منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 04 - 2022, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 73841 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





منع كبرياء الابن الأكبر من مصالحة أبيه.

فيعتبر الأب سيّداً، ولا يعتبر نفسه الابن، بل خادماً، خدم سيّده دائماً.

ويتذمّر، لأنّه لم يبتعد عن البيت أبداً، ولكنّ قلبه خالً من المحبّة.

فهو مرتبط بعطايا ألاب، وليس بالأب نفسه. ولهذا صَعب عليه العودة إلى البيت.

والإنجيل في الواقع لا يذكر إن كان الابن قد سمع كلمة الأب، ربّما يكون هذا الصمت مُبرّراً بسبب أنّ الجواب ينبغي أن يكون موجّهاً إلينا أيضاً!

 
قديم 07 - 04 - 2022, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 73842 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





رد فعل الأب من ابنه الأكبر



نجد تناقضاً بين رد فعل الأب وموقف ابنه الأكبر. كان الأب فرحا وغفر للابن الأصغر فعلته، أمَّا الابن الأكبر فكان يحسُّ بمرارة، وامتعاض، بل غضب لقبول أخيه الخاطئ في البيت. ولم يرض الابن الأكبر أن يسامح بل كان حزين، في حين غفر الأب لابنه الأصغر وكان فرحا لعودته؛ والفرق بين الفرح والحزن هو القدرة على الغفران. ولذلك لمَّا رفض الأخ الأكبر الغفران لأخيه الأصغر فقد أضاع فرصة لاختبار الفرح ومشاركة الآخرين فيه.



يختم المثل بالجواب على المشكلة التي يبتدئ بها الفصل "هذا الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الخاطِئينَ ويَأكُلُ مَعَهم!" (لوقا 15: 1-2)، ويلقي ضوء على عبرة المثل الأساسية، وهي دعوة إلى الفِرِّيسِيين للدخول إلى فرح الله ولتوسيع قلوبهم على سعة قلب الله في استقبال الخاطئين العائدين إليه، وهناك دعوة أيضا للمسيحيين الآتين من العالم اليهودي والذي يُمثلهم الأخ الأكبر إلى تقبل المسيحيين الآتين من العالم الوثني والذي يمثلهم الأخ الأصغر.

 
قديم 07 - 04 - 2022, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 73843 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






أظهر يسوع من خلال مثل الابن الضال وجه ومن وجوه الرحمة الإلهية، فكشف أن الله الآب هو إله الغفران "الرَّبّ رَحيمٌ ورَؤُوف، طَويلُ الأَناةِ كَثيرُ الَرَّحمَة والوَفاء ولكنَّه لا يَتُركُ دونَ عِقابٍ شَيئاً، فيُعاتِبُ إِثْمَ الآباءِ في البَنينَ وفي بَني البَنينَ إلى الجيلِ الثَّالِثِ والرَّابِع" (خروج34: 6-9). لكن قلب الله ليس كقلب الإنسان، والقدوس لا يحب أن يهلك (هوشع 11: 8-9). إن الله لا يريد موت المنافق بل توبته كما جاء في نبوءة حزقيال "لعَلَّ هَوايَ في مَوتِ الشِّرَّير؟ يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ. أَلَيسَ في أَن يَتوبَ عن طرقِه فيَحْيا؟ "(حزقيال 18: 23)، ولكي يغدق عليه غفرانه كما جاء في نبوءة أشعيا " إِنَّ أَفكاري لَيسَت أَفْكارَكم ولا طرقُكم طُرُقي، يَقولُ الرَّبّ. كما تَعْلو السَّمواتُ عنِ الأَرض كذلك طُرُقي تَعْلو عن طُرُقِكم وأَفْكاري عن أَفْكارِكم " (أشعيا 55: 7-9).
 
قديم 07 - 04 - 2022, 03:12 PM   رقم المشاركة : ( 73844 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مثل الابن الضال كما يغمر صلاة المزامير بالثقة هو أن الله يصفح عن الخاطئ الذي يعترف بخطاياه كما جاء في قول صاحب المزامير " ْأَبَحتُكَ خَطيئَتي وما كَتَمت إِثْمي قُلتُ:
أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِمَعاصِيَّ وأنتَ رَفَعتَ وِزْرَ خطيئَتي"(مزمور 32: 5)،

ولا يرغب الله موت الخاطئ "هو رَحيمٌ يَغفِرُ الإِثمَ ولا يُهلِك" (مزمور 78: 38)، فإنه يخلقه خلقاً جديداً، مطهّراً إياه، وغامراً بالبهجة قلبه المنسحق والمتواضع (مزمور 51: 10-14).

والله هو الآب الذي يرأف بجميع أبنائه (مزمور 103: 3).
إنه إله الرحمة (دانيال 9: 9)، ويقدم غفرانه لجميع الناس (يونان 3: 10).
ويتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا كما جاء في سفر الحكمة " تَرحَمُ جَميعَ النَّاس لأنّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير وتَتَغاضَى عن خَطايا النَّاسِ لِكَي يَتوبوا" (حكمة 11: 23).
 
