منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 03 - 2022, 11:53 AM   رقم المشاركة : ( 73041 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





بالحقيقة أن المسيح يقول في (متى 9: 12 و13) إن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب، وإنه ما جاء ليدعو إلى التوبة الأبرار بل الخطاة إلا أن سياق الكلام يبين أن المسيح - إذ قال كلما قاله هنا - كان يفكر في الفريسيين وفي برِّهم الذاتي حين تجهموا لما رأوه يُجالس العشارين والخطاة.
فلقد تعالوا على هؤلاء جداً ولعب برأسهم التبجُّح ببرِّهم ولم يستشعروا حاجتهم إلى محبة المسيح الباحثة عن المحتاجين إليها.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 11:55 AM   رقم المشاركة : ( 73042 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






في الآية الثالثة عشرة يقول المسيح صراحةً وما يُفهم منه أن الفريسيين، لو فهموا أن الله في شريعته لم يُرِد الذبائح الخارجية بل الرحمة الروحية الداخلية، لكانوا وصلوا إلى الاقتناع بأنهم هم أيضاً - شأنهم شأن العشارين والخطاة -مذنبون ونجسون ومحتاجون إلى التوبة باسمه الكريم.

وهو نفسه في تلك الأثناء يقصر خدمته على خراف بيت اسرائيل الضالة (مت 15: 24)، غير أنه بعد قيامته يكلف تلاميذه وكالة الانطلاق إلى العالم أجمع والكرازة بالإنجيل للخليقة كلها، لأن الخلاص هو لجميع البشر الذين يركنون إلى الإيمان باسمه (مرقس 16: 15 و16).
ومما يوافق هذا أن الرسول بولس يبدأ رسالته إلى مؤمني مدينة رومية بعرضٍ شامل للحجج التي تُبين أن العالم كُلَّه مذنبٌ أمام الله وأنه بالتالي لن يتبرر جسدٌ ما بأعمال الناموس (رو 3: 19 و 20).
فليس الوثنيون فقط لم يعرفوا الله ولم يمجِّدوه (رو 1: 8 - 32).

بل أيضاً اليهود المفاخرون بامتيازاتهم ولكنهم في الواقع يُذنبون بالخطايا عينها هُم جميعاً تحت حُكم الخطية (رو 3: 9؛ 11: 32؛ غلاطية 3: 22).

ولا بُدَّ أن يكون ذلك لكي يستدَّ كلُّ فمٍ وتتعظم نعمة الله وحدها في خلاص الجميع.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 11:56 AM   رقم المشاركة : ( 73043 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الواقع أن هذا الإثم الشامل هو على نحو جوهري أساس الكرازة بالإنجيل في العهد الجديد، بحيث يصبح لكلمة "العالم" مضمونٌ بغيض جداً.
فإذا نظرنا إلى العالم في حد ذاته وإلى كلِّ ما فيه نجد بالطبع أن الله هو خالق هذا وذاك؛ غير أن العالم صار من جراء الخطية فاسداً جداً بحيث إنه يقوم الآن في مواجهة الله كقوةٍ معادية.

فهو لا يعرف الكلمة الذي له يدين بوجوده (يوحنا 1: 10).

وهو بكامله موضوع في الشرير (1 يوحنا 5: 19)، وخاضعٌ للشيطان كرئيس له (يو 14: 30؛ 16: 11)، وهو زائلٌ بكل ما فيه من شهوة ومرغوبية (1 يو 2: 16).
وكل من يُحبُّ العالم يبين أن محبة الآب ليست فيه (1 يو 2: 15)، ومن أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله (يعقوب 4: 4).
 
قديم 31 - 03 - 2022, 11:58 AM   رقم المشاركة : ( 73044 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






من شأن هذه الحالة الرهيبة التي توجد فيها البشر والعالم بالطبيعة أن تثير الأسئلة حول مصدرها وسببها: من أين جاءت، لا الخطية الأولى وحدها بل حالة الإثم الشاملة؟

وما مصدر الذنب والفساد اللذين يشملان الجنس البشري كلَّه واللذين يخضع لهما كلُّ إنسانٍ منذ ولادته، ما عدا المسيح طبعاً؟

أبين الخطية الأولى التي ارتُكبت في الفردوس وطوفان الإثم الذي غمر العالم مذ ذاك أيةُ علاقة؟

وإن كان نعم، فما طبيعة هذه العلاقة؟
هنالك من يقفون مع بيلاجيوس في إنكاره الكلي لمثل هذه العلاقة.

فبحسب ما يقولون إن كل فعلٍ آثم هو عملٌ قائمٌ بذاته ولا يُدخل أي تغيير على الطبيعة البشرية، ويمكن بالتالي أن يعقبه في اللحظة التالية فعلٌ صالح على نحو استثنائي.

وبعدما تعدى آدم وصية الله، ظل في طبيعته الداخلية، أي في نزوعه وإرادته، مثلما كان كلياً.

وهكذا أيضاً جميع الأولاد الذين يتحدرون من هذين الزوجين البشريين الأولين يولدون بطبيعة حيادية وبريئة من الذنب،كتلك التي كانت لآدم أصلاً.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 12:00 PM   رقم المشاركة : ( 73045 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






يوجد بعض الآراء تقول إنه ليس ثمة ما يسمى طبيعةً فاسدة أو نزعة خاطئة أو عادة آثمة، لأن الخليقة كُلَّها بَرَّأها الله وهي تبقى جيدة.

إذ ليس هنالك إلا أفعالٌ رديئة، وهذه لا تشكل سلسلة متصلة غير منفصلة، بل هي على حالٍ تتيح لها أن تتبادل الأدوار كلَّ حين مع الأعمال الصالحة، وهي مرتبطة بالشخص نفسه بطريقةٍ لا تُجاوز البتة الاختيار الحر المتوقف كلياً على الإرادة.

أما الأثر الوحيد الذي ينتقل من الأفعال الأثيمة أو الأعمال الرديئة إلى الشخص نفسه أو إلى الآخرين الذين في جواره، فهو أثر القدوة السيئة فقط.

فما إن نفعل عملاً ردياً مرةً، حتى نصير نزاعين إلى فعله ثانيةً، ولا أرجح أن يقتدي الآخرون بنا، والإثم الشامل الذي يتردى فيه الجنس البشري كلُّه يجب أن يُفسَّر بهذه الطريقة. أي بطريقة المحاكاة.

فليس من شيءٍ يُدعى الخطية الموروثة.

إذ أن كل إنسان يولد بريئاً، ولكن القدوة السيئة التي يقدمها للناس عموماً هي ذات تأثير سيئ في المعاصرين والحُفَداء على السواء.



وإذ تحدوا الجميع العادةُ والعُرف، يسلكون جميعاً في الطريق الأثيم عينه، مع أنه ليس مستحيلاً ولا مستبعداً أن يقوم هُنا أو هناك فردٌ ما فيؤكد ذاته في وجه قوة العرف ويشقُّ طريقه وحيداً ويعيش بقداسةٍ على الأرض.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 12:03 PM   رقم المشاركة : ( 73046 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






إذ تحدوا الجميع العادةُ والعُرف، يسلكون جميعاً في الطريق الأثيم عينه، مع أنه ليس مستحيلاً ولا مستبعداً أن يقوم هُنا أو هناك فردٌ ما فيؤكد ذاته في وجه قوة العرف ويشقُّ طريقه وحيداً ويعيش بقداسةٍ على الأرض.
هذه المحاولة في تفسير فساد البشرية لا تناقض كلمة الله المقدسة في كل ناحية وحسب، بل إنها أيضاً سطحية وغير وافية حتى لا يكاد أحدٌ يدعمها كلياً ولو بصورة نظرية.
ثم إن لها ما يُناقضها في الحقائق الواقعة التي تشهدها اختباراتنا الخاصة وحيواتنا الشخصية.

