27 - 02 - 2015, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 7441 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة عيد القيامة المجيدة 2011
المسيح قام … حقاً قام تهنئة حارة لشعب مصر وللقوات المسلحة التي عبرت بنا إلى حياة القرن الحادي والعشرين، جاءت قيامة مصر بالدم والمعاناة؛ لأن الجديد لا يُكتب بالحبر، وإنما بدم وعظام الأوفياء من شعبنا العظيم. لقد ضاعت كل التوسلات للإصلاح والتجديد وغرس الآمال والرجاء في خطابات شخصية، ومقالات تحمل آمال وواقع يجب أن يخلقه الأوفياء، ولكن كل هذا ضاع في ملفات الاحتكام للقوة وأحلام السيطرة وبسط النفوذ دون خدمات تقدَّم للكادحين ويد تمتد للمعدمين. هكذا نقرأ صفحات بشارة الحياة تكتب دائماً على صفحات كتب تاريخ كل شعب، حيث يقوم النضال ويدفع البذل كل تراكمات الفساد والاستبداد لكي تشرق شمس الحرية. لقد وقف المكر والدهاء والخيانة والقوة صفاً واحداً ضد رجل واحد جاء ببشارة الملكوت، وبحياة لا تخضع لتراكمات الشريعة القديمة، فصار الصديق والمحب لجامعي الضرائب القساة وللزناة وصيادي الأسماك والتجار. وجال يقول إنه أعظم من هيكل سليمان، وإنه رب السبت، وكسر شريعة موسى الخاصة بالسبت ورفض أن يرجم زانية، وغفر لأخرى قبَّلت قدميه رغم أن قبلة الزانية نجاسة حسب المشنا. رفض أن يعطي الملكوت للأقوياء وأن يسمح للتسلط، أو أن يخضع لتفاسير علماء الشريعة. كان حراً ولا زالت الحرية في كل عصر وفي قلب كل إنسان تصارع جمود القوانين تطلب أن يكون الإنسان أعظم من التشريع، وأن لا يتحول التشريع إلى قيد حديدي يقتل الإبداع ويسجن الحرية باسم النظام ويستعبد الإنسان باسم الطاعة العمياء. وأصبح يسوع هو أمير الفدائيين وملك الأحرار، وعندما صُلب تحول الصليب إلى رمزٍ للفداء والبذل وبات من الحتمي أن يصبح هو علم الخلاص من تركة الماضي وشبكة الاستبداد. ومات يسوع مصلوباً بين لصين، ولكن دم المصلوب سرى في عروق كثيرة، ودخل حتى في عظام المنكسرين، فصار مثل قطرات مطر خفيف تجمَّع، فجرف سلطان روما. وتحايل القياصرة على الصليب، فوضعوه على تاج الملك. وزيَّف أمراء الحروب دلالته، فوضعوه على الدروع. جاء الالتفاف حول الصليب، بل والمصلوب في هجمات القوة على الحرية وفي تجييش القوانين والتشريعات لكي تستبد جماعة بأخرى، وضاعت في آفاق الليل الأسود البهيم صرخات يسوع ونام الزمان هادئاً، فقد سيطرت القوة وساد الكذب وتسلطن الخداع، بل وضع كهنة الكذب الصليب على ملابسهم زينةً بألوان الطاووس لكي يجمعوا الأموال ويأكلوا باسم الصليب “حق الأرامل والأيتام”. ولكن الصليب مثل ثقبٍ في سدِّ الظلم المنيع ينـزل منه الماء في هدوء يسوع نفسه، فإذا بالسد ينهار. وتظهر عورة الكذب في أفظع أشكالها، ويتحول صليب زينة كهنة الكذب إلى حكمٍ صارمٍ لا يمكن أن يلغيه الزمان، هو حكم الرحمة على القسوة، وحكم العطاء على الطمع، وحكم المحبة على البغضة، وحكم البذل على الأنانية، وحكم الخدمة على الترفع، وحكم التواضع على الكبرياء. وعاد وجه يسوع المصلوب يشرق من جديد في صرخات الشعراء التي تنشد للحرية وحشرجات الشهداء الذين تلمع عيونهم برؤية الفجر الآتي وانكسرت قيود الماضي، فقد ماتت حبة الحنطة، ولكنها أتت بسنابل الحرية وصارت خبز الحياة (راجع يوحنا 12: 24). القيامة هي محور التاريخ عندما تقوم الشعوب من كبوة الماضي وهزيمة العدل. وعندما يقف الظالم أمام شعب يهتف للحياة بصدور عارية، وتنطلق رصاصات القتلة من بنادق الذين كانوا في خدمة الأمن، فصاروا كهنة السلطان وحراس الاعتداء .. يتغير كل شيء: * يصبح الضعيف صاحب حق، فقد سقط قناع السلطان. * يفقد القوي قوته، فقد ظهرت تحت القناع أنياب التسلط. * وعندما تهجم الذئاب على الحملان ويشبع الذئب من لحم الحمل، فإنه يفر هارباً من الميدان، فقد عرف الكل أنه ذئبٌ يطارده الخجل، وتمسك به مصيدة الكذب التي سبق ووضعها في طريق التقدم بكل حذر