منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 05 - 2022, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 75941 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انتشار المسيحية في أوربا




تسيدت أوروبا في عصورها القديمة نهايتها وعصورها الوسطي على المشرق كله تقريبًا في ذلك الوقت، وكانت سيادتها سياسية وإدارية، إلا أن المشرق كانت له الباع الطولي في نشر سيادته الروحية والدينية على أوروبا.
فمن الشرق خرج الدين والروحانية لينشر في العالم القديم ومنه جنوب أوروبا مكان الإمبراطورية الرومانية، وبتوالي الزمن ظهرت تأثر مناطق بعينها من الشرق على الإمبراطورية، وكان من هذه المآثر أفعال ما تزال واضحة ومعترف بها هناك إلى اليوم.
وعندما نتناول موضوع انتشار المسيحية في أوروبا بدءًا ببلاد الإمبراطورية الرومانية، إنما يجب أن نوضح مآثر مصر وفضلها على أوروبا كلها – وليس فقط على الإمبراطورية الرومانية في هذا المجال.

فقد كان لمصر بالذات فضل السبق في تعريف الأوروبيين بالدين المسيحي، بل وبنظمه وطقوسه، حتى وشاركت مصر في إدخال شيء من التحضر على الأقوام المتخلفة هناك لتخرجها من ظلمات الجهل والوحشية إلى نور الإيمان والحضارة الإنسانية.
فمصر التي لم تكن سوي ولاية الفتح الرومانية، إلا أنها أخذت على عاتقها احتضان العلم والدين والحضارة التي ورثتها عن آلاف السنين لتقدمهم لقاء لا شيء إلى كل من كان يطلبها، بل واستغلت الاضطهاد والطبقة العظيمة التي مرت بها بسببه لتعطي بسخاء هؤلاء المضطهدين، إيمانا وحبا وسماحة وحضارة.
"أنتم أردتم بي شرًا أما الله فقد أراد بي خيرًا".
هكذا كانت مصر في قرونها الأولى بالنسبة لأوروبا وغطرستها في القرون الأولى،
- حدث أيام الإمبراطور دقلديانوس وشريكة مكسيميانوس، واللذان اتخذا القتل أسلوبا لعلاقاتهما أن كانا يجندان من شعوبهما جيوشًا وكتائب لتكون قريبة من أماكن الاضطهاد، إلا أنه حدث أن تمرد أهالي غاليا (فرنسا) على الإمبراطور مكسيميانوس ولم يستطع أن يقمع ثورتهم، فاستعان بزميله دقلديانوس، الذي استعان بدوره كان قد شكلها من أبناء صعيد مصر الذين كانوا يتميزون بالشجاعة وقوة الأبدان وكانت تسمي باسم البلدة التي منها كان هؤلاء الأبطال وهي (طيبة) الأقصر الآن، وكان على رأسهم شاب مسيحي شجاع قلبه متوقد بالأيمان هو "موريس" أمر الإمبراطور هذه الكنيسة بأن تتوجه إلى غاليا وتنقسم قسمين، الأول يتجه إلى حدود غاليا ويرابط هناك.
بينما يتوجه الثاني إلى الحدود الشمالية الشرقية (سويسرا الآن) ولما كان من عادة الإمبراطور ليلة الحرب أن يسجد مصليًا للأوثان ويقدم البخور لها، طلب إلي الكنيسة أن تكون معه في هذه الصلاة، ولكن لأنهم كانوا مسيحيين رفضوا هذا الشرف الباهت، وبذلك يكونون رافضين لأوامر الإمبراطور وبتكرار هذا الطلب منهم وبتكرار هذه المأساة وسقوط العشرات قتلي وشهداء لم يتركوا مبادئهم ولم يطيعوه، وظل كذلك حتى أفناهم وكان أخرهم موريس الشاب القبطي الصعيدي الذي اظهر شجاعة وقوة أيمان، خاف منها الإمبراطور نفسه.
ولذلك تأسست باسمه في هذه المنطقة (سويسرا) كنائس وبلاد وبحيرات للان وبعد أن خصبت الأرض بدماء المصريين الشهداء على مرأى ومسمع من الأوربيين الوثنيين دخل الإيمان قلوبهم، حيث كان ملحقًا بهذه الكنيسة كتيبة من البنات كممرضات، نال بعض منهم الاستشهاد وطرد الباقيات في الجبال والأحراش يلقين مصيرهن على يد الوحوش والقبائل المتوحشة هناك، ولكن الله كان معهن، فانتشرن بين هؤلاء الأهالي الوثنيين المتوحشين ينشرون الدين الذي رأوا الشهداء يتساقطون من اجله، كما علموهم النظافة من استحمام وتصفيف للشعر وتجهيز للطعام وكانت على رأسهن (القديسة فيرنيا) حيث بدأت من منطقة الحدود البلجيكية الفرنسية الآن واستقرت في سويسرا، وظلت هؤلاء الفتيات المصريات يعملن بنشر الروح والحضارة حتى توفين جميعًا، وأقيمت لهن كنائس هناك، بل وظلت صورة فيرنيا عالقة بأذهان السويسريين إلى اليوم حيث أقاموا تمثالًا موجودًا في حديقة السفارة بالقاهرة.
- كذلك أنه أثناء نفي القديس أثناسيوس الرسولي في النصف الثاني من القرن الرابع هو وبعض أبنائه من الرهبان والقسوس تركهم يبشرون في شمال فرنسا ثم واصلوا إلى إنجلترا حيث أسسوا هناك كنيسة (كنيسة الصحراء) مازالت موجودة للآن، ومنهم عرف أهل تلك البلاد المسيحية والرهبنة.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 75942 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بداية النهضة الرهبانية في عصر البابا كيرلس السادس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


