس أمراً هيناً على الكنيسة أن تفقد الأب الأكبر لها الذى تسميه الكنيسة بألقاب عديدة فنقول فيها أنه أب الاباء .. وراعى الرعاة .. ورئيس الالكهنة .. ورئيس الأساقفة ,, ورئيس المجمع المقدس .. وخليفة الرب ونائبة على الأرض .. وثالث عشر الرسل .. وليس هيناً أن تودع الكنيسة شخصاً كبيراً من هذاالنوع فى صمت وهدوء البابا فى الكنيسة هو أكبر شخصية تذكرة فى صلواتها فى رفع بخور عشية وباكر والقداس والألحان الكنسية والتسابيح بل حتى أثناء تقديس الأسرار الإلهية عند تقديم الحمل , فى كل وقت البابا يشغل الكنيسة وتنشغل به طالبة من الرب له حياة مديدة وأزمنة سالمة هادئة وأن يحفظة لنا , هذا من ناحية الشعب وتذكار الكنيسة له .
أما من ناحية البابا كيرلس بالذات فقد كانت له فى الكنيسة مكانة خاصة , بدأ حياته الرهبانية كراهب صادق الرهبنة ترهب وهو صغير ثم عكف على الوحدة , ثم سكن فى مغارة قرب دير البراموس وأنا زرتها بنفسى , ثم أنتقل إلى طاحونة قرب مصر القديمة وتعبد فيها سنوات طويلة ثم توحد فى كنيسة خاصة به بناها بنفسه وأشرف على الفعلة بنفسه وعاش فيها متوحداً حتى أن السنوات الطويلة من سنة 1944 م إلى 1959 م لا أذكر أنه خرج من ذلك المكان إلا لكى يعمل عملية جراحية فى وقت ما حتى لقب بالقمص مينا المتوحد , وفى وحدته كان رجل صلاة ربما حوالى 35 عاماً من الزمان كان يقيم قداساً كل يوم , لم ينقطع يوما ما عن القداسات طول هذه المدة , وكانت صلواته تخجل الناس , رجل كبير فى السن فوق الستين أو قارب السبعين يصحو كل يوم حوالى الساعة الرابعة صباحاً ليصلى , كانت الكنيسة جزء من حياته , وكانت القداسات تجرى فى عروقة مثل دمه تماما وكانت التسابيح والصلوات شيئاً طبيعياً بالنسبة له ولم يكن يجد غضاضة فى أن يقف مع احد المرتلين يرابعة التسبحة , وكان يتعجب إذا وجد كاهناً يصلى من الخولاجى حتى أن جميع صلوات القسمة وهى عديدة كان يحفظها تماماً .
لعله درس كبير لنا فى المواظبة على القداسات والتبكير للكنيسة والإلتصاق بها وحفظ الصلوات والتسابيح والألحان والمدائح , وله فى الرهبنة صلات ودروس وتجارب كثيرة , له صلة بدير البراموس العامر حيث ترهب هناك , وله صلة بدير السريان العامر حيث أرسل كثير من ابناءه ليتعبدوا به , له صلة بدير مار مينا الذى عمره وترهب بأسمه ولقد ترك فى نفسه أثراً كبيراً يعطينا فكرة عن كيف أننا أسمينا أولادنا بأسماء القديسين تتعلق نفوسهم به وبأعمالهم , وقد أهتم بدير مار مينا كثيراً قبل أن يصير خليفة لمار مرقس الرسول , وكان يريد من مصلحة الآثار أن تترك له هذا المكان ألثرى ليبنى فيه ولو قلاية بسيطة , وأشترى خمسين فداناً وبنى كنيسة ومغارة وقلالى للرهبان وسوراً كبيراً يحيط بها وبيتاً للضيافة أو الخلوة , وكان يحب دير مار مينا ويسافر إليه ويقضى فيه شهوراً طويلة وكان يود لو أنه أيضاً دفن فيه , كان يحب الهدوء والبعد عن الضوضاء , ومشاكل القاهرة ومن حبه لهذا الدير كان يود لو بنيت مذابح فى كل كنيسة بإسم مار مينا , ورسم أحد المطارنة بأسم مار مينا وتلميذه الخاص باسم الراهب مينا وعمر ذلك الدير , ولأول مرة نجد راهباً يحمل إسم مار مينا , وكان يعيد فى كل سنة فى عيده , ويفرح بالذين يشتركون فيه , وإستطاع أن يجعل إسمه محفوراً فى قلوب أبناء هذا الجيل .
