20 - 02 - 2015, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 7411 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عمل الروح القدس في القلب
|
||||
20 - 02 - 2015, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 7412 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العذراء في التسبحة
تسابيح الكنيسة ترافق رحلة الكنيسة الجامعة في غربتها على الأرض … هذه الرحلة تواجه مشاكل الهرطقات، والصراع الروحي الذي تدخله الكنيسة مع قوات الظلمة ومع المعتقدات الخاطئة. وكلما اجتمعت الكنيسة للتسبيح، فهي تجمع قديسيها الذين على الأرض، وقديسيها الذين في السماء. وكل عقائدها وشكرها وتمجيدها إنما ينصب في تسابيح الكنيسة، بل وتعكسه كنور صافٍ متلألئ بالفرح والانتصار وبالاعتقاد القويم أيضاً. وهذا ما نراه بكل وضوح في صلوات التسبحة، وفي القطع الخاصة بالعذراء والتي يقف أمامها الإنسان، ليس كقطعة تاريخية ميتة، بل كنبضة حياة قويمة آتية من أعماق التاريخ محمَّلة بثمرة الإيمان الناضجة، وتفوح منها رائحة الحياة الجديد في المسيح. ولذلك، فإننا نقترب من هيكل الكنيسة الجامعة الذي وقف فيه آباء وشعراء ونساك، قادهم الإيمان الأرثوذكسي إلى هذه الصياغات الجميلة التي تحتاج إلى ترجمة عربية جيدة، وإلى إيقاع موسيقي معاصر بجانب الإيقاع الموسيقي الذي وصلنا من التراث. نحن هنا أمام قطعة نادرة تبدأ بسقوط آدم حيث تشرح قطع يوم الاثنين المعصية ونتائجها وتتدرج حتى مجيء المسيح وموته وقيامته التي تصل إلى الذروة في قطع يوم القيامة أي يوم الأحد حيث تحتفل الكنيسة بالإفخارستيا ويقف الكل أمام المذبح لتناول الجسد المحيي والدم الكريم، ونصبح فعلاً كلُ واحدٍ منا “الخشب الذي لا يسوس”، أي البشرية عديمة الفساد. هناك ثلاثةُ عناصر لا يجب أن نفصلها عن بعضها: المسيح، وأمه والدة الإله، والنفس التي قَبِلت الإيمان بالتجسد. هذه العناصر الثلاثة يجمعها التسبيح الواحد الذي يقدِّم لنا سر حضور المسيح متجسداً، وما فعله في العذراء وما أفاضه عليها من نعم وعطايا لتكون نموذجاً لما سوف تناله الكنيسة وما يناله كل مؤمن. إذن نحن نسبح الله ونمجده وأمامنا نموذج حي فريد لعطاياه الإلهية وهي العذراء القديسة مريم. وكل تسبيح يقدم للعذراء إنما يقدم من أجل التجسد، فهو عمل الله الفائق الذي فيه وبه أحيا الله الجنس البشري. إذن، تكريم العذراء يقع في دائرة الخلاص؛ لأنها الشاهد البشري الحقيقي على حقيقة وصحة تجسد ابن الله. فهي كما يسميها القديس كيرلس عمود الدين الوسيلة الإنسانية التي بها دخل ابن الله حياة البشر. هذه الدراسة تأخذ أهم الموضوعات التي وردت في التسبحة السنوية الخاصة بالعذراء. ولم نكتب في موضوع Theotokos لأن غيرنا قد كتب فيه، وصار موضوعاً معروفاً. وقد اخترنا بعض قطع التسبحة السنوية، وبعض قطع تسبحة كيهك والتزمنا بدراسة النصوص القبطية فقط، أمَّا ما جاء باللغة العربية، فهو موضوع آخر قد يجد فيه غيرنا ما هو مفيد. إلهنا الذي جاء إلينا متجسداً من العذراء القديسة مريم يضع في قلوبنا بذرة التسبيح والصلاة لكي ننال بركة ونعمة وشركة مع جماعة القديسين. |
||||
20 - 02 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 7413 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا مُسِحَ الربُ يسوع بالروح القُدس في نهر الأردن؟
عظة للأب صفرونيوس 1- لنمجد الذي لأجلنا تواضَعَ وصار في هيئة إنسان. الأزليُ الحي القادر على كل الأشياء وضابط الكل. الكلمةُ الذي وَهَبَ النطقَ لكل إنسان، والابنُ الوحيد خالق كل الكائنات بقوته لمسرة الآب وفرح الروح القدس. 2- الآبُ الأزلي أرسل ابنه إلى العالم في شكل تواضعنا؛ لكي يرفع تراب الأرض إلى عرش اللاهوت. أخذ الناسوت من والدة الإله. صار بالتجسِّد كواحد منا. وسكن بالناسوت فينا، أي في طبعنا. 3- اليوم نراه عند مياه الأردن. خالقُ المياه نزل إليها. اعتمد من الصابغ؛ لكي يقدِّس المياه لميلاد الخليقة الجديدة. كان يصلي لكي يأتي الروح القدس الذي تغرَّب عنه آدم الأول (لوقا 3: 21)، وتغرَّب عن آدم بسبب ظلام فكره. اليوم يدعوه الرب يسوع باسم البشرية. تعالوا أيها الأخوة لنسمع السر الجديد الفائق: الواحد مع الروح القدس، ومع الآب يقبل مسحة الروح لأجلنا. بميلاده صالحنا الوحيد مع السمائيين. واليوم يُصالح الروح القدس مع إنساننا الجديد، الذي يتكون من أجل الميراث السماوي. 4- قبلَ تجسُّده كنَّا غرباءَ عن السماء، الموطن الأبدي. وبعد تجسُّده، وفي معموديته شَقَّ السماء ليأتي الروح القدس؛ لكي يسكن فينا. 5- لنمجد الثالوث الواحد: الآب الذي أرسل ابنه نعمةً وخلاصاً للعالم. والابن الذي اعتمد لأجلنا لكي يمَسح إنساننا الجديد. والروح الذي قبلناه في الابن إلى الأبد. المجد للثالوث الواحد غير المنقسم إلهنا القوي الأزلي. عظة الأب صفرونيوسمقدمة: 1- أيها الأحباء إنَّ عيد الظهور الإلهي هو أحد أركان الخلاص؛ لأننا اليوم نسمع البشارة بالحياة. لقد جاء الابنُ إلينا، أي جاء لكي يتجسَّد، وبتجسُّده صار كواحد منَّا ومعنا، حاملاً ومتَّحداً بالطبيعة الإنسانية التي أخذها من والدة الإله القديسة مريم. 2- قبل تجسُّده كان انفصال البشرية عن الله هو علة الموت. كُنَّا غرباء عن الحياة الإلهية، وكانت غربتنا أبدية، لكن صلاح الآب جعله يرسل ابنه إلينا. التجسُّد أساس الشركة في الحياة الإلهية:كان في العالم، والعالم كوّن به (يوحنا 1: 10)، ولكنه جاء إلى الطبيعة الآدمية لكي يغلق هوةَ الانفصال إلى الأبد. 