وحنكة، ولكنها تمسك به لأنه لم يصدق أن هذه المصيدة سوف تقيِّده هو وتشهر علانية افتراسه. الموت يسبق القيامة ولا عبور إلاَّ بالموت. هذا هو فصح مصر في عام 2011 والذين فاتهم قطار الاحتفال بالفصح لأنهم خدام السلطان، سوف يمر قطار الحرية والتقدم أمام أبوابهم ولن يركبوا القطار؛ لأنهم لا زالوا في قصور العصر الوسيط نائمون على وسائد السلطان الكهنوتي المزيَّف، والذي يكشف عورة الجهل التي ستروها بثياب ملونة وصلبان مزركشة .. والالتفاف حول الصليب والمصلوب، هو قصةٌ تعاد في كل عصر. ولم يكن عبثاً أن قال يسوع: “ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر (الزمان)” (متى 28: 19) فهو معنا يرى قصته في ميدان التحرير، وفي قلب كنائسنا، تعاد من آن لآخر لكي تتم القيامة لأن “الجلوس في الظلمة” أشرق عليهم نور الحياة. * مَن ذاق قوة القيامة لا يخاف من الشهادة، ولكن لا نذوق هذه القوة إلاَّ عندما نشهد. * مَن يؤمن بالقيامة يعرف قوة المحبة ولا يُستعبد للبغضة؛ لأن القيامة كما قال النزينزي: “المسيح قام لنقبل بعضنا البعض” فقد سقطت العداوة تحت قدمي الحي، سمرت رجليه، فداس عليها، وثقبت يديه، ولكنه مد يديه بالسلام. * مَن ينشد المسيح قام لا يعرف المداهنة ولا يقبل النفاق؛ لأن الحق حي وهو شخص السيد، سيد الحق ومعلم الحق الذي نتبعه. * مَن يسير في موكب نصرته (كولوسي 2 : 16) يحب جسده؛ لأنه مثل الروح أو النفس دُعي لحياة خالدة في ملكوت “الحي إلى أبد الآبدين”. * لقد سار المسيح في شوارعنا عندما انطلقت صرخات الحرية وعندما سقط الشهداء، فأعاد الشباب كتابة صفحات من إنجيل يسوع ذلك الذي نقرأه ليس على ورق بل في لحم ودم .. فلم يكن إنجيل يسوع في أي يوم كتاباً يُقرأ، بل في حياة متجسدة تضاف إليها سطور وفصول، أُضيفت في الإسكندرية، أنصنا، أنطاكية، القسطنطينية، روما، ميلان والبراري في فلسطين ومصر، وعلى قلوب الفلاحين في إسنا وعلى حِجر الأم دولاجي، وبفارس الشهادة مار جرجس وغيره من فرسان يسوع مينا، بقطر، ارمانيوس، والسطور باقية تنتظر من يملأها بحياة المتجسد بعد أن أضاف إليها مينا المتوحد ومتى المسكين، وصموئيل الأسقف والشهيد، وباقي الخورس .. تلوح سمات وجوههم في آفاق الحياة الآتية. قيامة سعيدة لمصر ولكنيسة مصر أم الشهداء د. جورج حبيب بباوي |
||||
28 - 02 - 2015, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 7442 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ﺇﻧﻨﻲ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ " + ﺇﻧﻨﻲ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺮ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻲ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ! ﻟﻘﺪ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﺃﺧﻮﺗﻲ ﻗﺎﺋﻠًﺎ: ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻄﺸﺎﻧًﺎ ﻓﻠﻴﺄﺕ ﻭﻳﺸﺮﺏ! ﻫﻮﺫﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻨﺨﺴﻨﻲ ﺑﺸﺪﻩ ﻭﻗﺪ ﺑﺢ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﺧﻪ ﺇﻟﻲ ﻗﺎﺋﻠًﺎ ﻳﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻄﺎﺵ ﺍﻣﻀﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺷﺒﻊ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﺎﺀ ﺣﻲ . + ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﺒﻊ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ؟ !.. ﻳﺸﺘﺎﻕ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻟﻜﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﻀﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ: ( ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﻌﻄﺶ ﺃﻳﻀًﺎ ) " ﻟﻮ 13:4 ." ﺇﺫًﺍ ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﺠﻮﻉ ﻭﻧﻌﻄﺶ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﻟﻜﻲ ﻣﺎ ﻧﺸﺒﻊ ﻣﻨﻪ ... ﻟﻴﺖ ﺇﻧﺴﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻳﺠﻮﻉ ﻭﻳﻌﻄﺶ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ﻟﻪ. ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ (ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ) " ﻳﻮ 41:6 ." ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ. ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﺸﺘﺎﻕ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻛﺎﻟﻈﻤﺄﻯ : ( ﻷﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ) " ﻣﺰ 9:36 ." + ﺍﻵﻥ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺜﻘﻴﻠﻲ ﺍﻷﺣﻤﺎﻝ ﺿﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻲ ﺭﺑﻚ ! ﺍﺳﺘﺮﺡ ﻭﺃﺗﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ !.. ﺍﺳﺘﻨﺸﻖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺘﺨﻠﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺠﺒﻠﺘﻚ ! ﺍﺗﻜﺊ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣﺎﺋﺪﺗﻚ ﻭﻣﻨﻪ ﺗﺘﻐﺬﻱ ! + ﻃﻬﺮ ﻣﻴﺮﺍﺛﻚ ﺃﻱ ﻓﺮﺍﺷﻚ! ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺷﻚ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ! + ﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﺘﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻲ ﻓﻴﻚ! ﺃﻧﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ! " (الشيخ الروحاني) |
||||
28 - 02 - 2015, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 7443 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللغة الجديدة في إعلان الإنجيل
تعرف على لغتك الجديدة
+ لغة العهد القديم كانت حرف الناموس الذي أُعطى للإنسانية الساقطة ليكون مرآة النفس، لأنه زيد بسبب التعديات، والناموس قانون لا يتغير وحروفه ثابتة، وأوامره كلها عن النواهي المقدمة للعبيد تحت سلطان الخطية والموت، ولغته لغة القضاء الذي يُظهر عورة النفس ويكشف عن عُريها الداخلي ويُظهر فيها حكم الموت، لكي تدرك أنها تحتاج أن تموت وتتغير عن شكلها لتصير خليقة أخرى لا يسود عليها موت. ++ أما لغة العهد الجديد هو روح الحق الذي يعتق ويفك من ناموس الخطية والموت بصليب شمس البرّ الذي يبدد ظلمات النفس ويدخلها في عهد الحرية، حرية مجد أولاد الله، فالعهد الجديد شريعة الحياة في المسيح يسوع، تمتد فيها العطية وتتوسع جداً مع الزمن حسب قوة الشركة. +++ وإنجيل المسيح لا يُعرف في ناموس الحرف، بل في العطية، لأنه لا يُقدم الحق في كلمات، ولا يُعلن بشارة الحياة الجديدة بالحرف، بل بهبة الحياة في التبني، والتبني لم يكن فلسفة فكر ولا حرفية كلمات، بل موت الرب وقيامته وانسكاب روح التبني، والتي هي تعتبر اسماء كلمات مكتوبة بالحرف، تتوسع في عملها حسب نمو كل واحد في الشركة. ++++ فيا من تفتش عن حرفية العهد الإلهي وكلمات إنجيل المسيح الحي من الأموات، هل تفتش بروح الشريعة العتيقة ولغة الحرف القائم في حكم الموت، أم تفتش بروح العطية بغرض الشركة والحياة لتحيا نفسك إلى الأبد وتنمو وفق النعمة المستترة في البنوة بروح الحياة في المسيح يسوع !!! |
||||
28 - 02 - 2015, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 7444 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السرّ في عدم نمو المحبة الإلهية في القلب
+ لا تظن أن الله يحبك على قدر معرفتك، وكل من يتصور أن الله يتعامل معنا على قدر معرفتنا وجمع معلوماتنا ولو حتى كانت صحيحة، لن تنمو محبته، لأن معرفته صارت حاجز يمنعه من رؤية إعلان النور في وجه يسوع، لأننا لا ندرك المحبة في المعرفة العقلية، بل في يسوع المسيح وحده وعلى قدر تقربنا منه شخص حي وحضور مُحيي، وحياتنا معه في شركة مقدسة في الحق على مستوى الرؤيا والسمع والتلامس من جهة كلمة الحياة الخارجة من فمه.
