04 - 03 - 2015, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 7521 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي المذاهب التي فيها تنكر وحدانية شخص المسيح بطبيعتين ممتازتين غير ممتزجتين أو مختلطتين ؟ اشتهر من هذه المذاهب اثنان وهما مذهب النساطرة ومذهب الافتيخيين. 1 – المذهب المعروف في تاريخ الكنيسة بالنسطوري وهو أن للمسيح أقنومين. فإنه لما ثبت كمال الطبيعتين في المسيح وقع اختلاف في النسبة بينهما فقال أصحاب هذا المذهب أن الكلمة الإلهي حل في الإنسان يسوع المسيح واتحد به اتحاداً مشابهاً لحلول الروح القدس في المؤمن ولذلك لم يمتز المسيح عن الذين حل فيهم روح الله إلا في كونه قد حصل علي كمال اللاهوت الذي حل فيه وشخصيته كانت بشرية محضة تحت تسلط اللاهوت الذي كان بمنزلة شخصية أخري مستقلة. وكان نسطور القائل بهذا المذهب أديباً مشهوراً ذا تقوي حقيقية وكان أولاً راهباً في أنطاكية ثم صار بطريركاً في القسطنطينية ونشأ الجدال علي هذا الموضوع من محاماته عن القول بأنه لا يحق لمريم العذراء أن تسمي أم الله كما سماها البعض. فقال إن العذراء تسمي أم المسيح ولا يجوز تسميتها بأم الله لأنه أنكر اتحاد اللاهوت والناسوت في شخص المسيح وقال إن اللاهوت إنما حل فقط في الناسوت. واعتقاد جمهور المسيحيين أن لاهوت المسيح غير مولود ولا مخلوق لكن في شخص المسيح طبيعتين إحداهما إلهية وعلي ذلك يجوز تسمية العذراء بأم الله متجسداً في شخص يسوع المسيح فهي من وجه واحد جائزة ومن وجه آخر تجديف. وأما ما عناه نسطور حسب تقريره فكان أن الله منزه عن أن يولد وعن أن يموت وذلك صحيح باعتبار جوهر اللاهوت المجرد عن الناسوت وأما في حال التجسد فيجوز أن نقول أن شخص المسيح مولود من مريم العذراء وبهذا المعني فقط يحتمل تسمية العذراء أم الله. ولكن نسطور لكونه أنكر بحسب زعم مقاوميه وحدة شخص المسيح حكم عليه في مجمع أفسس المسكوني الثالث سنة 431م وأخيراً عزل ونفي ومات سنة 440م ورحل تابعوه إلي الشرق إلي بلاد الفرس ونظموا أنفسهم جماعة مستقلة لا تزال إلي عصرنا الحاضر. 2 – أما ضلال الأفتيخيين فعكس مذهب النساطرة. فإنهم أنكروا أن للمسيح طبيعتين وقالوا أن له طبيعة واحدة فقط ناتجة من اتحاد اللاهوت بالناسوت وحكم عليهم في مجمع خلكيدون سنة 451م. وبعد ذلك بنحو 200 سنة اجتهد الإمبراطور هراكليوس (الذي مات سنة 641م) أن يرد الأفتيخيين إلي الكنيسة بوضعه قولاً متوسطاً بين الفريقين حاصله أن المسيح وإن كان ذا طبيعتين ممتازتين لم يكن له إلا مشيئة واحدة. ودفعا لهذا القول صرح المجمع المسكوني السادس الذي التأم في القسطنطينية سنة 681م أن التعليم الصحيح المقبول في الكنيسة بناء علي تعليم الكتاب هو أن المسيح شخص واحد ذو طبيعتين ممتازتين وهما اللاهوت والناسوت وبالنتيجة أن له مشيئة بشرية محدودة ومشيئة إلهية غير محدودة وغير متغيرة. ومنذ صدور هذا الحكم من ذلك المجمع توقف النزاع في هذه المسألة ولم يحدث فيها تغيير بعد ذلك وجميع الكنائس اليونانية واللاتينية والإنجيلية قبلت الحكم علي نسطور الذي أنكر وحدانية شخص المسيح والحكم علي أفتيخس الذي أنكر تمييز الطبيعتين والحكم بأن الحصول علي الطبيعة البشرية يقتضي الحصول علي المشيئة البشرية وجعلت كل ذلك من قواعد إيمانها. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 7522 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو تعليم الكنيسة الإنجيلية في هذا الموضوع حسب ما ورد في إقرار الإيمان لمجمع وستمنستر ؟ كان لبعض الباحثين في أثناء القرون المتوسطة آراء متنوعة في شخص المسيح لكن لم يقاوم أحد قانونياً أحكام مجمعي خلكيدون والقسطنطينية. وفي وقت الإصلاح عول المصلحون علي تعليم الكنيسة الأولي كما يتبين من قوانين الإيمان المتنوعة عندهم ورفضوا صريحاً جميع ما رفضته تلك الكنيسة من الضلالات في شخص المسيح كالأبيونية والغنوسية والأبولينارية والنسطورية والأفتيخية وغيرها وعلموا كل ما علمته المجامع الأولي الستة المسكونية وما قبلته الكنيسة كلها بدون زيادة ولا نقصان. ويؤيد ذلك ما جاء في قانون إيمان وستمنستر وهو " أن ابن الله الأقنوم الثاني في الثالوث وهو الإله الحق الأزلي من جوهر الآب ومعادل له لما جاء ملء الزمان أخذ لنفسه طبيعة الإنسان مع خواصها الجوهرية وصفاتها العامة ولكن بلا خطية فحبل به بقوة الروح القدس في مستودع العذراء مريم ومن جسدها وبذلك اتحدت طبيعتان صحيحتان كاملتان متميزتان اتحاداً غير منفصل في شخص واحد بدون تحويل ولا تركيب ولا اختلاط وذلك الشخص إله حق وإنسان حق بل مسيح واحد والوسيط الوحيد بين الله والإنسان" (ف 8 ر 2). والخلاصة أن التعليم البسيط البليغ الخلاصى الذي يعلمنا إياه الكتاب المقدس والكنيسة بوجه العموم هو أن ابن الله الأزلي صار إنساناً باتخاذه لنفسه جسداً حقيقياً ونفساً ناطقة وهكذا كان ولا يزال إلي الأبد إلهاً وإنساناً ذا طبيعتين متميزتين وأقنوم واحد. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 7523 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل لنا في اتحاد النفس بالجسد في الإنسان ما يقابل اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح ؟ الإنسان مركب من جوهرين ممتازين وهما النفس والجسد فالنفس جوهر غير مادي أي ليس لها شئ من خواص المادة بل هي روحية أي لها جميع خواص الروح وهي فاعلة حساسة عاقلة حرة. أما الجوهر الذي نسميه بالجسد فهو مادي أي له خواص المادة وليس له شئ من خواص الروح واتحاد النفس بالجسد في الإنسان يقوم: 1 – بكونه اتحاداً شخصياً أي أنه يتألف من النفس والجسد في حال الاتحاد شخص واحد من الجنس البشري. 2 – بكونه اتحاداً خالياً من الامتزاج والاختلاط فإن النفس تبقي روحاً والجسد يبقى مادة والنفس والجسد لا يمتزجان بل يبقيان ممتازين ولا تنتقل خواص الواحد إلي الآخر ؟ ومن نتائج هذا الاتحاد بين النفس والجسد في الإنسان الواحد: 1 – اشتراك الإنسان في صفات جوهرية أي أن له صفات النفس والجسد معاً بحيث يمكننا أن ننسب إلي الإنسان كل ما ننسبه إلي جسده وكل ما ننسبه إلي نفسه فنقول أنه طويل أو قصير ومريض أو صحيح وجميل أو قبيح وكذلك حاذق وحكيم وصالح ومحسن أو عالم فكل ما يصدق علي أحد جوهري بنيته يصدق عليه في جملته غير أنه ليس كل ما يصدق علي الواحد منهما يصدق علي الآخر. 