01 - 03 - 2015, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 7491 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الحاجة إلى محرر بشري للوحي ؟ أليس الله بقادر على أن يوحي رسالته مباشرة إلى نبي ينقل بعد ذلك تلك الرسالة إلى البشرية نقلاً دقيقاً ؟ غالباً ما يكون هذا سؤال الذهنية الإسلامية ، الذي يرتبط بـ " أليس الله بقادر على أن يوحي رسالته مباشرة إلى نبي ينقل بعد ذلك تلك الرسالة إلى البشرية نقلاً دقيقاً ؟ وبهذه الطريقة لا تعود الجماعات الدينية مرتبطة بالدراسات والأبحاث النقدية للتوصل إلى معرفة ما يريده الله ، بل يحمل إليها النبي الرسالة بوضوح ولا يبقى للبشرية سوى أن تختار بين قبولها وطاعتها ، وبين رفضها . وفي هذا الموقف من الوحي الإلهي يقوم أحد الاختلافات الأساسية بين الإسلام والمسيحية . ففي نظر المسلمين ، لا يشير القرآن إلى أي عمل سواه أو أي عمل يتعداه من أعمال الوحي الإلهي . القرآن هو وحي الله ، الوحي بالذات ؛ ورسالته بواضح العبارة ونهائي الشكل ، كاملة . القرآن لا يبتغي الوصول بالمؤمنين إلى اختبار الوحي الإلهي في ما هو أبعد منه . أما نظرة المسيحيين إلى الكتاب المقدس ، فهي على خلاف ذلك . وهم يرون أنه لم يتم وحي الله الأكمل في كتاب ، بل في إنسان . يؤمن المسيحيون بأن المسيح هو الذي يكشف عن الله ويعبر على أكمل وجه ، في حياته وشخصه ، عما يريد الله قوله للبشر . وعليه فهم يرون أن الكتاب المقدس يشير دوماً إلى ما هو أبعد منه ، وأنه يبغي دوماً تنشئة إيماننا بالمسيح وبما يقوله الله للبشرية بواسطته وفيه . والذين كتبوا العهد الجديد كانوا أناساً حاولوا أن يبلغوا معنى اختبارهم ليسوع الذي عاش وتألم ومات وأقامه الله من الأموات . وبالتالي فهذه الشهادة البشرية هي من مقومات وأسس الكتب المقدسة المسيحية . وهذه المقولة تقودنا إلى فرق آخر بين النظرتين الالمسيحية والإسلامية إلى الوحي . فالمسيحيون لا يكتفون بالقول أن الله يوحي إلى البشر رسالته ، بل يقولون أيضاً أن الله يوحي ذاته في تاريخ البشر ، وأسفار الكتاب المقدس تعلن هذا الوحي الذاتي وتفسره . . الله يوحي من هو وأي إله هو ، بصفاته وخواصه ؛ يوحي وصاياه الخلقية ، ويوحي خاصة رغبته في الخلاص ، لا بل يمكن القول إن الكتاب المقدس بمجمله هو تاريخ الله الذي يوحي ذاته مخلصاً |
||||
01 - 03 - 2015, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 7492 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو المراد بالقول أن الكتاب المقدس واضح ؟ . هو أن كل إنسان يقدر أن يتعلم منه كل ما هو ضروري لخلاصه ومعرفة واجباته ، أي أن كل ذلك معلن فيه ويمكن استخراجه منه بواسطة الدرس . نعم فيه أمور صعبة الفهم يقتضي لها الاجتهاد والتدقيق في الدرس والجميع يحتاجون إلى الروح القدس ليرشدهم إلى فهم معناه الروحي الحقيقي حق الفهم ، غير أن أبسط الناس يقدر أن يفهم منه كا ما قصد الله أن يعلمنا إياه به وكل ما هو ضروري للخلاص . فإن إعتقاد وضوح الكتاب المقدس لا ينفي