|
||||
28 - 02 - 2015, 06:19 PM | رقم المشاركة : ( 7445 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخطية والإنقاذ الإلهي
عندما تشعر بالضياع وكأنك تائه في صحراء واسعة لا نهاية لها، وحين تظن أن الأمل مسدود وكأن خيط الرجاء انقطع من سيرة حياتك، وإذا كنت تشعر بأن هموم الكون ومصاعبه ارتمت على منكبيك فأصبحت كثقل الثلوج على القمم الشاهقة التي لا تهاب شيئا. وإذا كان الفراغ العميق يعم كيانك ويسلبك الراحة، ويأخذ منك شبابك المهدور تحت أقدام هذه الحيرة الكبيرة التي تعم مستقبلك. تذكر أن الله ينظر من بعيد كعيني النسر الذي يراقب أولاده التائهين هكذا ينظر إلى داخلك ويريد أن يلفت انتباهك برسالة سماوية "قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. ارجع إليّ لأني فديتك" (أشعياء 22:44). هكذا الخطية تحطم القلب وهكذا الخطية تجعل منك إنسان من دون كيان ومن دون حضور، فالخطية هدفها اذلالك وإبعادك عن الخالق الذي أحبك "لأنها طرحت كثيرين جرحى وكلّ قتلاها أقوياء. طرق الهاوية بيتها هابطة إلى خدور الموت" (أمثال 26:7). لا تغرق نفسك بالخطية التي تخدم ابليس فهي تلاحق الجميع يوميا وتريد أن تنزل بك إلى شقوق المغاير وصخور الجبال وإلى اعماق وديان التمرد والعصيان، فتجعلك شخصا تائها من نفسه ومن الجميع ومن الله أيضا، تذكر أنك على صورة المسيح الأخلاقية والأدبية فلا تستمر بكسر هذه الصورة يوميا بل قف واعلم أن فوق العالي عالي وأن الله هو اقوى من الكل ولا تشتهي ما عند الظالم "لا تحسد الظالم ولا تختر شيئا من طرقه. لأن الملتوي رجس عند الرب. أما سره فعند المستقيمين" (أمثال 31:3). ربما ستقول لي ماذا تريدني أن أفعل وأنا في حالة توهان وهروب ولا أعرف طريق الرجوع، جوابي لك أن الإبن الضال ترك أبيه وتاه في عالم الخطية وعالم الشر والفساد ومن ثم وقف وفكر مليا وعلم أن أبيه ينتظره وسيقبله كما هو رغم أنه قد تركه من دون خجل. فرجع نادما وتائبا إلى الشخص الذي أحبه حبا شديدا "وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الإبن يا أبي اخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا" (لوقا 19:15)، أما الأب فطلب من الجميع أن يستقبلوا الإبن بحرارة وقال "لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد" (لوقا 24:15). عزيزي القارىء: الخطية ترهق والخطية تدمر ولكن الله دائما مستعد أن يستقبلك من جديد إن رجعت من ضياعك وتيهانك إلى الذي مات وأسلم نفسه من أجلك. فهل تقبل هدية السماء وترجع إليه؟ |
||||
28 - 02 - 2015, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 7446 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الألم، برهان المحبة
كلنا كبشر نرفض الألم ونهرب منه، ونعمل كل ما بوسعنا لكي نتجنبه قدر الامكان. فالألم أقوى عدو في نظر البشر جمعاء... ويعمل الناس جادّين ليلا ونهارا، ليكسبوا أكبر قسط من المال، والهدف هو اكتساب حياة من الرفاهية، بعيدة كل البعد عن الألم وأنواعه من ضيق وبلية وصعوبات ونوائب... لكن الواقع يشهد ان الالم رغم قساوته وصرامته وعدم ترحيب البشر له، الا انه زائر ثقيل نراه في كل زاوية وفي كل بيت، يدخل من دون استئذان.. فالكبار والصغار على السواء يلاقيهم الالم في البيت والعمل، وفي الشارع وعلى السرير. فحين يضجع الناس ويريدون ان يرتاحوا من تعب وكد النهار، اذا بالألم والوجع ينتظرانهم على سرير النوم في منتصف الليل.. والتاريخ يثبت انه ليس للناس وسيلة او حيلة للتخلّص من الالم، بل يتألمون جسمانيا من الامراض والعلل، ونفسيا ممَن حولهم حتى من اعز الناس لديهم، وفكريا من مآسي الحياة وظُلمها.. فمع ان كل الجهود تنصب في تفادي الالم، الا ان الناس فشلت دائما بالتخلّص منه، بل تراه ملازما للجميع منذ الولادة حتى الوفاة، اي من المهد الى اللحد... فالولادة مؤلمة والوفاة مؤلمة اكثر، وبينهما لكل انسان حصة من الآلام والضيق، ولا بد لكل واحد ان يجرع كأس الالم... لكن