-في نهاية حكم المماليك (1251 – 1517 م) تركت أسرة مسيحية من قرية الزوك الشرقية المنشأة بسوهاج واستقرت هذه الأسرة في طوخ دلكة بالمنوفية... وفى أواخر القرن التاسع عشر هاجرت هذه الأسرة إلى دمنهور حيث استقرت هناك.
- كان الأب يوسف عطية يعمل وكيلًا عامًا لإدارة أعمال أحد كبار الملاك بالبحيرة والغربية والمنوفية... وفى يوم السبت 2 أغسطس 1902 رزق بالطفل الثانى فسماه "عازر" الذي عاش في مناخ الأسرة الروحى والكنسى.. وانتظامه على حضور مدارس التربية الكنسية التى شكلت داخله ارتباطًا قويا بالكنيسة وقداساتها وأسرارها، كذلك شغفه هو والأسرة بسير الآباء القديسين والحرص على الاحتفال بتذكاراتهم المقدسة، وخاصة القديس العظيم مارمينا العجايبى حيث كانوا يذهبون سنويًا لقضاء عيده في ديره بأبيار الغربية.
- وفى نفس الوقت كانت أسرة يوسف عطا تستقبل الكثيرين من الآباء الرهبان وتهتم بشئونهم واحتياجاتهم وكان من بينهم القمص تادرس البراموسى ذلك الراهب الشيخ الذى ارتبط به عازر وهو ابن أربع سنوات أى منذ نعومة أظافرة وأحبه الاثنين بعضهما البعض ونمت بذرة حب الرهبنة منذ السنوات الأولى للطفل عازر.
- انتقلت الأسرة إلى الإسكندرية حيث عمل الأب وكيلا لدائرة أحمد يحيى باشا وهو والد عبد الفتاح يحيى باشا رئيس الوزراء في الفترة من (1933 – 1934) والتحق عازر بالدراسة الثانوية وبعد الإنتهاء من تعليمه وهو كان منتظمًا في ذلك الوقت على حضور مدارس الأحد. التحق بالعمل بشركة (كوكس شوبينج) للملاحة، وأظهر فيها من الأمانة والإخلاص والالتزام في العمل.
- [أحب الشاب عازر الله من أعماق قلبه، وكان سعيه الدائم هو (الحياة مع المسيح) لذلك نجده يواظب على الحياة الكنسية بكافة صورها من حضور القداسات والتناول من الأسرار المقدسة وكذلك الارتباط بفصول التربية الكنسية كشاب روحى مهتم بخلاص نفسه والانشغال الذهنى والعاطفى بالرب يسوع فيقضى الليل ساهرًا في قراءة الكتاب المقدس والصلاة والتأمل إلى جانب سير الآباء القديسين والآباء النساك والمتوحدين، وكم كانت لسيرة القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم الذى تنيح عام 1914 أثرها في حياة الناس في ذلك الوقت. كما أن الحياة الروحية الطاهرة التى للبابا كيرلس الخامس وشفافية روحة كانت نبراسًا يضئ لشباب هذا الجيل](4).

- ولقد اهتم المتنيح قداسة البابا كيرلس الخامس بالوعظ والتعليم وتدعيم الكلية الإكليريكية التى أعاد أفتتاحها عام 1893 حيث أسند رئاستها إلى مُعلم الجيل الأرشيدياكون حبيب جرجس (1876 – 1951) في عام 1918 فكانت الخطوة الوثابة في نهضة التعليم الكنسى والدينى وتكوين وصياغة عقل الكنيسة وفكرها وحياتها الروحية سواء في الأهتمام بالإكليريكية وتخرج الوعاظ والمعلمين والآباء والكهنة أو في مدارس الأحد (التربية الكنسية) في تربية النشئ... ومن تلاميذ هذا البطل العملاق جاء آباء الكنيسة المعاصرين.
- بعد نياحة البابا كيرلس الخامس اختير الأنبا يؤانس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية (القمص يوحنا البراموسى) ليكون بطريركًا في 16 ديسمبر 1928، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وقد كان ثان بطريرك على التوالى يكون من دير البراموس العامر.
- وفى عهد البابا يؤانس التاسع عشر ذهب الشاب التقى عازر يوسف إلى دير البراموس لكى يسلك طريق الرهبنة وتكرس بإسم الراهب مينا البراموسى في 25/2/1928، وسيم قسا في 18/7/1931 ثم قمصًا بعد ذلك بقليل.
- عاش القمص مينا البراموسى فترة متوحدًا بمغارة تبعد عن دير البراموس مسافة الأثنين كيلو مترًا وهو ما زال في الثلاثون من عمره لحبة في الوحدة والأختلاء.
- انتقل بعد ذلك إلى مكان مهجور(5) (طاحونة الهواء بمصر القديمة) حيث تعبد بها.. وبعد قليل تصبح هذه الطاحونة الكائنة في عمق صحراء مصر القديمة منارة للكنيسة كلها، وبذرة جيدة في الأرض لازدهار الرهبنة في عصرنا الحالى.. حيث التف حول القمص مينا المتوحد عددًا من شباب المتعلم والمُربى داخل أحضان الكنيسة ومرتوى من نبع مدارس الأحد الفياض، ليقتدوا بحياته الطاهرة وجهاده اليومى المضنى من سهر طوال الليل في الصلاة والتسبيح ثم عمل القربان وصلاة القداس اليومى، فتعلق به بل بالحياة الرهبانية كثير من شباب مدارس الأحد، فأحتضنهم القديس القمص مينا المتوحد وأقام لهم منزلًا يقيموا به ويرعاهم روحيًا وفكريًا ودراسيًا واجتماعيا ويهتم بكل احتياجاتهم... وكان بنظرته الروحية وشفافيته يرى في هؤلاء الشباب مستقبل الرهبنة والكهنة بعد قليل.. وقد انتدب فترة من الزمن في حبرته البابا يؤانس التاسع عشر لتعمير دير الأنبا صموئيل المعترف بصحراء مغاغة وقام بالتعمير به على قدمًا وساق حتى أصبح دير الأنبا صموئيل محط نظر كثير من الشباب الذى يحب الرهبنة، وشاءت العناية الإلهية أن يتولى القمص مينا المتوحد السدة المرقسية في 10/5/1959 ليصبح البطريرك السادس عشر بعد المائة ويواصل اهتمامه بالرهبنة وبالأديرة، فأصبح تلاميذه الذين ترددوا عليه في مصر القديمة وفازوا بالتلميذة على يديه ومن خدام مدارس الأحد إلى الرهبنة فأخذ يرشدهم للذهاب إلى دير السريان العامر وهذا بسبب أن الوحيد الذى كان يرحب بشباب مدارس الأحد هو المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلوس في الوقت الذى كان يتخوف الجميع في كافة الأديرة من قبولهم لتحفظات داخل فكرهم إذ كانوا يرون أن على يد هؤلاء – خدام مدارس الأحد – سوف تضيع الأرثوذكسية داخل التيار الكاثوليكى المنتشر.
- وقد اهتم قداسة البابا كيرلس بإعادة تعمير دير مارمينا الأثرى وإنشاء دير مارمينا الحالى...
- كانت الرؤية المستقبلية لنيافة الأنبا ثاوفيلوس المتنيح، ترى أن في هؤلاء مستقبل الرهبنة والكنيسة مثلما كان يرى تمامًا قداسة البابا كيرلس السادس، فأصبحت الطاحونة هى الباعث الأساسى للنهضة الرهبانية في منتصف القرن السابق، وتوافدت أعدادًا كثيرة من خدام مدارس الأحد على دير السريان العامر، فانضموا إلى سلك الرهبنة وكان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر "رمزي عزوز، نظير جيد" الذين سنتكلم عنهم بعد قليل....." (6).
_____
الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(4) قراءة في حياة أبونا مينا المتوحد - أ/ أمير نصر – القاهرة سنة 1996 (12، 13).
(5) مرجع سابق صــ 13.
(6) حديث صوتي مع نيافة أنبا إيسيذورس رئيس دير البرموس الحالي بتاريخ 11/7/2018.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 75943 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فكرة عامة عن الرهبنة ونشأتها