وجود تعاليم فيه إدراكها تماماً في حالتنا الحاضرة هو فوق عقل البشر ولا ينفي ما في بعض أجزائه ولا سيما النبوات من الصعوبات في تفسيرها ولا لزوم استعمال الوسائل للحصول على معناه الصحيح ومراعاة قواعد التفسير الصحيحة ولا إمكان التقدم من درجة إلى درجة في فهمنا إياه وفي تفسيره بالضبط بل المراد أن الله قد أوضح لنا فيه كل ما معرفته ضرورية لنا حتى نقدر أن نفهمه من غير احتياج إلى مفسر ذي سلطان في تفاسيره ، ولذلك كان لكل إنسان حق أن يطالع بنفسه ولنفسه |
||||
01 - 03 - 2015, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 7493 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الأدلة على وضوح الكتاب المقدس ؟ : الأدلة كثيرة ، نذكر منها الآتي . المقصود منه وهو إعلان الحق لنا وتعليمنا إياه . فإذا نسبنا إليه الإبهام والالتباس كان ذلك إهانة لله ولا سيما لأنه قد وقف خلاصنا الأبدي أو هلاكنا على معرفتنا بما أعلنه لنا فيه 1 نصوصه الكثير على ذلك منها على سبيل المثال : ( مزمور 19 : 7 و 8 ، 119 : 105 و 13. ، 2 كورنثوس 3 : 14 ، 2 بطرس 1 : 18 و 19 ، عبرانيين 2 : 2 ...) 2 . اختبارنا الدائم . فكما نعرف من يوم إلى يوم أن الشمس تعطي نوراً وحرارة هكذا نعرف من يوم إلى يوم آخر أن الكتاب المقدس يعطي فائدة ، وإرشاداً لقلوبنا وعقولنا في أمور الديانة . وإنكار وضوحه مخالف لإختبار كل مطالعيه في كل العصور 3 . ما بين المؤمنين الحقيقيين في كل الأجيال من الوحدة الجوهرية في فهم تعاليمه الخلاصية . فما ذلك إلا لوضوح تعاليمه وفهم الجميع إياها |
||||
01 - 03 - 2015, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 7494 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يجب على كل إنسان أن يفحص الكتاب المقدس لنفسه ؟ . أن لعموم الناس حقاً أن يقرأوا الكتاب ويفهموا معناه ، بل أنهم مأمورون بذلك ليكون إيمانهم مبنياً على شهادة الله لا الكنيسة . والله لم يعين شخصاً أو طغمة لتفسيره وواجب على العامة قبول ذلك بل أمر كل واحد أن يقرأه ويبحث عن واجباته فيه |
||||
01 - 03 - 2015, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 7495 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الأدلة على أن للإنسان حقاً أن يفحص الكتاب المقدس لنفسه ، وأن ذلك واجب عليه ؟ : لوفرة الأدلة نوجز بعضها فيما يلي . أن واجبات الإنسان في الإيمان والطاعة شخصية . أي كل إنسان يسأل بنفسه عن اعتقاده وسيرته ، فينبغي أن يميز بنفسه ما هو ملتزم به ولا يفيده احتجاجه يوم الدين أن والديه أو شيوخه أو كنيسته علموه كذا أو حكموا عليه بكذا ، لأنه يجب أن يطاع الله أكثر من الناس 1 . أن كلام الكتاب المقدس موجه دائماً إلى الشعب لا إلى رؤساء الكنيسة . فإن الأنبياء جميعهم أرسلوا إلى الشعب وكان كلامهم في كل حين " اسمع يا إسرائيل " .. أنصت يا شعبي " والمسيح أيضاً كان يكلم الشعب ورسائل العهد الجديد كتبت إلى كنائس مسيحية إلا ما ندر منها كالرسالتين إلى تيموثاوس ، والرسالة إلى تيطس ، وذلك مبني على إمكانهم أن يفهموا ما كتب إليهم ولم يؤمروا البتة بطلب الإرشاد من غيرهم لكي يفهموا تلك الرسائل 2 . أن الكتاب مسلم للشعب لكي يتعلمه ، ويعلمه . فقد تكررت الأوامر للوالدين في العهد القديم بأن يعلموا بنيهم الشريعة وأن بنيهم يعلمون بنيهم أيضاً ، والسيد المسيح أمر الشعب أن يفتشوا الكتب ( يوحنا 5 : 39 ) بناء على أنهم يقدرون أن يفهموا تعليم العهد القديم في ما يتعلق به وأن يفهمه الرؤساء والكتبة والمجلس العظيم 3 أن الوعد بمعونة الروح القدس لفهم الكتاب وتفسيره موجة إلى المسيحيين المؤمنين عموماً لا إلى الرؤساء والقسوس والمعلمين فقط ( أنظر يوحنا 2. : 23 ، لوقا 24 : 47 – 49 ، رومية 8 : 9 ... ) |
||||
02 - 03 - 2015, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 7496 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اعتراف وطلب خلاص الرب أَخْطَأْنَا مَعَ آبَائِنَا. أَسَأْنَا وَأَذْنَبْنَا [6]. يشكو المرتل نفسه، فإن كان آباؤه قد اخطأوا وأسأوا وأذنبوا في عصيانٍ لله، فإنه قد اقتضى أثرهم، وسلك على منوالهم، لأن السقوط في الشر سهل. يصرخ دانيال في أرض السبي: "أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن أحكامك" (دا 9: 5)، وأيضًا نحميا: "إني أنا وبيت أبي أخطأنا. لقد أفسدنا أمامك..." (نح 1: 6-7). يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن صرخة الاعتراف بالخطايا هنا هي باسم اليهود الذين رفضوا السيد المسيح، فاشتركوا مع آبائهم في أيام موسى النبي وبقية الأنبياء. فمع ما صنعه الله معهم من معجزات، وما قدَّمته لهم من عطايا كانوا دائمي التذمر، وجاحدين للخير. * "لأنه أعطى صوته فتزلزلت الأرض" (مز 46: 6) ومن يقدر أن يتحمَّل النظر إلى وجهه. لا يستطيع أحد أن ينطق في حضرته. إنساننا الداخلي لا يقوى على النظر إليه (دا 10 :8)، من الخوف أفواهنا تصمت ولا تتكلم. وإذا استعدنا القليل من القوة لنتحدث أمامه توبخنا ضمائرنا، عارفين أننا "أخطأنا مع آبائنا وأسأنا وأذنبنا" (مز 106: 6) في حضرته. وإذا تصورنا أننا صرنا على حالةٍ صالحةٍ، فكل صلاحنا "كنجسٍ وكثوب عدة " (إش 64 : 6). لأن الانتصار هو له، أما نحن فلنا اللوم وخزي الوجوه [14]. مارتيريوس - Sahdona آبَاؤُنَا فِي مِصْرَ لَمْ يَفْهَمُوا عَجَائِبَكَ. لَمْ يَذْكُرُوا كَثْرَةَ مَرَاحِمِكَ، فَتَمَرَّدُوا عِنْدَ الْبَحْرِ عِنْدَ بَحْرِ سُوفٍ [7]. مع كل ما صنعه الله مع شعبه القديم من عجائب، إلا أن طبيعة الإنسان من جحود قد غلبت عليهم. كثيرًا ما تمردوا عليه كما على نبيه موسى (أع 7: 27، 35) وهرون كاهنه. "بحر سوف" أي "بحر الأعشاب"، ويُدعَى البحر الأحمر في اليونانية. يظن البعض أنه أخذ هذا الاسم من بعض الحشرات الصغيرة التي كانت على سطحه، أو من انعكاس لون أحمر خفيف في بعض المناطق ومن الجبال التي على شاطئه، وآخرون يرون أنه يُدعَى هكذا لأن أرض أدوم (تعني الدم) كانت ما بين البحر وأرض فلسطين. * "آباؤنا لم يفهموا عجائبك". لقد