فجميعنا نعلم من اختبارنا أن فعلاً رديئاً ما ليس خارجياً بالنسبة إلينا وكأنه رداءٌ مُتَّسخ يمكن خلعه وطرحه جانباً، بل إنه بالأولى مرتبطٌ بطبيعتنا الداخلية وهو يخلِّف فيها آثاراً لا تُمحى.
فبعد كل عمل خاطئ، لا نعود مثلما كُنَّا قبله.

إذ إن الخطية تجعلُنا مذنبين ونجسين، وتسلبنا سلام الذهن والقلب، ويعقبها الندم وتبكيت الضمير، وهي تمكننا في الميل إلى الشر، بل في الانحراف إليه، وتُدخِلنا إلى حالة لا نقوى فيها، آخِرَ المر، على بذل المقاومة لسلطان الخطية، بل نستسلم حتى لأخفِّ التجارب.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 73047 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






ثم إنه لأمرُ يعارض الاختبار أيضاً أن تعتقد أن الخطية تستبدُّ بالإنسان من الخارج فقط.

صحيحٌ أن القدوة السيئة يمكن أن يكون لها تأثيرٌ هائل.

نرى ذلك في الأولاد الذين يولدون لآباء أردياء وينشأون في بيئةٍ خلُقية خالية من التقوى والرصانة.

وعلى عكس ذلك، فإن في الولادة من آباء أتقياء والتربية في محيطٍ سليم خُلُقياً ودينياً لبركة لا يمكن تقديرُها.

غير أن ذلك كلَّه ليس إلا جانباً واحداً من المسألة.
فما كان لفلك البيئة السيئة مثلُ هذا التأثير السيئ في الولَد لو أن الولد نفسه لم تكن له في قلبه نزعةٌ نحو الشر.

وعلى المنوال نفسه، فإن البيئة الصالحة ما كانت لتُخفف غالباً في التأثير بالولد لو أن ذلك الولد كان قد تلقى عند ولادته قلباً نقياً يمتثل لكلِّ ما هو خير.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 73048 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لكننا نعلم بالأحرى أن البيئة ليست إلا المناسبة التي فيها تبلغ الخطيةُ طورها في داخلنا.

فأصل الخطية يستقرُّ في أعماق قلوبنا. وقد قال المسيح إنه من الداخل، من قلوب الناس، تخرج الأفكار الشريرة، والزنى والفسق والقتل، والسرقة والطمع والخبث، وسائر الشرور (مرقس 7: 21).

وهذا القول يؤيده اختبارُ كل إنسان. فغالباً - دون إرادتنا ومعرفتنا - تنشأ في وعينا أفكارٌ نجسة وتصورات باطلة.

وفي بعض المناسبات، حيث تواجهنا العداوة أو المقاومة، ينفجر علناً ما يكمن في دواخلنا من شرٍّ مكبوت.

وأحياناً نُذهَل في أنفسنا من عظم شرِّنا، ونتمنى لو نهرب من أنفسنا. فالقلب أخدع من كل شيء، وهو نجيس (شرير بحيث لا يمكن إصلاحه): من يعرفه؟ (إرميا 17: 9).
أخيراً، لو كان الإقتداء بالقدوة السيئة هو وحده أصل الخطية في البشرية، لما كان ممكناً تفسير شمولية الشر المطلقة.

لأجل ذلك ارتأى بيلاجيوس أن أناساً هنا وهناك عاشوا، على وجه الاحتمال، بلا خطية.
إلا أن هذه الاستثناءات إنما تُلقي ضوءاً أسطع على لا معقولية الفكرة البيلاجيوسية.