الانجيل المقدس، كلمة الله العلي، يفاجئنا اذ يجيب ببساطة ووضوح، ويعطينا حلا شافيا للغز الألم الذي حيّر الجميع... فالتاريخ له الف دليل ومثال على عظماء ولدهم وصاغهم الألم، فكل الشعراء والادباء والفلاسفة والزعماء قد ولدهم الألم والطفولة القاسية... والانجيل هو الكتاب الوحيد الذي يتحدث عن الالم باسهاب، ويعتبره بركة عظيمة ونعمة رائعة، بل هو القطار الى النجاح والى الفهم والحكمة... والمعاناة المحرِقة هي اقوى طريقة ليقول الله القدير ما يريد ان يقوله للبشر. فيبقى الناس شاردين ومشتتي الافكار ومسدودي الآذان، اذا بالالم يطرق بابهم، فيفتحون آذانهم وعيونهم وقلوبهم، مسرعين الى الانصات والاصغاء الى كل كلمة، يريد الخالق ان يوصلها الى اعماق البشر.. فالالام هي اقوى برهان ودليل وبيّنة على محبة الخالق للبشر، وعلى اهتمام القدير بمصير كل انسان... فالله خلق الانسان على صورته ومثاله، اي ان الانسان هو المخلوق الوحيد الذي منحه الخالق نعمة الارادة الحرة ونعمة الاختيار الحر، فقد منح الله الأنسان ان يختار ما بين الخير والشر، وما بين الله والشيطان، وما بين الهلاك والخلاص، وما بين الحياة والموت... والمؤسف ان الانسان بسبب طبيعته الفاسدة المشحونة بالخطية، دائما يختار الخطية والهلاك، ويرفض الله والبركة.. فمن ناحية الله، رأى لذته ان يصنع الانسان حر الارادة، لا يُلزِمه على اختيار الخالق وحب القدير وعبادة صانعه... لكن الانسان اثبت على مر العصور، انه عاجز عن اختيار الحياة، بل دائما يختار الشر والضلال، ويكنّ العِداء لخالقه، واصراره يقوده للدمار والهلاك... فكيف يجمع الخالق بين منح ارادة حرة لمخلوقه واحترام رأيه المستقل، وبين انقاذه وخلاصه وعدم هلاكه؟... وكيف يُظهِر الخالق حبه العميق للانسان، وفي ذات الوقت لا يكون عن اجبار او اكراه او الزام.؟.. الجواب الوحيد والبسيط لهذا المعضلة الانسانية وهذا اللغز الوجودي هو فقط الفكرة الالهية العجيبة بايجاد موضوع الألم والمعاناة والضيق.. والله في حكمته كما يقول الانجيل "الآخذ الحكماء بمكرهم"، اي ان المعاناة البشرية والالم الانساني هما دائما نتيجة لاختيار الانسان الطريق لنفسه... فمع ان القدير من محبته اوجد الألم كالطريقة الوحيدة لدمج ارادة الانسان الحرة وخلاصه الابدي وخيره الروحي، لكن الله الحكيم وجد طريقة حكيمة، ليكون دائما الانسان وحده هو السبب والمسبب لكل ألم يعتريه وكل معاناة تصيبه. فالله بار في كل الامور، وهو ليس المسبب للالم في اي حال من الاحوال.. ربما يعترض الانسان بسبب فكره الضيق، فيحتج انه غير مقتنع بهذه الامور البديهية. فالانسان بشكل عام يرفض تقبل الفكرة ان في الألم خير، وفي الضيق بركة، وفي المعاناة ابداع وعظمة.. وايضا يرفض الانسان الفكرة ان الانسان نفسه هو المسبب لكل ألم يلم به. فكثيرا ما نقول ان الله هو الذي ارسل الالم للبشر، لكن الحقيقة ان الانسان دائما هو الذي باختياره الحر، يقود نفسه الى معاناته ومعاناة اولاده واحفاده، والله دائما براء من ذلك.. ومن فوائد الالم انه يشد الانسان الى الله، فبينما يركض البشر جادين الى العمل وجمع الثروة، اذا بالألم او المرض يصادفانهم، فيستلقون على سريرهم اياما، ساكنين وصامتين في تفكير عميق وعيونهم الى اعلى.. فالوقت الوحيد الذي يجبر الانسان على النظر الى اعلى، هو وقت المرض... وبينما يرفض دائما الاصغاء الى ما يقوله خالقه الذي يتكلم معه مرات كثيرة، يأتيه الالم، فيجد الانسان ذاته مستغرقا في التفكير العميق في خالقه وفي مصيره الابدي... واذا حاول الهرب، يقابله شبح الموت، فيرتعب ويرتعد ويبكي ويصرخ، ولا يجد مهربا من مواجهة مصيره الابدي بجدية وتؤادة... وليس لدى الله المحب طريقة اخرى، لجذب الانسان الى خالقه، وليس ما يقرّب الانسان من خالقه الا الالم. وحتى الانسان المؤمن الذي يركض من مكان الى آخر، ويبقى قلبيا وروحيا بعيدا عن الرب الهه، الى ان يغزوه الالم ويسبيه الوجع، فيقترب الى الهه اكثر واكثر.. وكثيرا ما نرفض