لا أدرى عندما تصعد روحه ليلتقى به فى ألبدية كيف سيكون لقاؤهما ؟ لهذا اقول لكم أنكم سميتم أبناءكم باسماء القديسين لتركت فى نفوسهم آثار كبيرة مثلما أحب البابا كيرلس إسمه القديم " الراهب مينا" وإلتصق به كثيراً.
كان البابا محباً للتعمير والبناء فقد بنيت فى عصره فى القاهرة أكثر من 31 كنيسة وفى الإسكندرية 9 كنائس إن كنيسة المستشفى القبطى بالقاهرة وبالإسكندرية تعتبر مبدأ عظيماً , لا يوجد أحوج إلى التناول والصلوات من المرضى وذويهم , وليت هذا المبدأ يعمم فى بلادنا المريض يكون قريباً جداً إلى الرب ومستعداً للتوبة أكثر من أى إنسان آخر , لذلك عندما أتكلم عن هذا الأمر إنما تعجبنى الفكرة فى حد ذاتها حتى لو كانت هذه الكنيسة غرفة أو قاعة صغيرة , يكفى المذبح والكاهن داخل المستشفى , وأعجبنى وجود كنيسة فى كلية البنات القبطية , شئ جميل أن توجد كنيسة فى مدرسة لكى يبدأ الطلبة اليوم الدراسى بالصلاة , ويشعرون بأنهم فى رحاب الكنيسة والواقع أنها إمتداد لأفكار آبائنا القدامى , فالكنيسة والمدرسة يغذيان الروح والعقل معاً , وأعجبنى أيضاً أن توجد كنيسة فى قاعة مثل قاعة إبراهيم لوقا بمصر الجديدة لماذا لا توجد كنيسة فى كل مستشفى ومدرسة وقاعة ؟
وأيضاً جميل أن توجد فى بيت مدارس الأحد وفى جمعية الإخلاص , كل هذه الأمور تظهر أن الكنائس ليست مجرد أبنية إنما لها أهداف روحية , وجميل أيضاً أن توجد فى اماكن مهجورة مثل حى القصيرين أو الزاوية الحمراء , ناس مجهولين لا يجدون أحداً يزورهم , وكان كثيرون من طلبة الإكليريكية يذهبون إليها للخدمة والوعظ وكنيسة الساحل وأرض الشركة .
هذه المحبة للتعمير لم تشمل الكنائس فقط إنما الآثار فقد كون لجنة للبحث عن كنيسة أتريب ولها وضع كبير فى تاريخ الكنيسة والنبوات المقبلة , وهذا الموضوع طويل , وقد تعاونت هذه اللجنة مع البعثة الهولندية هناك , ولا ننسى أنه تمت فى عهده أبنية الكلية الإكليريكية مثل مبنى كلية اللاهوت سنة 62 م ومبنى الداخلية للطلبة المجاور لها , وأيضاً معهد ديدموس للعرفاء , وإن كان ازيل حالياً لبناء الكاتدرائية , وكان محباً للتعمير حتى نياحته , ففى نفس اليوم الذى تنيح فيه بدأ تعمير مقبرة البطاركة التى تحت المذبح مباشرة وكان أول بطرك يدفن فيها .
ومحبته للتعمير لم تكن فقط للأبنية المادية إنما للبناء الروحى أيضاً ففى عهده وصل نشاط الكنيسة لأماكن بعيدة ما كنا نظن أنه يصل إليها , فأصبح لنا كاهناً فى كندا القس ماركوس إلياس فى تورنتو , والقس رفائيل يونان بمنتريال وكلاهما من أساتذة الكلية ألإكليريكية ثم رسم القس مينا لبيب لسدنى وآخر لملبورن بأستراليا , ثم رسم القس غبريال أمين للولايات المتحدة وأرسل إليها القسيسين بيشوى كامل وتادرس يعقوب وكان يشرع فى رسامة آخرين لإنجلترا وأوربا , وإهتم أيضاً بالكرازة فى أفريقيا , وأرسل لها مقدمات كثيرة من قبل وأرسل أولاً القس مكاريوس (الأنبا اثناسيوس حالياً) والقمص شنودة السريانى والقمص باخوم المحرقى (الأنبا أغريغوريوس حالياً) وكاهن كنيسة الزمالك , وأنطونيوس السريانى , وأرسل بعثات من العلمانيين .. الدكتور زاهر رياض وغيره من أساتذة الكلية للإتفاق على إقامة معهد كرازى بالقاهرة فى كرتسا واخرج هذا المركز مجموعة من الكارزين يكرزون حالياً بالسودان ويعمدون كثيرين بإسم المسيح إلى يومنا هذا , كان إهتمامه كبيراً بأفريقيا والكويت أيضاً حيث أرسل إليها القمص ميخائيل المحرقى (أنبا مكسيموس حاليا) والقمص تيموثاوس المقارى الذى ما زال هناك.