2 – إمكان نسبة صفات متناقضة إلي شخص واحد فنقول مثلاً في إنسان واحد أنه ضعيف وقوي وأنه خالد وغير خالد وأنه يزول ويبقي إلي الأبد وأنه روح وتراب ورماد. 3 – إمكان تسمية الإنسان بأحد جوهري طبيعته والاختبار عنه بما يصدق علي الجوهر الآخر فقط مثلاً يمكننا أن نسميه نفساً ناطقة ونقول أنه يجوع ويعطش ونسميه إنساناً حياً ونقول أنه قابل للتجديد أي الولادة الثانية. 4 – اشتراك الإنسان في خواص جوهرية وأعمالها أي أن خواص كل من النفس والجسد بسبب اتحادها الشخصي هي خواص الإنسان بكليته وكذلك كل من أعمال النفس والجسد الخاصة هي أعمال الإنسان. 5 – ارتفاع شأن جسد الإنسان بسبب اقترانه بالنفس لأن ما يرفع الإنسان عن أجساد البهائم هو اتحاداً شخصياً بالنفس الناطقة الخالدة. واتحاد اللاهوت والناسوت في أقنوم المسيح كاتحاد النفس والجسد في بنية الإنسان علي أنه لا يوجد مشابهة تامة بين شيئين في جميع أوصافهما وخواصهما وإنما في هذا التشبيه من العلاقات بين المشبه والمشبه به ما هو كاف لتقوية الإيمان وتفنيد الكفر وإيضاح الموضوع علي قدر الإمكان. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 7524 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو تعليم الكتاب المقدس في شخص المسيح ؟ خلاصة تعليم الكتاب المقدس في المسيح المتجسد ما يأتي : 1 – إنه إنسان حقيقي أي ذو طبيعة بشرية كاملة ولذلك كل ما ينسب إلي الإنسان باعتبار ناسوته ما خلا الخطية يمكن أن ينسب إلي المسيح. 2 – إنه إله بالحقيقة أي ذو طبيعة إلهية كاملة ولذلك كل ما يمكن أن ينسب إلي الله يمكن أن ينسب إلي المسيح. 3 – إنه شخص أو ذات واحدة فإن نفس الشخص الذي قال أنا عطشان قال قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن وهذه القضايا الثلاث تتضمن تعليم الكتاب المقدس في شأن التجسد. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 7525 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إلي كم تقسم أدلة الكتاب المقدس علي صحة هذا التعليم في شخص المسيح ؟
تنقسم هذه الأدلة إلي ثلاثة أنواع : 1 – النص علي كل من ناسوت المسيح ولاهوته وشخصيته علي حدتها. 2 – النص عليه تارة باعتبار كونه إنساناً وتارة باعتبار كونه إلهاً وأحياناً باعتبار كونه إنساناً وإلهاً معاً. 3 – النص الصريح علي تعليم التجسد. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 7526 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الأدلة الموردة من النوع الأول منها ؟ هي ما تتضمن عبارات تتعلق بكل من ناسوته ولاهوته وشخصيته الواحدة. ومن ذلك : 1 – ما قيل في الكتاب بشأن ناسوت المسيح أنه ذو طبيعة بشرية كاملة شاملة جسداً حقيقياً ونفساً. ومن جملة نصوص الكتاب في هذا الموضوع : أ – ما ينسب إليه جسداً حقيقياً والمراد بذلك جسد مادي مركب من لحم ودم كأجساد البشر في كل ما هو جوهري لأنه ولد من امرأة واغتذى من جسمها وكان ينمو في القامة وكان له جميع أميال الجسد البشري فكان خاضعاً للألم واللذة والجوع والعطش والتعب والمرض والموت وكان ينظر ويلمس (قابل عب 2 : 14 ولو 24 : 39). وقيل في العهد القديم أنه نسل المرأة ونسل إبراهيم وابن داود وأنه إنسان ورجل أوجاع وسمي في الإنجيل ابن الإنسان نحو ثمانين مرة. ب – ما ينسب إليه نفساً ناطقة وعقلاً بشرياً محدوداً به كان يفتكر ويشعر ويفرح ويحزن وينمو في الحكمة ويجهل بعض الأشياء كزمن يوم الدينونة. 