الرهبنة فكرة فلسفية، وليست الفلسفة قاصرة على شعب من الشعوب بل هى من نصيب الأمم الراقية والشعوب الناهضة، ولما كان الشرق مصدرًا للنهضات الفكرية والآراء الفلسفية العلمية. عرفت الرهبنة بين شعوبه في أماكن مختلفة وعصور متباينة وقد ظهرت الرهبنة (فكرتها وليس شكلها الحالي) في الوثنية باعتبار البراهمة والذين يدينون بمبادئ كنفوشيوس Confucius وجوتاما بوذا Gautama Buddha، هم أول من فكر في العيشة المنفردة وإذلال الجسد وكبح جماحه بطرق في منتهى القوة والقسوة والخشونة في التعامل.
فقد تألفت منهم جماعات عديدة عاش أفرادها في كهوف وأحراش كما سكن البعض في مناسك المعابد والهياكل وعلى ضفاف الأنهار المقدسة حيث رضخوا تحت نير ثقيل تلهبهم سياط الفرائض المرة ويضنيهم الصوم الطويل.

- ولما كانت معرفتهم بالخلاص والسعادة بعد الموت قاصرة على الأمانة الذاتية، لهذا نظروا إلى الجسد كعدو وأحاطوه بسياج من الشرائع القاسية بعد أن كبلوه بالأغلال والقيود، فمنهم من يمتنع عن الكلام أيام طويلة، ومنهم من يصعد على قمم الجبال العالية ويقطع المسافات النائية غير مبال بقيظ الصيف وزمهرير الشتاء.. وبهذه الهمة النادرة والتفانى العجيب استطاع رهبانهم إذ أجاز المُسمى المعروف لدينا عن الرهبنة – من نشر دينهم حسب معرفتهم أما عن مفهوم الرهبنة عند اليهود فهو يرجع لأن اليهود قد سبقوا الأمم في معرفة الإله الحق كما انفردوا بعبادته على الطريق السوى، فخصهم بالشريعة وبعث منهم الأنبياء، فهذه المميزات التى لم تتوفر لغيرهم كشفت لهم عن بطلان العالم وأمجاده الزائلة وأنه كعشب الحقل الذى يزول سريعًا، كما أنار الأنبياء بحياتهم المثالية طريق السعادة والخلود، فتعمق الكثير منهم في العبادة الروحية وأخذوا يبحثون عن مسالك جديدة للحياة الأبدية، وهى التى ترتب عليها ظهور طوائف دينية كان أقربها إلى الحياة الرهبانية المسيحية طائفة الأسينيسين.
- وقد نشأت هذه الطائفة نحو سنة 200 ق.م... ومع أن السيد المسيح له المجد قد أشار في أحاديثه الإنجيلية إلى طوائف يهودية أخرى كالكتبة والفريسيون -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وكان معظم حواراته معهم وهم الذين صب عليهم الويلات في (مت 23 : 13 – 29) وكذلك طائفة الصادوقيين (الصدوقيين).
إلا أنه لم يشر بتاتًا إلى هذه الطائفة التى عاشت بعيدًا عن أورشليم حيث انفردت بمساكنها حول ضفاف البحر الميت، وكان أفرادها يحرمون الزواج على أنفسهم ويعيشون عيشة اشتراكية بسيطة ويعملون بعرق جبينهم وينفقون ثمن ما يعملون به على أولاد الفقراء الذين كانوا يتبنونهم ليهذبوهم حسب عقائدهم كما كانوا يقدمون الإحسان بسخاء لجماعة المعوزين على السواء دون تميز شخص عن الآخر حسب انتماءاته الفكرية.
- وكان على طالب الإنضمام إلى صفوفهم أن يقضى تحت الاختبار مدة لا تقل عن ثلاث سنوات [ولعل هذا النظام هو المتبع في أديرتنا القبطية القديمة منذ نشأتها حتى الآن بغض النظر عن الأديرة الناشئة حديثا]، فإذا ظهر منه في خلال هذه المدة ما يدل على استعداده لقبول الحياة الجديدة فللرئيس الحق الكامل أن يقبله في حظيرة الجماعة بعد ارتياحهم له، هذا بعد أن يتعهد بخدمة الله بكل أمانة ونشاط ولا يظهر من أسرار الجماعة التى يتبعها أى شئ سواء صغيرًا أو كبيرًا ولو عرض نفسه للموت، لا يفشى أسرارها.
- وقد ظهر في مصر فرقة يهودية أخرى سكنت بجانب بحيرة مريوط يقال لها "ثيرابوتا" أى طائفة "الشفاء" أو "الأطباء"، وكان ما يميز هذه المجموعة أنهم كانوا ينتهجون نفس منهج الرهبنة الأنطونية التى لم تكن ظهرت بعد ولكن كانت هى البذرة أو النواة للنظام الأنطونى الذى وضعه القديس الأنبا أنطونيوس واشتهر بإسمه بعد زوال هذه الجماعة بما يقرب من الخمسة قرون من الزمان.
- كان كل من أفرادها يعيش منفردًا ستة أيام الأسبوع وفى يوم السبت كانوا يجتمعون بنفس واحدة لإقامة الشعائر الدينية الخاصة بهم، وقد تأثروا بالفلسفة اليونانية والمصرية وقالوا بفساد المادة (أى الجسد) التى تغلبوا عليها بالزهد والنسك وحياة الكمال.