الانكسار امام الله والخضوع لمشيئته، فتغزونا الهموم الثقيلة، لكننا نبقى صامدين، فتزداد الضيقات ضراوة، حتى نسقط على ركبنا، فاذا نحن في مناجاة عميقة وحقيقية وصراخ قلبي الى الخالق، الامر الذي لم نشهده من قبل في حياتنا.... ويؤكد الانجيل ان الالم يحررنا من ذواتنا، فينطلق الانسان الجديد الذي اوجده الله فينا، ويتجدد، اما العتيق فيبلى اكثر واكثر. والكنز السماوي فينا يلمع اكثر عند الالم، والكبرياء تذوب كالثلج عند الضيق، والتزييف يزول من حياتنا بسبب الالم، فتتساقط ثياب التمثيل وتتهاوى البسة الرياء، فقط عند المعاناة، فيحرقها نار لهيب الاتون، فنرتعب، اذا بالهنا القدير والمحب يسير معنا حتى في الاتون.. وبينما نظن ان الالم نهايتنا، والضيق هلاكنا والمعاناة تبعدنا عن الهنا، نكتشف العكس تماما، فنرى الالم يقرّبنا الى الله، والضيق يكون بداية حياتنا مع القدير، والمعاناة نبع للاعلانات الالهية العميقة والثمينة.... فما يحطّمنا، يكون سبب ارتفاعنا، وما يسحقنا يكون سبب ارتفاع قيمتنا وغلاوتنا، ولا يلصقنا بالقدير، الا الالم الذي نهرب منه ونخور امامه... يخطئ مَن يظن ان المعرفة الكتابية لوحدها تزيدنا اقترابا من الله، وتزيدنا ايمانا وتقوى، بل الالم اذا رافق المعرفة، هو الذي يفعل ذلك... فالمعرفة من دون الم، تسبّب الكبرياء والرياء، وكلاهما يبنيان هوة سحيقة بين الانسان وخالقه، حتى ولو كان الانسان واعظا مشهورا وعلما من اعلام المعرفة والفلسفة... اردت ان اقول في هذه المقالة، ان الالم هو اكبر علامة على محبة الخالق للبشر، والضيق اقوى برهان على اهتمام القدير بالانسان، والمعاناة اقوى دليل هلى حب الله لمخلوقاته. حتى ان يسوع نفسه صار مخلّصا لنا وفاديا وشفيعا ووسيطا وكاهنا، فقط عن طريق الالم الذي عصره على الصليب، وعن طريق المعاناة التي سحقته امام الجميع، وجعلته، بعدما اجتاز معصرة الالم ، طعاما وفرحا ابديين للبشر، فشبّه نفسه بحبة الحنطة التي تسحَق وتطحَن وتصير خبزا وطعاما للآخرين، وايضا كالعنب الذي يعصَر، فيصير فرحا وبهجة للناس. وقد وضع الله هذا الطريق الواحد للجميع، لكل مَن يريد ان يكون سبب بركة وفرح وتشجيع للآخرين.. فلا شيء يؤهلك الى ذلك، الا الالم والضيق، فجمْع المعرفة ولمّ المعلومات من الكتب لوحدها، لا يؤهلانك لتكون سبب خلاص وبركة وتعزية للآخرين. بل الطريق الالهي واحد وهو الصليب، اي ان يسحقك الالم كسحق حبة القمح، فتصير طعاما، وكسحق العنب تحت احجار المعصرة، فتصبح سبب فرح لمَن حولك، وكسحق الزيتون فتصير زيتا، شفاءا للآخرين. ولا يمكن ان تكون قطعة ماس غالية الثمن، الا باجتياز الالم الشديد. ولم يسر الفتيان الثلاثة مع القدير، الا في الاتون. فالله قادر على اخراج حلاوة من الجافي، اي من الامور القاسية التي تسحقنا يوميا، ومن الآكل اكلا، اي من الامور التي تريد ابتلاعك وسحقك والقضاء عليك، هي ذاتها تكون سبب طعام وشبع واكتفاء عميق لك ولكل الذين من حولك.... |
||||
28 - 02 - 2015, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 7447 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبوا أعدائكم
هذا ما قاله المسيح لتلاميذه من حوالي ألفي عام وهو يقوله اليوم لكل من آمن بالمسيح وبتعاليمه "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (متى 43:5). هذه التعاليم السامية والعميقة والمحيرة للعقل البشري، هي مطروحة اليوم بقوة للجميع فالذي يحب الله يحب الجميع وحتى الأعداء أيضا، فالله محبة ومنه ينبع كل شيء بمحبة وصلاح. هذا الطرح هو مشروع تحدي لكل فرد بينه وبين نفسه ونحو الآخر أيضا، ربما تجده أمرا صعبا أو مستحيلا وتظن نفسك أنك تحارب السراب والغير معقول أن تحب عدوك الذي أبغضك و أراد الشر لك في يوم من الأيام، ولكن عندما نترك الله يتصرف ويعمل ليحرك القلوب بالإتجاه الصحيح، فعندها نحيا بسلام من الداخل والخارج "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانا للغضب. لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الربّ. فإن جاع عدوك فأطعمه. وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه. لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " (رومية 19:12). وإذا ظننت في نفسك أنك ستحب الذي يحبك فقط و تتواصل وتلتقي بالذين يستمعون إليك والذين تنسجم معهم على كل الصعد، هذا سيجعلك تدور في دائرة ضيقة جدا وحلقة ضعيفة لن تؤثر في الآخرين، ولن تستطيع تقديم رسالة الله إلى الذين لا يشاركونك الرأي في أمور كثيرة، فالمسيح جاء من أجل الجميع ويريد الخير للكل، ليس فقط لك وللذين تحبهم أنت، فإذا كنت تريد أن تطيع وصايا الله فما عليك سوى أن توجه نظرك إلى الذين لا يحبونك أيضا، فهكذا تظهر المسيحية الحقيقية من خلالك "لأنه إن إحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك. وإن سلمتم على اخوتكم فقط فأي فضل تصنعون. أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل " (متى 5: 46). عزيزي القارىء: إن محبة الأعداء هي ركن اساسي من أركان المسيحية وهذا ما يميزها عن الآخرين، فالغفران والمحبة والتواضع هي من سمات المؤمن الحقيقي الذي يود أن يحيا للمسيح بجدية، فإذا كنت بعيدا عن محبة الله وعن محبة الأخرين، تعال أولا إلى المسيح وارفع قلبك له وعندها ستنقلب نظرتك للحياة ولله وللآخرين أيضا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). |
||||
28 - 02 - 2015, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 7448 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أرفع عيني إلى الجبال
لا يمكننا الهروب من واقعنا ولا يمكننا التوهان من حقيقة ما نحن عليه، ولا يمكننا الكذب على أنفسنا وعلى الآخرين بأننا نستطيع أن نحيا من دون نسمة الحماية ومن دون لمسات الله الدافئة. نحن غبار يتلاشى في لحظات ولأننا ضعفاء ليس لنا القوّة بأن نغيّر واقعنا، ننظر إلى الجبال وإلى ما فوق الجبال حيث يأتي العون من عدة قنوات. قناة النعمة: "الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله" رومية 2:1. حينما ندرك مدى قدرة نعمة الله في حياتنا عندها نعلم أن النعمة تخترق المستحيل وأن النعمة تبدّل الأمور من الخطية إلى البر ومن النجاسة إلى القداسة، ومن التمرد إلى الرجوع، من خلف هذه الجبال تأتي النعمة ممزوجة مع روعة محبة الله لكي تجعلنا أبناء بعد أن كنا نغول، قناة النعمة الأتية من خلف الغمام تنقلنا من الموت إلى الحياة ومن الظلمة إلى النور، فلنرفع أعيننا إلى الجبال وننتظر هذه النعمة. قناة القّوة: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني" فيليبي 13:4. الإنسان بحاجة أن يقف أمام نفسه ويعترف بأنه مفلس روحيا وبأن قدراته من دون حضور قوة الله هي مهدورة ولا نفع لها، لهذا نرفع قلوبنا إلى تلك الجبال الإلهية متلمسين ومتمسكين بحبال قوّة الله في حياتنا، حيث تجعلنا نتخطى الألم والصعوبات فنجابه كل العثرات. هذه القوّة الغير اعتيادية هي قوة الروح القدس المعزي الذي وعدنا به يسوع أن يرسله لنا، فما علينا سوى ان نستقبل ملء هذا الروح فيتبدل كل شيء. قناة التسليم: "لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي" 2 كورنثوس 1:5. لا تستسلم أيها الإنسان للجبهة التي تحارب الله، بل ارفع راية الإستسلام للمسيح الذي يريد لك الأفضل في أمورك الزمنية والروحية، لا تحزن إذ خسرت مالك أو خسرت بيتك، فالله يعد لنا جميعا نحن المؤمنين به مكان أفضل وأروع، الإستسلام لله هو المفتاح للإنطلاق في الحياة الروحية، فارفع رأسك إلى جبال الله فتجد عونا في حينه. عزيزي القارىء: النعمة تغيّر والقوّة تحضّر والتسليم يدفع بك لحياة الإنتصار، فلا تتأخر ولا تتوانى عن الرجوع إلى الله وعن النظر إلى تلك الجبال الروحية حيث تنهمر بركات الله الرائعة من كل حدب وصوب. |
||||