2 – ما قيل في الكتاب في شأن لاهوت المسيح. فسمي إلهاً ولقب بجميع الأسماء والألقاب الإلهية فقيل أنه الله (عب 1 : 8) والإله القدير (أش 9 : 6) والله العظيم (تي 2 : 13) والإله علي الكل (رو 9 : 5) ويهوه والرب ورب الأرباب وملك الملوك. ووصف بجميع الصفات الإلهية منها أنه حاضر في كل مكان وعالم بكل شئ وقادر علي كل شئ وغير متغير وأنه هو هو أمساً واليوم وإلي الأبد وأنه خالق الكون والمعتني به والمتسلط عليه (كو 1 : 16 و 17) وأنه هو المعبود من جميع الخلائق العاقلة حتي الأسمى منها وأن جميع الملائكة أمرت أن تسجد له (عب 1 : 6) وأنه في يمين عرش الله وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له (1 بط 3 : 22) وأنه هو موضوع جميع الاحساسات الدينية كالاحترام والمحبة والإيمان الخ وأن جميع البشر والملائكة يجب أن يعطوا الجواب له عن صفاتهم وسيرتهم وهو نفسه أمر الناس أن يكرموه كما يكرمون الآب (يو 5 : 13) وأن يعترفوا به كما يؤمنون بالآب (يو 14 : 1) وقال أيضاً أنه هو والآب واحد (يو 10 : 30 و 17 : 11 و 21 و 22) وأن الذي رآه قد رأي الآب (يو 14 :9) ودعا جميع البشر إليه واعداً إياهم بغفران خطاياهم وإرسال الروح القدس إليهم وبأن يمنحهم راحة وسلاماً ويقيمهم في اليوم الأخير ويمنحهم حياة أبدية. والخلاصة أنه وصف في الكتاب الإلهي بنفس الأوصاف التي وصف بها الله له المجد ووعد وفعل بقدر ما وعد الله وفعل. ولذلك هو إله المسيحيين كما أن الآب أيضاً إلههم منذ تأسيس الدين المسيحي. 3 – ما قيل في الكتاب في شأن شخصية المسيح الواحدة أي أنه إله تام وإنسان تام في ذات واحدة ومما يؤيد ذلك : 1 – عدم وجود دليل علي تعداد الشخص فيه فإنه يعلمنا أن الآب والابن والروح القدس ممتازون في الأقنومية من استعمال الضمائر لهم عند الكلام علي كل منهم وأن الآب يحب الابن ويرسله والابن يحب الآب ويطيعه غير أنه لا يصح أن نميز طبيعتي المسيح علي هذا المنوال بل هو شخص واحد مؤلف من طبيعتين متحدتين فيه فإن ابن الله لا يخاطب ابن الإنسان كشخص ممتاز عن نفسه والكتاب المقدس لا يعلن لنا إلا مسيحاً واحداً. 2 – البينات الصريحة ومنها أن المسيح يستعمل لنفسه ضمير المتكلم ويستعمل له عند الخطاب ضمير المخاطب وفي الغيبة ضمير الغيبة فقيل مرة أنه ليس له خمسون سنة بعد (يو 8 : 57) وقيل في محل آخر أنت يارب في البدء أسست الأرض الخ (عب 1 : 10) والإشارة إلي شخص واحد في كلتا الجملتين ولذلك نري أن المسيح يعتبر دائماً شخصاً واحداً إلهاً تاماً وإنساناً تاماً . |
||||
04 - 03 - 2015, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 7527 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الأدلة الموردة من النوع الثالث ؟