رأوا ومع ذلك لم يروا. رأوا بأعين الجسد، وليس بأعين الروح. لم يقل النبي أنهم لم يروا، وإنما لم يفهموا. فكما أن آباءنا رأوا العجائب، ولم يدركوا أعماق المعنى السري لها، هكذا أيضًا في قراءة الإنجيل، فإن من ينظر ويسمع بطريقة جسدانية في يقين وبدون بصيرة روحية يُحسَب أعمى روحيًا. لذلك طوبى لنا نحن الذين لم نرَ وآمنا أكثر من الذين رأوا ولم يؤمنوا. لقد رأوا البحر الأحمر، ونظروا فرعون يغرق، وكل ما فهموه هو ما رأوه. أما نحن الذين لم نرَ فقد أدركنا ما هو أفضل منهم. أدركنا إبليس في فرعون، والشياطين في جيشه، والمعمودية في البحر. هم يعرفون بالخبرة مياه مارة المُرَّة، ورحلوا خلال مارة. أما نحن فنعرف معمودية الهراطقة في المياه المُرَّة. هم رفعوا حيَّة نحاسية على عمود في البرية... ونحن أيضًا نعلق الحية القديمة في البرية [15]. القديس جيروم فَخَلَّصَهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ، لِيُعَرِّفَ بِجَبَرُوتِهِ [8]. خلَّصهم الله خلال البحر الأحمر، إشارة إلى المعمودية، لا عن استحقاقهم، وإنما من أجل اسمه القدوس الذي دُعِي عليهم. وَانْتَهَرَ بَحْرَ سُوفٍ فَيَبِسَ، وَسَيَّرَهُمْ فِي اللُّجَجِ كَالْبَرِّيَّةِ [9]. بقى هذا العمل، أي عبور البحر الأحمر، رمزًا لعمل الله الخلاصي خلال مياه المعمودية، موضوع اهتمام المؤمنين وإيمانهم بعمل الله (خر 15: 8؛ مز 33: 7؛ 78: 13)، كما قيل: "الذي شقَّ المياه قدامهم، ليصنع لنفسه اسمًا أبديًا" (إش 63: 12). * لم نقرأ أن صوتًا ما قد صدر من السماء ينتهر البحر، لكنه دعا القوة الإلهية التي كانت لها فاعليتها انتهارًا، وكأن البحر قد أُنتهر سريًا، فسمعتْ المياه ما لم يستطع البشر أن يسمعوه. السلطان الذي يستخدمه الله عميق وسريّ، السلطان الذي استخدمه جعل ما ليس فيه حس يطيع إرادته. "وسيَّرهم في اللجج كالبرية". لقد دعا كثرة المياه لججًا (أعماقًا)... صارت (اللجج) برية بسبب جفافها، هذه التي كانت قبلًا لجج مياه عميقة [16]. القديس أغسطينوس وَخَلَّصَهُمْ مِنْ يَدِ الْمُبْغِضِ، وَفَدَاهُمْ مِنْ يَدِ الْعَدُوِّ [10]. يتحدث هنا عن المُبغِض والعدو بصيغة المفرد، لأنه ليس لنا عدو إلا إبليس، والذي رُمِز له بواسطة فرعون. * أي ثمنٍ دُفِعَ لهذا الخلاص؟ إنه نبوة حيث كان هذا العمل رمزًا للعماد، به خلصنا من يد الشيطان بثمنٍ عظيمٍ، هذا الثمن هو دم المسيح. إنه مثال متناغم، لم يتحقق بأي بحر، بل بالبحر الأحمر حيث جعله الدم بلون أحمر [17]. القديس أغسطينوس وَغَطَّتِ الْمِيَاهُ مُضَايِقِيهِمْ. وَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمْ يَبْقَ [11]. مع أن العدو واحد، وهو إبليس، لكن المُضايقين كثيرون، إذ هم الجيش الذي أراد إبادتهم بناء على خطة فرعون. هكذا يثير عدو الخير ملائكته الأشرار ضد المؤمنين. فَآمَنُوا بِكَلاَمِهِ. غَنُّوا بِتَسْبِيحِهِ [12]. هنا يشير إلى تسبحة التي رنَّم بها الشعب عندما تمتع بالخلاص، بعبوره البحر الأحمر، وهلاك العدو. حينما أنقذهم الرب، وشق لهم طريقًا وسط بحر سوف سبَّحوا الرب (خر 15)، لكنهم عادوا ينكرون أعماله معهم، ويتذمرون عليه. عبَّروا عن إيمانهم ببطءٍ شديدٍ، ولفترةٍ مؤقتة. |