01 - 03 - 2015, 02:11 PM | رقم المشاركة : ( 7449 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو المراد بقداسة الله ؟ إذا كان الموصوف بالقداسة ، مكاناً أو زماناً ، أو أداة أو شيئاً آخر من المواد ، كالزيت واللحم والمذبح ، كان المراد بها إفراز ذلك الموصوف لخدمة الله ، وتخصيصه بتلك الخدمة . وكذلك إذا وصف بها الخلائق العاقلة ، كالكهنة والأنبياء وشعب الله ، دلت على الإفراز والتخصيص ، ودلت أيضاً بالضرورة على الكمال الأدبي فيهم ، لكونهم عاقلين . وإذا وصف بها الباري تعالى ، كان المراد بها الدلالة على طهارته الأدبية الروحية ، وخلوه التام من كل دنس . وقد تطلق على مجده تعالى ، كما هو ظاهر في جميع صفاته ( أنظر مزمور 22 : 3 و 98 : 1 و أشعياء 6 : 3 و رؤيا 4 : 8 ). وبناء على ذلك نقول أن المراد بقداسة الله ، جميع صفاته الكاملة ، وطهارته ، وخلوه من كل دنس . فجاء في الكتاب المقدس " ليس قدوس مثل الرب " ( 1 صموئيل 2 : 3 ) أي ليس أحد طاهر بالتمام ، وغير محدود في كماله الأدبي إلا الله . وكثيراً ما سمي في الكتاب المقدس بقدوس ووصف بالقداسة ، ومن ذلك قوله " علوا الرب إلهنا ، واسجدوا في جبل قدسه ، لأن الرب إلهنا قدوس " ( مزمور 99 : 9 ) و " من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك ، لأنك وحدك قدوس " ( رؤيا 15 : 4 ) وقداسة الله اللا محدودة هي الصفى التي يبنى عليها إكرامه تعالى في الكتاب المقدس بنوع يفوق ما يبنى على قدرته وعلمه ، حتى أن كلمة قدوس تستعمل أحياناً بمعنى صاحب الكرامة . والملائكة الذين يصرخون نهاراً وليلاً قائلين " قدوس ، قدوس ، قدوس ، رب الجنود " يعبرون بذلك عن مشاعر كل خلائق الله العاقلين ، غير الساقطين ، وينظرون إلى كمال طهارته . وهو تعالى " نار آكلة " لأنه قدوس ، ولذلك لما تأمل النبي في قداسته ، قال " ويل لي أني هلكت ، لأني إنسان نجس الشفتين ، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين ، لأن عيني قد رأتا رب الجنود " ( أشعياء 6 : 5 ) |
||||
01 - 03 - 2015, 02:14 PM | رقم المشاركة : ( 7450 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الأقوال الثلاثة في أصل اعتقاد وجود الله ، وما هو الصحيح منها ؟ لكل البشر ، شيئاً من المعرفة عن الله . أي أن لهم معرفة ، وإدراك بوجود كائن سرمدي ، منجذبون إليه ، ومسئولون أماه . وفي أصل تلك المعرفة توجد ثلاثة أقوال أنها غريزية - أنها نتيجة معرفة عقلية- أنها ناشئة عن إعلان خارجي متصل إلى كل الأجيال بالتقليد المتوارث- وأصح هذه الأقوال ، هو القول الأول ما هي المعرفة الغريزية وما هو عكسها ؟ المعرفة الغريزية هي صفة طبيعة ، مغروسة في المخلوق العاقل ، وعكسها هو المعرفة الاختبارية ، وهي ما بنيت على الاختبار والاكتساب . وهي ما تحتاج في حصولها إلى كسب أو فكر . أما المعرفة الغريزية فلا ريب فيها ، أي أن العقل يميز طبعاً بعض الحقائق بدون الافتقار إلى بينات لآثباتها أو إلى شهادة إنسان لتصديقها ، وتسمى تلك الحقائق " أوليات ، وبديهيات " . وليس المعنى أن الطفل يقدر أن يميز الحقائق عند ولادته ، بل أنه ذو استعداد لذلك في بنيته الطبيعية ، أي أن المعرفة تصدر من النفس ولا تأتيها من الخارج ما هي الأدلة على عمومية معرفة وجود الله ؟ الأول هو شهادة الكتاب المقدس ، ومن ذلك ما جاء في رسالة رومية 1 : 9 - 32 ، وما جاء أيضاً في كلام الرسول عن الشريعة المكتوبة على قلب كل إنسان ( أنظر رومية 2 : 12 - 16 ) . نعم قد ورد في الكتاب المقدس أحياناً كلام في الوثنيين ، كأنهم لا يعرفون الله ، وكأنهم بدون الله ، غير أن المعنى في ذلك كما يتبين من القرائن هو ليس عندهم معرفة صحيحة بالله ، أو أنهم ليسوا من شعبه الخاص الثاني شهادة التاريخ ، وهي تدل على أن الإنسان ديني الخلق ، كما هو حيوان ناطق . أي أنه ذو أميال طبيعية دينية حتى أنه لم يوجد شعب ما في عصر ما بدون ديانة ما ، ولا وجدت لغة في العالم خالية من اسم الله أو من هو في مقام الله . وبما أن اللغة تعبر عن أفكار الإنسان وإحساساته ، يكون ذلك دليلاً على أن شعور الإنسان بوجوده تعالى عام |
||||