- وبعد مضى فترة من الزمن تعادل القرن ونصف القرن ظهرت المسيحية بولادة السيد المسيح ونموه قليلا قليلًا ثم كرازته واستكمالًا لرسالته وخلاصة للعالم كرز الرسل الأطهار وبشروا المسكونة وانتشرت المسيحية في ربوع مصر على يد كاروزنا العظيم مرقس الرسول مبشر كورة مصر الأول.
- كان المصريون المسيحيون اسبق الناس إلى الحياة النسكية، حيث جعلوا منها مثلا رائعًا للحياة المسيحية التى لا يوجد مثيل لها في معابد البوذيين ويتضاءل أمامها تقشف الاسينيين... ولكثرة المخازى الوثنية التى كانت منتشرة في البلاد في ذلك الوقت وتفاقم المظالم الرومانية، هذه جعلت البلاد مرتعًا للغش والقلاقل والمذابح الدينية والعنصرية. وقد أشار السيد المسيح إلى الرهبنة ولكنه لم يفرضها على أحد من الناس بل جعل الأقبال عليها حسب إرادة الإنسان واختياره الحر بكامل قراره الشخصى.
ولكن لظروف الاضطهادات المرة التى رضخ تحت نيرها الأقباط في القرون الثلاثة الأولى، امتلأت الأودية والمغائر والكهوف والأماكن المهجورة بكثيرين من الأتقياء والأبرار، الذين وجدوا في الحياة الرهبانية خلاصًا من مظالم العالم ومتاعبه وراحة للضمير المتألم وطريقًا معبدًا صعبًا وسهلًا في نفس الوقت للوصول إلى الحياة الأبدية وقد دعى أحد الكتاب للتاريخ هذه المرحلة في الكنيسة بالإنتقال إلى البرية حيث كلا من العروس مع عريسها.
- ويعتبر القديس أنطونيوس المصري هو أول راهب أخرج الرهبنة بنظامها الحاضر إلى عالم الوجود، ولكن هذا لا يمنع من وجود كثيرين قبله عاشوا عيشة البتولية ونعموا بالحياة النسكية في بيوت بعيدة عن القرى، في أكواخ منعزلة عن التجمع السكانى، حتى أن ألقاب أنطونيوس في بداية حياته الرهبانية أو الإنعزال عن ضوضاء وصخب المدينة والبشر كان يقتدى شيخ مبارك قديس كان يسكن في قرية مجاورة له، حيث عاش منذ حداثته بصوم وسهو وصلاة، ولكن أنطونيوس كان هو الأسبق في اقتحام مخاوف البرية بسبب القصة المعروفة عن الأميرة وجواريها اللاتى نزلن ليستحمن في المياه التى كان يقيمن بجانبها وعندما وبخهم بأنه لا يجب أن يفعلن ذلك في وجوده سمع صوت الرب على لسانها قائلة [أن كنت راهبًا فأدخل إلى البرية الجوانية ] وبالحقيقة سمع الصوت الإلهى والرسالة السماوية حتى ولو كانت على لسان من تحيا حياة غير لائقة أو مناسبة لها وليس للآخرين، لكن سمع وأطاع ونفذ ودخل غازيا الصحراء الشرقية، مستكشفا قسوتها ووعرها لا يصاحبه إنسان ولا ونيس إلا كتابة المقدس الذى كان يرتشف من نبعه الفياض كل يوم بحسب التعزية المعطاه له من السماء.. ودخلت العروس لتتقابل مع عريسها. هناك في البرية حيث الهدوء والسكون التام.
- توغل أنطونيوس في عمق الصحراء وصرع هناك قوات الشر وجنود الظلمة، ولما سحق جحافلها وانتصر على جيوشها كشف لنا أخيرًا عن أسرار الحياة الهنية.
- لقد شاع صيت أنطونيوس في البلاد جميعها، فهرع إليه النساك والعباد ليقفوا على نظامه وترتيبه وحياته، وطرق عبادته، وذهب إليه المؤمنون لنوال البركة والشفاء.
- وسرعان ما انتشرت السيرة الرهبانية في كل بلاد القطر المصرى فشيدت الأديرة في الصحراء الشرقية والغربية وصعيد مصر وبرز أساطينها النوابغ أمثال مكاريوس وباخوميوس وشنوده وبلامون ويحنس القصير والأنبا بيشوى وغيرهم الكثير الذين طافوا مكروبين معتازين في جلود غنم ومعزى "وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم تائهين في برارى وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 11 : 38) واستطاعوا أن يحملوا رسالة المسيح، وفى أدق المراحل الشائكة – وادماها، ويتركوا لنا من بعدهم كل من يزين النفس، وتتجمل به من محبة وصبر وتواضع وإنكار ذات، وكل ما تعتز به الروح المسيحية من أخلاق سامية ومثل عليا.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 75944 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرهبنة المصرية في الكنائس الأخرى