وإهتم أيضاً بالكنيسة فى أثيوبيا وصدقونى إن العلاقات مع الكنيسة فى أثيوبيا كانت تتركز كثيراً على المحبة ألكبيرة القائمة بين قداسته وجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى وكانت هذه المحبة هى السور الكبير الذى يحفظ العلاقة بين الكنيستين , ومن أول سيامته وهو يهتم بها , ففى يوليو عام 1962 م رسم جاثليق أثيوبيا أبونا باسيليوس (ولقب أبونا بأنب عندنا يطلق على رؤسائهم) , وزار بنفسه أثيوبيا وكان الإمبراطور قد زاره أثناء سيامة الجاثليق وقلده وشاح سليمان الأكبر , وقلد كثيراً من الآباء قلائد وأوسمة , وبمجرد وصول قداسته أثيوبيا عام 1965 م وكان مريضاً طلب البدء بإقامة القداس بكاتدرائية الثالوث الأقدس , وسنة 1962 م زار كثير من مقاطعات , وزار دير القديس تكلا هيمانوت رئيس الرهبنة الحبشية وغيره من ألماكن , وإشترك فى الإحتفال الثلاثينى بتنصيب الإمبراطور , وسنة 1965 م رأس مجلس الكنائس الأرثوذكسية الشرقية هناك , وإستقبل بحفاوة كبيرة وتنازل له الإمبراطور عن قصره ليقيم به أثناء الزيارة وكانا أسداه طليقين , وعندى فى قلايتى الخاصة صورة لقداسة البابا وهو يداعب أحد هذه الأسود , وكان جلالة الإمبراطور يقول لقداسته أننى أننى مستعد أن ابنى لك هنا قصراً لتزورنى كل عام , وعندما كان يقدم الهدايا للآباء المجتمعين بالمجلس كان ينسبها إلى قداسته لا إلى شخصه بإعتباره صاحب المكان , وكان يستقبله إستقبال الملوك وتطلق له المدافع 21 طلقة , وألأثيوبيين يحبون خليفة مار مرقس ويسمون كنيستهم الكنيسة القبطية , وكانت لفتة جميلة أن يزور أثيوبيا مرتين , وكان جلالة الإمبراطور بمجرد وصوله إلى القاهرة يزروه ويأخذ بركته .
ولم يقتصر ألمر على هذه العلاقات بأفريقيا وأمريكا وأستراليا وآسيا وإنما أيضاً كان له إتجاه فى العلاقات المسكونية العامة , وقد زاره فى مصر كثير من رؤساء الكنائس العالمية مع انه لم يزر أحد منهم , زاره البطريرك اثيناغورس رئيس الكنيسة اليونانية , وبطريرك موسكو ألكسيس , ومكاريوس أسقف قبرص , وبطريرك بلغاريا ورومانيا وفنلندا , ومن الكنائس الشقيقة بطريرك الأرمن , ومار أغنوطيوس يعقوب بطريرك السريان ورؤساء البروتستانت والمسئولين فى مجلس الكنائس العالمى وكثيراً من كرادلة الكاثوليك منهم رئيس أساقفة فينا , ولقد وجدنا هذا افرتباط الكبير مع كنائس العالم ظاهراً فى حفل مار مرقس الرسول وحفل بناء هذه الكاتدرائية حيث تبرعت كثير من الكنائس بمستلزماتها , ولا ننسى من كان يوفدهم فى بعثات لحضور المؤتمرات الكنسية العالمية ومن أوفدهم لحضور إجتماعات مجمع الفاتيكان الثانى لسنوات طويلة .
ولا ننسى الجهود الجبارة التى قام بها من الناحية الوطنية مما جعله موضع ثقة وثناء الرؤساء , كان الرئيس جمال عبد الناصر يحبه محبة خاصة ويكرمه إكراماً كبيراً ويثق به وبوطنيته , والرئيس أنور السادات تكلم عنه كلاماً فى منتهى الجمال وأشاد بمثاليته فى الوطنية وقال عنه : كنت أعز هذا الرجل إعزازاً خاصاً وقال إنه : "بلدياتى" وقال إنه كان رجلاً محباً واعياً بكل ما يحيط بالبلد من احداث ولا يفتأ أن يوجه الأقباط فى نصرة وطنهم , وتحركت الدولة كلها أثناء مرضه .. رءيس الدولة والمسئولون فى الإتحاد الإشتراكى (الحزب الحاكم) والوزراء جميعهم .