||||
02 - 03 - 2015, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 7497 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأديبات الرب ورحمته هذه العبارات تَخُص حال الشعب في فترة القضاة، إذ تعرَّضوا من وقت إلى آخر إلى الاستعباد لأمم محيطة بهم. كانوا يصرخون إلى الله، فيُرسِل لهم قضاة يُخَلِّصونهم. فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ، وَكَرِهَ مِيرَاثَهُ [40]. * اعتاد الكتاب المقدس أن ينسب إلى الله تعبيرات تبدو كأنها تُشْبِه التعبيرات الخاصة بنا. مثال ذلك: "فحمى غضب الرب..." (مز 106: 40) وأيضًا: "والرب ندم لأنه ملَّك شاول" (1 صم 15: 35)... بجانب هذا يشير إلى جلوسه وقيامه، وتَحَرُّكه وما أشبه ذلك [30]. القديس غريغوريوس النيسي وَأَسْلَمَهُمْ لِيَدِ الأُمَمِ وَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ مُبْغِضُوهُمْ [41]. * كما أن الله لمَّا غضب على اليهود مرة سلَّم أورشليم إلى أعدائها، "وتسلط عليهم مبغضيهم" (مز 106: 41)، ولم يعد فيها بعد ذلك عيد ولا تقدمة. وهكذا أيضًا النفس البشرية التي غضب الله عليها بسبب عصيانها لوصيته، فسلمها لأعدائها، أي للشياطين والشهوات. وهكذا فحينما أغواها هؤلاء الأعداء أفسدوها تمامًا وأهلكوها، ولم يعد فيها أي عيد أو فرح، ولا يرتفع فيها بخور أو تقدمة لله. وعلاماتها وآثارها ضاعت، ونسيت في الشوارع، بينما تسكن فيها الوحوش المرعبة وأرواح الشر الخبيثة [31]. القديس مقاريوس الكبير * عندما ضُرب جليات بحجر، ضُرب بقوة المسيح. وفي أي جزء من الجسم ضُرب؟ على الجبهة، فإنه عندما ضُرب إنسان مُدَّنس للمقدسات هناك يكون المسيح غائبًا، وعندما تأتي عليه نهايته لا توجد علامة الخلاص. فمع كون جليات محميًا بالأسلحة من كل جانبٍ، لا تزال جبهته مُعَرَّضة للموت، لأنها لا تحمل عليها ختم المخلص، ولذلك ذُبح في الموضع الذي وُجِدَ خاليًا من نعمة الله [32]. مكسيموس أسقف تورين وَضَغَطَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ، فَذَلُّوا تَحْتَ يَدِهِمْ [42]. كانت الأمم الوثنية تحت سلطانهم، وكان يمكن عدم الشركة معهم، لكنهم إذ دخلوا في عهود من أجل لذة الشهوات أو المكاسب المادية، صارت هذه الأمم مُستعبِدة لهم وأذلتهم. بهذا ذاقوا مرارة الخطية والتهاون مع الشر. * كان ذلك بسماح من الله وتدبيره، ليبغضوهم ويكرهوا أوثانهم وأعمالهم، ويرجعوا إلى الله مُخَلِّصهم. الأب أنسيمُس الأورشليمي مَرَّاتٍ كَثِيرَةً أَنْقَذَهُمْ. أَمَّا هُمْ فَعَصُوهُ بِمَشُورَتِهِمْ، وَانْحَطُّوا بِإِثْمِهِمْ [43]. إذ يتهاون الإنسان مع الشر ويشترك مع الأشرار في شرهم يسمح الله للأشرار أنفسهم أن يقوموا بتأديبه، فإن تأديبهم مرعب وعنيف. هذا ما حدث حين سمح الله لأشور وبابل أن يسبيا إسرائيل ويهوذا. وهذا ما يسمح به حين نتهاون مع الخطية. * "أما هم فعصوه