-مع ازدهار وانتشار الرهبنة في الربوع المصرية، فاح ليملئ العالم كله من عطر رحيقها وأشتهت الكنائس المجاورة أريج الروائح الذكية التى انبعثت منها، وتوافد على مصر كثيرين من عشاق الحياة الملائكية إذ أن الرب لا يترك نفسه بلا شاهد في أمة ومكان من كل الذين يتقونه ويحملون اسمه القدوس،وكان في مقدمة هؤلاء القديس هيلاريون "ايلاريون" الفلسطينى الكبير الذى تسمى فيما بعد بـ "أثناسيوس الغرب". هذا الذى بعد أن درس الفلسفة في مدينة الإسكندرية تتلمذ على يد القديس أنطونيوس فرسم له طرق الحياة الروحية. ومن ثم عاد إلى بلاده وتعبد في صحراء غزه، غازيًا الصحراء المقفرة مثل معلمه أنطونيوس، وبعد أن قضى سبعين عامًا في العبادة انتقل إلى الأمجاد السمائية بعد أن ترك أديرته مليئة بآلاف الرهبان المتعبدين.
- ويروى لنا التقليد الكلدانى أن القديس أوجين المعروف عند عامة السريان بمار آيون، قدم من صعيد مصر ومعه عدد من رهبان الأقباط يقدر بسبعين راهبًا ونزلوا بالقرب من ماردين ونصيبين، وبنوا الأديرة في الموصل وجزيرة ابن عمر وطور عبدين وسنجار وأماكن أخرى، حيث أذاعوا بشرى الخلاص بين الأشوريين وعبده النار من المجوس والقبائل الأخرى، كما وفد إلى مصر القديس أفرام الكبير من الكنيسة السريانية حيث درس مبادئ الرهبنة في الأسقيط المقدس وتقابل مع القديس الأنبا بيشوى التى كانت تربطه به صداقة روحية متينة.
- أما في الغرب فقد وصلت حياة القديس انطونيوس إلى مسامع أوغسطينوس وهو يدرس الفلسفة في إيطاليا، فأثرت عليه تأثيرًا بالغًا وجعلته يقبل على اعتناق المسيحية بشوق ولهفة، وقد صار هو نفسه فيما بعد أسقفًا على قرطجنة وقائدًا عظيمًا من قادة الرأى في الكنيستين الشرقية والغربية ونحن نعتز بكتاباته ونقتبس منها الكثير ما عدا فكرة الخاص عن النعمة فلنا تحفظاَ شديدًا على رأيه الخاص فيها. ولكن أغلب كتاباته الإيمانية والروحية تتفق تمامًا مع إيمان كنيستنا وآبائها العظام.
- كما أتى إلى مصر بعد ذلك بحثًا عن خلاص النفس والسلوك في الرهبنة القبطية المصرية الأصيلة من بلاد الغرب القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك وعاش في برية الأسقيط طول حياته وأصبح منارة رهبانية ومعلمًا لفضيلة الصمت والهدوء والتمتع بالحياة الملائكية،كما وفد عليها أيضا الأميران العظيمان والأخوين البارين "مكسيموس ودوماديوس" الذى كان أحدهما وارثًا لعرش القيصرية الرومانية، وقد هربا إلى صحراء فلسطين عند القديس أغابيوس وقبل نياحة أرشدهم للذهاب إلى برية الأسقيط حيث القدس مكاريوس ليتتلمذوا على يديه وظلا تحت إرشاده وتدبيره حتى نياحتهما. ويقال أن جسديهما الطاهرين مدفون تحت المذبح المسمى بإسميهما بدير السيدة العذراء (البرموس) والمعروف بإسميهما ولكنها لم يريدا إظهارهما حتى اليوم.
- وقد نشر الرهبنة المصرية في البلاد الغربية القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرين من بطاركة الكرازة المرقسية الذى وفد على روما سنه 339 م. وأخذ معه عددًا من الكهنة وراهبين مصريين وأعلن هناك فضائل رهبان الأسقيط وما يقومون به من أعمال خلاصية نافعة للجميع.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 75945 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرهبنة مصدر للتعليم والتراث


- لقد تركت مصر للعالم المسيحى كله تراثًا ثمينًا لا يقدر بثمن ألا وهو الرهبنة التى لعبت دورًا هامًا في تاريخ الكنيسة منذ القرن الثالث الميلادى وحتى يومنا هذا، فقد كانت الأديرة مقر العلوم والمعارف في القرون المظلمة التى ضاع فيها كل شئ جيد وقضت خلالها على الأخضر واليابس والتبس الأمر على المؤمنين في الإيمان السليم، ولكن كانت الشمعة المضيئة التى حافظة على النور لينمو وينتشر من جديد، كانت هى الرهبنة وأديرتها العامرة بالرهبان المثقفين والقارئين والدارسين، وقد خرج من الأديرة في هذه العصور المجتهدون والمبشرون للدين المسيحى، وفى داخلها نمت تلك الحياة الروحية الخالصة والأسرار التى كان تأثيرها عميقًا في الحياة الدينية. وترجع كل هذه الحركة بأنواعها المختلفة وطرقها المتعددة إلى أصل ومنشأ واحد وهو وادى النيل، الذى نشأت فيه أولًا بأموال فردية ثم تدرجت إلى حياة الرهبنة المنظمة التى تركت أثرًا عميقًا في كل كنائس العالم. ولم تنشأ الرهبنة في الإسكندرية التى كانت بلدًا يونانيًا محضًا وذات ثقافة وعلم، ولكنها نشأت بين الأقباط سلالة المصريين القدماء أى في بعض جهات الوجه البحرى وأيضا من قرى صعيد مصر.
- وقد مرت الرهبنة بحقبتين: الأولى حقبة المتوحدين الذين كان معظمهم وليس كلهم من النساك أو ساكنى الصحراء، وتبعتها الحقبة الثانية وهى رهبنة الشركة، التى بدأت باجتماع عدد من الرهبان حول معلم وشيخ وقور بينهم، ويتفق الرأى على أن أول من خرج إلى الصحراء ليعيش متنسكًا وحيدًا كان الأنبا بولا من طيبة، وتبعه بعد ذلك الأنبا أنطونيوس الذى اجتمع حوله عدد كبير من الرهبان.
- كان بولا أول من هرع إلى الصحراء بعيدًا عن ضوضاء العالم، ولو أنه لم يكن أول من فعل، إذ كان هناك في قرى متفرقة كثير من الأتقياء الذين اختاروا عيشة التبتل، وكرسوا حياتهم لمقاومة الطبيعة البشرية وتعليم الآخرين عيشة الطهارة وأووا إلى المغائر والمقابر القديمة وسكنوها متوحدين.

