![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 74061 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ يُعلِنُ فيَقول: ((يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ، مَن لَستُ أهلاً لِأَن أَنَحنِيَ فأَفُكَ رِباطَ حِذائِه. 8 أَنا عَمَّدتُكم بِالماء، وأَمَّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس)). 9 وفي تلِكَ الأيَّام جاءَ يسوعُ مِنَ ناصِرَةِ الجَليل، واعتمد عن يَدِ يوحَنَّا في الأُردُنّ. 10 وبَينَما هو خارِجٌ مِنَ الماء رأَى السَّمَواتِ تَنشَقّ، والرُّوحَ يَنزِلُ علَيه كَأَنَّهُ حَمامةَ. 11 وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: ((أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت)). يصف مرقس الإنجيلي عماد الرب يسوع على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردنِّ. ويشكّل هذا العمد في كل الأناجيل نقطة الإنطلاق في حياة يسوع العلنيّة حيث يُعلن انه جاء خادما (مرقس1: 7-11)؛ وغاية خدمته هي خلاص الانسان من الخطيئة والموت مجتذبًا كل نفس من مملكة الظلمة إلى مملكة النور للعيش في بنوَّة لله. ويَلِيَ عيد عماد الرب عيدَ ميلادِ الرَّبِّ، وفي الزَّمنِ نفسِه ولو مع فارقِ السنين بيَن الحادِثتَيْن. ويعلق القديس مكسيمس أسقف طورينو "في عيدِ الميلادِ وُلِدَ يسوع للبشريّة، واليومَ وُلِدَ جديدًا بالأسرار. هناك وُلِدَ من بتول، واليومَ ولِدَ بحسبِ السِّرِّ. هناك ولِدَ إنسانًا فاحتضنته أُمُّه مريم. واليومَ وُلِدَ بحسبِ السِّرِّ فاحتضنه صوتُ اللهِ الآبِ الذي قال: "هَذَا هُوَ ظ±بنِي الحَبِيبُ الَّذِي عَنهُ رَضِيْتُ: فَلَهُ ظ±سمَعُوا". أُمُّه ظ±ستقبلَتْهُ في حضنِها عندَ ميلادِه، والآبُ يَشْهَدُ له الآنَ شهادةً بَنويّة. قدَّمَتْه أُمُّه للمجوسِ ليَسجدوا له، وقدَّمَه الآبُ للشعوبِ لِيَعبُدوه" (العظة 100، في عيد ظهور الرَّبّ). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74062 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اقتصر مرقس الإنجيلي على خلاصة مناداة يوحنا المعمدان، فكان كلامه على ذلك أقصر من كلام متى الإنجيلي (متى 3: 7-10) وأقصر من كلام لوقا الإنجيلي (لوقا 3: 7-15) ومضمون تلك الخلاصة امران: الأول: ان مقام يوحنا المعمدان دون مقام المسيح، أي انه لم يكن السيد بل العبد، وأن الفرق بينه وبين يسوع المسيح أعظم من الفرق بين السيد وأدنى عبيده. والثاني: ان خدمة يوحنا كانت استعدادا لخدمة المسيح ودونها، ويظهر ذلك خاصة بمقابلة المعمودية بينهما: يوحنا عمَّد أجساد الناس بالماء، وهو مادة بلا حياة وبلا قوة. وامَّا يسوع فعمَّد نفوس الناس بروح مُحيي غير محدود في القدرة. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74063 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() غيّر الله تاريخ البشرية بيسوع المسيح. وقد اعتمد يسوع لا طلبا منه للتوبة عن خطايا، ولا سعيا منه وراء مغفرة عن ذنوب، لان يسوع المسيح، ابن الله، وابن الانسان، هو برئ من كل خطيئة. وهو الذي يغفر للناس الخطايا والذنوب. إنما باعتماده في نهر الأردن قدَّم لنا متى البشير معمودية السيد المسيح بكونها تدشين أو تتويج للملك الحقيقي الذي يبدأ أعماله الملوكية مجتذبًا كل نفس من مملكة الظلمة إلى مملكة النور خلال التمتع بالبنوة لله (متى 3: 13-17). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74064 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مرقس البشير فإذ يقدم لنا السيد المسيح خادم للبشرية لينتشلنا بحبه إلى التمتع بخلاصه، وأعلن في بداية خدمته العلنية انه ابن الله الذي اتحد بالبشرية وتضامن معها الى حد انه قدَّم جسده ليفتديها. وقدَّم لنا مثالا لنتبعه برسم سر المعمودية الذي هو الشرط الوحيد للالتحاق بكنيسته، والمدخل الوحيد الى ملكوته كما جاء في تعليم يسوع لنيقوديمُس "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَدخُلَ مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِنَ الماءِ والرُّوح" (يوحنا 3: 5). خُلق الانسان ليعيش في الله، في "الروح". الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74065 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() منذ بداية الحياة العلنية، أعلن ألآب ان يسوع هو ابنه وحبيبه وموضوع مسرَّته: "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت. في العهد القديم سمعنا الصوت الإلهي خلال نبوءة أشعيا: " هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه مُخْتارِيَ الَّذي رَضِيَت عنه نَفْسي قد جَعَلتُ روحي علَيه فهو يُبْدي الحَقَّ لِلأُمَم" (أشعيا 42: 1). والآن جاء الصوت عينه من السماء تأكيدا أن يسوع هو كلمة الله، الابن الوحيد الذي صار خادماً لتحقيق رسالة الخلاص في مياه المعمودية. الشخص الوحيد الّذي يُلاحظ هذا الحدث هو يسوع نفسه: هو وحده يرى السماوات مفتوحة ويسمع صوت الآب (مرقس 1، 10-11). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74066 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في العماد جاء هذا الصوت من أجلنا نحن حتى نُدرك أننا فيه ننعم بسرور الآب السماوي، ونُحسب أبناء له من خلال مياه المعمودية وعمل روحه القدوس. في هذا الصدد يقول القديس كيرلس: "المسيح هو حقًا ابن الله الوحيد، وحيثُ أنهُ صار شبيهاً لنا أعلنت بنوَّته لا من أجل نفسه، لأنه كان ولا يزال وسيبقى الابن، لكن هذه البنوَّة أُعلنت من أجلنا نحن البشر الذين صرنا أبناء الله، لأن المسيح بكرنا وسندنا. إذ ورد في تعليم بولس الرسول "فإِذا كانَ أَحَدٌ في المسيح، فإِنَّه خَلْقٌ جَديد. قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة" (2 قورنتس 5: 17). وقد اظهرت هذه المعمودية ان يسوع كانت له علاقة فريدة مع بالله. فمعمودية يسوع اثبتت أنه كان حقاً ابن الله، وان الله نفسه يساند رسالته. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74067 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ظهر الثالوث الاقدس في عماد السيد المسيح ظهورا متمايزًا، غير منفصل: الابن المتجسد خارجا من المياه لكي يهبنا الخروج من خطايانا من أجل الدخولِ به وفيه إلى شركة مجده، والروح القدس نازلاً على شكل حمامة ليُقيم كنيسة المسيح الحمامة الروحية الحاملة سمات سيدها، وصوت الآب صادرًا من السماء مُعلنا بنوَّتنا له في ابنه، ويقيم منا حجارة روحية لبناء الكنيسة الأبدية. وفي هذا الصدد يعلق القديس ايرونيموس "نرى هنا سرّ الثالوث: الرّب يسوع يعتمد، الرُّوح القدس ينزل بشكل حمامة، والآب يتكلّم من أعلى السماء". هكذا ظهر الثالوث القدوس لبنياننا بالله، لذا دعي عيد عماد السيد بعيد الظهور الإلهي، لكن يجب تأكيد ما قاله القديس أوغسطينوس: "هذا ما نتمسك به بحق وبغيرة شديدة، وهو أن الآب والابن والروح القدس ثالوث غير قابل للانفصال، إله واحد لا ثلاثة" الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74068 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نجد في نص انجيل مرقس إعلانا صريحا للثالوث الاقدس الاَّ ان التركيز النهائي كان على الابن. فمع ان الله ثالوث فإن اول لقاء للإنسان معه يجب ان يكون دائما في المسيح كما صرّح هو نفسه " لأَنَّكُم، بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً"(يوحنا 15:5). لا توجد "حياة" روحية ممكنة خارج المسيح: خُلق الانسان ليعيش في "المسيح" ابن الله الحي، حبيب الله كما شهد القديس بولس الرسول بقوله "الحَياةُ عِندي هي المسيح" (فيلبي 1: 21). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74069 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() توما الغائب ![]() «أَمَّا تُومَا أحد الاثني عشر، الذي يقال له التوأم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ» ( يوحنا 20: 24 ) كم خسر تُومَا بتغيبه عن الاجتماع الذي أظهر الرب فيه نفسه حيًا للتلاميذ. ولكن تُومَا لم يَعِ مقدار خسارته، وعندما أخبره التلاميذ «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!»، لم يُصدقهم. ونحن لا نعرف كم من التلاميذ كانوا حاضرين في مساء ذلك اليوم، يوم القيامة، ولكن بكل تأكيد كان عدد الشهود الذين رأوه وسمعوه ولمسوه كافيًا جدًا. وألا يُعدّ أمرًا خطيرًا ومُحزنًا أن يشك في شهادة قوية كهذه؟ ولكن تُومَا لم يعبأ بكل هذا. كان عنده شروط معينة يجب أن تتم. يجب أنه هو شخصيًا يرى ويلمس ««إِنْ لَمْ أُبْصِرْ ... وَأَضَعْ إِصْبِعِي ... وَأَضَعْ يَدِي ... لاَ أُومِنْ» ( يو 20: 25 ). كم كانت هذه الكلمات سبب خجل شديد له فيما بعد. لقد كانت هذه الكلمات في أساسها هي نفس التعبيرات التي استخدمها أعداء الرب في إصرارهم على أن تُعطى لهم آية «لِنَرَى وَنُؤْمِنَ» ( يو 6: 30 ؛ مت12: 38؛ 27: 42). ولكننا نجد التلاميذ يجتمعون ثانية في اليوم الأول من الأسبوع التالي «وَتُومَا مَعَهُمْ» ( يو 20: 26 ). لقد تعلم على الأقل خلال هذا الأسبوع أن لا يتغيب مرة أخرى. ولم يخيّب الرب توقعاتهم «فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سلاَمٌ لَكُمْ!». ويمكننا أن نقول إن هذه الزيارة كانت بالأخص لأجل تُومَا. فلقد التفت الرب مباشرة له «ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا» (ع27). يا لها من نعمة عجيبة! وفي نفس الوقت يا لها من مواجهة مُخجلة! ألم يحدث معنا مثل هذا الأمر أحيانًا! وما يُثير دهشتنا أكثر، أن الرب تكلم مع تُومَا بنفس الكلام الذي سبق أن طلب أن يكون له! فهو العارف بقلوب الجميع، وهو الذي يعرف حاجة كل واحد، ويستطيع أن يتقابل مع كل واحد حيث يوجد، وفي ذات الموقع الذي هو فيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 74070 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «أَمَّا تُومَا أحد الاثني عشر، الذي يقال له التوأم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ» ( يوحنا 20: 24 ) كم خسر تُومَا بتغيبه عن الاجتماع الذي أظهر الرب فيه نفسه حيًا للتلاميذ. ولكن تُومَا لم يَعِ مقدار خسارته، وعندما أخبره التلاميذ «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!»، لم يُصدقهم. ونحن لا نعرف كم من التلاميذ كانوا حاضرين في مساء ذلك اليوم، يوم القيامة، ولكن بكل تأكيد كان عدد الشهود الذين رأوه وسمعوه ولمسوه كافيًا جدًا. وألا يُعدّ أمرًا خطيرًا ومُحزنًا أن يشك في شهادة قوية كهذه؟ ولكن تُومَا لم يعبأ بكل هذا. كان عنده شروط معينة يجب أن تتم. يجب أنه هو شخصيًا يرى ويلمس ««إِنْ لَمْ أُبْصِرْ ... وَأَضَعْ إِصْبِعِي ... وَأَضَعْ يَدِي ... لاَ أُومِنْ» ( يو 20: 25 ). كم كانت هذه الكلمات سبب خجل شديد له فيما بعد. لقد كانت هذه الكلمات في أساسها هي نفس التعبيرات التي استخدمها أعداء الرب في إصرارهم على أن تُعطى لهم آية «لِنَرَى وَنُؤْمِنَ» ( يو 6: 30 ؛ مت12: 38؛ 27: 42). |
||||