![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72371 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اشتهى الشيطان القضاء على المسيح حيث صُلب، لكن المسيح المصلوب جرّد خصمه من كل سلطان كما جاء في تعليم بولس الرسول "خَلَعَ أَصحابَ الرِّئاسةِ والسُّلْطان وشَهَّرَهم فسارَ بِهِم في رَكْبِه ظافِرا" (قولسي 2: 15). وروايةُ التجارب هي بمثابة صورة لكلّ الظروف التي تُمتَحَنُ فيها أمانةُ يسوع لرسالته، حتى الصليب كما يوكّده تحدِّي عُظماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ والشُّيوخ بقوله له: "فَليُنقِذْهُ الآن، إِن كانَ راضِياً عَنه، فقَد قال: أَنا ابنُ الله" (متى 27: 43). وهكذا كان للمسيح حرب مع ابليس انتهت في الموت والقيامة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72372 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نتيجة التجارب انتصر يسوع على المُجرّب منذ البداية حتى النهاية (لوقا 4: 13). فأعاد البشرية إلى وضعها الحقيقيّ وإلى دعوتها في أبّوة الله كما جاء في تعليم صاحب الرسالة الى العبرانيين " لَمَّا كانَ الأَبناءُ شُرَكاءَ في الدَّمِ واللَّحْم، شارَكَهُم هو أَيضًا فيهِما مُشاركةً تامّة لِيَكسِرَ بِمَوتِه شَوكَةَ ذاكَ الَّذي لَه القُدرَةُ على المَوت، أَي إِبليس، ويُحَرِّرَ الَّذينَ ظَلُّوا طَوالَ حَياتِهِم في العُبودِيَّةِ مَخافَةَ المَوت. فإِنَّه كما لا يَخْفى علَيكم، لم يَقُمْ لِنُصرَةِ المَلائِكَة، بل قامَ لِنُصرَةِ نَسْلِ إِبراهيم"(عبرانيين 2 :14-15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72373 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جُرِّب يسوع كما نُجرب نحن ولكنه لم يخطأ "لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة" (عبرانيين 4: 15)، بل خرج يسوع من التجربة منتصراً ولم يدع الشيطان يفصله عن الله. انتصر يسوع على المُجرِّب في عقر داره (لوقا 11: 18-19). فهو "الإنسان" الذي يحيا بكلمة الله وفي الوقت نفسه هو الربّ "المخلّص"، الذي يُساند شعبه في تجربته (متى 16: 1). فحمل على الصليب خطيئة البشر وحوّل تجربة التجديف إلى شكوى بنوية، والموت اللامعقول إلى قيامة " فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب، لِذلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء" (فيلبي 2: 8-9). وأعاد البشرية إلى وضعها الحقيقيّ وإلى دعوتها في أبّوة الله (عبرانيين 2 :10-18). وهكذا ينبغي على كل تلميذ مدعو لخدمة الله ان ينتظر مجابهة مماثلة، وان يتمتع بغلبة مماثلة. ويُعلق الراهب الدومنيكاني جان تولي "في أوقات التجربة، يجب على الإنسان الذي لا يريد سوى الله ولا يرغب إلاّ فيه، أن يحتمي به وينتظر بكلّ صبر أن تعود السكينة" الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72374 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جُرب يسوع كي يتضامن مع الانسان كونه صار إنسانا. فكان يتوجب عليه أن يتعرض لتجارب الشيطان كما يتعرض لها الانسان. لذا سمح يسوع للتعرض للتجربة مثلنا. فعرف تجاربنا وتغلب عليها من أجلنا "لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة" (عبرانيين 4: 15)، ومرّ بكلّ ظروفنا الإنسانيّة، وما من شيء من مشاعرنا واحساساتنا وأفكارنا وأميالنا غريبة عنه. أحبّنا نحن البشر، فتجسّد وصار مثلنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، وُيعلق القدّيس أوغسطينوس "قد مثّلنا الرّب يسوع بشخصه حين أراد أن يجرّبه الشيطان. بالحقيقة، إنّك أنت (أيّها الإنسان) مَنْ تعرّض للتجارب من خلال التّجارب الّتي تعرّض لها الرّب يسوع المسيح لأنه منكَ قد اتّخذ جَسَده ليُعطيك خلاصه، ومنك أخذ موته لكي يُعطيك حياته، ومنك أخذ حزنه لكي يعطيك سعادته. فإنّه منك قد أخذ التجارب أيضاً لكي يُعطيك انتصاره. فإذا تجرّبنا باسمه، فباسمه أيضاً ننتصر على الشيطان" (شرح للمزامير، المزمور 61). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72375 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جرّب يسوع كي يكون قدوة ومثالا في مواقفنا تجاه التجربة والشيطان. قد اختبر يسوع مثلنا كل التجارب التي نجتازها اليوم. لكنه يختلف عنا، لأنه برغم التجربة لم يسقط في الخطيئة كما جاء الكتاب المقدس " لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة" (عبرانيين 4: 15). فهو الانسان الوحيد الذي لم يقترف إثماً، ولم يرتكب خطيئة طوال أيام حياته على الارض. جُرِّب كما نُجرَّب نحن. لكنه لم يخطأ بل انتصر وما انفصل عن الله. واجه المُجرِّب كما يواجه كل واحد منا، واستعمل سلاحا يجب ان نستعمله، وهو سلاح الروح الذي هو كلام الله (أفسس 6: 17)، وثبت على امانته لله تجاه التجربة، فكان مثال الثبات للمؤمنين؛ وهكذا أصبح لنا مثالا في كيفية مواجهة التجربة والتغلب عليها. ويُعلق البابا فرنسيس "مرّ يسوع بهذا الاختبار، من أجل نفسه، كي يطيع مشيئة الآب، ومن أجلنا، كي يعطينا نعمة التغلّب على التجارب"(عظة 18/2/2018). لو لم يخضع يسوع للتجربة، فكيف كان سيكون بإمكانه أن يعلّمنا كيف ننتصر عليها؟ الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72376 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جُرِّب يسوع كي يكون معينا لنا، لأنه يعرف تماما كم نحن بحاجة اليه، إذ هو نفسه جاز في نفس الاختبار "لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ" (عبرانيين 4: 15)، جُرِّب يسوع وانتصر على التجربة ليَعبر بنا فيها من الهزيمة إلى النصرة، ومن الموت إلى الحياة. ويُعلق القديس اوغسطينوس " جُرِّبَ يسوعُ على يدِ إبليس. ومع المسيحِ أنتَ جُرِّبْتَ، لأنَّ المسيحَ منكَ أخذَ لذاتِه جسدًا، ومن ذاتِه وهبَ لك الخلاص. منكَ له التجربة، ومنه كان لك النصر". فالمسيح الآن في السماء يتفهم ضعفنا ويُدرك تجاربنا ويهبنا الغفران. بتجربة المسيح جُرِّبْنا نحن أيضا، وبه هَزَمْنا إبليسَ. ويُعلق القديس أمبروسيوس "لو لم يجربه إبليس لما انتصر الرب لأجلي بطريقة سرِّية ليُحرِّر آدم من السبي". الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72377 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ربط مرقس الانجيلي التجربة بالعماد ليدل على واجب المؤمن ابن لله ان ينتصر على ابليس منذ عماده. وأن نكون أبناءً يعني بالضرورة أن ندخل في تجربة. العبد لا يجرّب وليس عليه أن يختار، لان لا يملك حرية، بل عليه فقط أن ينفذ الأوامر فقط. الابن في المقابل حر، ويستطيع ويجب أن يختار: إن لم يختار الله، يصبح عبدا. لا يكون الإنسان إنساناً ومسؤولاً مسؤولية كاملة إلا إذا كان له القدرة الدائمة على اختيار الله الذي دعاه أن يكون "على صورته" وان يكون ابنه بالمعمودية. ويطلب الله ان يكون جواب الانسان في اختياره على أعظم قدر من الحرية. ومن هنا يأتي تجربة الانسان هي تجربة الايمان والمحبة والرجاء. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72378 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الانسان مدعو الى الالتزام تجاه وعد الله بالتعبير عن ايمانه بطاعة حرة كما حصل لإبراهيم ويوسف وموسى ويشوع (عبرانيين 11: 1-40) وتُشكِّل ذبيحة اسحاق الاختبار الأمثل (تكوين 22). وههنا قد يمرّ الانسان بتجربة إيمان عندما يتدخل الشيطان ويجعل الانسان ان يشكَّ في حضور الله الخلاصي، وهذا ما حدث مع الشعب الإسرائيلي أثناء محنته في البرِّيَّة (خروج 17: 7). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72379 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يختبر الله امانة الشعب للعهد. اختار شعب العهد القديم أن يخدم إلهه (يشوع 24: 18)، لكن لا يزال قلبه منقسماً. الاختبار يُلزم الشعب بإعلان محبته لله وإثباتها بالفعل، ويعمل على تنقية القلب من كلّ شوائبه. ولا يفرض الله محبته على الانسان فرضا، بل يتطلب منه قبولها بحرية. المحبة تعني الاختيار. ومن هنا لا بد من الاختبار، الا ان آدم اختار نفسه كإله (تكوين (3:5)، ذلك ان بين الاختبار والاختيار حدثت التجربة من خلال الشيطان (تكوين 3) وهنا يظهر الشيطان بمظهر المُضل لإغراء قلب الانسان ليكون بعيدا عن الله. في حين ان تجربة يسوع هي تجربة محبة تساعدنا في محبّة الله والقريب، لأن المحبّة هي حركة تُركِّز الانتباهَ على الآخر “معتبرة إيّاه واحدًا مع الشخص نفسه" (البابا فرنسيس، الرسالة العامة Fratelli tutti، عدد 93). ولا يكفي اختيار أولي بل يجب أن نواصل اختياراتنا وتفضيلنا لله، في المواقف الجديدة التي تقدمها الحياة. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 72380 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ان ملكوت الله يبدو متأخرا في ظهوره. فتأتي التجربة اللحظة الحاضرة، تجربة العلمانية أي العيش دون الله، انها تجربة هذا العصر، تجربة الاندماج والاستقرار في هذا العالم بناء على اغراء الشيطان سيد هذا العالم (ايوب 1-2). وهي التجربة التي مرّ بها الشعب العبري في الصحراء لمَّا تخلَّ عن الله ووعوده وتمسك بالعجل الذهبي (خروج 32: 4). وكلما قرب مجيء الرب كلما زادت المقاومة بين النور والظلمات حيث تتقوّى الأمانة في الاضطهاد (لوقا 8: 13-15)، وحيث يخرج الإنسان من الشدّة "مُمحَّصاً". بهذا المعنى يبلغ الاختبار والرسالة ذروتهما في الاستشهاد (لوقا 22: 31، رؤيا 2: 10). ويعلق البابا فرنسيس ان تجربة المسيح تعلمنا " أن نقبل رجاءَ المسيح الذي يبذل حياته على الصليب والذي أقامه الله في اليوم الثالث، وأن نكون "مُستَعِدِّينَ لأَن نَرُدّ على مَن يَطلُبُ مِنا دَليلَ ما نحن علَيه مِنَ الرَّجاء" (1 بطرس 3، 15). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||