- وفى أواخر عصر دكيوس المضطهد للمسيحية (250 م) هرع كثير من الأقباط إلى الصحراء هربًا من اضطهاده المرير، وبعد نهاية الاضطهاد رجع كثير منهم ولكن بقى كثيرون أيضا، وكان من ضمن من بقوا هو الأنبا بولا.
- وقد أتى بعد الأنبا بولا أنطونيوس الكبير القديس الذى توفى سنه 256م، وقد عرفه شخصيًا الأنبا أثناسيوس الرسولى بطريرك الإسكندرية.
- لقد أتخذ الشاب أنطونيوس حياة الرهبنة عندما سمع في الكنيسة قراءة إنجيل (متى 19 : 21) بالقبطية لأنه لم تكن له معرفة باللغة اليونانية، وترك أهله وعشيرته في قرية قمن العروس مركز الواسطى (حوالى سنة 270 م) ثم توغل للصحراء وتبعه الكثيرون ومشوا ورائه حتى محل عزلته، ولكنه اضطر في سنه 305 م أن يكون جماعة صغيرة من الرهبان ثم تركهم وانسحب إلى عزلته وكان يتابعهم مرة كل أسبوع بعد أن كتب لهم بعض القوانين والمبادئ التى يحيون عليها.
- وفى سنة 388 سافر إلى الإسكندرية وكان شيخًا واشترك مع القديس أثناسيوس في مقاومة بمعركة اريوس ومع انعزاله عن العالم لكنه لم يترك الكنيسة أو بطريركها في صراعها مع الآريوسيين.
- وهنا يبرز دور الرهبنة التعليمى في الحفاظ على الإيمان والعقيدة السليمة والتعليم النقى الذى تسلمه آباءنا القديسين.
- وانتشرت شهرة رهبان مصر وعِلمهم وثقافتهم في سائر أنحاء العالم المسيحى حتى اعتبرت مصر الأرض المقدسة عوضًا عن فلسطين، وكان الرهبان هم المرجع الأساسى لكتابات النسكية والرهبانية والروحية وأيضا اللاهوتية والعقيدية، وقد كتب بلاديوس وكاسيان الآباء القديسين وغيرهم عن الرهبان الأقباط واثنوا على كتاباتهم التى أصبحت مرجعًا هامًا لكل الكنائس في جميع المناحى العلمية والرهبانية والإيمانية، وكانت هذه الكتب عماد الرهبنة في العالم أجمع.
- وجدير بالملاحظة أن نشير إلى أن الأديرة في عهدها الأول لم تكن بالشكل الذى نراه اليوم، وإنما كانت عبارة عن قلالى متفرقة مبعثرة في الصحراء تلتف حول الكنيسة التى كانت تعتبر المركز الرئيسى الذى كانوا يجتمعون فيه للصلاة وتناول الأسرار المقدسة، فكان يطلق على مجموع هذه القلالى وتلك الكنيسة اسم دير. واستمر الحال على ذلك حتى أصبح الرهبان في خطر من اللصوص والبربر الذين كانوا يهاجمونهم للسلب والنهب والقتل، فاضطروا إلى التجمع وبناء سور حولهم يحميهم الشروع تلك الهجمات، فظهرت الأديرة لأول مرة كما نراها اليوم. وقد ساهم في بنائها بعض الملوك وذلك لأسباب مختلفة نذكر منهم الملك اركاديوس والملك زينون بسبب من لهم في الأديرة وكذلك الآباء البطاركة والأساقفة ورؤساء الأديرة.
- كذلك كان للعذارى المصريات منذ العصور المسيحية الأولى مكانة خاصة في عالم التعبد والتنسك، حتى أن الكثيرات منهن فضلن حياة البتولية والانقطاع للعبادة في بيوتهن، ونجد أول إشارة لذلك في سيرة القديس أنطونيوس مؤسس الرهبنة، إذ لما عزم على الذهاب للإنقطاع للعبادة بعيدًا عن العالم ترك أخته عند جماعة من المتبتلات. ولم يسكن النساء الصحارى بل كن يعشن بادئ الأمر في بيوتهن منفردات أو مجتمعات، ثم اتبع بعضهن حياة العزلة والمعيشة في القلايات، على أن أول جماعة منظمة للراهبات، أسسها القديس باخوميوس فقد رغبت أخته مريم ذات يوم في مقابلته ولكنه أشار عليها بالإنفراد للعبادة والتأمل وفحص النفس وعمل الخير إن أرادت، فوافقته على ذلك لأن نيتها كانت هكذا، فبنى لها الأخوة الرهبان مسكنًا بالقرب من ديرهم في مدينة طبانيسى التابعة لكرسى دندرة إذ ذاك. وانتشر حيث ذلك في أنحاء البلاد فأتى عندها كثير من العذارى اللاتى أردن أن يعشن مثلها متبتلات ومنقطعات للعبادة والتنسك والصلاة فبنى لهن الرهبان عدة صوامع متجاورة وهكذا تكون أول دير للعذارى.
- ولقد وضع القديس باخوميوس القوانين للراهبات أسوة بالرهبان، فكان الرهبان يقومون بالأعمال اللازمة للأديرة كالبناء وغيره مقابل أن تقوم الراهبات بإعداد الطعام لهم، ولم يكن مسموحًا بدخول دير الراهبات لغير الكاهن والشماس لعمل القداس في أيام الآحاد... ولما ازدحم الدير الأول بالراهبات قام القديس باخوميوس بإنشاء دير ثان قرب أخميم ثم أنشأ تلميذه ثيؤدور ديرًا ثالثًا بجوار فاو القريبة من قنا، وهكذا انتشرت أديرة الراهبات وجاء عليها وقت ضعفت وخلت من الراهبات وأصبحت شبه مهجورة وأصبحت ثقافة الشعب المتغيرة حسب الزمن والعادات والتقاليد المحيطة بهم، ينظروا إلى من تذهب إلى الدير فهى أحدى ثلاثة إما بها عيبًا جسديًا يمنعها من ممارسة حياتها الطبيعية أم هاربة من المجتمع بسبب عيبًا أخلاقيًا أم أن أهلها ليسوا بقادرين على إسعادها وتجهيزها وتزويجها، وظل الأهل يرفضون ذهاب بناتهم إلى الأديرة لهذه الأسباب الشائعة مجتمعيًا حتى منتصف القرن الماضى... على أن تبدلت الأحوال وقامت النهضة الرهبانية [الثقافية – التعليمية – المعمارية] على يد أناس لهم الفضل الأول في ذلك، وكان كل هؤلاء من خريجى التربية الكنسية [مدارس الأحد] التى قدمت للرهبنة نخبة كبيرة من الأساتذة الأفاضل أصحاب الفكر والعلم والروحانية.
- هؤلاء الذين أثروا الرهبنة بعلمهم ونشاطهم وتعميرهم للأديرة إلى أن أصبحت الأديرة مركز للعلم والمعرفة والإنتاج والاعتماد على النفس بل ومساعدة أسر كثيرة من المستورين وكذلك الوقوف بجانب كل العاملين بها.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 75946 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تاريخ مجيد انطوى وآثار رهبنة انمحت