وكان لقداسته إلى جوار هذا كله صفاته الفاضلة فى حياته الخاصة , وكان رجلاً يتميز إلى جوار الحزم وقوة الشخصية بالبساطة وكان رجلاً لطيفاً , وكانت له أبتسامة رقيقة جميلة تؤثر فى كل من يزوره وكان يتبسط كثيراً مع الناس , ولعله أول بابا فى جيله يفتح بابه على مصراعيه لكل صغير وكبير رجلاً كان أو أمرأة .
أتذكر منظراً مؤثراً فى سنة 1959 م , وكنت فى ذلك الحين سكرتيراً له , وكان يصلى صلاة عشية وبينما كان يصرف الشعب وجدت رجلاً بسيطاًَ أمسك يده بقوة وشدها بعنف ووضعها على صدره وقال بإيمان عجيب : " أنا عيان إرشمنى هنا "
كان كل صاحب مشكلة يذهب إليه ويدعو لكل واحد ويتكلم مع كل واحد وفى أيام الإمتحانات كان الطلبة بالألاف يأتون إليه يطلبون صلواته وهو يدعو ويصلى للكل , وكان مجهوداً جباراً لا يستطيع من فى سنه أن يحتمل مثله .
ولعله بسببه كان هذا المرض الأخير .. رحمه الرب , وكان رجلاً صامتاً يسمع كثيراً أكثر مما يتكلم وكان فى صلواته كثير البكاء , كثير من الناس الذين لهم قوة شخصية تكون دموعهم عزيزة أما هو فكان البكاء قريباً منه , وكانت له ذاكرة فى منتهى القوة يحفظ الأحداث القديمة ويحفظ أسماء لا حصر لها ويكلم الناس بروح مرحة , وكان رجلاً كنسياً وطقسياً وشعبياً وملازماً للكنيسة , كانت فيه صفات عديدة رحمة الرب رحمة واسعة .​

 
قديم 26 - 05 - 2022, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 76010 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




راعى الرعاة .. ورئيس الالكهنة .. ورئيس الأساقفة ,, ورئيس المجمع المقدس .. وخليفة الرب ونائبة على الأرض .. وثالث عشر الرسل .. وليس هيناً أن تودع الكنيسة شخصاً كبيراً من هذاالنوع فى صمت وهدوء البابا فى الكنيسة هو أكبر شخصية تذكرة فى صلواتها فى رفع بخور عشية وباكر والقداس والألحان الكنسية والتسابيح بل حتى أثناء تقديس الأسرار الإلهية عند تقديم الحمل , فى كل وقت البابا يشغل الكنيسة وتنشغل به طالبة من الرب له حياة مديدة وأزمنة سالمة هادئة وأن يحفظة لنا , هذا من ناحية الشعب وتذكار الكنيسة له .
أما من ناحية البابا كيرلس بالذات فقد كانت له فى الكنيسة مكانة خاصة , بدأ حياته الرهبانية كراهب صادق الرهبنة ترهب وهو صغير ثم عكف على الوحدة , ثم سكن فى مغارة قرب دير البراموس وأنا زرتها بنفسى , ثم أنتقل إلى طاحونة قرب مصر القديمة وتعبد فيها سنوات طويلة ثم توحد فى كنيسة خاصة به بناها بنفسه وأشرف على الفعلة بنفسه وعاش فيها متوحداً حتى أن السنوات الطويلة من سنة 1944 م إلى 1959 م لا أذكر أنه خرج من ذلك المكان إلا لكى يعمل عملية جراحية فى وقت ما حتى لقب بالقمص مينا المتوحد , وفى وحدته كان رجل صلاة ربما حوالى 35 عاماً من الزمان كان يقيم قداساً كل يوم , لم ينقطع يوما ما عن القداسات طول هذه المدة , وكانت صلواته تخجل الناس , رجل كبير فى السن فوق الستين أو قارب السبعين يصحو كل يوم حوالى الساعة الرابعة صباحاً ليصلى , كانت الكنيسة جزء من حياته , وكانت القداسات تجرى فى عروقة مثل دمه تماما وكانت التسابيح والصلوات شيئاً طبيعياً بالنسبة له ولم يكن يجد غضاضة فى أن يقف مع احد المرتلين يرابعة التسبحة , وكان يتعجب إذا وجد كاهناً يصلى من الخولاجى حتى أن جميع صلوات القسمة وهى عديدة كان يحفظها تماماً .
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025