قديم 07 - 04 - 2022, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 73845 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






أعلن يسوع إلى الخطأة الذين حرمهم الفريسيون المُتزمِّتون من الملكوت بشارة الرحمة الإلهية.
ويُسرّ قلب الله، لا لهؤلاء الأبرار في أعين أنفسهم، بل للخطأة التائبين الذين شبّههم بالخروف الضال (لوقا 15: 1-7) أو الدرهم الضائع (لوقا 15: 8-10) اللذين عثر عليهما بعد ضياعهما.

يترقّب الأب بشوق جزيل عودة ابنه الضال، وإذ يراه من بعيد تتحرك عواطفه ويركض ليحتضنه (لوقا 15: 20) لقد انتظر الله طويلاً، ولا زال ينتظر بصبر بني إسرائيل الذين لا يرجعون عن ضلالهم، وهم أشبه بشجرة التين التي لا تثمر (13: 6-9).

الله حقاً هو "أبو المراحم" كما يلقبه بولس الرسول " أَبو الرَّأفَةِ (2 قورنتس 1: 3) “إِنَّه " رَحمانٌ رَحيم" كما ورد في رسالة يعقوب الرسول (يعقوب 5: 11).
 
قديم 07 - 04 - 2022, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 73846 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





تجاهل اليهود الرحمة الإلهية، معتبرين أنهم ينالون البِر، بفضل أعمالهم، وحفظهم الشريعة، لكن بولس الرسول يذكّرهم بأنهم هم أيضاً خطأة، يحتاجون إلى الرحمة عن طريق التبرير بالإيمان. ومقابل هؤلاء اليهود، فإن الوثنيين الذين لم يحظوا بمواعيد من الله، بدأوا بدورهم يُجتَذبون نحو مجال الرحمة الإلهية.
فينبغي أن يعترف الجميع أنهم خطأة حتى ينعموا كلهم برحمته. "لأَنَّ اللهَ أَغلَقَ على جَميعِ النَّاسِ في العِصْيانِ لِيَرحَمَهم جَميعًا " (رومة 11: 32).

وكم من المسيحيّين تثور ثائرته حين يسمع أحدهم يقول إنّ خلاص المسيح سيُعطى للجميع، مسيحيّين وغير مسيحيّين؟ من السهل أن نغتاظ حين يغفر الله برحمته للآخرين الذين نعتبرهم خطأة وانهم أسوة معنا.


 
قديم 07 - 04 - 2022, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 73847 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





كتب البشير لوقا إنجيله للأمم الوثنية وأنفرد بذكر ثلاثة أمثال قالها السيد المسيح ليؤكد أنه جاء من أجل الخطأة، وأنه يحبهم: مثل الخروف الضال (لوقا: 15-4-7)، والدرهم المفقود (لوقا 15: 8-10)، والابن الضال (لوقا 15: 11-32)، بينما أكتفي القديس متى بذكر مثل الخروف الضال فقط (متى 18: 12-14)



في إنجيل اليوم حول الابن الضال يطلب الله الخطأة ويبحث عن المفقودين ويفتح أحضانه لكل ضال يرتد إليه، ويقدَّم لنا خلال المثل أبوته وشوقه الإلهي نحو الإنسان وبحثه عن كل نفس ويكشف فرحه بعودته إلى الشركة معه.

ويتمحور المثل على ثلاث شخصيات وهم الأب وابنيه. الرجل يمثل الله الآب. والأبوة هي أقرب وصف لصفات الله. والمأساة الأليمة ليست آلام الابن الضال ووخز ضميره فحسب، بل حزن أبيه لفقدان ابنه. ندم الابن الأصغر على ماضيه واعترف أمام والده وقصد البقاء في المستقبل في بيت أبيه؛ وهو يمثل أولا العَشَّارين والخاطئين ثم يشير الابن الأصغر للأمم الذين تركوا الله في البداية وعاشوا في نجاسة، بل بدَّدوا عطايا الله: كرامتهم ومواهبهم، في عبادة الأوثان وفي شهواتهم. ولكنهم عادوا في نهاية الأيام.

 
قديم 07 - 04 - 2022, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 73848 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





كتب البشير لوقا إنجيله للأمم الوثنية وأنفرد بذكر ثلاثة أمثال قالها السيد المسيح ليؤكد أنه جاء من أجل الخطأة، وأنه يحبهم: مثل الخروف الضال (لوقا: 15-4-7)، والدرهم المفقود (لوقا 15: 8-10)، والابن الضال (لوقا 15: 11-32)، بينما أكتفي القديس متى أمَّا الابن الأكبر فيُمثّل أولا الفِرِّيسِيين والكَتَبَةُ المتكبِّرين الرافضين لدخول بيوت الخطأة وقبوله لهم؛ ثم يشير لليهود، فهم كانوا بكراً في معرفة الله، قبلوا المواعيد الإلهية وكان لهم الشريعة والنبوءات. لكنهم بسبب حسدهم وقفوا خارج البيت، خارج الإيمان ونقدوا محبة الله للأمم.

