![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 75761 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" "حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" فتشير الى اقتباس من سفر الاحبار " أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ:" (الأحبار 19: 18). محبة النفس ليست إثما لان المسيح جعلها قياس محبتنا للقريب ولكنها تكون إثما إذا قادتنا الى اهمال واجباتنا لله وللناس. وتقتضي محبتنا للقريب خير جسده ونفسه مع إكرامه واعتباره اللائق واجتناب كل ما يؤذيه او يظلمه فرحين مع افراحه باكين مع بكائه كما جاء في تعليم بولس الرسول (رومة 12: 15). وهكذا "حب القريب كنفسك" لا تشير الى توصية حب النفس أولا للوصول الى محبة القريب بعدئذ، او بالقدر نفسه، إنَّما تشير الى انه يجب حبَّ القريب حبا تاما، بكل القلب أي محبة لا حدود لها، وغير مشروطة، تُلزم الانسان كله. وهنا نتذكر القاعدة الذهبية "فكُلُّ ما أَرَدْتُم أَن يَفْعَلَ النَّاسُ لكُم، اِفعَلوهُ أَنتُم لَهم" (متى7: 12). ويوضح بولس الرسول ذلك بقوله " لأَنَّ تمامَ الشَّريعةِ كُلِّها في هذهِ الكَلِمةِ الواحِدة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ " (غلاطية 5: 14). ويضيف انجيل مرقس على لسان أحد الكتبة الذي حاور يسوع: ((أَحسَنتَ يا مُعَلِّم، لقد أَصَبْتَ إِذ قُلتَ: إِنَّه الأَحَد ولَيسَ مِن دونِه آخَر، وأَن يُحِبَّه الإِنسانُ يِكُلِّ قلبِهِ وكُلِّ عَقلِه وكُلِّ قُوَّتِه، وأَن يُحِبَّ قَريبَه حُبَّه لِنَفْسِه، أَفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة" (مرقس12: 33). لم يسأل الكاتب عن الوصية الثانية لكن يسوع انتهز الفرصة ليُعلمه الشريعة كلها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75762 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَرتَبِطُ الشَّريعَةُ كُلُّها والأَنِبياء تشير عبارة "بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ" الى جوهر الشريعة والانبياء، وهما العهد القديم بالإضافة الى العهد الجديد لان المسيح جاء مكمِّلاً الشريعة والانبياء "لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء ما جِئْتُ لأُبْطِل، بَل لأُكْمِل "(متى 5: 17) وجاء في تعليم بولس الرسول ايضا "المَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة" (رومة 13: 10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75763 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "الشَّريعَةُ" فتشير الى الناموس او التوراة، وهي اسفار موسى الخمسة حيث ان الصَّدُّوقِيِّين لم يكونوا يؤمنون إلا بهذه الاسفار لا غير. والشريعة تتناول العبادة والذبائح تجاه الله؛ أمَّا عبارة "تَرتَبِطُ" فتشير الى جمع كل الوصايا في هاتين الوصيتين وربطهما ببعض وإعطاء الأهمية نفسها لهاتين الوصيتين، وهو الأمر الجديد في تعليم السيد المسيح. أمَّا وصية محبة لله ومحبة القريب فهي معروفة من العهد القديم (احبار 19: 18 وتثنية الاشتراع 6: 5). كان في إمكان الربانيين، ان يستشهدوا بكليهما الواحد بعد الآخر، ولكنه من المستبعد ان يولُّوا للثاني ما يولونه للأول من أهمية. أمَّا في نظر سيدنا يسوع المسيح فالله والقريب متقاربان كالشريعة والانبياء. فبحفظ هاتين الوصيتين، يحفظ الانسان سائر الناموس وكلام الانبياء، فهما خلاصة الوصايا، وكل الشرائع الادبية في العهد القديم، لان الوصايا أعطيت لكي تساعدنا ان نحب الله ونحب الآخرين كما ينبغي. ولذلك فإنَّ الوصايا العشر يجب أن تُشرح في ضوء هذه الوصية المزدوجة الواحدة، وصية المحبة، كما يوضّح القديس بولس الرسول: "ان من أحب القريب قد أتم الناموس. فإِنَّ الوَصايا الَّتي تَقول: ((لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشتَهِ)) وسِواها مِنَ الوَصايا، مُجتَمِعةٌ في هذِه الكَلِمَة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ. فالمَحبَّةُ لا تُنزِلُ بِالقَريبِ شرًّا، فالمَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة" (رومة 13: 9-10). وقد أوضح لنا بولس الرسول طبيعة المحبة وعظمتها (1 قورنتس 13)، وأكَّد لنا ان لا شيء له قيمة بدون محبة الله ومحبة القريب (1قورنتس 13: 4-6) التي تجعل الانسان كاملا في يوم الرب (فيلبي1: 9-11). وقد رَّكز يسوع المسيح الشريعة كلها في إطار المحبة. وهكذا أعاد يسوع كل شيء الى المحبة، لان "الله محبة" (1 يوحنا 4: 8). وهذا يدعونا الى نظرة جديدة الى العهد، الى قراءة التوراة كوحدة لا تتجزأ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75764 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَرتَبِطُ الشَّريعَةُ كُلُّها والأَنِبياء "الانبياء" فتشير الى الاسفار التي ندعوها تاريخية ونبوية في اسفار العهد القديم (متى 5: 17)، ويؤمن بها الفريسيون. قد زاد يسوع في جوابه " الأنبياء" على "الشريعة". فالأنبياء لا يقدّرون كثيرا الذين لا يتحدّثون الاّ عن الشريعة أي العبادة والذبائح ولا يهتمون بالحق والعدل، فهم يتكلمون عن الحق والعدل تجاه القريب. الله والقريب هما اخوان متشابهان كالشريعة والانبياء. وهذ امر له معناه. فالوصيتان متساويتان في الأهمية وتلخصان كل الوصايا الأخرى في المحبة. ورسالة يسوع مؤسسة على هذه الوصية، وصية المحبة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75765 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أهمية وصية المحبة: محبتنا لله ومحبتنا للقريب ومحبتنا لنفوسنا. ليست وصايا الله حملا ثقيل في عددها او تفصيلها، فقد لخّصها يسوع بوصيتين: محبة الله ومحبة القريب وهما خلاصة الشريعة والانبياء، وهاتان الوصيتان تتلخصان في كلمة واحدة هي "محبة"، أولا نحو الله وثانيا نحو القريب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75766 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المحبة هنا ليست بالمعنى العاطفي، بل كمبدأ فعّال يشمل كل نواحي الشخصية" بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ" (متى 22: 37). المحبة هي جوهر الانجيل والحياة الانجيلية . وبحسب اللاهوت اليهودي الرابيين، "الكونُ خُلِقَ ليس لأنّ هناك العديد من الكواكب وأمورٍ كثيرةٍ أخرى، بل لأنّ هناك مجالٌ للعهد، و"نعم" الحبّ بين الله والإنسان تستجيبُ له". ويعلق البابا بندكتس السّادس عشر بقوله: الحبّ ليس فقط وصيّة، إنّما جواب لعطاء الحبّ الذي من خلاله يأتي الله للقائنا" (المنشور البابويّ "الله محبّة"). ومن هنا نتناول ثلاث نقاط: محبة الله ومحبة القريب، ومحبة الانسان لنفسه |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75767 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا بندكتس السّادس عشر الحبّ ليس فقط وصيّة، إنّما جواب لعطاء الحبّ الذي من خلاله يأتي الله للقائنا" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75768 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() محبة الله:أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ (متى 22: 37) كشف الله عن نفسه لشعب العهد القديم على انه الوحيد: "اِسمَعْ يا إِسْرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو رَبٌّ واحِد فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بكُلِّ قَلبكَ كلِّ نَفسِكَ كلِّ قُوَّتكَ" (تثنية الاشتراع 6 :4-5). وعن طريق الأنبياء دعا الله جميع الامم الى التوجه نحوه، هو الوحيد كما جاء في نبوءة أشعيا " تَوجَّهوا إِلَيَّ فتَخلُصوا يا جَميعَ أَقاصي الأَرض فإِنِّي أَنا اللهُ ولَيسَ مِن إِلهٍ آخر" (أشعيا 45: 22-24). ودعا بولس الرسول الله "إِلهَ المَحبَّةِ" (2 قورنتس 13: 11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75769 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الله أحبنا اولاً بكشف ذاته. والوصايا "الكلمات العشر" تشرح جواب المحبة المطلوب من الانسان تأديته له تعالى. ومن هنا جاء التفسير التطبيقي في التعليم المسيحي الكاثوليكي" ان نحب الله لأجل الله ونحبه فوق كل شيء وبسببه نحب ُّمن يحبه الله" (بند 201). يجب ان تملأ محبة الله كل كياننا وكل طاقاتنا؛ ولا يجوز ان نحب الله جزئيا بمعنى ان نعطيه جزءاً من حياتنا ووقتنا، وهذا ما تعنيه الوصية "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ". ويعلق البابا فرنسيس "المحبّة تعطي دفعًا وخصوبةً للحياة ولمسيرة الإيمان: دون المحبّة تبقى الحياة والإيمان عقيمين"(عظة الاحد 29/10/2017). ونحب الله خاصة بالصلاة وبعمل ارادته القدوسة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75770 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا فرنسيس "المحبّة تعطي دفعًا وخصوبةً للحياة ولمسيرة الإيمان: دون المحبّة تبقى الحياة والإيمان عقيمين" |
||||