3- عندما تجسَّد ابن الله صارت إنسانيتنا فيه، وكائنة إلى الأبد في أقنومه الإلهي. صارت معه واحداً بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. 4- حَفِظَ الناسوتُ متحداً بلاهوته؛ لكي يحفظ لنا سر الثبات فيه، ويؤسس إنسانيتنا على أساس جديد هو أساس الاتحاد. 5- اليومُ نسمع بشارة الحياة، فلنسرع إلى الأردن، إلى قوة التبني التي أخذناها في سر الحميم الجديد؛ لكي ننال مع الابن قوة نداء الآب، حيث يقول لكل واحد منَّا: “أنت ابني الحبيب”؛ لأنَّ ابني الوحيد قد جاء بالخراف الضالة إلى حظيرة الشركة. معمودية الرب في الأردن:6- لنقف عند قُدس الأقداس الحقيقي والأبدي، أي ربنا يسوع المسيح. ولنسمع في صمتٍ هذا السر الفائق. الآن تدخل إنسانيتنا بواسطة “الوسيط” إلى شركة أخرى مع الثالوث. لقد نالت إنسانيتنا شركة الإتحاد بالابن الوحيد، ولكنها الآن تُمسح فيه بالروح القدس؛ لكي تنال شركة أخرى، وماذا أدعوها؟ هي شركة في الروح؛ لكي يمسح الروح القدس من الداخل ومن الخارج جوهر إنسانيتنا: من الداخل للتبني، ومن الخارج للقيامة وعدم الفساد. من الداخل؛ لكي يكون لنا شركة مع الابن والآب، ولكي يرفع شفاعة القوة والمجد بالأنين الذي لا يُنطق به (رو 8: 35). ومن الخارج؛ لكي ننال ذات النور الإلهي الذي لناسوت الرب. 7- اليوم ننال شركةً في يسوع لكي نُصبح “مسيحيِّين”، أي ممسوحين بالروح القدس. ننال مسحة يسوع لكي نكون شركاء في الاسم، وشركاء في جوهر إنسانيةٍ جديدةٍ، وفي شكلٍ جديدٍ هو مجدُ التبني. لماذا مُسح الرب يسوع في الأردُن؟8- نحن لا نعثر في هرطقات الشيطان، ولا نسمع تعاليم المخالفين. لقد مُسح الرب يسوع لأجلنا. وصار هو قدس الأقداس الحقيقي الذي فيه يُعلن الآب مسرته. لقد مُسح الرب يسوع لأجلنا. هو لا يحتاج الروح القدس؛ لأنه كإله وأقنوم مع الروح القدس في جوهر واحد، ولكنه لا يؤسس شركة الحياة دون أنْ يعلنها شركةً جديدةً. وهكذا، عند مياه الأردن أعلن قبوله للروح القدس؛ لكي ندرك أننا فيه نقبل الروح القدس. 9- وعندما مُسح بالروح القدس، نقل الابنُ إنسانيته المتَّحدة بلاهوته إلى شركةٍ مُعلَنةٍ في الروح القدس، وبذلك تمَّت ثلاثة إعلانات إلهية كاملة: * أعلن لنا أنَّ عطية الروح القدس للتبني ستكون فيه وباسمه ولأجله كوسيط ورأس الإنسانية الجديدة. * أعلن لنا العلاقة الحميمة الأبدية بين البشر والروح القدس. لقد حلَّ الروح على الابن المتجسَّد؛ لكي لا يفارق الإنسانية المؤمنة بيسوع كرب. ولذلك، يشهد الروح القدس لأرواحنا أننا أبناء الله، ويصرخ في قلوبنا ذات صراخ الابن الوحيد المتجسِّد والمندهش من محبة الآب: “أبَّا أيها الآب” (غلا 4: 4). * أعلن سر المعمودية المقدسة التي بها صرنا أبناء الله، والتي تُعطى باسمه كوسيط؛ لكي ندخل شركة الثالوث في يسوع المسيح. 10- مُسح الرب في الأردن بالروح القدس لكي يُدخل الروح خدمة الخلاص، أي خلاص الإنسانية. ولذلك لم يؤجِّل الرب مسحته، بل جعلها تسبق تقدمة الصليب وقربان محبته؛ لكي يشترك الروح القدس في المناداة بالبشارة في المعجزات، وفي طرد الأرواح النجسة، وفي إعلان أنَّ “يسوع هو ربٌ لمجد الله الآب” (فيلبي 2: 11). عيد الظهور الإلهي تجديدٌ لنعمة المعمودية:11- أيها الأحباء إننا اليوم نقترب من تقديس المياه لا لكي ننال مياه مقدسة تطهِّر كل من يحتاج للتطهير، بل لكي نفهم أيضاً قوة الإعلان الإلهي العظيم. اليوم ينقل الروح قوة التقديس إلى عناصر الكون؛ لأنه عندما قدَّس الابنُ المياهَ، قدَّس كل العناصر التي تنال حياةً من المياه، ونقل قوة اتحاده بالناسوت إلى هذه العناصر؛ لكي تعود من جديد إلى شركة مع الآب في انتظار انعتاق الخليقة من الفساد. لقد جمعَ الربُ في ناسوته كل عناصر الكون الجديد الذي سنحيا فيه، وحرر كل هذه العناصر من عبودية الفساد، وأعلن مجدها بقيامته. ولذلك، عندما نزل إلى المياه واعتمد من يوحنا الصابغ وبعد خروجه من المياه، حلَّ عليه الروح القدس معلناً بذلك أنَّ الخليقة الجديدة قد بدأت تدخل عصر الروح القدس وتؤهَّل للانعتاق في يوم الدينونة. لنسمع هذه البشارة المجيدة، ونفرح بالحياة الجديدة، ونبارك الرب الذي عَتَقَ أجسادنا من الفساد، وأباد الموت وأغلق فم الهاوية. استعلان الكون الجديد:12- بالمعمودية المقدسة ندخل السماويات في انتظار يوم الدينونة الذي فيه نرى كل الهبات كاملة: هبة القيامة وهبة الملكوت الأبدي. هذه الهبات تُستعلن الآن في أسرار الكنيسة المقدسة؛ لأننا نأكل “خبز الله” (يوحنا 6: 33)، ونشرب كأس الملكوت، كأس الرب، دمه الكريم، وكأس عهد محبته الذي لا ينتهي، ونمُسح بمسحة الملوك … وبالصلاة والتمجيد نشترك مع القديسين في ملكوت ربنا يسوع المسيح حتى ننال الملء. هكذا يُستعلَن الكونُ الجديد كبذرةٍ صغيرةٍ في صلـواتنـا وفي أسرار الكنيسة إلى أنْ نراها كاملةً في يوم مجد ربنا يسوع المسيح |
||||
20 - 02 - 2015, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 7414 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوم الصلبوت، يوم المحبة المصلوبة