ويشير الابن الأكبر أيضا للفريسيين ولكل من عاش مع الله في بيته طالما كانت مادياته جيدة لكنه يغضب على الله إذا تأثرت مادياته فيترك الله وبيته.

فهذا الإنسان مرتبط بالله شكلاً دون حب، أو مرتبط بعطايا الله وليس بالله نفسه.
وهكذا تدفعنا شخصيّة الابن البكر إلى إجراء فحص للضمير حيث بإمكاننا البقاء في البيت وفي الوقت نفسه الخروج منه بسبب تتمسكنا الخارجي بوصايا الله وبالغيرة والحسد من الآخرين وعدم عيش الرحمة الإلهيّة.
 
قديم 07 - 04 - 2022, 03:22 PM   رقم المشاركة : ( 73849 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يُعلمنا إنجيل اليوم ألاَّ نحكم على إنسان في منتصف الطريق.
فالابن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير، لكنه عاد إلى بيت أبيه. بينما الابن الأكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في طاعة كاملة لأبيه. لذلك يقول بولس الرسول "اعتَبِروا بما انتَهَت إِلَيه سيرَتُهم" (العبرانيين 7:13) فالعبرة بالنهاية.

لذلك علينا ألاَّ ندين أحد، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ومدى استعداد كل واحد، ونهاية طريق كل واحد.

 
قديم 07 - 04 - 2022, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 73850 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يونان والمسيح في العاصفة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ ( يونان 1: 4 )
فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ ( مرقس 4: 37 )






يا له من اختلاف بين هاتين العاصفتين! في الأولى نرى نبي الله يونان يفكر في مركزه الشخصي أكثر من تفكيره في تحذير وخلاص البشر المُسرعين إلى الدينونة والهلاك، حتى إنه أثناء العاصفة الناتجة عن عصيانه، أسلَم نفسه وضميره للنوم. أما العاصفة الثانية فقد ذُكرت في الإنجيل الذي يصف بطريقة خاصة الخدمة الكاملة والمتواصلة لذاك «الذي إذ كان في صورة الله، لم يَحسِب خُلسَةً أن يكون مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورةَ عبدٍ».



فنحن نرى هنا أعظم جميع الأنبياء، الذي ستر صورة الله تحت صورة العبد، وحجب أمجاد لاهوته في حجاب ناسوته، وأتى إلى العالم؛ مكان الخطية والبؤس والموت والدينونة، لكي يُحذر الخطاة العصاة ليهربوا من الغضب الآتي، ولكي يُريهم الطريق الوحيد للخلاص، بالإيمان بشخصه، قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي». كانت خدمته في الأرض خدمة متواصلة، وكانت أعماله كثيرة حتى إن التلميذ الذي كان يتكئ في حضنه، وصف هذه الأعمال بأنها «إن كُتبت واحدة واحدة، فلستُ أظن أن العالم نفسه يَسَع الكتب المكتوبة» ( يو 21: 25 ).

لقد أوشك يوم آخر من أيام خدمة محبته التي لا تكلّ في طريق الطاعة والبر أن ينتهي، فأمر تلاميذه أن يجتازوا إلى الجانب الآخر من البحيرة. لقد صرفوا الجمع الذي كان يُحيط به، وتحرّكت السفينة بحملها الثمين إلى الشاطئ الآخر. لكن الشيطان ”رئيس سلطان الهواء“ عرف أيضًا ما تحمله هذه السفينة الصغيرة، لذا فهو يحاول أن يُغرقها بالذين عليها، لأنهم مكروهون جدًا لديه. كانت هذه العاصفة مُغايرة تمامًا لتلك التي أرسلها الله في حالة يونان؛ فهي لم تأتِ من الله، بل من الشيطان بسماح من الله، وذلك لمجد ابنه ولامتحان التلاميذ.

نعم. يا له من اختلاف بين هاتين العاصفتين! في الأولى نرى نبي الله يونان، تابعًا لإرادته الخاصة، وهو نائم نومًا عميقًا دون اكتراث وسط العاصفة التي أتت نتيجة لعصيانه. أما في الثانية فنرى ابن الله المُطيع؛ أكثر الخدام اتضاعًا وأكثرهم استعدادًا، وسط الريح العاصفة نائمًا على وسادة في مؤخر السفينة، بينما الأمواج الهائجة تضرب السفينة وتملأها بالمياه، مُهددة إيّاها في كل لحظة بالغَرَق. لكن كان في تلك السفينة مَن هو أعظم مِن يونان.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025