فما خلا المسيح وحده، لم يطأ الأرض قطُّ إنسانٌ خالٍ من الخطية.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 12:09 PM   رقم المشاركة : ( 73049 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






ليس من الضروري أن نعرف كل الناس واحداً واحداً حتى نحكم هذا الحكم.
فالكتاب المقدس يتكلم على أوضح ما يكون، ودون أدنى لبس أو غموض، فيقول القول الفصل في هذا.
ثم إن تاريخ البشرية كلَّه يقدم البرهان على صحة القول.
وقلبُ كلٍّ منا هو المفتاح الذي يفتح أمامه الباب لفهم القلب الذي يُقيم في داخل الآخرين جميعاً.

فنحن جميعاً سواسية في الأهواء، حتى إننا نكوِّن معاً لا وحدة طبيعية فقط، بل وحدة خلقية أيضاً.

فثمة طبيعة بشرية واحدة يشترك فيها جميع البشر، وهي طبيعة أثيمة ونجسة.

والشجرة الرديئة لا تطلع من الثمر الردئ، بل إنما الثمر الردئ ينتج من الشجرة الرديئة؛ ومن الثمر نعرف الشجر.
 
قديم 31 - 03 - 2022, 12:11 PM   رقم المشاركة : ( 73050 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,708

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






أقر آخرون بصحة هذه الاعتبارت، فأدخلوا بالتالي بعض التعديلات على تعليم بيلاجيوس.
ويعترف هؤلاء بأن شمولية الخطية لا يمكن أن تكون فقط نتيجة الإقتداء بقدوة سيئة، وأن الشر الأدبي لا يأتي الإنسان من الخارج وحسب.

وهم يرون أنفسهم مضطرين إلى الإقرار بأن الخطية تسكن داخل الإنسان من وقت الحبل به وولادته فما بعد، وأنه يأخذ طبيعته الفاسدة من أبويه.

بيد أنهم يذهبون إلى أن هذا الفساد الأدبي صفةُ الذنب، وهو لذلك أيضاً لا يستحق العقاب. وهذا الفسادُ الأدبي الكامن لا يصير خطية وذنباً وفعلاً يستحقَّ اللوم إلا عندما يُذعن له الإنسان باختياره متى بلغ أشُدَّه، أي عندما يتقبل المسؤولية عنه - إذا جاز التعبير - ويحوِّله بإرادته الحَُّرة إلى أفعالٍ أثيمة.
قد يكون في هذا الرأي شبه البيلاجيوسي تسويةٌ ذات شأن، إلا أنه يتبين لنا بعد التفكير فيه أنه غير وافٍ إلى أبعد حد.

ذلك أن الخطية قوامها دائماً اللاشرعية وخرق القانون، والتعدي والابتعاد عن الناموس الذي وضعه الله لخلائقه المتميزة بالعقل والخُلُق. وبينما يمكن أن يتم انتهاك هذا الناموس بما يرتكبه البشر من أعمال أثيمة، قد يتمُّ ذلك أيضاً في ميوله ونزعاته، أي في طبيعته التي يحملها منذ الحبل به وولادته.

والرأي شبه البيلاجيوسي يقر بهذا ويتحدث عن فسادٍ أدبي سابق لخيارات الإنسان وأفعاله. ولكن إذا نظرنا إلى هذا الواقع بعين الجد فلا مفر من الاستنتاج أن الفساد الأدبي الكامن الآن في الطبيعة البشرية هو أيضاً خطية وذنب وأنه بالتالي لا بد من معاقبته.

فليس ثمة إلا هذان الاحتمالان: إما أن تكون الطبيعة البشرية منسجمةً مع ناموس الله، فتكون بذلك ما ينبغي لها أن تكون، وفي هذه الحالة لا تكون فاسدة؛ وإما أن تكون الطبيعة البشرية فاسدة أدبياً ولا تستجيب لناموس الله، فتكون بالتالي لا شرعية وغير مبررة، ولذلك تجعل الإنسان مذنباً ومستحقاً اللوم.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025