اتحادُكَ بالجسد ثبَّتَ تجسُّدك إلى الأبد. على الصليب سمَّرتَ محبتك. قبل أنْ تتجسَّد كانت المحبةُ كلمةً. كانت أفعالها محدودةً بالموتِ، لكن أخذْتَ الذي لنا؛ لكي لا تبقى المحبةُ سجينةٌ. علَّقت بيديك جَسَدَكَ؛ لكي بالمسامير تهزم الموتَ. صارت المحبةُ قادرةً على أن تتخطى حاجزَ الموتِ. صار الصليبُ، العبورَ (الفصح) الأبديَ. عَبَرتَ الموتَ؛ لكي تمُد يديكَ لنا. أيها الإله المتأنِّسُ، في موتكَ أنتَ إنسانٌ، وفي موتكَ أنت إلهٌ حيٌ تجوز الموتَ؛ لكي تدفن معكَ في القبرِ نهايةَ الموتِ. ومِن القبرِ تعلنُ فجرَ الخلقةِ الجديدةِ. لقد مات آدم الثاني موتُ الخلاصِ يوم الصلبوت، انبعث جديداً من القبر الجديد الذي لم يُدفن فيه أحد. يوم الصلبوت شيَّد الناسوتُ، هيكلاً خالداً حياً باللاهوت. شمسُه غابت، وأشرق يومٌ جديدٌ، لا تغيب فيه أنوارُ الحياةِ. يوم الصلبوت صَلَبَ محبة الجسدِ. تغلغل الصليبُ في الأحشاء والقلب. صار سفينةَ الفكرِ الحي الجديدِ. القيامةُ غرسها الصليبُ. القيامةُ فتحت بابَ الحياةِ للمارقين. أدانت الدينونةَ، وأحيَّت المائتين. حتى سجناءُ الهاوية صاروا أحراراً. نزل الحُرُّ ابن الله، فصارت ظلمتها نهاراً. يوم الصلبوت، عَلَمُ المغفرةِ، يرفرف على الأفئدةِ. الفاهمون الجودَ يطلبون ذلك العَلَم. تحت لواء المصلوب، ومعه موكب هزيمة الأحقاد، لا كلامَ ولا حديث، فالصليبُ صمتُ المحبةِ. شعاعها يُبدِّدُ كل محتويات أي خطاب. مَن عَبَرَ من باب الموت وعاد إلينا حياً، يحمل في طياتِ حياته براهين الخلود؟ |
||||
20 - 02 - 2015, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 7415 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا أنا مسيحي أرثوذكسي؟
لماذا وأنا رجل إنجليزي، أنتمي إلي الكنيسة الأرثوذكسية؟ لقد ابتدأ كل شيء بعد ظهر يوم سبت عندما كنت طالب مدرسة، فبدون فكرة واضحة عن مكان ذهابي، دخلت ما كان عندئذ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في لندن في شارع باكنجهام بالاس بقرب محطة فكتوريا – كاوتش، والتي هُدمت قبل نحو ثلاثين عاماً، الداخل كان مظلماً. كان أول شيء لفت انتباهي المساحة الواسعة من الأرض المصقولة تبعثرت عليها بعض الكراسي وقد خلت من المقاعد. كانت الكنيسة تبدو خالية، بعدها أدركت أنه في مكان بعيد عن الأنظار، هناك جوقة صغيرة ترتل، استطعت تمييز قليل من المصلين، معظمهم متقدمون سناً، يقفون بجانب الجدران قريباً من الأيقونات العديدة. هذا الانطباع الأول بالفراغ، وتقريباً الغياب، حل محلة فجأة إحساس بالامتلاء. لم أشعر بغياب بل بحضور، حضور مخفي لمصلين عددهم لا يحصى. عندها أدركت أن جماعة المصلين الصغيرة هذه هي جزء من فعالية أكبر بكثير من نفسها – فعالية أكبر بكثير من نفسها – فعالية لم تبدأ مع بداية الخدمة، ولن تنتهي مع نهايتها. لم أستطع أن أتتبع ولو كلمة واحدة من الخدمة لأنها كانت كلها باللغة السلافية للكنيسة، لكني عرفت، وسأستعمل عبارة من القداس السابق تقديسه، أن: “الآن القوات السماوية تخدم معنا بحال غير منظور”. سمـاءٌ علـى الأرض: بعدها بأعوام قرأت في مجلة الكرونيكل الروسية قصة تحول الأمير فلاديمير، وصادفت القطعة التي بها يصف المبعوثون الروس الخدمة الإلهية التي حضروها في القسطنطينية: “لم نكن نعلم ما إذا كنا في السماء أم على الأرض”. قالوا “لا نستطيع أن نصفها لكم، لكننا فقط متأكدون من أن الله يقيم هناك بين الناس، كوننا لا نستطيع نسيان ذلك الجمال”. كما ولا أستطيع نسيان الصدفة في ذلك الإقرار عندما قرأت تلك الكلمات، فهكذا كانت خبرتي الشخصية تماماً. إن خدمة صلاة الغروب التي شاركت بها في كنيسة القديس فيلبس بشارع باكنجهام بالاس ربما تكون قد افتقدت البهاء الخارجي لبيزنطية القرن العاشر، ولكني ومثل المبعوثين الروس، أنا أيضاً شعرت بالإحساس “سماءٌ على الأرض”، بالجمال غير المنظور لمملكة الله، وبالحضور المباشر لتجمع القديسين. ستة أعوام أخرى مرت قبل أن أقبل فعلاً داخل الكنيسة الأرثوذكسية، وكان ذلك في الكاتدرائية اليونانية في بيزوتر. درست في جامعة أكسفورد وأخذت بعين الاعتبار احتمال الرسامة في الكنيسة الإنجيلية، بالرغم من أني حقيقةً لم ألتحق بكلية لاهوتية. من الناحية الأرثوذكسية، لم يكن هناك ضغط تبشيري من أي نوع، فمع معظم من تحدثت، وفي الوقت الذي ذكروا فيه كنيستهم بعاطفة واضحة، عملوا كل ما باستطاعتهم ليثبطوا عزيمتي عن الانضمام لها. لقد تحدثوا بصراحة عن العيوب الإنسانية ومواطن الضعف في العالم الأرثوذكسي الحالي، عن الحواجز اللغوية والحضارية، عن القومية، عن التجزؤ المحزن للأرثوذكس في الشتات إلي “سلطات” متنوعة. و أكدوا لي أنها لن تكون بكاملها “سماءٌ على الأرض”. ومع ذلك، وفي قرارة نفسي، كنت أدرك كل الوقت أني قد رُصدت للأرثوذكسية. و كما يحدث لنا أحياناً قبل معرفتنا لتفاصيل شيء بوقت طويل، كنت قد اقتنعت أن “هذا الشيء هو لي”. كان كلما درست أكثر عن الأرثوذكسية، كلما راودني شعور أكثر بالألفة. قلت لنفسي، إن هذا ما عرفته وآمنت به في قلبي دائماً، لكني لم أسمعه قبلاً يصاغ بهذه الجودة. كان أصدقائي الأرثوذكسيين هم من اليونانيين أو من الروس، وفي الخمسينات، قلما سنحت لي فرصة حضور خدمة أرثوذكسية باللغة الإنجليزية، ما عدا أحياناً في اجتماعات عضوية القديس آلبين و القديس سيرجيوس. ومع ذلك، لم أجد الأرثوذكسية غريبة. شعرت أنها ليست دخيلة و”شرقية”، لكنها مجرد المسيحية ببساطة. تقليـدٌ حـي: إن ما وجدت عندئذ في الإيمان والحياة الأرثوذكسية يُلخَّص بأفضل طريقة بكلمتين :”تقليد”و “امتلاء”، لقد وجدت إحساساً بتقليد حي، وباستمرارية إبداعية لكنيسة الرسل و الشهداء و الآباء، كما وجدت الكمال بالإيمان في الثالوث وفي التجسد كما لم أجده في أي مكان آخر. لكن وفي نفس الوقت، كان جلياً لي أنه لاستيعاب هذا التقليد و لعيش هذا الامتلاء في العالم المعاصر، فإن الأرثوذكسية بحاجة ماسة إلي المعونة من المسيحيين الغربيين. إنني لن أتوقف عن الشعور بالامتنان نحو الطائفة الإنجليكانية التي بها ترعرعت، وبالامتنان نحو الصلوات التي انضممت إليها في وستمنستر – آبي، كوني طالب مدرسة على سبيل المثال، ونحو علاقاتي كطالب جامعة مع الفرنسيكان الإنجليكانيين، لكني كنت وما أزال مضطرباً بسبب الاختلافات المحيرة في وجهات النظر اللاهوتية داخل الكنيسة الإنجليزية. ودائماً سأعتبر قراري لأصبح أرثوذكسياً كتتويج وإنجاز لما هو أفضل في خبرتي الإنجليكانية: كتأكيد وليس كنفي. لكني لم أجد في الإنجليكانية الوحدة و الاستمرارية في التقليد اللتين كنت أتوق لهما. ماذا عن روما إذن؟ أما توفر الاستمرارية والوحدة؟ أني و قبل اختياري للأرثوذكسية، فكرت عميقاً ولزمن طويل في الروم الكاثوليك كخيار. لكن الإدعاءات البابوية التي عرفت في المجمع الفاتيكاني الأول، شكلت صخرة عثرة خطيرة لي في الخمسينات. وكما رأيتها، لم تكن هذه هي طريقة فهم طبيعة الكنيسة على الأرض، سواء للقديس باسيليوس و القديس يوحنا الذهبي الفم، أو حتى للقديس أوغسطين، لقد فضلت المثال الأرثوذكسي للسوبورنوست sobornost أو المشاورة، الذي به ينظر للبابا كأول بين متساوين وكأخ أكبر، ومما يسعد الأرثوذكسيين أنه ومنذ المجمع الفاتيكاني الثاني، هذه هي الطريقة التي يرى بها كثير من الكاثوليك الكرسي البطرسي، وبالرغم من استمرارية وجود قضايا رئيسية للإيضاح، فإن الأرثوذكس و الكاثوليك هم أكثر قرباً اليوم عما كانوا منذ القرن الحادي عشر. روحٌ وديعـــة: إن جانباً واحداً للاستمرارية الحية للتقليد الأرثوذكسي تركت وبالتحديد لديَّ انطباعاً، فعلى غرار الكنيسة الأولى قبل قسطنطين، فإن الكنيسة الأرثوذكسية اليوم وفي معظم الأماكن هي كنيسة مضطهدة ومعانية، كنيسة شهداء ومعترفين. مكسورة ومعانية في شكلها الخارجي، لا يوجد لدى الأرثوذكسية المعاصرة أي أساس للانتصار. لكن من أشهر ما يميزها روح وديعة و مخلية للنفس، أي نوع من الحب الرحيم والمفرغ للذات والذي يتم العثور عليه مرة بعد مرة في قصص الشهداء الحديثين. إن نفس الحب الرحيم يُرى في قديسين أرثوذكسيين معاصرين لم يعيشوا في ظل اضطهاد. فعلى سبيل المثال، وفي روسيا القرن التاسع عشر، القديس سيرافيم من ساروف و الأب يوحنا من كرونشتاد، أو القديس نيكتاريوس من بنتابوليس في يونان القرن العشرين. هذا هو واحد من أكثر جوانب الأرثوذكسية جاذبية. إن هناك شيء إضافي يربطني بالأرثوذكسية، وهو أسلوب الصلاة الذي يعرف بالهيزاخية hesychasm ، من اليونانية hesychia، وتعنى “الهدوء” أو السكون القلبي الداخلي. لقد تعرفت على هذا خلال إقامتي في جزيرة بطمس وفي جبل آثوس، ومن خلال قراءة المجموعة الضخمة من النصوص الروحية التي تدعى الفيلوكاليا.”أسكنوا و اعلموا أني أنا هو الله”(مزمور 46: 10) . هذا الهدوء أو hesychia يفهم، ليس فقط سلبياً كتوقف بين الكلمات، أو انقطاع مؤقت للحديث، بل إيجابياً كوضع تيقظ، انفتاح، سماع لله وخدمة للروح القدس. إن الأرثوذكس و الكويكرز، ومهما كان الاختلاف في تقديرهم لخدمة القداس الإلهي، يتفقون في محبتهم للصمت. “حين تصلي”، يقول الكاتب الفنلندي الأرثوذكسي تيتو كولياندر: “عليك أنت أن تكون صامتاً”. و بكلمات النص الغربي القروسطي، كتاب المساكين في الروح، “إن الحقيقة الإلهية لا تتكون بالكلام بل بالصمت، بالبقاء داخل المعاناة الطويلة للقلب”. إنه، وليس من غير سبب، قد سمى القديس أغناطيوس الإنطاكي الرب “الكلمة التي خرجت من صمت”. إن هذا الصمت التأملي يوجد في قلب القداس الإلهي الأرثوذكسي، كبُعد داخل الكلمات والموسيقى والرمزية، وهذا هو نفس الصمت المستمع الإيجابي الذي تعززه صلاة يسوع. لكثير من المسيحيين الغربيين، تبدو الأرثوذكسية ككنيسة محافظة متصلبة، تنظر دائماً إلي الماضي، لم يكن هذا هو انطباعي الشخصي عندما عرفت الكنيسة الأرثوذكسية أول مرة، وهو بالتأكيد ليس انطباعي اليوم وقد مضى ست وعشرون عاماً على كوني أرثوذكسياً. فجماعة القديسين الحاضرة في القداس الإلهي، التقليد الحي بكل كماله و استمراريته، الصمت المبدع للهيزاخية – هذه هي الأشياء الثلاثة التي تشدني بأقوى إخلاص للكنيسة الأرثوذكسية. وبالتأكيد، إن إدراك تلك الأشياء الثلاثة هو المطلوب في الغرب اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأملى أنه وخلال السنوات القادمة ستشهد الأرثوذكسية في بريطانيا لها بوضوح و فعالية أكبر، ليس بتنافس مع الطوائف المسيحية الأخرى، بل بتعاون متزايد معها. |
||||
20 - 02 - 2015, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 7416 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيامة المسيح وفعلها في الكون:
ما هي قوة المسيح القيامية وكيف بثها في الكون؟ أولاً: ما هي قوة المسيح القيامية؟ 1- بالصليب دخل المسيح في مجال “الموت”. و”الموت”، في الكتاب المقدس، إنما يشير إلى كل ما يسيء إلى الإنسان، إلى كل ما ينتقص من حياته، إلى كل ما يحبط توقه إلى ملء تحقيق ذاته. من هنا أن الألم، نفسيًا كان أو جسديًا، إنما هو ضرب من “الموت”. وكذلك التعرض للظلم والقهر والذل والاستعباد؛ ومعاناة الخيبة والعزلة والفشل؛ وانطواء الإنسان على ممتلكاته وأطماعه وملذاته والانهماك بها والاكتفاء بها، مما يقطعه عن الله وعن الآخرين (ذلك هو “موت” الخطيئة)؛ وأخيرًا تلك النهاية المحتومة لحياته الأرضية، التي هي انحلال كيانه الجسدي الراهن وتواريه عن الدنيا. “الموت”، بهذا المعنى، هو إذًا مجمل مأساة الإنسانية. وهي مأساة، بالضبط لأن الإنسان يشعر في قرارة نفسه أنه مدعو إلى حياة لا حد لها وانطلاق لا حصر له، فإذا بالحدود والعوائق التي ينصبها الوجود أمامه، وبتلك التي ينصبها هو أمام نفسه، تصدمه وتدميه كما لا تصدم أو تدمي أيا من الكائنات الحية الأخرى، بالضبط على مقدار طموحه إلى الحياة الكاملة اللامحدودة. 