كتب القمص يعقوب موبزر مقالًا طويلًا في رسالة مارمينا عن الرهبنة القبطية نأخذ منه مقتطفات تفيدنا في موضوعنا هذا يقول. [لما رسخت قدم المسيحية ظهرت بين المسيحيين الدعوة إلى النسك وتجلت فضائل العيش المنعزلة عن العالم طلبًا في الكمال بأجلى مظاهرة واقتحم النساك الطرق الوعرة إلى البرارى وانكشفت الكهوف والمغاير وشقوق الجبال، وهرع عدد وفير من الأبرار إلى الصحارى وهجروا طوعًا المدن والقرى العامرة وودعوا الأهل والأقارب، وضحوا بالمال ورفضوا المنصب العالمى غير آسفين وتوغلوا أفواجًا في الصحارى نابذين التنعم وملاذ الحياة الدنيوية وتقربوا من الوحوش واختاروا الحياة الشغفة وطوبوها حتى عمروا القفار وقدسوها بابتهالاتهم وقتالهم المتواتر ضد الأرواح الشريرة، فصاروا شهودًا للملائكة والبشر وبلغوا في قهر القوى المثيرة ومعاندة الطبيعة البشرية جدًا يدعوا إلى الإعجاب حتى أن الأمم المسيحية الأخرى عند سماعها ما آلت إليه هذه الحركة المباركة تعجبت غاية العجب وأخذت تردد في دهشة يا ترى ما هذه الهجرة التى نسمعها عن أخوتنا في الدين يهربون من الوادى إلى الجبال مثل الآيلة الراكضة إلى ينابيع المياه العذبة... ولما كثر عدد هؤلاء أراد الله تعالى أن تتوطد الحياة النسكية على أسس متينة وتسير إلى درجة الكمال فأقام من بين متوحدى مصر رجالًا ذوى همة عالية يأخذون على عاتقهم تنظيم هذه الحركة وتوحيد صفوف عباد الله المتفرقين في البرارى الذين قد عاشوا إلى ذلك الوقت بغير رابطة أو تعاون روحى وأقاموا مجموعات مساكن لهم أى مجامع منعزلة ومتسعة على طراز واحد محاطة بأسوار معدة للسكنى والعبادة والأشغال اليدوية حتى إذا ما أووا إليها فرارًا من تأثيرات العالم المفسدة وجدوا لهم فيها جوًا دينيًا اجتماعيا نقيًا وتمكنوا بسهولة من أن يسيروا على قوانين وأنظمة واحدة ويكملوا مطالب العيشة المشتركة من تعاون وخدمة المجتمع في الروحيات والضروريات معًا](1).
يستكمل الكتاب حديثة عن الرهبنة بعد أن ذكر انتشارها وعظمتها واستقرارها وخدمتها المقدمة للمجتمع إلى أن يصل إلى نقطة هامة وهى [فجولتنا في أراضى الدلتا والصحراء الغربية ستسفر لك أيها القارئ اللبيب عن حقيقة مؤلمة، تملأ قلوب كل محبى الرهبنة أسفًا عميقًا غذ لم يبق من مئات الأديرة التى كانت في مصر للرهبان والراهبات إلا عدد يسير جدًا وهو عدد لا يزيد عن ثمانية أديرة، من لا يرثى معنا لهذا الأنقلاب المحزن من لا يندب معنا هذه الحالة إذ بعد ما كنا أغنياء بالمنشآت النسكية افتقرنا إلى هذا الحد.. بعدما كانت أراضينا المباركة معروفة بخصوبة روحية نُحسد عليها حيث لم تكن بقعة في مصر لتخلو من دير، أصيبت بعد ذلك بجدب بعدما كنا في مقدمة وعلى رأس الأمم المسيحية الشرقية والغربية من جهة أمجاد الرهبنة وصيتها الذائع.. لم يعد لنا من هذه الثروة سوى الذكرى وأى ذكرى](2).
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 75947 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ترميم الثغرة... والفتيلة المُدَخِّنَة | بداية النهضة الرهبانية الحديثة






ترميم الثغرة... والفتيلة المُدخنة:


بعد أن تحدث أحد الكتاب المعروفين في منتصف القرن السابق عن الرهبنة القبطية وما كانت عليه ثم الأزمنة الغابرة التى ضعفت فيها وآلت الديار إلى الهجرة وعدم العمار، تهدمت الأسوار وفارق الحياة الآباء الأبرار وقل الإقبال على هذه الأماكن المهجورة لضعف الحياة وقلة الموارد وعدم الآمان، فأوت الأديرة إلى أماكن قد يسكن أغلب أبنيتها القديمة المتهدمة الخفافيش والثعابين... رثى حالها الكاتب وهو القمص صموئيل تاوضروس السرياني بقوله [هذه صفحة رائعة يا رب من تاريخ كنيستك المصرية، الكرمة التى غرستها يمينك، قد ذبل مجدها وسقط تاجها فليس لنا ما نردده أمامك سوى آثارنا، ولا ما نفتخر به غير الخرب القديمة، فقم يا رب ورمم الثغرة وجدد الأسوار المتهدمة، فيفرح الشعب بخلاصك ويتغنى بقوة يمينك](3) فمسيحنا القدوس الذى "قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، حتى يخرج الحق إلى النصرة. (مت 12 : 20).

كان ينفخ بهدوء في هذه الفتيلة المدخنة حتى لا تنطفئ ويحل الظلام، كان يريد أن تبقى الفتيلة مدخنة حتى بعد من هم قادرون على إشعالها مرة أخرى، وجاء ملء الزمان الذى أراد الله فيه أن يشعل وهج الرهبنة لنرجع ونصير ميناء خلاص لكثيرين ومصدر إشعاع علمى وحضارى وروحى وتنموى من جديد.