بمشورتهم". هذا ما قاله قبلًا "لم ينتظروا مشورته" [13]. الآن فإن مشورة الإنسان مُهْلِكة له، عندما يطلب ما هو لنفسه فقط، لا ما هو لله (في 2: 21) [33]. القديس أغسطينوس فَنَظَرَ إِلَى ضِيقِهِمْ، إِذْ سَمِعَ صُرَاخَهُمْ [44]. يسمح الله أحيانًا للأشرار بتأديب أولاده، لكن الله كأب يتدخل في الوقت المناسب لينقذ أولاده الذين تحت التأديب. وَذَكَرَ لَهُمْ عَهْدَهُ، وَنَدِمَ حَسَبَ كَثْرَةِ رَحْمَتِهِ [45]. * "ندم" هنا تعني أنه كفّ عن ضربهم. الأب أنسيمُس الأورشليمي وَأَعْطَاهُمْ نِعْمَةً قُدَّامَ كُلِّ الَّذِينَ سَبُوهُمْ [46]. الله أب حتى حين يُؤَدِّب، يغضب لكي يُصلح، وإذ نستجيب للإصلاح يفتح أبواب مراحمه على مصارعيها. |
||||
02 - 03 - 2015, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 7498 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أُسَبِّحك يا غافر الخطايا أعترف لك يا مخلصي بخطاياي، أكشف لك أعماقي، يا من تعرفها أكثر مني. أعترف لك إني خاطئ، محتاج إليك يا غافر الخطايا! لتكشف لي ذاتك، فأتلامس مع مراحمك الغزيرة. أنعم بها هنا، وأعيشها في السماء إلى الأبد. * أعمالك قديرة وعجيبة! تُحَوِّل قلبي من مزبلة إلى ملكوتك المُفْرِح. تُقيم من أعماقي عجبًا، فتشهد حياتي لخلاصك الفائق. وأصير تسبحة، تُنشد ألحان مراحمك. * حقًا من يقدر أن يشهد لك، إلا الذي يحفظ الحق الإنجيلي، ويمارس البرّ في كل حين. أنت هو الحق والبرّ، لأقتنيك في أعماقي، فأصير بالحق شاهدًا لأعمال حبك الإلهي! * ضمني إلى شعبك، فأصير عضوًا في جسدك. تعهدني بخلاصك، فأنت هو المخلص. أنت غافر الخطايا، وواهب الشفاء للنفوس. فتحفظ حقك، وتمارس برّك. * في غِنَى نعمتك تسكب السعادة والعذوبة على شعبك. تملأهم بالبهجة، فيتهللون. لستُ أطلب شيئًا عن استحقاق لي، لكنني أطلب من غِنَى مراحم، يا محبًا لشعبك! * أعترف لك إنني أخطأت مع بيت آبائي. هب لي أن ألمس حبك، وأتمتع بمراحمك. انتهرت البحر الأحمر، فأوجدت يابسًا وسط المياه، يَعْبُر به شعبك متهللًا، ويغرق فيه العدو، فلا يقوم! قل كلمة، فأعبر إليك وسط مياه العالم. ويسقط عدو الخير بكل جنوده وخططه. تتحول الضيقة إلى خلاص عجيب. عوض الآلام أتمتع بفرح التسبيح لك. * أمرتَ البحر بلغة لم يسمعها البشر، ولم يدركها أحد منهم. سمعتْ المياه صوتك فأطاعت، أما البشر فلم يسمعوا شيئًا! المياه التي بلا عقل ولا حِس سمعت وأطاعت. تحوَّلتْ اللجج العميقة إلى طريقٍ جافٍ. صارت الأعماق أشبه ببرية يعبر عليها الشعب! أنت إله المستحيلات، صانع العجائب لمختاريك! * قدَّمتَ لهم أكثر مما سألوا وفوق ما طلبوا. لكن في جحودهم تمردوا عليك، وقاوموا العظيم في الأنبياء موسى، ورئيس الكهنة هارون. * هب لي فهمًا، فأدرك أسرار حبك. وأدرك ما وراء معاملاتك مع شعبك. مبارك أنت يا رب إلى الأبد. آمين. |
||||