2- لقد شاركنا المسيح في كافة نواحي “الموت” هذه ما عدا “موت” الخطيئة الذي لم يدع له مجالاً للتسرب إلى كيانه. فقد عانى من الخيبة والعزلة والفشل: تخلى عنه تلاميذه عند إلقاء القبض عليه وتركوه وحده حتى قبل ذلك، عندما كان يعاني النـزاع النفسي في بستان الجسمانية، وفشل في إقناع الشعب اليهودي وقادته، بأنه يحمل إليهم ملكوت الله ورُذِلَ من رؤساء شعبه، لا بل من الشعب نفسه الذي انقلب عليه وطالب بصلبه، وذاق المهانة والشتم والتعذيب بالسياط وبإكليل الشوك وعُلّق على الصليب ليموت عليه ببطء من النـزف والاختناق. وقبل أن يلفظ أنفاسه على آلة إعدام العبيد وعامة الناس تلك، اختبر، وهو الذي لم يعرف الخطيئة ولم يبتعد البتة عن الله، مرارة الاغتراب عنه وجحيم العزلة، فصاح: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني…”. 3- إنما ذاك الذي دخل في مجال “الموت” هذا ليشارك البشر فيه حبًا، لم يكن كسائر البشر. لقد كان ابن الله المتجسِّد، أي ذلك الوجه الإنساني الذي شاء الله أن يتخذه عندما أراد أن يشاركنا حياتنا وبؤسنا ليمنحنا حياته وخلاصه. ولكن ابن الله هذا كان بآن إنسانًا حقيقيًا بكل ما في الكلمة من معنى، حتى يتسنى له بالفعل أن يلاقي الإنسان ويخلِّصه. وكان عليه بالتالي أن يفسح المجال، بإرادته الإنسانية الحرّة، للإلوهة الكائنة فيه أن تجتاح إنسانيته كلها فتملأها بالحياة اللامحدودة الظافرة التي تمنحها تلك الإلوهة. إن هاجس يسوع كان أن يفتح إنسانيته تماماً أمام الإلوهة الكامنة فيها منذ الأزل، والمتصلة بإلوهة الآب اتصال النور بالشمس والفكر بالعقل. وقد تمّ له ذلك في أثناء حياته، التي كانت تقبُّلاً لا تحفّظ فيه لحضور الله وإسلامًا كليًا له، مترجَمًا بتقبّلٍ لا حدود له للبشر وانعطاف بالغ على بؤسهم وشقائهم. هذا الإسلام لله، الذي كان عنوان حياة يسوع كلها، بلغ ذروته في تقبله للصليب نتيجةً لإخلاصه الكامل لله ومشاركته التامة للبشر في معاناتهم (“ليس حبّ أعظم من هذا أن يضع الإنسان نفسه عن أحبائه”). من هنا أن الصليب كان تلك اللحظة التي بلغ فيها انفتاح إنسانية يسوع لله ذروته، بالضبط في الوقت الذي عانت فيه تلك الإنسانية أقصى مرارة الاغتراب إخلاصاً لله ومشاركةً للإنسان (هذان الوجهان للصليب تعبّر عنهما كلمتا المصلوب: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني” و “أبتِ، في يديك أستودع روحي”). بهذا الانفتاح الكامل، اجتاحت الإلوهة إنسانية يسوع، فكانت ساعة الصلب إنما هي ساعة المجد (“يا أبتِ، قد أتت الساعة، مجّد ابنك ليمجدك ابنك أيضا”). لم تكن القيامة سوى إعلان لهذا المجد، أي لهذا الحضور الإلهي المكثّف الذي غمر إنسانية يسوع عندما قبلت هذه الإنسانية أن تنكسر حبًا بالصليب. هكذا تجلى أقصى القوة في أقصى الضعف. تلك هي قوة المسيح القيامية. ثانياً: كيف بثَّها المسيح في الكون؟طبعا، هذه القوة القيامية لم يحصل عليها المسيح ليحتفظ بها لنفسه. إنما قد حصل عليها بإسمنا ولأجلنا. من هنا إنها انبثّت منه في الإنسانية كلّها، لا بل في الكون كلّه. فكيف تمّ ذلك؟ 1- المسيح، من حيث لاهوته، هو “كلمة الله”، أي فكر الله الذي به صنع كل شيء. نقرأ في سفر التكوين: “قال الله: ليكن نور، فكان نور” (تكوين 1: 3). هذه الكلمة الخلاقة (التي سميت أيضا “حكمة الله”) اتضح شيئًا فشيئًا في الوحي الإلهي أن لها وجودًا مميزًا (هذا ما يمكن متابعته بالنسبة لمفهوم “الحكمة” في كتب العهد القديم). وفي العهد الجديد اتضح أنها أقنوم (شخص) له وجوده المتميز في وحدة الجوهر الإلهي: “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وإلهًا كان الكلمة” (يوحنا 1: 1). واتضح أنه، بهذا الأقنوم (الذي هو “الكلمة” أو “الابن”) خُلقت الموجودات كلها: “به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كوّن” (يوحنا 1: 3). كل ما هو موجود في الكون يستمدّ إذا في كل لحظة من “كلمة الله” وجوده وكيانه ومعنى هذا الوجود وتوجيهه وغايته. وكما أن الكون موجود بالكلمة، فبالكلمة المتجسد يتجدد. 2- ولكن كيف يحصل هذا التجدُّد؟ بالقيامة، كما قلنا، اجتاحت الإلوهة إنسانية يسوع المنفتحة إليها بالصليب انفتاحًا كاملاً. عند ذاك تحررت إنسانية يسوع من محدوديتها، بما فيها محدوديتها الزمنية والمكانية، فأصبح لها الامتداد اللانهائي الذي كان ولا يزال لكلمة الله. أي أن المسيح لم يعد محصورًا في يسوع التاريخي الذي وُجد في حقبة زمنية محددة وفي بقعة محددة من بقاع الأرض. إنما أصبح حضوره المحيي يشمل الكون قاطبةً مهما تعددت أمكنته، والتاريخ كله بما فيه ماضيه وحاضره ومستقبله. لقد أصبح بالتالي “مسيحا كونيا” وامتدت إنسانيته لتشمل بحضورها الأمكنة كلها والأزمنة كلها، حاملة إليها طاقة القيامة التي انفجرت فيها. من هنا أن الإنسانية قاطبة، في انتشارها عبر الزمان والمكان، أصبحت مرشّحة لتكون “جسد المسيح”، أي امتدادًا لإنسانيته الممجَّدة، وأصبح كل إنسان، في كل زمان ومكان، مرشّحًا ليكون، إذا شاء، عضوًا في هذا الجسد الكونيّ ومستمدًا منه طاقة الحياة والانبعاث كما يستمد الغصنُ النسغَ المحيي من الكرمة التي هو متصل بها. لا بل، بما أن الإنسان متصل بكيانه بالكون، إذ يتكون جسده من عناصر الكون، وإذ أنه، حسب نظرية التطور، تتويج لمسيرة الكون الطويلة نحو الأرقى والأفضل، قلت بما أن الإنسان متصلٌ بكيانه بالكون، فقد أصبح الكون كله، بمعنى أعمّ، مرشحًا ليكون جسد المسيح، وانبثت بالتالي في الكون كله طاقة القيامة التي اجتاحت إنسانية يسوع. ثالثاً: كيف تتجلى قوة القيامة المنبثة في الكون؟1- قوة القيامة هذه تتجلى بنوع خاص في الكنيسة، التي أرادها المسيح طليعة التجدد وخميرته في التاريخ البشري (من هنا مثل الخميرة التي خمّرت العجين كله). إن الكنيسة، من حيث أنها، بنوع أخصّ، “جسد المسيح”، فهي تتلقى منه بكثافة – إذا ما أسلمت ذاتها له – قوة القيامة وتشعّها في العالم الذي يفرض فيها أن تكون منارته وبؤرة الحياة الجديدة فيه. أن هذا يتمّ:
2- ولكن قوة المسيح القيامية تتجلى أيضًا خارج حدود الكنيسة المنظورة، ذلك أن الكنيسة المنظورة لا تحصر المسيح، وإن كانت – أو يجب أن تكون، بالأحرى- المكان المميز لحضوره. هذا ما تشير إليه مثلاً حادثة الرجل الذي كان يطرد الشياطين باسم يسوع دون أن يكون منتميًا إلى جماعة التلاميذ. فأراد هؤلاء أن يمنعوه، لكن يسوع عارضهم (راجع مرقس 9: 39-40). هذه القوة القيامية الفاعلة في المجال الإنساني الشامل تتجلى:
|
||||
20 - 02 - 2015, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 7417 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القانون الذي أخذته من القمص مينا المتوحد
الصلاة: صلي إبصالية اليوم صباحاً أو مساءً والأفضل أن يكون صباحاً حتى يصبح اسم الرب يسوع على لسانك. صلي باكر واختار المزامير حسب وقتك. وإذا لم يكن عندك وقت صلي الإنجيل والقطع والتحليل. صلاة يسوع: قبل أن تبدأ أي عمل صلي “ياربي يسوع المسيح ابن الله الحي ارحمني أنا الخاطئ” قل هذه العبارة بعد أن ترشم ذاتك بعلامة الصليب. قبل أن تقول أي شيء لأي إنسان قل في قلبك “ياربي يسوع المسيح ابن الله الحي ارحمني أنا الخاطئ”. قانون التلمذة:
القمص مينا المتوحد |
||||
21 - 02 - 2015, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 7418 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
احتياجنا الحقيقي في هذه الأيام !!!
ضجيج رياح عاتية ونار مشتعلة وصخب أصوات عالية، كل هذا لا يظهر فيه الله، بل بهدوء شديد في حب وسلام يُشرق نور يبدد الظلمة ويشع بهاء مفرح لكل من يراه، وفي هذا كله يخرج نشيد تمجيد مع شكر وتسبيح بأنغام هادئة تريح النفس...+ حينما نقبل الله ببساطة الإيمان الحي، ندخل بتلقائية في شركة معه بدون ضجة وكثرة الكلام والصراع على الألفاظ، لأن الكلام وتحديد الألفاظ كان سببها الهرطقات، لكن الأصل المسيحي هو انفتاح القلب على الله ببساطة والدخول في سرّ النعمة المُخلِّصة، والحياة في شركة القديسين في النور في وحدة لا تنفك مع الله يزداد عمقها واتساعها مع الأيام في نمو دائم على مستوى الداخل... وفي هذه الأيام نحتاج فعلاً أن نكف عن الضجيج وندخل في هدوء المحبة والذهن المستنير إلى العمل الإلهي ونخلع كل النعال التي ارتديناها في أرجلنا على كل لون، لكي نقف في الموضع المقدس بكل احترام وانحناء الرأس وترك الفكر الجدلي وصراع الألفاظ، لكي نتذوق برهان الروح والقوة لا فلسفة الفكر الإنساني المقنع، وهذه هي المسيحية التي تغلب كل فلسفات العالم لأنها تذوق عميق للحق بالفرح والمسرة لأن الله هو مركز النفس وحياتها الحقيقية فعلاً، وليس على مستوى الجدل والصراع مين صح ومين غلط، وانهي طايفة تتبع الإيمان الصحيح وأنهي الضالة... فما أعظم من شهدوا للمسيح الرب لا بالكلام والفكر بل ببذل النفس وترك كل شيء آخر من القلب حتى ولو كان فكر عميق وصحيح ودقة في الألفاظ (رغم أهميتها)، لكننا في هذه الأيام نحتاج - بشدة - شهادة حية لا كلام وجدل يوسع الفجوة بيننا وبين بعضنا البعض وبيننا وبين الله الحي الذي أتى ليعطينا أن نكون معه في حياة شركة مقدسة لكي نفرح ونتحد في جسده الحي والمُحيي.. ينبغي علينا (بل يتحتم بالضرورة جداً) في هذه الأيام أن نستيقظ وننتبه بشدة، ونطرح عنا كل جدل سخيف، أو عميق أو حتى ولو كان مهم، لأن الأيام التي نعيشها قليلة، فأن لم نلتفت إلى حال قلبنا فيها والآن، فأننا سنضيع وسط الضجيج الصاخب الذي سد الآذان على أنها تسمع الصوت الإلهي المُحيي للنفس، فليتنا يا إخوتي نطرح عنا الجدل والصراع القائم على الألفاظ، ونوجه قلبنا ليسوع القيامة والحياة الذي أتى إلينا بهدوء لكي ينقذنا من الموت والفساد حتى يرفعنا إلى العلو الحلو الفوقاني ليكون لنا شركة معه في النور.... اليوم يوم خلاص والساعة ساعة قبول الحياة، فلا تجعلوا الدعوة تفلت منكم، ولا الحياة تهرب من أمامكم، ولا الرب يغيب عن أعينكم حتى ولو كان بسبب الخدمة أو الجدل أو الفكر اللاهوتي أو حتى الأبحاث العميقة والحلوة، فلنجعل المسيح الرب هو حياتنا كلنا، لأن حينما نلتف حوله لن يكون هناك مشقة في أننا نكون واحد، لأن الوحدة ستكون تلقائية وبلا عناء... |
||||
21 - 02 - 2015, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 7419 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله محبة عندما نقرأ (خروج2: 23، 3: 1- 10) نجد حالة الشعب وهو في المذلة والعبودية القاسية، وهي صورة حقيقية لحالتنا تحت عبودية الخطية ومذلة الشيطان. وصعد صراخهم وأنينهم إلى الله. هل تذكر الوقت الذي كنت فيه كذلك؟ وتفكر في العبد الذي يريد أن يهرب من العبودية بأي شكل كان. هذه هي حالة الطبيعة البشرية لكل إنسان سواء عرف ذلك أم لا. ولاحظ أن مصدر خلاصهم لم يكن في أنفسهم. إن مصدر خلاصنا هو محبة الله، الله محبة. إنه نزل ليخلصهم وأرسل موسى ليخلصهم، "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". نعم فإن الله أرسل موسى- الله أرسل ابنه- الله محبة. لقد آمنوا بموسى "وخروا وسجدوا" (خر4: 31). وهذه هي العلامة الأولى للنفس التي أُحييت. هل آمنت بمحبة الله في إرسال ابنه؟ هذا يجعلك تخر وتسجد. والخطوة الثانية هي الرغبة الجادة للخروج والهروب من عبودية الشيطان والخطية. ألعلهم هربوا بمجرد إيمانهم بمحبة الله فقط؟ كلا وهل أنت تحررت لمجرد إيمانك بمحبة الله؟ كلا أيضاً. بل نقرأ أن حالتهم اختبارياً ازدادت سوءاً. هل هذا حدث معك؟ لقد حدث معي هكذا. وأصبح عليهم بعد ذلك أن يسيروا على مبدأ العمل الكثير- فكانوا يصنعون الطوب بدون التبن ولكنهم لم يستطيعوا فكانوا يضربون لعجزهم عن العمل. وأنت أيضاً ألم توضع تحت ناموس الله؟ لم يكن لديهم التبن وأنت أيضاً ليست لديك القوة. وقد وجدت أن كلمة الله حق "ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في الناموس ليعمل به" ولم تكن لديك القوة لتفعل ذلك. إن بولس يصف كل ذلك في (رومية7: 14- 24). وإسرائيل المسكين البائس أيضاً! قال موسى "وأنت لم تخلص شعبك" (خروج5: 22و 23). وأنت عندما آمنت بمحبة الله وحاولت أن تحفظ ناموس الله، هل بذلك وحده خلصت من الخطية؟ لماذا كان قولك "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني؟". والخطوة الثالثة التي نجدها في هذه الصورة هي وعد الله (اقرأ خروج 6: 1- 9). اقرأ هذه المواعيد، أيمكن لله أن يعطي مواعيد أعظم من هذه؟ كلا. أتستطيع مواعيد الله أن تخلّص؟ لم تستطع "ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية". وأنت أيضاً حاولت أن تمسك بهذه المواعيد. ألعلها خلصتك؟ كلا بل تقول لم أجد بها راحتي لماذا؟ لأنني خاطئ ومستعبد، وهذا يجعلني بائساً. ثم نأتي إلى النقطة الرابعة في هذه الصورة وهي لطف الله العجيب الذي أظهره في عنايته بإسرائيل أثناء ضرباته على مصر. فمن (إصحاح 7- 11) نجد العناية العطوفة جداً في إنقاذ شعبه ولكنهم كانوا جميعاً في عبودية قاسية. والآن ماذا نفعل؟ فنحن أيضاً آمنا بمحبة الله، واجتهدنا في حفظ ناموس الله، وحاولنا أن نُمسك بمواعيد الله، وأن نعتمد على عناية الله وتدبيره، ومع كل ذلك فلم نجد خلاصاً حقيقياً من الخطية. وقد أتينا إلى نهاية ما نصل إليه من ذكاء- ولا نعرف ماذا نفعل. شكراً لله إذ بلغنا نهاية أنفسنا ولا نقدر أن نفعل أكثر من ذلك. والآن الكل من الله، وسنرى ماذا فعل. ما الذي نجده في هذه الصورة؟ الخروف، وكل حاجة الإنسان تتسدد بالحمل. ويجب أن يوضع الخروف الآن، فيذبح الخروف ويُرش دمه ويؤكل لحمه. والله يرى الدم. يقول الله "لما أرى الدم أعبر عنكم". آه فما أقل إدراك الناس للفداء. إن الخطية في نظر الله استلزمت أن يرسل ابنه حمل الله. كان يجب أن يُقتل ودمه يسفك. وهذا ما رآه الله في الدم. إنه تقدير الله لهذا الدم الذي يمنع الدينونة. يجب أن يكون لنا الفداء بدمه. وليست لنا وسيلة أخرى للغفران والخلاص الأبدي. كثيرون وصلوا إلى هذه النقطة ولكنهم لم يتجاوزوا وهم غرباء تماماً عن كل تعليم شيلوه. نعم لم يتحرروا من مصر ولم يدركوا البحر الأحمر. ولحين ما عبر إسرائيل إلى مياه البحر الأحمر كانوا مضطربين جداً من فرعون وجنوده المصريين الذين كانوا يتبعونهم (خروج14). وهكذا كان الأمر معك إذا كنت فقط قد استُحضرت من بعيد في حمى الدم. وغالباً ما تكون مضطرباً جداً من جهة خطاياك الماضية خاصة الخطايا التي اقترفتها بعد إيمانك بمحبة الله. أفلا يستحضرها الشيطان أمامك مثل أجناد المصريين؟ والمسيحي لا يمكنه أن يرنم في قلبه حقاً ما لم يعرف أنه استحضر من حالته القديمة بالموت- الموت المكتوب عليه وعلى ماضيه كله- والمصريون جميعهم صاروا أمواتاً على الشاطئ. إنه شيء عجيب أن نحسب أنفسنا أمواتاً عن الخطية مع المسيح. ولكن قبل أن نصل على شيلوه علينا أن نعرف شيئين وهما "الخروج من" و "الدخول إلى". وقد تعلمنا أننا قد خرجنا واستُحضرنا إلى البحر الأحمر كما رأينا الصورة التي استحضرنا بها لعبور الأردن. وبين هاتين النقطتين تقع البرية بكل دروسها واختباراتها. ولكن لا نجد في البرية كلمة عن شيلوه. ولنضع هذا في ذهننا إنه لا يدخل إلى دروس شيلوه إلا أولئك الذين لم يُستحضروا فقط من الخليقة الجديدة إلى السموات والتي يُرمز لها بعبور الأردن. ونحتاج أكثر أن نتعلم دروس حفظ الله لنا في البرية بواسطة الذبائح في اللاويين. وكيف أن كل فشل يُواجه بذبيحة المسيح الواحدة، نعم وكيف أن كل مطاليب بر الله قد تسددت لأجل مجد الله. فذاك الذي أتى ليفعل إرادة الله أمكنه أن يقول "أنا مجدتك على الأرض". وإذا قرأنا بعناية (تثنية 12 ابتداء ص11: 31) نجد التغيير الواضح الذي يتخذ مجراه عندما يعبرون الأردن ويصبحون في امتلاك حقيقي للأرض وينعمون بالراحة في كل ما أعطاهم الله. إذ كان عليهم أن يحرموا كل ما يتعلق بالوثنية ثم يختار لهم الله المكان "بل المكان الذي يختاره الرب إلهكم من جميع أسباطكم ليضع فيه سكناه تطلبون وإلى هناك تأتون". وإلى هذا المكان يحضرون كل محرقاتهم، وإلى هناك يسجدون ويأكلون ويفرحون أمام الرب. وهذا كله يتكرر بشكل مهيب. ولم يكن عليهم أن يفعلوا هناك ما كانوا يفعلونه في البرية، "أي كل إنسان مهما صلح في عينيه لأنكم لم تدخلوا حتى الآن إلى المقر (الراحة) والنصيب اللذين يعطيكم الرب إلهكم. فمتى عبرتم الأردن وسكنتم الأرض التي يقسمها لكم الرب إلهكم وأراحكم من جميع أعدائكم الذين حواليكم وسكنتم آمنين. فالمكان الذي يختاره الرب إلهكم ليحل اسمه فيه.. الخ". ما معنى هذه الرموز جميعها؟ أيمكنك القول أن هذا ينطبق حقاً عليك- فبعد كل صراعاتك في عبودية مصر للخطية وإبليس فإن الله أحضرك خارجاً بدم الحمل؟ وبعد أن طرح فرعون فإنك ترى أن قوة الشيطان قد أبيدت. أيمكنك القول إنك قد مت مع المسيح؟ أتستطيع القول بأن الله يصون مجده ويمدنا بكل أعوازنا بذبيحة المسيح؟ هل بإمكانك أن تقول: من جهة ضميري فإن مسألة خطاياي قد سُوّي حسابها إلى الأبد وصار لي الفداء الكامل، وبذبيحة الواحدة قد تكمّلت إلى الأبد والتي لها دوام لا تتغير. وأكثر من ذلك- خذ الرسائل مثلاً- وأنظر إلى (أفسس 1) وإلى السماويات التي أعطانا إياها إلهنا وأبانا وستجد أن المؤمن قد عبر الأردن أي أنه أُحضر إلى الأرض التي أعطاها إياه الله في المسيح- في السماويات- خارجاً من مصر كما تقرأ في (كولوسي 1: 12- 14)، ولكن في السماويات في المسيح كما في أفسس. فمن جهة كان هناك حقيقة عبور الأردن أي الموت مع المسيح والقيامة معه (كو2و 3). وفي أفسس نرى جلوسنا في السماويات في المحبوب، في ذات الامتياز للمحبوب. أتستطيع أن تقول أن هذا يصدق كله عليّ؟ هل الله صالح جداً لك؟ وهل في نعمته المجانية أعطاك أن تتمتع بمحبته في المسيح؟ هل امتلكت نصيبك؟ وهل استرحت على محبة الله غير المحدودة والتي أُعلنت لنا؟ ولكن قبل أن تصل إلى هذه الحالة فإنك تشبه إسرائيل قبل عبورهم الأردن. وكما يحدث في الأمور التي تواجه الكنيسة أحياناً ويصبح التصرف فيها كما يحسب في عينيك أو في أعين الناس. وهكذا إذ تتطلع للأمام وترى أماكن كثيرة يبينها الناس ويضعون أسماءهم عليها عندئذ تختار لنفسك دون أن تعرف فكر الرب، وهكذا تفعل ما تظن أنه الأفضل والتي تسميها حرية الضمير. |
||||
21 - 02 - 2015, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 7420 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شيلوه (يشوع18: 1- 10) والآن استراحت الأرض من الحرب وصار إسرائيل في الأرض. ولقد عبروا الأردن وكانت النصرة من نصيبهم. وبالتأكيد فإن هذه تشير إلى قيامة المسيح من الأموات. إنه أُقيم من النهر، من الأموات، ولكن كل المؤمنين أقيموا معه، مثلما عبر كل إسرائيل الأردن وكأنهم يعبرون على اليابسة. وكما أُقمنا مع المسيح فإننا امتلكنا السماويات- كنعان الحقيقية. فالمسيح المقام هو شيلوه. في الكتاب نجد أن "شيلوه" لها معنيان. تأتي كاسم شخص في (تكوين 49: 10) "لا يزول قضيب من يهوذا ولا مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب". فمعنى كلمة شيلوه في تطبيقها على شخص "الذي له" أو "الذي له الحق والسلطان". وبالتأكيد فإن هذا ينطبق على المسيح الرب. فبعدما أكمل عمل الفداء أقامه الله من الأموات وأصبح هو الوحيد الذي له السلطان أن يجمع لنفسه. فسواء نظرنا إلى كنيسة الله أو إلى اجتماع إسرائيل والأمم في الملك الألفي، أو إذا تطلعنا إلى رؤيا 5 ورأينا الذي في وسط العرش فلن نجد غيره الذي اسمه شيلوه الذي له يكون اجتماع شعوب. فهو بمفرده شيلوه وهو وحده مستحق "مستحق هو الخروف". ليتنا لا ننسى كلماته "فإنه حيثما جُمع اثنان أو ثلاثة إلى اسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20) وهذا يأتي بنا إلى : إن الرب كشيلوه الحقيقي قد جمع أولاً لنفسه الكنيسة التي كوّنها بالروح القدس في يوم الخمسين (أعمال2) ولذلك نرى في يشوع 18 صورة رمزية ليوم الخمسين. إن معنى شيلوه كمكان هو السلام والسكون، فهو مكان الرب الخاص مكان السكن في سلام. ومتى كان هذا؟ عندما قام من الأموات. وما هي الكلمات الأولى التي نطق بها شيلوه المقام لتلاميذه المجتمعين معاً؟ "سلام لكم"، ثم أراهم يديه وجنبه. لقد أكمل العمل وصنع السلام بدمه- وهو سلام كامل وسلام أبدى- وله السلطان أن يتكلم بالسلام، هل سمعت صوته متحدثاً إليك؟ كان شيلوه هو المكان الذي سُرّ يهوه أن يضع اسمه فيه في البداية "واجتمع كل جماعة بني إسرائيل في شيلوه ونصبوا هناك خيمة الاجتماع" يا لها من صورة ليوم الخمسين. فذاك الشخص الحقيقي "الذي له السلطان" قد أتى وكل المؤمنين اجتمعوا حوله. لم يجتمعوا حول بطرس بل إلى الرب. كان بطرس كارزاً، أما المسيح وهو الرب الممجد فكان هو شيلوه الذي اجتمع الكل حوله. ولذلك في البداية كان كل شيء يُعمل في شيلوه أمام الرب. وكان هناك الكثيرون من بني إسرائيل الذين لم يمتلكوا نصيبهم، ولم يكن يشوع غير مبالٍ بهذا الأمر ولكنه قال: "حتى متى أنتم متراخون عن الدخول لامتلاك الأرض التي أعطاكم إياها الرب إلهكم". ثم ذهب المرسلين إلى الأرض لكي يتمتع الجميع بامتلاكهم للميراث. انطلقوا من شيلوه ثم عادوا إليها مرة أخرى، وأُعطيت لهم الأرض في شيلوه "وقال لهم يسوع ثانية سلام لكم كما أرسلني الآب هكذا أرسلكم أنا". ولذلك فإنه أرسلهم كمرسلين لكي يُبلّغوا بالسلام وغفران الخطايا. وكما أننا شربنا من هذا السلام الثمين في داخل أنفسنا وتمتعنا بالسلام الهادئ بيقين غفران الخطايا- نعم وصرنا مقبولين في المحبوب- فإننا نتوقع أن نُستخدم في استحضار الآخرين إلى الامتلاك والتمتع الحاضر بهذا الميراث الذي أعطانا إياه الله أبونا في المسيح، لكي نخرج من دائرة حضرته وسلامه كما خرج هو أيضاً من عند الآب. إنه شيء مبارك للغاية أن تدوم أكثر في هذا الأمر، فشيلوه باعتبارها صورة للكنيسة التي بناها المسيح كما نجد أن مستقبل شيلوه التاريخي يرسم لنا صورة حقيقية لتاريخ الكنيسة المحزن. فالأيام التي عاشها يشوع والذين عاصروه وطالت أيامهم بعده، فإن إسرائيل عبد الرب، وكلماته المؤثرة "فالآن اخشوا الرب واعبدوه بكمال وأمانة، وانزعوا الآلهة الذين عبدهم آباؤكم في عبر النهر وفي مصر، واعبدوا الرب... وأما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع24: 14و 15). يا لها من كلمة الآن! إن كل شيء من أشكال الوثنية التي وضعنا ثقتنا فيها سواء في مصر أو في البرية يجب أن تُنـزع. فإن كنا قد متنا مع المسيح وأُقمنا معه فما هي الحاجة لكل هذه الأشياء التي كنا نثق فيها؟ جميعها "أركان فقيرة" إذا تطلعنا إليها. |
||||