بداية النهضة الرهبانية:


وكما أعد الله قديمًا أناسًا أتقياء مثل أنطونيوس وبولا ومكاريوس ورتب خروجهم من رباطات العالم ومغرياته، وأصبحوا بدأ الرهبنة القبطية بطرقها المتنوعة هكذا أعد الله شبابًا أنقياء منذ نعومة أظافرهم لكى تضئ داخلهم الفتيلة المدخنة لتصبح شعلة من النار المتوهجة بحرارة الروح القدس، فتنير لك لمن حولها.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 75948 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ترميم الثغرة... والفتيلة المُدخنة:


بعد أن تحدث أحد الكتاب المعروفين في منتصف القرن السابق عن الرهبنة القبطية وما كانت عليه ثم الأزمنة الغابرة التى ضعفت فيها وآلت الديار إلى الهجرة وعدم العمار، تهدمت الأسوار وفارق الحياة الآباء الأبرار وقل الإقبال على هذه الأماكن المهجورة لضعف الحياة وقلة الموارد وعدم الآمان، فأوت الأديرة إلى أماكن قد يسكن أغلب أبنيتها القديمة المتهدمة الخفافيش والثعابين... رثى حالها الكاتب وهو القمص صموئيل تاوضروس السرياني بقوله [هذه صفحة رائعة يا رب من تاريخ كنيستك المصرية، الكرمة التى غرستها يمينك، قد ذبل مجدها وسقط تاجها فليس لنا ما نردده أمامك سوى آثارنا، ولا ما نفتخر به غير الخرب القديمة، فقم يا رب ورمم الثغرة وجدد الأسوار المتهدمة، فيفرح الشعب بخلاصك ويتغنى بقوة يمينك](3) فمسيحنا القدوس الذى "قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، حتى يخرج الحق إلى النصرة. (مت 12 : 20).

كان ينفخ بهدوء في هذه الفتيلة المدخنة حتى لا تنطفئ ويحل الظلام، كان يريد أن تبقى الفتيلة مدخنة حتى بعد من هم قادرون على إشعالها مرة أخرى، وجاء ملء الزمان الذى أراد الله فيه أن يشعل وهج الرهبنة لنرجع ونصير ميناء خلاص لكثيرين ومصدر إشعاع علمى وحضارى وروحى وتنموى من جديد.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 75949 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بداية النهضة الرهبانية


وكما أعد الله قديمًا أناسًا أتقياء مثل أنطونيوس وبولا ومكاريوس ورتب خروجهم من رباطات العالم ومغرياته، وأصبحوا بدأ الرهبنة القبطية بطرقها المتنوعة هكذا أعد الله شبابًا أنقياء منذ نعومة أظافرهم لكى تضئ داخلهم الفتيلة المدخنة لتصبح شعلة من النار المتوهجة بحرارة الروح القدس، فتنير لك لمن حولها.
 
قديم 25 - 05 - 2022, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 75950 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,284

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



البابا يؤيد نقل سلطات رئيس الجمهورية إلى نائبة طبقاً للدستور والقانون
فى يوم الأثنين 12 أكتوبر 1970 م ذهب البابا كيرلس السادس إلى القصر الجمهورى بالقبة وكان يرافقة وفد كبير من المطارنة والأساقفة والكهنة ليعلن موافقة الكنيسة القبطية الرثوذكسية لترشيح السادات رئيساً للجمهورية وقد القى نيافة النبا اغريغوريوس كلمة البابا كيرلس السادس قال فيها : " بإسم قداسة البابا ةبإسم الكنيسة القبطية كلها جئنا لنؤيد قرارات الهيئات الرسمية والبرلمانات والشعب , لترشيح سيادتكم رئبساً للجمهورية على طريق البطل الراحل جمال عبد الناصر , الذى بنى بلاده وجميع من حوله الشعب والشعوب العربية كلها من خلال مبادئة التى نادى بها ومات من اجلها .. الرجل الذى أحس الناس فى عهده بالقوة والفاعلية , وأنتم زميل الكفاح والنضال , فلا عجب إن الكل يشعر بأنك الرجل المناسب , فى الوقت المناسب , وفى المكان المناسب لمواصلة المسيرة والحفاظ على المبادئ الإشتراكية والحرية والوحدة والكفاية والعدل , مبادئ رئيسنا الراحل .. لقد جئنا جميعاً لنؤيد ترشيحكم لرئاسة الجمهورية ونطلب فى صلوات قداسة البابا أن يؤيدكم الرب لتمضوا فى الكفاح وتتحملوا مسؤوليات هذه التركة الثقيلة .. عزاؤنا أن روح عبد الناصر فيكم , وأنتم الرجل الذى سيحمل الشعلة , تؤيدكم محبة الناس .. وفقكم الله ورعاكم "
ثم ألقى السادات كلمة رداً على كلمة البابا كيرلس قال فيها : " وأننى أشكر قداسة البابا الذى اعرفه حق المعرفة , وقد حضرت بنفسى حفل تنصيبه , وكنت فخوراً به ولعلكم لا تعرفون إننا من بلد واحد .
واشكركم جميعاً على هذه الخطوة المباركة , وأعتبر هذا التأييد عوناً لى فى المهمة الملقاة على عاتقى والتى أريد كما قلت لأخوتكم من قبل , إننى فى حاجة إلى ساعد كل واحد فيكم معى لكى نؤدى الأمانة التى تركها لنا جمال ..
إن الوطن يجتاز محنة ويحيط بنا ألعداء وأول سلاح أن ينفذ به بيننا هو سلاح الفرقة .. فلنكن يقظين فنحن شعب واحد , هكذا عشنا وهكذا تعلمنا وعكذا سنمضى إن شاؤ الرب برسالى زعيمنا وما تركه لنا من مبادئ .
لقد قرأت تاريخ بلدى .. لقد ترك لى جمال أمانة فى عنقى سواء أكنت فى موقع رئيس الجمهورية أو أى موقع آخر , فهى امانة أنا مسئول عنها إلى الموت .
أقول لقد تاريخ بلدى , واليوم وفى حضور قداسة البابا اقول لقد ىن الآوان لكى تأخذ كنيسة ألسكندرية مكانها كما كان عبر التاريخ .. لقد كانت منارة فى عالم المسيحية قبل كنائس كبيرة .. أقول آن الأوان وأنى واثق أن قداسة البابا يحمل فى عنقه هذه الرسالة وهو خير من يحملها .
كما أثق أنكم بإرادتكم لمعركتنا ستحافظون على وحدتنا الوطنية حتى نخلص وطننا من عدونا الذى تعرفونه جيداً والذى حلت عليه اللعنة فى ألإنجيل والقرآن .. ثم نعود إلى معركة البناء ونسعد بمستقبل زاهر أراده لنا جمال .. راجع د/ يوسف خليل - كمال حبيب .. كلمة وفاء من الكنيسة القبطية إلى الزعيم البطل جمال عبد الناصر ​
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025