02 - 03 - 2015, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 7499 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليكن لنا الرجاء أيُّها الربُ الإلهُ الرَحومُ الحَنون، يا مَانحَ الإيمان والرَجاء والمحبة سلاحاً لي من كُلِ شريرٍ يَتَرَبَصُ فيّ. أطلبُ إليكَ يارب ان تمنَحَ ليّ الرَجاء، وأن تَزرَعَهُ في قَلبيّ الضَعيف الذي يَفقِدُ إلى نَبض الرَجاء، لكي ما بهذا النبض أواجهُ جَميعَ مَصاعِبَ هذهِ الحَياة بكُلِ قوةٍ وفَرحٍ، وأن لا أظهَرَ كَمَظْهَرِ الضُعفاءِ أمَامَ الذينَ فَقَدوا الرَجاءَ في حَياتِهِم. اجعَلني أداةً لرَجَاءِكَ الأبوي لأزرَعَهُ في النُفُوسِ التي غَطَتَها المَآسي. إمنحني رَجَاءكَ لكي اسيرَ بنُورِكَ وإرشادِكَ مِنْ خِلالِ نُورِ كَلمَات إنجيلِّكَ المُحيّ. هذا الرَجاءُ الذي مَنحتَهُ لنا يومَ قِيَّامَتِّكَ المَجيدة، إجعلهُ قيامة رجاءٍ لنُفوسِنا، وخاصةً في هذه الأيامِ العصيبةِ التي يمرُّ بها مسيحييو العراق عامةً، ومسيحييو الموصل خاصةً من قتلٍ وتهجيرٍ وطَردٍ من بُيوتِهِم وأراضيهِم التي سَكَنوها قبلَ أي شَعبٍ آخر ساكن فيها الآن. إمنَح يا رب الرجاءَ للقلةِ القليلةِ البَاقيّةِ التي ستكونُ خميرةً لهذهِ الأرض وان يكونَ هذا الرَجاءُ سنداً لَهُم ويُثَبِتَهُم. هذا الرجاءُ الذي مَنحتَهُ يومَ صعودِكَ إلى السماءِ، امنَحني يا ربُّ إياه، أنا العَبدُ الضَعيفُ الذي يَكتبُ هذهِ الكلمات البسيطةِ التي أعبّرُ عنها عن شعوري البنوي تجَاهَكَ يا ربي وأبي السماوي، ثبتني يا رب فإن مَصاعِبَ هذهِ الدُنيا تَتَكَاثَرُ وتَتَلاطَمُ فيّ امواجُهُ من كُّلِ حَدبٍ وصَوب، وهي لا تَرحَمُ أحداً، ولا تُفرِقُ بين أحَد. إجعل الرجاءَ سوراً لي، وشعاراً أُبَشِرُ من خِلالِهِ لِكُلِ مَن فَقَدَ نور الرَجاء في عينهِ، إيُها الرَبُّ الحَنان مَانحَ الرَجاءَ لأبنائِهِ البَشر جَميعاً، أمين. |
||||
02 - 03 - 2015, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 7500 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عام الحصاد كنت أتكلم مع أخ لي وقلت له بأني طلبت من الرب أن يكون هذا العام عام الحصاد أجابني ما معنى عام الحصاد ؟قلت له :... ما زرعته أنا وأنت وكل الناس في سنوات حياتنا سنحصده ولو بعد حين فان زرعنا شر سنحصد شر وان زرعنا خير سنحصد خير كثيرا من الأحيان نزرع الخير ونؤمن بان الله سيستجيب لنا ولطلباتنا ويتأخر الوقت ولا استجابةفنقول : لماذا يا رب تأخرت في تحقيق الوعد ؟ لماذا لم احصد ما زرعته ؟ هنا يأتيني جواب الرب يسوع ويقول : أوقاتي ليست كأوقاتكم ما زرعتموه ستحصدونه ولكن بحسب توقيتي انا لاني اختار الوقت من اجل أن تأخذون البركات كاملة الرب لا يريدنا أن نحصد جزء مما زرعناه بل يريد أن يعطينا كل الحصاد وبلا مقابل لنزرع يا أحبائي الحب والخير حتى وان كان ما زرعناه في الماضي شر وخطية فان الرب يسوع قادر أن يغفر كل خطية في حياتنا وان يحرق الزرع الذي زرعناه في الماضي لنزرع بدلا عنه حياة بلا خطية . نعم يا رب أريدك أنت أن تختار لي ما ازرع وان تنقيني من الشوائب والشوك الذي يتلف زرعي آمين لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا غلاطية ٧:٦ |
||||