هي ما يتضمن النصوص الصريحة علي تعليم التجسد ومن تلك النصوص ما يأتي : 1 – (يو 1 : 1 – 14) ففيه أن الكلمة (والمشار بها إلي لاهوت المسيح) أزلي وأن بينه وبين الآب نسبة قريبة جداً وأنه إله وخالق كل الأشياء وأن الحياة فيه وبالنتيجة أنه مصدر الحياة لجميع الأحياء وأنه النور الحقيقي أي ينبوع كل معرفة وقداسة وأنه أتي إلي العالم وجاء إلي خاصته وأنه صار جسداً أي اتخذ طبيعتنا البشرية وسكن بيننا كإنسان. وخلاصة ما نتعلمه من هذه الآيات الثمينة هو أن شخصاً إلهياً بالحقيقة وهو الكلمة الأزلي خالق العالم صار إنساناً وما ذلك إلا تعليم التجسد تماماً بصريح العبارة. 2 – (1 يو 1 : 1 – 3) وهو نص علي أن الذي كان من البدء عند الله ظهر علي الأرض وكان يري ويسمع ويلمس. 3 - (رو 1 : 2 – 5) وهو نص الرسول علي طبيعتي المخلص ووحدانية شخصه إذ قال أن المسيح من جهة طبيعته الجسدية ابن داود ومن جهة طبيعته الإلهية ابن الله وقد نص في مكان آخر علي أنه الله العظيم (تي 2 : 13) وابن إبراهيم وعبراني بحسب ولادته الجسدية. 4 - (1تي 3 : 16) وهو نص الرسول علي أن المسيح ظهر في الجسد الخ. 5 - (في 2 : 6 – 11) وهو أن المسيح كان الله أو في صورة الله وأنه مساو للآب وأنه صار إنساناً واتخذ صورة عبد وأنه خضع للموت علي الصليب وأنه رفع فوق كل المخلوقات وقلد السلطان العام المطلق. 6 - (عب 2 : 14) وفي بداءة هذه الرسالة قيل أن المسيح بهاء مجد الآب ورسم جوهره وخالق العالمين وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته وأنه أسمي من الملائكة وأن جميعهم ملزمون أن يسجدوا له وفي الأصحاح الثاني قيل أنه إنسان وأن البشر إخوته. وخلاصة ما تقدم أن المسيح المتجسد هو إله وإنسان في شخصية واحدة وما أوردناه من الكتاب المقدس كاف لإرشاد المؤمن وتبين حقيقة تعليم الكتاب له في شخص المسيح. وسبب التعاليم الفاسدة في هذا الشأن إنكار صدق ما قيل في الكتاب المقدس في شأن لاهوت المسيح أو في شأن ناسوته أو في وحدانية شخصه ولذلك التزمت الكنيسة أن تبحث بحثاً مدققاً في هذا الشأن وتبين بالتفصيل معني أقوال الكتاب في حقيقة اتحاد الطبيعتين في المسيح ونتائج ذلك الاتحاد. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 7528 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف تثبتون أن للمسيح طبيعتين متحدتين في شخص واحد ؟ يتضح ذلك مما جاء في الكتاب المقدس من أن له جميع صفات الناسوت وجميع صفات اللاهوت معاً في شخص واحد. فقيل في شأن ناسوته أنه ذو جسد مولود من امرأة كان ينمو في القامة ويري ويشعر به ويلمس وأنه ذو نفس كانت تتعب وتفرح وتحزن وتنمو في الحكمة وتجهل بعض الأحوال والأمور. وقيل في شأن لاهوته أنه إله علي الكل عالم بكل شئ قادر علي كل شئ أزلي. ولذلك يعلمنا الكتاب أن الجوهرين المجموعين في شخصه أي الناسوت واللاهوت طبيعتان ممتازتان. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 7529 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يتبين أن طبيعتي المسيح متحدتان ولكن غير ممتزجتين أو مختلطتين ؟ إن اتحاد طبيعتي المسيح لا يقوم بمزجها وحدوث طبيعة ثالثة ليست هي ناسوتاً ولا لاهوتاً محضاً بل طبيعة مؤلفة منهما لأن ذلك من المستحيل لسبب أن خواص الطبيعتين متباينة. وكما أنه لا يمكن أن يكون من مزج العقل والمادة جوهر جديد ليس هو عقلاً ولا مادة لأن ذلك من باب التناقض هكذا لا يمكن الطبيعتين البشرية والإلهية أن يمتزجا وينتج منهما طبيعة ثالثة لأن الطبيعة الإلهية ممتازة عن الطبيعة البشرية ولا يمكن مزجهما. نعم أن المسيح هو إله وإنسان معاً ولكن ذلك باعتبار شخصه لا باعتبار طبيعته فإن الطبيعة الإلهية باقية عن الطبيعة البشرية ولو اتحدتا في شخص واحد لأنه لا يمكن جعل المحدود غير محدود أو غير المحدود محدوداً ولا يمكن جعل الله إنساناً ولا جعل الإنسان إلهاً وإنما يمكن وجود شخص واحد له طبيعة إلهية وبشرية معاً بشرط أن تكون الطبيعتان متحدتين لا ممتزجتين فيه. وخلاصة ما تقدم أن كلا من طبيعتي المسيح باقية علي حدة غير أنهما متحدتان في شخصية واحدة وكما أن الجسد البشري يحفظ كل خواصه المادية والنفس تحفظ كل صفاتها الروحية في اتحادهما في شخص واحد كذلك اللاهوت والناسوت يحفظ كل منهما خواصه في اتحادهما في شخص المسيح. فينتج من ذلك أن للمسيح مشيئة بشرية ومشيئة إلهية معاً فله مشيئة محدودة ومشيئة غير محدودة وقدرة محدودة وقدرة غير محدودة معاً وحكمة بشرية قابلة النمو وحكمة إلهية كاملة وكل ذلك سر بعيد عن الاستقصاء ولكنه ليس بأكثر خفاء من اتحاد العقل والمادة في بنيتنا البشرية. وانتقال الصفات الواحدة إلي الأخرى مردود لأنه يسبب تغيراً في جوهر الطبيعتين المستقلة كل منهما عن الأخرى فإذا انتقلت مثلاً الصفات الإلهية إلي الطبيعة البشرية لم تبق طبيعة بشرية وبالعكس وإذا نزع النطق بالقوة من العقل ما بقي عقلاً وإذا أضيف النطق إلي المادة لم تبق مادة وإذا أعطى المحدود ما لغير المحدود انتفي كونه محدوداً. هذا وأن الكتاب المقدس يعلمنا صريحاً أن طبيعة المسيح البشرية بقيت علي حالها بعد التجسد وأن الطبيعة الإلهية بقيت إلهية. |
||||
04 - 03 - 2015, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 7530 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي خلاصة تعاليم الكتاب المقدس في سر التجسد ؟ إعلان الكتاب المقدس في ما يتعلق بتجسد المسيح يحيط بما يأتي وهو : 1 – أن فيه طبيعتين أي اللاهوت والناسوت وأنهما متحدتان اتحاداً لا يقبل الانفكاك أو الانفصال. 2 – أن هاتين الطبيعتين غير ممتزجتين امتزاجاً يتكون منه طبيعة ثالثة متميزة عن كل منهما بل أن كل واحدة منهما حافظة لكل خواصها. 3 – أنه لم تنتقل صفة من الطبيعة الإلهية إلي البشرية وبالأولي لم تنتقل صفة من الطبيعة البشرية إلي الإلهية أي الناسوت في المسيح لم يصر إلهاً ولا اللاهوت صار إنساناً. 4 – إن اتحاد الطبيعتين ليس علي سبيل حلول الطبيعة الإلهية في بنية بشرية بل علي سبيل اتحاد شخصي نشأ منه أن المسيح شخص واحد بطبيعتين ممتازتين إلي الأبد أي أنه هو إله وإنسان في وقت واحد. |
||||